السبت، 4 مارس 2023

سوريا الزلازل .. وأشياء أخرى

 

سوريا الزلازل .. وأشياء أخرى



المآسي الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والدمار الشامل لآلاف الأبنية السورية، وموت الالاف من السوريين تدمي قلوب الانسانية جمعاء، خاصة وان هذه الكارثة من الزلزال المدمر جاءت وسط حصار اقتصادي يستنزف قدرات أهل سوريا على النهوض من كبوتهم بمفردهم.

نعم سارعت دول عربية لتقديم يد العون بالمساعدات العاجلة لإنقاذ شعب سوريا الحبيب، كما قدمت بعض دول العالم الغربية مساعدات عاجلة، إلا أن هذه المساعدات لن تغني او تسمن من جوع، في ظل كثرة الضحايا، مما يستدعي سرعة تدخل المجتمع الدولي، ومن قبله المؤسسات العربية والاسلامية مثل منظمة العالم الاسلامي وجامعة الدول العربية للمطالبة برفع الحصار المفروض على الشعب السورى منذ سنوات.

كان الادعى على عالمنا العربي والاسلامي ان يتبني الدعوة لرفع العقوبات وممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على امريكا ودول الاتحاد الأوربي الذين ما زالوا مصرين على استمرار العقوبات في الوقت الذي يقدمون فيه المساعدات للضحايا او المنكوبين بسوريا بشكل بطيء، وهذا موقف غريب، خاصة وان الغرب يمنع تصدير سيارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ والدفاع المدني لسوريا في ظل هذه العقوبات، فأي مساعدات تلك التي يمكنها ان تنقذ شعبا منكوبا فقد بالموت آلاف الأرواح وجعل ما يزيد عن 5 مليون مواطن سوري بلا مأوى في لحظة واحدة؟!!.

سوريا وطن عربي تكالبت عليه المؤامرات واستمرار تطبيق قانون قيصر في ظل هذه الظروف القاسية انما يعني استمرار نكبة الشعب السوري.

والدعم بالمساعدات العربية لسوريا جميل ومشكور لكنه لن يحقق اهداف حماية وانقاذ شعب مكلوم، الأمر الذي يتطلب سرعة اعادة سوريا الى حضن جامعة الدول العربية، لكي تتبنى الدعوة لاعادة اعمار سوريا، وسرعة امدادها بما تحتاج إليه لإعادة الإعمار.

إن الحصار على سوريا يجب ان يقف فورا، وأن نبدأ عمليا بالانفتاح العربي على سوريا، وتعاون الدول العربية وتكاتفها معا لمساعدة سوريا.

وأقول لكل المنزعجين من الضيوف السوريين في بلادهم انهم مجبورون على الاستضافة، لأن الجميع ساهم بشكل أو بآخر في خراب سوريا او تشجيع الفوضى بها سواء قصدا أو دون قصد، وبدلا من انزعاجكم اليوم من استضافتهم، كان من الأولى تركهم مستقرين في بلادهم.

بعد فاجعة الزلازل صارت مساعدة سوريا اكثر ضرورة، أظن انه من الضروري اقامة منصة للتبرعات لانجاز مشروع البناء، وإنني من هذا المقال وهذا المنبر أدعو و أطالب بسرعة اغاثة الشعب السوري المنكوب، عبر خطة عربية وإنسانية عاجلة لمواجهة آثار الزلزال وتأمين الإيواء وتأسيس صندوق عربي دولي لإعادة إعمار المناطق المتضررة تساهم في تمويله شعوب وحكومات العالم.