الاثنين، 28 أكتوبر 2019

فوضى كوندليزا رايس .. طعم ابتلعته شعوبنا لتفتيت وحدتها

 اشتعال الحروب الداخلية في عالمنا العربي ناتج عن اعادة بعث الاثنية العرقية والطائفية المذهبية، وباستخدام ورقة الارهاب الداعشية وغيرها التي زرعتها المخابرات العالمية وجعلتها خنجرا مصوبا في صدر الشعوب العربية.


فالفتن تجتاح عالمنا العربي وكأنه اعصار تسونامي يهدر دماء الاف الابرياء ويشرد الملايين ولايزال في عنفوانه فيهجم العراق ومن بعده سوريا واليمن وليبيا في فخاخ التشرذم العرقي والتحارب على تفتيت كيان الدولة الممزق.

وما ان تفيق الشعوب من دوامة الدم المهدر في بحار مصالح القوى الكبرى، فتنطلق صيحات المصالحة للحفاظ على كيان الدولة حتى تتم تصفية اي رجل عربي يقول كلمة الحق ويسير في طريق الاصلاح.

وهو ما حدث مع عمر اشكال القيادي الليبي الذي تمت تصفيته على ايدي الجماعات المتطرفة، بعد ان قدم مقترحا لحل أزمة بلاده عبر المصالحة بين القبائل الليبية ووقف الاقتتال، ومباشرة الحوار، ووضع أسس لنظام حكم البلد يناقشه الجميع ويقره الشعب.

فهل هذه صدفه ان يتم تصفية كل من يملك حلول او حتى العمل على قتله سياسيا و إعلاميا اعتقد ان الأمور مرتبطة
بات جليا لشعوبنا ان الفوضى العارمة التي نعيشها منذ سنوات كانت تنفيذا عمليا للفوضى الخلاقة التي قالت بها كونداليزا رايس، انها حلم الديمقراطية والحرية التي تمنحها لنا الولايات المتحدة الامريكية كشعار مقدس تتوق اليه شعوبنا في مواجهة فساد وطغيان الحكام وديكتاتورياتهم.

هكذا بلعنا الطعم ووقعنا في افخاخ شياطين العصر في تحقيق اهدافهم بشرق اوسط جديد يبتلع بترول وغاز المنطقة ويقوض قدراتها الاقتصادية ويستنزف مواردها لعقود طويلة بصفقات سلاح نتحارب بها فيما بيينا ولا تبقي من دولنا الا كيانات عرقية قد يكون ولائها للقوى الكبرى حتى تضمن بقائها واستمرارها، ولا هناك دولة قادرة في المنطقة على التمدد و التماسك سوى اسرائيل.

ففتنة الطائفية الجارية في بلادنا العربية هي الحرائق المشتعلة باسم السنة والشيعة هي سند رئيسي لتحقيق اهداف الحقبة الاستعمارية القادمة في ثوبها الجديد، فبينما تساند امريكا الدول السنية ـ فان روسيا تقف على شاطئ الشيعة وكلاهما يستند في موقفه الى الحق الذي يراد به باطل " محاربة الارهاب " عبر تنظيم داعش
فالقوى الكبرى أحالت بلادنا الي ساحة معارك دامية مدججة بأحدث انواع التسليح بدعوى محاربة داعش الارهابي بينما تقدم لداعش كل انواع الدعم الفني والسلاح ليكون حصان طروادة وتبتلع به منطقتناعبر التفتيت والتقسيم الذي سبق وان حذرنا منه مفكرنا المصري الراحل عبد الوهاب ألمسيري حين قال " إن الإستراتيجية الغربية تجاه العالم الإسلامي تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه

بعد هذه الحقائق الدامغة الا يجب ان نلتقي وحدة البيت العربي الذي لا يفرق بين سني وشيعي؟

الخميس، 10 أكتوبر 2019

تعذيب الاطفال جريمة وحشية تتطلب قوانين عالمية رادعة

 ادمى قلوبنا مشهد ڤيديو لأب عربي مقيم بالرياض وهو يضرب طفلته الرضيعة ويعذبها وسط تعالي صراخها وفزعها. هذا المشهد الوحشي الشرير اللاانساني للأسف يتكرر في كثير من البيوت العربية بعيدا عن أعين المجتمع وقد يفضي بالصغار الى الموت.


وتفزعنا الصحف يوميا بوقائع عن تعذيب وحشي بحق الاطفال الصغار سواء على أيدي ذويهم أوجداتهم أو زوجة الاب أو زوج الام في جرائم مفزعة تقشعر لها الأبدان، بل ان الاعتداء الجسدي بحق الاطفال من جانب اخوالهم او أقاربهم بات ظاهرة متكررة تؤكد افلاسنا الاخلاقي والديني والانساني.

بينما تقف العقوبة القانونية لمعذبي الاطفال عاجزة عن ردع المجرمين ووقف وحشيتهم، فالعقوبة المنتظرة بحق الاب العربي بعد تعذيب طفلته الرضيعة بالسعودية هي السجن لمدة لاتقل عن شهر، ولاتزيد عن سنة، وبغرامة لاتقل عن 5آلاف ريـال، ولا تزيد على 50 ألف ريـال!!!

والطفلة جنة المصرية الاقل من خمسة سنوات تلقى حتفها متأثره بتعذيب جدتها بالمستشفى بعد ان بترت ساقيها واصيب جسدها النحيل بالعديد من الحروق في الظهر والحوض و اماكن عدة .

وقد يعاقب الجناة بالمادة 96 من قانون الطفل  المصري بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عن 5000 جنيه وحبس ستة أشهر!!!

أما اذا اثبت تشريح جثة الطفلة جنة تعرضها للاغتصاب على ايدي خالها قبل ان تتولى جدتها ازهاق روحها للتستر على جريمة ابنها، فان العقوبة المنتظرة بحسب المحامين هي الاعدام للجدة والابن المغتصب للصغيرة.

وكذلك دفعت الطفلة " رهف " العراقية ابنة الـ 7 سنوات  روحها ثمنا لوحشية زوجة أبيها بعد ضربتها على رأسها بآلة حادة تسببت بنزيف في الدماغ!  وقد تقع على زوجة الاب عقوبة الاعدام بتهمة القتل العمد، وقد تعاقب بالسجن 20 عاما بتهمة الضرب المفضي الى الموت؟

اللافت، ان معظم الدول العربية لا تعاقب معذبي الاطفال بعقوبة راداعة الا في حالة واحدة وهي موت الطفل الضحية اذا ثبت للمحكمة نية القصد في القتل، أما باقي جرائم تعذيب الاطفال فيحكمها قوانين تنص على إباحة التأديب شرعا مما يتيح لاولياء الأمور انتهاك حرمة الصغار وتعذيبهم بحجة التأديب، وعقابهم على جرائمهم بحق الصغار بعقوبات مخففة جدا.

وتعذيب الاطفال منتشر في العالم  كله، وهو ما وثقه كتاب quot;ألمانيا تعذب أطفالهاquot;  للبروفيسور ميشائيل تسوكوس ، موضحا أن 160 طفلًا يموتون سنويًا بألمانيا نتيجة تعذيب ذويهم، وان أكثر من 200 ألف طفل يتعرّض للتعذيب الشديد والضرب.

الطفلة الالمانية " ياغمور3 سنوات  " نموذج لعنف الولدين وعانت من كسور وكدمات وجرى علاجها اكثر من مرة في المسشتفيات بينما أفرج القاضي عن الوالدين، وبعد مرور ثلاثة أشهر على اعادتها لوالديها ماتت الطفلة متأثرة بتعذيب وحشي ونزيف داخلي !!!

اؤكد ان المجتمع الدولي مطالب بسن تشريعات عقابية رادعة تقتص من معذبي الاطفال  تصادق عليها دول العالم لحماية الطفولة من العذاب الوحشي والموت، دون النظر لمزاعم ان اهالي الاطفال مدمنين او مرضى نفسيين .

أتمنى ان تنشئ بلادنا العربية مؤسسات لفحص أهلية الازواج للانجاب و تربية الصغار  ومن لا ينجح لا يسمح له بالإنجاب والتربية لانه محتاج يربي نفسه قبل ان يخرج لنا أجيال مدمرة نفسيا.