الأحد، 3 أبريل 2016

نوروز عيدا لقهر الظلم وعيدا للأم والشعر وتغريد البلابل بقلم سارة السهيل

نوروز عيدا لقهر الظلم وعيدا للأم والشعر وتغريد البلابل

 بقلم سارة السهيل


في منحة كونية عظيمة نرجو من الله فيها أن يمدنابكل طاقة انسانية علي الفرح والوفاء والتغني بالطبيعة والامل بيوم جديد نتخلص فيهمن الشرور وننعم بالسلام والحب ، يأتينا عيد  نوروز يوم 21 مارس لدي الاكرادوعرقيات اخري لينقلنا الي الاعتدال الفلكي  والمزاجي والانساني ايضا ،فيتساوى الليل مع النهار معلنا بدء فصل الربيع .

وكل شعوب العالم تنتظر هذه الفترة من السنة لتحظي بعبق الربيع وتفتح ازهاره وشدوبلابله ، ولذلك كان الفصل من العام ملهما للشعراء ومطلقا حناجر كبار المطربين فيالعالم ، بل ان الاحتفال بالربيع قد ارتبط في الذاكرة الشعبية المصرية بأغنيةالفنان القدير الراحل فريد الاطرش في أنشدوته " الربيع " والتي يقولفيها : أدي الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره ،وفين حبيبي اللي رماني من جنةالحب لناره .

وبقدر ما يظل نوروز عيدا قوميا للاكراد ورمز لانتصار الحق على الباطل وبداية لعهدالخير والحرية وبالازدهار في ربوع المنطقة  فقد تحول العقل الجمعي الشعبيالكردي إلى كرنفال سنوي يعبر عن عشق الكردي للطبيعة وشوقه إلى الحرية وحاجته للقاءالأحبة والخلان  فتجمعهم دفئ المشاعر الانسانية و دفئ شمس آذار في الحاديوالعشرين من كل عام.

هذا الدفئ الانساني يستشعره وتعيشه الشعوب العربية خلال الاحتفال بعيد الام خاصةفي مصر ، حيث يتزامن عيد النيروز مع عيد الام ، ولا غرابة في ان يهتدي العقلالبشري لاختيار هذا التاريخ بالذات وهو 21 مارس للاحتفاء بالربيع وبالأم التي هيرمز الخصوبة والنماء كما هو الربيع رمزا لتفتح الازاهير ، وكما يجتمع الابناء لدي الام ويجلبون لها أثمن الهدايا احتفاءا بدورها العظيم وتقديرا لتفانيهافي  تربيتهم وتعبيرا عن معاني الوفاء، فان الطبيعة هي الاخري تفئ بالخير كلهفي بدء فصل الربيع حيث عيد النيروز  وتملأ نفوسنا بالامل والاحلام اللانهائية.

  ويهتدي العقل البشري مجددا لاهمية هذا التاريخ 21 مارس حيث عيد نوروز، لتختاره المنظمة العالمية للتربية والثقافة، منذ أكثر من عشرة  سنوات ،ليكون يوماً عالمياً للشعر فيحدث التلاقح الفكري والابداعي والانساني عبر العديدمن الامسيات الشعرية التي تقام في العالم لاحياء فن الشعر وتطويره .

يحتفل الأكراد  بالعراق بعيد نوروز 21 آذار من كل عام بالخروج إلى الطبيعةوالتجمّع واحياء الفلكلور والرقصات الكردية واشعال الشموع . حيث ينتقل القرويونلاماكن التجمع والاحتفال بجانب الأنهار والسواقي وعلى سفوح التلال حاملين زادالنهار وما طاب من أكل وشراب... أما في المدن الكبيرة فقد اتخذت الناس أمكنة محددةيجتمعون فيها بمئات الألوف حيث العروض الممتعة من الرقص والأغاني والأناشيدالكردية الشجية والدبكة ذات الحركات المتناسقة التي تلتف حول الطبل والزرنة حلقاتوحلقات و التي تحكي قصة نوروز والكرد ، وما ان يأتي المغيب يتصافح الكرد ويتبادلونالتهاني بالعيد .

ينطلق عيد النيروز من قصة نوروز ، وهي قصة شعب يئن تحت الظلم والقهر على يد مستبدسفاح يدعى (ضحاك) ظهرت دمَلتان في منكبيه على شكل ثعبانين، يصف له أطباؤه مخالشباب دواء، فيأمر بقتل شابين كرديين كل يوم، فينتشر بذلك الفزع والرعب بين صفوفالشعب، ولكن طباخيه الذين سئموا تلك الجريمة النكراء يكتفون بقتل شاب واحد كل يومويتركون الآخر ليهرب إلى الجبال، حيث تألفت من الناجين عصابات مناوئة لهذا الملكالسفاح، حتي ظهر حداد يدعى (كاوا) يرفض أن يقضي الملك على أولاده وبني قومه، فيحملمطرقته ويذهب إلى القصر ليهوي بها على رأس الطاغية ويحرَر العباد والبلاد من ظلمهوعدوانه، فيشعل الشباب النيران على رؤوس الجبال إيذانا بانتهاء شتاء حكم (ضحاك)وقدوم ربيع عهد الحرية. وينصب على العرش حاكم جديد، وهو "فريدون، " من نسل شيدين، وقد عم في عهده الخير والحرية والبركة. وحينما يحتفل الشعبالكوردي في هذا اليوم، إنما يعبر عن مباهج هذا اليوم المجيد في تاريخه، والذي سموهبـ نوروز والتي تتكون من كلمتين كورديتين (نوي) والتي تعني الجديد ، و(روز)والراءبثلاث نقط تعني يوم أو كدلالة على العهد ، فتعني اليوم أو العهد الجديد.