الاثنين، 19 نوفمبر 2018

فنون إدارة ازمة الكوارث الأخلاقية بالمدارس


فنون إدارة ازمة الكوارث الأخلاقية بالمدارس
سارة طالب السهيل 


كانت المدراس قديما نوافذ مفتوحة للعلم والتربية معا دون انفصال لاحدهما عن الاخر باعتبارهما وجهان لعملة واحدة في تشكيل وعي الإنسان أخلاقيا ومعرفيا، كما هناك تكامل في الأدوار التربوية والاجتماعية لكل من المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية والاسرية في تنشئة الأجيال علي المفاهيم الحضارية والسلوكية القويمة.

وسرعان ما تبدلت الأحوال ونسيت المجتمعات العربية الحكمة في بناء الأمم وبقائها وسر خلودها كما قال الشاعر العظيم أحمد شوقي:

" و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ....و إذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النفس بالأخلاق تستقم".
فباتت العناية بالأخلاق امرا ثانويا لا تهتم به المنظومة الاسرية ولا التعليمية وترك الحبل على الغارب للأبناء يتلقون المفاهيم المغلوطة للحرية ويفعلوا ما يشاءون داخل المدارس

يقف المجتمع العربي موقف المتفرج من أطفال هذه المدراس وهم يتدنسون بأفكار الحرية المغلوطة من تدخين وتعاطي مسكرات او رقصات ماجنة، بينما الغرب قد وضع ضوابط أخلاقية وقانونية لحماية النشء من الضياع، ومنها ان الغرب لا يسمح للطفل بالشرب للمسكرات والتدخين والمخدرات قبل سن ٢١.
وتحفل سجلات الحوادث بالصحف العربية بكوارث أخلاقية تكشف عن حقيقة ان المدراس باتت مصدر للجريمة والانحراف السلوكي، فالطفل يذهب للمدرسة ويتشرب كل أنواع السلوك المنحرف، وان المخدرات تجتاح المدراس في مصر ولبنان والإمارات وغيرها من البلدان العربية.
اعتقد ان الاسرة تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية وغياب الوعي لديها بأهمية ممارسة دور الرقيب على سلوك أبنائها، بل ان الام تعد عنصر رئيسي في تنشئة الصغارعلى القيم الأخلاقية ومقاومة أي سلوك منحرف لديهم مصداقا لقول الشاعر:
" الأم مدرسة ان اعددتها.. اعددت شعبا طيب الأعراق "
فقد انصرفت الام الى الانشغال عن متابعة أبنائها وغرس القيم الأخلاقية في نفوسهم أما بالعمل او متابعة خطوط الموضة، او محادثة صديقاتها بالموبايل او النت، بينما انشغل الأب هو الاخر بعمله وبأصدقائه دوره الأهم في اعتباره راعي وكل راعي مسئول عن رعيته فغاب الاب الموجه والمرشد و الحامي والمدقق لسلوك أبنائه وتقويمهم.

مصادر الخطورة
رغم الانفلات الأخلاقي قد انتشر في المدراس الوطنية والأجنبية على حد سواء، غير الخطورة تشتد فجائعها في المدراس الأجنبية لأن طلابها عادة و بلا تعميم من اصحاب الدخل المرتفع و ابناء العائلات المتنفذة ،و في وقتنا الحاضر على عكس السابق ؛كلما زادت الأموال و السلطة في يد الاسرة زاد معها الإهمال و التسيب و التراخي في تربية الأولاد و يكون ذلك بزيادة تدليلهم و سهولة حصولهم على الأموال و كل احتياجاتهم سواء الأولية او الثانوية مما يشعر الطفل او المراهق بالسيطرة الكاملة على نفسه و من حوله و كأنه محور الكون و يبدا بفرد عضلاته و إثبات ذاته بداية من خلال مشترياته و مقتنياته و من ثم يتحول الى مجرب لكل ما هو جديد وكل ما يبث في الاعلام ووسائل التواصل من صرعات تجعل منه بطلا وتشعره بالثقة بنفسه و انه اصبح كبيرا ولم يعد طفلا من وجهة نظره فكلما اشعل سيجارة يشعر وكأنه كبر عام! هذه العقلية جاءت من فراغ عقله فلو ملأت أسرته عقله بما نفع لما وجد مساحة لهذه الترهات في عقله
و لو زرع اهله ثقته بنفسه لما اضطر للجوء الى هذه الموبقات لإثبات ذاته
و لو اشغل اهله وقته بنشاطات كركوب الخيل و تعلم الموسيقى و الاشتراك بمكتبة او ناد رياضي او اللعب بحديقة في الهواء الطلق او اَي هواية نافعه لما وجد الوقت لممارسة التفاهات و مشاهدة ابطال الوهم من فناني ارصفة أوروبا و امريكا
أتمنى دوما التواصل الحضاري و الفني بين الشعوب و حول القارات و اشجع على هذا التواصل و لكن التواصل الثقافي و الحضاري و بين قوسين (فني) و ليس فن هابط لاحد المتعاطين و المدمنين لينقل تجاربه التي هدمت حياته الى ابنائنا و نحن نتفرج
فيذهب هذا الطفل او المراهق الى المدرسة لينشر بين التلاميذ حبه و متابعته لهذه الشخصيات و يبدا التقليد الأعمى بين الطلبة
وهو ما جعل الكثير من الاسر المحترمة و ان كانت مقتدرة ماديا تخشى ارسال أبنائها الي هذه المدارس، فهل سيفهم حديثي النعمه ممن لم يتعب بالحصول على أمواله انه لا يدمر ابناءه فقط بل مجتمع بأسره فهل يستوعبون انهم يصنعون جيلا من الاتكاليين الأنانيين الماديين فكيف لاتكالي و يحب المال (مادي ) في ان واحد ان يحصل على المال و هو أناني ؟
فنحن لا نصنع الفشل بل نجرهم للفساد و الانحراف و الجريمة

المدارس الأجنبية
———————
للأمانة هناك مدارس اجنبية رائعه بكل المعاني و اكثر التزاما من بعض المدارس العربية من حيث التربية و التعليم و التثقيف و التركيز على بناء الشخصيه و الثقة بالنفس و البحث عّن المعلومة و معرفة الذات و الاهتمام بالسلوك و الاداء و خوض الحياة الواقعية و التاهيل للمرحلة اللاحقة من جامعة و ما بعدها و تابعت بنفسي بعض المدارس الأجنبية بمناهج قديرة ترتقي لبناء انسان من الناحية النفسيه و الثقافية و العلمية
حيث ان بعض المدارس الاخرى الأهلية ربما تركز على الجانب الأخلاقي الا انها تفتقر لباقي المميزات
الا انني و انا اقرا عّن تاريخ المدارس الأجنبية وقعت عيني على هذا النص
تقرير ل(روبرت ساتلوف ) مدير قسم السياسة والتخطيط في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حيث قال: " إن المدارس الأمريكية في البلاد العربية والإسلامية ليست مجرد صروح تعليمية رفيعة المستوى، بل هي سلاحنا السري في معركة أمريكا الأيديولوجية لأمركة المجتمعات العربية والإسلامية " .
فهذه المدارس انها تنحي قيم الدين الإسلامي والمسيحي والقيم الثقافية العربية الاصيلة عن الطلاب الاجتماعية والفكرية والسياسية خلال العملية التربوية والتعلمية.
،.
فهل كان هذا سابقا أم انه مازال مستمرا يحتاج الأعتراف هذا وقفه للنقاش..

الاسرة ودورها
لاشك ان الاسرة هي الأساس في حماية النشء ولا يقتصر دورها في ممارسة الرقابة فقط بل يمتد كما يؤكد خبراء الاجتماع بل مشاركة ابناءها في الحوار و تبادل الثقة، لإشعارهم بضرورة إشراك ذويهم في معرفة كل ما يتعرضون له من دون خوف من رد الفعل.
فاستخدام أساليب الترهيب أو بث الخوف في نفوس الأبناء بصفة مستمرة، يدفعهم إلى احتراف الكذب واللجوء إلى سلوكيات سلبية، من بينها تعاطي المواد المخدرة وادمانها.
ووفقا لتأكيدات علماء الطب النفسي وعلاج الإدمان، فأكثر الحالات عرضة للإدمان تكون لأشخاص لديهم أمهات اما افرطن في تدليل صغارهن، أو انهن بالغن في استخدام القسوة ضدهم، مما احدثا بداخلهم خللا نفسيا.

إدارة الازمة
في تقديري ان الكوارث الأخلاقية التي يعيشها طلاب المدارس العامة والأجنبية المختلطة تتطلب رفع حالة الاستنفار الأمني الاجتماعي، وهو ما يعني ان كل مؤسسات الدولة تستنفر لكي تتعامل مع هذه القضية وفقا لعلم إدارة الأزمات في إدارة المشاريع والمخاطر، فالمجتمع في هذه الحالة مطالب بمعالجة المسبب والبحث عن حل مؤقت وحل آخر جذري في ذات الوقت.
وتنطلق إدارة هذه الازمة من الاسرة لكي تفعل دورها الرقابي وتعزز القيم الدينية والروحية في نفوس أبنائها، كما الاعلام كفاعل رئيسي في تشكيل الوعي، وذلك بوضع خطط ممنهجة للسلوكيات الأخلاقية فيما تبثه من قيم واخلاقيات بشكل فني رفيع المستوي وشيق للناشئة ونشر برامج توعوية للأبوين والابناء معا للتحذير من رفقاء السوء وللتحذير من مخاطر الإدمان.

دور الامهات
برأيي، ان الأمهات تقع عليهن العبء الأكبر في إدارة هذه الازمة الأخلاقية، لانها المنبع الذي يخرج للمجتمع مواطنا صالحا او طالحا، ومن ثم فان الأمهات مطالبات بالوعي في تربية صغارهن من خلال اشغال الأبناء بالتفكير في العابهم ومشاركة الأمهات فيها ثم مراقبة على تصرف غريب يصدر عنهم ومناقشتهم فيه. كما يجب علي الأمهات ان يوسعن صدورهن للصغار ليقولوا كل ما في نفوسهم من احاديث واسئلة لكي يتم تصحيح ما يقولونه أولا بأول. كما يجب على الأمهات استغلال كل فرصة لتنمية الوازع الاخلاقي و الروحاني لدى الأبناء، وتربية الضمير اليقظ داخلهم. مع مساعدة الأبناء على ملء أوقات فراغهم في أنشطة اجتماعية في الجمعيات الخيرية وغيرها بجانب حفزهم على ممارسة الأنشطة الرياضية و النشاطات الاجتماعية و اصدقاء القدوة الحسنة .

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

المؤسسات والمجتمع مسئولان عن ضحايا البحر الميت


المؤسسات والمجتمع مسئولان عن ضحايا البحر الميت

سارة طالب السهيل

عاش ويعيش شعب الأردن وشعوب العالم التي شاهدت فاجعة الموت وهي تحصد أرواح الأبرياء الشهداء من الأطفال والذي لا ذنب لهم في الحياة سوى رغبتهم في الاستمتاع برحلة مدرسية والترفيه تتحقق فيها الصحبة الجميلة والتمتع بالطبيعة.
رحلة السعادة والهناءة للصغار تتحول الى رحلة الموت التي تحيا آلامها قرابة ٢١ أسرة أردنية،
كنت خارج الوطن حينما سمعت بالفاجعة التي وقعت علي كالصاعقة (يا الاهي انهم اطفال ) احباب الله و احبابي كيف يفارقون الدنيا بهذه القسوة تجرفهم السيول وهم في حالة من الخوف الشديد و ربما الجوع والعطش و البرد
تعودنا ان راينا ضحايا من الاطفال ان يكون القاتل عدو او ارهابي في حرب او شبه حرب إنما هذه المرة ضحايانا لم يرحلوا على يد مجرم او غاصب او محتل إنما سرقتهم ثورة الطبيعة و إهمال الأحباب
ففي غمضة عين فقدت أسرة ابنها الوحيد، وأخرى فقدت اثنين من فلذات أكبادها بسبب الإهمال، والجهل وعدم الاخذ بأسباب العلم ومعرفة المناطق الخطرة التي تجرفها السيول ومن ثم عدم الذهاب اليها في توقيتات السيول، وهو ما تبينه الأرصاد الجوية يوميا فهل من متابع، وهل من قارئ وهل من عاقل ؟ّ!!!
ومما يثير الدهشة المؤلمة هو تسرب هذا الجهل داخل المؤسسات التعليمية، فقد خرج 37 طالبًا و7 مرافقين بمدرسة فكتوريا في رحلة إلى منطقة البحر الميت، وبينما كان الطلاب أسفل أحد الجسور القريبة من البحر الميت، طالتهم السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة، وجرفتهم إلى البحر.
فأين مسئولي مدرسة فيكتوريا من علم الأرصاد ومن علوم الجغرافيا ومن التنسيق مع مسئولي البلديات؟ وإذا كانت هذه الرحلة معدة سلفا فلماذا لم يتم تأجيلها فور علم إدارة المدرسة بتوقيتات السيول؟
كما تداول الناس ان السد كان قد فتح يومها لتغيير مياهه التي أصبحت عفنه وتحتاج الى تبديل و لا ادرى مدى صحة هذا التداول
علامات استفهام عديدة حول هذه الفاجعة الإنسانية التي لا معنى لها بمعزل عن الجهل العلمي وغياب الثقافة العلمية داخل المجتمع وعلى رأسه المؤسسة التعليمية، وأيضا الإعلامية والثقافية التي تنشر الوعي بمخاطر هذه المناطق الخطرة والوعي بأفضل توقيتات السنة سلاما وامانا في قصدا سياحيا.

مآسي متواصلة
فجرت كارثة أطفال البحر الميت كل ما في مشاعر الشعب الأردني من ألم حزن لن يغيب بحجم هول الفاجعة وما أفرزته من اهمال، وهل لنا ندخل في قلب الأب منذر العزة وهو يتمزق من هول صدمة نبأ وفاة ابنته "ريم " في فاجعة حادث الرحلة المدرسية، فكيف لنا ان نستقرأ تمزق قلبه عندما فوجئ بأن ابنته الثانية "هند " فقدها عندما تعرف على جثمانها لاحقا بعدما تمكنت فرق الإنقاذ من إخراجها من البحر الميت.
وجاءت مشاهد الأسر المنكوبة في ذويها، أكثر ايلاما، وهي تقف امام قسم الطب الشرعي في مستشفى البشير الحكومي، ما بين الذهول وعدم التصديق، وبين انهمار الدموع كالأمطار الغزيرة تروي الأرض بجراح نازفة، وبين انهيارات نفسية أصابت بعض الاسر بحالات اغماء وصراخ وعويل دون استثناء لا سيما أب الطفل العراقي سعد الذي فقد والدته قبل شهر ليلحق بها تاركا ابيه بحالة من الانهيار الكامل.

إنسانية غواص
ما بين الإهمال والجهل وعدم الارتكان للعلم، فان فاجعة أطفال البحر الميت، قد أثبتت انه في قلب الظلمة دائما يكون هناك نور يفتح لنا أبواب الأمل في الإنسانية، وهو ما تجلي في قصة البطل الأردني الرقيب زاهر سعد، الذي لم تنتظر اذنا حتى يحارب الموت ويواجهه بكل شجاعة لإنقاذ ضحايا رحلة الموت.
فقد كان الرقيب زاهر حصل إجازة لحضور حفل زفاف احد أقربائه، وبينما هو في الطريق يسمع بالفاجعة فيغير طريقه مسرعا ويرتدي بدلة الغوص متجها للبحر الميت لينقذ ببطولة إنسانية أربعة أطفال من الغرق المحقق والهلاك، حظي بها على تقدير شعب الأردن كله.
ولا غرابة أيضا ان تثمن الجالية الأردنية في أوكرانيا شجاعة زاهر وتتبرع له ولأسرته برحلة عمرة .
هذا النموذج المشرق للمواطن الأردني الشريف الذي جسده سعد يعرف معنى الواجب واهمية الإسراع لنجدة المنكوبين يمثل حسا إنسانيا لو توافر في مجتمعاتنا العربية لاستعدنا معنى يقظة الضمير مجددا، ولرحمنا أنفسنا من تداعيات الكثير من الازمات والكوارث في حياتنا.


جريمة
في تقديري ان فاجعة أطفال البحر الميت تمثل جريمة متكاملة الأركان، وقع فيها الأردن حكومة ومؤسسات ومجتمع في شراك الإهمال وعدم تحمل المسئولية، حتى تفرق دم الأطفال الشهداء بين القبائل .
فمن الممكن ان نلقي باللائمة على المدرسة التي اطلقت اطفالها لهذه الرحلة المشؤومة ومن ثم المؤسسة التعليمية و المديرة و المعلمات و وزارة التربية لكننا في هذه الحالة نكون كالنعامة تدفن رأسها في الرمال اذا لم نلم ايضا المسؤولين عن السياحة بدأ من الوزارة و شركة السياحة و التراخيص ومن ثم فقد تتكرر هذه المأساة ما لم نقف على ابعادها وخطورة المتسبب فيها من كل الجهات بدءا من المؤسسة الاسرية التي تسمح لأطفالها بالذهاب لرحلات خطرة في توقيتات السيول، ومما يبرهن على ذلك ان بعض الأهالي رفضوا ارسال أبنائهم في اللحظات الأخيرة عندما عملوا بخطورة الطقس، وان الرحلة تحركت بحافلة واحدة بدلا من اثنين بعد ان خاف الأهالي على أطفالهم ، وذلك حسبما ذكرت بعض وسائل الاعلام.
وللأسف ان الشركة السياحية المنفذة لهذه الرحلة لم تستوعب سوء الأحوال الجوية ولم تدرك عدم قدرة الطلاب الصغار على مواجهة مخاطر مناطق وعرة. و كيف يذهب اطفال آو حتى كبار لمنطقة خطرة دون وجود كل مستلزمات السلامة و فرق إنقاذ احتياطية
كما اين دور وزارة الأشغال في معالجة انهيار أحد الأنفاق وعدم إجراء صيانة لطرق المنطقة؟ وأين دور نقاط التفتيش في الغور في مراجعة التصاريح الخاصة بالرحلات في هذه المنطقة؟ ولماذا غابت شرطة السياحة عن رعاية هذه المناطق والتفتيش على السيارات السياحية.
ومن ثم فان وقوع فاجعة أطفال البحر الميت تمثل مسئولية مشتركة بين مؤسسات الدولة والمجتمع معا فكلاهما مدان ومقصر وغاب عن الوعي والعلم والرقابة.
وفي تقديري، فان فجاعة المصاب في فقد طلابنا فلذات اكبادنا تدفعنا دفعا الى أهمية تعلم الدروس القاسية من هذه التجربة، والنظر اليها باعتبارها قضية امن قومي تتطلب منا تفعيل دور الأجهزة الرقابية على مدارسنا وعلى انشطتهم الترفيهية، كما تتطلب تأهيل المجتمع ثقافيا عبر مؤسساته الثقافية والتعليمية والإعلامية لمعرفة جغرافيا الوطن والمناطق الخطرة فيه وتوقيتات السيول وتجنب خروج أية رحلات ترفيهيه خلالها، ومحاسبة كل المتورطين في هذه الكارثة حتى يتشكل وعي مجتمعي بثقافة الثواب والعقاب كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني الذي ألغى رحلته التي كانت مقرره الى البحرين بقلب أب لكل الأردنيين غاضبا و حزينا لم جرى لأولاده الأطفال الاردنيين.