الأربعاء، 31 يناير 2024

ملكات صنعن الحضارات وخلدهن التاريخ

 


     كليوباترا الملكة الأشهر في التاريخ
    الجمعة/السبت 13 مارس 2020



    بما أننا مع احتفال العالم بيوم المرأة العالمي في الثامن من آذار الماضي فلا بد أن نتحدث عن النساء فقد خطر ببالي أن أتناول في هذا التقرير المرأة الملكة من خلال دورها في صنع الحضارات، وكيف خلّدن الملكات في التاريخ.

    وقد سجّل التاريخ الإنساني حياة كوكبة من النساء اللواتي حكمن العالم القديم وصنعن حضارات خالدة متحديات كل صعب، وبقيت قصص نجاحهن منهلاً خصباً للدارسين علوم التاريخ والإنسانيات، كما ظلت مصدراً خصباً لإلهام الشعراء والأدباء والرسامين، وبقي نبوغهن الفكري والسياسي والحربي حلماً لكل امرأة في عالمنا المعاصر طامحة في القيادة والحكم.

    ورغم أن الوقائع التاريخية قد امتزجت بالأساطير في تجارب هذه الشخصيات النسائية الممتدة شرق العالم وغربه، إلا أن دخول الأسطورة لم يلغ قدرات هؤلاء النسوة في صنع العالم وقيادته بما امتلكنه من قدرات خاصة كقوة العقل والدهاء والقدرة على الإدارة السياسية والاقتصادية والحربية بجانب الأنوثة التي وظّفت أحياناً في مواجهة ألاعيب السياسة ودحر الخصوم.

    كليوباترا القائدة

    كيلوباترا أشهر النساء في تاريخ الإسكندرية، ملكة جمعت بين قوة الشخصية والقيادة والأنوثة وتباينت كتابات المؤلفين في تحليل مفاتيح شخصيتها بين كونها رمزاً لأسطورة الحب الخالد كما في مخيلة الشعراء العالميين، ومصدر إلهام للأوبريتات العالمية التي لا تزال تقدّم حتى اليوم وبين الملكة القائدة الحربية.

    فكيلوباترا الملكة عاشت بروح وفكر القائد لاستعادة مجد الأسرة البطلمية وعملت على تقوية مملكتها المصرية عسكرياً وعلمياً في مواجهة روما، وشكلت خطراً حقيقياً على الجيش الروماني، حتى هزيمتها هي وانطونيوس.

    وحفاظاً على عرشها وحياتها، فلم تتورَّع كليوباترا عن قتل العديد من أفراد أسرتها، كما حافظت على كرامتها حتى النهاية وخشيت من تقديمها كغنيمة نصر للرومان المنتصرين وتعرضها للإذلال فقتلت نفسها عن طريق لدغة ثعبان.

    واهتمام كليوباترا بأنوثتها لم يحل بينها وبين قدراتها كمفكرة سياسية وإستراتيجية خططت لجعل ابنها بطلميوس حاكماً قوياً في المستقبل وقدرتها على التنبؤ بنتائج الحروب، وذلك بفضل حرصها على التعلّم، حيث تعلَّمت اللغات والعلوم وإستراتيجيات الحرب. وذكاء كليوباترا المقدونية قادها لبذل مجهود كبير لدراسة وفهم الثقافة المصرية فتعلمت كليوباترا اللغة المصرية ولذلك أحبها المصريون خاصة بعد أن وفرت لهم الأمان والرخاء.

    بلقيس وفنون الحكمة

    وهي من أشهر الملكات في العالم، فقد خلّدها القرآن الكريم في قصتها مع نبي الله سليمان، ويبرز القرآن حكمتها السياسية وشجاعتها وخبرتها في اتخاذ أمر الشورى مع رجال بلاطها وخبرتها بشؤون الملوك وقدرتها على اختبار نواياهم إذا ما أردوا الاستيلاء على مملكة أخرى. وربما تكون قد اكتسبت الملكة بلقيس هذا الدهاء السياسي من انتسابها لأبوها الملك الهدهاد بن شرحبيل من بني يعفر، لكن هذا النسب لم يحميها من استنكار قومها لولايتها عليهم، ولم يمنع الطامعين في مملكة سبأ، ومنهم الملك «عمرو بن أبرهة» الملّقب بذي الأذعار، لكنها بما امتلكته من قوة شخصية وشجاعة وفطانة عقل ودهاء سياسي وأنثوي قهرت كل هذه التحديات وحافظت على عرشها.

    وحسب ما تذكر الروايات، فإن الملكة بلقيس استخفت في ثياب أعرابي ولاذت بالفرار من هجوم الملك ذي الأذعار على مملكتها وعادت بخطة للتخلّص منه فدخلت قصره وظلت تسقيه الخمر وهو ظانٌ أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه، استلت سكيناً وذبحته بها. وازدهرت مملكة سبأ في زمن حكم بلقيس وتمتع أهل اليمن بالرخاء والحضارة والعمران والمدنية، كما حاربت بلقيس الأعداء ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة، ومما أذاع صيتها وحببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب.

    سميراميس الملهمة

    وبين الأسطورة التاريخ يسلتهم المبدعون شرقاً وغرباً حياة الملكة الآشورية «سميراميس»، فهي حاضرة ليومنا هذا في العديد من الفنادق العالمية التي تحمل اسمها، وفي أعمال خالدة موسيقية ومسرحية والتشكيليين، كما في النصوص التاريخية لهيرودوتس - الذي تحدث عنها في نصوصه التاريخية المؤسسة والأدباء مثل فولتير والأوبرات الإيطالية التي تحمل اسمها.

    تمتعت سميراميس بسمات شخصية أهلتها لتخليد اسمها في الذاكرة الإنسانية فقد تمتعت بفطنة وذكاء وجمال، بجانب قدرتها علي الإدارة وقيادة مملكتها وخوض المعارك الحربية الشرسة خارج الحدود لتوسيع رقعة مملكتها، وهو ما ممكَّن لها أن تستمر ملكة لأكثر من اثنين وأربعين عاماً.

    ومثّلت سميراميس أنموذجاً للوفاء للزوج، فحسب الروايات أنها أقامت في نينوى ضريحاً كبيراً لزوجها الملك، كما تذكر الأسطورة أنها هي التي أقامت مدينة (بابل) العريقة وأنها استخدمت ببنائها أكثر من مليوني عامل. وحققت سميراميس نهضة كبيرة لمملكتها بإقامة كثير من المدن على ضفاف نهري دجلة والفرات، وأنها أخضعت مصر، والحبشة. كما تذكر الأساطير أنها احتلت معظم آسيا وأقامت في عدد منها بعضاً من النصب التذكارية والأبنية.

    تمارا تخضع القوقاز

    ويحتفي التاريخ الإنساني بملكة جورجيا «تمارا» التي حكمت بلادها وهي في عمر الرابعة عشرة، حينما توّجها والدها في القرن الثاني عشر، تجنباً لوقوع حروب داخلية لتصبح أول امرأة تحكم هذا البلد وفي هذه السن الصغيرة! وامتلكت الملكة الصغيرة من المقومات الإنسانية كالدهاء السياسي والقدرة على دحر الخصوم وكسب المعارضين وتكوين نخبة عسكرية قوية وكسب احترام الممالك المجاورة، مما مكَّنها أن تبسط سيطرتها كاملة على جورجيا في العصر الذهبي خلال القرون الوسطى. ولم يكن الوصول للعرش سهلاً فقد واجهت مقاومة عنيفة من الطبقة الأرستقراطية عند تقلّدها لسلطات الحكم لكنها نجحت في تحييدهم ثم اتجهت لبسط الهيمنة السياسية على بلادها في آسيا الصغرى وعلى توسيع الحدود الجورجية حتى سادت إمبروطوريتها منطقة القوقاز بحكمتها السياسية ورعايتها للآداب والفنون.

    عشتار النار والحب والخلود

    تبقي عشتار رمز الحب في بلاد الرافدين، مسيطرة على عقول وخيال الأدباء والعشاق والمحلِّلين النفسيين وفي حضارات مختلفة يونانية وعربية وغيرهما. فهي أسطورة أنثوية تجسد تسلط الأنثى وطغيانها.

    وقد برزت في عهد ابنها مردوخ منذ زمن حمورابي، فقد كانت سيدة بابل بلا منازع، وهي أيضاً تلك المرأة الفاتنة الجميلة الداهية، الماكرة الساحرة القاتلة هي نفسها الخارقة في الحب والحرب لدى الآشوريين، وكان لها معبدان، الأول في نينوى باعتبارها رمز الحب، والثاني في أربا إيلو باعتبارها رمز الحكمة والحرب. وبذلك تكون جمعت آشتار لدي العراقيين التناقض العجيب بين آشتار العاشقة والأخرى الحربية، حيث كان معظم قادة وملوك الآشوريين يزورونها في معبدها قبل توجههم في حملات جديدة لتلقي النصح والموافقة، ولكي تتنبأ ماذا يخبئ لهم المستقبل. هذا التناقض سجله التاريخ الإنساني لإبراز قدرات المرأة الخارقة في الحب والحرب والسياسة.

    دهيا رمز الدهاء الحربي

    وسجَّل تاريخ شمال إفريقيا اسم أقوى شخصية نسائية في صفحاته وهي الملكة الأمازيغية «ديهيا» التي كانت رمزاً للدهاء البشري ومع ذلك، فقد كانت ساحرة الجمال وحادة الذكاء وقوية الإرادة، وهذه السمات الشخصية جعلتها فارسة تركب حصاناً وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاح لتدافع عن أرض أجدادها» كما صورها المؤرِّخ ابن خلدون.

    وقادت الملكة دهيا الحملات العسكرية الناجحة وحكمت الأمازيغ وشمال إفريقيا طوال 35 سنة، وتذكر المصادر التاريخية، أن جميع الأمازيغيين كانوا يخافون من ديهيا ويطيعونها بسبب جرأتها وشجاعتها. لقبت «ديهيا» بالمرأة الحديدة لقدرتها على مقاومة الروم والبيزنطيين والعرب، وتمكنها من توحيد القبائل الأمازيغية، وتوفيت في معركة حامية الوطيس أثناء مجابهتها لجيش حسان بن النعمان في موقع بالجزائر سُمي فيما بعد ببئر الكاهنة.

    زنوبيا الطامحة

    وتظل «زنوبيا» ملكة تدمر، رمزاً للطموح السياسي الذي يتملك أدوات تحقيقه بما توافر لها من سمات شخصية مثل رجاحة العقل وشدة الطموح ومعرفة جيدة بالأوضاع السياسية في الشرق وروما، بجانب الشجاعة والجمال والقدرة على الجمع بين اللغة اليونانية والمصرية. فمع مقتل زوجها أذينة القائد الأعلى للجيوش الرومانية في الشرق، سعت زنوبيا لتولية ابنه الصغير وهب اللات مقاليد الحكم تحت وصايتها، وجعلته في البدء يحمل ألقاب والده، مع اعترافه بالإمبراطور الروماني الجديد أورليانوس.

    وسعت زنوبيا لتأسيس دولة تسيطر على التجارة الدولية من منافذها في العراق حتى مصباتها في موانئ البحر المتوسط فسكت النقود تحمل رأس صوتها وصة ابنها بما يعني أنها أسقطت سلطان روما ولم تعد تعترف بالإمبراطور الروماني.

    وسيطرت قواتها على مصر وآسيا الصغرى حتى مضيق البوسفور إضافة إلى سورية، وضعت زنوبيا تحت سلطتها سائر منافذ طرق مواصلات طريق الحرير، إضافة إلى تموين روما بالحبوب وغيرها من البضائع والمواد الضرورية لسد حاجات روما. لاودفعت الميول الفلسفية والأدبية لزنوبيا، في ازدهار الحياة الفكرية، واستقدمت مشاهير رجال الفكر إلى عاصمتها لتجمع بذلك بين قوة السلطان السياسي والعسكري والاقتصادي والفكري.

    اليسار رمز الوفاء والتحدي

    هذه الملكة حققت حلم يصعب على أعتى الرجال تحقيقه، فقد بنت مدينة قرطاجة على شاطئ تونس، متحدية كل العقبات التي صادفتها في رحلة حياتها وخلد صمودها ونجاحها ووفاؤها اسمها في سطور التاريخ الإنساني.

    واليسار، هي ابنة حيرام ملك صور، أوصى أبوها لها ولأخيها «بغماليون» بالملك بعد وفاته لكن سرعان ما أظهر أخيها أطماعه في العرش، فاستغلت الثروات التي تركها زوجها وجمعت كنوزها وأخذت أسطول زوجها التجاري ومعها عدد من الأمراء والأثرياء راحلة في عرض البحر لتحقق حلم تكوين إمبراطورية خاصة بها إفريقيا.

    وفتنت بجمالها ودبلوماسيتها وذكائها ملك البربر فاحتفي بها، وأجاب طلبها في تحديد قطع أرض على ساحل البحر تمثِّل موقعاً إسترتيجياً بنت عليها مدينتها الأسطوريه قرطاجة التي أدهشت بجمال معمارها ونقوشها ومسارحها ومراقصها وترفها ملوك المنطقة وقياصرة الروم. وسرعان ما حققت الملكة اليسار نهضة تجارية مما جعلها مطمعاً للممالك المجاورة فتقدَّم ملوكها للزواج منها مثل ملك البربر وقيصر الروم لكنها رفضت هذه الزيجات وفاءً لزوجها، غير أن ملك البرر أصابه رفضها بغضب عارم فهددها الملك بتدمير قرطاج وسبي كل أهاليها إن لم تقبل فآثرت الانتحار ملقية بنفسها في المحرقة بين اللهب، وقد هزت تضحيتها هذه الشعب، فأقام لها معبداً لتلخيدها.

    ** **

    - سارة السهيل

    الاثنين، 29 يناير 2024

    السينما والمستقبل بين الخيال العلمي والمخططات

     

    السينما والمستقبل بين الخيال العلمي والمخططات


    سارة طالب السهيل
    28-01-2024 08:03 AM

    استشرفت السينما العالمية وبعض المسلسلات الأجنبية جوانب من أحداث المستقبل، والتي كنا نظنها محض خيال علمي، ولكن الكثير منه قد تحقق على أرض الواقع خاصة فيما يتصل بالأوبئة والكوارث الطبيعية والفضاءات والمجالات الكهرومغناطيسية وإرسال الأطفال إلى الجزر النائية وغيرها.

    ولكن قبل الشروع في تحليل علوم المستقبل كما تنبأت به أفلام الخيال العلمي، وهي كثيرة جداً، استدعت ذاكرتي حديث قديم يعود لسنوات بيني وبين إحدى الصديقات المصريات التي أعربت عن دهشتها من معرفة الأجيال السابقة علينا ببعض علوم المستقبل، وسلوك البشر في الأزمنة المستقبلية عليها.

    فذكرت الصديقة عن أمها لجدة أمها أي قبل مئتي عام يا بنتي والحديث لجدة الجدة: «هيجي زمن يكون فيه الناس أقصر طولاً وأقدامهم كبيرة، والولد يروح المشوار ما يرجع، ويأكل ما يشبع، والحديد هيتكلم».

    إذا ما تأملنا في المقولة لهذه الجدة وهي تتنبأ بالمستقبل لوجدنا أنه قد تحققت، فالكثير من الابناء يهربون من منازل ذويهم دون ابداء أسباب وقد لا يرجعون، كذلك النهم في تناول الطعام دون الإحساس بالشبع موجود عند الكثير من الشباب، وتكلم الحديد قد تمثل مبكراً في اختراع الهاتف الأرضي والراديو والتلفاز، وتطوره لاحقاً في أجهزة الموبايل والتابلت وغيرها.

    وهذا يعني أن التنبؤ بالمستقبل موجود لدى الأجيال السابقة، لكن هل هذا التنبؤ كان صادراً عن شفافية محضة، وهبها الله لبعض عباده الصالحين، أم هو نتاج مرويات قديمة تحدث بها أيضاً رجال الله الصالحين ونقلتها الأجيال عنهم؟ لا أملك إجابة!!.

    أعود لموضوعنا الرئيس وهو تنبؤ الأفلام والمسلسلات بأحداث صعبة تحدث في العالم، وبالفعل تحقق معظمها، فهل هذا يرجع إلى محض قدرة المبدعين على قراءة

    المستقبل أم أنه مخططات يجري تنفيذها بجرعات معينة لتهيئة البشرية على وقوع هذه الكوارث والتفاعل معها ومعايشتها كأمر عادي وطبيعي ولو أدى إلى موت الملايين، وانتهاك حرمة الأطفال وتقديمهم قرابين للشياطين تحقيقاً لمآرب عبدة ابليس أعاذنا الله وإياكم منهم؟ّ!!

    لنقر أولاً أن بعض البشر من الناس العاديين، يتمتعون بقدرات خارقة كان يطلق عليها في بلادنا العربية بأسماء مختلفة، في حين أن الحضارات القديمة امتلكت قدرات خارقة نتيجة استخدامها لعلوم ربانية مثلاً علوم نبي الله إدريس الذي كان أول من خط بالقلم وشيد المباني وعلم الزراعة والصناعة، وهي العلوم التي بنى بها القدماء المصريون حضارتهم القديمة وشيدوا بها الأهرامات التي هي ألغاز علمية كل يوم يتم اكتشاف الجديد من أسرارها، بجانب الأسرار الموجودة في حضارة ما بين النهرين وحضارة البترا والفراعنة وغيرها، فكل الشواهد التاريخية الباقية من أثر هذه الحضارات تعكس القوى الخارقة التي كان يمتلكها أصحاب هذه الأزمنة دون ان نكتشف أسرارها ومصادرها الحقيقية حتى اليوم.

    مسلسلات نهاية سبعينيات وثمانينات القرن الماضي اتجهت بقوة لتجسيد القوى الخارقة داخل الإنسان، كما في مسلسل «الرجل الأخضر» و“المرأة الحديدية وغيرها من المسلسلات.

    هذه النماذج نقطة في بحر من مسلسلات وأفلام الخيال العلمي التي تحولت إلى واقع، واعتمدت بشكل كبير على فكرة تزويد الجسد البشري بشرائح معدنية تمنحه قوى خارقة يتم توظيفها في النهاية لصالح إجهزة الامن وتحت شعارات براقة طبعاً محاربة الاشرار والارهابين من وجهة نظر القوى العظمي طبعاً..!

    هذه الشرائح المعدنية وظفت لاحقا في أجهزة التجسس التي تغطي معظم دول العالم، ووظفت في الطائرات المسيرة للقتل والتدمير والطائرات بدون طيار في عمليات اغتيال رموز سياسية عبر انظمة التتبع بأجهزة الموبايل وغيرها وما خفي كان أعظم، بدأنا نسمع عن الشرائح التي توضع في جسد الإنسان التي مهمتها توجيه سلوكه وفقاً لأهداف صانع هذه الشرائح، بحيث يفقد الإنسان أية قدرة ذاتيه على تحديد أهدافه الشخصية، بل أنه ينفذ فقط ما توجهه إليه هذه الشرائح دونما إرادة منه..

    فيا رب سترك علينا، وللحديث بقية..

    السبت، 6 يناير 2024

    الزجل الفلسطيني .. الحمام الزاجل الناقل للرسائل المقدسة

     

    الزجل الفلسطيني .. الحمام الزاجل الناقل للرسائل المقدسة


    سارة طالب السهيل
    06-01-2024 12:33 AM

    وسط لهيب النيران، وعلى إيقاع طلقات الرصاص المنطلق، بسواعد المقاومة الباسلة في فلسطين العربية المحتلة بمختلف فصائلها، يبدو أن كتاب الزجل الفلسطيني يستعد لفتح فصل جديد، بسطور من نور ونار، وبمداد الدماء الزكية للشهداء الأبرار، ليسطر سير الأبطال المحاربين، ليستلهم منهم جيل فلسطيني قادم روحا جديدة، تحمل عبء المسئولية وشرف النضال المقدس، من أجل تحرير الأرض المقدسة.

    .. ولمن يسمع عنه لأول مرة !، فإن الزجل الفلسطيني كان ولازال إحدى وسائل المقاومة الثقافية التي أبقت الوعي العروبي حيا لأبناء الأرض المحتلة، خالصة للأجيال التي تلت عصر النكبة.

    النساء هن الوصيات على التراث الشفهي الفلسطيني، وبالإضافة إلى دورهن في تغذيةالجوانب الرومانسية للمقاومة، فإنهن يساهمن أيضًا في تعميم الصور النمطية الذكورية فقط مثل سامر وشوبا والزهار. أصواتهم تصل إلينا الآن صرخة، ونأمل أن تعود الموسيقى قريباً، قبل أن تفنى الأرض وأهلها.

    وبلغ تألق «الزجل الفلسطيني» ذروته ما بين الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي.. وبحلول أوائل الألفية الجديدة، بدأ بريقه في الأفول تدريجيا.. لكن جذوته لم تنطفئ في ضمائر المبدعين بالأرض المحتلة، ومازالت مفرداته حاضرة في فعاليات المهرجانات الثقافية العربية، وبخاصة مهرجانات الشعر.

    أنشودة شدو بعضكم يا أهل فلسطين

    (شدوا بعضكم يا أهل فلسطين.. شدوا بعضكم، ما ودعتكم، ما ودعتكم، رحلت فلسطين، ما ودعتكم، على ورق صينى لأكتب بالحبر على ورق صينى، يا فلسطين، على اللىجرى لك يا فلسطين)..

    تلك الانشودة التي تغنت بها حليمة سليمان الكسواني غادرت قريتها «بيت إكسا» في محافظة القدس عندما كانت في العاشرة من عمرها. تعيش في مخيم الزرقاء بالأردن منذ عام 1961. ومع ذلك، تذكرت تفاصيل حول الأرض والجغرافيا. وجارتها ومعلمتها واسم شيخ القرية (الجزار) كانت تردد تلك الأغاني القديمة التي تتلو اللحن الذي كان هو نفسه في كل بيت، وكان يسمى «ترويت» لأنه يكرر نفس اللحن. شيء مثل ألحان الصاح يتعلق بأسلوب ميل، وهو أسلوب ينسب إلى وسط فلسطين وجنوبها

    وتاريخ هذا النوع من التراث الشعبي يعبر بعمق عن تاريخ البلاد، فهو كسائر الأغاني الشعبية يتميز بالبساطة والعفوية مما يسمح له بالاستمرار لقرون، فهو قادر على استيعاب الكلمات والمصطلحات الجديدة، ويسجل الأحداث والمواقف لأنه يستجيب لاحتياجات الناس في لحظات محددة. ويقول الباحثون إنه من الصعب تحديد متى ظهرت هذه الأغنية المليئة بالحزن والشوق والحب بالضبط، لكن من المرجح أن أصولها تعود إلى نهاية العصر العثماني وبداية الانتداب البريطاني. اخترع الفلسطينيون تغريدات تحتوي على كلمات مشفرة قد تبدو في بعض الأحيان وكأنها تعويذات غير مفهومة لخداع المستعمرين البريطانيين وجعلهم قادرين على تمرير الرسائل بين المعتقلين وعائلاتهم، أو بين السجناء والمقاتلين القادمين لتحريرهم. اعتمد السرد على لغة جديدة تتضمن قلب الكلمة، وترك الحرف الأخير سليمًا، أو قلبه دون إسقاطه.

    وفي هذه الفترة بدأ نضال المرأة الفلسطينية، عام 1932، والتي مارست الكفاح المسلح. وكان لها بدور في القتال، وبناء على الوعي وجمع التبرعات، غادرت المجال الاجتماعي إلى ساحة المعركة. وبعد سنوات طويلة، تأسست في يافا جمعية «زهرة الأقحوان»، التي تحولت في عامي 1947 و1948من جمعية نسوية اجتماعية وخيرية إلى حركة مقاومة عسكرية نشطة.

    في مثل هذا الجو الصعب المتصاعد في فلسطين، كان من الطبيعي أن تغنى الترويدةمن قبل النساء المتميزات. من خلاله، عبرت النساء والفتيات عن مشاعرهن بالحب وانخراطهن في المقاومة في المجتمع المحافظ.

    بعض سكان المخيم لا يزالوا يستخدمون هذه اللغة المشفرة، كما يعتمد فنانون فلسطينيون مثل الراحلة ريم البنا وغيرها من الفنانات المميزات على هذا التقليد الشفهي، ونحن نسعى جاهدين للحفاظ على تراثناوإحيائه. بالإضافة إلى الغناء، قامت بجمع وتأليف الترانيم القديمة منذ مسيرتها المهنيةفي عام 2003. إنها تتولى المهام التي تتطلب وكالات متخصصة بنفسها. وفي قرية بتير، بالقرب من بيت لحم، اكتشف ترنيمة مريمية وترنيمة بدوية تلقاها من امرأة جليلية ماتتقبل سنوات عديدة. ولذلك، فإنه يحاولالتمسك بذاكرة المتحدث. فكما أن ما لم يُكتب في الكتاب لا يُبطله انتصار المنتصر، كذلك لا يختفي النشيد. كما هو الحال مع الموسيقىالساحلية، اختفت بعد النكبة مع مقتلالصيادين، لكن كان من الصعب الاستمرار علىهذا النمط المرتبط بالعمل البحري بعد الإخلاء.

    سجلت أبيات الزجل الفلسطيني ما عجزت كثير من كتب التاريخ أن تسجله من ملامح الوجدان العروبي في هذه البقعة المباركة من أرض المشرق العربي.

    مبكرا جداً اتخذ المقاوم الفلسطيني من الشعر والزجل سلاحا له يواجه به قوى الاستعمار الغاشم، حيث عبرت أبياته التلقائية عن التمسك بالأرض حتي بعد تهجير كثير من أهلها قسريا، أو حكمهم بالاحتلال الصهيوني لاحقا.

    أما عبر التاريخ الحديث، فقد شهد الزجل الفلسطيني تطورًا كبيرًا في ظل الأحداث السياسية والاجتماعية التي شكلت حياة الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع مراحل معاصرة من النضال الفلسطيني ضد المستعمر الصهيوني، كما في المواجهات التاريخية للمقاومة مثل «معركة الفرقان» عام 2008، ومثل طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر بعامنا الحالي.. والتي ستشكل وحدها جانبا كبيرا من الوعي العروبي والفلسطيني ومصدر إلهام للأديب والزجال الفلسطيني الساعي لاستنشاق عبير الحرية ولو بعد حين، ومهما كان الثمن.

    وفقا لمراجع التاريخ، تعود جذور فن الزجل بشكل عام إلى الأندلس في زمان خضع لحكم الأسرة «الموحدية» امتداد لممالك الحشاشين والقرامطة والفاطميين، فارسية الأصل، شكلت جزءا من التاريخ الإسلامي في عصوره الوسيطة وصولاً الى بلاد الشام.

    ويوصف الزجل بأنه نوع من الشعر العامي الارتجالي غير المتقيد بقواعد اللغة، كالإعراب وصيغ المفردات، يمكن نظمه بأوزان البحور الشعرية قديمة، أو المشتقة منها، وكثيرا ما تصاحبه إيقاعات موسيقية شعبية، تزيده بريقا والتصاقا بالأذن والقلب والذاكرة.

    أصل كلمة «التطريب بالصوت».. مصحوباً بإيقاع لحني بمساعدة بعض الآلات الموسيقية.. وللزجل أطياف متعددة من القوالب الموسيقية والغنائية والأوزان المتنوعة، مع اختلاف طرق النظم والصياغة.

    يعتبر الزجل الفلسطيني جزءًا لا يتجزأ من التراث الشعبي الفلسطيني، وبه تم توثيق الكثير من أبواب تراثه من قصائد ومجموعات شعرية وحتي الكتب، ما يجعله معينًا لا ينضب لفهم الثقافة الشعبية والتاريخ الفلسطيني.

    وبنظرة أكثر تدقيقا، لهوية الطبعة الاستثنائية من ذاك الإبداع الشرقي، نجد أن الزجل الفلسطيني نوع من الشعر الشعبي التقليدي، تميز بقوة التعبير والعاطفة والروح الوطنية.

    كما امتلك جذورًا عميقة في تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني، وقد تم تطويره وتناقلته الأجيال واحدًا تلو الآخر في صورة مدونة أحيانًا، أو شفاهة أحيانًا اخرى.. يوصف بأنه تقليد حي يُعبَّر عنه بالعربية العامية، يتسم بالتلقائية.. ومع أنه لا يتّبع القواعد النحوية للغة العربية الفصحى، إلّا إن له أعرافه الخاصة.

    وهو لغة خاصة يعبر بها المبدع الفلسطيني عن آماله وأحلامه وذكرياته وهمومه، عن الحب والهجر والمعاناة الإنسانية بشكل عام.. وكثير من أبيات الزجل أصبحت مخصصة لاحتفالات الخطبة والزفاف، يشتهر بأدائها فنانون وفنانات متخصصات في أداء هذا اللون الإبداعي الشعبي ذي الخصوصية الشامية والفلسطينية تحديدا..

    يتنوع في قوالبه، ما بين «السياسي» المقاوم للاستعمار.. إلى «الرومانسي» بشاعرية رصينة، متمسكة بطابع الحشمة في التعبير عن الحب والمشاعر الدافئة.

    وعلى الرغم من التحديات الكبرى التي واجهها، ويواجهها الشعب الفلسطيني، وتأثيرها على الثقافة والفن، إلا أن الزجل استمر نابضا بالحياة، مواكبا لمستجدات الأحداث، حيث واصل الشعراء المعاصرون إبداعهم وتجديد الزجل بأساليب ومواضيع تتناسب مع الزمان والمكان الحاليين.

    واستمرارًا لاستخدام الزجل للتعبير عن قضايا الهوية والانتماء والثقافة الفلسطينية.. واصل أدباء فلسطين، خط منظومات الزجل بروح معاصرة، مع الحفاظ على الأصالة ممثلة في أبجديات التراث الشعبي، حرصا منهم على دور الزجل ورمزيته التي تتسع لأبعد من حدود الكلمات، لتوثيق تاريخ الشعب الفلسطيني.

    وهكذا عبر عقود وعقود، أثرت الأحداث السياسية والاجتماعية في الأدب الفلسطيني عامة، وفي «الزجل» خاصة، في فترة الانتفاضة الفلسطينية في الثمانينات والتسعينات، انتشر الزجل كوسيلة لتوحيد الشعب وزيادة الوعي الوطني، ورمزًا للهوية والصمود والمقاومة.

    وكتب الشعراء الفلسطينيون قصائد تعبر عن الغضب والصمود والأمل في تحقيق الحرية والاستقلال.

    في فلسطين، تمتلك كل مدينة ومحافظة طابعًا ثقافيًا فريدًا، وهو ما يخلق تنوعا وثراء متجددا وفق كل قطاع من الأراضِ الفلسطينية..

    الخميس، 28 ديسمبر 2023

    احتفالات قبط مصر بأعياد الميلاد بميراث فرعوني وفاطمي

     

    احتفالات قبط مصر بأعياد الميلاد بميراث فرعوني وفاطمي


    سارة طالب السهيل
    28-12-2023 08:33 AM

    تضامناً مع غزة وأطفال غزة وما يحصل لهم من إبادة جماعية اختلف هذا العيد عن باقي الأعياد رغم انه عيد ميلاد يسوع المسيح الطفل الذي ولد في فلسطين و ذاق العذاب من صهاينة ذاك الزمان وكأنه مكتوب على أطفال فلسطين العذاب على يد الصهاينة منذ ذاك الوقت حين علق جسد المسيح الطاهر على أخشاب الصلب وانفطر قلب امه مريم العذراء عليه كما ينفطر قلوب أمهات أطفال فلسطين على من طردوا من ديارهم و عذبوا و قتلوا و هدمت بيوتهم عليهم ظلما وبهتاناً.

    قبل الاحزان الأخيرة كان في كل عام بمثل هذا الوقت تزدان الكرة الأرضية بأنوار الاحتفالات بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه وأمه مريم القديسة السلام، وتأخذ احتفالات الشعوب بهذا العيد مظاهر مختلفة تعكس ثقافتها وحضارتها شرقا وغربا من شجرة الميلاد والشموع والطقوس المختلفة، وربما الغرائبية منها.

    غير أن احتفال أقباط مصر بعيد الميلاد، وإن كان يشترك في الدلالة الروحية من حيث الصيام السابق على الأعياد أو الأناشيد والتراتيل الدينية، وتجهيز الفاخر من الثياب والطعام وجمع الأحبة والتصدق على الفقراء وتوزيع الهدايا، فإن الموروث الحضاري الفرعوني يكاد يطل برأسه في مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد بدءا من التقويم الفلكي القبطي الذي يحدد بموجبه احتفالاً بالعيد يوم 7 يناير مقارنة بالغرب الذي يحتفل به في 25 من ديسمبر، مرورا بأصل شجرة الميلاد لدى القبط وطبيعة الأطعمة التي يحرص مسيحيو مصر على تناولها ارتباطاً بالمعتقدات الروحية والدينية، والتي تستمر حتى عيد الغطاس التالي لعيد الميلاد المجيد.

    ولأسباب فلكية محضة - كما يقول القساوسة - فإن كنائس مصر تحتفل بعيد الميلاد يوم 7 يناير، دون يكون لذلك علاقة بالعقيدة أو اللاهوت أو الروحيات، فكنيسة الإسكندرية تسير على التقويم المصري القديم الذي يبدأ بشهر توت، وقد حددوا رأس السنة (1 توت) في يوم قران الشمس مع ظهور نجم الشعرى اليمانية، وهو ألمع النجوم في السماء، ويُسمى باليونانية "سيروس وبالمصرية بدت وبموجب هذا التقويم يبلغ طول السنة: (365 يوماً + 6 ساعات.

    تعتمد الكنيسة المصرية الأرثوذكسية التقويم القبطي الفرعوني في عبادتهم ومناسباتهم الدينية وهو مرتبط أيضا باستخدام فلاحي مصر له في الزراعة،
    وقد احتفظ الأقباط بالنظام الفرعوني للتقويم المصري على أساس السنة الشمسية ذات الـ 12 شهرا كل منها 30 يوما، ولم يأخذ التقويم القبطي بتصحيح التقويم الجريجوري للتقويم الميلادي؛ مما جعل ميلاد المسيح يوافق 7 يناير في التقويم القبطي 25 ديسمبر في التقويم الجريجوري.

    كما احتفظ التقويم القبطي بأسماء الشهور القديمة التي عرف بها التقويم الفرعوني منذ الأسرة الخامسة والعشرين في عهد الاحتلال الفارسي لمصر، وهذه الأشهر هي "1 توت – 2 بابه – 3 هاتور – 4 كيك – 5 طوبة – 6 أمشير – 7 برمهات – 8 برمودة – 9 بشنس – 10 بؤونة – 11 أبيب – 12 مسرى".

    **جذور شجرة والحضارة الفرعونية

    وشجرة الكريسماس التي يرجع أصولها إلى ال ق 16، لارتباطها بالمُصلح المسيحي البروتستانتي مارتن لوثر، الذي قيل إنه أضاف الشموع المضاءة إلى شجرة خضراء، يرى مؤرخي الأقباط، أن شجرة أوزوريس التي أحضرتها إيزيس هي أصل شجرة الحياة بالثقافة البابليَّة، وشجرة الميلاد بالثقافة الأوروبيَّة، ويتم في احتفال عيد الميلاد بالكنيسة إحضار هدايا للأطفال من شجرة الميلاد.

    وتعدد مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد لدى أقباط مصر بنكهة فرعونية، ومنها صنع كعك العيد الذي يعود حسب مؤرخي القبط، إلى "عصر المصريين القدماء، إذ ظهرت على جدران المعابد السيدات يحملن أطباق الكعك المنقوش.

    **الأعياد في العصر الفاطمي
    ازدهرت الاحتفالات بعيد الميلاد بكنائس مصر في العصر الفاطمي بالزينة، المشاعل والشموع الملونة بألوان زاهية وبالفوانيس، وحسب ما ورد بكتاب “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار” للمقريزي، فإن الاحتفالات في يوم الميلاد المجيد كانت عظيمة يشارك فيها المسلمون والأقباط على حد سواء.

    فالفوانيس كانت تعلق على أبواب المحال والحوانيت، والفقراء والمتسولون كانوا يسألون المارة التصدق عليهم بفانوس، ولهذا السبب صنعت فوانيس خاصة لهؤلاء يبلغ ثمنها دينار واحد فقط.

    واعتاد الفاطميون في يوم عيد الميلاد توزيع الطعام من سمك البوري، والحلوى مثل "القاهرية" المصنوعة من الدقيق وعسل النحل وخليط اللوز، وكذلك حلويات السمسمية والزلابية الشهيرة.

    ومن عادات عيد الميلاد أيضا اللعب بالمشاعل، وعمل العصيدة صباح يوم العيد بزعم أن من لا يفعلها ويأكل منها في ذلك اليوم يشتد عليه البرد طوال السنة، كما ذكر "ابن الحاج" بكتابة "مدخل الشرع الشريف على المذاهب".

    ويعقب احتفال عيد الميلاد، احتفال الأقباط بعيد الغطاس يوم 11 طوبة الموافق 19 و20 يناير، وهذا العيد هو تذكار المعمودية للسيد المسيح على يد «يوحنا المعمدان» في نهر الأردن، وتقيم الكنيسة احتفالاً بهذه المناسبة في ليلة العيد، ويُختتم بصلوات القداس الإلهي.

    ويرتبط عيد الغطاس بموروثات من الأكلات الشعبية مثل القصب والقلقاس والبرتقال واليوسفي، ويتغنون بها في أهازيج شعبية منها:

    اللي مايكل قصب يصبح من غير عصب "، و"اللي ما ياكل قلقاس يصبح من غير رأس"، "شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس"، و"ليلة النص لحمة ورز".

    وبحسب المؤرخين، فإن طقوس احتفال المسيحيِّين في مِصر بعيد الغطاس كانت تقام على ضفاف النيل بحمل المشاعل، ثم يغطَّسون في النهر بعد إتمام الصلوات وإلقاء الصليب المقدس فيه، ثم يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال.

    وصفها "المسعودي" ليلة الغطاس بأنها أحسن ليلة في مصر وأشملها سروراً، ولا تغلق فيها الدروب، ويغطس أكثرهم في النيل، ويزعمون أن ذلك أمان من المرض والداء.

    ويرتبط أيضا بعيد الغطاس صناعة فانوس الغطاس من الخشب على هيئة صليب، وفي جوانبه الأربعة توضع شموع مضيئة، وكانوا في مدينة «أخميم» يضعون بدلا من الشموع خشب الصنوبر الذي يضيء وتفوح منه رائحة جميلة، ويطوف الأطفال بالفوانيس في الحواري والمنازل ويغنون: ليلتنا صيصة بقرتنا ولدت عجيلة، وفي وشَّها نوَّارة تنور في كل حارة مسلمين ونصارى

    الأحد، 17 ديسمبر 2023

    ذوو الاحتياجات الخاصة عباقرة من نوع خاص

     

    ذوو الاحتياجات الخاصة عباقرة من نوع خاص


    سارة طالب السهيل
    07-12-2023 12:13 AM

     تحتفل الامم المتحدة يوم 3 ديسمبر سنويا باليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ، كما تحتفل به كل دول العالم شرقا وغربا لنشر الوعي بحقوق هذه الفئة من البشر ، والذي يشكلون ما نسبته 15% على مستوى العالم ، وحل مشكلاتهم ورعايتهم بالدمج الاجتماعي وبالتعليم المستمر وبمزيد من الانشطة التي تحفز طاقتهم وتساويهم بنظرائهم من الأناس العاديين .

    ينطبق وصف الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على أحد أشكال الإعاقة والعجز البدني ، و الحسي ، وضعف الإدراك ، والقصور الفكري ، والمرض العقلي والامراض المزمنة ، ويحتاجون لمجهود أكبر في التعلم والتوجيه والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية .

    ومنذ الاعلان عن هذا اليوم عام 1992 ، وتتكاتف جهود دول العالم في نشر الوعي الاجتماعي بأهمية رعاية هذه الفئة ، والكشف المبكر عنها منذ لحظة الميلاد وشهور سنوات الطفل الاولى بهدف التدخل السريع لعلاجها او التقليل من مخاطر أمراضها  وسرعة تعليم الطفل مهارات تناسب ظروفه الصحية وتسمح بسرعة دمجه بالمجتمع .
     يتيح الاحتفال بهذا اليوم فرصة تأكيد حقوق الطفل المعاق وتعزيز مساواتهم بنظرائهم العاديين ، وتطوير الأبحاث العلمية والداعمة لتحسين ظروف تعليمهم  وتأهيل من يصلح منهم لسوق العمل .

    وكل من في قلبه ذرة من انسانية ، يجد في الاحتفال بهذا اليوم فرصة للتعبير العملي للتضامن مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم يد العون لهم ، ومحاربة ما يتعرضون له من تهميش واستبعاد اجتماعي .

     للأسف ، فان الكثير من هذه الفئة ، تواجه مشكلة العزل الاجتماعي في أماكن العمل  والحياة الثقافية مما يؤثر سلبا على صحتهم العقلية والنفسية ، ولذلك ابتكرت المؤسسات الدولية سبلا للإقرار بحقوقهم والاعتراف بإعاقتهم كجزء من هويتهم التي تستحق التقدير والعون ، والكشف أيضا عن مواهبها وتطويرها ، فأقيمت بستينيات القرن الماضي أول ألعاب بار اوليمبية احتفالا بالإنجازات الرياضية للأشخاص ذوى الإعاقة وفي الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي أدخلت العديد من البلدان قوانين تجعل التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة أمرا غير قانوني .    

    وتطورت حقوق المعاقين بالقرن الحالي بخروج اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، وهى معاهدة لحقوق الانسان تم إنشاؤها من أجل حماية حقوق الأفراد ذوى الإعاقة .

    كفلت هذه الاتفاقية حق جميع الأشخاص ذوي الإعاقة في التمتع بنفس الحقوق مثل أى شخص آخر والعمل على كفالة عيشهم بكرامة بالمجتمع الإنساني ، وتواصلت الجهود الدولية لتقليص فجوة توظيفهم بالقطاعين الخاص والحكومي .  

    والحقيقة ، ان دولنا العربية طبقت هذه الاتفاقيات ، وعملت على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة بأشكال متعددة ، غير ان الكثير منهم حرم من هذه الحقوق في البلدان العربية التي تعرضت للتهجير او الحروب  ، كما في العراق وسوريا واليمن ، فلم يستطع أهالي المعوقين اللاجئين من دعم ابنائهم المصابين بالتوحد ، او أي اعاقة أخرى ،  ما لم تستطع المؤسسات الدولية المتخصصة تقديم  العون الصحي والغذائي والتعليمي اليهم  لظروف الحرب والتهجير والسكن بمخيمات اللجوء .

    كما ان ذوي الاحتياجات الخاصة في البلدان الفقيرة والمنخفضة الدخل يعانون كثيرا في الحصول على حقوقهم ومساواتهم بنظرائهم ، وهو ما يتطلب من المؤسسات الدولية زيادة الدعم الموجه لهم في البلدان الفقيرة والنامية ، وقيام مؤسسات المجتمع ورجال الأعمال الوطنيين بهذه البلدان بدورهم الانساني في توفير الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية لهذه الفئات ، فهم ضعفاء ، وقد أوصانا نبينا المصطفى صل الله عليه وسلم ، بل وجعل فيهم نصرة لنا عندما نحترمهم آدميتهم ونقدرهم ونساعدهم ، فقد قال صل الله  عليه وسلم “ انما تنصرون بضعفائكم “  .

    وقد سجل التاريخ الانساني العديد من عبقريات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، الذين تحدوا  اعاقتهم السمعية او البصرية او الحركية وابدعوا فنونا وحكمة وفكر وعلم بكل المجالات ، وأفادوا البشرية  بموهبتهم وعبقريتهم أكثر من آلاف الاصحاء ، ومن هؤلاء مصطفى صادق الرافعي ،  طه حسين  ،  ابو العلاء المعري ،  بشار بن برد ، عبد الله البردوني ،  اديسون ،  هيلين كيلر ،  جون ملتون وغيرهم الكثير .

    فلنجعل لهم الفرص و لنتقي الله بهم

    الخميس، 14 ديسمبر 2023

    لا تنسوا ضحايا العراق وغزة

     0 

    لا تنسوا ضحايا العراق وغزة


    سارة طالب السهيل
    14-12-2023 09:07 AM

    *في اليوم الدولي لإحياء ضحايا الإبادة الجماعية.. لا تنسوا ضحايا العراق وغزة

    بينما يحيي العالم احتفاله باليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية في السابع من ديسمبر الجاري ، فان هذا الجهد الانساني المبذول لحماية البشرية من هذه الجريمة يمثل وسام شرف على جبين الإنسانية اذا ما نجحت في تحقيقه بميزان عدل ودون الكيل بمكيالين كما يجري في عالمنا المعاصر بحق العديد من شعوبنا العربية التي تعرض الكثير منها لإبادات متنوعة.

    الابادة الجماعية  مصطلح صاغه المحامي البولندي رفائيل ليمكن ، في اربعينات القرن العشرين ليصفها بالتدمير المتعمد والمنهجي لمجموعة من الناس بسبب عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم أو أصلهم .

    فبعد المجازر التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية ، فان تأسيس الامم المتحدة في بداية نشأتها صنفت جرائم الابادة الجماعية كجريمة دولية في  اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع عام 1948 م ووضعت موضع التنفيذ 1951 م بعد مصادقة عشرين دولة ، وصلت  حتى الآن الي 153 دولة من  بينها الاتحاد السوفيتي عام 1954 والولايات المتحدة 1988 م ، ومن الدول العبية السعودية ومصر والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب وسوريا وتونس ، واستهدفت هذه الاتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها .

    حددت المادة الثانية من الاتفاقية  الإبادة الجماعية بمجموعة الجرائم المرتكبة  بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو وثنية أو عنصرية أو دينية بصفتها مثل قتل أعضاء من الجماعة ، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة ، إخضاع الجماعة ، عمدا ، لظروف معيشية  يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا ، فرض تدابير لمنع انجاب الأطفال داخل الجماعة ، ونقل أطفال من الجماعة ، عنوة ، الى جماعة أخرى .  

    وقد جرى التطبيق العملي  والقانوني الدولي لهذه الاتفاقية  عام 1998 عندما حكمت المحكمتان الدوليتان على مرتكبي الإبادة الجماعية في روندا بالسجن مدى الحياة ، وبينهما جان كمباندا الذي كان رئيس الوزراء في بداية عملية الإبادة  والذي اعترف بمسؤوليته عن إبادة المدنيين التوتسيين .    

    واذا كانت هذه الاتفاقية تستهدف معاقبة الافعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي او الجزئي لجماعة بشرية ، فان ما يجري بغزة اليوم من هدم وتدمير مبانيها ومساجدها ومشافيها ومدارسها وتسويتها  بالأرض في تدمير متعمد على مرأى ومسمع العالم كله بقصف جوي أسقط اكثر من 16 ألف شهيدا نصفهم من الاطفال ، فهذه جريمة ابادة جماعية متكاملة الأركان بحق شعب  مدني واقع تحت الاحتلال  .

    فكيف تنتصر هذه الاتفاقية المحترمة لحق هؤلاء الضحايا ،  كيف تحيي ذكراهم وتمنح ذويهم التعويض كما نصت بنود الاتفاقية ؟!!!

    ومن قبل غزة فان حصار العراق اقتصاديا قد تسبب في قتل مليون طفل عراقي لم يجد حليب الاطفال والدواء ، فاين حقوقهم من هذه الجريمة الدولية المتعمدة في ابادة هؤلاء الاطفال بالتجويع؟ ولماذا لم تعوض هذه الاتفاقية اهل ضحاياهم من الأطفال الابرياء .

    وأين ايضا تطبيق هذه الاتفاقية من ضحايا غزو العراق الذي حصد أرواح مليون نصف عراقي  وتدميره وهو البلد العربي الأصيل تدميرا جعله يعيش زمن العصور الوسطى حينها ، فمن عوض العراق عن هذا التدمير المتعمد ؟ ولماذا لم تقتص هذه الاتفاقية ممن استخدم اليورانيوم المخصب خلال الحرب ضد العراق  لتدمير البيئة تدميرا ليس له من دون الله كاشفة ، ولم يسع  جهابزة القانون الدولي او مطبقي الاتفاقية لمعاقبة المسئولين عن تدمير العراق وقتلة اطفاله وتدمير بيئته صحيا حتى قيام الساعة ؟

    وأين التعويض الواجب للعراق عن هذه الجرائم ؟!!!

     أظن ان العدالة قادمة في يوم ما ، لأن الانسانية ورجال القانون الشرفاء بالعالم لن يغفلوا عن حق شعوبنا في  معاقبة مجرمي الابادة الجماعية ، ورغم ان المجتمع الدولي لا يزال مصرا على الكيل بمكيالين فيما يخص الحقوق ، فان جرائم الابادة الجماعية لا تسقط بالتقادم ، خاصة وان  منع جرائم الابادة الجماعية معاقبة مرتكبيها صار قانونا دوليا ، يحق للشعوب المتضررة ان تستغل الظروف الدولية المناسبة لمناصرة حقوقها وتفعيل الاتفاقية والحصول على التعويض  .

    ومع احتفالنا بالذكرى ال 75 لهذه الاتفاقية ، فإنني أناشد باقي دول العالم التي لم تصدق عليها للإسراع في المصادقة عليها لدورها المهم والمنتظر في منع جرائم الابادة الجماعية وحماية البشرية فظائعها .

    الخميس، 30 نوفمبر 2023

    استثمار مقاطعة المستوردات

     

    استثمار مقاطعة المستوردات


    سارة طالب السهيل
    30-11-2023 08:12 AM

    الفرص تتفجر من بطن الازمات والكوارث، كما تتفجر الينابيع من باطن الأرض لتحيي الأرض بعد موتها، والحقيقة ان معظم أراضينا العربية تواجه شبه الموت الاقتصادي في العقود الاخيرة بفعل اعتمادنا على السلع المستوردة من الخارج في كل مفردات حياتنا اليومية من مأكل ومشرب ودواء  وتجميل وزينة .

    في المقابل هجرنا صناعتنا المحلية وجعلناها على الهامش، والأنكى من ذلك كله ان الكثير من الصناعات المحلية في أوطاننا العربية من شركات ومصانع تعمل بنظام الفروع للبراندات الماركات والعلامات التجارية العالمية مما جعلنا تابعين في اقتصادنا لهذه العلامات  .

    ومن رحم مأساة  غزة المحاصرة، تفجرت الفرصة لمناصرة شعبها الصامد على الأرض بسلاح مقاطعة شعوبنا  للسلع والمنتجات الغربية  لدعمها لسلطات الاحتلال الاسرائيلي في تدمير غزة وشعبها، وتوسعت حملات المقاطعة لإحياء البديل الوطني من المنتجات المحلية العربية .

    هذه المقاطعة  التي خرجت من رحم آلام شعب غزة ، وأدارتها الشعوب العربية  من بواعث أخلاقية ودينية وانسانية  تحتاج الى استغلال حكيم من جانب الحكومات والمسئولين ورجال الأعمال العرب وتوظيفها لدعم الاقتصاديات الوطنية من خلال ثلاث محاور هي :

    المحور الاول يركز على: التوسع في رقعة الانتاج الزراعي والصناعي العربي ، وضخ الاستثمارات الوطنية بهذين الحقلين بدلا من استثمار رجال الاعمال العربي أموالهم بالخارج .

    ويمكن لكل قطر عربي انتاج السلع التي يحتاجها شعبه من غذاء ودواء وصناعات وطنية بما يشجع الصناعة المحلية وبعثها حية مجددا كصناعات الملابس والاغطية والمفروشات والمنظفات والمطهرات وأدوات المائدة وغيرها، على ان يتم ذلك بخطط مدروسة وبعناية فائقة لتؤتي ثمارها بسرعة تحتاجها أوطاننا، على سبيل المثال لا الحصر، فالصمغ العربي  الذي يتواجد 70 % منه عالميا  بالسودان يمكن للتعاون العربي في استثماره عربيا بإدخاله في العديد من الصناعات كالطباعة وانتاج الطلاء ، والغراء ، ومستحضرات التجميل والعديد من التطبيقات الصناعية الدوائية والغذائية .

    والرمل المصري الموجود في سيناء يعد من أنقى انوع الرمل بالعالم ، وهو يمكن توظيفه في تصنيع أشباه الموصلات والسيليكون اللازم لتصنيع  الرقائق الاليكترونية .

    وتشتهر اليمن بزراعة البن وبعسل النحل الجبلي ويمكن تطوير هذه الزراعات والتوسع فيها وزيادة انتاجها محليا كسلع تنافسية تزدهر بها اليمن، ويمكن اقامة عدد من المشروعات الصناعية القائمة على منتجاتها محليا .

    المحور الثاني: يركز على استغلال سلاح المقاطعة في دعم الصحة  العامة بدولنا العربية، بالاعتماد على المواد الخامة الصحية المتوفرة في بلادنا مثل استبدال الصابون المستورد والمصنوع من مواد كيمائية بمكونات وطنية لإنتاج الصابون من الغار وزيت الزيتون مثل الصابون النابلسي ، واستبدال البيبسي كولا التي تحتوي كل علبة منها على ما يعادل عشرة معالق سكر ، بمشروبات محلية قليلة السكر ، وبذلك نمنع أمراض السكر و الضغط و الكوليسترول وتوابعها في بلادنا  فالمقاطعة لهذه المنتجات الضارة ستؤثر ايجابيا على صحة الناس، حتى انني شاهدت فيديو لرجل امريكي يؤكد وجود لحوم بشرية خاصة لأطفال في لحوم احد المطاعم العالمية المشهورة جدا والتي تم مقاطعتها حاليا بسبب دعمها الصريح للحرب على أطفال غزة.

    وأيضا التوقف عن شراء اللحوم المجمدة والمصنعة المستوردة من الخارج والتي لا نعلم طريقة ذبحها وفق الشرائع السماوية أم لا؟ ولا نعلم طريقها هرسها وفرمها بجلدها وعظامها أم لا ؟! والعودة لطريقة أهالينا في شراء اللحوم الطازجة من الجزار وفرمها أمام أعيننا لضمان سلامتها وجودتها الصحية .

    أما المحور الثالث : فيعتمد على قدرة رجال الاعمال الوطنيين في استثمار المقاطعة بضخ اموالهم في استثمارات زراعية وصناعية تقدم بدائل للمنتجات المستوردة وبجودة لها قدرة على المنافسة العالمية، وهو من شأنه ان يحفظ أموالهم داخل الوطن بدلا من استثماراها بالخارج وحمايتها من التعرض لمخاطر خارجية، ومن شأنه أيضا فتح مجالات عديدة من الانشطة التجارية الصناعية التي تستقطب الأيدي العاملة المحلية بما يقضي على البطالة، وايضا يقلص الاعتماد على العملات الاجنبية خاصة الدولار ، ويقوي العملات الوطنية  .

    في تصوري، لو أننا أحسنا استغلال سلاح المقاطعة على هذا النحو فانه بإمكاننا ان ندعم اقتصاداتنا الوطنية بما يقوي مركزنا السياسي في العالم الذي يتخذ من مصادر القوة الاقتصادية مرتكزا لقوته السياسية والعسكرية وفرض قراره على الدول النامية .

    ويجب الا نغفل أبدا عن حقيقة ان الصهاينة سيطروا على المجتمع الدولي بسلاح الاقتصاد والمال والاعمال ، وبسطوا ايديهم على السوق العالمي وفرضوا كلمتهم القوية عليها من خلال سيطرتهم على البنوك والصناعات .

    فعائلات روتشيلد و روكفلر ومورجان دوبونت وبوش وغيرها ممن يسيطرون على الاقتصاد العالمي هم انفسهم الذين يتحكمون في صعود المرشح الرئاسي لقيادة القوى العظمى الامريكية .

    من هنا يظل دعم اقتصاديتنا الوطنية ضرورة رئيسية في حماية أمننا الوطني والقومي ، ولدينا كل مقومات النهوض الاقتصادي مواد خام من غاز ونفط وذهب ومعادن وغيرها يمكن توظيفها في صناعات محلية تلبي احتياجات سوقنا العربي الكبير ، ويمكن ايضا الاستفادة من أبنائنا الذين تلقوا احدث نظم التعليم بالخارج وتوظيف علومهم في تطوير منتجاتنا الوطنية .

    أتصور ان صناعتنا الوطنية العربية ترتكز على أرضية صلبة من مقومات الصناعة الحديثة ، فالكثير من الدول العربية التي حققت طفرة في الصناعات الهندسية مثل الغسالات والثلاجات والمواقد وغيرها بأيدي وطنية ومستعينة بخبرة أجنبية ، وقد تشربت الأجيال العربية هذه الخبرة وباتت تطور عليها، ويبقي علينا توطين هذه الصناعات محليا وضخ  استثمارات وطنية في تطويرها  بجودة عالمية لتلبي احتياجات الداخل  العربي والباقي يجد طريقه للسوق العالمي، كما ان صناعة الدواء في الأردن صناعة يشهد لها العالم من تطور وتقنية عالية.

    ولابد من مواكبة التحول للإنتاج المحلي زيادة الاهتمام بالبحوث العلمية والصناعية وتوظيف نتائجها في تحقيق طفرة صناعية بأوطاننا العربية ، مع نشر الوعي الاعلامي التسويقي بالمنتجات الوطنية، والعمل في تغيير انماط الاستهلاك  والتسوق في دولنا العربية لكي تتسق مع المنتجات المحلية القومية .

    وتحقيق هذا الهدف الاسمي من نهوض صناعتنا واقتصاديتنا العربية مرهون بتوافر جملة من الشروط المهمة منها توافر دعم حقيقي من الحكومات والقطاع الخاص لتقديم منتج جيد الصنع وبسعر تنافسي .

    الأحد، 5 نوفمبر 2023

    تجريم معاداة العرب والفلسطينية مطلب شرعي

     

    تجريم معاداة العرب والفلسطينية مطلب شرعي


    سارة طالب السهيل
    05-11-2023 11:21 AM

    ظن المجتمع الانساني العالمي، انه قد عبر آلام الحربين العالميتين بكل ارهاصاتهما من فاشية ونازية وكلاهما يعليان من التعصب القومي، والعداء للأجانب من الأجناس الأخرى .

    هذه الأفكار التي انتصرت لأعراق بعينها على حساب تهميش وتحقير وإبادة شعوبا وأعراقا تراها أقل شأنا، ولا تزال تحيا في جنبات عالمنا المعاصر، واعتنق النازيون فكرة أن اليهود هم جنس منفصل وأقل شأنا، وهو ما عرف بمعاداة السامية العنصرية .

    العنصرية النازية الألمانية قادت الى اضطهاد وجرائم قتل جماعي لستة مليون يهودي وملايين آخرين، وورث الصهاينة هذه الأفكار المسمومة، وجعلوا من أنفسهم كشعب الله المختار، وما دونهم من الشعوب العربية بعامة والفلسطينية بخاصة الأقل حقا في الحياة والكرامة والحقوق، بل والأجدر بالزوال لبقاء شعب إسرائيل المختار !!!..

    وشرعن الصهاينة وفق هذا الميراث اغتصاب ارض فلسطين وتهجير وقتل شعبها بمجازر وحشية عبر عقود طوال ومارسوا بحقهم جرائم التعذيب والتطهير العرقي كما يجري اليوم بغزة المحاصرة بلا ماء وطعام ولا دواء، بينما دعمت أوروبا الفاشية والنازية والعنصرية وحشية الصهاينه بحق الفلسطينيين باعتماد قانون تجريم معاداة السامية لتحرر نفسها من عقدة جرائمها بحق الصهاينة. 

    نحن جميعا لسنا ضد اليهود كدين ولا ضد اليهودية كعرق ولا نعاديهم ولا نضطهدهم ولا نكرههم ولم نكن يوما ضد السامية بأي شكل من الاشكال، ولو ذكرت مذابح اليهود من الهولوكوست وغيرها امام اي عربي مسلم او مسيحي ستجده حزينًا محتجا متعاطفا مع اليهود وضد كل من يحاول تعنيف واضطهاد والاساءة الى اي انسان مهما كان جنسه وعرقه ودينه وهذا ما تربيت عليه طوال عمري وهذه القيم هي نفسها التي جعلتني اقف بصف المظلومين الفلسطينيين المدافعين عن ارضهم و بيتهم وحقوقهم بالعيش بأمان وسلام هم واطفالهم، ولكن كان بالمقابل الغرب هو من عادى واعتدى على اليهود قبل احتلالهم ارض فلسطين ومع ذلك بموجب قانون تجريم  معاداة السامية جعل رؤساء الغرب واعلامه يعطون لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها وهي دولة احتلال بعد مقتل 1400 إسرائيلي خلال هجوم حماس، في مقابل استشهاد قرابة 9488 شهيد بينهم 3900 طفل و2500 سيدة حتى اليوم في شهر واحد، بينما القانون الدولي يعطي الحق للفلسطينيين تحت الاحتلال حق المقاومة المسلحة للتحرر من الاحتلال، فإن ما فعلته إسرائيل بشعب غزة خالف كل شروط للدفاع عن النفس،فاستهدفت المباني المدنية والمستشفيات والكنائس والمدارس والمخابز وقتل مئات الأطفال، وإبادة عائلات بأكملها ، واستخدمت الفسفور الأبيض المحرم دوليا، وأسقطت ما يوازي ربع قنبلة نووية على قطاع غزة ، وفقا للمصدر الأورو متوسطي .  

    هل ما يحدث في غزة جريمة إبادة جماعية ؟ ..
    وقد ثبت للعالم كله اليوم ان إسرائيل تقوم بعمليات ابادة جماعية للشعب الفلسطيني خاصة في غزة للقضاء على العرق العربي بأرضها المقدسة ، تماما كما فعل النازيون باليهود في ألمانيا .

    ترافق العنصرية الاسرائيلية بحق الفلسطينية تجريدهم من انسانيتهم، كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي " بوآف غالانت " نحن نقاتل ضد حيوانات" كما شبهوا الفلسطينيين بالجردان أو الثعابين على حسابات السوشيال ميديا الإسرائيلية لتبرير إبادتهم أصحاب الأرض الأصليين .

    وكما تعاطف العالم مع اليهود عندما كانوا مستضعفين في الأرض ـ فإننا نطالب المجتمع الدولي والانساني والشرفاء في العالم من ساسة وقانونين ونشطاء حقوق انسان ومفكرين وفنانين ورياضيين ورجال دين مخلصين من كافة الأديان السماوية وغير السماوية في تبني حق الفلسطينيين في الدفاع عن انفسهم تحت الاحتلال ، وبسن قانون لتجريم معاداة العرب والفلسطينيين ، أسوة بقانون تجريم معاداة السامية .

    فعلى كل من خرج بالعالم كله من مظاهرات غطت ارجاء المعمورة تنديدا لقتل الاطفال والمدنيين بغزة، ان يترجم موقفه ذلك عمليا بتبني تجريم معاداة العرب الفلسطينيين، والضغط على حكوماتهم لجعل هذا المطلب المشروع واجب التنفيذ .

    الاثنين، 30 أكتوبر 2023

    مقاومة الاحتلال حق كفله القانون الدولي والإنساني للشعب الفلسطيني

     

    مقاومة الاحتلال حق كفله القانون الدولي والإنساني للشعب الفلسطيني


    سارة طالب السهيل
    28-10-2023 12:37 AM

    قلبي انفطر وروحي تمزقت أشلاء من مشاهد الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني بغزة المحاصرة، وكل شريف في العالم وبقلبه ذرة من إنسانية أيا كانت ديانته أو ثقافته أو توجهه الفكري لا يستطيع الاستمرار في مشاهدة المجازر الوحشية الإسرائيلية بحق الأطفال الرضع والأمهات الثكالى للأزواج والأبناء والبيوت التي تهدمت والأجساد المتفحمة.

    لا أستطيع التعبير نسيان مشهد جنين في بطن أمه يسلم من الوحشية الإسرائيلية، فخرج لحظة قصف عشوائي شهيدا قبل أن يرى نور الحياة، ناهيك عن قطع المياه والكهرباء ومنع الدواء وفرض الحصار ومنع دخول المساعدات الغذائيـــة والطبية.

    ومع كل هذه المجازر التي رآها العالم بأم عينه، فإن رموز بعض القوى الدولية تطالب بقتل شعب غزة وإبادتهم بوصفهم إرهابيين حاولوا طبقا لما كفله لهم القانون الدولي والإنساني مقاومة الاحتلال والتحرر من ربقته وإنقاذ أبنائهم من السجون الإسرائيلية.

    إن قرار الأمم المتــحدة رقم 181 لتقسيــم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام 1947، الذي فرض علينا، قد ضمن إقامة دولة يهودية على مساحة 54%، ودولة عربية على مساحة تقدر 44%، فيما وضعت مدينتا القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية لأسباب دينية.

    ورغم أنه تقسيم غير عادل منذ البداية، فإن الأمم المتحدة لم تستطع حماية الحق الفلسطيني حتى في المساحة التي حددتها، والقانون الدولي لم يحم الفلسطينيين تحت الاحتلال من جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل.

    بل إن المجتمع الدولي الذي يتشدق بالحقوق والحريات، قد تكتل ضد الشعب الفلسطيني عام 2012، ومنعه من حقه في الحصول على دولة بصفة مراقب عبـــر تصويت مخجل بالأمم المتحدة، تحولت فلسطين إلى دول تحت الاحتلال.

    وعجزت نصوص القانون الدولي العام والإنساني في حماية المرأة والطفل والمواطن المدني في الأمان والمسكن ودور العبادة، بفعل استمرار جرائم الاستيطان والتهجير القسري والاعتقالات للفلسطينيين الحروب المستمرة بمناطق مختلفة من فلسطين، وعلى رأسها غزة المحاصرة.

    إن شعبنا الفلسطيني في غزة يتعرض لأبشع أنواع الجرائم التي تكاد ترتقي لمستوى التطهير العرقي، وهو ما يعطيه بالقانون الدولي حق الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل.

    فقد كفلت اتفاقية لاهاي عام 1907 تنظيم عمل حركات المقاومة، وتنص على أن يكون لها رئيس وشعار، وأن تحمل السلاح علنا، وتتقيد بأعراف وقوانين الحرب.

    وأعطى القرار الأممي رقم 3236 الصادر بتاريخ 1974 للشعب الفلسطيني الحق في استخدام كافة الوسائل لنيل حريته المتاحة بما فيها الكفاح المسلح، ويسري ذلك على قطاع غزة وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة.

    إن أطفال غزة يواجهون صنوفا عدة من الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة التي تنال من حقوقهم الأساسية كأطفال، فالكثير منهم رهن الاعتقال، والخوف من هجوم إسرائيلي مباغت على قراه، وبعضهم لا يجد علاجا كافيا أو مسكنا آمنا أو تعليما كافيار طعامًا وافيًا أو ماء او كهرباء، بل إن الكثير منهم راح ضحية الاعتداءات الغاشمة على مساكنهم، وفقد الحق في الحياة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، بمـا يخالف حقوق الطفل في القانون الدولي والإنساني العام.

    وأطفال غزة بصفة خاصة حرموا من البيئة الآمنة لنشأتهم نتيجة استمرار الحصار واستمراره 17 عاما، وشهدت خلالها أربع حروب عدائية إسرائيلية على غزة جعلت الأطفال يشعرون بخوف دائم.

    ورغم أن اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاها الإضافيان لعام 1977 توفر حماية خاصة لصالح الأطفال خلال النزاعات المسلحة بصفتهم مدنيين تشمل هذه الحقوق توفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم في مناطق النزاع، ومعظم هذه السوق يحرم منها الطفل الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم.

    فهم يعيشون خوفا دائما وحرمانا من الحلم والأمل في المستقبل حتى تعليمهم و طموحهم المهني مرهون بالأوضاع السياسية والأمنية

    فهم يكبرون قبل أوانهم و يشيخون اطفالا وكما قال احد اطفال غزة نحن اطفال غزة لا نكبر لأننا نموت اطفالا تحت القصف والقتل والاعتداء والاعتقال ولم يسلم من هذه الحرب الشعواء الظالمة إنسان ولا حيوان ولا شجرة ولا ثمرة.

    أين مدعو الإنسانية والمدافعون عن حقوق الطفل وحقوق المرأة؟

    وأين المتابعون للبيئة من الانتهاكات التي طالت الأرض والتربة والشجر، وقتلت حتى الحيوانات والطيور؟؟؟

    تدفع المرأة الفلسطينية ثمنا باهظا تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي من أمنها وسلامتها وصحتها وفقا لقرار مجلس الأمن 1325 الخاص بتعزيز دور المرأة في تحقيق الأمن والسلام في العالم، وهذا لا يتحقق دون تمتع المرأة بالاستقرار في بيتها ورعايتها صحيا وتعليميا، غير ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجرد المرأة الفلسطينية من هذه الحقوق فتهجر، وتنقل قسريا من موطنها، وذلك بالمخالفـــــــة للمادة 9 مـن قرار مجلس الأمن واتفاقية جنيف الخاصة بالمدنيين في أثناء الصراعات المسلحة.

    وأيضا المادة (11) من القرار التي تصنف التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية، فإن المرأة الفلسطينية تعرضت لهذه الجريمة التي توجب المحاسبة الدولية لإسرائيل على جرائمها.

    المرأة الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال والاعتقال و اعتقال الابناء و ترويعها في منزلها وتفتيش المنازل الخاصة دون مراعاة الخصوصية و الراحة والامان و النفسية

    هذه المرأة الصامدة ان لم تمت هي مدافعة عن بيت اجدادها مات ولدها شهيدا امام عينيها وممنوعة من البكاء او الشكوى

    ينتهج الاحتلال الإسرائيلي نظاما قمعيا ينتهك كافة الحقوق الدولية المشروعة للإنسان في فلسطين المحتلة من قتل وتدمير المنازل في جرائم حرب بحق مدنيين عزل، وقمع حرية الفلسطينيين في تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها.

    وتفرض إسرائيل إجراءات الإغلاق والقيود التعسفية على حرية التنقل، والمبالغة في احتجـــــاز الفلسطينيين رهن الاعتقال الإداري لأكثر من 14 عامًا، واستمـرار التعذيب، وفرض قيودًا على حق الفلسطينيين في العمل، والتوسع في الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية بالقوة الغاشمة.

    صحيح أن لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية تعتبر احتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، فإن القانون الدولي والإنساني كفل للفلسطينيين حقوقا أخرى كثيرة كحق المسكن اللائق والأمن والعمل والتعليم، بينما لم يستفد الفلسطينيون من هذه الحقوق الدولية شيئا، ظلت إسرائيل تنعم بالإفلات من العقاب بدعم حلفائها الدوليين.

    أما اليوم، وبعد ثبوت جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين بغزة، فلا بد أن يتوقف المجتمع الدولي عن سياسية الانتصار للمعتدي على حساب الضحية، والتوقف الفوري عن اتهام شعب واقع تحت الاحتلال بالإرهاب، وهو يدافع عن حقه الإنساني والقانوني والدولي في التحرر والدفاع عن نفسه وأرضه وحقه في الحياة، وعلى واضعي القانون الدولي أو حقوق الإنسان أن يجعله محلا للإعراب ومتحققا على أرض الواقع بدلا من أن تكون نصوصاً قانونية لا تستحق ثمن الأحبار التـي كتبت بها.