الأحد، 15 نوفمبر 2020

تغيير قانون الاحداث اصبح ضرورة

 يولد الطفل صفحة بيضاء نقية ذكية على الفطرة، ولكنها سرعان ما تتلوث خاصة في زماننا نتيجة اهمال الاسرة في تنشئة الصغار على القيم الاخلاقية والدينية، مما تتسبب في ضياع براءة الاطفال وطهارتهم، بل انهم تحولوا مع مرور بضعة سنوات الى مجرمين يهددون سلامة المجتمع وأمنه واستقراره.


فكما تشير العديد من الدراسات في العالم شرقا وغربا، فان معظم جرائم الاغتصاب يرتكبها أطفال عمرهم لا يتجاوز 17 عاماً، ناهيك عن جرائم سرقة السيارات وخطف حقائب السيدات بل وقتلهم.

فأطفال اليوم يتسربون من المدارس ويجلسون على المقاهي ويشاهدون الافلام غير اخلاقية والعنف والجريمة ويدخنون، بل وبعضهم يتعاطى المخدرات في سن صغيرة وقد يتحول البعض منهم للاتجار في المخدرات، ناهيك استغلال الجماعات المتطرفة كداعش وغيرها للاطفال في أعمالهم الاجرامية لهدم الدول العربية.

فجرائم الاطفال هي القضية الرئيسية التي يجب ان ينتبه اليها المجتمع العربي كله لان الاطفال هم المستقبل، فكيف يصنعون مستقبل اوطانهم في ظل انحرافهم السلوكي المبكر، والذي يتجاوز سقف الخطأ الى الجريمة الفاحشة والنكراء؟!

ولا شك ان الأسرة هي المسؤولة مسئولية مباشرة عن تنامي ظاهرة جرائم الاطفال، لانها انشغلت عن رعاية الصغار وحمايتهم من شرور الخلق، فالام قد تنشغل بعملها او صديقاتها او متابعة الفيس بوك عن مراقبة سلوك طفلها وتوجيهه وتتركها فريسة لمتابعة الافلام والمواقع المخلة، وقد تتركه يلهو مع قرنائه دونما مراقبة.

كذلك قد ينشغل الاب بعمله بشكل مفرط يستنفذ معه وقته ويومه دون ان يجد وقتا للقيام بدوره الرئيسي في الاسرة كربان للسفينة المسؤول عن حمايتها من الغرق، ناهيك عن الاباء الذين ينشغلون  بالعلاقات النسائية خارج مؤسسة الاسرة، والاخرين الذين يتخلون عن دورهم كاملا عندما يطلقون زوجاتهم  فتنهار المؤسسة الاسرية.

والنتيجة اننا بتنا نرى الاطفال أكبر من سنهم نتيجة ما تشربوه مبكرا من سلوكيات منحرفة اخلاقيا وروحيا، وبعضهم يعرفون ويفهون امورا  لا افهمها انا، وهذا ناتج اما عن الفقر المدقع الذي جعلهم عرضه للشارع والتجارب القاسية وحملهم الهم والمرمطة فكبروا قبل أوانهم، أو انهم ينتمون لطبقة المترفين من حديثي النعمة الذين تركوا اطفالهم دون رقابة فكبروا قبل اوانهم واصبحوا يجالسون الكبار او يفعلون مثل الكبار الفاسدين من خمر ومخدرات وعلاقات مع الجنس الاخر محرمة.

كذلك التفسخ الاسري بانفصال الابوين وما يترتب عليه من تعرض الطفل لصدمات نفسية تكسر ثقته بنفسه، فينضم الى مجموعة تعيد له ثقته بنفسه مما قد يدفعه الى الانحراف السلوكي ليثبت لنفسه وللاخرين انه اقوى من الانكسار الداخلي الذي يعيشه، وهذا ما يدفعه إلى تكوين خبرة سلوكية مما يتعرض له يومياً، وعندما يتقدم فى العمر، يتحول بسهولة إلى مجرم معتاد الإجرام نظراً لخبراته السابقة، بحسب ما يؤكده خبراء علم النفس.

فالخبرات المؤلمة تنتج عن الحرمان العاطفي الذي يصدم الطفل، عبر سوء معاملة الأهل أو الحرمان من أحد الأبوين، يجعله يميل إلى محاولة تعويض هذه الحالة من خلال السيطرة أو ارتكاب الجرائم.

وأظن اننا قبل ان نطالب الاطفال بتعديل سلوكهم عبر مؤسسات، فان الاباء بالضرورة هم الاكثر مطالبة بتعديل سلوكهم هم اولا، لان الاطفال يقلدون ابائهم، على ذلك فانه كلما كان الاباء  قدوة طيبة، فلن يكتسب الطفل سلوكيات عنيفة. عليهم مسؤولية كبيرة فى تكوين سلوكيات الأبناء.

وبالنهاية سواء هذا النوع او ذلك السبب هو اهمال الاهل وتعريض اطفالهم للتربية السيئة التي تتحول الى وبال على المجتمع بأسره.

فكم من الجرائم الشنيعة التي ارتكبها الاطفال والاحداث دون تعرضهم للعقاب القانوني والمحاسبة بدعوي انهم دون سن ال 18 وذلك وفقا للقوانين الوطنية والمستقاة من وثيقة حقوق الطفل العالمية، ولكني أرى ضرورة من تعديل القوانين الوطنية في اوطاننا العربية حماية للارواح البريئة التي تزهق او التي تغتصب وتقتل وتسرق وتتعرض للتعذيب على أيدي المتوحشين من الاحداث بعد تسرب الاجرام الى نفوسهم.

وانني أدعو المؤسسات التشريعة والقانونية في بلادنا العربية الى الاسراع في  تعديل سن الحدث الخاص بالمسئولية الجنائية عن الجرائم التي يرتكبها أطفال تحت سن الثامنة عشرة، ويهربون من العقاب الجنائي، وعندما يحاسب الاحداث جنائيا على جرائمهم البشعة فان ذلك يمثل ردعا للأسر ويدفعم الى اعادة تربية ابنائهم على قيم الاخلاق والفضيلة.

ولا يمكن ايضا اعفاء الاسرة من المسؤولية الجنائية عن الجرائم التي يرتكبها ابنائهم الصغار، بل هم مسؤولون ومشاركون في هذه الجرائم بسبب تخليهم عن تربية ابنائهم وحمايتهم من الانحراف السلوكي والاخلاقي ومن ثم يجب محاسبة الاهل عن الجرائم محاسبة قانونية بحيث يتم حبس الاهل بدلا من الصغار، وهو ما يتطلب ثورة تشريعة وقانونية لتعديل القوانين الخاصة بالمسئولية الجنائية للاحداث الاقل من 14 عاما بحيث توقع العقوبة بالاب الذي اهمل تربية صغاره.

وللأسف، فان  بعض الاسر قد تحرض صغارها على ارتكاب الجرائم من سرقة واعتداء جسدي بل وقتل حتى يفلتوا هم من العقاب الجنائي، من هنا فان الحاجة الى تعديل القوانين الجنائية للصغار والاحداث وذويهم سيردع الكبار المجرمين عّن دس الاطفال بجرائمهم حتى لا يتم معاقبة أحد.

وينسحب ذلك أيضا التنظيمات الارهابية كداعش وخلافها التي دست الاطفال لنفس الغرض وضيعت مستقبلهم وهددت امن المجتمعات، وهو ما تنبهت اليه بعض الدول العربية مؤخرا مثل مصر التي تعد مشروع قانون منذ العام الماضي 2019 لتعديل المادة 111 من قانون الطفل ليتضمن تغليظ العقوبة على الجرائم التى يرتكبها الطفل الذي يتجاوز عمره 15 عاما، حيث ينص التعديل على أنه إذا ارتكب الطفل الذي تجاوز سنة خمسة عشرة سنة، جريمة عقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد حكم عليه بالسجن مدة لا تزيد عن 25 سنة، وإذا كانت الجريمة عقوبتها السجن المشدد يحكم عليه بالسجن مدة لا تقل عن عشرين سنة، وإذا كانت الجريمة عقوبتها الحبس يحكم عليه بالحبس مدة لا تقل عن سنة
فأرجو من دولنا العربية كافة وخاصة التي تكثر بها الجرائم و تحديدا مما يرتكبها الاحداث من تعديل القانون لضمان ردع المجرم الحدث واهله بسجنه او عقابه هو ان كان فوق 14 سنة وسجن اهله ومعاقبتهم استنادا على التحريض او سوء التربية و الاهمال و هذا نداء الى مشرعي القوانين في العراق و الاردن و مصر و لبنان و السعودية والمغرب كافة الدول العربية حرصا على امن و سلامة الافراد فمن أمن العقاب اساء الادب خاصة و ان الطفل في هذا الزمن لم يعد طفلا في ضل انفتاحه و انكشافه على كافة الامور

و قد كنّت محتارة جدا قبل كتابة هذا المقال كيف اوزن دفاعي عّن حقوق الطفل و حسن تربيته و ارشاده و التسامح في تقويمه وبين الشدة في العقاب الذي انادي به هنا فوجدت ان لكل حالة من الحالات وضعها الخاص الذي يمكن للقاضي بالتعاون مع الاطباء النفسيين و المرشدين التربوين الحكم على الحالة بالاصلاح و العقاب.

الاثنين، 2 نوفمبر 2020

تنوعت الجرائم و الوأد واحد

 قتل الاطفال جريمةعالمية تتطلب تشريعات


موحدة للعقاب وثقافةجديدة في التنشئة

الامومة غريزة أودعها الخالق العظيم في قلب الأمهات لتفضن كالأنهار بالحب على صغارها فيشعرون بالأمان والطمأنينة والسكينة والحنان وتتشبع أرواحهم الطاهرة بالبراءة فيشبون مع مراحل عمرهم أسوياء ورحماء دونما عنف.

وعرفت بالمرأة وفق فطرة سوية فطرها عليها الله بالقدرة على الصبر وتحمل المشاق لرعاية اطفالها و السهر عليهم و تلبية احتياجاتهم النفسية و التربوية و الحياتية

غير ان هذه المفاهيم عن المرأة قد تبدلت وتغيرت فطرتها من الرحمة الى القسوة ومن الرأفة الى الوحشية والانتقام، ومن التضحية الى الانانية ومن الايمان بعطية الله لها بالاطفال الى كفران النعم وازهاقها حتى الموت، وربما يعكس ذلك يأسا من الحياة يقود الى الاكتئاب، وقد يرتبط بظروف العراق وما عاناه من عنف وحروب ودواعش جعلت الانسان العراقي اكثر عنفا وبطشا بل وتجرد من الانسانية في بعض الاحيان.

فلماذا تبدلت فطرة المرأة من الرقة والعطف والرحمة الى القسوة الأشد من الحجارة، بل ان من الحجارة لما يتفجرمنه الانهار؟

صدمني فيديو كما صدم كل ذي انسانية ورحمة ـ لمشهد أب مكلوم على طفليه التوأم بعد ان غدرت بهما أمهما وأغرقتهما في تانك أو برميل المياه، وبعدها أخذ الاب يبحث عنهما حتى عثر عليهما طافين غرقى داخل التانك، فليصبره الله وليربط قلبه، ولكني أقف مفزوعة من تجرأ أم على انتزاع الرحمة من قلبها في لحظة تحولت فيها لوحش كاسر وشيطان مارد يفتك بتوأمين رضيعين لاحيلة لهما الا أمهما.

هذه الفاجعة نبهتني الى محاولة قراءة النماذج الوحشية التي تعرض لها الاطفال الابرياء والرضع بالعراق او بالدول العربية او بالعالم، فوجدت العجب الذي يدمي القلوب ويسرق النوم من العيون، ونقف امامها عاجزين عن فهم هذا السلوك الاجرامي، لكني وجدت في كتاب الله تعالي من يؤكد حقيقة فجور الانسان الذي ما تخلى عن انسانيته ومن ايمانه، كما في قوله تعالي:" بل يريد الانسان ليفجر أمامه ".

فقد شاهدنا امرأة عراقية تفجر نفسها، وهى تحمل طفلها على كتفها، بعد أن دبرت حيلة للهروب مع النازحين للقيام بعملية انتحارية وسط عددا من الجنود العراقيين، وتتجرأ على حرق فلذة كبدها بالنيران ويتمزق جسدهما الى أشلاء، بينما ترمي امرأة عراقية أخرى طفليها في نهر دجلة من فوق أحد الجسور وسط بغداد في جنح الظلام.

وبينما يقدم أب في كربلاء على حرق أطفاله النيام انتقاما من زوجته، فان زوجين من أصول عراقية تحكم عليهما محكمة بالدنمارك العام الماضي بالسجن 14عاما بعد إدانتهما في قتل طفلتهما الرضيعة، وذلك لـكونها فتاة وليست ولداً، حيث قاما بالضغط على أضلع الرضيعة وكسرا لها 31 ضلعا، وان أحد الأضلع المكسورة ثقب جزءاً من رئة الرضيعة وكسر آخر ثقب الجزء الآخر، في سابقة اجرامية لم تعرف من قبل.

العام الماضي تجرد أب أردني من أبوته خلال انتقاله مع زوجته للعيش في تايلاند واخذ طفله عمر ابن السنتين من أمه ليشتري له حلوى، واذا به يربطه بعربة الاطفال ويلقي به في البحر لانه يرفض ان يعيش حياة الابوة.

وشهدت مصر بين عامي 2018 و2019 جرائم قتل للاطفال مفزعة وتم بعضها وفق حبكات شيطانية تحير كتاب الدراما، ما بين أم تشنق طفلتها في الاسكندرية، وأخرى تلقي بطفليها في بحر يوسف بالمنيا، وثالث يلقي بطفليه في نيل الدقهلية.

وتعددت أسباب هذه الجرائم ما بين الفقر والخوف عليهم من الجوع والمستقبل المجهول، وقد تكون الدوافع منعدمة لوقوع هذه الجرائم، ففي قرية شرمساح التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط،، ذبح سائق توك توك زوجته ووضع السم لأبنائه الأربعة ثم تناول السم ومات، بسبب مروره بأزمة مالية.

سكين وغرق سموم لقتل الاطفال

وذبحت ربة منزل بمنطقة جزيرة البداري البحرية بمركز البداري بأسيوط طفليها اللذان يبلغان من العمر4 و6 سنوات "عمر.م.ح، و"زياد.م.ح"، باستخدام سكين مطبخ.

وقتلت أم أطفالها الثلاثة خنقًا بالماء بينهم طفل رضيع لما يتجاوز عمره شهرا، وألقت بجثثهم في مصرف بالقرب من مسكنها، وذلك استجابة منها لرغبة ضرتها ومن أجل أن يحصل زوجها من ضرتها على شقة وسيارة.

وقبيل انطلاق مدفع الافطار، قامت أحد الامهات بتعذيب ابنها وخنقه والقائه في البحر بشرم الشيخ والتقطت كاميرات المراقبة صور الجريمة كاملة. وكشفت التحقيقات انها تخلصت من طفلها بسبب خلافات مع طليقها والد الطفل الذي هدد بأخذه منها.

بينما تجردت طبيبة صيدلانية من أمومتها وأقدمت على قتل طفلتها ذات الستة أعوام باستخدام عقار للعلاج النفسي وضعته لها في كوب عصير، وتلقي مصرعها.

وتعددت جرائم قتل الاطفال الرضع في ربوع عالمنا العربي خاصة اطفال السفاح في تكتم شديد، وبعيدا عن ابلاغ الشرطة او معرفة المجتمع المحيط بالضحايا.

جريمة عالمية
كما تنتشر جرائم قتل الامهات لاطفالهن في مختلف دول العالم، فقد وثقت كاميرات مراقبة في إحدى الحدائق الأمريكية في مدينة ميامي بولاية فلوريدا هذا العام جريمة قتل نفذتها أم في حق طفلها الصغير المصاب بالتوحد، واكتشفتها الشرطة الأمريكية، بواسطة كاميرات المراقبة وهي تلقي بطفلها في مياه قناة مائية.

وفي روسيا تحاكم عشرات الأمهات كل عام بسبب قتلهن أطفالهن، رغم تنوع خلفياتهن الاجتماعية من ربات منازل وسيدات أعمال ناجحات إلى معلمات وغيرها.

اسباب ونتائج
يرجع خبراء علم النفس والاجتماع جريمة قتل الأطفال الى نتيجة ضغوط اجتماعية أو نفسية أو غيرها، كالخلافات الأسرية أو لتبول الطفل لا إراديا أو بكائه المستمر، أو التخلص منه نتيجة لإنجابه من علاقة آثمة وخوفا من الفضيحة، أو بسبب الخيانة الزوجية، وهناك بعض الأشخاص يكون لديهم ميول للخيانة فيقومون بقتل أبنائهم للتفرغ لشهواتهم الخاصة.

وقد تسعى الام للانتقام من الاب بسبب عنفه وقهره بحقها، بينما قد تتعدى الأم بالضرب على طفلها حتى الموت بهدف تأديبه، أو صعوبة الإنفاق عليه أو لارتكابه جريمة السرقة، تكرار التغيب عن المنزل أو الاحتفاظ بالأبناء بعد الطلاق من جانب الأب رغم حضانتهم للأم.

ويؤكد علماء الاجتماع في الصدد على ان ما يعرف بدائرة القهر الجهنمية، تقود في النهاية لمنظومة القتل، وتتمثل هذه الدائرة فى عنف الرجل ضد المرأة يليه رد فعل تقهر فيه المرأة لأطفالها ويكون رد هؤلاء الأطفال فى استخدام العنف فى الأصغر منهم والأصغر منهم ضد الحيوانات، وينتج عن هذا العنف، الجرائم الأسرية البشعة التي بتنا نعيشها يوميا.

ولاشك أن التنشئة الاجتماعية الخاطئة وراء هذه الجرائم، فالرجل يتربى على مفهوم العنف والضرب من جانب الاهل بدعوى تقوية عظامهم وتعويدهم على التحمل في الحياة ومشاقها، وعندما يكبر يستخدم نفس التربية الخاطئة مع أولاده وتصبح دائرة الضرب والتعذيب مستمرة وينعكس ذلك على المرأة والاطفال.

انقاذ سريع
مع تزايد جرائم قتل الاطفال، فان هذه الظاهرةالعالمية تستدعي خطة عمل دولية تتعاون فيها جهود اليونسيف مع منظمات المجتمع المدني لسبل تهيئة الفتاة الصغيرة على الزواج والتربية وتوعيتها للتعامل مع اطفالها، وذلك من خلال دورات تثقيفية بالمدارس مستمرة حتى لوكانت خلال منهج دراسي، وكذلك وضع مناهج تربوية بالمدراس لتنشئة وتوعية النشىء بأدوراهم الاسرية على قاعدة من التفاهم والتراحم الاسري والتعاون في التنشئة السليمة للصغار.

تبقى أدوار الاعلام والمؤسسات الدينية أكثر اهمية في تكريس الوعي بقيمة التراحم داخل البيت ، مع محاربة كل اشكال الفنون التي تؤدي الى انتشار ثقافة العنف في المجتمع من مسلسلات درامية او افلام سنمائية او العاب اطفال الكترونية.

كما ان الثقافة بشكل عام و بكافة مناحيها و انواعها بنظري هي المنقذ الحقيقي للمجتمع بالتوعية الاخلاقية و التربوية لخلق مجتمع سليم خال من العنف الاسري و التفكك و الانهيار حيث انني لا اميل الى تصديق حجج الامراض النفسيه و العصبية اغلب الاحيان
فانني اذكر فيلم بعنوان توت توت كانت قصته عّن امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة اعتقد اعاقة ذهنية جسدت الدور الفنانة نبيلة عبيد حيث اظهرت الفطرة السليمة للامومة بالغريزة رغم انها كانت غير طبيعية صحيا و عقليا الا ان قلبها كان سليم (قلب الام ) الذي اودعه الله في كل امراة لتكون مصدر الحنان و الامان و الطيبة

كما انني اؤكد ان الظروف الاقتصادية لا يمكن ان تكون مبرر لمثل هذه الافعال

وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)

الا انه ربما تراكمات العنف و القهر و سوء التربية و غياب القدوة و الوازع الديني و الاهم من هذا كله الثقافة التي تجعل البسيط و العظيم الغني و الفقير لديه حكمه و رؤية للتعامل و التعاطي مع الامور بوعي و ادراك تام فالوعي المجتمعي المستمد من الثقافة و ما تبثه وسائل الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي هو طوق النجاة

ومما لاشك فيه ان اقدام الام او الاب على قتل اطفالهم يتطلب تغليظ العقوبة القانونية والجنائية بحقهم حتى يكون في ذلك ردع عملي لهذه الجرائم الوحشية بحيث تتم معاقبة قتلة صغارهم بالاعدام او المؤبد وفقا للقوانين الجنائية.