الجمعة، 8 أبريل 2016

المعلم ما له و ما عليه بقلم الكاتبة سارة السهيل

المعلم ما له و ما عليه

بقلم الكاتبة سارة السهيل

قم للمعلم وفه التبجيلا  كاد المعلم أن يكون رسولا
لايوجد أحد تعلم في مدرسة بأرجاء وطننا العربى الا ويعرف  ويردد هذا البيت الشعري لأمير الشعراء أحمد شوقي فهذا البيت أصبح بمثابة الشعار الذي تردده الألسن ، فى كل مناسبة ووقت ، كشهادة عرفان بالجميل وامتنان وتقدير لكل معلمة ومعلم يتفانى في عمله وتبليغ المعرفة الى طلابه وفي اخراجهم من ظلمات الجهل الى نور العلم وضيائه ، لكن معظم الناس الذين يرددون هذا البيت ، الذي أصبح أشهر من نارعلى علم ، لم يقرءوا القصيدة الكاملة التي ورد ت فيها :
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
 كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أوأجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ
 علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
المعلمه والمعلم بعد الوالدين في مرتبة التبجيل والاحترام واستحقاق التقدير فهواول من يزرع في عقل ووجدان الطفل حب المعرفة والتعلم وهواول وسيلة تنقل الطفل من الجهل الى النور وهوالقناة التي يعبر من خلالها الطفل مراحل الدرايه والاطلاع من اول حرف ابجدي الى آخر مراحل الدراسة المدرسية أوالجامعية ،فمراحل التعليم لا تنتهي فكلما يصل طالب العلم لمستوى معين تجده يطمح لعلم اكثر وتخصص أكبر وتبحر أعمق ،لان العلم كالفضاء الواسع لا ينتهي واسرار الكون لا تنكشف إلا للراسخون في العلم وبحدود جهده وما يبذله من كد وتعب وسهر في القراءة والأبحاث والدراسات والمعلم في أغلب الأحيان يقوم بدور الوسيط بين طالب العلم والعلوم وهذا الوسيط ليس آلة ولا جماد فلا بد ان يتمتع من صفات فكريه وعلميه ونفسيه  تؤهله للقيام بدوره على أكمل وجه كما قال رسول الله (إن الله يحب إن عمل احدكم عملا أن يتقنه) والاتقان له شروط وأسس حتى الآلات لها مواصفات للجودة فكيف بالبشر.
 وجهة نظر
ومواصفات المعلم تكون ضرورة حتمية في كل مراحل الدراسه سواء المدرسية اوالجامعية والدراسات العليا الا انها بالتشديد تصبح حتميه في مراحل الدراسة المدرسية وذلك لعدة أسباب أولها الفئة العمرية التي يتعامل معها المعلم فالطفل في مراحل دراسته الاولى يكون عجينة لينه يتم تشكيلها عبرعوامل عديدة اولها البيت وثانيها المدرسه بكل مافيها من امور مثل المناهج والهيئة التدرسية والادارة والاشراف والطلاب وتوابع كل هذه الأمور.
وبالطبع الأمر الأهم من وجهة نظري هوالمعلم لانه اذا صلح المعلم أصلح هوباقي الأمور والنواقص وسد الفراغات والثغرات سواء في المناهج ام الادارة ام باقي الطلاب لان المعلم هوالقائد بفصله بين طلابه هومن يدير المعركه والحراك وهومن يبني هذا الطفل بناء سليما قويما.
ومن هنا رأيت انه من المفيد ان نناقش المعلم في محيطنا ، ما له وما عليه وما يستوجب ان يكون عليه
من صفاته العلمية
*صفاته الشخصية
*صفاته النفسية
*حقوقه وواجباته
وكيفية إختيار المعلم بناء على اسس وقواعد تضمن للطالب التعامل العلمي والنفسي مع هذا المعلم مع الاخذ بعين الاعتبار ان المعلم ليس فرد واحد بل هو متغير ومتعدد تبعا للمادة التي يدرسها والمرحلة الدراسية وسأحاول ان اناقش تلك النقاط معكم وسأبدأ بمؤهلات المعلم العلمية أي كفائته من ناحية شهادته وثقافته ومعلوماته:
المعلمة والمعلم الذى من خلالهما يتم بناء شخصيات أبنائنا فلذات أكبادنا يتم إعدادهما في كليات التربية المتخصصة في التخصصات العلمية والأدبية  كافة، وفي النهاية يحصل  الطالب حاليا المعلم مستقبلا على درجة البكالوريوس في التخصصات العلمية أوالليسانس في التخصصات الأدبية . ومن ثم يصبح  المعلم مؤهلا للتدريس في تخصصه بكفاءة معتمدا على ما درسه واستوعبه في مرحلة الدراسة دون غيره ممن لم يتخصص في هذا المجال وبعدها ينضم هؤلاء المعلمون إلى نقابة المهن التعليمية ، أونقابة المعلمين حسب مسمياتها من بلد لآخروهذه النقابة لا تعتبر فقط تجمع لأصحاب هذه المهنة وانما هي دار يتجمع بها أصحاب المصالح المشتركة من هذه المهنة  لترعى شئونهم وتحفظ حقوقهم حيث يعود المعلم للنقابة للمطالبة بحقوقه احيانا وللدفاع عنه احيانا اخرى كما يمكنه من خلالها اسماع صوته للحكومه بالمطالبه فرضا بإعلاء الرواتب والمستحقات على سبيل المثال . ولآن المعلم عصب وعمود العملية التربوية  يشكل إعداد المعلّم وتأهيله علمياً ومعرفياً وتربوياً عنصراً أساسياً  لا يمكن الإستغناء عنه مما يتطلب إعداد المعلم إعداداً خاصاً ومستمراً وبشكل دوري لا ينقطع طالما هوفي عطائه حيث  ينمي لديه رغبة التعلّم الذاتي أوالجماعي والإطلاع على المستجدات التربوية وتطوراتها في محيطه وفي بلدان اخرى سيما البلدان المتقدمه . لأنه ناقل للخبرة والمعرفة والتجربة واداة توصيل ، فهو المسؤول عن الأجيال وتهيئتهم وإعداد القوى البشرية المتمكنة من خدمة الوطن والمؤهلة والمدرّبة لتلبية احتياجات المجتمع المختلفة ، كما أنه المسؤول عن صياغة أفكار وتكوين خيال طلابه وتشكيل سلوكهم واختلاق ملكات لهم وتشجيعهم عليها وتكوين قيمهم ومثلهم وزرع روح المثابرة والاجتهاد والطموح لديهم ، لذا من الضروري أن يُعدَّ إعداداً جيدا ً ليكون على قدر صناعة عقول وصياغة ارواح وتكوين هذه اللبنة في اجيال المستقبل.
هناك معايير كثيرة تساعد فى وجود معلم كفء وقادر  وتحسين أدائه وهي يمكننا ان نذكر بعضها.
1-حصوله على الخبرة التي تؤهله من خلال برامج الإعداد والدرجات العلمية 2-  الشهادات التي يحصل عليها المعلم 3-المواد التي درسها خلال مدة إعداده للمهنة 4- المستوى الذى حققه المعلم فى الإمتحانات والإختبارات التى تعقد له . فيجب ان يكون المعلم معد اعدادا  أكاديميا ومهنيا وعلميا بطريقه رصينة ، كما ان ثقافته الشخصية بعيدا عن الشهادات وتنوع معارفه من القراءات المتعدده وتنوع معلوماته التي يحصل عليها بمجهوده الشخصي وبالطرق الحديثه التي تلائم العصر فمطلوب من المعلم ان لا يكون تاريخا فحسب بل حاضرا معاصرا ممتدا للمستقبل بمعلوماته وما يتوقع حدوثه ليس تنبؤا انما من خلال متابعته للحوادث والاختراعات والمستجدات ، الا ان التهيئه الشخصيه للمعلم تكاد تكون لا قيمة لها ان لم يعرف المعلم كيف يوصلها للطالب لهذا يلزم المعلم شيئا من الفراسه وشيئا من علم النفس وشيئا من فن الادارة وشيئا من قوة الشخصية واللين احيانا واللطف احيانا كثيرة ويلزمه ايضا اشياءً من قدرته على التصرف السريع وفرض احترامه وكيانه امام طلابه ولن يحدث هذا بسهولة ان لم يجمع المعلم  الكثير من المعلومات  عن الطلبة بشكل عام عالميا ومحليا ومن ثم يتخصص بطلبته الخاصين ، وكما ذكرنا يجب عليه الحرص على النموالمعرفي وان لا يتوقف عن الحصول على الحديث من المعلومات في ظل المتغيرات السريعة والمعلومات المتبدله دائما في الاجواء العلميه والثقافية والسياسية ، مما يكون لديه الخبرة في أساليب التعليم الحديثة التي تتماشى مع طلابه الذين ليسوا من جيله فيجب ان لا يأخذ المعلم ادوات التعليم التي كان يمارسها المعلمون عندما كان هوطالبا على انها ستنجح مع طلاب هذا العصر فالمثل يقول لا تربوا اولادكم كما تربيتم انتم لانهم ولدوا بزمان غير زمانكم وهذا لا يعني الغاء الجيد من القديم بل نبذ الاساليب التي تم تجربتها واثبتت فشلها وكان لها اثرا سلبيا واضحا على الاطفال والمجتمع ، كما يلزم المعلم معرفة جيدة بخصائص المتعلم في المراحل الدراسية المختلفة والتعامل مع كل فئة عمريه . وكل مرحله بما يتناسب معها حسب ما وضعه الخبراء والمختصون في هذا المجال ، وإستخدام التقنيات الحديثة من الصغر كي يعتادها الطالب وبكل المراحل  يرجى اعطاء الطلاب المعلومات والقراءات القصيرة لأنها تقوم بتكسير الفجوة بين معلومات الطلبة السابقة والمعلومات الجديدة والتي تنطوي عليها المادة فتعمل على تنشيط الدماغ واعادته بقوة للمادة الدراسية  ، كما انه يجب ان لاتقتصر مواهب المعلم على هذا فيجب عليه امتلاك اساليب واهتمامات جليه وواسعة في المواضيع الثقافية والاجتماعية والأدبية والفنية التي تخلق منه شخصا مستنيرا ونموذجا يحب الطلاب الاقتداء به وتقليده وجعله مثلا اعلى ، فعندما يرى الطالب معلمة على قدر كبير من الحكمة ويمتلك  الذكاء اللفظي الفطري والمكتسب  سيهابه وسيحسب له الف حساب .
تقدير واحترام
إن من المسلمات التي لايختلف عليها اثنان أن المعلم كلما كان متمكناً من مادته ملماً بها عارفا ًبمحتواها  كلما ساعده ذلك على كسب تقدير واحترام الطلاب وهذا من شأنه أن يرفع من معنويات المعلم وبالتالي بناء شخصيته . يجب على كل معلم إختار التدريس طريقا له أن بتكيف مع هذه المهنه وما يحيط بها من مجتمع بحيث يعلم الغرض الأساس من هذه المهنة ومدى صعوبتها ومشقتها فهي من أصعب المهن واكثرها حساسية  لأن المعلم عليه أن يقوم بإيصال المعلومة الواحدة لعقول عدة داخل الفصل . ثانيا سأناقش معكم صفات المعلم الشخصيه وهي اسلوبه وطريقته ومواصفات التعامل مع الطلاب من ضبط النفس والصبر ورقي الاسلوب والتعامل المتحضر كما سهولة نقله للمعلومات وطريقة شرحه واستبيانه والوسائل التي يستخدمها في الشرح والادوات التي يستعين بها وخلافه من الامور التي تجعل منه مدرسا ناجحا يستطيع الاستحواذ على قلوب طلابه ومن ثم جذبهم للإستماع واخيرا توصيل المعلومه وترسيخها في عقولهم فهومسؤول عن القلب والعقل معا فإن لم يستطع الاستحواذ عليهم فلن يكون طريقة سهلا معهم ولن يكون طريقهم هم كطلاب سهلا للوصول للنجاح الدراسي الحالي والمستقبلي.والشخصية تعرف بأنها مجموعة الصفات العقلية والخلقية والجسمية التي يمتاز بها الشخص عن غيره ،  فشخصية الإنسان هي  ما يظهر منه من استقلال الفكر وحضور البديهة وسرعة الخاطر وقوة الروح وهي الشخصية اللازم توافرها في المعلم بالذات حيث يضع الخبراء أهمية كبيرة على شخصية المعلم فهي السلاح المعتمد  فى العملية التعليمية في حجرة دراسية مملوءة بتلاميذ لهم ميولهم وتصرفاتهم وإنطباعات مختلفة ولديهم رغبات متناقضة جلسوا في حجرة واحدة ليتعلموا شيئاً واحداً ؛ ولذلك يجب على المعلم أن تكون شخصيته قوية بحيث يستطيع أن يوفق ويجمع بين كل تلك الرغبات والهوايات . وشخصية  المعلم هي قدرة المعلم على التكيف مع الفصل المدرسي وضبط الطلاب والقضاء على المشكلات التي تواجهه داخل الفصل بأقل الخسائر وأقصر الطرق وهذه الشخصية تتمثل في المعلم من حيث مظهره وأسلوبه في الحديث والتعامل مع الطلاب وقد قام البعض بتحديد بعض المتطلبات فى شخصية المعلم وهى :
1-مايتعلق ببنيانه الجسمى وتشمل :الطول- القوة- الصحة – الوسامة – الحضور .
2- مايتعلق بنشاطه الحركى وتشمل سرعة أوبطأ حركته – سرعة الفعل ورد الفعل والتوقف -الصبر والتحمل والمثابرة – المهارة .
3- مايتعلق بالعقلية وتشمل : القدرة على مواجهة المواقف  والإستماع للمشاكل ووضع الحلول لها- القدرة على التعلم والمذاكرة لطلابه – والقدرة على التخيل .
4- مايتعلق بالحالة النفسية وتشمل : قوة الإنفعالية وكيفية السيطرة عليها – الاتجاه الانفعالي العام والتكيف مع الوضع القائم .
5-  كيفية التعبيرعن نفسه وتشمل : التعايش والإحتواء مع الآخر- ومدى الخضوع والسيطرة للآخرين .
6- مايتعلق بالمزاج الإجتماعى وتشمل : مدى تأثرع بالعوامل والظروف الاجتماعية المحيطة – قابلية الاندماج الاجتماعي – المشاركة الفعالة في النشاط المدرسي.والمعلم الكفء له مميزات شخصية وهى :- القدرة على التعليم مع حكمة الإدارة للفصل : الغاية الرئيسة المطلوبة فى المعلم قدرته على تعليم تلاميذه وإدارتهم بكل حزم وحنكة على خلاف بعض المعلمين والذين يرمون باللوم عند عدم قدرتهم على التعليم إلى صعوبة المنهج أوضعف الطلاب أنفسهم ولكن الحقيقة أن هذا المعلم يفتقر إلى القدرة على التعليم ويفتقر إلى الشخصية التي تمكنه من ذلك .المعلم مطلوب فى شخصيته حسن التصرف وسرعة البديهة : قوة شخصية المعلم ترجع فى الأساس للتصرف السليم ووضع الحلول للمشكلات الطارئة في الوقت المناسب مع سرعة البديهة والتي تجعل على معرفة كل ما يدور في عقول الطلاب . ومن المميزات المطلوبة ايضا فى المعلم الثبات على المبدأ المؤسس على معرفة ويقين صحيحين مع توافر قوة العزيمة : ثبات المعلم على مبدئه الذى بنى على معرفة ودراية بالأمور كافة عن علم  ومتابعة وقوة عزيمته من الأمور الهامة جدا للحفاظ على هيبته وشخصيته وذلك على خلاف المعلم الذي يأمر بأشياء ويقرر قرارات ثم يتراجع عنها أوينهي عن شي ثم يطالب به مثل هذا المعلم ضعيف الشخصيه ويفتقد تقدير الطلاب له .ومن المميزات المطلوبة فى المعلم ايضا الأخلاق : الأخلاق الحسنة من أهم عوامل شخصية المعلم الكفء في التعلم لأنه من غير المعقول أن يقبل الطلاب معلم السيئ الأخلاق يبطش بهذا ويسب هذا مما يجعل هناك فجوة كبيرة بينه وبين الطلاب ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث استطاع عن يستحوذ على قلوب الكثير بحسن أخلاقه . ثالثا : الناحية النفسية للمعلم وهي الناحيه التي يتجاهلها الكثيرون ولايعيرونها اي اهتمام برغم انها نقطة اساسيه وهي التي تؤثر على باقي النواحي وهي التي ان صلحت صلحت باقي الامور ومن سماتها : أن يتوافر لدية الإتزان الإنفعالى ، مع سلامة الحواس كافة عنده ، أن يكون سليم النطق لمخارج الألفاظ من دون عيوب النطق. أن يكون لديه رغبة داخلية شديدة نحومهنة التعليم ، أن يتوافر لدية أيضا مهارات الاتصال والتواصل والحوارمع الآخر ، يكون عنده موهبة القيادة وإيجاد الحلول لما يقابله من مشاكل ، أن يكون ملماً بمتطلبات مهنته وتخصصه العملى وأحدث الأساليب العلمية ، أن يكون واسع الأفق مطلعا ذوثقافة متنوعة فى المجالات كافة، أن يصدر أحكامه بصورة موضوعية ، تقبل النقد وأخطاء الغير بدون تذمر ومعاندة .
رابعا : حقوق المعلم وواجباته وهي لضمان عدم ضياع حق اي من الطالب والمدرس فيجب ان يكون الجميع راض حتى يتم العدل والانصاف فكيف لمظلوم ان يقبل الظالم ويحترمه وكيف لمظلوم وان لم يكن الظالم هوالذي امامه ان ينجح بسهوله دون اثار نفسيه واجتماعيه وسلوكيه من الممكن ان تظهر عليه في صغره وتصحبه حتى اخر العمر: الرضا بعمله هام جداً وهذا ليس فى مهنة التعليم فقط ، بل فى المهن المختلفة كافة لأنه من أسباب نجاح أي شخص في مهنته هورضاه عنها ، بعكس الآخر فهودائم البحث عن مهنة أخرى لأنه غير راضٍ عن مهنته ولذلك فالمعلم الذي ارتضى لنفسه مهنة التدريس وأحبها من قلبه تجده شديد الإصرار والتمسك بها مهما واجهه من صعاب فإنه قادرعلى حلها في سبيل الاستمرار في مهنته وهذا بالطبع يساعده على بناء شخصية المعلم المناسبة لمهنة التدريس . ورضا المعلم عن عمله كلما كان حباً في المهنة نفسها كلما كان مساعدا له على النجاح ولعل هذا الرضا يشمل أيضا المقابل المادي والمكانة الاجتماعية ولكن لوتعلق هذا الرضا بالمادة فقط دون الرضا بالمهنة نفسها كما يفعل بعض المعلمين الذين إلتحقوا بهذه المهنة طمعا في المال فقط فهذا لا يحقق المطلوب ولا يساعد المعلم على بناء تلك الشخصية القوية لأن هدفه المادة عكس المعلم الذي يعطى ويهب حياته لمهنته تجده متصف بصفات المعلم الحازم والذي تتناسب شخصيته مع مهنة التدريس.
حقوق وواجبات
أما حقوق وواجبات المعلم : فنحن ندرك تمام الإدراك وبما لا يدع مجالا للشك أن ضميرالمعلم اليقظ وإيمانه الصادق بعظمة رسالته هما مصدر الإلهام لمعرفة كل متطلبات المهنة وترشيدها  وما هومرغوب وما هومحظورة . هناك بعض المحظورات والواجبات التي تتصل بمهنة المعلم وطبيعة العمل . يعتبر المعلم المعين لأول مرة في الخدمة تحت الإختبار مدة سنة من تاريخ مباشرة العمل ، لا يجوز نقل المعلم أوتكليفه بوظيفة من فئة أخرى أثناء مدة الإختبار ، استبعاد مدة الغياب أثناء سنة الإختبار ، بحيث تمتد سنة الإختبار بقدر المدد التي غابها ، يفصل المعلم أويحال إلى عمل إداري بقرار من الجهة التي تملك حق التعيين ، في حال ثبوت عدم صلاحيته تعتبر مدة اختبار المعلم في حالة صلاحيته من مدة خدمته ، يستحق المعلم راتب شهر بدل تعيينه لأول مرة في الخدمة ولايسترد منه في حال ثبوت عدم صلاحيته .محظورات المعلم يحظر عليه : الجمع بين وظيفته ومهنة أخرى ، الانشغال بالتجارة بطريقة مباشرة أوغيرمباشرة ، توجيه اللوم للحكومة بأية وسيلة من وسائل الإعلام ، استغلال النفوذ أوإساءة استعمال السلطة الوظيفية ، قبول الهدايا أوالإكراميات أوخلافه بطريقة مباشرة أوغير مباشرة ، إفشاء الأسرار التي يطلع عليها بحكم وظيفته ولوبعد تركه للخدمة ، قبول الرشوة أوطلبها بأية صورة من الصور، الاشتراك في تأسيس الشركات أوقبول عضوية مجالس إدارتها أوأي عمل بها ، وكل إخلال بتلك الواجبات أوأية من المحظورات تشكل مخالفة تستوجب المساءلة . كما تشمل مسؤوليات المعلم وواجباته الجوانب الآتية :- الالتزام بأحكام الإسلام والتقيد بالأنظمة والتعليمات وقواعد السلوك والآداب  واجتناب كل ما هومخل بشرف المهنة ، احترام الطالب ومعاملته معاملة تربوية تحقق له الأمن والطمأنينة وتنمي شخصيته ، وتشعره بقيمته وترعى مواهبه ، وتغرس في نفسه حب المعرفة ، وتكسبه السلوك الحميد والمودة للآخرين وتؤصل فيه الاستقامة والثقة بالنفس . أما البند الاخيرهوالبند الذي يجمع البنود السابقه كلها يحللها ويقيمها ويوثقها ويعمل بها وبالتالي يتم الفرز والغربله وحسن الاختيار فاختيار المعلم يجب ان يكون تحت بنود وقيود تراقبها وزارة التربيه والتعليم ويشرف عليها تربويون سابقون لهم باع طويل في هذا المجال ليستطيعوا التقييم والتقديرالصحيح وعمل الاختبارات العلمية والنفسيه والاجتماعيه اللازمه لقبول المعلم لان المعلم ليس وظيفه هامشيه ، المعلم هوالوطن وهوالشعب وهوالذي يرسم المستقبل لان اماناتنا بين يديه ، فلنضع الامانه التي وهبنا اياها الله بيد المؤتمن الامين الذي يرتاح له القلب وتنفرج له السريره وهوالشخص السليم نفسيا صاحب الاخلاق الراقيه والبيئه النظيفه . فقد كان منتسبي الجيش في زمن سابق لايدخلون الا بشروط مثل الدبلوماسي الذي يمثل بلده امام العالم وانا برأيي هذه الشروط اولى ان توضع للمعلم قبل باقي المهن والانتسابات لان المعلم هوالشعب هوالناس هوالوطن بيده مفاتيح الابواب المغلقه وبيده التغيير وبيده قلوبنا الصغيره . ومن هذه الشروط: ان يكون المعلم من وسط بيئي صالح ومستوى اجتماعي متوسط فما فوق وانا لااعني هنا المستوى المادي لان المادة لم تكن يوما مقياس لتقييم البشر وانما العائله المترابطه الصالحه التي تربت على القيم والمفاهيم السليمه وان يكون المعلم من بيت منفتح على المجتمع يعرف دواخله ومخارجه وبالعاميه نقول شايف والانسان الشايف ليس بالضرورة ان يكون مالك لما رأى وانما يكفي ان يكون مطلع وشايف وداري بالموجود في محيطه من ضروريات في الحياة وعلى علم بالكماليات حتى يعلم الاطفال الفرق بين الصالح والطالح وكيفية التعامل مع الاشخاص والادوات والمواقف ، وأن يكون قدوة حسنة لطلابه فهوالمثل الأعلى لهم ، أن يجمع بين صفات الأب من قوة وجزم وحنان وإحتواء الأم  ، التدين من دون تطرف بأن يعرف مايتطلبه الدين من مقومات الصلاح ليغرسها فى أبنائنا ، الذكاء والفطنة لمعرفة التعامل مع الطلاب كافة حسب الظروف والبيئة التى ينتمى لها كل منهم ، الصبر والمثابرة لنجاحه فى مهمته فى تربية النشأة ، اللباقة فى التعامل مع المواقف كافة التى قد تواجهه فى أثناء عمله ، القدرة والسيطرة على إنفعالاته الداخلية وعدم إنعكاسها على الطلاب ، الفصل التام بين ماقد يتعرض له فى حياته الخاصة وعمله التربوى ، أن يكون من بيئة سوية حتى لاتنعكس سلوكيات بيئته على طلابه .  اما العيوب التي يجب تفاديها في المعلم من حيث شخصيته وعلمه واسلوبه ووضعه الاجتماعي ونفسيته: اولها ان يكون المعلم متعصبا لدين اومذهب اوطائفه اوحزب سياسي فيعكس تعصبه الأعمى على تلاميذه فيعاملهم بعنصرية وكره مسبق اوموقف معادي لا يمت لكونه طالب فحسب بل بناء على اسس خارج نطاق التعليم وان يحاول ان يصبغ الطالب بصبغة سياسيه معينه فالطالب يجب ان يتعلم حب الوطن والمواطنه وكيف يكون مواطناً صالحاً وايجابي أما الانتماءات السياسيه فمن رأيي يجب عدم الخوض فيها مبكرا كون الطفل بهذه المرحله غير مدرك وغير مكتمل الفكر والمعلومات ولهذا هوغير مؤهل للانتماءات المبكره فالمفروض عمله هوان يدرس الطالب التاريخ والسياسه والحوادث والتعرف على الاحزاب والتوجهات بموضوعيه من باب العلم والتثقف حتى يتسنى له مع تراكم الخبرات والايام ان يختار طريقه وتوجهاته . والعيب الذي يجب تفاديه ايضا ان يكون المعلم عصبي المزاج يحكم على الآخرين من المظهر فيحب الطفل الجميل شكلا اويفضل لون معين اويتحيز لطفل دون اخر بناء على اصله وجذوره من الناحيه القبليه  هذه المشكله متواجده بكثره في الارياف والمناطق الصحراويه اوالمجتمعات المبنيه على القبليه والعشائريه وعلى سبيل المثال يكون المعلم من قبيله معينه فيميزابناء قبيلته ويضطهد ابناء منتمين لقبائل معاديه ويعكس المشاكل الشخصيه على علاقته بطلابه.
حمامة سلام
وامر اخر يجب تفاديه بإختيار المعلم هوان يكون المعلم صاحب الفاظ نابيه ويعاير طلابه بكلمات تعلق بذهنه ولاينساها طول عمره ويحبطه ويكسر من مقاديفه كما يقال شعبيا بدلا من ان يزرع الثقه بنفسه ويشجعه ويحثه على التقدم للأمام فبعض المعلمين اذا طلب من طالبه ان يحل مسأله ولم يفلح الطالب فينعته امام زملائه بكلمات ثقيله مثل غبي اوما بتفهم اومع المعذره حمار اوشيء من هذا القبيل ولا يدري المعلم انعكاس هذا السلوك وهذا اللفظ على الطالب الذي سيصبح انطوائيا ومكسورا بين رفاقه ومن هنا يبدأ الطفل بالتردي بمستواه الدراسي اكثر من قبل وربما سيرفض الذهاب الى المدرسة المعلم حمامة سلام وملجأ لطلابه في الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسه وهوبديل عن الاب والام فيجب ان يقدر المعلم هذه الثقه وان يتجنب اذية هذا الطفل بالقصد والعمد اوبجهالة . ومن العيوب التي يجب تفاديها في المعلم من حيث شخصيته وعلمه واسلوبه ووضعه الاجتماعي ونفسيته أبضا : هناك أسباب ضعف بعض المعلمين في الشخصية وهى على سبيل المثال لا الحصر: اعتماد المعلم على الآخرين سواء زميله أوالمدير في حل مشاكله مع الطلاب بشكل دائم ، الإكثار من عبارات التهديد أمام الطلاب ،  ضعف المعلم وعدم تمكنه من المادة ، عدم اهتمام المعلم بمظهره الخارجي ، تراجع المعلم عن قراراته التي يوجهها للطلاب ، التساهل المفرط في التعامل مع الطلاب . وقد تصدرمن المعلم بعض التصرفات الهمجية والتي أعدها علماء النفس من مظاهر سوء التكيف وهي :  شد الطالب أوصفعه ، السخرية من الطالب ، استعمال بعض الألقاب المشينة وإطلاقها على الطالب. وأعتقد أن ماذكرته بعض من كل مايجب أن يكون عليه المعلم وفي النهايه لا يسعني الا ان اقدم تحياتي لكل معلم ادى الامانه واعطى من قلبه وبذل ما بوسعه بضمير حي وقلب محب وعقل مستنير تحية لكم يا اعلام الوطن الشامخه وتحية محبه وتقدير.