الأحد، 30 يونيو 2013

سارة السهيل تكتب حول حقوق الإنسان .. أحلام هل تتحقق (1) ( 2)

حقوق الإنسان .. أحلام هل تتحقق ؟! (1)

تثبت التجربة العربية أن أمر الديموقراطية وحقوق الإنسان ليس أمر نصوص وقواعد والتزامات فحسب بل هو في المقام الأول أمر اقتناع عام على المستويين الرسمي والشعبي بجدوى الديموقراطية وأهمية احترام حقوق الإنسان لبناء مجتمع قوى فاضل يتمتع فيه أفراده بالأمن والقدرة على إحداث تنمية متواصلة.   فالدساتير العربية كلها تتبنى الديموقراطية ومبادئ حقوق الإنسان بشكل أو آخر. وتوجد في البلدان العربية تشريعات وهياكل مؤسسية يدٌعي أنها تهدف إلى تحقيقالديموقراطية وتأمين حقوق الإنسان . ومع ذلك فالمنطقة العربية على اختلاف ظلالها هي منطقة بؤس ديموقراطي وحقوقي شديد رغم كل المظاهرالمعلنة والعبارات التي تدّعي غير ذلك. وأصبح السؤال الذي يلح على المثقفين العرب هو: هل ثمة أنساق ثقافية تستعصي على تقبل قيم الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان؟
هذه الكلمات وجدت نفسى أرددها عندما كنت أنظر بعيني  فى الفضاء الرحب من نافذة البيت شاهدت قطه بالحديقه تحوم حول قفص العصافير الذي به عشرعصافير وتنظر اليهم بعين البغضاء والحقد فهم بنظرها مدللون لهم مأوى يسكنوا به وطعام وشراب ويد حانيه ترعاهم وتخدمهم ويعيشون بجو عائلي دافء اما هي فقطه مشرده تعيش على الأرصفه تأكل فضلات من القمامه تلف على الحاويات من بيت الى بيت شعثاء غبراء مكفهره راقبتها يوم كامل رأيت كم هي مستعده لإقتحام هذا القفص وتدميره والقضاء على طيوره المدللـه لم اشعر بالكراهيه تجاه هذه القطه بل على العكس استعطفتني وحزنت لحالها كانت جائعه وكان لحم العصافير طعام طازج لها ويحفزها غلها من وضعها مقارنة بوضعهم .
قررت أن أجعل هذه القطه حقل للتجارب على النفوس البشريه والحيوانيه فأخذت لها طعام شهي ووضعته أمام القفص فهمت به الى آخر قطعه من شدة جوعها وجلست تنظف نفسها بعد الطعام أمام القفص فجوعها أعماها عن الالتفات لنفسها نظافة كانت أم  أناقه فالصراع على البقاء كان أقوى . التهت قليلا عن النظر لغيرها وخفت نسبة الحقد والعدائيه والنوازع الإجراميه والارهابيه .
وكررت التجربه باليوم الثاني والثالث والرابع الى ان جاء اليوم الخامس الذي لم يكن بالحسبان وجدت هذه القطه تلعب بتحبب مع هذه العصافير جالسه بقرب القفص الكبير نائمه تارة تتمغط تارة اخرى وتلعب اكثر الاوقات . سبحان مغير الاحوال .
نعم هكذا نغير الشعوب ونغير ميولها ونزرع بها الحب والسلام وقبول الاخر هكذا نزرع الأمن والإستقرار نزرع حب الوطن والمحافظه عليه وعلى أبناءه هكذا نتجنب الإرهاب والعماله والانتماءات الخارجيه أيا كانت هكذا نجعل كل الأطياف رفقه وأحباب ، هكذا بان نعطي كل ذي حق حقه وأدنى حقوقه المأوى والمأكل والملبس والماء النقي والكهرباء أدنى حقوقه ان يتمتع بعلاج مجاني محترم وأدويه غير منتهية الصلاحيه ومدارس تعلم وتثقف وتبني أجيال بدلا من هذه المباني التي تحمل لافتة مدرسه وبداخلها سجان أو جاهل يعلم الطلاب أللا علم أللا فكر أللا ثقافه .
حقوق المواطن كثيره يعرفها المواطن ويكتب رسائل على أوراق الورد ويرسلها للمسؤولين قائلا الإنسان أهم حقي ، أهم من حسابات البنوك وتقسيم الحصص الحزبيه والطائفيه ، قوتي أهم من سياساتكم الخارجيه ،  وعلمي أهم من نزاعاتكم الداخليه ، وأطفالي أهم من نقاشاتكم السرياليه نحن هنا نحن الشعوب لنا حقوق نطالب بها ولن نسكت على حقوقنا التي هي :
يأتي في مقدمة هذه الحقوق الحق في الحياة ومؤدى هذا الحق تحريم الاعتداء على الحياة الإنسانية إلا لسبب يحدده القانون لضرورة في الحفاظ على الحياة الإنسانية ذاتها . لحياة المواطنين  الخاصة حرمة يحميها القانون  تنص عليها الدسايتر والقوانين تعاقب من يحاول المساس بها أيا كان  المعتدى سواء كان فردا أوجماعة أو هيئة حاكمة . بالإضافة أن كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التى يكفلها الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم ، وتكفل الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء.  والحق في الحياة  من الحقوق  التي لايجوزالتحلل منها حتى في حالة الطوارئ أوالحرب هي والحق في سلامة الجسم من التعذيب وعدم رجعية القوانين الجنائية وتحريم الرق وغير ذلك.  الدستور المصرى لسنة 1971 نص على أن  لحياة المواطنين الخاصة حرمة يحميها القانون .
 التزام احترام الحق في الحياة يعني : لايجب على الشرطة قتل شخص مشتبه فيه لمنعه من الهرب في حالة ارتكابه جريمة كالسرقة مثلا . حماية حياة الإنسان وجسده في مواجهة الغير، تتضمن أيضا  حماية حياة الإنسان وجسده في مواجهة نفسه .
ويشمل الحق في الحياة الحق في السلامة الجسمية  وهو ثاني الحقوق التى يطالب بها وقد نصت عليها الدساتير العربية والقوانين  أن الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة لا تمس، وفيما عدا حالة التلبس لايجوزالقبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إلا بأمرتستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع، ويصدر هذا الأمر من القاضي المختص أو النيابة العامة ، وذلك وفقا لأحكام القانون  ويحدد القانون مدة الحبس الاحتياطى وأن كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان ، ولايجوز إيذائه بدنيا أو معنويا ، كما لا يجوز حجزه أو حبسه في غير الأماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون . كما لا يجوز إجراء أي تجربة طبية أوعملية على أي إنسان بغير رضائه الحر. ومن الحريات الشخصية التى لابد التمتع بها والمرتبطة بالسلامة الجسدية ، تحريم الاسترقاق أو الاستعباد ، تحريم التعذيب أو المعاملة القاسية ، والحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة.
وتشمل الحقوق السياسية والمدنية حقوقا كثيرة والحق في سلامة الجسم مثل مبدأ المساواة أمام القانون والحق في الحرية والكرامة والسلامة الشخصية وما يتبع ذلك من ضمانات قانونية ضد القبض التعسفي والاعتقال التعسفي والتعذيب والمعاملة غيرالإنسانية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة
ثالث الحقوق هو الحق في الغذاء تضع الحكومات قوانين لمنع الأشخاص الأقوياء أو المنظمات القوية من انتهاك حق الغذاء، ومنع البعض من احتكار بيع سلع معينة. يكفى أن تعلم أن حوال 1.2 مليار شخص حول العالم ينامون جوعى يوميًا ضحايا الجوع كل عام أكثر من ضحايا أمراض الإيدز والملاريا والسل مجتمعة يموت طفل كل ست ثوان بسبب الجوع أو أمراض متعلقة به .
لاتخلو ديانة من الديانات من نصوص حول تكريم الإنسان . ولاتخلو ثقافة من الثقافات من مبادئ للرحمة والعدل والإنصاف. حقوق الإنسان في عصرنا هذا لم تعد مجرد مبادئ فاضلة تحض عليها الأخلاق أوتعاليم تحض عليها الأديان ولكنها تحولت إلى التزامات قانونية يتعرض من يخالفها لجزاءات على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية . فمصطلح حقوق الإنسان يشير إلى مجموعة الحقوق اللصيقة بالشخصية الإنسانية والتي يتمتع بها الإنسان ولايجوز تجريده منها لأي سبب كان بصرف النظر عن كل مظاهر التمييز مثل الدين واللغة واللون والأصل والعرق والجنس وغير ذلك.  وللحديث بقية فى مقال آخر .

حقوق الإنسان .. أحلام هل تتحقق ؟! (2)
 


تحدثت المقال السابق عن بعض حقوق الإنسان ووعدت أن نعرف المزيد بمقال جديدوالتى يمكن عن طريقها نغيرالشعوب ونغيرميولها ونزرع بها الحب والسلام وقبول الاخرهكذا نزرع الأمن والإستقرار نزرع حب الوطن  بأن نهب للجميع حقوق الإنسان التي يحلم بها الجميع وقد تتحقق فى يوم من الأيام فنحن الشعوب لنا حقوق نطالب بها ولن نسكت عنهاوالتي منهاأيضا :
حق كل إنسان فى إختيارعقيدته التى يؤمن بها وهى ما يطلق عليه بالدستور حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائرالدينية. فمن حق أى مواطن بالوطن العربى أن يعتنق أى دين يريده سواء الإسلام أوالمسيحية وأى مذهب دينى يريده دون إعتراض من أحد أو فرض من أى جهة. 
وحرية العقيدة يرتبط بها بشكل غيرمباشرتجريم كل إعتداء على الحرية الشخصية أوحرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور والقانون  وأنها جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم ، وتكفل الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء.
وهو ما يستدعى أيضا أن  تكفل الدولة للفرد وللأسرة وبخاصة الطفل والمرأة الضمان الاجتماعي والصحي ، والمقومات الاساسية للعيش في حياةٍ حرة كريمةٍ ، تؤمن لهم الدخل المناسب ، والسكن الملائم . وهو ما أكدته منظمات المجتمع المدني وما تضمنته بعض القوانين بالوطن العربى  والدستورالعراقي ورد به النص بأن تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أوالمرض أوالعجزعن العمل أو التشرد أواليتم أوالبطالة ، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة ، وتوفرلهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم . الاسرة اساس المجتمع ، تحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والاخلاقية والوطنية  وان تكفل الدولة أيضا حماية الامومة والطفولة وترعى النشئ والشباب وتوفرلهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم .
وكما أن للأولاد حقٌ على والديهم في التربية والرعاية والتعليم ، للوالدين حق على أولادهم في الاحترام والرعاية ، ولاسيما في حالات العوز والعجز والشيخوخة . وقد حظرت معظم القوانين بدولنا العربية الاستغلال الاقتصادي للأطفال، وتتخذ الدولة الاجراء الكفيل بحمايتهم . ومنع كل أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
يوجد حقوق لصيقة بالشخصية إلى جانب ذلك مثل  حق الشخص في سلامة كيانه الأدبي :  الحق في الشرف والاعتبار، الحق في السرية ، الحق في الهيئة أوالصورة ، الحق في الإسم ، و الحقوق اللصيقة بالشخصية حقوق مطلقة ، لاتقوم بالنقود ، لايجوزالتصرف فيها أوالنزول  عنها ، لاتنتقل بالميراث ، لاتخضع لنظام التقادم ، ومنع الاعتداء على الشرف والسمعة تضم (حق التبليغ والنقد-  إساءة استخدام حق النقد - القذف)
وهناك الحق فى الانتقال من مكان لآخر والحق في اللجوء ، والحق في المستوى اللائق للمعيشة ، والحق في الرعاية الصحية ، والحق في الزواج ، والحق في العمل والحق في التأمين الاجتماعي  والحق المحاكمة العادلة وحقوق المتهمين والمذنبين، والحق في الحماية العقلية والمعنوية . ومن الحقوق الحق في التعليم : يجب على الدولة أن توفر الطرق والوسائل لحصول الجميع على التعليم الإلزامي والثانوي المجاني والتعليم العالي والتدريب المهني وتعليم الكبارومحو الأمية .
الحق في الملكية ، حرية الرأي والتعبير، حرية الاجتماع ، حرية الحركة ، الحماية ضد التمييز، حق المساواة أمام القانون ، الحق في الحصول على وظيفة ، يوجد مجموعة من المعايير الدولية المتفق عليها والتي تحدد وتحمي كرامة الإنسان وسلامته بلا أي تمييزمن ناحية اللون أوالأصل أوالدين أوالمذهب أوالمكانة الاجتماعية أو الاقتصادية. وهي حقوق لصيقة بالإنسان وغيرقابلة للتنازل ، وتلتزم الدولة بحمايتها من الاعتداءأوالانتهاك.
أية قراءة لحقوق المواطن في الدساتيرالعربية تتطلب اعتماد مرجعية حقوق الإنسان سواء ما تعلق منها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان عامة كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان أوالعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبما أن الدستور يعتبر هو أسمى قانون للدولة فمن المفروض أن ينص ويضمن حقوق الإنسان لجميع المواطنين دون تمييز، وأن ينص على المساواة في تلك الحقوق بين الرجال والنساء ، من خلال قراءة  بعض هذه الدساتير، يتبين لنا أن هناك معركة كبرى من معارك الديمقراطية وهي النضال من أجل إقرار دستور ديمقراطي أولا ، في طريقة صياغته ، وفي مضمونه ، وهذا الدستور لايمكنه أن يكون ديمقراطيا حقا ، إلا إذا اعتمد على مرجعية حقوق الإنسان ، وعلى المساواة بين الرجال والنساء في تلك الحقوق ، باعتباره الدستور هوالقانون الأسمى للدولة .
أن تكريم الإنسان هو أساس فكرة حقوق الإنسان في القرآن الكريم ، ولحفظ تلك الكرامة والمنزلة الرفيعة للإنسان شرع الله تعالى له الحقوق التي من شأنها تحقيق سعادته وحفظ مصالحه ، فكان القرآن الكريم هو الأسبق في تقرير حقوق الإنسان التي تتغنى بها حضارات اليوم ، والأشمل لجميع أنواع الحقوق والأكثرعدالة واحتراما للإنسان . بل وضعت الشريعة الأحكام التي : تحمي الإنسان وتحافظ عليه قبل أن يولد وبعد ولادته إلى أن يموت وحتى بعد أن يموت. في السلم والحرب على حد سواء .
القرآن الكريم : المصدر الأول للتشريع قال تعالى : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " الإسراء - 70
السنة النبوية: المصدرالثاني للتشريع وهى كل ما صدرعن النبي من قول أو فعل أو تقرير..  فقد قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في خطبة الوداع : حرمة الدماء والمال - حقوق النساء - الأمانة - الأخوة - عدم التمييز بين الناس ..
أعتقد أن الاحترام الفعلي للحقوق في المجتمعات العربية لا يزال موضع جدل وخلاف كبيرين باعتبارأن العبرة ليست بالنصوص الدستورية المتعلقة بهذه الحقوق أو ضماناتها ، بل في الرغبة الحقيقية والإرادة الصادقة من قبل الحكومات القائمة على بذل أقصى الجهد لضمان تحقق هذه الحقوق للأفراد على أرض الواقع .

سارة طالب السهيل