الخميس، 13 يوليو 2017

انحراف الفنون يفسد الذوق ويزيد العنف المجتمعى – بقلم /سارة السهيل


انحراف الفنون يفسد الذوق ويزيد العنف المجتمعى – بقلم /سارة السهيل


تحولت الفنون الراقية من سينما ومسرح وموسيقى وغناء ودراما تليفزيونية في حياتنا المعاصرة من وسيلة للثقافة والمتعة والترفيه والارتقاء بانسانية الانسان الى عنصر يفسد في ذوقه وسلوكه ويعزز عنده الميول للعنف .
وللأسف فأن العنف بات يغلف معظم الفنون في حياتنا المعاصرة، وحتى الموسيقي الصاخبة وما فيها من ضوضاء قد تصيب الانسان بالهياج العصبي مما يدفعه في بعض الاحيان للتنفيس عن هياجه بالميل لارتكاب عنف لفظي او سلوكي منحرف.

العنف الموسيقي فالاغاني العنيفة والموسيقي الصاخبة تعاني من أثارها السلبية معظم شعوب العالم، وكشفت رابطة الطب النفسي الأميركية إن الكلمات العنيفة في الأغاني تزيد من المعتقدات والمشاعر المرتبطة بالعدوان قد تخلق بيئة اجتماعية أكثر عدوانية.
ونشرت الرابطة هذه إن الأغاني العنيفة زادت من مشاعر العداء دون سابق استفزاز أو تهديد، كما تزيد الأغاني العنيفة الهزلية من الأفكار العدوانية وكشفت إحصاءات عالمية أجرتها الأكاديمية الملكية البريطانية عن تسجيل 875 ألف حالة انهيار عصبي بين فئة الشباب المراهقين في العالم بسبب الضجيج العنيف .
وقال تقرير الأكاديمية الملكية إن عدد ضحايا الموسيقى الصاخبة بصفة خاصة وصل إلى 75 ألف حالة وفاة بين المراهقين والشباب المدمنين لهذا النوع من الموسيقى والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما.
وعبر كبار علماء الاجتماع والأطباء عن دهشتهم من لجوء بعض الموسيقيين مثل الانجليزي هيربر صاحب الشهرة الواسعة جدا بين أوساط الشباب والمراهقين إلى أصوات آلات المصانع الثقيلة وضجيج الطائرات العملاقة ليستخدمها في ايقاعاته الموسيقية ! واثتب العلماء الى ان الضجيج الصوتي قد يؤدي إلى حالة من الاكتئاب والوحدة والميل إلى العزلة وعدم مخالطة الآخرين وتولد لديهم حالة من الخوف وعدم القدرة على النطق وخاصة اذا كانت الأصوات صاخبة جدا ومفاجئة مما دفع كبار المسؤولين في الغرب بوضع رقابة مستمرة على صالات الديسكو وموسيقى الروك أند رول لتجنيب عشرات الآلاف من المراهقين والشباب للتأثيرات الخطيرة التي تصيب الصحة الجسدية والذهنية على حد سواء.
كما تم ربط هذه الموسيقى الصاخبه ببعض التجمعات المشبوهة تحت مسميات مختلفه من محبي الموسيقى أو عبدة الشيطان وغيرها من تجمعات المراهقين العنف في الاغاني تروج بعض الاغاني الشعبية لمفهوم العنف باعتباره حلا للمشاكل الاجتماعية، ومعبرة على ذلك باسماء انواع من الاسلحة كالمسدس، المطواة، السنجة، العصي ، أسد وغيره.
ويتجلى ذلك في نموذج كلمات أغنية حققت شهرة غير مسبوقة هي: «مفيش صاحب بيتصاحب» وهي كلمات صادمة يقول فيها المؤدي: هنتعامل ويتعامل طلع سلاحك متكامل .. هتعورني أعورك هبوظلك منظرك فالأغنية تعكس مفهوم العنف والعنف المضاد. والطامة الكبري هذه الاغنية التقطها الاطفال الصغار وصاروا يقلدونها ويتراقصون علي انغامها، كما ظهر فيديو الطفلة آيات التى ترقص بالسنجة، وأثارت حينها ردود أفعال غاضبة، وكانت أحد الأسباب الرئيسية فى اشتعال الحرب الإعلامية على المنتج لانتاجه أفلام تحتوى على الكثير من مشاهد العنف وذات طابع غير اخلاقي مثل فيلم “عبده موته” ويوازيها في العنف ايضا أغنية «عشنا وشفنا» لمحمود العمدة وأحمد السويسي، تقول كلماتها: كلنا ماشيين ومعانا سلاح .. منقولش خلاص منقولش سماح شوف كام واحد راحوا ضحايا .. شوف كام واحد بقا سفاح و اغنية عراقية ايضا تم تصويرها في المقابر و تتحدث عن الدفان بعبارات هابطة (الدفان يغمزلي) و العارضات يحملن بايديهم سلاح ابيض و يرتدين ملابس سوداء في جو غائم في عتمة الليل كما ان بعض الجماعات الإرهابية روجت لبعض أغانيها مثل أغنية صليل الصوالي التي تم ترجمتها لعدة لغات و بعض منها كان للسخرية العنف علي الشاشة الذهبية وتتجلي مظاهر العنف في عالم السينما الساحرة وما تحويه من مغامرات واكشن وجرائم بوليسية محكمة تستهوي فئات الشباب خاصة وتدفعم لمحاكاتها بدافع التقليد والمغامرة مما يوقعهم في فخ ارتكاب الجرائم من باب التجريب. وللاسف فان افلام الرعب والاكشن وعالم الجريمة لون الدماء والخراب والدمار والهلاك قد تشكل مع مرور الوقت لدي الشباب شيئ من التعود وتصبح جزءا من ثقافتهم خاصة مع تبجيل أصحاب البطولة في هذه الأفلام والمسلسلات فيظنون ان مظاهر البطولة تكون في الضرب والقتل والسلب والنهب وتصبح هذه الثقافة هي السائدة، خصوصاً حين يتقمص الصبي دور البطل ويعيش معه في عقليته. ويؤكد علماء النفس علي وجود تأثير سلبيا على شخصية وسلوك الشاب بعد مشاهدة افلام الرعب والاكشن والعنف، ويتجلى ذلك في تعزيز النزعة العدوانية من خلال محاكاة البطل الذي يقوم بالضرب والقتل والتحطيم لتحقيق رغباته, فمن خلال هذه المحاكاة تعزز سلوكيات العدوان لدى الشاب فكثيرا ما يقلد البطل في التعامل مع إخوته أو أصدقائه, إضافة إلى ضعف الشخصية وعدم استقلاليتها, إذ يرى صاحبها أنها لا تكتمل إلا باكتمال شخصية البطل وهذا يجعله يتصرف من خلال شخصية البطل وليس من خلال شخصيته الذاتية المستقلة وقد يلجأ الشاب إلى تقليد البطل في اللباس أو تسريحة الشعر وغيرها.
الدراما والجريمة أما الدراما التليفزيونية يصبح تأثيرها أوسع واعمق لانها تدخل كل بيت بدون دفع ثمن تذكرة، وهذه الدراما تحولت خلال السنوات العشر الاخيرة علي الاقل في عالمنا العربي ـ لتقديم مشاهد القتل والتدمير والضرب والسطو والهجوم على الشرطة وشتى أنواع العنف، بل ان المخرجين لا يقبلون عملاً إلا إذا حوى هذه المشاهد المثيرة، وكذلك أيضاً صارت بعض المحطات التلفزيونية ترفض الأعمال الدرامية إذا خلت من مواقف العنف طمعا في الربح المادي. وكل هذه المشاهد كان لها أثرها الخطير في تربية الشباب، فتأثيرها ثبت من خلال دراسات كثيرة، وخاصة عند التعرض المنتظم لها، حيث كانت عاملاً مهماً في نشوء السلوك العدواني عند الأطفال. واثبتت الدراسات المتخصصة في هذا المجال ان التأثير لمشاهد العنف التليفزيوني هو تأثير تراكمي يبدأ مع الطفولة وينمو في فترة المراهقة ويصبح في تكوين الشخصية طوال عمرها.

العنف ضد الخادمات رق وعبودية في الألفية الثالثة للميلاد!

العنف ضد الخادمات رق وعبودية في الألفية الثالثة للميلاد!
بقلم :سارة السهيل

كنت قد كتبت في مقال سابق عن العنف الذي قد يصدر من بعض الخادمات وفقا لتقارير و إحصائيات و بلاغات و أمور رأيناها و عايشناها بالواقع من حولنا من قصص و أحداث لعنف صدر من خادمة و بالطبع كما قلت سابقا ان الخادمة هي انسانه شأنها شأن اي انسان في المجتمع به الصالح والطالح الطيب و الشرير وبه العنيف و به المعنف به الظالم و المظلوم و هنا سأتحدث عن العنف ضد الخادمات او المساعدات المنزليات كما يفضل أن نطلق عليهم
يشكل العنف ضد الخادمات جريمة ضد الانسانية وعودة مجددة لزمن العبودية وبما يخالف كل مواثيق حقوق الإنسان وما نادت به الأديان السماوية من الرحمة والرفق واعطاء الحقوق للمخدومين.
هذه القضية الشائكة قديمة وحديثة ومتواصلة ولا تتوقف في بلدان العالم، وان كانت معدلات جرائمها في البلدان العربية تفوق باقي دول العالم، فالكثير من الخادمات يتعرضن لشتي صنوف العنف بدءا من زيادة ساعات العمل لمدد يزيد 18 ساعة يوميا، وبعضهن يحرم من اجازته الاسبوعية، والبعض الآخر يحرم من حصوله علي راتبه، فيما يتعرض معظمهن للإهانة والتحقير المعنوي بجانب الشتم والاعتداء الجسدي.
وهذه المآسي كشفها مبكرا تقرير صادر عام 2008 للمنظمة الدولية (هيومن رايتس ووتش) يدعو فيه دولا عربية إلى التحرك السريع خلال العام القادم للوفاء بتعهدها حول حماية حقوق الخادمات، واعتبرت المنظمة المجهودات التي تقوم بها بعض الدول في هذا المجال غير مكتملة.
وتقول هيومان رايتس: إن الانتهاكات تتضمن العمل 18 ساعة في اليوم دون عطلة، والحبس في أماكن العمل، والحرمان من الطعام وعدم دفع الرواتب طوال أشهر وانتهاكات جسدية واخلاقية و شرفيه.
فعلى سبيل المثال لا الحصر في المغرب تعاني فئة الخادمات في البيوت من معاملات قاسية موزعة بين العنف والتحرش والاعتداء الجسدي
والحرمان من الأجرة، بينما تعجز الخادمات اثبات ما تعرضن له من اعتداء على حقوقهن الانسانية.
وما يجري للخادمات في المغرب من انتهاك لآدميتهن يحدث ايضا في معظم البلدان العربية، مما يدفع الكثير من المتضررات للهروب من عنف الضرب والحرق والاهانة، وعندما تلجأ الخادمات إلى السلطات المختصة لإثبات ما وقع عليهن من اعتداء، فان الاسرة سرعان ما تتهمها بالسرقة.
وهو ما يحدث في دول الخليج و العراق و لبنان و الشرق الأوسط عامة
وكل ما تتعرض له الخادمات من صنوف العنف والعبودية يخالف ما جاءت به الاديان السماوية ومنها الدين الاسلامي الذي اكد علي ضرورة احترام حقوق الانسان وانه لا فرق بين الخادم ومشغله لانهما مخلوقين من نفس واحدة كما قال تعالي في محكم كتابه ” سورة النساء: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا”.
و الدين المسيحي الذي نبذ العنف و الظلم و استصغار الناس و الإساءة إلى الفقراء
ليس من الحق أن يُهان الفقير العاقل، ولا مِن اللائق أن يُكرَم الرجل الخاطئ” (سفر يشوع بن سيراخ 10:
و عن التعامل بحب و تواضع و تكافل و تعاون قال السيد يسوع المسيح:
فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأني أعطيتكم مثالا ، حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا . يوحنا 13 : 14 – 15
حكم المضطر
ولا شك ان تردي الأوضاع الاقتصادية للكثير من البشر اضطرتهم للعمل في بعض الأعمال ومنها الخدمة في المنازل، وأجبرتهم ظروفهم القاسية الي مغادرة أوطانهم، ومنازلهم وأسرهم لكسب لقمة العيش الصعبة، والاصعب ان تلجأ المرأة للعمل بعيدا عن وطنها في بلاد لا تعرفها وتجهل ما تتعرض له من مصير مجهول من أجل الحصول على رواتب شهريّة تنفقنها على أسرهنّ.
وتواجه الخادمة بعيدا عن وطنها وأسرتها أشكال متعددة من العنف و الإساءة المعنويّة كالسب، والتحقير، والتوبيخ المستمر في الخلوة والعلن، أو تلقيبهنَّ بأبشع الألقاب، أو إطلاق تسميات عنصرية تقلل من شأنهنّ، أو جرح مشاعرهنّ من خلال معاملتهنّ بدونية كإطعامهنّ بقايا الطعام، أو وضع الطعام لهنَّ جانباً وبعيداً عن مكان تجمع أفراد العائلة.
كما تتعرض الكثيرات من الخادمات لعنف مادي شديد القسوة مثل الإيذاء الجسدي؛ كالضرب، أو الحبس، أو إقدام ضعيفي النفوس من أرباب الأسر على الاعتداء جنسياً على الخادمة، وهذه الأشكال من العنف تتسبب للخادمة بآثار نفسيّة، وجسديّة بما يحول الخادمة الي كائن عدواني ينتقم من الاخرين تنفيسا عن العنف الذي تعرض له عبر اساءتها للأطفال في المنزل الذي تخدم فيه.
ومن مظاهر العنف الأخرى الذي تتعرض له الخادمات تحميلهن اعباء متزايدة من الأعمال اليومية المنزلية، وعدم تقديم مردود مالي مناسب لها لقاء ما تقوم به من أعمال إضافية.
كما أن الخادمات المستقدمات من دول مختلفه يتعرضن للظلم اكبر من الخادمات المحليات بسبب قربهم من أهاليهم او إمكانية لجوئهم لاقاربهم او معرفتهم للقوانين المحليه و كيفية الحصول على حقوقهم بالرغم من أن المستقدمات أصبحت أكثر وعيا باللجوء إلى سفاراتهم او الهرب إلى مكتب العمالة الذي احضرهم
ومن اسوء ما يمكن أن تتعرض له الخادمة هو النظرة الدونية لجنسيتها فمن منا لا يجد وطنه اغلى من روحه فهم ايضا لديهن نفس المشاعر فكيف تنظر لوطن إحداهن بدونية أو ازدراء دياناتهم و نعتهم بالكفر و النجاسة من المعيب جدا هذه المعاملة السيئة فلم يلد الإنسان و يخير بدينه و عرقه إنما المكان الجغرافي فرض عليهم دين و لغة ولون .فبدلا من أن نكون مثالا يحتذى به و نموذجا يعبر عن أخلاق مجتمعنا و ديننا أصبحنا نموذج سيء و صورة غير لطيفه.
عبودية الالفية الثالثة
ورغم ان البشرية تحررت من نظام الرق والعبودية، لان النظم الاجتماعية المعمول بها ضد الخادمات وممارسة صنوف التعذيب وانتهاك حقوقهن الانسانية، تؤكد ان الرق العبودية لم ينتهيا وانهما مازالا قائمين في عصر السموات المفتوحة والمواثيق الدولية وزمن الالفية الثالثة للميلاد.
وصدقت نبوءة الفيلسوف الفرنسي الشهير جان جاك روسو بقوله “وُلِدَ الإنسان حُرا لكننا نراه مُكبلا بالأغلال في كلّ زمان” ففئة الخادمات المستضعفة، يُعاملن كالسلع المجردة من الأحاسيس والمشاعر فيكال لهن الاحتقار والشتائم والضرب أحيانا كثيرة والإهانات من أجل تحطيمهن نفسيا، ولم يرحم أصحاب الاسر فقرهن وجوعهن، بل زادوا عليهن وطأة مأساتهن عبر اذقهتن كاسات الإذلال والتسلط بلا رحمة ولا شفقة انسانية بضعفهن.
بعيدا عن الرقابة
ان ما تتعرض له الخادمات في المنازل من صنوف التعذيب والتحرش والاستغلال الجسدي يجري بعيدا عن أعين الرقابة الانسانية، فلا تراقبها الاجهزة الاعلامية ولا المنظمات الحقوقية، ولا المؤسسات الاجتماعية في الدول المستقدمة للعمالة، فضلا عن خوف الخادمات من اللجوء للسلطات المختصة خشية اتهامهن بالتهم الجاهزة وهي السرقة.
ولعل أقل القليل من هذه الجرائم التي ترتكب بحق الخادمات يعرف طريقه للإعلام او للمنظمات الحقوقية حتى توفر لهن حقوقهن الانسانية.
الغريب في الامر اننا لم نعرف قديما على عهد اجدادنا هذه القسوة والعنف بحق الخادمات ، فهذه القسوة لم نعرفها الا في عصرنا الحديث.
فالخادمات لهن كل الحق في ان نعاملهن معاملةً إنسانية لهن حقوقهن وعليهن واجباتهن، ومن ابسط هذه الحقوق لهن ان نعاملهن بالرحمة التي جاءت بها الاديان السماوية واقرتها المواثيق الدولية، ونتوقف تماما عن اهانتهن او تحقيرهن، وان نوفر لهن أماكن ملائمةٍ للإقامة، وتوفير ساعاتٍ للراحة وإجازة أسبوعيَّة، وعدم تأخير رواتبهنَّ، مع التوقف تماما عن اية اساة معنوية او جسدية، ويكفي ما تعانيه من اغتراب نفسي بعيدا عن الاهل والوطن.
ولنا في الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم- قُدوةٌ حسَنة، الذي كان يعامل مخدومه أنس بكل رفق ورحمة، فعن أنسِ- رضي الله عنه- قال: خدمتُ رسولَ الله تِسعَ سِنين، فما أعلمُه قال لي قَطُّ: لِمَ فعلتَ كذا أو كذا، ولا عابَ عليَّ شيئًا قطُّ.
وليحذر كل من يهضم الحقوق المادية للخادمات من ان يكون رسول الله خصيمه يوم القيامة فقد قال الرسول انه سيكون خصيما لرجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره.
فالمستخدم سواء كان رجل او امرأة له علينا حسن المعاملة و الاحترام و المحافظه على كرامته و اطعامه مما ناكل حتى ان لا يكون محروما من شيء من ماكل ومشرب و تهيئة مكان مناسب له للمبيت و ملابس لائقه و مراعاة ساعات الراحة و ساعات كافية للنوم و عطلة نهاية الاسبوع و مراعاة آدميتهم بان يشاهدن التلفاز او استخدام الهاتف في وقت الفراغ و ان يكون لديهم اصدقاء لانهم بشر بإحساس و قلب و ان لا تؤخر عليهم استحقاقاتهم المالية.
قصور المواثيق
اخيرا، فان المواثيق الدولية بحقوق العامل لم تهتم لشأن الخدم ولم تفرد لأوضاعهم القانونية ما يستحق من قوانين تحفظ حقوقهن الانسانية وهو ما يتطلب من المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني سرعة تجهيز مشروعات قوانين تختص بهذه الفئة من العمالة المنزلية وتقديمها للمؤسسات الدولية لإقرار حقوق هذه الفئة. كما يجب للمفكرين واصحاب الضمائر في بلدان العالم التحرك الفوري بنشر الوعي بمأساة فئة الخادمات وسبل حمايتهن مما يتعرضن له من جرائم وحشية، مع الضغط علي الحكومات لاستصدار قوانين وطنية تكفل حقوق الخادمات فيها وصون لآدميتهن من الرق والاستعباد.
رغم بعض البوادر المبشرة بالخير انه تم منع استقدام الخادمات ممن لديهن أطفال بحاجة لوجودهم كما وضع حد أدنى للأجور و فرض تحديد يوم اجازة و وجبات الطعام في بعض البلدان إلا أنه مازال هناك الكثير لسن القوانين و تفعيلها ومراقبة تنفيذها
كلمة أخيرة
اذا كنا نحن العرب و الشرق اوسطيين نفتخر بالكرم و بواجب الضيف و استضافة المسافر و القادم و ابن السبيل و إكرام الجار و القريب و البعيد فكيف نغفل عن إكرام انسان ترك بلاده و عائلته و ربما أطفاله الذين بحاجه الى حبه ووجوده بينهم و رعايته لهم و جاء بسبب الفقر و ضيق الحال ليساعد أهله في لقمة العيش فبدلا من الوقوف معه و إكرامه و مساعدته نكن له فرعون بدلا من العون فلنفترضهم ضيوف او دخائل بالمعنى القبلي العشائري فهل نغدر بهم فمن سكن بيتك أصبح فردا من أفراد أسرتك يجب أن تعاملهم بحال اولادك فانت أصبحت المسؤول عنهم و معيلهم و رب أسرتهم الموكل بهم و بحل مشاكلهم و حمايتهم فإن لم يكن من باب الإنسانية و الأخلاق فمن باب الدين و مخافة رب العالمين و ان لم يكن من باب الدين فمن باب إكرام الضيف و الدخيل و اخيرا اقول لكم ان الحياة مثل المرآة تريك ظلك ستعطيك ما أعطيت
و الزمن دوار

الحب الجميل


      الحب الجميل

عالم من السحر الآخذ ، يتردد صداه في وجداني كلما عدت بالزمن إلى حكايات جدتي . نعم لم أعش ذلك الزمن الصفو الينابيع ،المعطر بشذي الوفاء ، والمجنح بخيالات الصبا البريئة والشادي بصوت البلابل لحظة ميلاد حب طاهر. هذا الزمن الجميل لم أعاصره ولكنني أحببته بكل تفاصيله مماكانت ترويه لنا الجدات ....

كانت تحكي لي عن الحب النقي العذري الذي يجمع بين قلبينبلغة تسمو بالروح وتحلق بها بعيداً عن لغة المصالح الشخصية والمادية التي تسيطرعلى علاقات البشر بعضهم ببعض. كنت أسمع بانبهار وإعجاب قصص الوفاء بين الأحبة الذي قد يصل إلى حدود بعيدة جداً عن خارطة زماننا الحالي حيث كانت الفتاة تحتفظ بصورة حبيبها بين كراسات الدراسة وتزرع وردته التي أهداها إياها في أول لقاء تحت وسادتها وتظل تفكر به طول الوقت بعد اللقاء إلى أن يأتي موعد اللقاء التالي الذي غالباً ما يكون أمام مدرستها أو من خلال شرفة منزلها أو على كورنيش البحر أو النهر..

بلقاءات عابرة ونظرات بريئة وحب عميق لا يزحزحه أنس ولا جان

ولم تكن العلاقات عابرة محدودة بوقت زمني تنهيه فتاة أخرى تخطف قلب الحبيب وتصبح ملكته لأيام قليلة ، كما نرى الآن من تبديل الحبيب والحبيبة كتبديلهم للملابس أو السيارة أو الموبايل .

كان الحب أسمي من الجمال نفسه بل وكان روحانياً تتعانق به الأرواح حباً وإخلاصاً بخجل ووقار وحياء

كان لكل كلمة طعم ،ولكل زهرة لون ، ولكل كلمة قدسية ،ولكل حبيب حبيبة واحدة تملأ الكون أخلاصا يفوق التصور بحيث لو غاب الحبيب لأعوام لتأدية واجب الجندية مثلاً أو ذهب ليحارب وغاب سنين طويلة يعود ويجد كـل شيء كما كانالحبيبة منتظرة فارسها تقرأ أشعار أحمد رامي وتسمع أغنية فيروز

( نطرتك سنة ويا طول السنة اسأل شجر اللوز بشوفك بالصحو بأيام الصحو ضايع بشجر اللوز )

( شايف البحر شو كبير بكبر البحر بحبك )

كم كان ذلك الزمن مبدعا خلاقا بأساليبه الرقيقة الطريفةوالبسيطة لم يكن يعرف لغة الآلات الحديث وشفرتها المعقدة من موبايلات و مسجات ، فقط كان يكتفي الحبيب بأن يرمي لحبيبته زهرة على شباك حجرتها أو يرن لها جرس دراجته بكود سري لا يعرفه أحد سواهم أو يقف تحت شرفتها متنكراً بزي شحاذ كما فعل محمد فوزي لليلى مراد وهو يغني لها:

( لله لله وترد عليه إسرح روح ) ومثل أغاني ذلك الزمن الجميل كان الرجال أكثر حمية وشهامة أمام عفة السيدات وخجل الفتيات . أما نحن الآن فنعاصر قصص حب القرن الواحد والعشرين كما تكشف عوراتها الكليبات الغنائية وربنا يستر من اللي جاي.

سارة السهيل- ملفات شائكة… الموصل بعد التحرير |


سارة السهيل- ملفات شائكة… الموصل بعد التحرير | 

 http://kurdyaw.com/2017/07/%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%87%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%aa-%d8%b4%d8%a7%d8%a6%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b5%d9%84-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7/

(كورد ياو- رووداو).. الشمس نصف النهار، و القمر نصف الليل، وكل نصف منهم يشترك مع نصفه الآخر، هكذا هو العراق، تتشابك الأحداث به منذ بدء التاريخ، ويتصل النصر بالغزوات، والحزن بالأفراح، وألحان زرياب مع مآتم الحسين، وتتعانق الجوامع مع الكنائس في فسيفساء من طين وألوان، بتعداد ٣٨ مليون و نصف من البشر، فيرفع الأذان تارة وتدق أجراس الكنيسة والصوامع والتكيات والزوايا والمندي ولالش والحسينيات والكنيست في بقعة مساحتها ٤٣٧٬٠٧٢ كم².
على وقع هذه الصلوات جميعها استجاب الله دعاء الشعب المناضل، الذي قدم دمه فداء للوطن، حقق العراق نصراً عسكرياً مؤزراً ضد تنظيم الدولة “داعش” في الموصل، بعد كفاح مرير لاستعادتها وتحريرها، لكن تبقي المعركة الأكبر في إعادة إعمار الموصل والمصالحة الوطنية بين عشائرها وأطيافها السياسية والاجتماعية، وإعادة الإعمار مفهوم واسع يمتد ليشمل إعادة بناء سكان الموصل، وأهلها المضارين نفسياً واجتماعياً وأمنياً وثقافياً واقتصادياً، بجانب إعمار الأرض والمسكن ودور العبادة والدراسة والصحة وغيرها.
وإذا كانت الموصل وضياعها وتشرد سكانها ودمار مدينتهم كان بفعل الإرهاب الدولي الذي مثلهُ تنظيم “داعش”، فإن المجتمع الدولي مطالب بالوقوف بجانب العراق في عمليات إعادة إعمار الموصل واستعادتها للحياة مجدداً، خاصةً وان الاعمار يحتاج لتكاليف مادية باهظة، لا يقوى العراق حالياً علي الوفاء بها، خاصةً وان 80% من البنية التحتية لمدينة الموصل قد دمرت، وهذا يعني أن العراق سيدخل معركة جديدة وهي معركة البناء بعد الهدم لمدنية الموصل، وهي معركة شرسة، خاصة وان تنظيم داعش حولها إلي خراب ودمار، فوفقاً للحكومة العراقية، فإن معظم البنى التحتية فيها خرجت عن الخدمة، مثل المستشفيات والجسور والمباني الحكومية، ومنها 5 جسور في مدينة الموصل تم تدميرها، بجانب المنازل والطرق والشوارع الرئيسية نتيجة القصف المتواصل خلال عمليات التحرير، بينما ترتفع تكاليف إعادة البناء، ووفقا لتقديرات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في 28 تشرين الثاني 2016، فإن حجم إعادة الإعمار لمدينة الموصل يقدر بنحو 190 مليون دولار، وهو الأمر الذي يتطلب من الأمم المتحدة الإسراع بتقديم كافة أشكال الدعم الدولي لإعادة إعمار الموصل، وتسوية ملف النازحين العراقيين، وإعادة توطينهم في موطن رأسهم، بعد معاناة طويلة تجرعوا خلالها العديد من المآسي الإنسانية.
سلاح المصالحة
إن تحقيق المصالحة الوطنية بين مكوناتها أهم مرحلة من مراحل إعادة بناء الموصل مجدداً، وهو يتطلب البدء الفوري في إقامة حوار حقيقي وفاعل علي الأرض بين أبناء الموصل مجرداً من أية نزعة وأهواء مصالح، حوار يجتمع فيه ابناء الموصل لدراسة ما بعد تحرير المدينة ويضعوا الخطوط العريضة الضرورية لعلاج المشكلات الناجمة عن فترة احتلال داعش لها وفي القلب منها سموم فكر داعش.
وتظل مرحلة الاصطفاف الوطني ركيزة أساسية لغلق الباب أمام أية محاولات لتدخلات خارجية إقليمية أو دولية في شؤون أبناء الموصل خاصةً والعراقيين عامةً، خاصةً وان مدينة الموصل تعد من أكبر محافظات العراق، وتحظي بتنوع قومي وديني ومذهبي وطائفي، والاصطفاف الوطني بين أصحاب هذا التنوع يتطلب أسس سياسية ودستورية وقانونية تكفل تحقيق العدالة بين أطيافها وتنشط مؤسساتها السياسية والقانونية بما يحول دون اختراقها من جانب التنظيمات التكفيرية مجدداً.
معركة فكرية
أتصور أنه من الأهمية بمكان ان يخوض أبناء الموصل معركة فكرية ضد فكر تنظيم “داعش”، الذي لا يزال موجوداً في عقول بعض الشباب الذي تعرض للإقصاء والاضطهاد الديني أو السياسي أو الاجتماعي، وهي قضية خطيرة تستلزم تكاتف جهود المثقفين والمفكرين وكبار العشائر في علاجها والتعاون الجاد في تطهير عقول الشباب من تأثير الفكر الداعشي الظلامي والدموي.
ملف شائك
تعرض الكثيرون من نازحي الموصل في مخيماتهم لمجازر وحشية علي أيدي تنظيم داعش الإرهابي، دون ان يجدوا حماية ورعاية كافية، وبعد تحرير الموصل فإن هؤلاء النازحين هم الأحق بالعودة إلي ديارهم سالمين، فالسلطات العراقية مطالبة بالإسراع في توفير كافة أشكال المساعدة لإعادة النازحين والمهاجرين بتوفير ممرات آمنة لعودتهم وتوفير ما يحتاجونه من مساعدات فورية خلال عمليات إعادة التوطين.
وفي تقديري أن الواجب الوطني والأخلاقي الإنساني يتمثل في ان يسرع المتخصصون العراقيون في وضع برنامج تأهيلي نفسي واجتماعي لأطفال الموصل سواء من هجروا أو نزحوا أو ظلوا علي الأرض وهم يشاهدون بأم أعينهم جرائم الإرهاب والدم المراق.
كلمة أخيرة لا اصطفاف حقيقي للمجتمع الموصلي بدون الاستفادة من خبرة كبار شيوخ القبائل والعشائر الأصيلة القديمة، وإعادة الاعتبار لأخلاقياتهم القديمة سواء كانوا عرباً أو كرداً وأيا كانت طائفتهم في استعادة العراق لروح الحكمة وإحياء روح التعاون في إلغاء خطاب الطائفية إعلاء الخطاب الوطني الموحد.

انحراف الفنون عن دورها الثقافي الى العنف



انحراف الفنون عن دورها الثقافي الى العنف

 http://www.rudaw.net/mobile/arabic/opinion/06072017


تحولت الفنون الراقية من سينما ومسرح وموسيقى وغناء ودراما تليفزيونية في حياتنا المعاصرة من وسيلة للثقافة والمتعة والترفيه والارتقاء بانسانية الانسان الى عنصر يفسد في ذوقه وسلوكه ويعزز عنده الميول للعنف . وللأسف فأن العنف بات يغلف معظم الفنون في حياتنا المعاصرة، وحتى الموسيقي الصاخبة وما فيها من ضوضاء قد تصيب الانسان بالهياج العصبي مما يدفعه في بعض الاحيان للتنفيس عن هياجه بالميل لارتكاب عنف لفظي او سلوكي منحرف.

العنف الموسيقي فالاغاني العنيفة والموسيقي الصاخبة تعاني من أثارها السلبية معظم شعوب العالم، وكشفت رابطة الطب النفسي الأميركية إن الكلمات العنيفة في الأغاني تزيد من المعتقدات والمشاعر المرتبطة بالعدوان قد تخلق بيئة اجتماعية أكثر عدوانية. ونشرت الرابطة هذه إن الأغاني العنيفة زادت من مشاعر العداء دون سابق استفزاز أو تهديد، كما تزيد الأغاني العنيفة الهزلية من الأفكار العدوانية وكشفت إحصاءات عالمية أجرتها الأكاديمية الملكية البريطانية عن تسجيل 875 ألف حالة انهيار عصبي بين فئة الشباب المراهقين في العالم بسبب الضجيج العنيف .

وقال تقرير الأكاديمية الملكية إن عدد ضحايا الموسيقى الصاخبة بصفة خاصة وصل إلى 75 ألف حالة وفاة بين المراهقين والشباب المدمنين لهذا النوع من الموسيقى والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما. وعبر كبار علماء الاجتماع والأطباء عن دهشتهم من لجوء بعض الموسيقيين مثل الانجليزي هيربر صاحب الشهرة الواسعة جدا بين أوساط الشباب والمراهقين إلى أصوات آلات المصانع الثقيلة وضجيج الطائرات العملاقة ليستخدمها في ايقاعاته الموسيقية ! واثتب العلماء الى ان الضجيج الصوتي قد يؤدي إلى حالة من الاكتئاب والوحدة والميل إلى العزلة وعدم مخالطة الآخرين وتولد لديهم حالة من الخوف وعدم القدرة على النطق وخاصة اذا كانت الأصوات صاخبة جدا ومفاجئة مما دفع كبار المسؤولين في الغرب بوضع رقابة مستمرة على صالات الديسكو وموسيقى الروك أند رول لتجنيب عشرات الآلاف من المراهقين والشباب للتأثيرات الخطيرة التي تصيب الصحة الجسدية والذهنية على حد سواء. كما تم ربط هذه الموسيقى الصاخبه ببعض التجمعات المشبوهة تحت مسميات مختلفه من محبي الموسيقى أو عبدة الشيطان وغيرها من تجمعات المراهقين العنف في الاغاني تروج بعض الاغاني الشعبية لمفهوم العنف باعتباره حلا للمشاكل الاجتماعية، ومعبرة على ذلك باسماء انواع من الاسلحة كالمسدس، المطواة، السنجة، العصي ، أسد وغيره.

ويتجلى ذلك في نموذج كلمات أغنية حققت شهرة غير مسبوقة هي: «مفيش صاحب بيتصاحب» وهي كلمات صادمة يقول فيها المؤدي: هنتعامل ويتعامل طلع سلاحك متكامل .. هتعورني أعورك هبوظلك منظرك فالأغنية تعكس مفهوم العنف والعنف المضاد. والطامة الكبري هذه الاغنية التقطها الاطفال الصغار وصاروا يقلدونها ويتراقصون علي انغامها، كما ظهر فيديو الطفلة آيات التى ترقص بالسنجة، وأثارت حينها ردود أفعال غاضبة، وكانت أحد الأسباب الرئيسية فى اشتعال الحرب الإعلامية على المنتج لانتاجه أفلام تحتوى على الكثير من مشاهد العنف وذات طابع غير اخلاقي مثل فيلم "عبده موته" ويوازيها في العنف ايضا أغنية «عشنا وشفنا» لمحمود العمدة وأحمد السويسي، تقول كلماتها: كلنا ماشيين ومعانا سلاح .. منقولش خلاص منقولش سماح شوف كام واحد راحوا ضحايا .. شوف كام واحد بقا سفاح و اغنية عراقية ايضا تم تصويرها في المقابر و تتحدث عن الدفان بعبارات هابطة (الدفان يغمزلي) و العارضات يحملن بايديهم سلاح ابيض و يرتدين ملابس سوداء في جو غائم في عتمة الليل كما ان بعض الجماعات الإرهابية روجت لبعض أغانيها مثل أغنية صليل الصوالي التي تم ترجمتها لعدة لغات و بعض منها كان للسخرية العنف علي الشاشة الذهبية وتتجلي مظاهر العنف في عالم السينما الساحرة وما تحويه من مغامرات واكشن وجرائم بوليسية محكمة تستهوي فئات الشباب خاصة وتدفعم لمحاكاتها بدافع التقليد والمغامرة مما يوقعهم في فخ ارتكاب الجرائم من باب التجريب. وللاسف فان افلام الرعب والاكشن وعالم الجريمة لون الدماء والخراب والدمار والهلاك قد تشكل مع مرور الوقت لدي الشباب شيئ من التعود وتصبح جزءا من ثقافتهم خاصة مع تبجيل أصحاب البطولة في هذه الأفلام والمسلسلات فيظنون ان مظاهر البطولة تكون في الضرب والقتل والسلب والنهب وتصبح هذه الثقافة هي السائدة، خصوصاً حين يتقمص الصبي دور البطل ويعيش معه في عقليته. ويؤكد علماء النفس علي وجود تأثير سلبيا على شخصية وسلوك الشاب بعد مشاهدة افلام الرعب والاكشن والعنف، ويتجلى ذلك في تعزيز النزعة العدوانية من خلال محاكاة البطل الذي يقوم بالضرب والقتل والتحطيم لتحقيق رغباته, فمن خلال هذه المحاكاة تعزز سلوكيات العدوان لدى الشاب فكثيرا ما يقلد البطل في التعامل مع إخوته أو أصدقائه, إضافة إلى ضعف الشخصية وعدم استقلاليتها, إذ يرى صاحبها أنها لا تكتمل إلا باكتمال شخصية البطل وهذا يجعله يتصرف من خلال شخصية البطل وليس من خلال شخصيته الذاتية المستقلة وقد يلجأ الشاب إلى تقليد البطل في اللباس أو تسريحة الشعر وغيرها.

الدراما والجريمة أما الدراما التليفزيونية يصبح تأثيرها أوسع واعمق لانها تدخل كل بيت بدون دفع ثمن تذكرة، وهذه الدراما تحولت خلال السنوات العشر الاخيرة علي الاقل في عالمنا العربي ـ لتقديم مشاهد القتل والتدمير والضرب والسطو والهجوم على الشرطة وشتى أنواع العنف، بل ان المخرجين لا يقبلون عملاً إلا إذا حوى هذه المشاهد المثيرة، وكذلك أيضاً صارت بعض المحطات التلفزيونية ترفض الأعمال الدرامية إذا خلت من مواقف العنف طمعا في الربح المادي. وكل هذه المشاهد كان لها أثرها الخطير في تربية الشباب، فتأثيرها ثبت من خلال دراسات كثيرة، وخاصة عند التعرض المنتظم لها، حيث كانت عاملاً مهماً في نشوء السلوك العدواني عند الأطفال. واثبتت الدراسات المتخصصة في هذا المجال ان التأثير لمشاهد العنف التليفزيوني هو تأثير تراكمي يبدأ مع الطفولة وينمو في فترة المراهقة ويصبح في تكوين الشخصية طوال عمرها.

ونشرت منظمة (الائتلاف الدولي ضد العنف التلفزيوني) بحثاً استغرق إجراؤه (22) عاماً، أظهر الأثر التراكمي للتلفزيون الذي يمتد حتى عشرين سنة لتظهر نتائجه. كشف هذا البحث عن ان هناك علاقة مباشرة بين أفلام العنف التلفزيوني في الستينات، وارتفاع الجريمة في السبعينات والثمانينات، وقالت المنظمة إن ما يتراوح بين (25% و50%) من أعمال العنف في سائر أنحاء العالم سببها مشاهد العنف في التلفزيون والسينما.. وأن العروض التلفزيونية الأمريكية العنيفة التي تُعرض في أنحاء العالم، ساعدت على انتشار الجريمة. ويقول الدكتور (رويل هيوزمان): إن ذلك يجعل الأطفال يكتسبون عادات عدوانية، بحيث يصبحون عندما يتقدم بهم السن، أكثر ميلاً إلى الأعمال الإجرامية." وهناك بحوث كثيرة تؤكد أن رؤية هذه المشاهد العنيفة في التلفزيون لها تأثير طويل المدى على الطفل، وربما صارت له صفة ملازمة لا يستطيع التخلي عنها. وقد أجرى علماء النفس بعض التجارب على الأطفال ليشاهدوا تأثير برامج العنف عليهم، كان منها أنهم "عرضوا واحداً من الأفلام العنيفة على مجموعة من الأطفال، ثم قدمت لهم دمىً تشبه تلك التي عرضت في الفيلم، فعاملوها كما عاملها الممثلون، فمزقوها إرباً إرباً، وأعطيت نسخ أخرى من هذه الدمى لأطفال لم يشاهدوا الفيلم، فلم يعاملوها بعنف." وتشير الدراسات التي أجريت في البنغال، وفي كثير من الدول الغربية أن ظاهرة العنف تفشت مؤخراً في المجتمعات الحديثة، نظراً لانتشار موجة أفلام العنف والرعب، واعتماد أفراد الأسرة على التلفزيون والفيديو إلى حدٍّ كبير في تمضية وقت الفراغ، بدلاً من اللجوء إلى الهوايات والقراءات المفيدة، مثلما كان يحدث ولعل مبعث الازمة في هذه الأفلام والمسلسلات أن المفاهيم فيها مقلوبة، حيث تصور المجرمين "أذكياء أشداء نشطين، ويحصلون على المال بأقل مجهود، ويناورون رجال الشرطة، ويتفوقون عليهم احيانا كثيرة، كما تصور أيضاً الشرطة بالأغبياء الذين يمكن مكرهم والتحايل عليهم، كما توهم المشاهد أنه لا يوجد قضاء ولا حكومة، وأن قانون الحياة هو قانون الغابة. ضوابط ضرورية انتبهت بعض دول العالم الي خطورة التليفزيون على الاطفال والمراهقين مثل المانيا التي حظرت فيها بعض المدارس على طلابها مشاهدة التلفاز قبل بلوغ سن العاشرة. ونحن في عالمنا العربي مع انتشار جرائم العنف والارهاب، من باب اولي ان نتبع منهج مماثل للحفاظ على الناشئة من وضع ضابط لمشاهدة التلفاز في وجود أحد الابوين ومنع الصغار من مشاهدة اي برامج ودارما عنيفة، مع تحديد وقت مناسب لا يزيد عن ساعتين يوميا لمشاهدة التلفاز ولا يزيد عن ذلك. ونشر الوعي لدى الاسر بمخاطر تعرض صغارهم للتفاز لفترات طويلة، ويبقي السلطات الحاكمة

صحوة لحماية قصار القامة 

http://arabi.ahram.org.eg/News/118967.aspx 

تواصلا مع قرائي، جاءتني رسالة من مواطن عراقي قصير القامة، اخي في العروبة والوطن والانسانية ، وبقدر ما اسعدني تواصله ، بقدر ما آلمني .
لقد خلقنا الله جميعا أحرارا ومتساوين في الحقوق والواجبات الدنيوية والأخروية، وقرر خلقنا وفقا لمنهجه الإلهي أنه لا فرق لأعجمي علي عربي إلا بالتقوي، وأن الإنسان قيمته الحقيقية ترتبط بعلمه وأخلاقه واجتهاده.

ووفقا لهذا المنهج الإلهي، لا مجال للسخرية من خلق الله من ذوي الاحتياجات الخاصة و قصار القامة ، لأن أيا من هؤلاء قد يكون عند خالقهم افضل من أسوياء العقل والجسد. وأثبتت الدراسات العلمية والخبرات الاجتماعية ان معظم هذه الفئات يمتلكون من القدرات الخاصة ومن الملكات ما لا يتوافر لدى كثير من الاصحاء بدنيا .

ولذلك حذرنا الخالق العظيم من السخرية او الاستهزاء بهذه الفئات " لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خير منهم وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ".

والرسالة الذي بعث بها اخي المواطن العراقي يشكو من مأساته الاجتماعية بسبب قصر قامته، والمعاناة التي عاناها في طفولته بدءا من الأم الى اغلب محيطه الاجتماعي ، و كبر ولا يزال يعاني من سخرية المجتمع، أن كلماته تدمي قلب من يحمل أي ذرة من انسانية.؟ ولا أدري ما هي المتعة التي تتحقق عندما يمارس البعض عنفا بالسخرية ضد قصار القامة؟ ولماذا يمارس المجتمع ضدهم التهميش والاقصاء؟ ولماذا يتجاهل حقهم الانساني بالحلم في تحقيق طموحاتهم ورفعتهم العلمية اسوة بغيرهم ؟


ويعاني قصار القامة في العالم العربي من التمييز والنظرة الدونية التي تبدأ بلقب " قزم " و التعليقات الساخرة داخل الاسرة وفي الشارع وفي مجال العمل، رغم أنهم مسالمون ويبتعدون عن اضواء المجتمع بسبب التمييز الواقع ضدهم، رغم تفوقهم الدراسي والمهني اذا ما اتيحت لهم الفرصة المناسبة.

بل إن الأسرة أحيانا تكون اول من يمارس التهميش والسخرية بحق ابنهم قصير القامة ، وأطلاق القاب تهين انسانيته وتجرح احساسه، مثل سفروت واوذعه وغيره، وقد تدفع السخرية البعض منهم الي ترك دراسته، بل وعمله ، بينما يحاول البعض التكيف مع هذا الواقع الاحتماعي المهين بالضحك كالبكاء.

وبحسب الدارسين والمتخصصين في مجالات حقوق الانسان، وفي مجال رعاية ذوي الاحتجاجات الخاصة، فان قصار القامة لا يحظون بأية رعاية حكومية تعينهم علي الحياة الكريمة، ومن مظاهر ذلك، انه بالرغم من وجود نسبة لتعيين ذوي الاحتياجات الخاصة في الوظائف وفقاً للقانون المصري، فان قصار القامة لا يدخلون ضمن هذه النسبة.

ويكاد ينحصر الاهتمام بهذه الفئة في المناسبات الاحتفالية الكرنفالية بالاقتصار على تقديم بعض الفقرات الترفيهية فقط كما هو الحال في مصر والجزائر.


إن ثقافتنا الشعبية المتداولة عبر قرون قد كرست لمفهوم مغلوط ينتصر لطول القامة على حساب قصر القامة، وذلك عبر الامثال الشعبية مثل "الطول هيبة والقصر خيبة".... وغيرها.

ووفقا لهذا لمنظور الثقافي الشعبي ، الذي لم يتغير رغم اننا نعيش معطيات الالفية الثالثة للميلاد، ورغم تداخل الحضارات والثقافات في قرية كونية واحدة بفعل معطيات العولمة، فان الكثيرين منا في احسن تقدير انساني يتعامل مع قصير القامة بنظرة شفقة داخلية، او التعجب من وضعه الخلقي دون ان يمد له يد المساعدة في اي مجال، بينما تذهب الاكثرية من البشر الي اطلاق لقب قزم عليهم من باب التصغير والاحتقار، وهو لقب رغم صحته لغويا، الا أن له أثر سلبي على مسامع قصار القامة.

ومن المنظور الاجتماعي والثقافي السائد والمغلوط الاعتقاد بأن قصار القامة محدودي القدرات العقلية ، وانهم لديهم مشكلات نفسية واضطرابات شخصية تجعل المجتمع يعاملهم كأطفال صغار، وهي نظرة مغلوطة كرستها السينما والمسرح في عالمنا العربي ، حينما جعل من قصار القامة مادة للترفيه والضحك.

وهذا المنظور الثقافي الشعبي البالي يحتاج الي تدمير فوري ، وتحطيمه ببناء ثقافي جديد يكرس للمساوة بين البشر، خاصة وان التاريخ الانساني قد أنبائنا بأن الكثير من مشاهير العالم كانوا من قصار القامة مثل الإسكندر المقدوني وبونابرت وستالين وهتلر وغيرهم.

إن الموقف العلمي من قصار القامة ينفي كل هذه الافتراءات بحق قصار القامة، ويؤكد حسب الاطباء الخبراء في أمراض الغدد الصماء، ان التقزم يأتي نتيجة حالة مرضية تنتج عن نقص كبير في هرمون النمو مع الولادة، ولكن التقزم لا يؤثر على مستوى الذكاء والإدراك، فعلمياً يشير مصطلح التقزم إلى خلل يسبب تباطؤ النمو لدى الأطفال، وإن كانوا يعانون من مشكلات صحية بسبب تأخر نمو العظام مما يؤدي لإصابتهم أمراض المفاصل والآلام في الأطراف السفلية والركبة والجهاز الهضمي.

غير أن خبراء الطب النفسي والاجتماعي يؤكدون ان قصار القامة يعانون من مشكلات نفسية جراء نظرة المجتمع الدونية وعدم توافر رعاية حكومية لظروفهم تعليما وصحيا واجتماعيا ووظيفيا ومن ثم فان قصار القامة قد يواجهون مشكلات الأمية والبطالة والفقر، وقد يضطر بعضهم لمغادرة مقاعد المدرسة مبكراً بسبب نظرات الاستهزاء والسخرية من زملائه، كما أنهم قد يجدون صعوبة في توافر أماكن خاصة بهم للجلوس في المقاهي والمطاعم مما يعرضهم لكثير من الألم النفسي والعزلة الاجتماعية.

وبموجب ذلك، فان قصار القامة اكثر تعرضا للعقد النفسية، خاصة المتعلقة بتقدير الذات والشعور بالدونية ، غير ان مساعدة المجتمع لهم بدءا من البيت والمدرسة والمجتمع قد تساعدهم في توفير مناعة ضد هذه العقد النفسية.

إن التجاهل الحكومي والإقصاء والتهميش بحق قصار القامة في عالمنا العربي أدي إلي غياب إحصائيات رسمية بعدد قصار القامة، وما يتوافر من بيانات بشـأنهم تعد ارقاما تقريبية، ففي العراق يقدر عددهم بأكثر من ثمانية آلاف قصيرة وقصير، مقابل مائة الف تقريبا في مصر.

ورغم هذا التجاهل الحكومي، صمد قصار القامة في العراق وبذلوا قصاري جهدهم لكي يكون لهم صوت مسموع في المجتمع وتحقق لهم النصر في معركتهم، حيث أقر قانون 38 لسنة 2013 ، لحقوق قصار القامة ذكر بشكل صريح لأول مرة".
واستطاع بعضهم ان يتحدى بروحه الانسانية الوثابة هذا الاقصاء والتهميش الي حد قيام محمد عيدان جبار رئيس جمعية قصير العراقية، لترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية عام 2014 ، ليطالب بتوفير وظائف ومعاش وتأمين صحي وضمان اجتماعي، وللحصول الاعتراف بحقوق المواطنة لقصير القامة وللعمل علي رفع الوعي بأهمية قبول المجتمع لدوره الانساني اسوة بالمواطنين الآخرين.
كما طالب قصار القامة في كوردستان العراق بتخصيص مقعد لهم في برلمان الإقليم حالهم حال الأقليات الإثنية أو الكوتا. ونظم بعضهم مسابقة "ملكة جمال قصار القامة" التي أقيمت في دهوك مما يعكس روحهم الصامدة في مواجهة التحديات والقدرة علي إثبات الذات.

وفي المغرب وتحت اسم "قصيرات القامة ملكات على عرش الفتنة"، أسست المغربية سلوى سوزي (28عاماً) مجموعة للتعارف بين قصار القامة على فيسبوك، بهدف مواجهة مشكلة اختيار شريك العمر من بين قصار القامة.
أما في مصر، فيعاني قصار القامة ثقافة اجتماعية مغلوطة ومن اجحاف قانوني، وقد يلقي بعضهم حتفه بالموت نتيجة التجاهل الحكومي نتيجة عدم تصنيفهم ضمن فئات الاعاقة. ورغم ذلك قرر كثير منهم دخول سباق التحدي وحقق شهرة في مجال السينما مثل محمد عيد.

ونجح بعض قصار القامة في مصر في اختراق عزلتهم الاجتماعية من خلال اجتماعهم في مقاهي معروفة لهم في وسط القاهرة واقامة علاقات صداقة وطيدة فيما بينهم، لكنهم يطالبون الدولة بضرورة ادخالهم ضمن التأمينات الاجتماعية لكى يتوافر لهم العلاج من المرض على نفقة الدولة.
نحن نطالب بتوفير وظائف ومعاش وتأمين صحي وضمان اجتماعي و اجازة سواقة ، و الاعتراف بحقوق المواطنة للقزم أو قصير القامة والتأكيد على رفع الوعي لتقبّله في المجتمع حاله حال أقرانه المواطنين الآخرين

وفي مدينة الإسكندرية المصرية أسس عصام شحاته رئيس جمعية الأقزام المصرية مصنعاً لإنتاج ملابس قصار القامة، يديره هو ويشرف عليه ويعمل فيه قصار قامة ويعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، في ظل عدم وجود خط انتاج من الملابس المناسبة لقصار القامة.
اما حنان فؤاد، فقد تحدت قصر قامتها بتحقيق بطولات دولية لمصر في رفع الأثقال لترد بشكل عملي علي كل من يهين عقل وقدرات ونفسية كل من يعاني من قصر القامة، كما حققت بطولات محلية وحصدت عدة ميداليات ذهبية وفضية.

كلمة حق
لاشك ان المعاناة التي يعيشها قصار القامة تحتاج الي ثورة ثقافية تعمل علي نشر الوعي بأهمية وحقوق قصار القامة وتناهض كل اشكال التمييز ضدهم وتحارب الاقصاء الاجتماعي بحقهم، بما يؤدي الي تغيير النظرة الدونية بشأنهم ويوقف فورا السخرية منهم او توظيفهم كمادة للسخرية والضحك.

وهذه الثورة الثقافية تطلب تضافر جهود المؤسسات الثقافية والاعلامية والمؤسسات الدينية في المساجد والكنائس والمنظمات الحقوقية لتغيير نظرة المجتمع تجاه فئة قصار القامة وتحويلها الي نظرة ايجابية تعترف بحقهم الانساني المساواة بغيرهم في التعلم والصحة والزواج والمسكن والعمل.

ولكن هذه الثقافة المأمولة لا يمكن تحقيقها علي أرض الواقع بمعزل عن سن قوانين وتشريعات قانونية ودستورية تكفل حقهم في المساواة ومعاقبة من يمتهن كرامتهم الانسانية.
ومن أولي هذه الخطوات القانونية اعتراف الحكومات العربية بحقوق قصار القامة .

وكانت دولة الإمارات قدمت نموذجا مهما في رعاية قصار القامة، والاعتراف بهم وبحقوقهم وتمنحهم الرعاية الصحية والمعاشات والرعاية الاجتماعية، وهذه التجربة ـ في تقديري ـ يجب احتذاؤها وتعميمها في العالم العربي وتطويرها بما يرفع من شأنهم الاجتماعي.

واعتقد انه من الضروري ان تسرع البرلمانات العربية بسن قوانين تحفظ حقوقهم ويتم تنفيذها عمليا بما يسهم في رفع الظلم الواقع عنهم، بحيث يتم التعامل القانوني معهم باعتبارهم مواطنون من الدرجة الاولي، مع بذل المنظمات الحقوقية دورا اكبر في الضغط ثقافيا واعلاميا وقانونيا لإعادة دمج قصار القامة في المجتمع وفق منظور حقوقي ينتشلهم من التمييز الي الحضور الاجتماعي الفاعل.