الثلاثاء، 26 يونيو 2018

بن سلمان ينتصر لحقوق المرأة

الجرأة واقتحام مناطق الألغام الاجتماعية وتحطيم اسلاكها الشائكة والايمان بدور الشباب نساءا ورجالا في صنع مستقبل جديد يواكب العصر ويوائم تحدياته، تمثل في مجملها قدرات لا تتوافر الا في شباب يملكون من القوة النفسية والعلمية والسياسية والقدرة الفاعلة علي التغيير.
وقد تجلت هذه القدرات في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يقود المملكة العربية السعودية لثورة اجتماعية واقتصادية وثقافية تنقل المملكة لعهد ملكي قادر  يواجه بقوة تحديات العصر وتحديات المنطقة العربية من عنف وإرهاب وتطرف وازمات اقتصادية خانقة تمر بها معظم دول المنطقة.
فقد لفت الأمير محمد بن سلمان نظر العالم كله اليه عندما تبني قضايا حقوق المرأة السعودية بعد سنوات عجاف عاشتها في ظل حرية منقوصة وحقوق مهدرة بفعل تأثير الكثير من العادات والتقاليد التي جعلت المرأة السعودية تحت وصاية أبوية ذكورية قاسية، رغم ما تتمتع به من علم وذكاء وقدرة علي اعتلاء أعلي المناصب.
فقد أثبتت المرأة السعودية نبوغا علميا وثقافيا وابداعيا في شتي ميادين الفكر والعمل، لكنها نادرا ما نالت ما تستحقه من تقدير مجتمعي، بل وحرمت لسنوات طويلة من حقها في قيادة السيارة، ومن حقها في الترقي ومنافسة الرجال في العمل والمساواة في الرواتب وغيرها من الحقوق.
وكان ولي العهد محمد بن سلمان من أكثر القادة السعوديين استشعارا بالظلم البين المجحف بحقوق المرأة ولذلك سارع بإعلان موقفه المشرف من تأييد قيادتها  للسيارة ورفضه تقييدها بزي محدد كالعباءة معتبرا ان المرأة السعودية قد سلبت حريتها ظلما وعدوانا لعقود طويلة نتيجة سطوة العادات والتقاليد التي تتعارض مع روح ديننا الإسلامي الحنيف والوسطي.
هذه الجرأة في مواقف ولي العهد محمد بن سلمان فتحت أبواب الأمل مجددا أمام  المرأة السعودية لتحقيق احلامها في الحرية والاستقلال والمساواة الاجتماعية وفقا لقيم واخلاق المجتمع العربي المسلم الأصيل المناهض لكل أشكال التعصب والتمييز ضد المرأة.
ولذلك فان المرأة والشباب السعودي بصفة عامة ينظرون للمستقبل نظرة اكثر تفاؤلا  وفق رؤية ولي العهد ' 2030 ' باعتبارها رؤية شاملة  تضع الشباب في مقدمة الصورة من حيث توفير فرص العمل المتساوية للمرأة والرجل معا وتوفير حياة كريمة لهما باعتبارها جناحي الوطن.
وقد شاركت المرأة السعودية فرحتها الغامرة وهي تشهد افتتاح أول معرض سيارات نسائي في المملكة بجدة، بعد السماح لها بالقيادة، فهي لحظة تحرر وحرية طالما انتظرتها المرأة في المملكة بفارغ الصبر وكخطوة عملية في سبيل تمكينها اقتصاديا واجتماعيا.
وهو ما يؤكده  تقرير أكسفورد جروب من ان تسهم قيادة المرأة سوق العمل من %17 إلى %40، وهو ما سيضيف 64 مليار ريال سنوياً إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
والان وبعد ان اثبت خطأ الفتاوى الدينية التي منعت المرأة من القيادة، فان هذه الفتوي بقدر ما أضرت المرأة والمجتمع اجتماعيا وحضاريا، فانها اهدرت ملايين الريالات كانت تذهب للعمالة الوافدة التي تعمل في وظائف السائق.
وبعد تمتع المرأة بحقها في القيادة فان هذه الملايين من الريالات تستفيد منها الأسرة السعودية نفسها مما يحسن الدخل الاقتصادي للأسرة.
فتبني الأمير محمد بن سلمان  الدفاع عن حقوق المرأة، انما يعكس ايمانه بأهمية تحديث المجتمع وتطويره وتطوير المجتمع المدني السعودي بوتيرة متسارعة  وهو لن يتحقق بمعزل عن تحقيق المساواة بين الجنسين، وهو ما أظن ان ولي العهد يركز علي تحقيقه علي ارض الواقع.
وفي اعتقادي ان ولي العهد محمد بن سلمان يضع نصب عينه خطوات عملية لتمكين المرأة، ربما تكون قد تجلت في بعض المظاهر الاجتماعية والترفيهية التي كانت محرومة منها كقيادة السيارة ومعارض السيارات ودخول ملاعب كرة القدم، غير ان هذه الحقوق الترفيهة، لكن الأهم عمليا فان المرأة السعودية حققت مكتسبات اجتماعية اخري شديدة الأهمية مثل الحق في حضانة الصغار وصندوق النفقة، وتقديم الخدمات لها دون موافقة ولي الأمر، وتطبيق الرياضة النسائية بمدارس البنات.
وما تحقق في ممارسة العمل السياسي في تقديري من اهم المنجزات التي تحققت للمرأة السعودية وهو ما تجلي في تعيين  فاطمة باعشن  متحدث باسم سفارة المملكة بواشطن، وهي سابقة  لم  تحدث من قبل ان تتولي سيدة  سعودية مثل هذا المنصب السياسي.
وفي تقديري ان هذا المنصب للسيدة فاطمة باعشن سيكون نواة لمزيد من المناصب الرفيعة التي ستتولاها المرأة السعودية في العديد من المجالات عما قريب، خاصة في ضوء خطة سمو ولي العهد محمد سلمان التي تركز علي الاستفادة من دور المرأة وقدرتها في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد.
ولعل القدرة علي الاداء المالي والاقتصادي الناجح  للمرأة السعودية قد عكسته  سارة السحيمي  بعد تعيينها على رأس مجلس إدارة السوق المالية السعودية 'تداول' وهو ما يعني القدرة الفائقة للنساء علي إدارة الاعمال والأموال.
ولعل نجاح هذه التجارب المالية  للمرأة السعودية ستبرهن بها المرأة قدرتها خوض غمار التحدي واثبات تفوقها و نجاحها في النهوض بوطنها اسوة بالرجل.
فهنيئا للمرأة السعودية بتحقيق احلامها، وتحية تقدير لسمو ولي العهد بتحقيقه أحلام شباب المملكة في التطوير والتحديث والأمل في مجالات متعددة منها ايضا السياحة الداخلية التي ستوفر الكثير من الأموال التي كانوا منالممكن ان تستغل داخليا بدلا من السفر المتكرر لقضاء الاجازات القصيرة للبحث عن حدائق للأطفال ومرافق سياحية عائلية ناهيك عن ان للترفيه دور كبير في بناء النفس السليمة و الصحة الجسدية المبنية بشكل مباشر على الصحة النفسية فالمرح المنضبط حق مشروع لكل مواطن سيعكس بدوره على عطاء الفرد في سوق العمل و اثبات النجاح 
في رايي المشاريع التي تبنتها السعوديه مؤخرا ستثبت للعالم ان العقول و الثروات البشرية من الممكن ان تحل مكان النفط و البترول اذا نقص او تعثر لا سمح الله مثل مشروع الطاقة الشمسية و غيرها من المشاريع التي بدات بها المملكة 
كمواطن عربي اشعر بفرح لبلد شقيق و شعب شقيق و من المؤكد ان هذا الفكر المستنير دينيا و ثقافيا سيعكس على الساحة العربية عامة بدحض الافكار البالية و الدخول لعالم جديد متطور فكريا و ثقافيا يعترف بحقوق الفرد الذكر و الانثى على حد سواء و يُؤْمِن بدور المراة الفعّال و يتبنى الوسطية الدينية التي ستعيد الكثير الى رحاب الدين بعد ان نَفَر البعض من الأصوات المتشددة التي فرقت الناس و شتتت الشعوب الحمد لله سيلتم الشمل العربي برؤية جديدة مبنية على التسامح و المحبة و العدل .

الجمعة، 22 يونيو 2018

الثروة الليبية مطمع للمافيا الدولية

بعد سبع سنوات عجاف مرت علي الشعب الليبي عقب اندلاع ثورة وهمية صنعها ساركوزي باعترافه ليغطي علي فضيحة تلقي أموال ليبية في حملته الانتخابية، فقد انكشف المستور، بات واضحا للعيان كيف كانت الثروات الليبية المجمدة في الخارج نهبا لأطماع الدول الغربية المودع بها بلايين الدولارات التي هي حق الشعب الليبي وأجياله المتعاقبة.

بعد هذه السنوات الثقيلة والقاتلة، أدرك كل مواطن عربي كيف كانت المنطقة العربية ومنها ليبيا فريسة لمخطط غربي جهنمي لاستلاب ثروات شعوبنا وتجويعها وادخالها في دوامات لا نهائية من الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية.

بدنا نفهم لماذا تحولت ليبيا لمستنقع من الفساد من كل حدب وصوب مالي وادراي وامني، فهناك من يدعم المليشيات المسلحة حتي لا تكون هناك قائمة لدولة مستقرة، وهناك من يدعم الجماعات المتطرفة لنشر الرعب واستمرار حالة الفوضى وعدم الاستقرار وهناك من يستلب النفط الليبي، وهناك أيضا من يدعم اشتعال حدة الصراع السياسي في البلاد بغية تفتيتها وتقسيمها فلا تبقي هناك دولة ليبية مستقرة تحت قيادة رشيدة يمكنها ان تحتكم لكل أشكال أدوات القانون الدولي لاستعادة أرصدتها المجمدة في بنوك الغرب.
 
عفن الفساد الدولي
فما ان تخلص الغرب من الرئيس الراحل معمر القذافي بلعبة فرنسية قذرة دفع الشعب الليبي ثمنا باهظا فيها، فان الغرب سرعان ما تنصل وعوده بمساعدة ليبيا ماليا وسياسيا، بل انه تنصل وعوده في إعادة الأرصدة المالية الكبرى المودعة لديه ليستفيد منها الشعب الليبي ويعيد بناء دولته، علما بأن هذه الأرصدة كفيلة بأن تجعل من الشعب الليبي من أغني شعوب المنطقة، خاصة وان التقديرات الدولية تشير إلى أن إجمالي الأموال والأصول الليبية بالخارج يتراوح بين 350 – 500 مليار، منها 170 على شكل استثمارات في البنوك الغربية.

عفن الفساد في الغرب كشف عن وجهه القبيح في أعلي مراحله في التجربة الليبية، لكنه فضح فضيحة يندي لها الجبين الإنساني، خاصة وانها فضيحة دمرت وطن وشعب في اجياله المتعاقبة، فسرقة أموال هذا الشعب العربي المنكوب من جانب فرنسا، قد أغرت باقي الدول الغربية بإمكانية سرقة ودائعه وأرصدته الثابتة وفوائدها الضخمة.

فوفقا لما كشف عنه الصحفي الأرجنتيني إدواردو فيبو  في مقاله المعنون ب 'كنوز القذافي التي سرقها الغرب'  فان الوعود التي قدمتها الدول الغربية للشعب الليبي في إحلال الديمقراطية في ربوع البلاد حال التخلص من نظام القذافي، لكن تلك الوعود ذهبت مع الريح، حتى تلك التي تتعلق بإعادة الأرصدة المالية الضخمة التي زعمت بأن عائلة القذافي تحتفظ بها في بنوك الغرب'.

وقد فضح  'فيبو' كلا من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون  بتصدرهما ـ  بوصفه حسبما قال ـ الجوقة التي هيأت الظروف السياسية، عبر قرارات استصدرت من مجلس الأمن للتدخل العسكري في ليبيا والقضاء على النظام الذي كان يتباهي بمعاداته للغرب، رغم إقامته علاقات وثيقة مع العديد من قادة الدول الغربية وعلى رأسهم ساركوزي ذاته.

ووفقا لهذا المقال ذاته، فان 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى كندا والولايات المتحدة وسويسرا وأستراليا قامت بتجميد الأصول الليبية طبقا لقراري مجلس الأمن 1970 – 1973، إلا أنها بعد سقوط نظام القذافي لم تف بوعودها في إعادة الأموال المجمدة لأصحابها.
 
مأزق فرنسا
الفضيحة وتهمة الفساد التي تلاحق الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي باتت ملأ السمع والبصر، وكما يقال في الأثر الشعبي ' كل علي عينك يا تاجر '  خاصة وان الشهادات الصادرة في هذه القضية قد تابعها الملايين من البشر شرقا وغربا عبر المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها  ومنها شهادة رجل الأعمال اللبناني من أصل فرنسي، زياد تقي الدين، الذي أكد علي لقائه مع الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي لتسليمه الأموال من ليبيا المخصصة لتمويل حملته الانتخابية عام 2007.

ولا يمكن لعاقل ان تقبل فرنسا بأن تهتز سمعتها الدولية ويوجه قضائها الاتهام إلى الرئيس نيكولا ساركوزي بتهمة التمويل الليبي لحملته الانتخابية بمعزل عن وجود براهين علي فساده الأخلاقي والمالي، فلماذا تضر دولة بمكانة فرنسا بسمعتها الدولية وتضع ساركوزي تحت المراقبة القضائية الا اذا كانت هذه الاتهامات مؤكدة.

فبعد سبع سنوات علي جريمة تضييع ليبيا خرجت عائلة القذافى و كبار رجال دولته  ليوجهوا الاتهامات المباشرة لساركوزى بتلقى أموال من القذافى  ليصبح رئيسا لفرنسا بأموال الليبيين و أنه خطط لضرب ليبيا لإخفاء هذه الجريمة.
ناهيك عن وثيقة صدرت عام 2012، عن المحفظة الإفريقية الاستثمارية موقعة من قبل رئيس الاستخبارات الليبي السابق، موسى كوسا، تؤكد تمويل حملة ساركوزي بمبلغ تصل قيمته إلى 50 مليون يورو.

فقد أعلن سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل، إنه يمتلك العديد من الأدلة والشهود علي تلقي ساركوزي هذه الاموال أبرزهم عبد الله السنوسي، المدير السابق للاستخبارات الليبية، وبشير صالح بشير، المدير السابق لشركة ليبيا للاستثمار.

وقال إن ليبيا ساعدت ساركوزي حتى يصبح رئيسا، بهدف مساعدة الشعب الليبي ولكنه خيب آمال الليبيين، واصفا ساركوزي بمجرم حرب، وحمله المسئولية عن انتشار الإرهاب والهجرة غير القانونية في ليبيا.

والحقيقة انني أتفق مع وصف سيف الإسلام لساركوزي، فعندما نرصد الواقع الليبي المرير طوال هذه السنوات لنجد ان هذه الوصف لساركوزي كمسئول عن ضياع ليبيا أمر حقيقي، وانه لو توجد عدالة دولية لحوكم ساركوزي بصفته مجرم حرب!

فساركوزي بحسب تصريح ل مصطفى الدرسي وزير الصناعة الليبي السابق كان السبب وراء 'تدمير ليبيا' لعدم انصياع القذافي لمطالب بشراء أسلحة فرنسية.

تتأكد هذه الفضيحة الفرنسية أيضا بتصريحات أحمد قذاف الدم، بان بلاده دعمت الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لضمان بقائه حليفا استراتيجيا، موضحا ان القذافي  كان يسعى لتأسيس ما يسمى بالولايات المتحدة الأفريقية، لذلك كان لا بد أن يكون لنا صديق مقرب فى الإليزيه من أجل هذه القضية الهامة والاستراتيجية.

وفي تقديري، فان الاتهامات الموجهة لساركوزي بوصوله علي رأس السلطة الفرنسية بأموال الليبيين تبدو صغيرة جدا قياسا علي جرائمه البشعة بحق الشعب الليبي  فقد استباح ساركوزي دم الشعب الليبي الطاهر وقتله بدم بارد مستخدما أسلحة محرمة دوليا وتسبب في ازهاق أرواح الاف الأبرياء من أبنائه الطاهرة، وتسبب لاحقا في تحويل ليبيا الي قبلة للإرهاب والفوضي .
 
تواطؤ دولي
المشهد الليبي الفوضوي اليومي الراهن والمستمر منذ سقوط  القذافي يعكس حقيقة ان التدخل العسكري الاروبي في ليبيا كان مبيتا من أجل وضع اليد علي مصاف النفط الليبي، وقد برهنت السنوات الماضية علي هذه الحقيقة بتحويل شرق ليبيا لمستنقع للإرهابيين، وتوظيفها الي ساحة لتهريب السلاح  ونشر الفوضى العارمة امنيا وسياسا في ربوعها.

وبرغم ان بريطانيا لم تكن بمعزل مخططات الإفادة من النفط الليبي، لكنها علي ما يبدو لم تكن تتخيل ان تصل الأوضاع فيها الي اللا دولة، فقد صدر تقرير برلماني بريطاني قبل عامين  أدان  فيه تدخل بريطانيا وفرنسا عسكريا للإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، وأوضح التقرير أن التدخل العسكري البريطاني لم يستند لمعلومات استخباراتية دقيقة.

وهنا ينجلي حقيقة كيف جرت فرنسا حليفتها التاريخية إلى المستنقع الليبي الذي صنعته فرنسا بأطماعها النفطية والمالية في ليبيا، لكنهم يبقون الشراكة والمصالح غرب يتنقدون اليوم ويتحالفون غدا عند تقسيم الغنائم علي جسد الشعب المغلوب علي امره.
 
مطامع متجددة
وقد برزت مطامع الدول الغربية في الأموال الليبية عبر الترويج لفكرة أن تلك الأموال هي أموال القذافي، ومن ثم يمكن التلاعب بها ومصادرتها او استغلالها تحت اية ذريعة سياسية او امنية كما اعتاد الغرب ان يفصل الجرائم ويحيكها بدراما محكمة كما أحبك من قبل دراما امتلاك العراق للسلاح الكيماوي ليكون ذريعة لتدميره وتفتيته والاستيلاء علي ثروته النفطية، فان هذه الأموال المجمدة بالخارج قد أثبتت جميع التحريات أن جميعها مسجل باسم الدولة الليبية.

 ففي عام 2011، كانت ليبيا وفق محافظ المركزي الليبي المنشق عن نظام القذافي فرحات بن قدارة، قد أكد ان بلاده غير مدينة لأية دولة أجنبية، بينما كانت الأصول الليبية المقومة بالنقد الأجنبي تبلغ قيمتها 168.425 مليار دولارا.

وحسب تقرير لجنة مجلس الأمن الدولي، فان فريق الخبراء المعني بليبيا المنشأ عملا بالقرار 1973'2011'، قد تأكد إثر المشاورات التي أجراها مع عدد من الدول الأعضاء، ومديري الأموال، والموظفين السابقين في المؤسسة الليبية للاستثمار ورئيسها التنفيذي الحالي من أن مبلغ 67 بليون دولار يمثل مجموع أصول المؤسسة، بما في ذلك أصول الشركات التابعة لها، ويقر رئيس مجلس إدارة المؤسسة بأن هذا المبلغ جرى تقييمه في عام 2012، وأنه من الصعب تقييمه في الحالة الراهنة، وفي الواقع كان الفريق قد أفاد بأن مجموع الأصول كان يبلغ 56 بليون دولار في عام 2010.

الليبيون الشرفاء والخبراء بالشأن الاقتصادي الوطني يبدون مخاوف جمة من إمكانية الاستيلاء علي الأرصدة الليبية بالخارج  في ظل ما يرصدونه من تهديدات حقيقية قد تضييع هذه الأموال، ومن هذه التهديدات اعداد الدول الحاضنة لهذه الأموال الليبية من الإجراءات لاستخدامها واستغلالها في شكل تعويضات.

ولعله مما يبرهن علي صحة هذه المخاوف والتهديدات، ما أعلنه المبعوث الأممي غسان سلامة عن أن لجنة العقوبات تصرفت سابقاً في أجزاء من هذه الأموال دون علم الدولة الليبية وأن هناك مطامع في الاستيلاء عليها.

وتأكيدا لهذه التهديدات أيضا بمستقبل هذه الأموال فقد تناقلت وسائل الاعلام مؤخرا أنباءا عن ضياع أكثر من 10 مليار يورو من أرصدة ليبية مجمّدة تابعة للأذرع الاستثمارية الوطنية مقرها بلجيكا - العاصمة السياسية للاتحاد الأوروبي، وتحويل وجهتها إلى حسابات غير معروفة عبر شبكة من المصارف الدولية في الغرب والخليج وهذا يعني بما لايدع مجالا للشك بأن الثروة المالية الليبية تتعرض لأكبر عملية سطو دولية يصعب كشف لصوصها واثبات جرائمهم.

يبدو المجتمع الدولي ومن يسيطر علي صنع القرار من أساطين الساسة وكبار الاقتصاديين متواطئين في هذه الجريمة، الا بماذا نفسر ضبابية معايير الإفراج الجزئي عن بعض هذه، وما هو سر غموض الشروط والتعتيم عن الأطراف المطالبة بالإفراج عن الأموال  خلال حكومات عديدة في ليبيا؟، ولماذا تتعمّد أطراف النزاع بالداخل شراء الولاءات ونقل الأموال بين الحسابات السرية والتمويهية دون شفافية أو رقابة دولية؟

في تقديري، ان ترك ملف الازمة الليبية مشتعلا دون إيجاد مخرج عملي له يحقق له الامن والاستقرار، يبدو جليا اليوم  بأنه عملا مقصودا، فالدول الاوربية مستفيدة من إبقاء لأموال الليبية في مصارفها، وتبدو وكأنها تخطط للسطو عليها بطرق ملتوية، ولذلك لم يهتم الغرب بتسوية القضية الليبية وترك الغرب علي الغارب لكي تتحول ليبيا الي موطن للاجرام عبر التهريب والاتجار بالبشر ونشر الفوضى مستفيدة  في ذلك من استمرار اتون صراع واقتتال داخلي تحقق من خلاله مكاسب من مبيعات السلاح للأطراف المتنازعة.

ولاشك ان هناك عناصر ليبية في الداخل تسهم في نجاح المؤامرة الغربية علي ليبيا وسلب أموالها، مما يجعل الوطن الليبي نهبا للأطماع بالداخل والخارج معا  في مافيا لم يعرف التاريخ البشري لها مثيل.

 
مطلوب موقف عربي
في تقديري ان المجموعة العربية في مجلس الامن لابد وان تطرح خطة عملية علي مجلس الأمن من شأنها اتخاذ إجراءات قانونية تمنع أية دولة لديها أرصدة ليبية أو استثمارات من مصادرتها أو استغلالها دون تحقيق عوائد على هذه الأموال، والسماح بإدارتها وتعزيز حمايتها ومنع التصرف فيها من دون موافقة الدولة الليبية.

الأحد، 3 يونيو 2018

قهر الطفولة باسم الواجب المدرسي

عملت الواجب؟ جملة استفهامية ممقوتة يكرهها الصغار والكبار في مراحل التعليم الابتدائي والاعدادي بل والثانوي، خاصة عندما يتكرر سماعها من الأب والأم ومدرسي الفصول يوميا. فهم يكرورونها بلا كلل ولا ملل كأنها جرعة ماء لازمة للحياة وبدونها يموت الانسان ويفنى.
متابعتي للكثير من الصغار و بالأخص ابن صديقتي المقربة وهو ولد متفوق و ذكي مليء بالحيوية والنشاط اسمه كرم لبيب شويحات احبه من كل قلبي اضحكني كثيرا عندما كنت ازورهم ذات مرة فقال لي انهم خدعونا فقلت له من هم قال المدرسه لانهم خلونا نداوم قبل الكريسماس بيوم عشان امتحان وطول الليل ادرس وما لحقت اجيب اغراض العيد بالآخر ما عملولنا الامتحان 
كان هذا من عدة أشهر
لكن انا ارى كرم كل يوم يذاكر ٥ ساعات لدرجة ان والدته حفظت كل الدروس بدلا منه 
بالعودة لجملة عملت الواجب 
هذه الجملة تلقي بظلال الكآبة واحاسيس القهرالجبرية على الصغار وتشعرهم بعبء نفسي فوق طاقتهم  خاصة اذا ما أمضوا وقتا طويلا بالمدرسة، وبعدها يكونوا مكلفين باداء واجباتهم المنزلية وينتهي بهم في عمل شاق يخرجون منه الى النوم، وهم مجهدين عصبيا وعقليا ونفسيا، لانهم لم يجدوا لهم فسحة من الوقت لمشاهدة ما يفضلونه من برامج التلفاز، او متابعة الالعاب المفضلة على جهازهم المحمول او للدردشة والحوار مع الاسرة كنوع من التصريف والتنفيس عن أعباء يوم طويل على كاهلهم.ليس هذا فحسب ان الحياة لا تقتصر فقط على الدراسة فالكثير من الخبرات الحياتية التي يحتاجها الاطفال تكمن في تعاملاتهم اليومية اولا من التربية التي يجب ان يتلقوها من الاهل و تخصيص وقت كاف ليستمع الطفل او الصبي الى اهله و يعرف عاداتهم الحميدة و أصول التعامل و اُسلوب التصرف الصح و الغلط و الاتيكيت و ما الذي يجب ان يقال و كيف يقال و لمن يقال يتعلموا كيف لكل مقام مقال بكافة التعاملات وهذا لا يمكن ان يكون بزمن لا يتوفر به الوقت الكاف للقاء الاهل بأطفالهم 
ثانيا اللعب و المرح وهي حق مشروع لكل طفل لنموه النفسي و العقلي و العضلي و البدني فمهما كان نوع اللعب الذي يختاره الطفل من العاب رياضيه او اجتماعية فهو له انعكاسه الإيجابي على نفسية الطفل و صحته الجسدية اضافة لما يقوم به اللعب من تنمية الذكاء و القدرات و ما يعلمه للطفل من خبرات اضافة لجعله طفل ايجابي اجتماعي غير انطوائي متفاعل مع محيطه كما انه يقوم بتفريغ شحنات الطاقة لدى الكبار و الصغار 
ثالثا لا يقتصر التعليم على الكتب المدرسيه و المناهج فالثقافة العامه والعلم تطلب قراءات متنوعة فيجب تخصيص وقت قليل للطفل لقراءة كتاب علمي اضافة لقراءة كتاب مسلي مثل القصص المصورة التي تنمي الخيال و تصنع الأحلام و الطموح و السعادة هذا يطلب جزء من الوقت الذي تاخذه الواجبات المدرسية اليوميه المكثفة و لا تسمح للطفل ان يمارس باقي متطلبات حياته
رابعا الطفل بحاجه لبناء علاقات و اصدقاء من الاهل و الاقارب و الجيران ممن هم في مثل سنه او جيله يتبادل معهم أطراف الحديث و الافكار و يمارس معهم هواياته من رسم او سباق الدراجات او نط الحبل او لعبة الشطرنج او البلاي ستيشن او السباحه الى اخره من هوايات يختارها فالطفل يصاب بالتوحد و الخلل بالشخصية اذا انطوى على نفسه امام كتبه المدرسيه دون نشاطات اخرى مع اشخاص مختلفين تحت متابعة الاهل بمراقبة نوعية الاصدقاء و نوعية النشاطات 
رابعا الطفل بحاجة للراحة و النوم و انا الاحظ الكثير من الطفال من أبناء صديقاتي لا يتمكنون من النوم الباكر بسبب الواجبات المدرسيه فيبقى مع والديه يذاكر و يحل الدرس الى الساعه ١١مساء فمتى ينام الطفل و متى بصحى و كيف يركز ثاني يوم بالحصة وهو متعب و منهك ولَك يأخذ قسطه الكاف من النوم
خامسا و الأهم :
من المفروض ان المدرسه هي الصرح التعليمي الذي يذهب له الطفل لتلقي العلم و الفهم و يعود الى اهله جاهزا مجهزا فما الذي يفعله الطفل طوال ساعات وجوده في مبنى الدراسه اذا يعود للبيت ليذاكر المناهج !؟؟ من المفروض ان يراجع قليلا ما تلقاه في المدرسه و ليس كما ألاحظه بان الام و الاب يقومون بدور المدرس او المعلمة يشرحون الدرس و يحفظونه للطفل و كانه ذهب للمدرسه و عاد دون اي فائدة على الرغم من ان هذه المشكله في اغلب المدارس سواء حكومية او اهليه و بعض هذه المدارس أقساطها خرافية 

لدرجة انني اقترحت ان يحتفظ الآهل بهذه المبالغ الكبيرة من المال في البنك كل عام لأولادهم و يقومون بتدريس اولادهم في المنزل لان لم يختلف شيء عما هم عليه الان ومن ثم يكبر الطفل و يستثمر المبلغ الذي تم جمعه افضل بكثير من إرساله للمدرسه ليعود فارغا من التعليم و بكل الحالات الاهل هم من يقومون بتدريسه ربما هذا التهكم يستدعي تعجب القرّاء الا انه طفح الكيل في السكوت عن هذه المدارس ناهيك عن مشكلة الدروس الخصوصيه التي سأخصص لها مقال منفرد لاحقا 


فهؤلاء الاطفال الذين يعانون طول العام الدراسى من كثرة الواجبات المدرسية والاختبارات الشهرية، وتحرمهم من التمتع بطفولتهم وكانهم يقولون في لعبتهم المفضلة 'خلاوويص' ولكنهم يردون على بعضهم لسه! اشارة الي ان الواجبات لا تنتهي أبدا.
قد تكون الواجبات لمنزلية لها بعض الاهمية لدى الكثير من الأسر العربية باعتبار ما توفره من تأكيد المعلومة الدراسية وتثبيتها وتنشيط العقل بتفكير مستمر فيما يحصله من معلومات، ولذلك فهم يمارسون أقصى الضغوط على صغارهم وحتى أبنائهم الاكبر من أجل اتمام واجباتهم المدرسية متجاهلين في هذا السياق ما يخلقه الضغط عليهم بهذه الوجبات وكثرتها من ضغوط نفسية قد تعرقل العملية التعليمية لديهم بالاساس وتؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي.
تبدو التعليم وفق هذه المنظومة اكثر وحشية لانه يدخل الطالب والاسرة في دوامة لا تنتهي من الالتزامات الصعبة، فيبنما يكون التلميذ مطالب أداء الواجبات المدرسية، فانه ينهك في تحصيل دراسي أخر عبر الدروس الخاصة التي يأخذها خارج المدرسة وهي الاخري عليها واجبات منزلية فلا يجد الطالب وقتا لكل ذلك فيلجأ لمساعدة أسرته، التي تعيش في توتر هي الاخرى بين انفاق المال على الدروس الخصوصوية، وبمساعدتها ابنائها في تحصيل الدروس بالمدرسة والدرس معا.
وان كانت هذه الاسر المؤمنة بأهمية هذه الواجبات المدرسية ولا ترو انه لا يمكن الاستغناء عنه، فانني أعتقد انها مطالبة بتقليص الضرر الواقع على الطلاب  بتقليل هذه الواجبات بأكبر قدر ممكن وذلك عبر التنيسق والتشاور مع المدرسين والطلاب.
صراع يومي
بينما يقف بعض المتخصصيين في علم النفس والاجتماع موقفا مناهضا تماما من الواجبات المدرسية مطالبين بضرورة الغاءها، واستندوا في رفضهم الى زيادة العبء النفسي والذي يلقاه الطالب عند عودته للمنزل ويشرع في أداء هذه الواجبات مما يصيبه بالاجهاد العقلي ويؤثر سلبا على تحصيله الدراسي فيما دعوا لأهمية التعلم من خلال اللعب والاستمتاع.
وانني من أكثر المؤيديين لهذا الرأي، خاصة واني أرى ان قهر الطلاب بالواجبات المدرسية يخرج لنا أجيالا مقهورة تعيد الكرة فتمارس هي الاخرى القهر بمن حولها فيما بعد، وبذلك فان نحول العملية التعليمية من تنشئة علمية وتربوية وفكرية سليمة تنهض بالانسان ليكون سلوكه سوي واكثر تحضرا وانفتاحا على الاخرين  الى انسان اخر معقد بفعل القهر واجباره على الخضوع اليومي للواجبات المدرسية المهدرة لآدميته في الاستمتاع بالحياة واكتشافها بطريقته الخاصة.
وعموما فان المتخصصيين في علم  نفس الطفولة يؤكدون عبر دارساتهم المستفيضة، أن الواجبات المدرسية التى تزيد عن الحد، تحرم الطفل من التمتع بطفولته، وهى تضر بصحة الطفل النفسية وقدراته التعليمية على عكس ما يزعمه البعض من أنها تنمى قدراته المعرفية، حيث يقع التلميذ فريسة لمجموعة من الآثار السلبية منها: شعور الطفل بالإرهاق الجسمانى والعصبى الدائم، ضعف درجة الانتباه والتركيز بجانب فقدان الثقة بالنفس والميل الى الحزن والشعور بالملل والاحباط، بجانب فقد القدرة على التفكير الإبداعى والابتكارى في ظل شعوره الدائم بأنه كائن ضعيف مظلوم ومقهور.
ومن النتائج المترتبة على هذا الواجب المنزلي انه  يضعف الذكاء الاجتماعي لدى التلميذ وأيضا الذكاء الأكاديمي ومن ثم انخفاض مستوى التحصيل الدراسى.
كما انه يؤدي الى اضطراب العلاقة مع الوالدين نتيجـة كثرة إلحاحهم، وضغطهم المستمر، واستخدام العقاب أحيانا لإجبار التلميذ على استكمال واجباته بجانب اضطراب علاقته بمدرسيه نتيجة عدم قدرته علي اتمام كل واجباته، بل كثرة هذه الواجبات تجعل التلاميذ ينفرون من العملية التعليمية برمتها ويكرهون مواصلة التعلم.
تجارب مذهلة
المدهش في الأمر ان الاتجاهات الحديثة في التربية ترفض تكليف الطالب بالواجبات، وترى أن الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة كاف، ووقته في البيت هو ملك له ومن حقه أن يكون تحت تصرفه ويستمتع به.
ولذلك، فاننا قد لا نندهش من دولة من أكثر دول العالم تقدما في مجال التعليم وهي فنلندا، قد ألغت الواجب المدرسي، بعد اثبتت ان الدراسة المكثفة ترهق العقل وتحول دورن قدرته علي الاستيعاب بشكل أفضل.
وأتصور اننا في أشد الحاجة لاستعادة الانشطة الثقافية والفنية والرياضية التي كانت تعج بها المدارس في الماضي وكانت تستهوي الصغار والكبار وتجعلهم اكثر ارتباطا بالمدرسة واكثر قدرة على تحمل الدراسة ومشاقها مثل الندوات والرحلات ومهرجانات سينما الاطفال.
وعلى الاسر ان تلجأ نظام الحوافز لتشجيعه على التركيز داخل الفصل ومذاكرة دروسه مثل منحه مكافأة مالية او منحه هدية قمية كان يحبها او اصحطابه الى احدى المطاعم التي يفضلها. كما يمكن شراء القصص التي  يحبها وغيرها حين تشير تقارير المدرسة الى تفوقه العلمي.