الأربعاء، 22 يناير 2020

حريق استراليا استمرار لكوراث الخلل البيئي العالمي



 لم تمض عدة اشهر على اندلاع الحرائق في غابات الأمازون المطيرة في البرازيل شهر آب الماضي وتسببت في كوارث لم يسبق لها مثيلا قبل عقد من الزمان، حتى انتقلت الكارثة اوائل يناير الجاري الى غابات استراليا التي تعيش كارثة بيئية تحدث خللا في التوازن الطبيعي لكوكبنا الارضي. فموجات من البرد والصقيع الحاد في بعض مناطق العالم يقابلها ارتفاع حاد في درجة الحرارة  في مناطق أخرى، وزيادة نسب ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي بفعل الحرائق والتلوث وانقراض العديد من الفصائل الحيوانية والطيور التي يعد تواجدها في بيئتها حصنا وامانا للغطاء النباتي على الكرة الارضية. غير ان استمرار هذه الحرائق في مناطق الغطاء النباتي، تسبب في ذوبان مناطق مهمة من الجليد في منطقة نيوزلاند. وهذا يعني ان الكوكب الارضي معرض لمخاطر اكبر تتطلب السرعة  في حماية الانسان والحيوان والنبات معا، لانهم جميعا في تلازم بيئي واحد. فالحرائق التي اندلعت في غابات جزيرة الكنغر جنوبي أوستراليا، وتابعها ملايين البشر على الانترنت، وبحسب العالم كريس ديكمان من جامعة سيدني، فان الغابات المحترقة خسرت مليار حيوان، دون حصر أنواع الضفادع وأنواع الوطاويط واللافقريات والتي تقدر بالبلايين، بجانب خسارة منازل الحيوانات. تمتد خطورة هذه الحرائق الى نقل الرياح للرماد المشتعل الي نيوزلاند، فبدا الامر هناك وكأن السماء تمطر نيراناـ مما سرع نسبة ذوبان الجليد في نيوزيلاند بنحو 20 الي 30 بالمئة، وخطورة اندلاع حرائق في غابات نيوزيلاند أيضا لانها تضم حزاما من الغابات بمواجهة الساحل المقابل لاستراليا. كما يخشى العلماء من حدوث أمطار غزيرة على مناطق الغابات المحترقة، بما يؤدي الى جرف الرماد والسخام والنباتات المتفحمة الى مجاري المياه العذبة الطبيعية فتلوثها وتسدها     كما يمكن للامطار الغزيرة ان تجرف هذه المواد حتى الي السدود والترع المائية فتكون طحالب ضارة بالمياه يؤدي الى تسممها، وذلك مثل سد وارلجامبا خارج حدود سيدني، وهذا السد يوفر المياه لنحو 3.7 مليون شخص، فالخوف ليس من تكون البكتريا السطحية فقط ، فالجزئيات الصغيرة من الرماد ستخنق الحياة تحت المياه بما يسبب هلاكا للحياة البرية والبحرية في آن واحد، وتشتد الخطورة - وبحسب العلماء من تأثير ما بعد الحرائق واستمراره  لعقد كامل من الزمن، لان الغابات تأخذ أعواما لتنمو مجددا.   نعم هناك جهود بذلت في الاطفاء، وجهودا اخرى تبذل لانقاذ الحيوانات الناجية بالقاء الجزر والبطاطا اليها لانقاذها من هلاك الموت بعد احتراق مصدر غذائها النباتي، وبعض العلماء استخدموا موقع " جو فند مي " لطلب معونات مالية لتخصيص اماكن للعديد من الفصائل الحيوانية المهددة التي اصبحت مهددة بالانقراض بعد الحرائق  بعيدا مفترساتها.  ورغم كل ذلك تظل هذه الجهود  قاصرة عن منع اندلاع الحرائق مجددا، وان العلماء فشلوا حتى هذه اللحظة في ابتكار حلول عملية وعلمية تمنع تكرار هذه الحوادث. ولنضرب انموذج على ذلك بطائر الحدأة التي اكتشف العلماء انه  يتسبب في توسيع رقعة النيران حتى يخرج الحيوانات من جحورها مثل الجرذان وغيرها حتى تقتات عليها، وهو ما نبهنا اليه نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم من خطورة الحدأة بحديثه بالبخارى ومسلم: "خمس من الدواب كلهن فاسق، : الغراب والْحِدَأَة والعقرب والفأْرة والكلب العقور". علماء جامعة سيدني يقولون ان طائر الحدأة  يتعمد نشر الحريق ما استطاع يخرج الحيوانات من جحورها ويقتات عليها،  وذلك عبر التقاطه ناراً مشتعلة في خشبة أو غصن صغير، ثم يطير به ليرميه في مكان آخر، محدثاً بؤرا جديدة من النار، وبذلك ينتشر الحريق أكثر في كل مكان، لأن عشرات الطيور من فصيلته تفعل الشيء نفسه. هذه الكارثة في استراليا وغيرها ناجمة عن الاحتباس الحراري الذي يجب ان تتعاون شعوب العالم وقادته من اجل وقف نزيفه والتهامه للحياة على الكوكب الارضي.

اقرأ المزيد على الرابط : https://iraqpalm.com/article/حريق-استراليا-استمرار-لكوراث-الخلل-البيئي-العالمي?fbclid=IwAR1Vg_7wGYK3jrYDea03LiIInG0hytfyAsmgIw9yyYwiVVk-ca5X2zqw0GQ