الأحد، 24 يناير 2016

أحلام غيرت حياة أصحابها بقلم الكاتبة سارة السهيل

أحلام غيرت حياة أصحابها 
بقلم الكاتبة سارة السهيل


أنا أحلم إذا أنا موجود .... فكل منا له طموحات يسعى جاهدا لتحقيقها على أرض الواقع وقد يساعدنا الله تعالى في بلوغ بعض هذه الطموحات التي طالما استغرقت فترات يقظتنا وشغلت كل مراكز التفكير لدينا.

وبعد جهد كبير من إعمال العقل طوال اليوم نخلد للراحة ونذهب للنوم معتقدين أن طموحاتنا قد دخلت هي الأخرى معنا في سبات عميق، ولكننا نفاجأ بطموحاتنا تكبر وتكبر وتدخل في فضاءات لانهائية خاصة عندما تسبح أرواحنا في ملكوت الخالق لا يعجزه شيء ولا يوقف عطائه وفيضه علي مخلوقاته أي شيء فنرزق الرؤى والأحلام التي ربما قد تدخل البهجة علبي نفوسنا أو ترسل رسائل لتحذرنا من شر قادم أو تأتي بأحلام تغير مجرى حياتنا .

فالقديس بولس لم يكن يتوقع بأن حياته أن تنقلب من اليسار إلى اليمين تماما بسبب حلم رآه في منامه!! وأن ما يراه المرء وهو مغمض العينين ربما يكون وقعه أقوى وأشد مما يراه وهو مفتح العينين، وهذا لا ينطبق على الأحلام والمنام فحسب بل يمتد إلى أحلام اليقظة أو مناجاة الروح أو حديث القلب .

فبعد أن كان بولس (شاؤول) يهوديا متعصبا يحارب أتباع المسيح ويتهمهم بالكفر والزندقة ورغم معاصرته للسيد المسيح عليه السلام إلا أنه لم يلتقه، حيث ولد في تركيا وروماني الجنسية ولكنه أكمل دراسته في القدس، فهو الذي أقام المسيحية بعد المسيح حيث أنه كان مبشرا للديانة المسيحية بما كتبه من كتب قيمة لأصول الشريعة المسيحية، وهو الذي ألف وحده 14 سفرا من أصل 27 سفرا من كتاب العهد الجديد ....

ومن منا لا يعرف حلم يوسف عليه السلام عندما رأى في منامه أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له يسجدون وقد علم أبو يوسف (يعقوب عليه السلام) بأن ولده سيكون له شأن عظيم فخاف عليه كثيرا ولذلك طلب من إخوته حمايته، ولكنهم غاروا منه وحقدوا عليه إلى أن ألقوا به في البئر وأخذته القبائل وأهدته لامرأة العزيز لتربيه وتسلسلت الأحداث إلى أن أصبح يوسف صاحب منصب كبير في مصر وتحقق حلمه إلى أن أتى إخوته يطلبون رضاه وتفسر حلمه. وبمناسبة الحديث عن سيدنا يوسف سأذكر أمرا ربما خارج الموضوع قليلا وهو أن قميص يوسف الذي أعاد النظر لأبيه الذي فقد بصره حزنا على ابنه القريب إليه قد اكتشف طبيبا مسلما سر هذا القميص وهو من الإعجاز العلمي في القرآن وفي ديننا العظيم وقد اكتشف الطبيب تأثير العرق على البصر بطريقة ما واكتشف طريقة لتركيبه كيماويا بقطرات يمكن قطرها في العين للاستشفاء بها.

قد عرف ابن سيرين كأشهر مفسري الأحلام بالقرآن الكريم، وبالتاريخ الأحدث نجد أن كتاب (تفسير الأحلام) لفرويد 1900 كان مهما في هذا المجال أيضا.

ولاشك أن بداخل كل منا أسئلة حيرى حول ما نراه في منامنا من أحلام ورؤى قد يعجز عقلنا البشري في فهم ألغازها ورموزها، وربما قد نجد بعض التفسير لهذه الحالة التي تنتابنا في منامنا عند أبو عبد الله المازني عندما قال (الرؤيا في أن الله يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان)، بينما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (إن الرؤيتان إن احدهما حق والأخرى أضغاث فإن في بني آدم روحين فإذا نام خرجت روح فأتت الحميم والصديق والبعيد والقريب والعدو فما كان منها في ملكوت السموات فهي الرؤيا الصالحة وما كان منها في الهواء فهي الأضغاث وأما الروح الأخرى فللنفس والقلب).

وقد روي أيضا أن أحد الأمراء رأى في منامه أن أسنانه كلها اقتلعت إلا واحدا فطلب من يفسر له ما شاهده، فقال له المفسر: يموت أهلك كلهم ثم تموت بعدهم فأمر الأمير بتأديبه ثم عرض منامه على مؤول آخر فقال له أنت أطول أهلك عمرا فأمر بإكرامه بالرغم من أن التأويل واحد، ولكن الأسلوب كان أذكى وألطف .

وفي النهاية تبقى حقيقة واحدة أن حياتنا لا تتوقف عند النوم بل تمتد وتتواصل ولكن في عوالم أخرى ربما تكون أكثر رحابة وصدقا، وربما تفاجؤنا رؤى تغير مجرى حياتنا للأفضل والأجمل.

مؤسسات المشي في الجنازات بقلم الكاتبة سارة السهيل


مؤسسات المشي في الجنازات 
بقلم الكاتبة سارة السهيل


الإدمان عنف نفسي اجتماعي يدمر الفرد والمجتمع .. سارة السهيل

الإدمان عنف نفسي اجتماعي يدمر الفرد والمجتمع ..

 سارة السهيل




تتسع دائرة العنف الانساني لتشمل العنف المدمر لصحة الانسان عبر ما يعرف ب " الادمان " وهو يعني اعتياد الانسان في سلوكه اليومي على شيء ما ولا يستطيع الاستغناء عنه فيدمر صحته او أسرته او مجتمعه دون ان يهتم المدمن بالأثار الخطيرة التي يترتب عليها ادمانه من امكانية ارتكابه لكل اشكال العنف وصولا للسرقة والقتل.
ولا يقتصر الادمان ـ كما هو معروف في الاوساط الشعبية لدي مختلف الأمم بأنه ادمان التدخين والمخدرات والكحول وما شابه، لكنه يتسع ليشمل لإدمان على العمل كما في اليابان. وكذا الإدمان على الكومبيوتر ، الإنترنت، القمار، وهناك ايضا ادمان السفر والسهر ، والادمان على الدراسة.
في تحليل علماء النفس لاقبال الانسان علي الادمان، فانهم يرون ان المدمن يعتقد ان الإدمان أيا كان نوعه هو عقار قادر علي ان يمنحه سعادة مؤقتة، وان التوقف عنه يصيبه بالالم والاكتئاب فيعود اليه مستسلما حتى ولو أفضى الي موته.
ومن هنا فان للادمان  بكافة أنواعه تأثير مدمر على الصحة العضوية والنفسية للمدمن، وأيضا على نواحي حياته الإجتماعية والأسرية والعملية. كما يسبب إنحلالاً في الشخصية وانحرافاً وخللاً في المبادئ الأدبية.
الادمان في العصور السحيقة
الغريب في الامر ان معرفة الإنسان بالمواد المخدرة ترجع لأزمنة سحيقة ،حيث دلت النقوش على جدران المعابد والكتابات على أوراق البردي المصرية القديمة الأساطير المروية تدل علي المعرفة بهذه المواد المخدرة. كما كان فالهندوس كانوا يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط  ثم تستخرج منه باقي الآلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون به الحشيش.
أما قبائل الأنديز فقد انتشرت بينهم أسطورة تقول بأن امرأة نزلت من السماء لتخفف آلام الناس، وتجلب لهم نوماً لذيذاً، وتحولت بفضل القوة الإلهية إلى شجرة الكوكا.
جهود علمية
 يحاول العلماء  فك شفرة  "لغز" إدمان الكحول والمخدرات وعلاقته بالجينات بعد أن أظهرت دراسة أجريت على الفئران أن الجزء الذي له علاقة بالإدمان في المخ ينتج مواداً تشبه المورفين تسمى "إندورفين" استجابة لتأثير الكحول أو الكوكايين أو الأمفتامين . وقال الباحثون :  "إن الإندورفين ربما يكون السبب الذي يروِّض الدماغ ويجعله مدمنا أو محتاجا إلى هذه المواد.
بينما يقدم فهم عمل كيمياء المخ وعلاقتها بإدمان المخدرات والكحول لنا ضوءا جديدا، حيث  تشير الأبحاث إلى أن هناك جزئين مختلفين في المخ مسؤولين عن "الميل أو الرغبة" و"الحاجة" إلى تعاطي هذه المواد . ويعتقد الباحثون أن العقاقير المدمنة تـُنشط بصورة أولية جزء "الحاجة" في المخ . ولهذا السبب يمكن أن تـسبب المخدرات درجة عالية من العوز والرغبة الشديدة عند تعاطيها.كما أشارت الأبحاث إلى أن الناس يقبـلون على تعاطي المخدرات من أجل إثارة وتنشيط ميكانيكية المخ وذلك للحصول على لحظات من المتعة و"الكيف" والإشباعأو بعبارة أخرى، يتعاطى الناس المخدرات للحصول على المتعة رغم العواقب الوخيمة الناتجة عن تعاطيها.
جرائم عنف الادمان
في عصر العولمة انتشرت  ثقافة المخدرات بين الشباب بشكل كبير، مما دفع منظمة الصحة العالمية للتحذير من أن الإدمان على الكحول والمخدرات من أكثر المشاكل الصحية التي سوف تواجه البشرية، وهي واحدة من أبشع الأمراض النفسية التي تقود إلى الانحراف والجريمة بشكل سريع .
وأكدت الاحصائيات أن 77% من المدمنين مدانين في جرائم مختلفة من العنف  ما شاهدته المجتمعات العربيه والغربيه على السواء، حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة جرائم العنف فى المجتمع من سطو مسلح وسرقة واعتداءات أخلاقية
علامات المدمن
ولما كانت ظاهرة انتشار المخدرات اكثر تعقيداً والأكثر خطورة على الإنسان والمجتمع، و تعاني منها الدول الغنية والفقيرة على السواء ، فقد أجمعت كل دول العالم على اختلاف سياساتها ومعتقداتها على محاربة هذه الظاهرة، من خلال مكافحتها عالمياً. وتنظيم البرامج والمؤسسات المعنية بعلاجها، و عقد المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية .
ورصد العلماء اعراض عديد تصاحب الشخص المدمن  فيكفي ظهور عرضين او أكثر لتحديد ان الشخص يعاني من مشكلة الادمان منها الكذب بسبب وبدون سبب وعدم تحمل المسئولية ، وشرود الذهن وضعف القدرة علي التركيز والانتباه، والأنانية، وصعوبة التحكم في الانفعال. وكذلك التخلي عن معظم القيم والمعايير وتبني قيم جديدة، والعصبية الزائدة أو الانفعال السريع وغير المناسب، وعدم الثقة فى النفس مع شعور بالعظمة، بجانب سلوكيات عدوانية وكراهية للمحيطين به والمجتمع .
أسباب الظاهرة
ارجع علماء النفس والاجتماع وقوع الانسان في براثن الادمان الي العديد من العوامل  النفسية ولاجتماعية أو الاقتصادية، منها عدم الوعي بكيفية استخدام العقاقير ومخدراتها وآثارها السلبية، وضعف الوازع الديني، التفكك الأسري، والفراغ،  تقليد الغير وضعف الشخصية، حب الاستطلاع والرغبة في إثبات الذات أمام الغير، ورفقاء السوء، والاعتقاد الخاطئ بأن الإدمان يخفف الوحدة والاكتئاب.
أنواع الإدمان
ورغم تعدد اشكال الادمان، فان العلماء يحصرونه في نوعين احداهما كيمائي والاخر سلوكي  فالإدمان الكيميائيّ من تعاطي الكحول والمخدرات على أنواعها وأبرزها الهيروين والكوكايين، وتعاطي أدوية الأعصاب والمهدئات من مشتقات البنزوديازيبين . وأما الإدمان السلوكي التصرفي، فينقسم إلى إدمان القمار أي الميسر، إدمان التسوّق لدي المرأة، إدمان التلفزيون، إدمان الانترنت والإدمان الجنسي .
وعلي الصعيد البيولوجي، فقد أثبتت الدراسات أن أنواع الإدمان كلها تعمل على منطقة معينة من الدماغ هيCircuit de Recompense وتعمل بالتالي على مادة الدوبامين التي تولد الشعور بالإرتياح في الدماغ.
علاجات متنوعة
ولأن عنف الادمان تمتد آثار جرائمه علي الفرد والاسرة والمجتمع معا، فان علاجه ومن قبل ا لوقاية منه لابد وان ينطلق من استرتيجية تعمق الايمان داخل النشئ بما يوفره الايمان من طمأنينة وسلام نفسي، ويصاحب ذلك الدور الكبير للاباء في تشكيل وعي الابناء بمخاطر الادمان
وتنمية ثقة الأبناء والشباب بأنفسهم، وتحصينهم بسلاح الدين والأخلاق . مراقبة الآباء لزملاء أبنائهم، حتي يتجنبوا رفاق السوء .
ولا شك ان المؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية والاعلامية لابد وان تنهض بدور فعال في جذب الشباب للثقافة المفدية والانشطة الترفيهية والرياضية التي تسهم بناء شخصايتهم، مع عقد برامج ودورات حول كيفية التعامل مع الأطفال الذين لديهم مهارات اجتماعية ضعيفة أو سلوك عدواني وتعريفهم بالضغوطات السلبية لكي يتمكنوا من تجنبها.
علاج المختصين
غير ان الخبراء المتخصيين في معالجة الادمان، يرون انه  إذا كان مسبّب الإدمان هو حالة مرضيّةلعلاج إدمان المخدرات، فيتم الفطام داخل المستشفى عبر إعطاء مواد خاصة كي ينام المدمن ولا ينفعل، كما يتمّ تنظيف الجسم من دون خلق ردات فعل  وجسدية سلبية، ثم يحال المرء إلى مركز إعادة تاهيل . أما لمدمن الكحول، فيكون الفطام دقيقاً منعاً للتسبب بحالات صرع دماغية. كما تجرى في المستشفى فحوص للجسم والكبد خاصةً، ثم يحال لإعادة التأهيل. ويبقى أنّ مدمن المهدئات يخضع أيضاً لمرحلة الفطام في المستشفى لكن لا وجود لإعادة تأهيل، بل يتم العمل مع معالج نفسيّ Psychotherapist لتخطّي المشكلة». ويعطى المدمن أنواع مواد خاصة، تخفف من الرغبة في الشرب وتعاطي المخدرات كعلاج مكمل. وأما العلاج للإدمان السلوكي، فيكون عبر إعطاء أدوية تخفّف الإندفاعية وسرعة اللجوء إلى السلوك الإدماني. كما يمكن وصف أدوية مضادة للإكتئاب. ويجب متابعة العلاج مع المعالج النفسي .
ويبقي "العلاج المعرفي السلوكي" الطرق أكثر نجاحا من غيرها والتي من خلالها يتعلـم الشخص كيفية التـعرف على المشكلة، وحلـها، وتعلـم مهارات التكيف لمنع حدوث أو تكرار المشكلة مجددا.

إدمان الصحافة بوابه لفهم ألغاز التاريخ بقلم الكاتبة سارة السهيل

إدمان الصحافة بوابه لفهم ألغاز التاريخ
 بقلم الكاتبة سارة السهيل


تلعب الصحافة دورا مؤثرا في حياتنا بما تقدمه من أخبار وأحداث وتحليلات وتفسيرات تربط واقعنا بماضينا وتقدم سجالا تاريخيا لمرايا حياة الشعوب من حيث أنماط ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها.

فلا غرابة إذن ندمن مطالعة الصحف مع ارتشاف أول قطرة لقهوة الصباح، وتاريخ الصحافة قديم قدم الحضارة الإنسانية حيث ظهرت أول صحيفة بالتاريخ أنشأها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ولكنها كانت صحيفة منسوخة إذ لم تكن الطباعة قد اخترعت بعد وأسماها (الوقائع اليومية).

وقد ساهم وجود المطابع في ظهور الدوريات التي بدأت في الصدور على استحياء عام 1609 بعد أن أصبحت الكتب وعاء بطيئا في حمل المعلومات، خرجت الصحف في شكل نشرات غير منتظمة وتعني بالحوادث والأخبار الهامة وتطورت فيما بعد إلى صحف.

أما أول صحيفة بالمعني الحديث فقد ظهرت في ألمانيا أوائل القرن الـ17 في 15 يناير 1609 بعنوان (A visa :Relations oder Zeitung).  وأطلق على الجريدة الإخبارية اسم (كور انتو) وتعبر عن الشكل القديم للجرائد وتتألف من فرخ ورق واحد والنص على عمودين على كلا الجانبين وظهرت أولا في هولندا وألمانيا وإنجلترا عامي 1620، 1621. كما كان يطلق على النشرة الإخبارية أو الجريدة الأسبوعية كلمة (News Book) وكانت تنشر الأخبار العالمية فقط وتوقفت عن الصدور عام 1642، وفي عام 1631 ظهرت في فرنسا صحيفة رسمية مقتضبة الأخبار (تشبه الطابع الفرنسي)!! بعنوان لجازيت دي فرانس، وتوالى صدور الصحف في إنجلترا وأمريكا وباقي دول العالم.

 أما أول صحيفة إنجليزية يومية ظهرت عام 1702 (ديلي كارنت) ولكن الصحيفة الأكثر تأثيرا كانت التايمز التي صدرت عام 1785 كان اسمها (Daily Universal  Register).
 
أما أول صحيفة يومية بفرنسا كانت عام 1777 بعنوان (لوجورنال دي باري) كانت معظمها مركزة على المعلومات العلمية والأخبار خفيفة والقضايا الإجتماعية وتجاهلت القضايا السياسية.

 وفي أمريكا ظهرت أول صحيفة بعنوان (ذي بإبلك أوكرينست) عام 1690 حيث كانت أمريكا لاتزال تحت الحكم البريطاني وكانت تصدر من بوسطن.

أما صحيفة بوسطن جازيت عام 1755 كانت تنادي بالاستقلال عن بريطانيا وهكذا يكشف لنا تاريخ الصحافة عن الكثير من المتناقضات فأمريكا التي كانت تعاني من مرارة الاحتلال عام  1755، أصبحت تحتل العالم في القرن الـ21 .

ياله من زمن عجيب!!

الطريف في الأمر أن الصحف كانت حتى العصور الحديثة تركز على المعلومات الإخبارية وظل الخبر في القرن الـ19 وحتى اليوم عنصرا رئيسيا في الصحف، ومع تحول الدول للنظم السياسية الديمقراطية بدأت الصحافة تتطور في إنجلترا أولا ثم في أمريكا الشمالية وفرنسا، وارتباطا ببروز حرية الرأي وإلغاء الرقابة أصبحت الصحافة أداة لنشر الأفكار والآراء والتحليلات في شتى القضايا التي يعج بها عالمنا المعاصر.

ولم يتأخر عالمنا العربي كثيرا عن تعاطي الصحافة حيث أنشأ محمد علي باشا والي مصر أول صحيفة المصرية عام 1821 صحيفة اسمها (الوقائع المصرية) تصدر باللغتين التركية والعربية وذلك من وجود أول مطبعة عربية مطبعة بولاق 1819.

أخذت الصحافة مسارات تاريخية نحو التطور لما يعرف في عالمنا المعاصر بالصحافة الإلكترونية وقد ظهرت أولى إرهاصاتها بصحيفة جون ولتر، حتى شاعت وانتشرت الصحف الإلكترونية وحولت العالم إلى قرية صغيرة وبتوالي التطور التكنولوجي في عصرنا الرقمي (الديجتال) ظهرت صحف على الموبايل لأنها ترسل رسائل بأخبار خفيفة.

ولا يتوقف العلم في طريقه الكاسح عن إثارة دهشتنا يوميا بأحدث المخترعات وربما تظهر قريبا اختراع ساعة يد هي في حقيقتها صحيفة تتجدد من تلقاء نفسها بآخر الأخبار.

العنف والعنف المضاد في عالمنا العربي أخطر ما يهدد أوطاننا بقلم الكاتبة سارة السهيل

العنف والعنف المضاد في عالمنا العربي أخطر ما يهدد أوطاننا بقلم الكاتبة سارة السهيل


تنامت ظاهرة العنف في الشارع العربي من المحيط الي الخليج بشكل بات يهدد أمن واستقرار الأمن الاجتماعي العربي، خاصة وانه خلف العديد من الضحايا الأبرياء .

وفيما تبادل الشارع العربي كل أشكال العنف بين أفراده، فإنه يتبادل العنف أيضا مع مؤسسات دولته، مما يدفع المؤسسات العربية خاصة الشرطة للدخول في مواجهات موازية لردع هذا العنف الواقع عليها وعلى المجتمع سواء، لنظل في دائرة مفرغة من العنف لا تنتهي .فمن منا لا يرى يوميا صراعا على الأحقية في الشارع لسير السيارات، ولأخذ مكان لصفها على الأرصفة أو داخل الكراجات (المواقف). ومن منا لا يرى الأطفال وهم يمارسون لعبة كرة القدم وكل مجموعة تحاول السيطرة على أرض ما من أجل أن  تمارس رياضتها، ولعل العنف بين طلاب المدارس خاصة الثانوية حيث ذروة المراهقة أكبر نموذج على ذلك .

ومع تعدد آفات العنف من إساءات غير أخلاقية  للنساء وتطاول لفظي وجسدي متبادل بين أفراد المجتمع وأيضا اشتباكهم مع رجال الأمن بجانب تبادل العنف السياسي فيما بين الأحزاب السياسية وغيرها، فان ذلك يعكس من وجهة نظر إجتماعية صرفة وجود تنافر اجتماعي نتيجة العديد من العوامل يمكن اختصارها في وقوع ظلم اجتماعي يأتي العنف للتنفيس عنه إخراجه على السطح.

ورغم أن العنف الإجتماعي يعد ظاهرة عالمية إلا أنه في عالمنا العربي قد استفحل خطره وزادت معدلات جرائمه خاصة بعد ثورات الربيع العربي، التي خلقت كيانات سياسية وقتالية تحفز على الاقتتال والتناحر الداخلي تحقيقا لمكاسب خاصة، في الوقت الذي تراجعت فيه الي حد كبير منظومة القيم العربية الأصيلة فيما يعرف اصطلاحا بالأعراف الاجتماعية التي كانت تكرس للتسامح والتصالح بين الفرقاء.

ولعل ما تشهده مجتماعاتنا العربية من حمل سلاح آلي  أو أبيض او عصا يحملها الشاب، كارثة تعبر عن الإنحراف السلوكي الذي نشأ في الطفولة وجرى اهماله دونما علاج ـ بحسب خبراء علم النفس ـ فاستفحل لغياب مفهوم القدوة وغياب الدور الرقابي والتربوي والتثقيفي لمؤسسات الأسرة والمجتمع ككل .

وتنتشر ظاهرة الإنحراف السلوكي المؤدي لثقافة العنف الاجتماعي في مناطق الصراعات خاصة في العراق وفي مجتمعات الزحام مثل مصر حيث الكثافة السكانية المرتفعة، وفي البلاد التي يغيب فيها وجود الدولة ومؤسساتها مثل الصومال وليبيا  .

وبحسب دراسات المتخصصين في علم النفس الإنحراف السلوكي يبدأ لدى الإنسان منذ نعومة أظافره من سن 3 الي 6 سنوات  فيتشبعون بالعنف وعندما يصلون الى سن المراهقة يصبح لديهم ميل شديد للعنف دون معرفة أسباب لذلك، غير أن علماء النفس يصفون هذه النماذج بالشخصيات "المضادة للمجتمع"، ولعل هذا المصطلح هو أصدق وصف لهؤلاء الذين عرف عنهم سوء التوافق مع الآخرين والاصطدام بالقوانين، وهو ما يوصف أيضاً بالسيكوباتية والتى تعرف لدى العامة "بالبلطجة" أو "الإجرام" الذى يتصف به الأشخاص الذين يعرف عنهم الميل إلى ارتكاب الحوادث وتكرار ذلك دون رادع من ضميرهم أو خوف من العقاب الذى ينتظرهم.

مظاهر العنف

رصدت مؤسسة مؤشر الديمقراطية التابعة للمركز التنموي المصري وقوع 1641 حادث عنف و"إرهاب" سياسي في الأشهر الثلاثة الماضية، بمتوسط 16 حادثا يوميا، أي حادثة واحدة كل ساعة ونصف.

ووفق تقرير أصدره المؤشر، تسببت حوادث العنف في مقتل 174 شخصا، وإصابة أكثر من 600 منذ بداية العام 2015 رغم العمليات العسكرية التي تنفذ بسيناء ضد ما وصفه بالبؤر الإرهابية. وأوضح التقرير أن شهر يناير الماضي شهد 664 حادثا، بينما وقع في فبراير 419 حادثا، وجاء شهر مارس في المرتبة الثالثة بـ378 حادثا. 

وجاءت زراعة المتفجرات في الأماكن العامة والمؤسسات في الصدارة حيث سجل انفجار 286 عبوة ناسفة وصوتية، بينما تم إبطال مفعول 535 قنبلة، وفق نتائج مؤشر الديمقراطية.

وذكر التقرير أن الجهاز الأمني للدولة تورط في 228 حادث عنف، فاعتمد في مواجهة العنف بالعنف تارة وبالتعبئة الإعلامية تارة أخرى، وهو ما صنع مناخا محفزا للمزيد من العنف المتبادل .

الظلم الاجتماعي

ورغم ان ثقافة العنف تعتبر واردة الينا من الغرب عبر افلام الأكشن والبطولات الزائفة كما أن لها بعض الجذور في التاريخ العربي  لو تمعنا ببعض القصص والروايات التاريخية سنجد صورا للعنف في فئات محددة  بالمجتمع وبحقب زمنية بعينها  أحيانا من أفراد أو مجموعات  وأحيانا من السلطات أو الحاكم اتجاه  الناس ولكن بعد المدنية ودول القانون و الاستقرار السياسي الذي عاشه العالم العربي والإسلامي القرن الماضي على الأقل أمنيا  نجد تراجعا بالعنف عن ما كان في التاريخ الماضي الأبعد، الا انه العنف في مجتمعاتنا تنامى من جديد بفعل تنامي الظلم الإجتماعي وضياع الحقوق وغياب العدالة الإجتماعية نتيجة تفشي الرأسمالية المتوحشة في أوطاننا، والأزمات الإقتصادية الطاحنة التي تعاني منها معظم الدول العربية، بجانب غياب الديمقراطية، وهذا الظلم الإجتماعي يتنافي تماما مع قيم العدالة التي كرسها ديننا الإسلامي و الديانات السماوية جميعاً  وثقافتنا الداعية للتعاون والتكافل والمحبة والتسامح.

ولعب غياب منظومة هذه القيم  الإنسانية الرحيمة عن بلادنا دورا  قد أشعر الشباب بالغربة النفسية داخل اوطانهم ، وزاد الطين بلة عدم تركيز الإعلام علي تقديم النماذج القدوة التي يجب ان يحتذيها الشباب الا من نجوم الفن والرياضة.

الميديا والعزلة الاجتماعية

لعبت الميديا من موبايلات مرئية وانترنت وغيرها دورا مهما في نشر ثقافة العنف، ربما بطريقة غير مباشرة اذ انها ساهمت في معايشة الناس  لعالم افتراضي غير حقيقي في ظل عوملة كاذبة، جعلتهم  اكثر انطوائية ومن ثم غير قادرين على التفاعل الإيجابي مع المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تعيشها اوطانه، في الوقت الذي غاب فيه مفهوم الحوار الحقيقي بين افراد المجتمع ككل ومؤسساته.

لاشك ان ما نشهده في اوطاننا من عنف اجتماعي يمثل كارثة تهدد سلامة البنيان الإجتماعي العربي، خاصة في ظل استمرار تردي الحالة الاقتصادية، واختلافات الاتجاهات السياسية، وتنامي العنف من جانب الأفراد وما يقابله من عنف مضاد من جانب الاجهزة الشرطية . ومما زاد الطين بلل انتشار تعاطي المخدرات بين فئات الشباب في المجتمعات العربية مما يفقد سيطرت المتعاطين القدرة عل التحكم فى سلوكهم وضبط ادائهم العقلي مما يعني استمرار مقومات العنف الاجتماعي مستقبلا .
 عوامل عديدة للعنف

ويرفض علماء الاجتماع ارجاع ظاهرة عنف المجتمعات العربية الي عامل واحد فردي او مؤسسي، مؤكدين انه لا يرجع إلى أسباب فردية بحتة او تربوية أو سيكولوجية، وإنما يعود إلى طبيعة المؤسسات والنظم الاجتماعية والعامة، التي تكرس نظمها الاجتماعية جميعها للعنف ضد افراد المجتمع .
وأنا أميل لهذا التصور، خاصة واننا نجد المؤسسات التعليمية تقوم بضرب التليمذ كنوع من التربية، وتعاقب المرأة بالعنف الاجتماعي بالزواج حيث سلطة الزوج الفردية الظالمة أحياناً و العنف ضد المرأة  اذا ما طلقت او ترملت او فاتها قطار الزواج وعنف المؤسسات الدينية التي تكرس لفوضي الفتوي الخاصة بالقتل والتعذيب، ناهيك عن  تعرض افراد المجتمع لكل اشكال العنف عبر الدراما التي يشاهدها علي الفضائيات فتترسخ في داخله علي انه سلوك طبيعي.

روشتة علاج

ان ظاهرة العنف الاجتماعي في عالمنا العربي تحتاج الي تضافر جهود المؤسسات الفاعلة في احتواء المواطن العربي وامتصاص غضبه وثورته، عبر وضع خطط فعلية لمواجهة المشاكل والأزمات الإقتصادية الصعبة، واستيعاب طاقات الشباب واستثمارها لتحقيق التنمية وشغله بالعمل ليخرج من الاغتراب النفسي الي الانجاز والتحقق .

ولاشك ان المؤسسات العربية بحاجة لبذل المزيد من الجهود بوضع خطط جديدة لمواجهة الأفكار الرجعية وأعمال العنف والتطرف والإرهاب نشر الثقافة والتوعية بخطر فكر العنف الهدام .

ولاشك ان  المؤسسات الإعلامية والتعليمية والثقافية يقع عليها عبء أكبر في نشر بث روح وقيم التسامح والأخلاقيات والضمير الوطني اعتبارها ابرز القيم التي نصت عليها كافة الأديان السماوية . غير ان هذه المؤسسات لا تستطيع انجاز هذا الدور المهم دون ان تسهم الدول العربية اعطاء هذه المؤسسات الأدوات اللازمة لإنجازه .

وتأتي معاقبة المجرمين في جرائم العنف كأخر وسيلة لردع العنف ومحاربته، لكي يتحقق الردع، فلابد من تطبيق القوانين الرادعة علي الجميع دون تمييز بين وزير وغفير احقاقا للعدالة الاجتماعية.

العنف ضد الاطفال بقلم الكاتبة سارة السهيل

العنف ضد الاطفال 
بقلم الكاتبة سارة السهيل



العنف كلمة .. كم هي بشعة حتى نغمتها غير موسيقيه على الأذن -ع ن ف- وكأن قائلها عفريت أحمر بعينين مضيئتين بلون اللهب، كيف لك قلب أيها العفريت أن تقترب من أطفالنا وتفزعهم وتقلق وسادتهم الآمنة المحاطة بالملائكة؟ للأسف هذا العفريت موجود حولنا وربما يكون داخل بيوتنا أو لدى الجيران أو عند أحد ألأقارب في محيطنا بمجتمعنا في بلدنا.. إنه العنف الموجه للأطفال. العنف ضد الأطفال ظاهرة قديمة وحديثة في نفس الوقت موجودة بأنحاء العالم بأشكال مختلفة إلا أنها ليست بلا قيود وقوانين تلجمها سوى في مجتمعاتنا العربية ودول العالم الثالث، ووجودها في الدول المتقدمة استثناء نتاج أمراض عقليه أو اجتماعية، أما في الشرق العربي قاعدة يعتبره البعض جزء من التربية أو تقويم السلوك مع الأسف.

العنف الأسري: هو الموضوع الذي أردت أن ألقي الضوء عليه لخطورته؛ لأن العنف ضد الطفل يتفرع لأقسام وأنواع عديدة، عنف داخل البيت، عنف في المدرسة، عنف في الشارع وعنف بالمجتمع ككل، وعنف طارئ في حالات الحروب والاحتلال والكوارث. ومن خلال ملاحظتي الشخصية هناك عنف آخر يكون الفاعل أو الجاني غير مدرك أو لديه علم بأفعاله أنها عنف تجاه المفعول به أو المجني عليه بحيث يكون جاهلًا خطورة ما يفعله وآثاره وانعكاسه على الطفل وهو نوع منتشر بكثرة بيننا؛ ولكن النيات الحسنة لا تكفي بأي حال لتنشئة طفل سليم سوى، وهو مشروع يجب أن تتوفر به شروط النجاح وكل السبل والأساليب الراقية في التربية، ونأخذ من الحديث المفيد ومن القديم ما يصلح لهذا الزمن وما يكفل الحفاظ على القيم والثوابت الدينية والعادات والتقاليد الشرقية وموروثاتنا. وماعدا ذلك يكون مشروع فاشل غير محضر له وغير مبذول فيه جهد ؛ وبالتالي تكون عواقبه غير محمودة ولا يرجى خيرا من ورائه، وبما أن هؤلاء الأطفال فلذات الأكباد بذره نزرعها اليوم لنحصدها غدا، هم المستقبل والجيل القادم الذى سيحمل الراية ؛ هم ذخيرتنا وآخرتنا وعندما يكبرون سيصبحون المرآة التى تعكس ما اكتسبوه منا ومن المجتمع وما تأثُروا به من المؤثرات التي شاركت بتكوينهم .

والعنف الأسري نستطيع تعريفه انه العنف الذى يكون موجها للطفل من أحد أفراد الأسرة أو العائلة. قد يكون الأب أو الأم أو الأخ الأكبر أو زوج الأم أو زوجة الأب، أو العم أو الخال في حالة فقد ألوالدين أو بمعنى آخر هو العنف الذى يمارس ضد الطفل ممن له سلطة الولاية عليه من ضرب أو تعذيب أو قصاص . والعقاب في أحيان كثيرة يفوق قدرة الطفل على التحمل مما يسبب له عقد ربما تلازمه مدى الحياة أو تشوهات ناتجة عن الضرب المبرح وما يستخدم فيه من أدوات كالعصا والكرباج والأيدي والحبال و قد تصل أحيانا للسلاح الأبيض –السكين- وأحيانا الكي بالنار أو الصعق بالكهرباء أو استخدام الآلات الحادة والخطرة .

أما عنف المدرسة : فهو العنف الذي يتعرض له الطفل أثناء الدراسة وفي حيز المدرسة سواء ممن هم أكبر سنا من مدرسين وإداريين أو طلاب المراحل التعليمية الأعلى منه؛ أو ممن هم في عمره من زملائه و يكون محدد عادة بالضرب أو الإهانة النفسية أو التعرض الجسدي بما لا يتناسب مع قوته البدنية وتحمله الوجداني مما يسبب له تراجع بالمستوى الدراسي والتحصيل العلمي و يقلل من التركيز والاستيعاب ويجعل الطفل في حاله من السرحان والهزال وقلة النشاط البدني والذهني والاجتماعي؛ وأحيانا يكون انعكاسه أخطر لأن العنف يولد عنف والقوة تقابل قوة برد فعل موازي لما تلقاه.

أما عنف الشارع: فهو عنف مفتوح كما ونوعا، يأتي بالصدفة أحيانًا بصورة عارضة وغير متوقعة للطفل حين تواجه بأماكن محدده ليس فقط الشوارع تمتد للحدائق والنوادي ودور العبادة ومراكز الترفيه وأي مكان خارج البيت بشكل عام؛ وفي الأغلب تحدث من قبل أشخاص لا يعرفهم الطفل أو يشاهدهم للمرة الأولى؛ وممكن أن تحدث من قبل أشخاص يعرفهم الطفل معرفه سطحيه أو من مراقبيه الذين يترصدونه لحين إيجاد فرصه للانقضاض عليه كفريسة يلتهمونها. ويوجد عنف يحدث من قبل أشخاص لا يتعمدون الأذى بل يكون عن جهل أو يعتقدون أنهم يقومون بواجبهم لتربية الطفل وتقويمه تكون عادة من الأهل، أو المدرس، أو كبير العائلة، أو شخص له سلطه الولاية على الطفل وهو يفعل هذا بنيه طيبة؛ إلا أنه لا يدري أنه يسبب كدمات نفسيه ستلاحق هذا الطفل بكوابيس لا تنتهي مؤدية به للفشل مستقبلًا.

ومن كل ما سبق يمكن أن نعرف العنف أنه سلوك إيجابي يصدر من شخص ما قد يكون العنف لفظي أو حسي وهو تصرف عدواني يوجه لبراءة الطفل، مما يعرض الطفل من الناحية النفسية أو العقلية أو الجسمية أو الجنسية لخطر محدق وخطير حسب درجة العنف ونوعيته التى يتعرض لها من المجرم أن صح التعبير .

وبما أن العنف الأسري الأكثر انتشارا لأسباب تتعلق ببعده عن الأعين وعن تدخل الرقيب وكون مجتمعاتنا الشرقية تتقبل هذا الأمر لاعتبارات كثيرة ورثها المجتمع من السلف وبعض النصائح الدينية التي تم تفسيرها بشكل خاطئ ؛ مع غياب العقاب القانوني والقصاص الاجتماعي والملاحقة العادلة من محاكم وشرطه أو رقابه وحماية الأسرة أو جمعيات حقوق الطفل وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الخاصة والحكومية. وقد سهل غياب كل هذه الأمور انتشار هذه الظاهرة واستفحالها خاصة بالبيوت الأقل حظا من ناحية التعليم والثقافة والانفتاح على العالم وأيضا بين الأقل حظا ماليا مما يعانون من الإحباط والحالات النفسية السيئة التي تنعكس على تعاملهم مع أطفالهم، إضافة لحالات التفكك الأسري من الطلاق وزواج كلا الوالدين من أطراف أخرى ما يعرض الطفل للاضطهاد من قبل زوج الأم أو زوجة الأب، وأيضا حالات إدمان أحد الوالدين أو كليهما شري الخمور والكحوليات والمخدرات و مذهبات العقل بأنواعها .

أما حالات العنف الطارئة كما أسمَيْتُها فهي العنف الذي يحل على الطفل بسبب الحروب أو الاحتلال وهي حالة من العنف تشمل المجتمع بجميع شرائحه بما فيها الطفل بحيث لا يكون الطفل هو الهدف الرئيسي أو الضحية المقصودة وكذلك ما يحدث نتيجة الفيضانات والأعاصير والكوارث الطبيعية من نتائج ومؤثرات على الطفل تصل لمرحلة العنف غير المقصود والذي يحل على البلد بكاملها ولا يفرق بين طفل أو شيخ، غني أو فقير؛ ولكن عادة الأطفال أول المتأثرين دائما، وأول من يلتقط الإشارات وتجري عليه التجارب وتلاحظ عليه النتائج إلا أن في هذه الحالات يصعب حماية الطفل من العنف لأن المسببات ليس بيدك بل خارجه عن إرادتك.

العنف الأسرى الذى يتعرض له الطفل أنواع مختلفة منها :-

- العنف الجسدي: وهو أشهرها وأكثرها انتشارا وشيوعا في معظم البيوت العربية بمجتمعنا وهو يكون ممن له الولاية على الطفل ويستخدم فيه الضرب باليد أو بالعصا أو أى آلة وهو يكون أغلبه من الأب أو شد الشعر وأعتقد أنه يمارس ضد البنت ويصل أحيانا لقص الشعر وتمارسه في الغالب زوجة ألأب وقد يصل للعض تصوروا طفل يتعرض للعض بأسنان بشرية من ذويه فهل يعقل؟! وهو ما نراه كثيرا في الفترة الأخيرة مع ألأسف .

- والعنف النفسي: وهو الإيذاء المعنوي الذى يتعرض له الطفل من ذويه مثل الإهمال أو الحرمان من الحرية بالحبس بالمنزل مثلا أو العزل وعدم الاختلاط مما يجعل الطفل انطوائيا في حالة خوف من أى شيء وكل شيء بصورة دائمة ومستمرة وقد يصل للاكتئاب أو التبول اللاإرادي أو الكوابيس الليلية وغيرها من ردود الأفعال

- العنف الصحي : وهو قليل ولكنه خطير في نفس الوقت يعانى فيه الطفل من عدم توافر الرعاية الصحية اللازمة لمن في عمره قد يكون سببها عن قصد ذويه أو إهمالهم لهذه الناحية أو عدم المقدرة المادية، أو التجويع وهو عدم توفير التغذية اللازمة للطفل نتيجة الجهل أو عدم القدرة المالية من ذويه وأحيانا يتعرض الطفل للعنف بسبب مرض الأهل أو أحد ذويه الذى يعاني من خلل نفسي أو جسدي لا يتحكم بسبه بتصرفاته وردود أفعاله.

والعنف ألأسرى الموجه للطفل يعتبر أسوء أشكال العنف ضد الطفل يحدث بصورة شبه يومية وقد أثبتت الإحصائيات أن أعلى نسبة ضحايا العنف الأسرى هي بين الشابات من سن 15 إلى 35 سنة وتصل النسبة ل65%، كما أكدت الدراسات أن العنف يتناسب تناسب عكسي مع عمر الطفل؛ بمعنى كلما كان عمر الطفل أصغر زاد العنف وكلما كان عمر الطفل أكبر يقل العنف وهو ما يعكس طبيعة الفاعل الذى يمارس العنف ويوجهه لبراءة الطفل ويدل على ضعفه ودناءة تصرفه وسلوكه الغير سوى.

في رأيي مأساة العنف الأسرى ضد الأطفال تظهر كون الطفل لا يشكوا من العنف الذى يتعرض له بل ولا يقاومه فهو بالنسبة للجاني ضحية ضعيفة سهلة بدون أنياب حتى يدافع عن نفسه . و يظل يعاني من آثار جمة ومتعددة أقلها على الإطلاق الآثار الجسدية التى تظهر على جسد الطفل من تشوهات تظهر على جسد الطفل والتي تصل في بعض الأحيان لفقد أحد حواسه كالسمع أو البصر وهي تعرف مجرد مناظرة الطفل ورؤيته لنعرف مقدار العنف المتعرض له. وهناك آثار نفسية غير منظورة تحدث للطفل والتي تبدأ من الانطواء والخوف والقلق المستمر والإحباط وقد تصل لحد الاكتئاب . كذلك من آثار العنف الأسرى آثار ربما تكون الأخطر والتي تؤثر في العقل مما يصاب الطفل معها بالصرع أو الصداع الدائم أو معانته من الأورام السرطانية أو أورام بالمخ . كما أنه يؤثر في نموه الجسدي والعقلي والنفسي مما يجعل لدينا طفل مشوه ليكبر ويصبح رجلا أو امرأة غير سوى عدو للمجتمع وغير متأقلم معه . هذا بالإضافة أن إمكانية أن يتسبب العنف ضد الطفل أن يصبح في المستقبل مجرم أو إرهابي لينتقم من المجتمع بسبب ما تعرض له من عنف لتعانى الأسرة والمجتمع على السواء من سلوكياته الإجرامية والتي تصل لدرجة الإرهاب.

وأعتقد أن كل هذه التشوهات التى قد يصاب بها الطفل -المجني عليه- ضحية العنف الأسرى تجعلنا أن نقف مع أنفسنا للحظة لنفكر ونبحث وندرس أسباب هذه الظاهرة للوقوف عليها لنضع العلاج المناسب للوقاية منها، فهي برأيي مثل الطاعون الذى يأكل الأخضر واليابس حولنا يأكل أغلى ما لدينا أطفالنا، يغتال براءة فلذات أكبادنا بدون أن نشعر، وهم لا ذنب لهم سوى أنهم أطفال ضعاف حظهم العاثر وضعهم تحت سلطة وولاية من لا يرحم ولا يعرف قيمتهم ولا يقدر عطية الرحمن، ليفوت فرصة عظيمة لا تعوض لدخول الجنة وفرها رب العزة بتواجد هؤلاء الأطفال،المطلوب منا القليل مجرد حسن رعاية وتربية أطفالنا وجعلهم صالحين ليدعوا لنا ويفيدوا أنفسهم ومجتمعهم .

دعوة أوجهها لكل مسؤول وكل أب وأم وأخ وزوج وزوجة.. إلخ. أن يتوقفوا فورا عن ما يقومون به من عنف تجاه فلذات الأكباد؛ أتمنى أن يجد ندائي صدى حتى ننقذ براءة أطفالنا زينة الحياة الدنيا . ولا أجد أمامي سوى مناجاة السلطات بكل دولنا العربية لاتخاذ الإجراءات اللازمة أسوة بالبلدان المتقدمة اتجاه ولي الأمر أو أي شخص يتعرض لطفل بحجة القرابة أو ألقوامه أو إصلاح السلوك أو لأي سبب آخر بالقبض على الجاني ومحاكمته فورا وتوقيع أقٌصى العقوبات عليه ؛ والاهتمام برقابة الأسر وتوعية أفراد المجتمع، وتخصيص رقم مباشر وحيوي يتصل عليه الطفل ليقدم شكواه بشكل آمن ضد أى شخص يتعرض له بسوء وأن يتم التحقيق والمتابعة؛ وأن كانت الوقاية خيرًا من العلاج بالتوعية أولًا وسن القوانين ثانيا فسيكون العلاج ثالثا بعقاب الجناة واحتواء الطفل بمكان آمن وإبعاده عن مواقع وظروف الجريمة.

المرأة العربية .. ما زالت الصورة نمطية ومقلقة بقلم الكاتبة سارة السهيل

المرأة العربية .. ما زالت الصورة نمطية ومقلقة
 بقلم الكاتبة سارة السهيل



ان اوضاع المرأة العربية شهدت تحسنا في السنوات العشر الاخيرة في بعض المجالات وتراجعت في بعضها الاخر.

التحسن ظهرت نتائجه فيما يتصل بنسب التعليم المرتفعة قياسا على عقود سابقة، وفيما يتصل بالرعاية الصحية التي تتلقاها المرأة لتوافر برامج الصحة العامة والصحة الإنجابية ما قلل عدد وفيات الأمهات، الى جانب بروز المرأة في بعض مواقع قيادية عبر المهن المختلفة.

وهناك سيدات عربيات حققن نجاحات كبرى في ادارة المشروعات الاقتصادية وعمليات التنمية في بلادهن، وما عكسته مجلة «فوربس- الشرق الأوسط»، من قائمة تضم أقوى 50 سيدة عربية.

ولكن تظل المرأة العربية تعاني من التمييز في الأجور مقارنة بالرجال في مجال الأعمال الحكومية والخاصة، وأيضا في تولي المناصب القيادية، بجانب ظهور ازمة المرأة المعيلة في الدول العربية التي تعاني ظروف اقتصادية صعبة، او تعاني حروبا وصراعات داخلية مثل العراق وسوريا وفلسطين.

كما لاتزال المرأة العربية اكثر الفئات تعرضا للعنف من أبيها وزوجها وأبنها كل حسب ظروفه الاجتماعية، بجانب تعرض الكثير منهن للعنف في الطرقات العامة وفي بعض أماكن العمل.

وبينما لاتزال نسب الأمية مرتفعة في أوساط النساء العربيات ويواجهن الاستغلال الجسدي، فإن المجتمع العربي يتجاهل ازمة مخيفة تهدد امن واستقرار المرأة العربية وحقوقها بسبب ظاهرة تعدد الزوجات التي مازالت واحدة من مظاهر التمييز بين الجنسين في العالم العربي خاصة وان هذه الظاهرة ارتبطت بمبررات شرعية الا انها في حقيقة الامر باتت ترتبط بقيم اجتماعية مثل القضاء على الملل الزوجي او لأسباب تتعلق بالمال والسلطة 

ان المرأة العربية والشرق أوسطية تحتاج إلى الإلمام بالكثير من القضايا والتسلح بالمعرفة والإطلاع على اشكال العلوم والمعارف دون الاقتصار على نوع معرفي محدد، فيجب فتح الباب امام المرأة للتسلح بعلوم العصر التكنولوجية، وان تكرس الدول العربية جهودها في تطوير منظومة التعليم التي لا تميز بين الفتاة والولد، على ان تكون مخرجات التعليم العصري للفتاة العربية مناسبا لاحتياجات سوق العمل، خصوصاً واننا نعيش في منطقة صراعات سياسية وحروب، وكثيرا ما تفقد المرأة أبوها او زوجها فتصبح هي العائل الوحيد للأسرة ولذلك لابد من ان تسلح المرأة بالعلم الذي يؤهلها لسوق العمل.

وفي تصوري ايضا ان المرأة بحاجة لأن تتسلح بمنظومة الثقافة القانونية التي توفر لها حصانة امنية واجتماعية عند اي محاولة لهضم حقوقها بجانب بالطبع تنمية وعيها بثقافتها الاسلامية والعربية كركيزة في بناء الشخصية ذات الاصول والمحافظة على مبادئها. وتتعدد اشكال الوعي الثقافي العربي من ثقافة مكتوبة كالتراث او الابداع المعاصر او ثقافة سمعية كالموسيقى والغناء وغيرها من ادوات الثقافة.

لكن يظل تطور المرأة العربية وتسلحها بالعلم والثقافة والاخلاق ايضا مرهون بالمخططات والسياسات التي تضعها الدول العربية للنهوض بالمرأة وتمكينها في سوق العمل بجانب دور مؤسسات المجتمع المدني في تمكين المرأة وتوعيتها وتثقيفها.

ان تحقيق العدل بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات هو اهم قضية تشغل فكري واسعى في كل كتاباتي لتحقيقها، لكن العدل لا يعني دائما المساواة لأن في بعض المساواة ظلم والمقصود ان الواجبات تقسم حسب الاحتياجات وحسب القدرة على التنفيذ سواء من الناحية الجسدية أو المادية أو النفسية الا ان العدل بين الرجل والمرأة في الشرق الأوسط جزء كبير منه مفقود وان بدا ظاهريا انه في تحسن الا انه ليس تحسناً بالمستوى المطلوب فالمطالبات بحقوق المرأة اصبحت شعارات تشبه القوانين غير المنفذة فالتمييز المجتمعي آفة خطيرة وتولد مآسي يصعب علاجها، المرأة العربية للأسف تعاني من التمييز في الحقوق مع الرجل الذي يسيطر على اتخاذ القرار في شؤون تجمعهما وتخصهما معا فكيف يصح هذا يا للعجب فالحياة المشتركة تعني قرارات مشتركة ونقاش وحوار واتفاق، اما ان يسيطر طرف من الاطراف على مركز القوى والقرار اجحاف للطرف الثاني وقد قام المدافعون عن الحقوق بالتصدي لهذا الامر الا ان التصدي بالقانون غير كاف لمحاربة هذه الظاهرة.

فلا تزال المرأة تعاني من هدر حقوقها في الميراث الشرعي في بعض البلدان، وتواجه تحدي الطلاق والعنف وغيرها. كما لا تزال المرأة في مجتمعاتنا تعاني من مشكلة الزواج المبكر المعروف اصطلاحا بزواج القاصرات وغيرها.

ان قضية العنف شائكة وتحتاج الى تضافر جهود المؤسسات الحكومية الاجتماعية والتعليمية والثقافية والاعلامية مع نظيراتها المدنية لنشر الوعي بأخطارها ونشر ثقافة محاربتها عبر كل وسيلة ثقافية او اعلامية.

وهناك تواصل بين المؤسسات والمنظمات المدنية وتعاون كبير بين المنظمات والجمعيات الاهلية العربية المعنية بحقوق المرأة ونظيراتها في الغرب، ويأخذ هذا التعاون أشكال مختلفة من اقامة ندوات مشتركة ومؤتمرات وتواصل بالحوار ودراسات متخصصة بشأن قضايا المرأة وتمكينها. وتلعب منظمة المرأة العربية دورا مهما في التواصل مع مثيلاتها في اوروبا والغرب عموما في وضع برامج لتميكن المرأة وتطوير اوضاعها. كما يفيد التواصل بين الجانبين في التعرف علي احدث اساليب تنمية المرأة وتحقيق مفهوم المواطنة، وسبل اندماج المرأة في عمليات التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

كما أن هناك تتمييز واضح ضد المرأة في الحياة السياسة العربية تعكسه قلة عدد النواب النساء البرلمانيات مقارنة بالغرب، وان كان ذلك مرتبط بالثقافة الاجتماعية التي لم تنضج بعد حتى تصوت المرأة في الانتخابات النيابية وغيرها، المرأة أحيانا لا تثق ببنات جنسها فما بالك بالرجل كما أن المنافسة والغيرة تلعب دورها. 

فالمجتمعات العربية تحول دون وصول المرأة لمؤسسات صنع القرار، وهو ما يفسر تدني مشاركة المرأة في العمل السياسي، فالمرأة علي سبيل المثال جاهدت من ان اجل تولي منصب القاضي وقد نالت ذلك بنسب لا تذكر وهو ما يعني ان المجتمع يحرمها من حقها في العمل بمجال السلطة القضائية، ناهيك عن العمل في السلطة التشريعية عبر البرلمان.

ولاشك ان ثقافة المجتمع الذكوري لا تقبل تعاطي المرأة مع السياسة. كما أن وسائل الإعلام التقليدية لا تدعم قضية وجود المرأة في البرلمان ومشاركتها في الحياة السياسية.

ورغم كل هذه المعوقات امام التمثيل السياسي للمرأة في البرلمانات العربية، فان طفرة قد تحققت في الامارات تفتح باب الامل في باقي الدول العربية، حيث استطاعت المرأة الاماراتية المشاركة في البرلمان عبر الانتخابات بنسبة تمثيل 22,3%.

وتظل ازمة المرأة في اختيارها للبرلمان موجودة في كل مكان في العالم، وليس عالمنا العربي فقط، والدليل على ذلك ما ورد في التقرير عام 2015 عن أحوال النساء في العالم والصادر أخيرا عن إدارة الأمم المتحدة للشؤون الإقتصادية والاجتماعية، من ان المرأة لا تمثل سوى 22 في المئة من البرلمانيين و18في المئة من الوزراء المعينين.

الايمان بأهمية عمل المرأة قضية كبري تحتاج جهد مخلص من باحثين متخصصين في الثقافة والاجتماع والإعلام والتعليم والشؤون الدينية، بحيث يعملون دراسات ناجحة لكيفية تغيير الثقافة السائدة والمناهضة لعمل المرأة، على ان يقوم الاعلام بكل ادواته في تكريس اهمية عمل المرأة مستخدما ادوات الاقناع العقلي والاستمالة العاطفية.

فالمجتمعات العربية بحاجة ماسة للتحرر من تقاليد وموروثات ثقافية قلصت من مكانة المرأة وعملها الحيوي في بناء المجتمع، ويأتي دور التشريعات القانونية وضرورة تغيرها بحيث تتيح للمرأة حرية العمل والتنقل، وتوفير حصة لها في البرلمان .

ويبقي فتح الباب العمل السياسي أمام المرأة مسألة مهمة لتأصيل وجودها في الشارع العربي وتفعيل جهودها في الاطار السياسي ولعل نجاحها في هذا المضمار قد يوفر لها ارضية خصبة في تغيير التشريعات القانونية التي تحد من قدرات المرأة في سوق العمل.

ولعل توقيع معظم الدول العربية علي اتفاقية «سيداو« يجب معه تفعيل عدم جواز التمييز المبني على أساس الجنس، ومن ثم فان الدول العربية مطالبة بمواءمة تشريعاتها الوطنية القانونية مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة.

ونرى أن أهم خطوة للمرأة تبدأ في بيتها فقبل أن تنطلق للمجتمع يجب أن تعدل حال بيتها وتصلحه

ورغم كل هذه الصعاب الا انه في بعض المدن في العالم العربي تطورت النظرة بالنجاحات التي حققتها المرأة في التعليم والمناصب التي تولتها، لكن المجتمع العربي بغالبيته لايزال يحتفظ في وجدانه وعقله كميراث جاهلي بآفة ذكورية ترسخ أفضلية الرجال على النساء، ما جعل المجتمعات العربية في ورطة خاصة عند تعلم الفتاة وادراكها لقيمة عقلها وعلمها ومن ثم ترفض الخنوع والخضوع وتدخل في صراع مع الثقافة الذكورية التي تنظر للمرأة نظر دونية ترفضها كل فتاة او امرأة مثقفة، بل تدفعها هذه الثقافة للتمرد ويتجه سلوكها للعدوان في محاولة اثبات قدراتها العقلية والعلمية التي وهبها الله لها واكتسبتها بالجهد والعمل.

واذا كان هذا حال المرأة المثقفة فما بالنا بالمرأة التي نالت قسطا قليلا من التعليم او شبه الأمية فهي تعاني الأمرين في الألفية الثالثة، بل ان المكتسبات التي حققتها المرأة العربية قبل مئة عام قد تراجعت في بعض البلدان، أن المرأة يجب أن تنجح وهي بالصورة التي خلقها الله عليها ولا داعي بأن تتشبه بالرجال حتى تظهر أو تنجح أو تتفوق عليهم بل أن المعادلة الصعبة هي أن تبقى أنثى بروحها وشكلها وحنانها وأن تتفوق وتنجح من دون التنكر لجنسها وخلق الله لها.

بالعودة الى تقرير مؤسسة طومسون رويترز لاستطلاعات الرأي عام 2013 بشأن وضعية المرأة العربية، استند هذا التقرير على مسح شامل لأوضاع المرأة العربية في 22 دولة عربية، شارك فيه 336 خبيرا، وجاءت النتائج مذهلة وهي ان ثورات الربيع العربي فتحت الباب لانتشار الخطاب الذي يكرس صورة نمطية للمرأة وهي أن تختفي من المشهد وتقعد في البيت !

والمفاجأة في هذا التقرير ان مصر التي قادت ثورة تحرير المرأة العربية احتلت المركز الأول في تدني اوضاع المرأة بها، تليها العراق في المرتبة. بينما كانت اوضاع المرأة الافضل حالا في جزر القمر ثم عمان فالكويت فالأردن فقطر.

فالمرأة العربية كما اوضح هذا التقرير المخيف يكشف عورات المجتمع في مصر والعراق وسوريا وفلسطين وتونس بوصفها اكثر البلدان التي تواجه فيه المرأة ازمة العنف، وما تعنيه هذه الازمة من حقيقة ان المرأة العربية لم تعد آمنة على نفسها ومالها ومستقبلها ودراستها.

مازال أمام المرأة في الشرق الأوسط الكثير من الحروب تخوضها لتصل لنصف طموحاتها وأزعم أن من لا ينصف في بيته ليس مؤكدا أنه سيستطيع أخذ حقوقه خارج البيت إلا لو كان من النخبة المناضله فلنبدأ من الأسرة..

ما يلفظ من قول بقلم سارة طالب السهيل


ما يلفظ من قول

سارة طالب السهيل



لكل فكرة سبب وانا ابحث دوما عن الأسباب حتى أطور الأفكار
أراقب الناس واحوالها و ارصد الإيجابيات لنثني ونؤكد عليها و ننميها و السلبيات لإصلاحها وتغيرها
و عندما نرصد سلوكا أو وضعا سلبيا يجب تحليله تحليلا عميقا و العودة لأسبابه و كل ما يمت له بصلة حتى نتوصل لحل و علاج يجب أن نشخص جيدا
هذه الأيام تشغلني كثيرا قضية لفظية و كتابية تقال وتكتب أساسها فكر خاطيء و سوء أدب و ضيق أفق


وهي قضية تداول الموروثات الشعبية من نكات وحكم و طرف وأمثال و قصص قصيرة وأحيانا قصائد أو أبيات من قصيدة تحمل في بطنها كره مبطن أو معلن لمجموعه من الناس
البعض يعتقد أنه كلام وطار بالهواء اضحكنا قليلا أو رفه عنا لا أكثر غير مدركين تأثير الكلام على المستمع بالأخص الصغير الذي يلتقط بسرعة أكبر من الكبير الذي ربما يأخذ وقتا أطول قليلا للتطبيع مع فكره أو موقف جديد
نتساءل دوما عن سبب تردي الأخلاق ونلوم الزمن ونعيب بالناس و نتناسى أننا جميعا ساهمنا بالدمار و سوء التربية و تقسية القلب وخلق البغض و العداء أو الاستهتار بالآخرين حتى طالنا جميعا ونابنا من الحب جانب كما يقول المثل
نسأل أنفسنا باللهجة العامية (يا خسارة الناس مو هي الناس شصارلهم شدعوى راحوا الطيبين) وعبارات كثيرة تدل على الإمتعاظ و الإستياء 
ولم نفكر يوما لماذا كرهت القلوب ولماذا ساء الأدب ولماذا هبط مستوى الناس
بالطبع هناك اسباب عديدة 
ولكني أرى أنه من أهمها: موروثاتنا الثقافية والفكرية وبعض المفاهيم التي فسرها الناس خطأ بالدين و كلها ترجمت لعبارات وكلمات كتبت أو قيلت أو مثلت أو ترجمت 
وأكثرها شيوعا :

تلك النكات و الطرف التي تختص بفئة معينة
سواء بلد أو مدينة أو قومية أو طائفة
أو دين
حتى وإن كان بعيد جغرافيا الأخلاق لا تختص بحسن التصرف و السلوك فقط مع من هم أمامك و إلا أصبحت نفاق 
و إن كانت الفئة بعيدة ثقافيا عن مفاهيمك ومعتقداتك فهم أيضا مؤمنين بأفكارهم 
الراقي فقط من يرتقي و يسمو بالإحترام للجميع و مراعاة مشاعر الصغير قبل الكبير الفقير قبل الغني 
العدو قبل الصديق البعيد قبل القريب
( قبل بالمعنى المجازي و إنما المقصود الكل و التأكيد على ما يمكن أن يستبيحه البعض بسبب بعده أو إختلافه) 
كما أن بعض الأمثال الشعبية القديمة و الحكم و الأقوال تحث على الكراهية والبغض و العنصرية
و تخلق مفاهيم لدى المجتمع مع مرور الوقت وترسخها وكأنها صواب حيث يعتادها الناس 
ومع مرور الوقت يعتقدون أنها صحيحه لقدمها و توراثها 
فيجب الحذر و الإنتباه من تداول مثل هذه الأقاويل المخربة
كما يجب الإنتباه أيضا لما يمكن أن يدسه المعاصرين من الكتاب سواء المخضرمين أو الشباب من أفكار مشوهه بدس السم مع العسل
وأدعو منظمات اللغة العربية كافة للإنتباه لهذا الأمر
والتصدي له خاصة في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات و المؤسسات الثقافية الأكثر انتشارا و شعبيه
ومن الواجب أن تنتبه وزارات التربية والتعليم و وزارات الثقافة و تبدأ بوضع خطة لاستبدال مثل هذه العبارات بعبارات مودة و رحمة عبارات تجمع ولا تفرق عبارات تقرب و لا تبعد
فنحن بزمن كثرت فيه الحروب و القتل و الدمار
وتكالبت علينا الأمم
كما تنازع أبناء الوطن الواحد بعد زرع الفتن بين الأهل و الجيران و الأخوة
أيها الناس كلنا نعلم أن أساس كل شيء الحرف و الكلمة؛ المكتوبة بالطبع لأن الكلام المحكي ربما يتلاشى و يندثر مع الزمن أما الموثق فيبقى وتتناقله الأجيال
ومن هنا حرص النبي عليه الصلاة والسلام و الأنبياء جميعا و بأمر أو وحي من الله سبحانه وتعالى أن تكتب كلمات الله و تحفظ آياته و سوره ومزاميره و وصاياه بالقرآن الكريم و الإنجيل و التوراة و الزبور 
كما حرص العلماء منذ القدم على تدوين اكتشافاتهم و ابحاثهم و تجاربهم و اسفارهم .
و لم يكتف الأدباء برواية قصصهم وحكاياتهم و لا الشعراء بإلقاء قصائدهم بل وثقوها بكتب محفوظه كما علق الشعراء قصائدهم في الجاهلية على الكعبة و التي سميت بالمعلقات
ومن هنا أهمية التدوين لا يختلف عليها اثنين
فهذه المدونات و الكتب التي بين يدينا منها ما بقي أحرف على ورق ومنها ما يتحول لأعمال درامية أو برامج تلفزيونية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية فكلها كانت نصوص قبل تحويلها لمرئي ومسموع
اذا الأساس الكلمة التي كانت فكر و رأي أو خيال أو خلاصة تجارب وخبرات أو نظريات و قواعد
بهذا الزمن السلطة الأولى للإعلام أي للكلمة فالاعلام يساهم في الوعي و التعليم وتشكيل الرأي ووجهات النظر بل و يغير أنظمة و يقلب حكم و يزرع المفاهيم 
فكيف نترك الكلمة تتسرب للإعلام دون رقيب أو حسيب و هذه الكلمة مثل غذاء للأطفال إما يغذيه فينمو و يكبر و إما تكون السم القاتل 
بعد اتفاقنا لدور الإعلام في خلق الأجواء الموتورة في الكثير من الأحيان ...أطالب بنفس اللجان التي سيتم تشكيلها لإعادة النظر في المناهج الجامعية و المدرسية و المؤسسات أن يكون لها هيئة رقابة على وسائل الإعلام كافة بالمنع و التصدي للغة الكراهية و العنصرية و التفكيك 
و بالمقابل فرض العبارات و الجمل أو القصص في المناهج و في البرامج الإعلامية التي تهذب الأخلاق و السلوك و تفتح الشعوب على بعضها و تعلم الناس كيف تقبل بعضها البعض 
ومن هذا المنبر الإعلامي أخاطب سبادة رئيس الوزراء بالاجتماع بالوزارات المعنية لوضع خطه واحدة منسقه بينهم لأن جهة واحدة لا تنفع فالكثير من المشاريع فشلت لأن ما تبنيه مؤسسه تهدمه مؤسسه أخرى دون قصد فلا يمكن الوصول لأي هدف دون تكاتف الجهود
وكوني كاتبة و مفكرة مختصة بأدب الطفل و تعليمه و المطالبة بحقوقه و الدفاع عنه أؤكد لكم جميعا أن ما تبنوه سياسيا أو اقتصاديا لن يدم طويلا أن لم يكن هناك شعب واع مثقف متفهم تماما مثل رجل يكد و يتعب ليصنع مجدا و ثروة و مؤسسات و يورثها لابنه الذي نسى أن يؤهله كونه غير مؤمن بالإهتمام بالطفل وتنشئته ماذا ستكون النتيجة سيرث الشاب مجدا لا يقدره و لا يفقه منه شيئا و سيضيع تعب أبيه كله هباء منثورا

فليكن هدفنا تغيير اللهجة التي تسببت بالكثير من المشاكل والمتاعب 
انا ارى ان الطائفيه المقيته ما كانت لتنمو و تتوغل لولا الكلمات التي تحض على الكره و نبذ الآخر و الإعتراف برأينا و تجريم الرأي الآخر
يجب تعليم الأولاد في المدارس أن للحقيقة أوجه كثيرة
ولست انا الصواب الوحيد
يجب تعليمهم أن الرأي و الإعتقاد حق شرعي يجب علي احترامه وتقبله مهما اختلف عني
أتساءل دائما كيف كان الناس يعيشون في الماضي ألم يكن هناك تعدد قوميات وتنوع بالأديان و الطوائف و الانتماءات السياسية و الحزبية وكانوا يتشاركوز مائدة الطعام مشاركتهم للحياة عامة 
عرفنا الأسباب فلنعمل على بترها من جذورها لنصل لمجتمع متجانس متحاب
و يتميز بالأدب و حسن السلوك و احترام الآخر
سارة طالب السهيل

(هند و حماد و احلام الطفوله) سارة طالب السهيل



(هند و حماد و احلام الطفوله)
سارة طالب السهيل



من منا لم تكن له أحلام يسرح بها كل يوم قبل أن يذهب مع النوم إلى رحلة أحلام جديدة ؟ الفرق بين أخلام اليقظة وأحلام النوم أن الأولى تعبرعن أحداث هوإختارها ويتمنى تحقيقها ، يسرح بها وينظرلأحداثها بعين الخيال كأنه ينظرإلى فيلم سينمائي هوبطل أحداثه ، أما النجوم الأخرون فهم أيضًا أشخاص أحب أن يشاركوه حياته وتسمى أحلام اليقظة . أما الأحلام التى يراها الإنسان فى نومه كما قرأت لبعض الأطباء فإنهم يفسرونها على أنها نتيجة تفاعل بين الخبرات النفسية المختزنة بالعقل والأحداث التى عايشها الإنسان فى أثناء يقظته ، فهى بالأحرى تنفيس عن النفس والروح ، وممكن أن تكون تعبيراً عن رغبات الشخص ، أما النبى ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال : ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ) .
وأكثرنا سمع عن قصة يوسف ـ عليه السلام ـ الذي فسرحلم عزيزمصر وقصة البقرات السبع السمان والبقرات السبع العجاف والسنابل الضعيفة التى أكلت السنابل القوية ، حيث فسرها يوسف ـ عليه السلام ـ بأنها سنوات القحط وسنوات الخير .
وفى كثيرمن الأحيان نجد الأحلام تفرغ شحنة من التوتروالعصبية داخل الإنسان ، فيستيقظ أكثرإسترخاء! ومثال على ذلك عندما يحلم الإنسان بنجاحه بالدراسة ويذوق طعم النجاح فيستيقظ منشرح القلب راضي النفس بشوش الوجه، فالأحلام كالطبيب النفسي فى بعض الأحيان ، وتعتبرنوعاً من التعويض لما يحدث فى الواقع.. كرؤية شخص عزيزمتوفى فى الحلم ، يشعرك أحياناً أنك فعلاً التقيته ورأيته ، وفي بعض الأحيان يملي عليك النصائح والوصايا ، ولكن ليس كل هذا ما أقصد التحدث عنه.
أنا أحببت أن أشير إلى أحلام الطفولة وكيف أن كل صبي وصبية لديهم أحلام يتمنون تحقيقها ، أوأحداث يعيشونها بخيالاتهم يتمنون أن يعيشوها بالواقع .. وتكون أحياناً عملية وأحياناً أخرى رومانسية ، وفى بعض الأحيان يتقمصون شخصيات معروفة تاريخية أوسينمائية أودينية ، أما أنا فكنت اقرأ رواية «فتاة غسان» للكاتب الكبير"جورجى زيدان" صاحب سلسلة روايات تاريخ الإسلام ، التى كان يطرحها برقة وعذوبة ، وبطريقة السهل الممتنع فتصل المعلومات للقلب والعقل معاً .
أما "فتاة غسان" فكانت هند ابنة جبلة بن الأيهم من ملوك غسان و الغساسنة سلالة عربية يمنية الأصل هاجرت بسبب انفجار سد مأرب في القرن الثالث ميلادي إلى بلاد الشام. الغساسنه من أوائل العرب الذين دخلوا الدين المسيحي وهم بطون متعددة من الأزد وغير الأزد نزلوا ماءً يقال له غسان فنسبوا إليه. ومن أكبر شعرائهم امرئ القيس،وقد استمر ملكهم إلى ظهور الإسلام. وعندما فتح المسلمون الشام،زال ملكهم وذهب سلطانهم كما ذهب ملك "آل لخم" منافسيهم في العراق. كانت هند بنت جبلة الغسانيه اميرة رائعة الجمال ذكيه و حكيمه و الاجمل انها اوفى و اخلص امرأة في التاريخ احبت حماد بن عبدالله احد امراء العراق كما احبها حبا شديدا وحاربت من أجل حبها وفاء وإخلاصا سنين طويلة ، تخللتها أحداث يصعب على العقل تصديقها لما فيها من تضحيات وعذابات ومصاعب ولكنها أصرت على إرتباطها بحبيبها كما اصر هو ان يحارب الكون من اجلها و يتخطى الصعاب ،وكانت هي بالمثل تحارب وترفض كل من تقدم لها لدرجة أنها آثرت دخولها الرهبنة على أن تتزوج بشخص لاتحبه ، فهى تحب ذلك الفارس الشهم كريم الأخلاق النبيل الذى أحبها بعمق وشفافية ورومانسية يتسابق هو وابن عمها ثعلبة على ظهر الخيل ، وكما توقعت هند فاز حماد كأحسن الفرسان ، وكان أول لقاء بينهما فى دير بحيراء حيث تنكر وكأنه بائع الذهب يحمل بيديه أقراطا وأساور ليتمكن من مقابلتها أمام الناس،كما المصاعب و العراقيل التي وضعها اهل هند بطريق حماد كانت كبيره جدا و تحديات يصعب مواجهتها في زمن يشهد حروب و فتوحات وتغيرات اساسيه في نسيج الشعوب و تشكيله من الديانه و ايضا تغيرات في السلطه و القوة و قد كان شرط والدتها قرطا ماريا ،اما ماريا فهي بنت ظالم بن حارث الكندي و قد كان في قرطيها درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما و يقال انها وهبتهم للكعبه ،واصبح المثل العربي الشهير دارج خذه و لو بقرطي ماريا وذلك لاستحالة الحصول عليهما ان لم نقل صعوبه، أما المشهد الذى رسخ فى بالي بحق في هذه القصة هو مشهد هند وهى تقول لحماد ( أعاهدك عهد الله لأبقين على حبك إلى آخر نسمة من حياة ) . فأجابها حماد ( إن هذا العهد يا هند لينسيني كل أسباب الشقاء ، والله لأقتحمن أعظم الأخطار وأجوب الفيافي والقفار في سبيل حبك ، يشهد علينا سهيل والميزان وسائرنجوم السماء ، والله أكبرالشاهدين ) . هكذا هوالحب الذى عشته في أحلام اليقظة في مراهقتي ، وتعلمت أن الإخلاص والشجاعة والإصرار و التضحية هم سرالحب وسرالحياة .
سارة طالب السهيل