الأحد، 30 يونيو 2013

سارة السهيل تكتب حول حقوق الإنسان .. أحلام هل تتحقق (1) ( 2)

حقوق الإنسان .. أحلام هل تتحقق ؟! (1)

تثبت التجربة العربية أن أمر الديموقراطية وحقوق الإنسان ليس أمر نصوص وقواعد والتزامات فحسب بل هو في المقام الأول أمر اقتناع عام على المستويين الرسمي والشعبي بجدوى الديموقراطية وأهمية احترام حقوق الإنسان لبناء مجتمع قوى فاضل يتمتع فيه أفراده بالأمن والقدرة على إحداث تنمية متواصلة.   فالدساتير العربية كلها تتبنى الديموقراطية ومبادئ حقوق الإنسان بشكل أو آخر. وتوجد في البلدان العربية تشريعات وهياكل مؤسسية يدٌعي أنها تهدف إلى تحقيقالديموقراطية وتأمين حقوق الإنسان . ومع ذلك فالمنطقة العربية على اختلاف ظلالها هي منطقة بؤس ديموقراطي وحقوقي شديد رغم كل المظاهرالمعلنة والعبارات التي تدّعي غير ذلك. وأصبح السؤال الذي يلح على المثقفين العرب هو: هل ثمة أنساق ثقافية تستعصي على تقبل قيم الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان؟
هذه الكلمات وجدت نفسى أرددها عندما كنت أنظر بعيني  فى الفضاء الرحب من نافذة البيت شاهدت قطه بالحديقه تحوم حول قفص العصافير الذي به عشرعصافير وتنظر اليهم بعين البغضاء والحقد فهم بنظرها مدللون لهم مأوى يسكنوا به وطعام وشراب ويد حانيه ترعاهم وتخدمهم ويعيشون بجو عائلي دافء اما هي فقطه مشرده تعيش على الأرصفه تأكل فضلات من القمامه تلف على الحاويات من بيت الى بيت شعثاء غبراء مكفهره راقبتها يوم كامل رأيت كم هي مستعده لإقتحام هذا القفص وتدميره والقضاء على طيوره المدللـه لم اشعر بالكراهيه تجاه هذه القطه بل على العكس استعطفتني وحزنت لحالها كانت جائعه وكان لحم العصافير طعام طازج لها ويحفزها غلها من وضعها مقارنة بوضعهم .
قررت أن أجعل هذه القطه حقل للتجارب على النفوس البشريه والحيوانيه فأخذت لها طعام شهي ووضعته أمام القفص فهمت به الى آخر قطعه من شدة جوعها وجلست تنظف نفسها بعد الطعام أمام القفص فجوعها أعماها عن الالتفات لنفسها نظافة كانت أم  أناقه فالصراع على البقاء كان أقوى . التهت قليلا عن النظر لغيرها وخفت نسبة الحقد والعدائيه والنوازع الإجراميه والارهابيه .
وكررت التجربه باليوم الثاني والثالث والرابع الى ان جاء اليوم الخامس الذي لم يكن بالحسبان وجدت هذه القطه تلعب بتحبب مع هذه العصافير جالسه بقرب القفص الكبير نائمه تارة تتمغط تارة اخرى وتلعب اكثر الاوقات . سبحان مغير الاحوال .
نعم هكذا نغير الشعوب ونغير ميولها ونزرع بها الحب والسلام وقبول الاخر هكذا نزرع الأمن والإستقرار نزرع حب الوطن والمحافظه عليه وعلى أبناءه هكذا نتجنب الإرهاب والعماله والانتماءات الخارجيه أيا كانت هكذا نجعل كل الأطياف رفقه وأحباب ، هكذا بان نعطي كل ذي حق حقه وأدنى حقوقه المأوى والمأكل والملبس والماء النقي والكهرباء أدنى حقوقه ان يتمتع بعلاج مجاني محترم وأدويه غير منتهية الصلاحيه ومدارس تعلم وتثقف وتبني أجيال بدلا من هذه المباني التي تحمل لافتة مدرسه وبداخلها سجان أو جاهل يعلم الطلاب أللا علم أللا فكر أللا ثقافه .
حقوق المواطن كثيره يعرفها المواطن ويكتب رسائل على أوراق الورد ويرسلها للمسؤولين قائلا الإنسان أهم حقي ، أهم من حسابات البنوك وتقسيم الحصص الحزبيه والطائفيه ، قوتي أهم من سياساتكم الخارجيه ،  وعلمي أهم من نزاعاتكم الداخليه ، وأطفالي أهم من نقاشاتكم السرياليه نحن هنا نحن الشعوب لنا حقوق نطالب بها ولن نسكت على حقوقنا التي هي :
يأتي في مقدمة هذه الحقوق الحق في الحياة ومؤدى هذا الحق تحريم الاعتداء على الحياة الإنسانية إلا لسبب يحدده القانون لضرورة في الحفاظ على الحياة الإنسانية ذاتها . لحياة المواطنين  الخاصة حرمة يحميها القانون  تنص عليها الدسايتر والقوانين تعاقب من يحاول المساس بها أيا كان  المعتدى سواء كان فردا أوجماعة أو هيئة حاكمة . بالإضافة أن كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التى يكفلها الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم ، وتكفل الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء.  والحق في الحياة  من الحقوق  التي لايجوزالتحلل منها حتى في حالة الطوارئ أوالحرب هي والحق في سلامة الجسم من التعذيب وعدم رجعية القوانين الجنائية وتحريم الرق وغير ذلك.  الدستور المصرى لسنة 1971 نص على أن  لحياة المواطنين الخاصة حرمة يحميها القانون .
 التزام احترام الحق في الحياة يعني : لايجب على الشرطة قتل شخص مشتبه فيه لمنعه من الهرب في حالة ارتكابه جريمة كالسرقة مثلا . حماية حياة الإنسان وجسده في مواجهة الغير، تتضمن أيضا  حماية حياة الإنسان وجسده في مواجهة نفسه .
ويشمل الحق في الحياة الحق في السلامة الجسمية  وهو ثاني الحقوق التى يطالب بها وقد نصت عليها الدساتير العربية والقوانين  أن الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة لا تمس، وفيما عدا حالة التلبس لايجوزالقبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إلا بأمرتستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع، ويصدر هذا الأمر من القاضي المختص أو النيابة العامة ، وذلك وفقا لأحكام القانون  ويحدد القانون مدة الحبس الاحتياطى وأن كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان ، ولايجوز إيذائه بدنيا أو معنويا ، كما لا يجوز حجزه أو حبسه في غير الأماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون . كما لا يجوز إجراء أي تجربة طبية أوعملية على أي إنسان بغير رضائه الحر. ومن الحريات الشخصية التى لابد التمتع بها والمرتبطة بالسلامة الجسدية ، تحريم الاسترقاق أو الاستعباد ، تحريم التعذيب أو المعاملة القاسية ، والحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة.
وتشمل الحقوق السياسية والمدنية حقوقا كثيرة والحق في سلامة الجسم مثل مبدأ المساواة أمام القانون والحق في الحرية والكرامة والسلامة الشخصية وما يتبع ذلك من ضمانات قانونية ضد القبض التعسفي والاعتقال التعسفي والتعذيب والمعاملة غيرالإنسانية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة
ثالث الحقوق هو الحق في الغذاء تضع الحكومات قوانين لمنع الأشخاص الأقوياء أو المنظمات القوية من انتهاك حق الغذاء، ومنع البعض من احتكار بيع سلع معينة. يكفى أن تعلم أن حوال 1.2 مليار شخص حول العالم ينامون جوعى يوميًا ضحايا الجوع كل عام أكثر من ضحايا أمراض الإيدز والملاريا والسل مجتمعة يموت طفل كل ست ثوان بسبب الجوع أو أمراض متعلقة به .
لاتخلو ديانة من الديانات من نصوص حول تكريم الإنسان . ولاتخلو ثقافة من الثقافات من مبادئ للرحمة والعدل والإنصاف. حقوق الإنسان في عصرنا هذا لم تعد مجرد مبادئ فاضلة تحض عليها الأخلاق أوتعاليم تحض عليها الأديان ولكنها تحولت إلى التزامات قانونية يتعرض من يخالفها لجزاءات على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية . فمصطلح حقوق الإنسان يشير إلى مجموعة الحقوق اللصيقة بالشخصية الإنسانية والتي يتمتع بها الإنسان ولايجوز تجريده منها لأي سبب كان بصرف النظر عن كل مظاهر التمييز مثل الدين واللغة واللون والأصل والعرق والجنس وغير ذلك.  وللحديث بقية فى مقال آخر .

حقوق الإنسان .. أحلام هل تتحقق ؟! (2)
 


تحدثت المقال السابق عن بعض حقوق الإنسان ووعدت أن نعرف المزيد بمقال جديدوالتى يمكن عن طريقها نغيرالشعوب ونغيرميولها ونزرع بها الحب والسلام وقبول الاخرهكذا نزرع الأمن والإستقرار نزرع حب الوطن  بأن نهب للجميع حقوق الإنسان التي يحلم بها الجميع وقد تتحقق فى يوم من الأيام فنحن الشعوب لنا حقوق نطالب بها ولن نسكت عنهاوالتي منهاأيضا :
حق كل إنسان فى إختيارعقيدته التى يؤمن بها وهى ما يطلق عليه بالدستور حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائرالدينية. فمن حق أى مواطن بالوطن العربى أن يعتنق أى دين يريده سواء الإسلام أوالمسيحية وأى مذهب دينى يريده دون إعتراض من أحد أو فرض من أى جهة. 
وحرية العقيدة يرتبط بها بشكل غيرمباشرتجريم كل إعتداء على الحرية الشخصية أوحرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور والقانون  وأنها جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم ، وتكفل الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء.
وهو ما يستدعى أيضا أن  تكفل الدولة للفرد وللأسرة وبخاصة الطفل والمرأة الضمان الاجتماعي والصحي ، والمقومات الاساسية للعيش في حياةٍ حرة كريمةٍ ، تؤمن لهم الدخل المناسب ، والسكن الملائم . وهو ما أكدته منظمات المجتمع المدني وما تضمنته بعض القوانين بالوطن العربى  والدستورالعراقي ورد به النص بأن تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أوالمرض أوالعجزعن العمل أو التشرد أواليتم أوالبطالة ، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة ، وتوفرلهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم . الاسرة اساس المجتمع ، تحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والاخلاقية والوطنية  وان تكفل الدولة أيضا حماية الامومة والطفولة وترعى النشئ والشباب وتوفرلهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم .
وكما أن للأولاد حقٌ على والديهم في التربية والرعاية والتعليم ، للوالدين حق على أولادهم في الاحترام والرعاية ، ولاسيما في حالات العوز والعجز والشيخوخة . وقد حظرت معظم القوانين بدولنا العربية الاستغلال الاقتصادي للأطفال، وتتخذ الدولة الاجراء الكفيل بحمايتهم . ومنع كل أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
يوجد حقوق لصيقة بالشخصية إلى جانب ذلك مثل  حق الشخص في سلامة كيانه الأدبي :  الحق في الشرف والاعتبار، الحق في السرية ، الحق في الهيئة أوالصورة ، الحق في الإسم ، و الحقوق اللصيقة بالشخصية حقوق مطلقة ، لاتقوم بالنقود ، لايجوزالتصرف فيها أوالنزول  عنها ، لاتنتقل بالميراث ، لاتخضع لنظام التقادم ، ومنع الاعتداء على الشرف والسمعة تضم (حق التبليغ والنقد-  إساءة استخدام حق النقد - القذف)
وهناك الحق فى الانتقال من مكان لآخر والحق في اللجوء ، والحق في المستوى اللائق للمعيشة ، والحق في الرعاية الصحية ، والحق في الزواج ، والحق في العمل والحق في التأمين الاجتماعي  والحق المحاكمة العادلة وحقوق المتهمين والمذنبين، والحق في الحماية العقلية والمعنوية . ومن الحقوق الحق في التعليم : يجب على الدولة أن توفر الطرق والوسائل لحصول الجميع على التعليم الإلزامي والثانوي المجاني والتعليم العالي والتدريب المهني وتعليم الكبارومحو الأمية .
الحق في الملكية ، حرية الرأي والتعبير، حرية الاجتماع ، حرية الحركة ، الحماية ضد التمييز، حق المساواة أمام القانون ، الحق في الحصول على وظيفة ، يوجد مجموعة من المعايير الدولية المتفق عليها والتي تحدد وتحمي كرامة الإنسان وسلامته بلا أي تمييزمن ناحية اللون أوالأصل أوالدين أوالمذهب أوالمكانة الاجتماعية أو الاقتصادية. وهي حقوق لصيقة بالإنسان وغيرقابلة للتنازل ، وتلتزم الدولة بحمايتها من الاعتداءأوالانتهاك.
أية قراءة لحقوق المواطن في الدساتيرالعربية تتطلب اعتماد مرجعية حقوق الإنسان سواء ما تعلق منها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان عامة كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان أوالعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبما أن الدستور يعتبر هو أسمى قانون للدولة فمن المفروض أن ينص ويضمن حقوق الإنسان لجميع المواطنين دون تمييز، وأن ينص على المساواة في تلك الحقوق بين الرجال والنساء ، من خلال قراءة  بعض هذه الدساتير، يتبين لنا أن هناك معركة كبرى من معارك الديمقراطية وهي النضال من أجل إقرار دستور ديمقراطي أولا ، في طريقة صياغته ، وفي مضمونه ، وهذا الدستور لايمكنه أن يكون ديمقراطيا حقا ، إلا إذا اعتمد على مرجعية حقوق الإنسان ، وعلى المساواة بين الرجال والنساء في تلك الحقوق ، باعتباره الدستور هوالقانون الأسمى للدولة .
أن تكريم الإنسان هو أساس فكرة حقوق الإنسان في القرآن الكريم ، ولحفظ تلك الكرامة والمنزلة الرفيعة للإنسان شرع الله تعالى له الحقوق التي من شأنها تحقيق سعادته وحفظ مصالحه ، فكان القرآن الكريم هو الأسبق في تقرير حقوق الإنسان التي تتغنى بها حضارات اليوم ، والأشمل لجميع أنواع الحقوق والأكثرعدالة واحتراما للإنسان . بل وضعت الشريعة الأحكام التي : تحمي الإنسان وتحافظ عليه قبل أن يولد وبعد ولادته إلى أن يموت وحتى بعد أن يموت. في السلم والحرب على حد سواء .
القرآن الكريم : المصدر الأول للتشريع قال تعالى : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " الإسراء - 70
السنة النبوية: المصدرالثاني للتشريع وهى كل ما صدرعن النبي من قول أو فعل أو تقرير..  فقد قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في خطبة الوداع : حرمة الدماء والمال - حقوق النساء - الأمانة - الأخوة - عدم التمييز بين الناس ..
أعتقد أن الاحترام الفعلي للحقوق في المجتمعات العربية لا يزال موضع جدل وخلاف كبيرين باعتبارأن العبرة ليست بالنصوص الدستورية المتعلقة بهذه الحقوق أو ضماناتها ، بل في الرغبة الحقيقية والإرادة الصادقة من قبل الحكومات القائمة على بذل أقصى الجهد لضمان تحقق هذه الحقوق للأفراد على أرض الواقع .

سارة طالب السهيل


سارة السهيل تكتب : ادب الطفل و التراث


 سارة السهيل  تكتب : ادب الطفل و التراث







إن الهدف الاساسي لأدب الطفل هو تطوير طاقته الإبداعية و الانسانيه بالفكر و المهارات عقليا وعمليا ووجدانيا
الكتابه عن الطفل تختلف عن الكتابه للطفل فعلى سبيل المثال كان كتاب ايميل ل جان جاك روسو لتربية الطفل وهو عن الطفل و ليس للطفل في اواخر ١٧٠٠
وهو من اوائل الكتب التي اهتمت بالطفوله كما ان كتاب العالم المصور اشهر الكتب المخصصه للاطفال باوروبا الذي وضعه كومينيوس المربي التشيكوسلوفاكي الانساني عام ١٦٥٧ وهو كتاب للطفل
أن الطفل يحتاج الى شخص اكبر خبرة للاستفادة منه الا انه لابد ايضا وان نأخذ برأي الاطفال بما نقدمه له من نصوص ادبيه خاصة بالطفل سواء قصة او قصيده او حكايه او مسرحيه و نعرض العمل علي الاطفال ونسألهم عن الاشياء الجمالية والفنية خاصة الطفل المعاصر الذي اصبح منفتح على العالم و على درايه تامه بما يجري حوله من احداث على كثير من الاصعده وإطلاعهم على العالم بفضل الانترنت والفيس بوك والتويتر والفضائيات ووسائل الاعلام المختلفه التي اصبحت منتشره و بحوزة الجميع ؛الا ان الاطفال ليس لهم دراية تامه بمايجري وراء الحدث ولا باستطاعتهم تقيم الامور بشكل كامل كما انهم مسؤولين من اولياء امورهم و بسبب صغر سنهم لا يمكنهم ادراك كافة النواحي الثقافية مما يجعل للكبار دور فعال فى توجيههم و اختيار الافضل لهم او الاختيار معهم كما ان دور الرقيب على الطفل يجب ان لا ينتهي مهما انفتح الطفل على الفضاءات الواسعه.
علاقة الطفل بالأدب تبدأ منذ لحظة الميلاد ، يقول رضا النحوى فى ذلك : يعتقد الكثيرون أن أدب الأطفال أدب حديث لم يعرف إلا منذ قرنين عندما انطلق من فرنسا ، ثم إمتد إلى غيرها ، ولكننا نعتقد أنه أدب قديم فى حياة الإنسان قدم الأدب نفسه ، وقدم الطفولة نفسها ، أو لعله كان أول صوره من صور الأدب عرفها الإنسان فى تاريخه ، فالأدب إستجابه فطرية لعوامل متعددة فى الحياة : كالعامل الدينى ، والإجتماعى ، وألأحداث المختلفة فى واقع الإنسان ، وغير ذلك . وأسرع إستجابة فطرية هى إستجابة الأمومة ، والأبوة لبراءة الطفولة وضعفها وحاجتها .

بعض الباحثين من يرجع إقتران أدب الطفل بنشأة البشرية ، مما يعنى أن الإنسانية تتناقل هذا الأدب عبر الأجيال كتراث نابض بالحياة ، ممايؤكد حقيقة لانعرفها وهى أن التراث متوغل فى تركيبنا الوجدانى النفسى والعقلى بحيث لايستطيع التفكير، والإبداع بمعزل عن حضوره فى مخيلتنا.

والتراث فى اللغة يعنى : مايتركه الإنسان لمن يخلفه أو يأتى بعده ، فالتراث هو كل ماوصل إلينا من الماضى داخل الحضارة السائدة ، وله خاصية الفعل والتأثير فى حياتنا . والتراث فى أدب الطفل يعنى توظيف التراث ، بما يعكس إستحضار فترات محدة من التاريخ سواء من خلال مواقف ، أو حوادث ، أو شخصيات ، أو إستلهام قصص وحكايات وفكاهات ونوادر. والأمثلة من التراث الشعبى ، أو إستغلال كتب تراثية عالمية . ككتابى "كليلة ودمنه" و" ألف ليلة وليلة " اللذان يشتملان على العديد من الحكم والمواعظ ، وأجواء من السحر، والدهشة ، والمرح ، والفكاهه . ويمكن تبسيط الماده التراثية على شكل : قصة ، أو قصيدة ، أو مسرحية ، أو مقاله . مثل أن نعرف الأطفال بشخصية تاريخية هامة بأن نجعلها تتحدث عن نفسها ، عن مولدها ، ونشأتـها ، وإنجازاتها. وإستعراض نماذج من إبداعاتها ، وأعمالها بأسلوب مبسط ومناسب ، ولذلك نجد عناية الأدباء والعاملين فى مجال الطفوله بترسيخ مفهوم التراث العربى ، وتعزيز ه فى نفوس الأطفال بإعتباره أحد أشكال الدفاع عن الهوية ، والمحافظة على الجذورمما يعكس الخوف من الغزو الثقافى الغربى الذى يؤدى إلى تغريب الأطفال عن تراثهم ، لذا الهدف التواصل مع التراث لترسيخ ثقافة التواصل مع العالم العربى .

تقديم التراث برؤية عصرية تناسب الحاضر، لايمكن أن يتحقق بدون توافر مجموعة من الشروط فى مقدمتها : إستخدام اللغة ، والرموزالشائعة ، والجماليات البصرية التى تجذب الطفل المعروف بسرعة البديهه ، وهو الأمرالذى من شأنه بعث الحياة فى هذا التراث ، وجعله متجددا ، تحقيق لمعادلة شديدة الصعوبة ، وهى مزج الأصالة بالمعاصره .

ومن المبدع أن عالمنا العربى تتعدد فيه البيئات الجغرافية التى تتنوع فيه أيضا خصائص التراث . فالمنطقة الساحلية لها تراثها المعبرعنها ، وقيمها الخاصة من الإنفتاح على الآخربحكم طبيعة الشعوب الساحلية . والبيئة الزراعية لها فنونها التراثية الناطقة بمخزونها الثقافى ، المعبرعن قيم الإستقرارالزراعى الذى يحقق بدوره التماسك الأسرى ، فضلا عن البيئة الصحراوية المنتشرة فى أرجاء الوطن العربى ومايرتبط بها من قيم تراثية تعنى بقيم الكرم والفروسية وغيرها . ولعل توظيف التراث لصالح أدب الطفل يتطلب إعادة صياغته بما يناسب إحتياجات الطفل ، وفقا لمعطيات عصره ، وطبيعة الطفل ، وهو مايتطلب من الكاتب بذل جهد من أجل ذلك على سبيل المثال : حكايات على بابا ، أو زرقاء اليمامه ، أو مصباح علاء الدين وغيرها ، سواء فى عمل إبداعى شعرى ، أو مسرحى ، أو درامى يحوى بداخله القيم التى نريد غرسها فى نفوس الصغار ، وفقا لمراحلهم المختلفة فى الوقت الذى يراعى فيه توافرعنصرالحركة الممزوجه بالمشهد الملىء بالإثارة ، والجذب وفقا للغة العصر الشائعة داخل العمل الأدبى .

ولاشك أن تراثنا العربى يتمتع بثراء واسع جعل الأدباء ينهلون من معينه الذى لاينضب . ومن نماذج الإستلهام المبدعه للتراث : سلسلة عباقرة العرب وهى عن خمس شخصيات عربيه فذة فى مجالات اللغة والأدب والفكروالفلسفة والترجمة : خليل بن أحمد وأوبوعثمان الجاحظ وإبن الطفيل وإبن خلدون وإبن المقفع . وهناك سلسلة علماء العرب فقد أصدرسليمان فياض خمس كتب روى فيها قصص خمسة من العلماء العرب تحدث عن إنجازاتهم وإكتشافاتهم وفضلهم على الحضارة العالمية وهم : إبن النفيس مكتشف الدورة الدموية ، وإين الهيثم عالم البصريات ، البيرونى عالم الجغرافيا الفلكية ، وجابر بن حيان أبو الكيمياء ، إبن البيطار عالم النبات . وبهذا الإبداع الأدبى حقق سليمان فياض النموذج الكامل لأدب الطفل العربى المنشود . فينمى بذلك شخصية الطفل وثقافته وقدراته ليصل الماضى بالحاضر، ويجبب إليه القرءة والمعرفه والجدية بمتعه وبساطة ، وشحنا لوجدانه بالقيم العربية ، والمعلومات التاريخية والأدبية والعلمية .

وقد إتجه ثلاثة من ألأدباء العرب سليمان فياض وأحمد سويلم من مصر ورشيد الذاودى من تونس إلى التراث العربى الجيد الذى يربط الطفل العربى بتراثه الأصيل ليساعده على الثقة فى قدراته وإمكاناته لخوض الصعاب والمشاق وقد شكل الأدب الشعبى المنبع الأول لأدب الطفل العربى والغربى برز فى ذلك الكاتب المصرى كامل الكيلانى الذى قام بإستلهام وتبسيط حكايات ألف ليلة وليلة وتقديمها للأطفال ، وكان أولها السندباد البحرى عام 1927 ومازال أدب الأطفال فى العالم العربى حتى اليوم يستنطقون التراث ويستمدون الموضوعات والأساليب السردية وبذلك قامت بالتهذيب للأطفال مثل حكايات كليلة ودمنه ، وألف ليلة وليلة ، وحكايات جحا ، وأشعب وقراقوش .

لاشك أن هناك علاقة مشتركة بين أدب الطفل والتراث العربى بشقيه الرسمى المتمثل فى ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنه ، والقصص الدينى والتراث الشعبى حيث أن الحكايات الشعبية رافقت الشعوب فى نشاتها الأولى نجد أن أدب الأطفال يرافق الإنسان أيضا فى أولى مراحل نموه وهناك عوامل أخرى مشتركة بين الحكاية الشعبية وأدب الأطفال من أهمها أن الحكاية الشعبية تخاطب العقل الباطنى لدى الإنسان وهذا مايسعى إليه أدب الأطفال إذ يحاول دائما أن ينفذ إلى عقل الطفل الباطن ، ويخلص الطفل ويحرره من ضغوطاته الداخلية التى يصعب عليه التخلص منها بسبب مرحلته العمرية . كما أن الخوارق التى تعتبرمن مكونات الحكاية الشعبيية تجذب ألأطفال لما يجدون فيها من تعبيرعن طموحاتهم وأحلامهم . خاصة أنها تنفذ إلى أعماقهم ، وعقلهم الباطن لتلعب دورا فعالا فى إثارة مايخزنونه فى هذا العقل .

وأعتقد أن الحكايات الشعبية وفنون التراث قادرة أن تحتل عقول الأطفال ، وقلوبهم رغم ماقد تحويه من خوارق ، ورعب ، فعالم المستحيلات هوالعالم المحبب لدى الأطفال عندما تحول الساحرة الشريرة البطل إلى حيوان أو طير. لأنها ببساطة شديدة لاتعرف زمانا ولامكانا وتسبح فى فضاءات الخيال الإنسانى مدفوعة بعاطفة جياشة ضد كل ماهومألوف وسائد . ولهذا كانت لقصص علاء الدين والسندباد ، وعلى بابا وقع خاص وإستمرارهم فى قلوب الأطفال . وهذا لايتعارض مع عصرنة هذه الحكايات الشعبية والأنتقال بها من مرحلة الأسطورة الوهمية إلى الخيال الممزوج بالفكر، والخيال العلمى أكثرمواكبه لعصرالصورة فضلا عن مايحويه الأدب الشعبى من قيم للبطولة والفروسية وغيرها ، التى تستفز وجدان الصغير. كل ذلك قد أغنى أدب الطفل سواء تجسد ذلك فى تضمين القصص على لسان الحيوان أو الأغانى الشعبية والحكايات التى طوعها الأدب بلغة يسيره وجاذبة ومشوقة فى آن واحد مثلما فعلت كتابات أحمد شوقى الأسطورية ، وكتابات كامل الكيلانى ، ومحمد سعيد العريان وغيرهما من الكتاب والأدباء
سارة طالب السهيل

تعليم المرأة سلاح يحفظ كرامتها و يبني مجتمعها مقال للكاتبة سارة السهيل

سارة السهيل تكتب حول 
تعليم المرأة سلاح يحفظ كرامتها و يبني مجتمعها



تشتد الحاجة إلى تعليم المرأة لأعلى مستويات التعليم التقني أوالتكنولوجى ، ربما أكثر من حاجة الرجل في مجتمعاتنا الشرقية ، وذلك لما يحققه التعليم من تزويد المرأة بألوان من المعارف والعلوم والثقافة التي تتيح لها الارتباط بمنجزات العصر العلمية ومواكبة قضايا خاصة بعد أن أصبح العالم قرية كونية صغيرة .
وتعليم المرأة بقدر ما يعمل على توسيع مداركها وتنمية ذكائها ، فإنه يتيح لها فرصة أكبر للارتقاء النفسي ، ويمنحها ثقة بذاتها بعد إدراكها أهمية تسلحها بالعلم ، والذي حثنا عليه ديننا الحنيف ، ولنا في زوجات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين القدوة والمثل ، فقد كن رضي الله عنهن جميعا مرجعاً دينياً ينهل منه الصحابة والفقهاء ولا غرابة في ذلك لأنها تشربن من علوم الدين في بيت النبوة ما أهلهن لهذه المكانة العظيمة و أيضا السيدة نفيسة التي لقبت بنفيسة العلم و قد جاءت من المدينة

إلى مصر وأقامت مجالس العلم ليأخذ عنها كبار العلماء وعلى رأسهم الإمام الشافعي رضي الله عنه .
وفي الغرب الإسلامي، كانت أم البنين مثالا يحتذى به وهي فاطمة الفهرية في القرن الثالث الهجري بنت جامع القرويين في فاس في القرن الثالث الهجري، وأيضا أختُها مريم، التي بنت جامع الأندلس في فاس . و لو ذكرنا العالمات من الغرب الغير إسلامي فهناك نماذج من العالمات اللواتي تركن أثرا واضحا في العلوم و الفيزياء و الاختراعات التي غيرت من مجرى التاريخ أمثال العالمة
ماري كوري عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية إلي تعد من رواد فيزياء الإشعاع وأول من حصل على جائزة نوبل مرتين (في الفيزياء والكيمياء)، كما كانت أول امرأة تتبوأ منصب الأستاذية في جامعة باريس.
وأيضا العالمة روزالين " التي توصلت إلى حل مشكلات مرضى السكر عن طريق تقنية النظائر المشعة .
و العالمة جريس كوبر هوكس ولدت عام 1906 أمريكية ساعدت في تطوير أول أجهزة الحاسوب واخترعت جهازا يرفع مستوي لغات الحاسب .
ولعالمه نوال المتوكل العداءة المغربية التي حملت لبلادها و للعرب ميدالية ذهبية ثمينة من بطولات الأولمبياد ثم تابعت نشاطها حتى أصبحت واحدة من ضمن 5 أعضاء بلجنة التحكيم في أول أولمبياد عام 2012
العالمة مارغريت ميد عالمة أنثروبولوجيا..وكاتبة وعالمة بيئة..ومدافعة عن حقوق المرأة

وهذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر ومن هذه النماذج نستطيع أن نصل إلى استنتاج على قدرة النساء الفذة في مجال العلوم و الفيزيا و الأدب و غيرها و كيف يصب تعليمها في خدمة المجتمع خاصة لما تتمتع به المرأه من مواصفات إنسانيه تميزها حتى عن الرجل من قوة التركيز و الصبر و المتابعة من باب العند للوصول إلى الهدف و من فطرة المرأه التي زرعها الله بها من شعور بالمسؤولية اتجاه مجتمعها بشعور الأم و الحاضن
وبما أن تعليم المرأة ركيزة في الإسلام ،إلا انه في زماننا الحاضر يصبح تعليمها أكثر ضرورة وأشد إلحاحاً لما تفرضه التحديات المعاصرة ، خاصة في عالمنا الشرقي ، حتى تستطيع به مواجهة معترك الحياة ، خاصة إذا فقدت عائلها سواء أكان أباً أو أخاً أو زوجاً وتجبرها الأقدار على تحمل مسؤولية نفسها ، وربما تحمل مسؤولية إعالة أبنائها أو إخوتها الصغار .
ولا يمكن للمرأة أن تنوء بهذا العبء الثقيل في زماننا الأكثر تعقيداً وأنانية دون أن تتزود بسلاح العلم ، وربما يكون تعليم المرأة أكثر أهمية من تعليم الرجل في بعض الأحيان ، ذلك لأن الرجل يتعلم وينفع بعلمه نفسه فقط ، ومجال العمل الذي يتكسب منه دون أن يحاول أن يفيد بخبراته أهل بيته إخوة أو أبناء .
على العكس من ذلك نجد أن المرأة عندما تتسلح بالعلم فإنها تحرص كل الحرص على تعليم أبنائها ، وتسهم بشكل فعال في تزويدهم بالمعارف وجميع أشكال الثقافة انطلاقاً من إيمانها برسالتها ، وبأنها تخرج أجيالاً يبنون مستقبل المجتمع . ولاشك أيضًا في أن تعليم المرأة تعليماً مناسباً لاحتياجات العصر ربما يلائم طبيعتها الأنثوية ، ويوفر لها فرصا للعمل في وقت تقل فيه كثيراً فرص العمل سوى للمؤهلين والمزودين بالخبرات التعليمية رفيعة المستوى .
وتسلح المرأة بعلوم العصري حقق لها الاستقلال المالي الذي يحميها لحظة الاحتياط من غدرا لمجتمع ومن استغلال أهل السوء لها وقت شدتها أو عثرتها المالية، وبذلك تحفظ كرامتها وكيانها الإنساني من ذلك العوز . ولاشك أيضًا في أن تعلم المرأة الذى يوفر لها فرص العمل يوفر لها أيضًا عنصر الحماية عندما يجور عليها الزوج فيقوم بتطليقها ، دون أن تجد من ينفق عليها فبزمن أصبح الأهل والأقرباء مشغولين بأنفسهم ولا يهتمون بقيمة التكافل الاجتماعي في الإسلام ، فلا يقدمون يد العون للمرأة حين تفقد عائلها بسبب الطلاق أو الموت ، ويصبح عليها أن تبدأ رحلة جديدة في الحياة تعتمد فيها على نفسها ، وهي بالضرورة لن تستطيع تحمل مسئولية الاعتماد على النفس ومكابدة الظروف المعيشية القاسية ومواجهة أصحاب النفوس المريضة ما لم تكن مسلحة بالعلم الذي يهبها الثقة في نفسها وقدراتها ، كما ييسر لها فرصة العمل الذي يؤمن لها احتياجاتها ، ويحفظ كرامتها كما أمر الله ـ تعالى ـ بالحفاظ على كرامة الإنسان في قوله: « ولقد كرمنا بني آدم » .
وهكذا كان ، وأصبح ، وسيظل ، تعليم المرأة في كل العصور زاداً وزواداً وسلاحا حامياً لها ، تصون به كرامتها ، وتحفظ به عزتها ، وتربي به أبناءها ، وتبني به مجتمعها .

سارة طالب السهيل

العنف ضد الأطفال..! دراسة تقدمها الكاتبة سارة السهيل

العنف ضد الأطفال..! دراسة تقدمها الكاتبة سارة السهيل




العنف كلمة .. كم هى بشعه حتى نغمتها غيرموسيقيه على الأذن - عُ نْ فْ- وكأن قائلها عفريت أحمربعينان مضيئتان بلون اللهب ، كيف لك قلب ايها العفريت أن تقترب من أطفالنا وتفزعهم وتقلق وسادتهم الآمنه المحاطة بالملائكة؟ للأٍسف هذا العفريت موجود حولنا وربما يكون داخل بيوتنا أولدى الجيران أو عند أحد ألأقارب في محيطنا بمجتمعنا في بلدنا ..إنه العنف الموجه للأطفال . العنف ضد الأطفال ظاهرة قديمة وحديثة فى نفس الوقت موجوده بأنحاء العالم بأشكال مختلفه إلا انها ليست بلا قيود و قوانين تلجمها سوى فى مجتمعاتنا العربية ودول العالم الثالث ، ووجودها في الدول المتقدمه استثناء نتاج أمراض عقليه أو إجتماعيه ، أما في الشرق العربي قاعدة يعتبره البعض جزء من التربيه أو تقويم السلوك مع الأسف.
العنف الأسري: هو الموضوع الذي أردت أن ألقي الضوء عليه لخطورته ، لأن العنف ضد الطفل يتفرع لاقسام وأنواع عديدة ، عنف داخل البيت ، عنف في المدرسه ، عنف في الشارع وعنف بالمجتمع ككل ، وعنف طارىء فى حالات الحروب والإحتلال والكوارث . ومن خلال ملاحظتي الشخصيه هناك عنف آخر يكون الفاعل أو الجاني غير مدرك أو لديه علم بأفعاله أنها عنف تجاه المفعول به أوالمجني عليه بحيث يكون جاهلا خطورة ما يفعله وآثاره و إنعكاسه على الطفل وهو نوع منتشربكثرة بيننا ؛ ولكن النوايا الحسنة لا تكفي بأي حال لتنشئة طفل سليم سوى ، وهو مشروع يجب أن تتوفربه شروط النجاح وكل السبل والاساليب الراقيه فى التربية ، ونأخذ من الحديث المفيد ومن القديم ما يصلح لهذا الزمن ومايكفل الحفاظ على القيم والثوابت الدينية والعادات والتقايد الشرقية وموروثاتنا . وماعدا ذلك يكون مشروع فاشل غيرمحضر له وغير مبذول فيه جهد ؛ وبالتالي تكون عواقبه غير محموده ولايرجى خيرا من ورائه ، وبما أن هؤلاء الأطفال فلذات الأكباد بذره نزرعها اليوم لنحصدها غدا ، هم المستقبل والجيل القادم الذى سيحمل الراية ؛ هم ذخيرتنا وآخرتنا وعندما يكبرون سيصبحون المرآة التى تعكس ما أكتسبوه منا ومن المجتمع وماتأثُروا به من المؤثرات التي شاركت بتكوينهم .
والعنف الآسرى نستطيع تعريفه انه العنف الذى يكون موجها للطفل من أحد أفراد الأسرة أوالعائلة. قد يكون الأب أو الأم أو الأخ الأكبر أو زوج الأم أو زوجة الأب ، أو العم أو الخال فى حالة فقد ألوالدين أو بمعنى آخرهو العنف الذى يمارس ضد الطفل ممن له سلطة الولاية عليه من ضرب او تعذيب أو قصاص . والعقاب فى أحيان كثيرة يفوق قدرة الطفل على التحمل مما يسبب له عقد ربما تلازمه مدى الحياة أو تشوهات ناتجة عن الضرب المبرح وما يستخدم فيه من ادوات كالعصاه والكرباج والأيدي والحبال و قد تصل احيانا للسلاح الابيض – السكين - وأحيانا الكي بالنار أوالصعق بالكهرباء أو استخدام الآلات الحاده والخطرة .
اما عنف المدرسة : فهو العنف الذي يتعرض له الطفل اثناء الدراسة وفي حيز المدرسة سواء ممن هم أكبرسنا من مدرسين و ادارين أو طلاب المراحل التعليمية الاعلى منه ؛ أوممن هم في عمره من زملائه و يكون محدد عادة بالضرب أو الاهانه النفسيه أوالتعرض الجسدي بما لا يتناسب مع قوته البدنيه و تحمله الوجداني مما يسبب له تراجع بالمستوى الدراسي والتحصيل العلمي و يقلل من التركيز والاستيعاب ويجعل الطفل في حاله من السرحان والهزال وقلة النشاط البدني والذهني والاجتماعي ؛ وأحيانا يكون انعكاسه أخطر لأن العنف يولد عنف والقوة تقابل قوة برد فعل موازي لما تلقاه .
أما عنف الشارع: فهوعنف مفتوح كما ونوعا ، يأتي بالصدفه أحيانا بصورة عارضة وغيرمتوقعه للطفل حين تواجه بأماكن محدده ليس فقط الشوارع تمتد للحدائق والنوادي ودورالعبادة ومراكز الترفيه وأي مكان خارج البيت بشكل عام ؛ وفى الأغلب تحدث من قبل اشخاص لايعرفهم الطفل أو يشاهدهم للمرة الاولى ؛ وممكن ان تحدث من قبل اشخاص يعرفهم الطفل معرفه سطحيه أو من مراقبيه الذين يترصدونه لحين ايجاد فرصه للانقضاض عليه كفريسة يلتهمونها. ويوجد عنف يحدث من قبل اشخاص لا يتعمدون الأذى بل يكون عن جهل أو يعتقدون أنهم يقومون بواجبهم لتربية الطفل وتقويمه تكون عادة من الأهل ، أو المدرس ، أو كبيرالعائله ، أو شخص له سلطه الولاية على الطفل وهو يفعل هذا بنيه طيبة ؛ الا انه لا يدري انه يسبب كدمات نفسيه ستلاحق هذا الطفل بكوابيس لاتنتهي مؤدية به للفشل مستقبلا .
ومن كل ماسبق يمكن ان نعرف العنف انه سلوك إيجابى يصدر من شخص ما قد يكون العنف لفظي أو حسي وهو تصرف عدوانى يوجه لبراءة الطفل ، مما يعرض الطفل من الناحية النفسية أوالعقلية أوالجسميه أوالجنسية لخطرمحدق وخطير حسب درجة العنف ونوعيته التى يتعرض لها من المجرم ان صح التعبير .
وبما ان العنف الاسري الاكثر انتشارا لأسباب تتعلق ببعده عن الأعين وعن تدخل الرقيب وكون مجتمعاتنا الشرقيه تتقبل هذا الأمر لاعتبارات كثيره ورثها المجتمع من السلف وبعض النصائح الدينيه التي تم تفسيرها بشكل خاطيء ؛ مع غياب العقاب القانوني والقصاص الاجتماعي والملاحقه العادله من محاكم وشرطه أو رقابه وحماية الأسرة أوجمعيات حقوق الطفل وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الخاصه والحكوميه . وقد سهل غياب كل هذه الامور انتشار هذه الظاهره واستفحالها خاصة بالبيوت الأقل حظا من ناحية التعليم والثقافه والانفتاح على العالم وأيضا بين الأقل حظا ماليا مما يعانون من الاحباط والحالات النفسيه السيئه التي تنعكس على تعاملهم مع اطفالهم ، اضافة لحالات التفكك الاسري من الطلاق وزواج كلا الوالدين من أطراف أخرى ما يعرض الطفل للاضطهاد من قبل زوج الأم أو زوجة الأب ، وأيضا حالات ادمان أحد الوالدين أو كليهما شري الخمور والكحوليات والمخدرات و مذهبات العقل بأنواعها .
أما حالات العنف الطارئه كما أسمَيْتُها فهي العنف الذي يحل على الطفل بسبب الحروب أوالاحتلال وهي حاله من العنف تشمل المجتمع بجميع شرائحه بمافيها الطفل بحيث لا يكون الطفل هو الهدف الرئيسي او الضحيه المقصوده وكذك مايحدث نتيجة الفيضانات والاعاصير والكوارث الطبيعيه من نتائج ومؤثرات على الطفل تصل لمرحلة العنف الغيرمقصود والذي يحل على البلد بكاملها ولايفرق بين طفل أوشيخ ، غني أو فقير؛ ولكن عادة الاطفال اول المتأثرين دائما ، وأول من يلتقط الاشارات وتجري عليه التجارب وتلاحظ عليه النتائج الا أن في هذه الحالات يصعب حماية الطفل من العنف لان المسببات ليس بيدك بل خارجه عن ارادتك .
العنف الأسرى الذى يتعرض له الطفل أنواع مختفة منها :-
- العنف الجسدي: وهوأشهرها وأكثرها إنتشارا وشيوعا فى معظم البيوت العربية بمجتمعنا وهو يكون ممن له الولاية على الطفل ويستخدم فبه الضرب باليد أو بالعصا أو أى آلة وهو يكون أغلبه من الأب أو شد الشعر وأعتقد أنه يمارس ضد البنت ويصل أحيانا لقص الشعر وتمارسه فى الغالب زوجة ألأب وقد يصل للعض تصوروا طفل يتعرض للعض بأسنان بشرية من ذويه فهل يعقل؟! وهو مانراه كثيرا فى الفترة الأخيرة مع ألأسف .
- والعنف النفسي : وهوالإيذاء المعنوى الذى يتعرض له الطفل من ذويه مثل الإهمال أوالحرمان من الحرية بالحبس بالمنزل مثلا أوالعزل وعدم الإختلاط مما يجعل الطفل إنطوائيا فى حالة خوف من أى شىء وكل شىء بصورة دائمة ومستمرة وقد يصل للإكتئاب اوالتبول اللاإرادي اوالكوابيس الليليه وغيرها من ردود الأفعال
- العنف الصحي : وهو قليل ولكنه خطير فى نفس الوقت يعانى فيه الطفل من عدم توافرالرعاية الصحية اللازمة لمن فى عمره قد يكون سببها عن قصد ذويه أو إهمالهم لهذه الناحية أوعدم المقدرة المادية ، أوالتجويع وهو عدم توفير التغذية اللازمة للطفل نتيجة الجهل أوعدم القدرة المالية من ذويه وأحيانا يتعرض الطفل للعنف بسبب مرض الأهل أو أحد ذويه الذى يعاني من خلل نفسي او جسدي لايتحكم بسبه بتصرفاته وردود افعاله.
والعنف ألأسرى الموجه للطفل يعتبر أسوء أشكال العنف ضد الطفل يحدث بصورة شبه يومية وقد أثبتت الإحصائيات أن أعلى نسبة ضحايا العنف الأسرى هى بين الشابات من سن 15 إلى 35 سنة وتصل النسبة ل65% ، كما أكدت الدراسات أن العنف يتناسب تناسب عكسى مع عمر الطفل بمعنى كلما كان عمرالطفل أصغر زاد العنف وكلما كان عمرالطفل أكبر يقل العنف وهومايعكس طبيعة الفاعل الذى يمارس العنف ويوجهه لبراءة الطفل ويدل على ضعفه ودنائة تصرفه وسلوكه الغير سوى.
فى رأيى مأساة العنف الأسرى ضد الأطفال تظهر كون الطفل لايشكوا من العنف الذى يتعرض له بل ولايقاومه فهو بالنسبة للجانى ضحية ضعيفة سهلة بدون أنياب حتى يدافع عن نفسه . و يظل يعاني من آثار جمة ومتعددة أقلها على ألإطلاق ألأثار الجسدية التى تظهرعلى جسد الطفل من تشوهات تظهرعلى جسد الطفل والتى تصل فى بعض الأحيان لفقد أحد حواسه كالسمع أو البصر وهي تعرف مجرد مناظرة الطفل ورؤيته لنعرف مقدار العنف المتعرض له. وهناك آثار نفسية غير منظورة تحدث للطفل والتى تبدأ من ألإنطواء والخوف والقلق المستمروالإحباط وقد تصل لحد الإكتئاب . كذلك من آثار العنف الأسرى آثار ربما تكون الأخطر والتى تؤثرعلى العقل مما يصاب الطفل معها بالصرع أو الصداع الدائم أو معانته من الأورام السرطانية أو أورام بالمخ . كما انه يؤثرعلى نموه الجسدى والعقلى والنفسى مما يجعل لدينا طفل مشوه ليكبر ويصبح رجلا أوإمرأة غير سوى عدو للمجتمع وغير متأقلم معه . هذا بالإضافة أن إمكانية أن يتسبب العنف ضد الطفل أن يصبح فى المستقبل مجرم أو إرهابى لينتقم من المجتمع بسبب ماتعرض له من عنف لتعانى الأسرة والمجتمع على السواء من سلوكياته الإجرامية والتى تصل لدرجة الإرهاب .
وأعتقد أن كل هذه التشوهات التى قد يصاب بها الطفل - المجنى عليه - ضحية العنف الأسرى تجعلنا أن نقف مع أنفسنا للحظة لنفكر ونبحث وندرس أسباب هذه الظاهرة للوقوف عليها لنضع العلاج المناسب للوقاية منها ، فهى برأيى مثل الطاعون الذى يأكل الأخضر واليابس حولنا يأكل أغلى مالدينا أطفالنا ، يغتال براءة فلذات أكبادنا بدون أن نشعر، وهم لاذنب لهم سوى أنهم أطفال ضعاف حظهم العاثر وضعهم تحت سلطة وولاية من لايرحم ولايعرف قيمتهم ولايقدرعطية الرحمن ، ليفوت فرصة عظيمة لاتعوض لدخول الجنة وفرها رب العزة بتواجد هؤلاء الأطفال ،المطلوب منا القليل مجرد حسن رعاية وتربية اطفالنا وجعلهم صالحين ليدعوا لنا ويفيدوا أنفسهم ومجتمعهم .
دعوة أوجهها لكل مسئول وكل أب وأم وأخ وزوج وزوجة ...إلخ. أن يتوقفوا فورا عن مايقومون به من عنف تجاه فلذات ألاكباد ؛ أتمنى أن يجد ندائى صدى حتى ننقذ براءة أطفالنا زينة الحياة الدنيا . ولا أجد أمامى سوى مناجاة السلطات بكل دولنا العربية لاتخاذ الاجراءات اللازمه اسوة بالبلدان المتقدمه اتجاه ولي الأمر أوأى شخص يتعرض لطفل بحجة القرابه أو القوامه أواصلاح السلوك أو لأي سبب آخر بالقبض على الجاني و محاكمته فورا وتوقيع أقٌصى العقوبات عليه ؛ والإهتمام برقابة الاسر وتوعية أفراد المجتمع ، وتخصيص رقم مباشر وحيوي يتصل عليه الطفل ليقدم شكواه بشكل آمن ضد أى شخص يتعرض له بسوء وأن يتم التحقيق والمتابعه ؛ وان كانت الوقايه خيرمن العلاج بالتوعيه أولا وسن القوانين ثانيا فسيكون العلاج ثالثا بعقاب الجناة واحتواء الطفل بمكان آمن و ابعاده عن مواقع وظروف الجريمة

الكاتبة سارة طالب السهيل تكتب حول العنف ضد المرأة

 الكاتبة سارة طالب السهيل تكتب حول العنف ضد المرأة


تكلمت في موضوع سابق عن العنف ضد الاطفال و ها انا الان اصبح العنف الذي تعاني منه مجتمعاتنا هاجسي الاول حيث برفع العنف يرفع الظلم و القهر فالعنف اول مدرسه للعبوديه و اول درس في اهتزاز الكرامه و اول دافع للعنف مقابل العنف اي الرد بنفس اللغه و الطريقه
فكيف تربي ابنك ينشأ محاولا تقليدك، و اولادك و اولاد جيرانك و اولاد قبيلتك و اولاد مدينتك هم عناصر المجتمع و المكون للشعب من ذكر و انثى و موضوعي الآن حصريا عن الانثى سواء كانت أم او اخت ،زوجة او ابنه ،زميلة عمل او اختك في الوطن
ولو حددنا المجني عليه بين قوسين (المرأة) اذا سنتحدث عن الجاني بين قوسين إما( رجل) او إمرأة مثلها
و الرجل الجاني من الممكن ان يكون الاب الاخ الزوج الابن او رئيس او مدير العمل او مواطن لا تربطه مع المجني عليها صلة قرابة و كذلك الأمر لو كان الجاني إمرأة فهي إما امها او اختها او خالتها او عمتها او زوجة ابيها او مديرتها او لا يربطها بها صلة قرابة
الا انه لو ركزنا في النسبه الأكبر من المتهمين بالعنف ضد المرأه سيكون العدد الأكبر للأقارب من حيث الصله مع المجني عليها و سيكون الرجل من حيث النوع .
و لهذا سأركز على العنف الذي تتعرض له المرأه من قبل الرجل .
ليس دائما المرأة الكائن الأضعف ولكنها اغلب الأحيان كذلك
فنحن لا نتكلم عن الاستثناءات هنا وانما عن الشريحه الأكبر مهما بلغ حجم الاستثناءات فستبقى القواعد هي الأساس
حصلت المرأة على بعض من حقوقها وكان ذلك في المدن و الاماكن المتحضرة بعيدا عن الريف والباديه والمناطق النائيه فإمرأة المدينه و العواصم الكبرى لا تمثل المرأة في كل انحاء الوطن او المجتمع لانها في الشرق الأوسط تختلف كثيرا عن قريناتها في الريف او الباديه كما انها تختلف ايضا من منطقه لاخرى في المدينه نفسها تبعا للمعيار الثقافي و المادي و الخلفيه الاجتماعيه و من هنا نستنتج ان من اخذت حقها من النساء ما هن الا نسبه صغيره جدا مقارنة بعامة شؤون المرأه
فهي في تلك المناطق تتعرض للظلم بسبب العادات و التقاليد و بعض المعتقدات و الطقوس المتخلفه والرجعية والتي يسيطر عليها العنف في كثير من الاحيان بأوجه مختلفه وبعضها يصل لنوع من الارهاب العشوائي او التلقائي و بعضها منظم ومدبر ومن دراستي للإعلام ومتابعتي لما يجري ككاتبة وجدت الكثير من العنف ضد المرأة في العمل ايضا و ليس فقط في محيط الاسرى و العائله و العلاقات الاجتماعيه و انما تعدت ايضا لتصل يد العنف للمكاتب و المصانع و اماكن العمل التي تضطر المرأه احيانا السكوت عنها لحاجتها للوظيفه لاسباب ماديه و احيانا قليله لاسباب تتعلق بتحقيق الذات و الطموح و احيانا لتثبت للمجتمع الذي ينقص من قدرها انها كفوء و قادر و كائن ايجابي يفيد مجتمعه و يستطيع الاعتماد على نفسه فالضغوط و التراكمات ولدت لدى المراه الشرقيه حاله من رد الفعل تمسكت بها رغم مخاطرها و نتائجها الغير مريحه ،وان كانت الاغلبيه منهن يعملن للحاجه الماديه وهن اكثر من يتعرضن للعنف لأنهن يواجهن حاله اجتماعيه و مرض عام منتشر
يتمثل في اهانتها او ضربها او التعدي عليها نفسيا و جسديا او محاولة التأثير عاطفيا على مشاعرها او ارغامها على القيام بمهام صعبه او تحتاج لقوة بدنيه ليست من قدرتها او ارغامها على التلبس بقضايا فساد او سرقه كونها كائن ضعيف و موقفها اضعف و هناك نوع من العنف بالعمل يتمثل بالتقليل من شأنها و اهانتها و القاء الالفاظ الجارحه على مسامعها و تهميش دورها او سرقة تعبها و عدم اعطائها مستحقاتها الماليه او التفرقه بالراتب بين الرجل و المرأه فانازاعتبره نوع من العنف و الاذى المعنوي و الاجتماعي لما يتبعه من مشاكل و نتائج خاصة لمن تعيل اسرتها و تقوم بمسؤولية عائلتها ومن هنا يجب سن قوانين تقر العدل و المساواة بين الرجل و المرأة من حيث المهيات و الرواتب و المكافئات فالله سبحانه و تعالى لم يفرق بين الرجل و المرأه بالثواب و العقاب فكيف عبيد الله يفرقون بينهم اليس ٍهذا تقليل من شأن المرأه و استغلال تعبها و قدراتها دون تقدير
كما ان من أبشع أشكال العنف برأي العنف الفكري من حيث ما يوجد بفكر الرجل عن المرأه او ما اوجده الرجل و المجتمع الذكوري في عقل المراه عن المرأه سواء كان عن امرأه اخرى او عن نفسها و المعروف ان المرأه التي تحارب امراه اخرى من المؤكد ان هناك انطباع اجتماعي سيء ولد في مخيلتها عن بنات جنسهاوفي حالة اخرى نجد ان المرأه وان كانت ناجحه و مثمره الا انها ربما تعرضت للعنف بحياتها ادى لرد فعل اوصلها للنجاح و نجد ان بعض حالات التحدي و التعب للمرأه علها تصر على الكفاح و المواصله للوصول للنجاح و التحديات الا ان هذا لا يمنع ان ما تعرضت له من عنف سواء شفهي او عملي ترك اثرا واضحا في صحتها النفسيه و تصرفاتها و افكارها، اذا المجتمع اثر عليها غير من تركيبتها واوجد رد فعل اما عنف مقابل العنف او انطوائيه او امراه حديديه ليس لديها وقت لشيء سوى النجاح و تحقيق طموحاتها
اما النظرة للمرأة بشكل دوني في كل المجالات وكانها نهايتها للمطبخ هذه حاله منتشره في الاوساط الغير متعلمه وعند اصحاب الدخل القليل و المستوى الاجتماعي المنخفض
وفي الغرب حياة المرأة هناك وبالرغم من المساواة بين الرجل والمرأة إلا انه مازال هناك نسبه من النساء تتعرض للاعتداء و العنف سواء في منزلها من الاب او الزوج او زوج الام وعادة تكون الاسباب ان الجاني يتعاطى المخدرات او مدمن كحول او مريض نفسي و ايضا هناك نسبه لا يستهان بها من العنف اثناء العمل و يتمثل ذلك باهانة كرامتها عند محاولة المدير او احد الموظفين زملائها بمعاملتها على انها إمرأه جميله و يتمثل ذلك بعدة تصرفات لسنا بصدد ذكرها هنا و انما بشكل عام اردت الاشارة بأن حتى المرأه الاوروبيه و الامريكيه لم تسلم من الاذى
و حتى نغير واقعنا يجب هلينا اولا ان نغير افكارنا و نتوسع بالعلم والمعرفه و الثقافه اضافة للوازع الاخلاقي و الديني و إحياء الضمير كأولويات للبدء برحلة تغير المجتمع و تجهيزه ليكون على غرار المجتمعات المتقدمه التي تحترم كيان المرأة و إن تاوزنا الاستثناءات التي اشرت اليها قبل قليل،لابد ان تتغير سلوكياتنا و يكون ذلك ببرامج التوعيه التي تلحق سن القوانين و تطبيقها و العمل بها اضافة لتعميم الحملات التوعويه على المدارس و الجامعات و دور العباده و النوادي الاجتماعيه و الرياضيه و اماكن التجمعات و يجب ان تكون هذه الحملات باشراف متخصصين من الاطباء و الخبراء و التربوين و بدعم من الحكومه بالتعاون مع المؤسسات المدنيه و الجمعيات .
ورغم حياتنا المعاصرة و ما نعيشه من تقدم و ترف سواء و راحة في سبل العيش لكن مظاهرالهمجية والجاهلية مازالت موجوده و مترسخة في النفس البشرية رغم محاولة الافراد الظهور بمظهر حضاري من حيث المأكل و الملبس و الشكل العام و السكن و وسائل النقل ولكن بقيت العقول او بعض العقول ان صح التعبير متحجرة و جامده و ماذا ينفع المرء لباسه ان كان عقله بلا كساء .
العنف ضد النساء يطول فئات عديده و ليس شريحه معينة او ثقافة خاصة و المعتدي ليس له هويه محدده او جنس محدد، فكافة الشرائح على سطح المعموره عانت من العنف ضد المرأه و ان كان بنسب متفاوته حسب الثقافات من الدول المتقدمة أو الدول النامية أو دول العالم الثالث.
و تعريفه هو سلوك أو تصرف أو فعل عدواني يقوم به شخص يريد به إجبار أو ذل أو استغلال أو إهانة أواخضاع شخص آخر بقوة غير متكافئة مما يؤدي الى نتائج سلبيه و غير محببه و مكروهه و اضرار مادية او معنوية او نفسية. و يدخل في إطار العنف ايضا السب و القذف والشتم و الإتهام الباطل و الترويج لإشاعات بهدف التقليل من الشأن او الاحترام للمجني عليه و إطلاق الألقاب المسيئه و الألفاظ النابيه وصولا الى الضرب و التعذيب والقتل والاعتداء و الإهانه الى اخره من اشكال و الوان العنف
اما الجاني يكون في أغلب الأحيان رجل أو عدة أشخاص أو مؤسسة أو حزب أو تجمع أو عصبه أو نظام أو عصابه أو حتى من طرف امرأة أخرى من أجل إخضاع المجني عليها والتسلط عليها.لاسباب مختلفه ،فيصبح هذا العنف كابوس أو شبح يلاحق الضحيه و يؤثر على مجرى حياتها اليوميه أو حياتها بشكل عام على الصعيد النفسي و الصحي و الجسدي و العملي ليشل حركتها وطاقاتها و يشعرها بالإحباط الذي من الممكن ان يحولها الى كائن سلبي غير منتج مؤثرا على تحصيلها العلمي و درجاتها و درجة تركيزها و فهمها و إستيعابها كما يجعل منها إمرأه شكاكه و مظطربه لا تثق بالآخرين و من ناحيه اخرى من الممكن ان يحول هذه المرأه الضحيه اليوم الى مجرم غدا فبعض النفوس التي لديها استعداد و قابليه للشر سرعان ما تقابل الظلم بالظلم و العدوان بالعدوان و لن يكون الانتقام فقط من الجاني او المعتدي عليها بل من الممكن ان تصاب بنوبه من حب الانتقام من المجتمع ككل أو من تطاله ايديها و بالتالي يعم العنف و ينتشر الظلم و الفساد الذي يدمر الإنسانيه و يؤخر التطور الحضاري على جميع الأصعده كما يشمل هذا الأمر الأمن و إرتفاع نسبة الجريمه
مصادرالعنف كثيرة منها :- الأب- الزوج- الأخ- المشغل - الجار بل حتى المرأة .!ضد بنات جنسها والعنف أنواع منها :
- العنف المنزلي: العنف الجسدي او النفسي - الحرمان الاقتصادي للمرأة من زوجها او طليقها او اي فرد في العائلة.
- العنف الجسدي: كالعقاب و التعذيب والحرق و الجلد والضرب والتهديد بالسلاح و التعليق و الخنق و غيرها
- العنف النفسي: الحرمان من الحرية و السب و الشتم و الإهانه والحرمان من الحقوق والارهاق النفسي والاستغلال والتعذيب.
- العنف الاقتصادي: استغلال راتب المرأة من قبل الزوج المتسلط او اي فرد في العائلة أو حرمانها من الميراث او عدم الإنفاق عليها بشرع الله و القانون
- الإعتداءات الغير أخلاقيه و الغير شرعيه
قتل الاطفال البنات: مباشرة بعد الولادة نتيجة تفضيل الولد على البنت اما بالاهمال او التجويع{ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا } .
- القتل بسبب المهر: وهذا يحدث في جنوب اسيا من قبل الزوج او اسرته بسبب عدم قدرتها على دفع المهر
القتل من أجل الإرث :حيث نسمع عن حوادث كثيرة لاولاداصابهم العقوق مرضا و تفشى بهم حب المال الذي آثروه على العاطفه الى ان تحولوا لوحش كاسر يقتل والدته او جدته من اجل الحصول على ارض او دار او مبلغ من المال يرثه بعد موتها
القتل من اجل الشرف: اذا ارتكبت المرأة الفحشاء حتى لو كان بالاكراه فانها تقتل من احد افراد اسرتها باسم شرف العائلة.
الزواج المبكر: الزواج في سن العاشرة سواء كان الزوج متقارب بالسن معها او من زوج يكبرها بكثير حيث لم تنال قسطا من التعليم ولم تنعم ببراءة الطفولة.
التعذيب بسبب الشك:الكثير من الازواج مصابون بمرض الشك الذي ربما بدأ شكا او بدأ غيره مرضيه تحولت فيما بعد لشك و توهمات وهواجس و تخيلات من الممكن ان يصيغ بخياله الروايات من بنات افكاره المريضه و يفسر كل تصرف بشكل خاطيء و يحلل الكلمات و الحركات و التصرفات بما يتناسب مع اوهامه و يربط خيالاته بهذه التفسيرات المريضه ومن ثم ينفذ هواجسه ويترجمها لعنف ضد الضحيه البريئه
العنف بسبب الخلل النفسي او تعاطي المخدرات و ادمان الكحول و غيرها من مذهبات العقل و المحرمات التي تودي بصاحبها الى الهاويه
و بعد أن عرفنا العنف و مصادره واشكاله و اسبابه و عرفنا الضحيه يجدر الانتقال الى الحلول و محاولة منع أو على الأقل الحد و التقليل من إنتشار هذه الكارثه و مكافحتها وقد تبنت الكثير من
الحكومات والمنظمات الدولية بالعالم مكافحة هذا العنف و توعية المجتمع بمخاطره من خلال مجموعة مختلفة من البرامج وقد صدرقرار أممي ينص على اتخاذ يوم 25 نوفمبر من كل عام كيوم عالمي للقضاء على العنف ضد المرأة تمثل حملة الأمين العام للأمم المتحدة، التي اتخذت عنوانا لها هو اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة،في جميع أنحاء العالم. وشملت الحملة وكالات الأمم المتحدة جميعها بمكاتبها و مراكزها لمنع العنف ضد المرأة والمعاقبة عليه. ولوضع حد للعنف ضد المرأة بجميع أشكاله.
وقدصادق حوالي ثلث دول العالم على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة التي صدرت في مايو / أيار 1984 عن الأمم المتحدة. ومن المفترض أن تشكل نصوص الاتفاقية معياراً أخلاقياً لشعوب العالم كافة في كيفية التعامل مع قضايا المرأة ويقصد بالتمييز بين الرجل والمرأة -لصالح الرجل
في عام 1993 اصدرت الامم المتحدة تعريفا للعنف ضد المرأة مفاده:"اي نوع من العنف يتسبب في ايذاء جسديا او نفسيا للمرأة ويشمل التهديد والاكراه والاجبار والتحكم الاستبداد والحرمان من الحرية في الحياة العامة او الخاصة" فكان لا بد من وقفه احتجاجيه ليس فقط بالشعارات و الخطابات و انما صرخه قويه مفادها العمل و الانتفاض من اجل الأم و الأخت و الزوجة و الابنه تلك التي وصفوها بنصف المجتمع النساء والبنات اللواتي ربين النصف الآخر من المجتمع و جاهدن بأنفسهن و كل ما اوتين من قوة في سبيل بيوتهن و عوائلهن و مجتمعاتهن فكيف نتركهن يعانين من العنف كل ثانية لذنب لم يرتكبنه و انما بسبب من هم في قلوبهم مرض وجذور هذا المرض تكمن في العنف ضد المرأة و الطفل و الضعيف و ظلم المجتمع و المسنين وفي رفض حقوق الانسان و عدم الإعتراف بحق العيش الكريم الحر لبني آدم بكلا جنسيه (متى استعبدتم الناس و قد خلقتهم أمهاتهم احرار) متناسين ما سيترتب على الافعال الشنعاء من ضرر على المجتمع ككل و التفكك الاسري وانهيار المثل والقيم العليا و الأخلاقيات الرفيعه
تقول منظمة العفو الدولية أن النساء يتعرضن للإساءة فيما و من الواضح ان هناك تقصير و لامبالاة من قبل بعض عناصر الشرطة من الرجال بالإضافة الى العوائق القانونية التي تحول دون تصنيف الانتهاكات باعتبارها جرائم جنائية، وأيضاً تحيز المحاكم والادعاء لجنس المتهم وهو ما يعوق إجراء محاكمة عادلة. كما وتقول المنظمة في تقرير نشرته بمناسبة يوم المرأة العالمي عام 2001 " أن التعذيب يتغذى على ثقافة عالمية ترفض فكرة المساواة في الحقوق مع الرجال والتي تبيح العنف ضد النساء. أظهر تقرير أصدرته الأمم المتحدة في عام 2001 أن واحدة من بين كل ثلاث نساء في العالم تعرضت للضرب أو إساءة المعاملة بصورة أو بأخرى، وغالباًُ ما تتم هذه الانتهاكات لحقوق المرأة بواسطة إنسان يعرفنه.وتفتقر منطقتنا إلى الدراسات التي تبحث في موضوعات العنف ضد المرأة وأن ورد منها القليل فهو يشير إلى العنف الجسدي، لذا فلا تزال المعلومات حول حالات العنف ضد النساء محدودة ولا يتم التبليغ عنها خاصة في الشرق الأوسط لما يحمله المجتمع من تقاليد تمنع المرأه من الإفصاح عن الجاني أو تجرم اجتماعيا اذا شكت احد افراد اسرتها للشرطه او رفعت قضيتها للقانون
كما المتعارف عليه ان شكوى النساء لدى السلطات تقابل بالاستهتار و احيانا الاستهزاء و ربما ركنها جانبا او عدم الاخذ بها من الاساس كما هناك بعض المعتقدات الدينيه و الاجتماعيه التي تبيح للرجل الضرب من باب الوصايه و التأديب مما يجعل شكواها غير مأخوذ بها على الصعيد العائلي و المجتمعي و القانوني
قرأت بأحد الموضوعات ان بعض الخبراء يعتقدوا أن تاريخ العنف ضد المرأة يرتبط بتاريخ النساء حيث كان يتم اعتبارهن كتابع أو ملكية للرجال ، في عام 1870 أوقفت محاكم الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بقانون عام كان ينص بأن للزوج "حق في معاقبة زوجته المخطئة". وفي المملكة المتحدة كان هناك حق تقليدي للزوج في الحاق أذى جسماني "معتدل" للزوجة بدعوى "الحفاظ على أدائها لمهامها"!، تم الغاء هذا القانون عام 1891. كما ربطت العديد من الدراسات بين سوء معاملة النساء ومستوى العنف دوليا حيث أظهرت هذه الدراسات أن أفضل تنبؤ للعنف على الصعيد الدولي يرتبط بمدى سؤ معاملة المرأة في المجتمع. فالحضارة تساوي احترام المرأة و حقوقها و هكذا نقيس الشعوب ونجد هناك ارقام للعنف ضد المرأة سجلت في الكثير من الدول: ففي فرنسا 95% من ضحيا العنف هن من النساء منهن 51% نتيجة تعرضهن للضرب من قبل أزواجهن أو أصدقائهن. في كندا 60% من الرجال يمارسون العنف و 66% تتعرض العائلة كلها للعنف. في الهند 8 نساء من بين كل 10 نساء هن ضحايا للعنف، سواء العنف الأسري أو القتل. في بيرو، 70% من الجرائم المسجلة لدى الشرطة هي لنساء تعرضن للضرب من قبل أزواجهن. وقرابة 60% من النساء التركيات فوق سن الخامسة عشرة تعرضن للعنف أو الضرب أو الإهانة على أيدي رجال من داخل أسرهن، سواء من الزوج أو الخطيب أو الصديق أو الأب أو والد الزوج . والغريب: أن 70% من هؤلاء السيدات اللاتي يتعرضن للضرب لا يحبذن الطلاق حفاظاً على مستقبل الأولاد ، في حين أن 15% فقط منهن لا يطلبن الطلاق بسبب حبهن لأزواجهن. في الولايات المتحدة يعتبر الضرب والعنف الجسدي السبب الرئيسي في الإصابات البليغة للنساء.
في بعض الحالات نجد المرأه متخاذله في حق نفسها قانعه بما يجري لها مما يشجع المجرم بتوالي انتهاكاته لحقوقها كما ان الاهل و المجتمع ايضا صامتون والتسامح والخضوع أو السكوت عنه يجعل الآخر يأخذ في التمادي والتجرأ أكثر فأكثر.
ومن الضروري الاخذ بعين الاعتبار ان الثقافه و العلم لهم دور كبير في الحد من هذه الظاهرة فقلما نجد مثقف ينهر امه او يضرب زوجته و ايضا ثقلفة المرأه فجهل المرأة بحقوقها و واجباتها قد يؤدي إلى التعدي عليها مثلا الاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين خصوصا لو ان المرأة هي الأكثر علما او ثقافة او اعلى اجتماعيا من زوجها سيكون عدم التوازن لدى الزوج كردة فعل له، فيحاول اظهار قوته و بتعنيفه لها و اثبات هيمنته بذلها تعويض هذا النقص باحثا عن اي فرصه لانتقاصها واستصغارها بالشتم أو الإهانة أو حتى الضرب.
و يعود ذلك ايضا للتربيه و النشأة و ايضا على ما اخذت عينه و اذناه برؤيته و سماعه في منزله فالاسرى لها تأثير كبير على اي شخص و انعكاس على ردود افعاله و تصرفاته فهي مخزونات يحتفظ بها في عقله الباطن و يطلعها عند الحاجه دون الانتباه على انها فعلا تقليد لمواقف حصلت بالماضي او انه تبنى ردود افعال ابيه في موقف ما عندما تكرر الموقف
كما ان الشخص الذي تربى بطريقة خاطئه يصبح عديم الثقه بنفسه ومهزوز و غير متزن مما ينعكس على تصرفاته بمحيطه خاصة لو كانت عاداتهم المتوارثه بالعائله او القبيله الانتقاص من حق المرأة او دورها و تهميشها والرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى فالمجتمع الذكوري يرضخ الأنثى و يجبرها ان تتقبل ان تكون تابع مهمش او دميه يحركونها و ان تنسى انها انسان و تلغي عقلها و تقتصر دورها على الجسد و ليس الفكر
مسكينه تلك المرأة التي اجتمعت الامم ضدها رغم انهم قلما يجتمعون على شيء هذا و كل الديانات السماويه و الوضعيه اوصت بالنساء و ساوى الله سبحانه و تعالى في الثواب بين المرأة و الرجل و في العقاب ايضا و رأيي الشخصي ان الكرامه اهم من لقمة العيش فاما حياة تسر الصديق و اما ممات يكيد العدا والمعنى هنا مقصود به اما الكرامه اما بلا
قبل ان تربي ابنتك ايتها الام الحنون ازرعي بها الكرامه فهي اساس كل شيء فاي امرأة لديها كرامه ستكون فاضله و سترفض الذل و المهانه بالرذيله و الامور النكراء و ستصون كرامتها بصيانة ماء وجهها دائما
وربي ابنك ايتها الام الحنون انك انت امرأة عظيمه وكل النساء عظيمات و يستحقون الاحترام و التقدير و انه سيكون فارسا نبيلا اذا اكرمهن و سيكون ضعيفا شريرا حقودا لو اهانهن
فرفقا بالقوارير
سارة طالب السهيل

سارة السهيل تكتب حول : الايتام في العراق مأساة تبحث عن حل

هجمات إرهابية هنا وهناك، رعب وهلع ودمار يجتاح المكان، وضحايا كثيرون لا ذنب لهم، خلفوا ورائهم زوجات ويتامي، أطفال أبرياء صاروا بلا عائل ولا معين.
وكلما تزايدت الهجمات، تزايدت أعداد الأيتام في العراق، ما ينذر بعواقب اجتماعية وصحية واقتصادية وخيمة، وزارة حقوق الانسان علي لسان وزيرها دعت إلي أن تلافي مثل تلك المأساة التي سوف يتعرض لها الأطفال، وقالت إنه يحتاج إلى جهود استثنائية من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
الواقع إذن ونتائج الدراسات والمتابعة أشارت إلي أن الاعداد تتزايد في ظل الهجمات الارهابية وما يخلفة من اعداد هائلة من الايتام. وهو ما يتستدعي بذل المزيد من الجهود وابداء نوع من الرعاية الى هذه الشريحة المهمة في المجتمع، المهمة كبيرة حسب،السوداني، وزير حقوق الإنسان، وتستدعي بذل الجهود من الجميع.
مؤسسات رعاية الايتام في العراق من جانبها، طالبت الحكومة العراقية ومجلس النواب بالاسراع في تشريع قانون لحماية حقوق هذه الشريحة، وسد احتياجاتها المادية، وتوفير الدعم الصحي والتربوي لها، فما حدث في العراق بعد عام 2003 ، ولد ايتاما كثيرين، وهم بحاجة الى دعم صحي ونفسي وتربوي.
وناشدت منظمات حقوق الإنسان الجهات الرسمية والمنظمات العالمية باحتضان هؤلاء الايتام وسد احتياجاتهم المادية، دعت مجلس النواب والحكومة للقيام بدورها لرعاية هذه الشريحة.
المهمة جسيمة، وعلينا فقط أن نذكر أن تقارير دولية تشير الى ان العراق بات يضم النسبة الأكبر من الأيتام في العالم العربي لاسيما بعد الاحصاءات الاخيرة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي اشارت الى ان عدد الايتام في العراق بلغ نحو خمسة ملايين طفل او ما نسبته 16 بالمئة، أغلبهم يعاني من تهميش المجتمع والحكومة، ما دفع عدد كبير منهم التحول إلى التسول أو الجريمة.
منظمة اليونيسف تشير إلي ما يزيد عن ذلك، ووصل عددهم ايتام العراق في احصاءاتها إلي 5,4 مليون يتيم اكثر من نصفهم ابتلعهم الطريق، صاروا نتيجة لعدم الرعاية وغياب اليد التي تمتد لترعي وتحمي، تحولوا نتيجة لكل ذلك إلي أولاد شوارع.
ولنا أن نتخيل حجم المأساة حين نعرف أن في البصرة وحدها حوالي نصف مليون يتيم يعيشون في الشوارع ينامون على الارصفة وفي الحدائق، ويعمل بعضهم ويعيش على عملية جمع القوارير، يعملون ليجدوا قوت يومهم، وبدلا من أن تسعي الحكومة بجهودها لاحتواء هذه الشريحة البريئة، وهي واحدة من مهماتها الأساسية بالتأكيد، تقوم باغلاق دور الايتام، ورغم أننا تعلمنا من ثقافتنا الموروثة احترام الارملة ورعاية وحماية الطفل اليتيم ولا يزال الشعب يحمل في روحه هذا المفهوم الانساني، لكن بعض الجهات قامت باعمال وحشية ضد الأيتام، كما حصل قبل ثلاثة سنوات. زد علي ذلك أن دور الايتام في العراق محرومة من دعم الدولة للتعليم, وهذا يعني حرمان هذه الشريحة الاجتماعية الكبيرة من المستقبل, ويمنعها من المساهمة في بناء المجتمع , اما أولاد الشواورع فسوف يكونون علي أقل تقدير، وهذا ليس تعبيرا مجازيا، قنابل موقوتة، لا نعرف متى تنفجر وتقتل المئات من الابرياء؟.
الشوارع حضانة للارهاب والجريمة وتفشي الامراض العصرية والادمان على المخدرات وممارسة المحرمات .وترك الأطفال واليتامي في عرائها سوف يقودنا إلي كثير من المآسي في القريب، العراق عانى شعبه من الحروب والفقر، والعوز المادي خلف أثارا سلبية سوف تزداد لو أهملنا الجانب الانساني وتركناه بدون توجيه ومراقبة ليصبح اليتيم مواطنا صالحا يخدم الانسانية والوطن. ولن نستطيع بناء مجتمع عراقي سليم من الامراض الاجتماعية الا بعد معالجة ما يتعرض له هؤلاء الأبرياء من إهمال وتقديم كل أنواع الدعم لهم.
وفي اللحظة التي يسأل فيها اليتيم نفسه لما قتلوا أبي ولا يجد ردا سوي الإرهاب والظلام والضلال، سوف يتحول بالتأكيد إلي رغبة محمومة للقصاص ممن قتل أو سمح بالقتل، أو من لم يستطع حمايته, سوف تكون الأسئلة كثيرة وغضب الأطفال اليتامي بحجمها، وربما يزيد فلا نستطيع التحكم في عوااقبه.
سوف ينتقم من المجتمع الذي اهمله والحكومة التي تركته فريسة سهلة لمن هب ودب.
ولنا أن نعرف أن الخلل يأتي ابتداءا من قانون الاحوال الشخصية العراقي، وهو مزيج من القوانين الموروثة من الدولة العثمانية والشريعة الاسلامية التي في غالبها تستند على التفسير الحنفي في الشريعة. كما أن العادات والتقاليد العشائرية تتدخل بدور كبير في صياغة القوانين العراقية، وهو ما انعكس بشكل صارخ في عملية كتابة الدستور، لم يهتم اي طرف من الأحزاب والقوي السياسية في العراق بتعيين خبراء معروفين في مجال القانون بل كل الذي فكروا به كيف يمررون افكارهم وتوجهاتهم الذكورية، مستندة على الشريعة، وقد فُرضتْ تلك الأفكار على الدستور العراقي دون التفكير بكلمة المساواة وتطبيقها على الحياة اليومية للمواطن العراقي، تجاهلوا معايير تطور الحياة الاجتماعية والتكنولوجية في العالم والتبدلات الجذرية في نمط العيش. قد اهتم غالبية اعضاء الجمعية الوطنية، وخاصة القوائم التي لايعنيها حقوق الانسان بتمرير افكارها المستوردة من الدول الجارة المتخلفة التي لاتحظى باي احترام لحقوق الانسان، هو هو ما انعكس بشكل مباشر على المراة ومن ثم الطفل الذي يكون الضحية الاولى.
في قانون الاحوال الشخصية المادة 102 تنص على ( ولي الصغير ابوه ثم وصي ابيه ثم جده الصحيح ثم وصي الجد ثم المحكمة او الوصي الذي نصبته المحكمة . ) هذه المادة تبين كم من غبن يتلقاه هذا الطفل الصغير الذي لايستطيع ان يدافع عن حقه وليس هناك من يدافع عنه. القانون والدولة والمجتمع ضده , فلمن يلجأ هذا الصغير الاخرس لنصرته من القانون المتخلف ؟، هذه المادة تعبر عن اكبر اضطهاد واجحاف بحقوق هذا الكائن الصغير!، الشخص الثاني المغبون في هذا القانون هو الام التي" لاحول لها ولا قوة".
ما هذه التناقضات التي يحملها المجتمع العراقي . في الاربعينات تغنى الشعراء العراقون بالام العراقية، بينما في قانون الحضانة تبقى الام آخر شخص يحظى بحضانة صغيرها . كثرت هذه الحالات ايام الحرب مع ايران، وزادت نسبة الايتام الذين اصبحوا متنقلين بين اصحاب الوصايا بين فترة واخرى يؤخذ هذا الصغيرالى البيت الجديد الذي لايعرفه . يبقى هذا الضحية كلقيط محروم من الحنان والعواطف التي تمنحها الام لطفلها, اذن هذاالطفل محتاج الى والدته لترعاه وتزوده بحنانها . لذا ينشأ هذا الطفل مليئ بالعقد النفسية التي فرضها عليه القانون، وغالبا ما نلاحظه يميل الى الانزواء والعزلة عن المجتمع . وبنفس الوقت تبقى الام تعيش آلام فراق ابنها، وقد تحاول مرات كثيرة ان تستخدم انواع الحيل والكذب واساليب كثيرة للوصول الى اولادها. وتبقي المشاهد مؤلمة لابعد ما يمكن أن يتصور أحد.
هذا المشهد لايتامنا يستدعي وجود دراسات من قبل الجامعات العراقية لتبيان عدد الشباب الذين يلتحقون بالارهابين من هؤلاء الضحايا، كما يستدعي تغيير قانون الحضانة الذي يريد قسم من المتخلفين في لجنة تعديل الدستور الابقاء عليه، وتخريج الالاف من المشردين والمجرمين في العراق، ليكون قاعدة جيدة لتصدير الارهابين الى العالم .
نحن لسنا بدعا في العالم فايتامنا، كما في البلدان المتخلفة الاخرى، هم أضعف شريحة في المجتمع، يعانون من الجوع والفقر والجهل والمرض ومعرضون للاستغلال من قبل فئات كثيرة في المجتمع، الأسباب كثيرة ويأتي علي رأسها انعدام الرقابة الحكومية الكافية لمساعدتهم وصد العدوان والاستغلال الذي ابتلوا به.
لكن كيف يمكن معالجة هذا الوضع المسئ والمزري, وحماية أطفالنا من الضياع,
يجب أولا تقسيم الايتام الى نوعين الطفل الذي فقد والديه يجب ان يوضع في دار الايتام . أما الطفل الذي فقد أحد والديه فيجب الاهتمام بالعائلة باكملها. هذه العملية تشمل الريف والمدينة، والطفل الذي تبنته العوائل العراقية يصرف له راتب شهري للجهات التي تبنته.
كما أن هناك ضرورة لارجاع وزارة شؤون المراة الى وزارة ذو حقيبة تخصص لها ميزانية مالية سنوية من وزارة التخطيط وفق ما يخصص مع الوزارات الاخرى، وتنسق الوزارة مع الدولة والمنظمات العراقية والعالمية لاعداد بحوث واجراءات قانونية لدراسة هذه المعضلة واعادة تأهيل هذه الشريحة بعد احتوائهم.
يجب أيضاعلى الحكومة ان تقوم بانشاء دور للايتام وتخصص لها المبالغ الكافية شريطة ان تكون تحت ادارة أشخاص معروفين بحسن السيرة والسلوك وتخضع لرقابة شديدة ولجان نزاهة متخصصة في التربية الاجتماعية.
كما يجب تصحيح نص قانون الاحوال الشخصية بضمان الام حقها بالحضانة في جميع الحالات أو الوصي الذي تنصبه المحكمة، وهناك واجب على الجامعات العراقية أن تقوم بعمل دراسات لهذه الحالات بالتفصيل وتقديم تقارير الي وزارة شؤون المراة للنظر بمعالجة القضية، بعد ذلك مهم جدا قيام الحكومة برصد ميزانية كافية لفتح دار للايتام ويعين في هذه المؤسسات باحثات اجتماعيات ممن لهن خبرة بالتعامل مع هذه الشريحة في المجتمع
المجتمع العراقي بأمس الحاجة للاهتمام باوضاع الايتام المشردين في العراق، وتوفير ملاجئ صحية لهم مزودة بكافة الاساليب الحديثة للتربية والتدريس وتشجيع المتفوقين بمنحهم بعض الزمالات الدراسية ليصبحوا مثلا يحتذي للاخرين.
وهناك ما لا تقل أهمية عما سبق من واجبات حكومية، فعليها مهمة ارجاع الارامل والايتام الموجودين في البلدان المجاورة، والذين لا يحظون بأية رعاية اجتماعية أو مادية. الاهتمام بقضية تسكينهم من خلال توفير سكن صحي مستقل للام وايتامها.
كما يجب ان يكون هناك نوع من الضمان الاجتماعي لهؤلاء الايتام لانقاذهم من ويلات الشارع القاسية في هذه الايام حتى لو كانوا يعيشون مع العوائل الاخرى مما يعطي شعورا عندهم ،ان الدولة تصرف عليهم فيكونون جزءامنها ، ولهم حقوق في ذلك البيت الذي يعيشون فيه وليس طفل يعيش بصدقة العائلة التي احتوته.
الاهتمام بالارامل جزء من الاهتمام باليتيم . الارامل بحاجة الى تقسيمهم الى أصناف منهن من لها مهارات فنية أو شهادات يجب زجها في العمل فورا. القسم الذي لايملك مهارات ممكن الاستعانة بخبراء من دول اخرى لفتح دورات تدريبية حسب ظروف وجغرافية المنطقة ثم دعمها بمنح مالية أو قروض من الدولة لفتح بزنس صغير تتولى ادارته ويجلب لها مورد مالي لتعيل اطفالها وتصبح هي المستثمر لاتعتمد على الدولة ولا تعتمد على صدقة الاهل والاقارب .هناك بعض المؤسسات الدينية مثل الجوامع والاديرة والكنائس تستقبل هؤلاء الايتام وتربيهم وفق اجتهادات خاصة بالمسؤولين على هذه المؤسسات. هذه المؤسسات يجب ان تشكر من قبل الحكومة العراقية وتدعم ببرامج مادية وتفرض على المؤسسات دراسات أصولية وفق المنهج الدراسي العراقي وكم من هذه المؤسسات في العالم أخرجت كوادر علمية وادبية عالمية .هناك ضرورة للاستعانة بخبراء في هذا المجال من الدول التي عانت من الحروب مثل روسيا والمانيا ويوغسلافيا.
ولا يجب التوقف عند هذا الحد، فيجب الإستمرار في الاهتمام بدراستهم حتى بعد تخرجهم من الثانوية وتصرف مصايف دراسته الجامعية من قبل الدولة.
هذه الأعباء يجب أن يعي الجميع أنها سوف تتزايد طالما لم يتم القضاء علي الإرهاب وبواعثه ومواجهة الأفكار التي تقوم بتغذيته, وهو ما تتوقعه عضو لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب سميرة الموسوي مع استمرار الأعمال الإرهابية.
بقلم:سارة السهيل و سرمد الهميم

سارة السهيل تكتب حول العنف ضد كبار السن

سارة السهيل  تكتب حول العنف ضد كبار السن
العنف كلمة واسعة المدى بعالم
 لألم و الظلم و التعدي على الآخرين ؛فهو بكافة أشكاله من أكثر المشاكل الإجتماعية بالعالم عامة ومجتمعاتنا العربيه خاصة و يتفرع من العنف عدة أنواع من حيث الضحايا على سبيل المثال لا الحصر العنف ضد الأطفال العنف ضد الزوجه أو المرأة عامة و العنف الأسري الذي يطال فرد او عدة افراد بالعائله، و أهتم الباحون وألأطباء على مستوى العالم بظاهرة العنف عامة و أكثر المهتمين كانوا من الدول المتقدمه .يستفزني دائما التعدي على الأضعف و استغلال ضعفه في ممارسات مريضه ربما يكون سببها الرئيسي خلل في التربيه و التوعيه أو مرض عصبي دائم يصاحب المعتدي أو حاله عصبيه مؤقته تطرأ عليه ،ومن أخطر جرائم العنف؛
هو (الموجه ضد كبار السن )سواء كان رجلا او امرأه، والتى تزايدت بشكل ملحوظ وملفت للنظر خاصة و انه بعد مقال كتبته عن العنف ضد الأطفال استقبلت رسائل كثيرة على بريدي الالكتروني من أشخاص تعرضوا للعنف وبعضهم كان من كبار السن و الكارثه ان اغلبهم تلقوا العنف من أحد افراد اسرهم كالابناء و الاحفاد و طمنتهم اني في سلسلة مقالاتي عن العنف لا يمكن ابدا ان انسى العنف ضد كبار السن و ان محله بالنشر اصبح قريب فشعرت انهم بحاجه لنصرة و ليس من شخص واحد مثلي ،بل من مؤسسات و حكومات و شعرت انهم فعلا مهمشين .
إن كان الحديث عن الأطفال و حقوقهم قد تأخر في بلاد الغرب نسبة لباقي المواضيع و باقي الحقوق إلا انه بالنهايه قد ظهر ،و ان كان الاهتمام بحقوق المرأة و الطفل قد تلى إهتمام الغرب بسنوات عديدة في عالمنا العربي و الشرق اوسطي إلا انه على الأقل بدأنا بالخطوة الأولى و اشعلنا فتيل المصباح ، لكن الأمر الذي مازال بعيدا عن الأعين و غائب عن ساحات حقوق الانسان و المطالبات الرسميه و الغير رسميه للمؤسسات في العمل المدني و العام و الحقل الاجتماعي أو التطوعي سواء رسميا او من خلال ناشطين في مجالات مشابهه نجد ان العنف ضد المسنين (كبار السن) يكاد يكون مختفيا تماما
و السبب لهذا الاختفاء ربما يعود لنفس الاسباب التي ادت لتأخر الاهتمام بحقوق الطفل و رعايته، لو راجعنا تلك الاسباب، الا انه ضف عليها بندا هاما الا و هو ان بعض الانانيون ينظرون لكبير السن على انه ماضٍ و انهم يستثمرون بما يفيدهم للمستقبل من حاضر و ما سيليه متناسين أن من لا ماض له لن يكن له مستقبل و الشجرة بلا جذور لن تصل عنان السماء
وان ما هم عليه الآن ما هو الا بذرة ماضٍ و تعب من سبقوهم و حصيلة ما مر و نتيجة لجهد عائلتهم الصغيرة اولا و من ثم نتاج حصاد تراكم المجتمع و تجاربه و عطاءاته بشكل عام مما ينعكس على حاضر كل من يتشارك هذا الحيز تحت السماء.
الرأسماليه و الحياة العمليه و اللهث وراء المال و السباق الذي وضعت الإنسان به تلك الدول التي نست الانسان و الانسانيه و استخدمت الفرد على انه اداة ووسيله و جردته من المشاعر و الاحاسيس و الاحتياجات العاطفيه و النفسيه و اصبح اهتمامها بالمواطن كإهتمام المزارع بحماره لأنه يساعده في مصدر رزقه فقط و يعينه على عمله ،فقدنا الروح و فقدنا القيم و ما سيأتي سيكون اعظم للأسف لاننا ان لم نصحى سنبقى في الانحدار والتدهور الأخلاقي و الانساني
إلا ان الامر لا يخلو من بعض المحاولات البسيطه التي ليست على قدر الطموحات المرجوة فقد لاحظت بقراءاتي فى الفترة ألأخيرة العديد من الدراسات وألأبحاث ، أطلقوا عليها العنف ضد المسنين وسوء معاملتهم . ووقعت عيني على خبر محزن في إحدى الصحف أن معدلات العنف ضد المسنين في زيادة مستمرة في مجتمعنا، و هذا يعني امور كثيرة :اولها ان الرحمه بدأت تغيب ليحل محلها الوحشيه و روح الانتقام و غياب التسامح و رحيل الضمير و البعد عن مخافة الله و قد خلقنا الله سبحانه و تعالى بفطرة سليمه تبحث عن الخير و الوئام و المحبه لكن تتلوث هذه الفطرة مع الاسف بمرور الزمن و التجارب عند البعض واعتقد ان الوصايا الدينيه انشغلت بالسياسه و امتهنت وظائف اعلاميه و اعلانيه و تناست دورها الرئيسي في توجيه الناس للفضيله و التحاب و التراحم
الى ان وصلت الاحصائيات في أحد الابحاث الاجتماعيه التي قرأتها أن أكثر أنواع الإيذاء يتمثل في الإهمال، إذ بلغ المتوسط 2.80%، يلي ذلك الإيذاء النفسي بمتوسط 2.49% ، ودعت الدراسة إلى وضع برامج احترافية لمواجهة ظاهرة تزايد العنف ضد كبار السن في المجتمع بصفة عامة. نحن نحتاج هذه البرامج الاحترافية التي تساعدنا على العناية اليومية بكبار السن، لكن قبل ذلك اجزم بأننا نحتاج إلى الرغبة في مساعدتهم وعدم التأفف من وجودهم وخدمتهم وهذه لا يفيد معها أي تدريب بل يجب أن تنبع من إيماننا بفضل الكبار بعد الله علينا وشعورنا تجاههم بالمحبه و المسؤوليه و الإمتنان رغم ما يمكن ان يواجهه الأشخاص المعنين برعاية المسن من المشكلات الشخصية والنفسية و الماديه والاجتماعية و ايضا في سبيل ترتيب الوقت و الاولويات من حيث العمل و الوظيفه و ايضا رعاية الاطفال ان وجدوا ولكن هل سأل الفرد نفسه عن المعاناه التي واجهها اهله في تربيته و ما التحديات التي واجهها اهله و تحملها الاب و الام الى ان كبر و اصبح رجل او امرأة حيث جاء لهذه الدنيا كدمية لا تعرف شيء فاعطته اسرته الدفء و الحنان و الامان و حافظت على سلامته و امنت له المأكل و المشرب و الملبس و الجو المناسب و العلم و الدراسه و كلٍ حسب مقدرته و لا يمكن ان تتساوى العائلات بما يمكن ان تقدمه لأطفالها فيتحكم بهذا الظروف الماديه و الوظيفيه و المستوى الثقافي و الاجتماعي ولكن تأكدوا ان كل اسرى مقتنعه انها اعطت اكثر ما عندها حسب مفهومها و الان كما اخذت يجب ان تعطي و تفي الدين و ترد الفضل الى اهله الان حان موعد رد الجميل .
من غيرالطبيعي أن يكون العكس و ان يكون مقابل العطاء جحود و بدل ان ترد الجميل تتزايد حدة العنف تجاه هؤلاء المسنين والاضل سبيلا ان بعضهم يبرر لك عنفه و عقوقه بان اهله لم يعتنوا به بصغره او اساءوا معاملته فهل هذا مبرر لانسان قلبه نظيف و ضميره سوي فأنت بالطبع مخطيء في تقيمك فكل ام و اب اعتنوا باطفالهم من وجهة نظرهم كل حسب ثقافته و فهمه ووعيه و درجة اتطلاعه و تعليمه و ان كان بعضهم قاس فانا اجزم ان هذهرالقسوة كانت تخفي خلفها الحب الكبير و الحرص على مستقبل اولادهم و ان كان الخيار الاخير بانهم فعلا اخطأوا بحقكم فايضا يجب ان لا يكون بداخلك دافع للغل و الحقد و الانتقام كن انت الافضل اثبت لنفسك انك قوي كفاية لتاخذ قرار الصفح و العفو عند المقدرة اثبت لنفسك انك تعاملهم كما انت و ليس كما هم يعاملوك لانك انت انت و هم هم كل شخص يمثل نفسه و اخلاقه و تربيته كل شخص يمثل مفاهيمه و حضارته و رقيه.
هناك اسباب اخرى للعنف ضد كبار السن منها برود المشاعر ومن المهم معرفة أسباب انعدام العاطفة في هذه الحاله لربما سببها خلل نفسي يحتاج لعلاج عند طبيب متخصص و ربما يعود لخلل بالتربيه ذاتها
الاسباب كثيرة :الا انني انحي جانبا الاسباب التاليه بأن
إيقاع الحياة الصاخب وثقل المسؤوليات لان لا شيء بالدنيا اهم من رعاية امك او ابيك او جدك فلهم الاولويه قبل اي شيء لان الحياه مازالت امامك اما هم فهي خلفهم ما بقي ليس باكثر مما ذهب لهذا وقتك ليس كثيرا عليهم لانه سيأتي يوم لن تجدهم ووقتها لن ينفع الندم و لا تأنيب الضمير و اعرف ان الزمن دولاب و الحياه سداد و دين و ما فعلته باهلك سيفعله معك اولادك ..للاسف مفاهيم الحياة التي تغيرت فضعف الاهتمام بالقيم الإنسانية وقوي الاهتمام بالقيم الاستهلاكية؟ اجد السعي خلف المال و الرزق و كأن لا قيمه بالحياة توازيه أمرارمثيرا للاشمئزاز
أيا كانت الأسباب فهي ليست مبررات إذ لا شيء يبررإجحافنا بحق المسنين ولاشيء يبرر سلوك العنف ضدهم .
فى مجتمعاتا العربية خاصة ، يتنوع العنف المرتكب فى حقه كبار السن ما بين العنف المعنوى وهو الذى يكون باللفظ ، والعنف المادى الجسدى ، وأن ما يساهم في زيادة معدل هذه الجرائم هوعدم إبلاغ أو شكوى المسن (المجنى عليه) عما يرتكب بحقه من جرائم خوفا من فقدان مصدر رعايته ، والذي يعتمد عليه بشكل أساسي، أو اعتقاده أنه لاجدوى من شكواه. ومن المؤسف أن الجان فى معظم جرائم العنف ضد المسنين من أقرب الناس لهم ، فنجد بعض الأبناء الذين تجردوا من إنسانيتهم يُعَنفون بالضرب والإساءة اللفظية والديهم مما يحط من كرامتهم ، ويعرضهم لمشاكل صحية ونفسية وهو نوع من العقوق الذى يرتكبه ألأبناء ضد والديهم أو ذويهم .
تمت دراسة فى مصرعن حالات الوفيات لكبار السن بدار التشريح التابعة لمصلحة الطب الشرعى بوزارة العدل خلال الفترة من 2007 حتى 2010 وقد بلغ عدد الحالات 139 حالة من إجمالى 2868 حالة وقد كان معظمها من الذكور، وقد تعرض حوالى 56% من الحالات إلى عنف بدنى، 69% من الحالات إلى الإهمال الذى أدى إلى الوفاة، وقد اشتملت الدراسة على 23% من الحالات التى كان سبب الوفاة فيها هو الطعن بالسكين .
ويتخذ العنف عدة أشكال ضد كبار السن منها :-
العنف الجسدي، ويقصد به أي تصرف يؤدي إلى ألم جسدي عند المسن ، مثل: الحرق، الضرب، الدفع، وعدم التنظيف والرعاية الجسدية... (إلخ
وعنف النفسي ويقصد به أي فعل يسبب ألم نفسي ومعاناة للمسن مثل: الاحتقار، عدم الاحترام، الحبس، التهديد، الإكراه والإجبار، عدم الاهتمام بالمتطلبات النفسية المتعددة
والعنف المادي، وهو أي فعل يصدر من الغير للسيطرة على أموال المسن أو مصادر دخله أو السرقة والنهب، أو إكراه المسن على التنازل عن ممتلكاته.
وبالنسبة للمسنين المقيمين ببعض دور المؤسسات فيتمثل العنف الموجه لهم مصدره في فقر إمكانات هذه المؤسسات، مثل عدم ملائمة المسكن، أو نقص المرافق كغرف النوم أو غرف الطعام، أو قصور التجهيزات كغرف الكشف الطبي أو الترويح.
ويتوقف معدل زيادة تعرض المسن للإيذاء والعنف على عدة عوامل منها: ضعف القدرات العقلية للمسن؛ حيث أن ظهورتصرفات عدوانية وغير طبيعية من قبل المسن قد يؤدي إلى ردة فعل عنيفة عند من هم حوله.وقد يتعرض المسن للعنف بسبب طمع المسيء في أشياء مادية يمتلكها المسن، كما أن العزلة الاجتماعية تلعب دورا في زيادة معدل العنف ضد المسن فهي تزيد من معدلات الإساءة ضده، وتقلل من فرص اكتشاف هذه الإساءة ووقفها، ولذلك فإن المسنين الذين يتركون تحت عناية الخدم هم أكثر عرضة للعنف من غيرهم الذين يتلقون الرعاية من أقربائهم.
ومن الأسباب أيضا: وجود شخصية عدوانية عند المسن نفسه، وتدهورحالة المسن الصحية؛ فالمسن المريض بالأمراض المزمنة قد يكون عاجزاً من الناحية الجسدية عن طلب المساعدة من الآخرين، أو عن الدفاع عن نفسه. وأرجع المختصين أسباب إهدار حقوق المسنين وتعرضه للعنف إلى عدم المعرفة والوعى الدينى والالتزام من قبل المعتدي، وكذلك الظروف الاجتماعية والسياسية التي أهدرت الحقوق الإنسانية وبالأخص حقوق المسنين عبرعزلهم وبشكل مباشر في دورالمسنين العجزة.
ويرى الباحثين أن تعرض المسن للعنف قد يصيبه بالاكتئاب ويعرضه لمشاكل نفسية وصحية واجتماعية خطيرة تهدد حياته، وتجعل التعامل معه على درجة عالية من الصعوبة والتعقيد؛ فهو يجعله يشعربضعف الحيلة، والخزي والعار، والخوف، والقلق من التعامل مع المجتمع الخارجي.
وقد لاحظ الأخصائين من خلال رصدهم للعنف ضد المسنين أن المسنات الأكثر تعرضا للعنف من المسنين الرجال، لأنهن يعشن أطول‏، ويتسمن بالوهن العضوي، ما يجعلهن أضعف‏، ويترملن، ويعشن بمفردهن بنسبة أكبر من الرجال‏.
فالظروف التي يعشن فيها تجعلهن هدفا سهلا‏، وموضوعا مغريا للجريمة‏، ما يخلق فيهن شعورا بالخوف المبالغ فيه من إمكانية استهدافهن بالجرائم‏، وهو شعور يرسخه نقص الثقة في ما يتوافر لهن من حماية وأمن‏، خاصة أنهن مضطرات إلي الاعتماد علي غيرهن في تصريف بعض شؤون حياتهن.
وجريمة السرقة تأتي على قمة الجرائم التي ترتكب بحق المسنين وقد يصطحبهما أحيانا عنف كالضرب‏، وحين‏ يكون الجاني معروفا لدي المجني عليها‏، فإنه قد يتورط في القتل خوفا من افتضاح أمره. وخاصة الطمع عند النزاع علي الميراث‏، أفرز جرائم أخري أبرزها النصب والتزوير والطرد من السكن‏، وأن الجناة غالبا ما يكونوا من الأقارب، أو الخدم، أو الجيران أو الحرفيين، أو ممن يقدمون لهم الخدمات، وهذا يؤكد اتساع الهوة بين ما تحض عليه التعاليم الدينية والقيم‏, وبين واقع حياة المسنين خصوصا الإناث‏.
منظمة الصحة العالمية تعتبرأن العنف ضد الكبار سواء كان عملاً منعزلاً أو مكرراً ، فإنه يعد جريمة خطيرة ضد أشخاص تتعرض حياتهم إلى خطر الاكتئاب الشديد من جراء تلك الاعتداءات. نعلم جيداً أن العنف والإهمال شيئان يصعب التبليغ عنهما، لهذا تبدو الإحصائيات شبه معدومة ، بعض الآراء أكدت أن العنف ليس شيئاً سهلاً يمكن الإبلاغ عنه بسهولة، لأن الخوف من الآخر يبقى هو الذي يجعل الشرطة لاتتدخل في الأخير إلا في حالة وصول بلاغ لها فقط ، وفي حالة وصول حادثة العنف ضد الشخص إلى درجة الإصابة الظاهرة، وهذا بحد ذاته يعد خطأً كبيراً يتخبط فيه المجتمع كل اليوم.
من يعتدي على كبار السن؟ غالباً ما تأتي المعاملة السيئة من شخص مقرب، يعرفه المعتدى عليه جيداً، واحد من أفراد العائلة مثلاً، صديق، ممرض، أو حتى موظف في مؤسسة رعاية المسنين. ثمة حقيقة تقول: إن الأبناء يشكلون المتهم رقم واحد ويأتي الزوج أو الزوجة بنسبة الثلث أي 71% النساء المسنات يتعرضن للعنف بنسبة 36% من قبل الشباب، بينما الرجال المسنون يتعرضون للعنف بنسبة أقل أحياناً، ربما لأنهم أقل احتكاكاً بالمجتمع وأقل خروجاً إلى الشارع.
العنف الحاصل أحياناً في دورالمسنين لا يبدو لافتاً للانتباه داخل المجتمع، على الرغم من أنه موجود فعلاً. كذلك الإهمال الذي هو أيضاً جزء لا يتجزأ من العنف فمن خلال تحقيق صدر حديثاً أثبت أن عدد الوفيات داخل مراكز رعاية المسنين نتيجة الإهمال، وعدم الاعتناء الصحيح بالمقيمين في المراكز المتخصصة قد بلغ حداً خطيراً، ناهيك عن الحوادث اليومية مثل السقوط الذي يؤدي في حالات كثيرة إلى الموت السريع. طبعاً هناك عناصرتجعل المسنين أكثر تعرضاًَ للعنف ، مثل حالتهم الصحية أو المعنوية، وشكلهم الخارجي الذي يوحي بالضعف وعدم القدرة على الدفاع عن النفس، ناهيك عن أنهم موجودون في مجتمع لا يتحدث عن العنف بشكل صريح. مجتمع يعيش فيه العديد من الأميين وغير الواعين بمخاطرالعنف ضد كبار السن.
أسباب إهدار حقوق المسنين : البعض يوجه أصابع الاتهام إلى النظم الاجتماعية والسياسية التي أهدرت الحقوق الإنسانية وبالخصوص أهدرت حقوق المسنين عبر عزلهم وبشكل مباشر في دور للعجزة. وثمة من يعتبر أن خروج الزوجة إلى العمل خارج البيت جعل الأطفال يعيشون وضعاً مختلفاً في غياب الأم وبالتالي خلقت لديهم حالة من الرغبة في الانتقام من الأطراف التي يعتبرونها مسئولة عن عزلتهم أي المجتمع المدني بكل مؤسساته وميكانزماته وفئاته خصوصاً البشرية منها.
وهنالك من يعتقد أن عدم القدرة على التفاهم بين الكبار والصغار خلق حالة من الانسداد بين جيلين مختلفين ولهذا تحول العنف إلى أسلوب للتفاهم! القضية أن مشاكل هذه الفئة مغيبة عن الإعلام وصوتهم لا يظهر ربما التلفزيون يسلط أحيانا الضوء على مشكلاتهم ويصفها بالفراغ أو التعلق بالماضي. وهناك مسلسلات تصور عقوق الوالدين مثلا لكن كل ذلك لا يكفي لابد أن تؤمن الأسرة البسيطة بأنها حتى ولو تحولت من نمط الاسرة الممتدة فان من واجبات أفراد الأسرة احترام كبارها في أي موقع. في الحياة العامة لطالما لفت انتباهي سلوك الشباب في التعامل مع المسنين ولطالما أزعجني أن أرى في باص السفر مثلا شاباً يجلس ويترك شيخاً مسناً يقف على رجليه او يتجاهل طلبه بالمساعدة . المسن فى مرحلة عمرية حساسة وعلينا أن نحتوى مشكلاته وآلامه هذه القيمة الإنسانية تبدأ من المنزل قبل المدرسة، ولا تلقن أبدا.
كما هو الحال مع العديد من المشاكل الاجتماعية فإن ملف الاعتداء على كبار السن يظل من المحذورات التي ما زال البعض يشعرون بالخجل عند البوح بها علانية.
وبعد أن صار الكلام صريحاً عن العنف بين الأزواج والعنف ضد الأطفال وضد كبار السن صار الكنديون يبحثون عن المخرج من هذا الإشكال الذي أصبح حقيقة قائمة أمامهم. فالكلام بشكل صريح عن المشكلة يعني خطوة كبيرة نحو العثور على حل لها في إطار جماعي يمنح الفرصة لأكثر عدد من الأشخاص كي يبدوا رأيهم أولاً وبالتالي إشعارهم بخطورة الوضع كي يرفضوا التعامل بينهم بأسلوب العنف.
وقد حان الوقت للكلام وبشكل علني وقاطع عن المعاملة السيئة التي يلاقيها كبار السن في المجتمع من قبل أشخاص يستعملون العنف كطريقة للتعبير عن أنفسهم وآرائهم. لدينا الكثير كي نتعلمه من هذا النوع من العنف ضد كبار السن، أي الطريقة التي يُعامل بها هؤلاء، والأسباب التي تجعل الضحية لا يخبر أحداً وبالتالي لا يلجأ إلى التبليغ عن حادثة العنف خوفاً من تكرارها ضده من جديد.
إن أهم شيء في هذه النقطة أن العديد من الناس يجهلون القانون، وبالتالي لايستعملون حقهم في الإبلاغ عن المعتدين عليهم ، وربما لأن المجتمع الذي يعيشون فيه لايرحم الضعفاء وبالتالي لايجيد العطف على كبار السن أيضاً. لهذا يتوجب العمل الجماعي على توحيد الجهود للتركيز على هذه النقطة بالذات، ولإشعارالجميع أن ثمة قانوناً وإجراءات وعواقب من جراء الاعتداء على كبار السن.
يجب القول إن الآلية المستعملة أو المتخذة لحماية المسنين من العنف تختلف من دولة إلى أخرى. البعض يعتمد على قوانين صارمة وبالتالي تسعى إلى فرض مشروع اجتماعي صارم والبعض يعتمد على الحلول النفسية لعلاج الظاهرة. لكن لابد أن نعترف أن ضعف القوانين هو الذي ساعد على تفشي ظاهرة العنف ضد كبار السن، وكذلك الإهمال في تطبيق القانون نفسه ، عبر عدم المتابعة القضائية للمشتبه أنه ارتكب العنف لعدم دقة الأدلة وعدم كفايتها.
كيف نحارب العنف؟ العنف أو الإهمال المرتكبين ضد كبار السن سواء داخل البيت أو في مؤسسات رعاية الشيخوخة مشكلة موجودة ، ولهذا يجب الكشف عنها كي يتم تصفيتها والقضاء عليها من مجتمعنا. ويجب على كبار السن أن يعرفوا أولاً حقوقهم كي يعرفوا أن من أهم حقوقهم الإخبارعن حالة العنف التي يتعرضون لها. وعلى الأهل أن تكون لهم دراية في كيفية التعامل مع العنف عند حدوثه، وعلى المؤسسات بالمقابل أن تهيئ للموظفين لديها الأجواء المناسبة لأجل تحمل مسؤوليتهم إزاء أي خطر. كما أن القوانين الصارمة يمكنها أن تحد من عمليات العنف ضد المسنين سواء داخل البيوت أو في الأماكن العامة أو في مؤسسات الرعاية ، كما أن الدعم الجماعي يلعب الدور المهم لأداء أفضل، بحيث يكون كل فرد مسؤولاً عن عمله وعن حماية مجتمعه من العنف عبر تغيير جذري في فكره السلبي. إن كل واحد منّا يجب أن يساهم بما في وسعه لمحاربة العنف سواء كان العنف جسدياً أو نفسياً أو إهمالاً، عبر تناول الظاهرة بكل صراحة وجدية للعثور على حلول لها.
الحلول فى رأيى أنه لابد من السعي لاحتواء العنف الموجه ضد المسنين ‏، وحماية الأشخاص الأكثر تعرضا له‏، والتخفيف من وقعه عليهم ‏، وأن هذا الأمر يحتاج إلي وعي عام حتى يمكن أن نكشف عن طبيعة الظاهرة‏، وأبعادها الحقيقية‏، والدوافع إليها‏، والأساليب المؤثرة للتعامل معها‏، وأنه على المسنين والمسنات معرفة حقوقهم ، والتي على رأسها ضرورة التبليغ والشكوى عن مايرتكب ضدهم من العنف ؛ وهذا لاينفى ضرورة تفعيل دورمؤسسات المجتمع المدنى وأفراده للكشف عن هذه المشكلة ومحاربتها والقضاء عليها ، وعلى الأهل أن يكونوا على دراية بكيفية التعامل مع ذويهم من المسنين والمسنات. وعلى دور رعاية المسنين أن تهيئ الأجواء المناسبة داخلها بشكل يضطر فيه الموظفون إلى تحمل مسؤوليتهم، والتصدي لأي خطر قد يتعرض له المسن من قبل أي معتد من خارج المؤسسة، هذا بالإضافة أن القوانين الصارمة يمكن لها أن تحد وتوقف العنف ضد كبار السن داخل البيوت أو في الأماكن العامة أو في مؤسسات الرعاية. لأن العنف في المؤسسات ناتج عن تصرفات أحادية ؛ عندما يسعى البعض إلى فتح مؤسسة لرعاية المسنين يختار المكان ويختار الشكل للمؤسسة ولكنه ينسى اختيار العناصرالبشرية الفاعلة والقادرة على الأداء الجيد، ولهذا السبب يحدث التصادم. و عندما يصاب الممرض بالاكتئاب مثلاً فسينعكس ذلك على عمله ناهيك على أن الضغط سيكون كبيراً عليه بسبب كثرة العمل وقلة الدعم من مسؤولية ، مما يساهم في تحويل عمله إلى أداة عنف ضد المسنين الذين يسكنون المؤسسة ولهذا حان الوقت لتغيير السلوك السلبي عبر وضع أسس سليمة للرعاية.
ان قلوبنا يعتصرها الالم لتفشي ظاهرة العنف ضد الكبار .
تصوروا أن دولة السويد بدأت هناك ظاهرة في تقديم قروض لتشجيع رعاية المسن في عائلته للحفاظ على تنوع وتواصل الاجيال، فياليتنا نتعض و ياليتنا نقلد و نتبع الاصلح و نتوقف عن التقليد الاعمى لارذل الصفات و التصرفات في انحاء العالم تاركين النماذج المشرفه والسلوكيات الراقيه و ان نسعى دوما لنكون في راحة نفسيه لا يمكن ان تصدر الا من شخص مرتاح الضمير.
سارة طالب السهيل

السبت، 29 يونيو 2013

دراسة للكاتبة سارة السهيل بعنوان : حقوق الطفل .. أقوال دون أفعال ..!(1) ( 2)



سارة السهيل تكتب عن 
حقوق الطفل .. أقوال دون أفعال ..!(1)

حظيت حقوق الطفل باهتمام من المجتمع الدولي بل يمكن القول أنها سبقت اهتمامه بحقوق الإنسان العامة ، ففي أعقاب الحرب العالمية الأولي ،  استشعرالمجتمع الدولي خطورة الفظائع التي جرت خلال الحرب ، وأدرك أن السبيل لتجنب تكرارها هوتنشئة مجتمعات أقل استعدادا للانخراط في أعمال  عنف وصراعات وحروب بمثل هذه الضراوة باهتمام والعناية الأكبر للأطفال. وفي إطار هذا الاهتمام شهد عام 1919 إصدار منظمة العمل الدولية الاتفاقية رقم(5)عن مؤتمرها الأول والتي تحظرعمل الأطفال في الأعمال والمنشآت الصناعية لمن هم دون سن الرابعة عشر، فى نفس العام   قامت عصبة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة خاصة برفاهية الطفل التي تبنت النقاط الخمس الواردة  في ميثاق الإتحاد الدولي لإنقاذ الطفولة عام 1923 وأصدرتها في بيان عرف بإعلان جينيف عام 1924 .ويؤكد هذا البيان علي اعتراف كل أمم العالم بأن البشرية تدين للأطفال بأفضل ما لديها وتحدد مسئولية المجتمع لتوفيرالحماية والرعاية اللازمة  .
قد ظهرت بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى أول دعوة الى اعتراف دولي بحقوق الطفل  ووجد من يدافع عنهم وينادي بحقوقهم وهذا ما اعلنته في سنة 1923 "اغلنتاين جب"  مؤسسة " المنظمة البريطانية لغوث الاطفال" ،و "جب"  هذه ولدت في بريطانيا عام 1876 وفي عام 1919 اسست "المنظمة  البريطانية لغوث الاطفال"   وعندها قالت : أعتقد انه علينا ان نطالب بحقوق خاصة للاطفال وان نسعى جاهدين للحصول على اعتراف دولي بها. وقد غضب البريطانيون عندما كانت "جب" تساعد الاطفال الالمان وهم اعداء ، وعندما سئل الكاتب المسرحي الايرلندي الشهير "برناردشو" الذي كان احد الداعمين لاعمال "جب" ، عن تقديمه مساعدة مالية لاطفال الاعداء، اجاب:" ليس لي اعداء دون الثامنة من العمر!"
تعد اغلنتاين اول من دعا الى اعتراف دولي بحقوق الطفل وهذا ما سعت اليه من خلال تضمينها لاعلان عام 1923 خمسة بنود حظيت بموافقة "الجمعية العامة للاتحاد الدولي لغوث الاطفال" عام 1923م. وهي : ضرورة تامين الوسائل الضرورية كافة للنمو الطبيعي للطفل ماديا وروحيا ، ووجوب اطعام الطفل الجائع والاعتناء بالطفل المريض واعانة الطفل المتخلف والاهتمام بالطفل المعوق وحماية ومساعدة الطفل اليتيم والمتشرد ، البند الثالث وجوب ان يكون الطفل اول من يتلقى المساعدة في الظروف والاوقات العصيبة وهذا مستوحى من التجارب الاليمة ومن المآسي التي خلفتها الحروب والتي اثبتت ان الاطفال هم الضحايا الاشد تعرضا وتضررا في ازمنة الحرب ، أعمال الاغاثة بعد الحرب العالمية الاولى اعطت الاولوية للاطفال وهذا ما يعتبر تقدما نوعيا في مسارحقوق الطفل ، البند الرابع وجوب ان يجعل الطفل في وضع تؤمن فيه معيشته ووجوب حمايته من كل اشكال الاستغلال . والبند الخامس والاخيرهو وجوب تربية الطفل تربية تاخذ بعين الاعتبارتكريس مواهبه في خدمة البشر بني جنسه. كانت "جب" واضعة هذا الاعلان تؤمن بان الحاجة الكبرى في الاوقات العصيبة هي عند الاطفال .
استمرت مسيرة تطورالقانون الدولي لحقوق الإنسان ، وكانت حقوق الطفل بشكل خاص قاسماً مشتركاً فيها، بدءاً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) وبحلول عام 1959 صدرإعلان حقوق الطفل ويحوي علي عشره مبادئ المبدأ الأول يجب أن يتمتع الطفل بجميع الحقوق المقررة في هذا الإعلان دون أي تفريق أو تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو الرأي سياسيا أو غير سياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أوالثروة أو النسب أو أي وضع آخر يكون له أو لأسرته. المبدأ الثاني يجب أن يتمتع الطفل بحماية خاصة وأن يمنح بالتشريع وغيره من الوسائل ،الفرص والتسهيلات اللازمة لإتاحة نموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نموا طبيعيا سليما في جو من الحرية والكرامة. المبدأ الثالث للطفل منذ مولده حق في أن يكون له اسم وجنسية.المبدأ الرابع يجب أن يتمتع الطفل بفوائد الضمان الاجتماعي وأن يكون مؤهلا للنمو الصحي السليم ويجب أن يحاط هو وأمه بالعناية والحماية الخاصتين اللازمتين قبل الوضع وبعده وللطفل حق في قدركاف من الغذاء والمأوي واللهووالخدمات الطبية. المبدأ الخامس يجب أن يحاط الطفل المعوق جسميا أوعقليا أو اجتماعيا بالمعالجة والتربية والعناية الخاصة التي تقتضيها حالته. المبدأ السادس يحتاج الطفل لكي ينعم بشخصية منسجمة النمو مكتملة التفتح ، إلي الحب والتفهم فلايجوز إلا في ظروف استثنائية ، فصل الطفل الصغيرعن أمه ويجب علي المجتمع والسلطات العامة تقديم عناية خاصة للأطفال المحرومين من الأسرة وأولئك المفتقرين إلي كفاف العيش. المبدأ السابع للطفل حق في تلقي التعليم  الذي يجب أن يكون مجانيا وإلزاميا، في مراحله الابتدائية علي الأقل وأن يستهدف رفع ثقافة الطفل العامة وتمكينه علي أساس تكافؤ الفرص ، من تنمية ملكاته وحصافته وشعوره بالمسؤولية الأدبية والاجتماعية ويجب أن تكون مصلحة الطفل العليا ويجب أن تتاح للطفل فرصة كاملة للعب واللهو، المبدأ الثامن يجب أن يكون الطفل في جميع الظروف بين أوائل المتمتعين بالحماية والإغاثة. المبدأ التاسع يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جمع صورالإهمال والقسوة والاستغلال ويحظرالاتجار به علي أية صورة ولايجوز استخدام الطفل قبل بلوغه السن الأدنى الملائم ويحظر في جميع الأحوال حمله علي العمل أوتركه يعمل في أية مهنة أوصنعة تؤذي صحته أوتعليمه أوتعرقل نموه الجسمي أوالعقلي أوالخلقي. المبدأ العاشر يجب أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تدفع إلي التمييزالعنصري أوالديني أوأي شكل آخرمن أشكال التمييز، وأن يربي علي روح التفهم والتسامح والصداقة بين الشعوب ، والسلم والأخوة العالمية.
وللحديث بقية بالمقال القادم . 


حقوق الطفل .. أقوال دون أفعال ..!(2)
واستمرت الجهود الدولية للدفاع عن حقوق الطفل بدرجة أكثرفي العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية ، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966) .  الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989  وإذ تغطي الاتفاقية كامل نطاق حقوق الإنسان فإنها تقربأن التمتع بحق من الحقوق لا يمكن أن ينفصل عن التمتع بالحقوق الأخرى وعدم التمييز. ويمكن تصنيف الحقوق التي وردت بالاتفاقية علي النحو التالي : الحقوق الشخصية والمدنية وتشمل الحق في الاسم والجنسية منذ الولادة ومعرفة الوالدين والحفاظ علي هويته وصلاته العائلية ، حقوق الحياة والبقاء وتشمل الحق في التغذية السليمة والمياه النقية والتمتع بأعلى مستوي صحي ممكن بلوغه وتطوير الرعاية الصحية الأولية والوقائية والعلاج وإعادة التأهيل الصحي والإصحاح البيئي ، حقوق النمووتشمل الحق في الرعاية الأسرية من الوالدين ، وحق الطفل المحروم من بيئة عائلية في رعاية توفرها الدولة ، والحق في مستوي معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي ، والحق في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب والمشاركة في الحياة الثقافية والفنون بحرية ، والحق في التعليم المجاني والمتطور وإدارة المدارس علي نحو يتماشي مع كرامة الطفل الإنسانية والحق في التربية ، حقوق الحماية. وتشمل حماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال الاقتصادي أو الاجتماعي أو التعرض لانتهاك جنسي وكافة أشكال استغلال الأطفال أو أدائهم لأي عمل يرجح أن يكون خطيراً أو يعوق تعليمهم أو أن يكون ضاراً بصحتهم أو نموه البدني أو العقلي أو الروحي أو البدني أو لاجتماعي أو النفسي.وحمايته من التعرض لأي تعذيب أو عنف أو المعاملة القاسية أو الإنسانية أو المهينة أو حرمانه من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية وأن يكون احتجازه أو حبسه في أماكن خاصة بهم كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية .
والمقصود بالطفل في اتفاقية 1989هو كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القوانين المطبقة عليه في بلاده وقد ذهبت هذه الاتفاقية الى حق الطفل في تكوين جمعيات من الاعلان العالمي لحقوق الانسان وحقه في التعليم  وحقه في حماية مناسبة من الاستغلال والانتهاك الجنسي وغيرها من الحقوق التي تضمن حياة حرة كريمة للطفل في كل انحاء العالم. وكانت الاتفاقية بمثابة انجازغيرمسبوق وفريد للجمعية العامة للامم المتحدة في مجال الاهتمام والعناية بحقوق الاطفال وايلائها الحماية القانونية اللازمة.
ان استمرار الحرب على العراق منذ 1980 التي ابتدأت باشعال الحرب بين العراق وايران واستمراها حتى  1988 ثم اشعال الحرب في الخليج وجريمة الحصار الجائر على اطفال العراق ثم الهجوم على العراق عام 2003 وإحتلالها ، وما رافق جريمة الاحتلال  من انتهاكات خطيرة وغيرمسبوقة لحقوق الطفل منها على سبيل المثال لا الحصر : التشتت الاسري بعد ان بلغ عدد الايتام في العراق اكثرمن مليون يتيم وبلغ عدد الارامل اكثرمن مليون ارملة ،  بلغ عدد المشردين خارج العراق من دون توفر اية رعاية صحية او تعليمية لهم اكثرمن مليوني طفل ،  خضوع اطفال العراق للتحقيق والتعذيب في اقفاض الاسر سواء من اتهم بارتكاب جريمة او من اجل ان يكون وسيلة ضغط على احد المطلوبين لقوات الاحتلال ، قيام القيادة العسكرية لجيش الاحتلال باستحداث منظمات ارهابية تحت تسميات القاعدة او المليشيات الطائفية كان الغرض منها اشعال فتنة طائفية لقتل اكبرعدد ممكن من الشباب العراقيين وكان الاطفال هم عماد هذه التشكيلات المسلحة وهم الضحايا المغرر بهم وهذه جريمة لا اخلاقية ، تدمير اي حق كان متوفرا للطفل ، اصابة نسبة كبيرة من الاطفال بالاورام السرطانية وبشكل كبير جدا في جنوب العراق نتيجة استخدام الاسلحة المحرمة مثل اليورانيوم والذي يدخل الان حتى في الخضر المزروعة في تلك الاراض الملوثة وهذا يعني ابادة جماعية مستمرة للمجتمع العراقي فهي جريمة ضد الانسانية على المنظمات الانسانية ان تتحرك بسرعة لانقاذ ما تبقى من اطفال العراق .
الأستاذ غسان خليل في كتا به حقوق الطفل  قسم حقوق الطفل والتطور التاريخي خلال القرن العشرين من خلال أجيالا ثلاثة قسمت كما يلي : الجيل الأول : من العام 1923-1959،الجيل الثاني لحقوق الطفل: من العام  1959 - 1979  ، الجيل الثالث لحقوق الطفل : من العام 1979 - 2000 .
لايمكن التعرض لحماية الطفل وحقوقه دون التعرض لموقف الفكرالإسلامي الذي كفل للطفل الحق في التربية والعناية به صحيّاً ونفسياً واجتماعياً بحيث ينشأ على الفطرة السليمة السوية حيث كلف الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الأبوين بحسن اختيار الزوجة والتي هي أم الطفل وحاضنته ومربيته والأم مدرسة، وكذا حسن تربية الطفل والاهتمام به ، وإبعاده عن المضرات البيئية ، وقد أجمع فقهاء المسلمين على ذلك ، وهو ما يحمي الطفل من الاضطرابات النفسية والعاهات البدنية وسوء التربية. ولما كانت الأسرة السوية هي أجدر المؤسسات الاجتماعية على تنشئة الطفل النشأة السوية فقد اهتم الإسلام بالأسرة وجعلها مكان السكن ، والمودة ، والرحمة ، واللباس ، والحب ، والمكان الذي يعيش فيه الفرد مع من يحب مصداقا لقوله تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» . وقد جعل الإسلام التربية في الصغر من النعم التي يجب على الفرد أن لاينساها وعليه أن يذكرها دائماً وأن يؤد حقها عليه. قال تعالى: «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً » سورة الإسراء الآية 24، فجعل الله التربية في الصغر ديناً واجب السداد على الإنسان في الكبر بالدعاء للوالدين، وحسن معاشرتهما ، والإحسان إليهما.
وفضلا عما سبق فقد كفلت الشريعة الاسلامية حق الطفل في الحياة القرآن الكريم نص على خصوصية للطفل تصحيحاً للوضع القائم في ذلك الوقت حيث انتشرت فكرة وأد البنات وقتل الأطفال خشية الفقر فجاءت الشريعة ناهية عن ذلك حيث قال تعالى {ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيرا} سورة الإسراء الآية 31 .