الأعشاب بين الأسطورة والخطورة
بقلم سارة طالب السهيل
سارة السهيل
تسبب ارتفاع أسعار الادوية الكيماوية وما تخلفه من آثار جانبية قد تصيب الناس باضرار صحية جسيمة في عودة المجتمعات والشعوب في الألفية الثالثة إلى العودة للطبيعة مجددا عبر طب الأعشاب الذي كانت تستخدمه جداتنا في العالم العربي، وهو ما بات يعرف علميا بالطب "الشعبي ".
فالتداوي بالأعشاب، هو طب شعبي أو تقليدي يعتمد على إستخدام النباتات والمستخلصات النباتية. ويعرف أيضا باسم الطب النباتي، طب الأعشاب، علم الأعشاب. وأحيانا ما يشمل طب الأعشاب منتجات النحل والفطريات، وكذلك المعادن، الأصداف، وأجزاء معينة من الحيوانات.
ويعتبر التداوي بالأعشاب طريقة قديمة لعلاج الأمراض التي تصيب الإنسان. تعود هذه الطريقة في المعالجة إلى أزمنة بعـيدة ضـاربة في القـدم، صاحبت وجود الانسان على البسيطة. ووفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية، فان مصطلح الادوية العشبية يشمل الأعشاب والمواد العشبية ومنتجاتها الجاهزة التي تحتوي علي عناصر نباتية فاعلة او تركيبات نباتية .
واذا كانت منظمة الصحة العالمية تعترف بطب الأعشاب، فإن التداوي بالأعشاب يعد أحد أقدم فروع الطب، و أثبت فعالية كبيرة في العلاج بما دفع بعض الجامعات لإنشاء أقسام خاصة بعلوم الطب البديل، كما ان الفضائيات العربية باتت تهتم بهذا الطب وتفرد مساحات من البث الفضائي لأطباء متخصصيين يصنعون مركبات لعلاجات كثيرة .
الطب النبوي
ويلجأ المسلمون كثيرا للطب النبوي استنادا الي احاديث نبوية صحيحة وكل وصفاتها حققت نجاحا باهرا، ومنها في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار وأنا أنهى أمتي عن الكي . وكذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الحبة السوداء قال: في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام.
كما في المسيحية أيضا استخدام بعض الزيوت للشفاء والإستطباب
دراسات حديثة
وفي دراسة للمركز القومي للبحوث بمصر، كشفت عن ان كتب ابن سيناء والرازى وابو قراط وجالينوس تعاد ترجمتها في كل بلاد الغرب والولايات المتحدة ليستفاد من كنوزها النفيسة. وأشارت الى أن التداوي بالمواد الطبيعية مثل الأعشاب يكتسب مساحة يومية في كل أنحاء العالم على حساب الطب التقليدي والتداوي بالأدوية التي يحذر العلماء من أثارها الجانبية على صحة الانسان .
وذكرت ان نبات (امبرباريس) على سبيل المثال يعالج امراض الصفراوية والعديد من الأمراض الأخرى وقد اسهب ابن سينا فى شرح خواص هذا النبات كما أن القدماء المصريين كانوا يحضرون من ثمرتها شرابا مفيدا لا يزال مستعملا فى بعض بلدان الشرق.
واكدت الدراسة كذلك ان نبات (الابرباريس) يبدد العطش ويعالج ضعف الاقبال على الطعام والالتهابات الهضمية والمعوية .
كما تعتبر منتجات الأدوية العشبية مكملات غذائية لتحسين اوضاع الناس الصحية. وهناك أعشاب تباع على شكل مضغوطات وكبسولات ومساحيق ونقوعات وخلاصات ونباتات خضراء أو مجففة. لكن بعض هذه المنتجات يمكن أن يسبب مشاكل صحية، كما أن بعضها الآخر لا يتمتع بأي فعالية. ومن الممكن أيضاً أن يتفاعل بعض هذه المنتجات مع الأدوية الأخرى التي يتناولها الإنسان.
في حياتنا اليومية
أتصور أن بعض العلاجات لها ربط بالحالة النفسية فربما دواء أو عشية لا فعالية له و لا ضرر منه لو تم وصفه إلى المريض يتناوله ويشعر بالشفاء
أتذكر أنني عندما كنت في المدرسة كانت مدرسة اللغة الإنجليزية مس مارينا تقول لي اذا نسيت الواجبات المدرسية المنزلية ( سارة تناولي الزعتر) .
ربما مداعبتها للتلميذة التي تتحجج بالنسيان لعدم عمل الواجب أعطى التلاميذ جميعهم انطباعا أو معلومة بأن الزعتر يقوي الذاكرة
كما أن والدتي قالت لي أنها كانت تتناول الفانيلا قبل الإمتحانات لأنه يقوي الذاكرة وكلنا مر بوعكات صحية عرض عليه الأعشاب المنزلية كدواءكتناول الليمون و الزنجبيل للانفلونزا أو البابونج لنزلات البرد و زيت السمسم للسعال أو الطحينه (الراشي) للنزلات الصدرية والكحة ولا بد اننا تناولنا الميراميه لاوجاع البطن و أخذنا ملعقة قرفة (دارسين) لتخفيف الوزن عبر حرق السكر بالجسم ومن المؤكد أنه مر عليكم زيت الخروع للشعر و زيت اللوز للبشرة و زيت الزيتون لقوة البدن و اكثركم تناول ملعقة العسل مع كأس من الحليب للشفاء من بعض الامراض ولتقوية المناعة ومعظم البيوت في الشرق الأوسط لا تخلو من النعناع كمهديء لاوجاع المعدة أو التين المجفف للهضم .
الكثير منا استخدم ماء الورد كمستحضر تجميلي وقرأت مؤخرا عن نبات الشيح ومقاومته للسرطان كما أن بعض النباتات تستخدم في علاج الحيوانات وبعضها يستخدم في ابعاد بعض الحيوانات المؤذية أو الحشرات الضارة من محيط المنزل ولا بد أيضا أن نذكر تأثير بعض الأعشاب و النباتات على هرمون السعادة و رفع المعنويات والنشاط مثل القهوة التي تعطي شعور بالنشاط وتغلب الخمول و النوم والكاكاو الذي يعطي شعور بالسعادة والفرح والسكر الذي يمدنا بالطاقه أيضا فالاعشاب لها تأثير على الجسد والنفس أيضا .
تأثيرات مفيدة
رصد المتخصصون العديد من التأثيرات للنباتات العشبية علي جسم الانسان منها ما هو نافع، ومنها ما هو ضار.فنباتات وأعشاب مثل الثوم والبصل والحبة السوداء والزنجبيل والجنسنج، تقوم بدور مهم في تحفيز جهاز المناعة وتمنح الجسم القوة الحيوية الطبيعية في مقاومة المرض.
بينما تقوم الهندباء البرية والأخناسيا والسفراس بتنقية الدم. أما جذر الكمفرى، والبابونج فتقوم بدور التهدئة وتعطى عندما يكون المريض بحالة عصبية وقلقة وحساس بالشكل الذي يعرقل عملية التغلب على المرض .
ويعطي الجنسنج والبقدونس والشطة للضعفاء والمراهقين لتنشيط وبناء طاقة الجسم، غالبا في حالات الأمراض المزمنة والمنهكة أو في فترة النقاهة من الأمراض الحادة . ويستخدم شواشي الذرة وعنب الديب والبقدونس في إدرار السوائل .
أما الزنجبيل الفلفل، القرفة والبابونج فيجري استخدامها في إخراج العرق من مسامات الجلد ومعالجة الأمراض الجلدية ومعالجة البرد. نبات اللوبيليا فسيتخدم في إخراج فضلات الطعام عند االشعور بالغثيان أو في حالات التسمم. كما يوظف استخدام الصبار والكسكرة والسنامكى وعرق السوس في إخراج الفضلات المجتمعة في الجهاز الهضمى لتفادي امتصاص السموم من الفضلات الموجودة في الأمعاء إلى الدم كما في حالات الإمساك ويستخدم الثوم والعرقسوس كمضادات الميكروبات والفيروسات.
تجربة روسيا
في روسيا احتلت "وصفات الجدات" المجرّبة مركزا متقدما في العلاج من الامراض، كما احتل الحكماء والمعالجون مكانةً مرموقة في روسيا القديمة، نظراً لمعرفتهم بأسرار التأثيرالعجيب للأعشاب المتنوعة في جسم الإنسان. ولا يزال جامعو النباتات والأطباء الشعبيون متواجدين حتى يومنا هذا . ويتمتعون بنجاح كبير في روسيا المعاصرة، لا سيما لدى الجيل الأكبر سناً. ويجني المعالجون بالأعشاب أموالاً طائلة مع نجاح تجاربهم مما أدي لظهور العديد من مراكز العلاج بالأعشاب بالمدن الروسية.
ومن الوصفات الروسية الناجحة لعلاج السعال والتهاب البلعوم، يتم طحن ثمانية فصوص كبيرة من الثوم في هاون حتى الحصول على قوام متجانس، ثم يضاف إليها ثمان ملاعق صغيرة من الخل، يخلط المزيج جيداً ويترك في الثلاجة ليلاً. وفي الصباح يضاف إلى المزيج ملعقتان كبيرتان من العسل الداكن الدافئ، ويخلط المزيج جيداً. ثم، يتم تناوله بمقدار ملعقتين، كل مرة، ويجب إبقاء المزيج في الفم لأطول مدة ممكنة حتى الذوبان، ويتم بلعه على دفعات صغيرة .
داود الانطاكي
يحدد داوود الأنطاكي في كتابه الشهير تذكرة داود ثلاث طرق لمعرفة الخصائص المعالجة للعشبة ودورها في تحصيل الشفاء، أولها: الوحي، فقد نزل بعضها على الأنبياء، وعند الحكماء أن أول من أُوحي إليه بفوائد الأعشاب الشافية هرمس المثلث، واسمه في التوراة أخنوخ. كذلك أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه السلام بالكثيرمن خواص الأعشاب، وقد أخذها سقراط عنه. كما صح عن الرسول "ص" الإخبار بأنواع من العلاج بالأعشاب.
والطريق الثاني لمعرفة خواص الأعشاب الشافية ـ كما يقول داود ـ هو الرجوع إلى التجربة، وشرطها النتيجة والصحة. فالعشب يجرَّب مرة بعد أخرى، فإذا ثبتت صحته في تحصيل الشفاء فهو وَصْفَة صحيحة. أما الأمر الثالث فيعود إلى القياس، فالمعالج ينظر فيما ثبت نفعه لمرض ما ويعرف طعمه ورائحته ولونه وسائر خصائصه ثم يُلْحِق به ما يشاكله في ذلك من الأعشاب الأخرى.
واعتمد الإنسان في الحضارات القديمة، خاصة حضارة بلاد ما بين النهرين أو سومر وبابل وآشور وحضارة مصر القديمة، على الأعشاب الطبية في معالجة الأمراض .
حضارة آشور
في القرن السابع قبل الميلاد استطاع الملك آشور بانيبال أن يجمع الكثير من المعلومات الطبية ويحفظها من الضياع. وقام العالم الأثري كامبل تومسون بدراسة هذه الآثار وجمعها في كتاب الأعشاب الآشورية. وقد ذكرفيه أكثرمن مائتين وخمسين نوعًا من الأعشاب والعقاقير النباتية . وفي سومر، وجد علماء الآثار لوحة كتبت عليها اثنتا عشرة وصفة طبية، وهي أول دستور للأدوية في العالم. ومن الوصفات التي جاءت بها لعلاج الصداع، نصف مقياس من الخردل المسحوق معجون بماء الورد، وتوضع فوق الرأس وتُغطّى برباط لمدة ثلاثة أيام .
الفراعنة
اهتم المصريون القدماء بالطب والصحة وكانوا أوّل من عرفوا التحنيط . وقد استخدموا لذلك مواد كيميائية حافظة أهمها ملح الطعام وملح النطرون والزيوت العطرية. كما برع المصريون القدماء في تحضير الأدوية. وقد عُثرعلى عدة برديات طبية تعكس تفوّق الفراعنة في طب الأعشاب. ومن أهم هذه البرديات بردية إيبرس التي تذكر أكثر من سبعين وصفة لعلاج أمراض الجلد والحروق والنمش والعناية بالشعر. وفيها يصف الفراعنة زيت الحلبة لمعالجة تجاعيد الشيخوخة، كما وصفوا زيت الخروع علاجًا للإمساك ودهانًا للشعر. وهناك برديات أخرى عن هذا الفن العلاجي مثل بردية هيرست وبرلين وأدوين سميث.
الهند القديمة
جاءت أغلب طرق العلاج بالأعشاب في كتابهم " الفيدا " الذي كُتب باللغة السنسكريتية منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، وكتاب "أيو فيدا "، الذي يصف الكثير من الأعشاب وخواصها الشافية. ومن الأعشاب التي جاء وصفها في هذا الكتاب الصبر والكركم وزيت الخـروع بجانب البورق وبعض الشحوم الحيوانية.
وفي الصين القديمة كان كتاب بن تساو يقيِّم أكثر من 365 عشبة للعلاج والوقاية من الأمراض. ومن ضمن ما جاء به من أعشاب وصف دقيق لخصائص الأفيون والقنب والقرطم وجوزة الطيب.
طب اليونان وروما
واكتسب الطب لدي اليونانيين القدامى أهمية كبري، إلا أن معظم معارفهم عن المعالجة بالأعشاب اكتسبوها من مصر الفرعونية، وكانوا يرمزون للطب بإله يدعى ـ في زعمهم ـ إسكولاب. وكان إسكولاب، كما ظهرمن التماثيل التي وُجدت له، رجلاً في عنفوان شبابه ممتلئ صحة وقابضًا بيديه على عصا يلتفّ حولها ثعبان، وبقي الثعبان الملتفّ على عصا رمزًا للصيدلة حتى اليوم. أما أكثر ما عالجوا به، فكانت النباتات التي يجمعها جامعو العُشب وجامعو الجذور، وكانوا قد التزموا بقواعد خـاصة لاقتلاعها من الأرض؛ فكان بعضها يُجمَع في الظلام أو أول الشهر القمري أو آخره أو يرددِّون تعاويذ خاصة عند جمعه.
وكان أبقراط قد قسَّم العقاقير والأعشاب المختلفة إلى أقسام يستعمل بعضها من الظاهر مثل المراهم والزيوت، وبعضها يتناوله المريض مثل الأعشاب المغلية مع العسل أو على صورة حبوب، ومنها قطرات العين، وكان أبقراط يستعمل في علاجه أكثر من مئتين وثلاثين عقارا من الأعشاب المختلفة.
اشتهر من أطباء روما القديمة الحيكم " كاتو"، حيث كان يعالج الأمراض بالكرنب فيضع أوراقه على الجروح والقروح والأورام، أو يعطيها للمرضى مع قليل من النبيذ. وكان هناك أيضًا الطبيب "ديسقوريدس" الذي كان مغرمًا بالأعشاب حتى إنه وضع كتابًا أسماه "الأعشاب" وصف فيه الأفيون والصبر والزنجبيل، وبيَّن فوائد كل منها، وكان جملة ما كتب عنه من أعشاب ونباتات تسعمائة وثمانٍ وخمسين عشبة.
الطب الإسلامي
لقد كان للعلماء العرب السبق في الترجمة والدراسة والتجربة لكل ما جاء في كتب الأقدمين عن المعالجة بالأعشاب. وقد برع منهم الكثيرون في هذا الفن حتى إن مؤلفاتهم ظلّت لقرون عديدة مرجعًا للطب والعلاج في أوروبا.. فابن سينا من أشهر علماء المسلمين في الطب عامة، وفي مجال المعالجة بالأعشاب خاصة. وفي موسوعته " القانون " خصص المجلد الخامس منه ل "الأقرباذين" ركز فيه علي الأدوية المركبة من الأعشاب.
أما أبو بكر الرازي، فقد الف كتابه "الحاوي" وهو من أشهر كتب العلاج بالأعشاب، وكان هذا الكتاب واحدًا من تسعة كتب كانت تدرس في كلية الطب بباريس عام 1394م.
ويعد ابن البيطار وهو عبد الله بن أحمد الملقب بضياء الدين، من أنبغ الأطباء في عصرالموحدين، وقد عُني ابن البيطار بدراسة الأعشاب وله مصنّف فيها ليس له مثيل. ومن كتبه الجامع في الأدوية المركبة.
أما أبوالريحان البيروني الذي وُلِد في خوارزم، فقد وضع كتابه الصيدنة الذي ذكر فيه خواص الأعشاب وبدائلها عند تعذرالعثور عليها.
وكذلك أبو يوسف الكندي، الذي وضع اثنين وعشرين كتابًا في الطب والعلاج بالأعشاب منها: الغذاء؛ الدواء المهلك؛ الأدوية الشافية من الروائح المؤذية.
الأعشاب في العصر الحديث
كثفت العديد من معاهد البحوث دراساتها لكشف الخواص الشافية للأعشاب، وتوفّر لدى الباحثين قائمة طويلة من هذه الأعشاب. وقد أظهرت البحوث قدرة بعضها على معالجة الأمراض: فقشور الرمان والجمِّيز تحتوي على حمض التنيك وله خاصية وقف نمو الميكروبات ومعالجة القروح. ونبات عرق الذهب يحتوي مادة الزمتين التي تقتل طفيل الزحار(الدوسنتاريا). ويحتوي الثوم على مادة الأيندول القادرة على مقاومة حمى التيفوئيد.
وكان الدكتور ديفيد جرينستوك، من جامعة الوليد بأسبانيا، قد أجرى بحوثًا على الثوم أكدت قدرته على خفض ضغط الدم وإقلال الدهون السابحة فيه. كما أظهرت الدراسات أن قشر الرمان وثمار الحنظل ونبات سرخس الذكر والشيح والترمس ونبات الخلة وثمارالمانجو تقتل ديدان البطن لما تحتويه هذه النباتات من مواد تعادل مادتي البيلاثيرين والسانتونين القاتلتين للديدان.
بينما أكدت الدراسات التي أُجريت في أمريكا قدرة حبة البركة (الحبة السوداء) في تقوية جهاز المناعة ومقاومة الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي. أما نبات الجنسنج الذي استعمله الصينيون القدماء مهدئا ومقويا، فقد أظهرت أبحاث حديثة قدرته على معالجة المضاعفات الخطيرة التي يسببها مرض السكر، خاصة تلك التي تؤثر على الجهاز العصبي للمريض.
وأكدت بحوث أخرى أجريت في معهد البحوث بالقاهرة أن ورق الصفصاف وأوراق التوت تحتوي على مادة السالسينين التي تخفض سكر الدم، كما أن للكركديه وشواشي نبات الذرة تأثيرا مخفضا لضغط الدم. أما اليانسون وزيته، فقد وُجد لهما تأثيرهورموني أنثوي، في حين أن للبصل والحمص وورق التوت تأثيرا مقويا للجنس عند الرجل لما تحتويه هذه النباتات من مواد تعادل في تأثيرها الهورمون الذكري.
وتبين ايضا ان نبات العصفر يتوفر فيه أغلب الأملاح المعدنية والفيتامينات والبروتينات والمواد المضادة للأكسدة، فيستخدم فى علاج البهاق والكلف والحكة ويطيب رائحة الفم، وتخفيف الام المعدة، ينشط وظائف الكبد، خافض للحرارة، ويعالج الكدمات وآلام الجلد والتهابه والجروح وآلام المفاصل.
أضرار مخيفة
كشف رئيس قسم الكيمياء الدوائية والنباتات الطبية في كلية علوم الصحة بجامعة النجاح، محمد مسمار، عن قائمة أعشاب طبية سامة وخطيرة متداولة في الاسواق، ومنها رجل الغراب (يصيب بسرطان الكبد) . والبردقوش (يؤثر على الهرمونات لدى السيدات)، أما اللوز المر(يحتوي مادة السيانيد السامة) .
ورغم استخدام السنامكة لعلاج الإمساك لكنها تؤثر سلبًا على المعدة فيما بعد وقد تؤدي إلى فشل كلوي، بينما يؤدي زيادة استخدام الديجيتاليا في علاج هبوط القلب الاحتقاني الي الوفاة. اما الحرمل فيمتص الجسم مكوناته في الجسم ويؤدي الي تنبيه الجهاز العصبي المركزي، ويؤثر سلبيا عليه.
استخدام مشروط
ورغم أهمية التداوي بالأعشاب، فان بعض العطاريين في بلادنا العربية يصنعون خلطات من هذه الأعشاب قد تضر بصحة الانسان، وتباع بأموال كبيرة، ويقع الكثيريون فريسة للنصابين والدجالين، خاصة المقويات التي تلقي اقبالا كبيرا .
ويوصي المتخصصون باهمية الاستفادة من النباتات العشبية شريطة استخدامها بشكل آمن بما يجنبنا اضرارها التي قد تصل الي الموت ! حيث يوصي المتخصصون باستشارة الطيب أولاً عند تناولها، وعدم تناول جرعة أكبر مما هو مذكور في التوصيات المطبوعة على لاصاقة المستحضر، كما يجب تناول الدواء تحت إشراف صيدلي متخصص ومؤهل خاصة في حالات الحمل والارضاع .
نستطيع ان تقول ان الأدوية التي تباع في الصيدليات كثير من مكوناتها من الأعشاب الا ان بعضها استعاض عن الأعشاب بالمركبات الكيميائية التي تحمل نفس الخصائص وذلك لاحتياجهم لكميات كبيرة و لتقليل التكلفة على المصانع و ايضا لضبط الجرعات و النسب
المدهش أن الله سبحانه وتعالى جعل في كل أرض نبات و عشب و ثمار تناسب طبيعة البلد و الأمراض التي من الممكن أن يتعرضون لها بسبب عوامل البيئة و الطقس والتضاريس وجعل لكل داء دواء و ما زال الطب يكتشف أسرار الطبيعة ومالها من قدرات على البشر فنحن في هذا الكون نؤثر ونتاثر فلم لا نحب كل شيء حولنا و نرعاه كما يرعانا و نقدم له كما يقدم لنا بقانون الأخذ و العطاء الذي هو عكس الأنانية .
فالتداوي بالأعشاب، هو طب شعبي أو تقليدي يعتمد على إستخدام النباتات والمستخلصات النباتية. ويعرف أيضا باسم الطب النباتي، طب الأعشاب، علم الأعشاب. وأحيانا ما يشمل طب الأعشاب منتجات النحل والفطريات، وكذلك المعادن، الأصداف، وأجزاء معينة من الحيوانات.
ويعتبر التداوي بالأعشاب طريقة قديمة لعلاج الأمراض التي تصيب الإنسان. تعود هذه الطريقة في المعالجة إلى أزمنة بعـيدة ضـاربة في القـدم، صاحبت وجود الانسان على البسيطة. ووفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية، فان مصطلح الادوية العشبية يشمل الأعشاب والمواد العشبية ومنتجاتها الجاهزة التي تحتوي علي عناصر نباتية فاعلة او تركيبات نباتية .
واذا كانت منظمة الصحة العالمية تعترف بطب الأعشاب، فإن التداوي بالأعشاب يعد أحد أقدم فروع الطب، و أثبت فعالية كبيرة في العلاج بما دفع بعض الجامعات لإنشاء أقسام خاصة بعلوم الطب البديل، كما ان الفضائيات العربية باتت تهتم بهذا الطب وتفرد مساحات من البث الفضائي لأطباء متخصصيين يصنعون مركبات لعلاجات كثيرة .
الطب النبوي
ويلجأ المسلمون كثيرا للطب النبوي استنادا الي احاديث نبوية صحيحة وكل وصفاتها حققت نجاحا باهرا، ومنها في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار وأنا أنهى أمتي عن الكي . وكذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الحبة السوداء قال: في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام.
كما في المسيحية أيضا استخدام بعض الزيوت للشفاء والإستطباب
دراسات حديثة
وفي دراسة للمركز القومي للبحوث بمصر، كشفت عن ان كتب ابن سيناء والرازى وابو قراط وجالينوس تعاد ترجمتها في كل بلاد الغرب والولايات المتحدة ليستفاد من كنوزها النفيسة. وأشارت الى أن التداوي بالمواد الطبيعية مثل الأعشاب يكتسب مساحة يومية في كل أنحاء العالم على حساب الطب التقليدي والتداوي بالأدوية التي يحذر العلماء من أثارها الجانبية على صحة الانسان .
وذكرت ان نبات (امبرباريس) على سبيل المثال يعالج امراض الصفراوية والعديد من الأمراض الأخرى وقد اسهب ابن سينا فى شرح خواص هذا النبات كما أن القدماء المصريين كانوا يحضرون من ثمرتها شرابا مفيدا لا يزال مستعملا فى بعض بلدان الشرق.
واكدت الدراسة كذلك ان نبات (الابرباريس) يبدد العطش ويعالج ضعف الاقبال على الطعام والالتهابات الهضمية والمعوية .
كما تعتبر منتجات الأدوية العشبية مكملات غذائية لتحسين اوضاع الناس الصحية. وهناك أعشاب تباع على شكل مضغوطات وكبسولات ومساحيق ونقوعات وخلاصات ونباتات خضراء أو مجففة. لكن بعض هذه المنتجات يمكن أن يسبب مشاكل صحية، كما أن بعضها الآخر لا يتمتع بأي فعالية. ومن الممكن أيضاً أن يتفاعل بعض هذه المنتجات مع الأدوية الأخرى التي يتناولها الإنسان.
في حياتنا اليومية
أتصور أن بعض العلاجات لها ربط بالحالة النفسية فربما دواء أو عشية لا فعالية له و لا ضرر منه لو تم وصفه إلى المريض يتناوله ويشعر بالشفاء
أتذكر أنني عندما كنت في المدرسة كانت مدرسة اللغة الإنجليزية مس مارينا تقول لي اذا نسيت الواجبات المدرسية المنزلية ( سارة تناولي الزعتر) .
ربما مداعبتها للتلميذة التي تتحجج بالنسيان لعدم عمل الواجب أعطى التلاميذ جميعهم انطباعا أو معلومة بأن الزعتر يقوي الذاكرة
كما أن والدتي قالت لي أنها كانت تتناول الفانيلا قبل الإمتحانات لأنه يقوي الذاكرة وكلنا مر بوعكات صحية عرض عليه الأعشاب المنزلية كدواءكتناول الليمون و الزنجبيل للانفلونزا أو البابونج لنزلات البرد و زيت السمسم للسعال أو الطحينه (الراشي) للنزلات الصدرية والكحة ولا بد اننا تناولنا الميراميه لاوجاع البطن و أخذنا ملعقة قرفة (دارسين) لتخفيف الوزن عبر حرق السكر بالجسم ومن المؤكد أنه مر عليكم زيت الخروع للشعر و زيت اللوز للبشرة و زيت الزيتون لقوة البدن و اكثركم تناول ملعقة العسل مع كأس من الحليب للشفاء من بعض الامراض ولتقوية المناعة ومعظم البيوت في الشرق الأوسط لا تخلو من النعناع كمهديء لاوجاع المعدة أو التين المجفف للهضم .
الكثير منا استخدم ماء الورد كمستحضر تجميلي وقرأت مؤخرا عن نبات الشيح ومقاومته للسرطان كما أن بعض النباتات تستخدم في علاج الحيوانات وبعضها يستخدم في ابعاد بعض الحيوانات المؤذية أو الحشرات الضارة من محيط المنزل ولا بد أيضا أن نذكر تأثير بعض الأعشاب و النباتات على هرمون السعادة و رفع المعنويات والنشاط مثل القهوة التي تعطي شعور بالنشاط وتغلب الخمول و النوم والكاكاو الذي يعطي شعور بالسعادة والفرح والسكر الذي يمدنا بالطاقه أيضا فالاعشاب لها تأثير على الجسد والنفس أيضا .
تأثيرات مفيدة
رصد المتخصصون العديد من التأثيرات للنباتات العشبية علي جسم الانسان منها ما هو نافع، ومنها ما هو ضار.فنباتات وأعشاب مثل الثوم والبصل والحبة السوداء والزنجبيل والجنسنج، تقوم بدور مهم في تحفيز جهاز المناعة وتمنح الجسم القوة الحيوية الطبيعية في مقاومة المرض.
بينما تقوم الهندباء البرية والأخناسيا والسفراس بتنقية الدم. أما جذر الكمفرى، والبابونج فتقوم بدور التهدئة وتعطى عندما يكون المريض بحالة عصبية وقلقة وحساس بالشكل الذي يعرقل عملية التغلب على المرض .
ويعطي الجنسنج والبقدونس والشطة للضعفاء والمراهقين لتنشيط وبناء طاقة الجسم، غالبا في حالات الأمراض المزمنة والمنهكة أو في فترة النقاهة من الأمراض الحادة . ويستخدم شواشي الذرة وعنب الديب والبقدونس في إدرار السوائل .
أما الزنجبيل الفلفل، القرفة والبابونج فيجري استخدامها في إخراج العرق من مسامات الجلد ومعالجة الأمراض الجلدية ومعالجة البرد. نبات اللوبيليا فسيتخدم في إخراج فضلات الطعام عند االشعور بالغثيان أو في حالات التسمم. كما يوظف استخدام الصبار والكسكرة والسنامكى وعرق السوس في إخراج الفضلات المجتمعة في الجهاز الهضمى لتفادي امتصاص السموم من الفضلات الموجودة في الأمعاء إلى الدم كما في حالات الإمساك ويستخدم الثوم والعرقسوس كمضادات الميكروبات والفيروسات.
تجربة روسيا
في روسيا احتلت "وصفات الجدات" المجرّبة مركزا متقدما في العلاج من الامراض، كما احتل الحكماء والمعالجون مكانةً مرموقة في روسيا القديمة، نظراً لمعرفتهم بأسرار التأثيرالعجيب للأعشاب المتنوعة في جسم الإنسان. ولا يزال جامعو النباتات والأطباء الشعبيون متواجدين حتى يومنا هذا . ويتمتعون بنجاح كبير في روسيا المعاصرة، لا سيما لدى الجيل الأكبر سناً. ويجني المعالجون بالأعشاب أموالاً طائلة مع نجاح تجاربهم مما أدي لظهور العديد من مراكز العلاج بالأعشاب بالمدن الروسية.
ومن الوصفات الروسية الناجحة لعلاج السعال والتهاب البلعوم، يتم طحن ثمانية فصوص كبيرة من الثوم في هاون حتى الحصول على قوام متجانس، ثم يضاف إليها ثمان ملاعق صغيرة من الخل، يخلط المزيج جيداً ويترك في الثلاجة ليلاً. وفي الصباح يضاف إلى المزيج ملعقتان كبيرتان من العسل الداكن الدافئ، ويخلط المزيج جيداً. ثم، يتم تناوله بمقدار ملعقتين، كل مرة، ويجب إبقاء المزيج في الفم لأطول مدة ممكنة حتى الذوبان، ويتم بلعه على دفعات صغيرة .
داود الانطاكي
يحدد داوود الأنطاكي في كتابه الشهير تذكرة داود ثلاث طرق لمعرفة الخصائص المعالجة للعشبة ودورها في تحصيل الشفاء، أولها: الوحي، فقد نزل بعضها على الأنبياء، وعند الحكماء أن أول من أُوحي إليه بفوائد الأعشاب الشافية هرمس المثلث، واسمه في التوراة أخنوخ. كذلك أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه السلام بالكثيرمن خواص الأعشاب، وقد أخذها سقراط عنه. كما صح عن الرسول "ص" الإخبار بأنواع من العلاج بالأعشاب.
والطريق الثاني لمعرفة خواص الأعشاب الشافية ـ كما يقول داود ـ هو الرجوع إلى التجربة، وشرطها النتيجة والصحة. فالعشب يجرَّب مرة بعد أخرى، فإذا ثبتت صحته في تحصيل الشفاء فهو وَصْفَة صحيحة. أما الأمر الثالث فيعود إلى القياس، فالمعالج ينظر فيما ثبت نفعه لمرض ما ويعرف طعمه ورائحته ولونه وسائر خصائصه ثم يُلْحِق به ما يشاكله في ذلك من الأعشاب الأخرى.
واعتمد الإنسان في الحضارات القديمة، خاصة حضارة بلاد ما بين النهرين أو سومر وبابل وآشور وحضارة مصر القديمة، على الأعشاب الطبية في معالجة الأمراض .
حضارة آشور
في القرن السابع قبل الميلاد استطاع الملك آشور بانيبال أن يجمع الكثير من المعلومات الطبية ويحفظها من الضياع. وقام العالم الأثري كامبل تومسون بدراسة هذه الآثار وجمعها في كتاب الأعشاب الآشورية. وقد ذكرفيه أكثرمن مائتين وخمسين نوعًا من الأعشاب والعقاقير النباتية . وفي سومر، وجد علماء الآثار لوحة كتبت عليها اثنتا عشرة وصفة طبية، وهي أول دستور للأدوية في العالم. ومن الوصفات التي جاءت بها لعلاج الصداع، نصف مقياس من الخردل المسحوق معجون بماء الورد، وتوضع فوق الرأس وتُغطّى برباط لمدة ثلاثة أيام .
الفراعنة
اهتم المصريون القدماء بالطب والصحة وكانوا أوّل من عرفوا التحنيط . وقد استخدموا لذلك مواد كيميائية حافظة أهمها ملح الطعام وملح النطرون والزيوت العطرية. كما برع المصريون القدماء في تحضير الأدوية. وقد عُثرعلى عدة برديات طبية تعكس تفوّق الفراعنة في طب الأعشاب. ومن أهم هذه البرديات بردية إيبرس التي تذكر أكثر من سبعين وصفة لعلاج أمراض الجلد والحروق والنمش والعناية بالشعر. وفيها يصف الفراعنة زيت الحلبة لمعالجة تجاعيد الشيخوخة، كما وصفوا زيت الخروع علاجًا للإمساك ودهانًا للشعر. وهناك برديات أخرى عن هذا الفن العلاجي مثل بردية هيرست وبرلين وأدوين سميث.
الهند القديمة
جاءت أغلب طرق العلاج بالأعشاب في كتابهم " الفيدا " الذي كُتب باللغة السنسكريتية منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، وكتاب "أيو فيدا "، الذي يصف الكثير من الأعشاب وخواصها الشافية. ومن الأعشاب التي جاء وصفها في هذا الكتاب الصبر والكركم وزيت الخـروع بجانب البورق وبعض الشحوم الحيوانية.
وفي الصين القديمة كان كتاب بن تساو يقيِّم أكثر من 365 عشبة للعلاج والوقاية من الأمراض. ومن ضمن ما جاء به من أعشاب وصف دقيق لخصائص الأفيون والقنب والقرطم وجوزة الطيب.
طب اليونان وروما
واكتسب الطب لدي اليونانيين القدامى أهمية كبري، إلا أن معظم معارفهم عن المعالجة بالأعشاب اكتسبوها من مصر الفرعونية، وكانوا يرمزون للطب بإله يدعى ـ في زعمهم ـ إسكولاب. وكان إسكولاب، كما ظهرمن التماثيل التي وُجدت له، رجلاً في عنفوان شبابه ممتلئ صحة وقابضًا بيديه على عصا يلتفّ حولها ثعبان، وبقي الثعبان الملتفّ على عصا رمزًا للصيدلة حتى اليوم. أما أكثر ما عالجوا به، فكانت النباتات التي يجمعها جامعو العُشب وجامعو الجذور، وكانوا قد التزموا بقواعد خـاصة لاقتلاعها من الأرض؛ فكان بعضها يُجمَع في الظلام أو أول الشهر القمري أو آخره أو يرددِّون تعاويذ خاصة عند جمعه.
وكان أبقراط قد قسَّم العقاقير والأعشاب المختلفة إلى أقسام يستعمل بعضها من الظاهر مثل المراهم والزيوت، وبعضها يتناوله المريض مثل الأعشاب المغلية مع العسل أو على صورة حبوب، ومنها قطرات العين، وكان أبقراط يستعمل في علاجه أكثر من مئتين وثلاثين عقارا من الأعشاب المختلفة.
اشتهر من أطباء روما القديمة الحيكم " كاتو"، حيث كان يعالج الأمراض بالكرنب فيضع أوراقه على الجروح والقروح والأورام، أو يعطيها للمرضى مع قليل من النبيذ. وكان هناك أيضًا الطبيب "ديسقوريدس" الذي كان مغرمًا بالأعشاب حتى إنه وضع كتابًا أسماه "الأعشاب" وصف فيه الأفيون والصبر والزنجبيل، وبيَّن فوائد كل منها، وكان جملة ما كتب عنه من أعشاب ونباتات تسعمائة وثمانٍ وخمسين عشبة.
الطب الإسلامي
لقد كان للعلماء العرب السبق في الترجمة والدراسة والتجربة لكل ما جاء في كتب الأقدمين عن المعالجة بالأعشاب. وقد برع منهم الكثيرون في هذا الفن حتى إن مؤلفاتهم ظلّت لقرون عديدة مرجعًا للطب والعلاج في أوروبا.. فابن سينا من أشهر علماء المسلمين في الطب عامة، وفي مجال المعالجة بالأعشاب خاصة. وفي موسوعته " القانون " خصص المجلد الخامس منه ل "الأقرباذين" ركز فيه علي الأدوية المركبة من الأعشاب.
أما أبو بكر الرازي، فقد الف كتابه "الحاوي" وهو من أشهر كتب العلاج بالأعشاب، وكان هذا الكتاب واحدًا من تسعة كتب كانت تدرس في كلية الطب بباريس عام 1394م.
ويعد ابن البيطار وهو عبد الله بن أحمد الملقب بضياء الدين، من أنبغ الأطباء في عصرالموحدين، وقد عُني ابن البيطار بدراسة الأعشاب وله مصنّف فيها ليس له مثيل. ومن كتبه الجامع في الأدوية المركبة.
أما أبوالريحان البيروني الذي وُلِد في خوارزم، فقد وضع كتابه الصيدنة الذي ذكر فيه خواص الأعشاب وبدائلها عند تعذرالعثور عليها.
وكذلك أبو يوسف الكندي، الذي وضع اثنين وعشرين كتابًا في الطب والعلاج بالأعشاب منها: الغذاء؛ الدواء المهلك؛ الأدوية الشافية من الروائح المؤذية.
الأعشاب في العصر الحديث
كثفت العديد من معاهد البحوث دراساتها لكشف الخواص الشافية للأعشاب، وتوفّر لدى الباحثين قائمة طويلة من هذه الأعشاب. وقد أظهرت البحوث قدرة بعضها على معالجة الأمراض: فقشور الرمان والجمِّيز تحتوي على حمض التنيك وله خاصية وقف نمو الميكروبات ومعالجة القروح. ونبات عرق الذهب يحتوي مادة الزمتين التي تقتل طفيل الزحار(الدوسنتاريا). ويحتوي الثوم على مادة الأيندول القادرة على مقاومة حمى التيفوئيد.
وكان الدكتور ديفيد جرينستوك، من جامعة الوليد بأسبانيا، قد أجرى بحوثًا على الثوم أكدت قدرته على خفض ضغط الدم وإقلال الدهون السابحة فيه. كما أظهرت الدراسات أن قشر الرمان وثمار الحنظل ونبات سرخس الذكر والشيح والترمس ونبات الخلة وثمارالمانجو تقتل ديدان البطن لما تحتويه هذه النباتات من مواد تعادل مادتي البيلاثيرين والسانتونين القاتلتين للديدان.
بينما أكدت الدراسات التي أُجريت في أمريكا قدرة حبة البركة (الحبة السوداء) في تقوية جهاز المناعة ومقاومة الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي. أما نبات الجنسنج الذي استعمله الصينيون القدماء مهدئا ومقويا، فقد أظهرت أبحاث حديثة قدرته على معالجة المضاعفات الخطيرة التي يسببها مرض السكر، خاصة تلك التي تؤثر على الجهاز العصبي للمريض.
وأكدت بحوث أخرى أجريت في معهد البحوث بالقاهرة أن ورق الصفصاف وأوراق التوت تحتوي على مادة السالسينين التي تخفض سكر الدم، كما أن للكركديه وشواشي نبات الذرة تأثيرا مخفضا لضغط الدم. أما اليانسون وزيته، فقد وُجد لهما تأثيرهورموني أنثوي، في حين أن للبصل والحمص وورق التوت تأثيرا مقويا للجنس عند الرجل لما تحتويه هذه النباتات من مواد تعادل في تأثيرها الهورمون الذكري.
وتبين ايضا ان نبات العصفر يتوفر فيه أغلب الأملاح المعدنية والفيتامينات والبروتينات والمواد المضادة للأكسدة، فيستخدم فى علاج البهاق والكلف والحكة ويطيب رائحة الفم، وتخفيف الام المعدة، ينشط وظائف الكبد، خافض للحرارة، ويعالج الكدمات وآلام الجلد والتهابه والجروح وآلام المفاصل.
أضرار مخيفة
كشف رئيس قسم الكيمياء الدوائية والنباتات الطبية في كلية علوم الصحة بجامعة النجاح، محمد مسمار، عن قائمة أعشاب طبية سامة وخطيرة متداولة في الاسواق، ومنها رجل الغراب (يصيب بسرطان الكبد) . والبردقوش (يؤثر على الهرمونات لدى السيدات)، أما اللوز المر(يحتوي مادة السيانيد السامة) .
ورغم استخدام السنامكة لعلاج الإمساك لكنها تؤثر سلبًا على المعدة فيما بعد وقد تؤدي إلى فشل كلوي، بينما يؤدي زيادة استخدام الديجيتاليا في علاج هبوط القلب الاحتقاني الي الوفاة. اما الحرمل فيمتص الجسم مكوناته في الجسم ويؤدي الي تنبيه الجهاز العصبي المركزي، ويؤثر سلبيا عليه.
استخدام مشروط
ورغم أهمية التداوي بالأعشاب، فان بعض العطاريين في بلادنا العربية يصنعون خلطات من هذه الأعشاب قد تضر بصحة الانسان، وتباع بأموال كبيرة، ويقع الكثيريون فريسة للنصابين والدجالين، خاصة المقويات التي تلقي اقبالا كبيرا .
ويوصي المتخصصون باهمية الاستفادة من النباتات العشبية شريطة استخدامها بشكل آمن بما يجنبنا اضرارها التي قد تصل الي الموت ! حيث يوصي المتخصصون باستشارة الطيب أولاً عند تناولها، وعدم تناول جرعة أكبر مما هو مذكور في التوصيات المطبوعة على لاصاقة المستحضر، كما يجب تناول الدواء تحت إشراف صيدلي متخصص ومؤهل خاصة في حالات الحمل والارضاع .
نستطيع ان تقول ان الأدوية التي تباع في الصيدليات كثير من مكوناتها من الأعشاب الا ان بعضها استعاض عن الأعشاب بالمركبات الكيميائية التي تحمل نفس الخصائص وذلك لاحتياجهم لكميات كبيرة و لتقليل التكلفة على المصانع و ايضا لضبط الجرعات و النسب
المدهش أن الله سبحانه وتعالى جعل في كل أرض نبات و عشب و ثمار تناسب طبيعة البلد و الأمراض التي من الممكن أن يتعرضون لها بسبب عوامل البيئة و الطقس والتضاريس وجعل لكل داء دواء و ما زال الطب يكتشف أسرار الطبيعة ومالها من قدرات على البشر فنحن في هذا الكون نؤثر ونتاثر فلم لا نحب كل شيء حولنا و نرعاه كما يرعانا و نقدم له كما يقدم لنا بقانون الأخذ و العطاء الذي هو عكس الأنانية .