الأربعاء، 30 أغسطس 2023

كوكب آيل للسقوط

كوكب آيل للسقوط


سارة طالب السهيل
29-08-2023 09:17 AM

انها من أهم القضايا المحورية التي تشغل العامة والخاصة على سطح الكوكب رغم انه من سنوات قليلة لم يكن هناك وعي كاف بقضايا البيئة حتى لمسه المواطن على ارض الواقع من شح المياه وتغيير فعلي في درجات الحرارة جعله يدرك اهمية الامر وانعكاسه المباشر على حياته.

لقد كنا نحذر من جميع انواع التلوث والحفاظ على البيئة والحيوان بمقالات سابقة ولم تكن تحظى باهتمام او اولوية، ولكن بعد ما وقع الفأس بالرأس بدأ الموضوع يأخد حجمه الطبيعي فلم تكن الناس بالوعي الكافي لادراك المشكلة قبل وقوعها فلم يهتموا لم كتب من توعية ولكن اليوم الموضوع اصبح خطير جدا فمع تزايد عدد سكان العالم، وزيادة الطلب على الموارد الطبيعية، وتغير المناخ، فإننا نواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.

هناك علاقة طردية بين التلوث البيئي وتغير المناخ، فالتلوث بشمولية وخاصة المحيط والغلاف الجوي والهواء والماء والتربة، يساهم بشكل مباشر في تغير المناخ من خلال إطلاق غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، كما أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم التلوث البيئي، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ذوبان الجليد في القطبين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وتلوث المياه كما يؤدي تغير المناخ إلى زيادة وتيرة وشدة الظواهر الجوية القاسية مثل العواصف والأعاصير، والفيضانات، والبراكين .

فمن اكثر المؤثرات على البيئة هو حرق الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز والفحم، ينتج عنه انبعاث غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، هذه الغازات تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وبالطبع طمع الانسان لاستخدام اخشاب الغابة او استغلال الغابات لعمل مناطق سكنية وبيع الاراضي سكني وعقاري بسعر اغلى واسباب اخرى ادى الى إزالة الغابات، وقطع الأشجار بشكل كبير وفي اماكن متفرقة في العالم وايضا الحرائق بسبب الاهمال أو الحرائق المتعمدة بأهداف شريرة، كلها تؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كما أن إزالة الغابات تؤدي إلى تآكل التربة وتلوث المياه.

لان الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وعندما يتم قطع الأشجار، يتم إطلاق هذا الكربون في الغلاف الجوي
و بالمقابل ايضا انهاك الزراعة التي تعتمد على استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية والمياه بشكل كبير، تؤدي إلى التلوث المياه والتربة وإطلاق غازات مثل أكسيد النيتروز، اضافة الى المخلفات الصناعية وخاصة النفايات البلاستيكية، يمكن أن تؤدي إلى التلوث وإطلاق غازات مثل الميثان.

كما ان المصانع وعدم معالجتها جيدا يؤدي إلى إطلاق غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.

إضافة لوسائل النقل، السيارات والطائرات والقطارات وعوادم السيارات والشاحنات وخاصة التي تعتمد على الوقود الأحفوري، من الأسباب الرئيسية لارتفاع درجة حرارة الأرض، وذلك لأنه يطلق غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.

كما ان التعدين يعتبر من الأسباب الرئيسية لارتفاع درجة حرارة الأرض رغم عدم الانتباه لهذا الامر مثل عملية البناء ايضا و التعمير
حيث ان الكثير من النشاطات البشرية ان تم اساءة استخدامها و المبالغة بالتعامل معها ستؤدي الى ذلك بما في ذلك السفر و التنقل و السياحة، وذلك من باب اهدار الطاقة و الاستخدامات غير الضرورية وفي غير محلها .

الا انه تبقى الحروب والصراعات المسلحة من اخطر ما يؤثر على البيئة لما يتم استخدامه من اسلحة ومعدات وكيماويات، اضافة الى اطلاق كميات كبيرة من الغبار والسخام في الغلاف الجوي، مما يحجب أشعة الشمس ويؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة مما يؤدي إلى ما يسمى بـ "الشتاء النووي"، والذي يمكن أن يستمر لعدة سنوات.

كما ان هناك اسباب يفهمها العلماء ليس العامة، مثل اصطدام الكويكبات او الانفجارات البركانية التي تطلق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

ولدوران المحيطات تأثير على توزيع الحرارة في جميع أنحاء العالم كما ان الظواهر الطبيعة والعوامل الخارقة للطبيعة التي ليس ليد الانسان تأثير مباشر عليها تلعب دورًا.

كما يعتقد البعض ان هناك ايادٍ خفية بقدرات العلماء والعلم الحديث المتطور يمكنهم اللعب في المناخ ودرجات الحرارة والاستسقاء و تحويل مجرى الرياح والغيوم وغيره للحفاظ على البيئة والمناخ يجب علينا العمل على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن طريق استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بدلاً من الوقود الأحفوري.

وتقليل استخدام المياه والمحافظة على البحار والانهار من التلوث وعدم رمي القمامة و البلاستيك في مجاري المياه والبحار والمخلفات والنضح في المياه او بين الغابات والاشجار، كما يمكننا تقليل استهلاكنا للطاقة وإطفاء الأنوار عندما نغادر واستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة، وقيادة السيارة بشكل أقل وإعادة التدوير والتقليل من النفايات عن طريق إعادة تدوير الورق والبلاستيك والمعادن، وشراء أقل حاجيات وإعادة استخدام الأشياء وإصلاحها بدلاً من استبدالها .

وحماية الحياة البرية والموائل الطبيعية عن طريق دعم المنظمات المعنية، وزيادة المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية، والتقليل من استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الضارة بالبيئة، والتوعية بالقضايا البيئية في المدارس والجامعات والإعلام، ودعم المنظمات البيئية، والمشاركة في الاحتجاجات مثل قتل الحيوانات وإزالة الغابات.

الحفاظ على البيئة ومكافحة تغير المناخ مسؤولية الجميع، فكل يمكنه المساعدة، فلنعمل معًا لبناء مستقبل آمنًا ومشرقا، فقد كتبت مقالا عندما كنت طالبة بعنوان "أَتُورث اولادك منزلا آيلا للسقوط؟" وقد كنت اعني كوكب الارض الذي سترثه الاجيال متآكلا مدمرا بسبب انانية وجشع الانسان المعاصر.