ومن عنف المرأة للمرأة ما قتل
بقلم الكاتبة سارة السهيل
تعارفت الأوساط الفكرية على مفاهيم عديدة للعنف تراوح بين العنف اللفطي والجسدي وايضا العنف الفكري والديني وغيره، لكن يظل العنف الممارس من المرأة ضد المرأة أشد انواع العنف خطورة في المجتمع، خاصة وان مرجعه نفسي اجتماعي ينطلق من الغيرة التي تدمر الأسر وتقضي علي الاستقرار الاجتماعي، ناهيك عن ارتباط الغيرة بالحقد والكره وما ترتب عليه من تدمير للشخص المحسود .
ومما لا شك فيه، ان تجاهل الإهتمام بأوضاع المرأة العائلية والنفسية قد تحول من جانبها إلى سلوك عدواني يتمثل في ممارسة العنف من المرأة للمرأة، وهي آفة منتشرة بين كل الشرائح والطبقات الإجتماعية.
ولعل الواقع الإجتماعي في عالمنا العربي يشير إلى حدوث العديد من الخلافات الزوجية الحادة نتيجة غيرة المرأة خاصة الحماة أو شقيقة الزوج، أو سيطرة الأم على تصرفات العائلة؛ خاصة تجاه زوجة ابنها نتيجة الأنانية والغيرة وتغطية النقص الموجود لديها، ليصبح التدمير النفسي للمرأة أصعب أشكال العنف وأحيانا تكون المسألة معكوسة بحيث تكون الكنة كما نطلق عليها بالعامية أي زوجة الإبن أو زوجة الأخ هي مصدر الظلم والإزعاج للأسرة بأكملها لأسباب تتراوح بين فرض السلطة والنفوذ على زوجها وأحيانا تمتد لتصل أسرته وأهله ليس فقط بيتها؛ مرورا بغيرتها من علاقته بأسرته سواء كانت علاقة سوية أو مبالغ بها فتكون أحيانا مصابة بداء التملك والتفرد سواء من شدة الحب والتعلق أو بسبب عوامل نفسية و إجتماعية وبيئية وأحيانا من باب الحيطة والحذر والحفاظ على بيتها من باب الدفاع أمام هجوم الطرف الآخر بالطبع لكل حالة خصائص محددة وأسباب ونتائج تختلف عن الحالات الأخرى إلا أنها بالنهاية جميعها خاطئة وعواقبها وخيمة .
كما تكشف صفحات الحياة الاجتماعية عن كم من زوجة أب مارست صنوف التعذيب ضد بنات زوجها اما بحرمانها من التعليم او القاء مسؤولية الاعمال المنزلية علي عاتقها او تعذيبها وقص شعرها او تشويهها بماء النار، وتشويه صورتها لدى والدها ووصفها بالتدني الاخلاقي ظلما وجورا .
وكم شهدت الأسر العربية والشرق أوسطية قيام الحماة بضرب زوجة ابنها بعد وفاته وطردها ومحاولة حرمانها من ابنائها، بينما تمارس فيما يعرف في حياتنا الاجتماعية بالسلفات( زوجات الأبناء )عنفا متبادلا نتجية الغيرة والتي قد تصل الي حد قيام احداهن بسكب الماء الساخن علي سلفتها لتحرق جسدها لشعورها بالغيرة من جمالها، وقيام اخرى عقيمة لا تنجب بقتل ابن سلفتها وقيام أخرى بخلق القصص الكاذبة والأوهام على سلفتها لأن زوجها لا يحبها أما سلفتها فتعيش بحب مع زوجها وكم من امرأة أرادت تزويج شقيق زوجها بأحدى قريباتها وعندما لم تنجح اذاقت زوجته أنواع الحروب سرا وعلانية وما أخطر من الحروب الباردة وإظهار الوجه الطيب بينما تحيك لها المكائد وربما تلجأ للمشعوذين والسحرة
.. وغيرها من المآسي.
ولم يقتصر الأمر على مؤسسة الأسرة، بل يمتد هذا العنف داخل المؤسسات النسوية، فقد تمارس القيادات النسوية العنف تجاه العاملات دون مراعاة الجوانب الإنسانية للعاملات حيث انه عندما تتأخر الموظفة لدقائق معدودة بسبب مرض ابنها أو احد أفراد عائلتها لا يتم مراعاة ظروفها الإنسانية والعائلية ويتم استخدام الألفاظ والتأنيب بشكل غير لائق، لتصدق مقولة " ان التدمير النفسي الذي تمارسه المرأة ضد المرأة من أصعب أشكال العنف " .
عنف بدهاء ومكر
وبحسب محللين وخبراء مختصين، فان عنف المرأة للمرأة يغلف بدهاء ومكر، حيث يصل الي شد الشعر وتخريب الحاجيات الشخصية خاصة عندما تحصل المنافسة بين الحماة وزوجة الابن ويحصل الصراع حتى على الملبس والمأكل أو الخروج، خاصة داخل العائلات الممتدة حيث يتم إلصاق التهم الباطلة وأشكال العنف الذي يفسد العائلات والعلاقات الزوجية، حيث توظف المرأة قدراتها علي المكر والدهاء في ممارسة اقصي درجات التدمير النفسي لنظيرتها المرأة عبر الظلم وتلفيق التهم، وبث الأكاذيب عن أختها.
اسباب علمية
ويرجع د.جمال فرويز استشارى الطب النفسى والأعصاب عنف المرأة ضد بنات جنسها الي " الغيرة " موضحا ان هذه الغيرة ترتبط بعوامل طبيعة جسمانية في المرأة، موضحا ان المرأة تتسم بنشاط ملحوظ فى السيولة الدموية الناتجة عن تدفق الدم إلى الصدغ الأمامى من المخ، مما يساهم فى زيادة إفراز هرمون النورادرينالين المسئول عن الوظائف المعرفية بالمخ، ما يجعلها أكثر تركيزا وانتباها للأحداث خاصة فيما يتعلق بالأخريات من جنسها، حيث تتسم بدقة الملاحظة واهتمامها بالمقارنة مع الأخريات، وهواية نقد الآخرين.
وأوضح د. فرويز أسباب وصف المرأة بالغيرة يرجع بسب تركيبة شخصيتها التى تختلف عن الرجل الذى يستطيع أن يوزع مشاعره إلى أكثر من امرأة عكس طبيعة المرأة التى لا تعطي مشاعرها وعواطفها إلا لشخص واحد فقط لذلك تظهر المرأة دائما بأنها أكثر غيرة من الرجل .
وتلعب الموروثات الثقافية والاجتماعية دورا كبيرا في ان تتسم المرأة العربية والشرق أوسطية بأنها شديدة الغيرة عن المرأة الغربية، حيث تقوم الأمهات بغرسها فى ذهن الفتيات الصغيرات مما ينعكس على سلوك الطفلة حينما تكبر، فعلى سبيل المثال قيام الأمهات بوضع فتياتهن الصغيرات فى مقارنة تنافسية مع أقرانهن خصوصا عند بلوغ الفتاة سن البلوغ ذلك ما نلاحظه فى المجتمعات العربية المنغلقة بكثرة.
ولاشك ان الغيرة المعقولة لها جوانب ايجابية في حياة المرأة حيث تدفعها للمنافسة والتقدم اما في مجال التعليم او العمل او الاهتمام بمظهرها وأناقتها، غير ان الغيرة الزائدة عن حدها تصبح حالة مرضية وتتطور مع الوقت الي حد الحقد؛ تبرز لدي صاحبتها ملامح النفاق والتسلق، فتصبح امرأة حاقدة ونموذج لأشد أنواع النساء مراوغة وكذبا وعنفا وتدميرا عندما تسعي الى إلحاق الأذى بالطرف الآخر .
غياب الثقة بالنفس
تعكس مشاعر الغيرة التي تنتاب كثيرا من النساء وتورطهن في العنف والقسوة، حقيقة شعورهن بالنقص وعدم الأمان، اذا وجدت امرأة اذكي منها أو اجمل منها، أو أكثر حضورا، او أنجح وأشهر منها، وربما يفسر ذلك تعرض كثير من الناجحات للنقد بسب شهرتهن واعتنائهن بجمالهن، وربما يكون ذلك بسبب عدم الإحساس بالأمان؛ فقد يكره إنسان شخصا آخر لمجرد أنه يشعره أنه فى مرتبة أقل منه.
وتمتلئ صفحات الإنترنت بالعديد من أشكال الانتقاد من قبل المرأة للمرأة عبر غرف الدردشة حيث الدخول بأسماء مستعارة غير معروفة، بما يوضح مدى كراهية بعض النساء للبعض الآخر، وذلك انعكاسا لإحساس المرأة بالضعف وقلة الحيلة مما يدفعها إلي عدم تخزين هذه المشاعر بداخلها ومحاولة اخراجها علي هيئة نقد للأخريات .
وهذا ما أكدته المعالجة النفسية Susie Orbach مؤلفة كتاب "FAT IS A FEMINIST ISSUE " كراهية الذات علي أنها أحد أهم الأسباب وراء شعور المرأة بقلة شأنها وتعلق قائلة "أن احدى الطرق الفعالة في التخلص من هذا الاحساس (كراهية الذات) هو إيجاد امرأة أخري تكرهها وتصب عليها جام غضبها".
مفتاح العلاج
يكمن علاج غيرة المرأة وعنفها ضد بنات جنسها بمعالجة هذه العقدة ، من خلال سعيها الي اظهار قوة شخصيتها الكامنة في كل امرأة وان تكون امرأة استثنائيه لا تشبه هذه او تلك او تقلد هذه او تلك.
وعلي المرأة ان تنسى التجارب الفاشلة فى حياتها بعدم ذكرها نفسها او للأخرين و اعادة برمجة النفس على تجاهل نقد الأخرين . مع تدريب النفس على التفاؤل والبعد عن الألفاظ السلبية مثل لا اعرف ولا استطيع .
ويلعب الإهتمام بالمظهر دورا مهما في استعادة الانسان لثقته بنفسه ، فعلي المرأة ان تتجاهل عيوبها ، وتركز علي مزاياها وعلى الهبات التى منحها الله اياها لتجد كثيرا من الجمال بداخلها .
كما ان تدعيم الثقة بالنفس من خلال النجاح في العمل كفيل بأن يخلق سعادة حقيقة للانسان, لذلك فالمرأة مطالبة بتطوير مهارتها في العمل بما يزيد من اعجابها بنفسها ومن ثم تستحق ثقة الاخرين.
واخيرا، فان ادراك المرأة بأن الغيرة والحقد من اشكال العنف الذي يدمر المجتمع وسلامته، وان الأديان السماوية تحذرنا من هذا الحقد ، فان يبقي سلاحا واقيا يحميكي ويزرع بداخلك الامان والطمأنينية خاصة اذا ادركت ان الله تعالي هو العدل وهو الذي منحك قدرات مظاهر من الجمال قد لا توجد الا لديك فافرحي بها وثقي بنفسك وبخالقك واخرجي ما بداخلي من قدرات مبدعة لم تكتشفيها بعد حتي تحبين نفسك وتحبين الاخرين معا .
ومما لا شك فيه، ان تجاهل الإهتمام بأوضاع المرأة العائلية والنفسية قد تحول من جانبها إلى سلوك عدواني يتمثل في ممارسة العنف من المرأة للمرأة، وهي آفة منتشرة بين كل الشرائح والطبقات الإجتماعية.
ولعل الواقع الإجتماعي في عالمنا العربي يشير إلى حدوث العديد من الخلافات الزوجية الحادة نتيجة غيرة المرأة خاصة الحماة أو شقيقة الزوج، أو سيطرة الأم على تصرفات العائلة؛ خاصة تجاه زوجة ابنها نتيجة الأنانية والغيرة وتغطية النقص الموجود لديها، ليصبح التدمير النفسي للمرأة أصعب أشكال العنف وأحيانا تكون المسألة معكوسة بحيث تكون الكنة كما نطلق عليها بالعامية أي زوجة الإبن أو زوجة الأخ هي مصدر الظلم والإزعاج للأسرة بأكملها لأسباب تتراوح بين فرض السلطة والنفوذ على زوجها وأحيانا تمتد لتصل أسرته وأهله ليس فقط بيتها؛ مرورا بغيرتها من علاقته بأسرته سواء كانت علاقة سوية أو مبالغ بها فتكون أحيانا مصابة بداء التملك والتفرد سواء من شدة الحب والتعلق أو بسبب عوامل نفسية و إجتماعية وبيئية وأحيانا من باب الحيطة والحذر والحفاظ على بيتها من باب الدفاع أمام هجوم الطرف الآخر بالطبع لكل حالة خصائص محددة وأسباب ونتائج تختلف عن الحالات الأخرى إلا أنها بالنهاية جميعها خاطئة وعواقبها وخيمة .
كما تكشف صفحات الحياة الاجتماعية عن كم من زوجة أب مارست صنوف التعذيب ضد بنات زوجها اما بحرمانها من التعليم او القاء مسؤولية الاعمال المنزلية علي عاتقها او تعذيبها وقص شعرها او تشويهها بماء النار، وتشويه صورتها لدى والدها ووصفها بالتدني الاخلاقي ظلما وجورا .
وكم شهدت الأسر العربية والشرق أوسطية قيام الحماة بضرب زوجة ابنها بعد وفاته وطردها ومحاولة حرمانها من ابنائها، بينما تمارس فيما يعرف في حياتنا الاجتماعية بالسلفات( زوجات الأبناء )عنفا متبادلا نتجية الغيرة والتي قد تصل الي حد قيام احداهن بسكب الماء الساخن علي سلفتها لتحرق جسدها لشعورها بالغيرة من جمالها، وقيام اخرى عقيمة لا تنجب بقتل ابن سلفتها وقيام أخرى بخلق القصص الكاذبة والأوهام على سلفتها لأن زوجها لا يحبها أما سلفتها فتعيش بحب مع زوجها وكم من امرأة أرادت تزويج شقيق زوجها بأحدى قريباتها وعندما لم تنجح اذاقت زوجته أنواع الحروب سرا وعلانية وما أخطر من الحروب الباردة وإظهار الوجه الطيب بينما تحيك لها المكائد وربما تلجأ للمشعوذين والسحرة
.. وغيرها من المآسي.
ولم يقتصر الأمر على مؤسسة الأسرة، بل يمتد هذا العنف داخل المؤسسات النسوية، فقد تمارس القيادات النسوية العنف تجاه العاملات دون مراعاة الجوانب الإنسانية للعاملات حيث انه عندما تتأخر الموظفة لدقائق معدودة بسبب مرض ابنها أو احد أفراد عائلتها لا يتم مراعاة ظروفها الإنسانية والعائلية ويتم استخدام الألفاظ والتأنيب بشكل غير لائق، لتصدق مقولة " ان التدمير النفسي الذي تمارسه المرأة ضد المرأة من أصعب أشكال العنف " .
عنف بدهاء ومكر
وبحسب محللين وخبراء مختصين، فان عنف المرأة للمرأة يغلف بدهاء ومكر، حيث يصل الي شد الشعر وتخريب الحاجيات الشخصية خاصة عندما تحصل المنافسة بين الحماة وزوجة الابن ويحصل الصراع حتى على الملبس والمأكل أو الخروج، خاصة داخل العائلات الممتدة حيث يتم إلصاق التهم الباطلة وأشكال العنف الذي يفسد العائلات والعلاقات الزوجية، حيث توظف المرأة قدراتها علي المكر والدهاء في ممارسة اقصي درجات التدمير النفسي لنظيرتها المرأة عبر الظلم وتلفيق التهم، وبث الأكاذيب عن أختها.
اسباب علمية
ويرجع د.جمال فرويز استشارى الطب النفسى والأعصاب عنف المرأة ضد بنات جنسها الي " الغيرة " موضحا ان هذه الغيرة ترتبط بعوامل طبيعة جسمانية في المرأة، موضحا ان المرأة تتسم بنشاط ملحوظ فى السيولة الدموية الناتجة عن تدفق الدم إلى الصدغ الأمامى من المخ، مما يساهم فى زيادة إفراز هرمون النورادرينالين المسئول عن الوظائف المعرفية بالمخ، ما يجعلها أكثر تركيزا وانتباها للأحداث خاصة فيما يتعلق بالأخريات من جنسها، حيث تتسم بدقة الملاحظة واهتمامها بالمقارنة مع الأخريات، وهواية نقد الآخرين.
وأوضح د. فرويز أسباب وصف المرأة بالغيرة يرجع بسب تركيبة شخصيتها التى تختلف عن الرجل الذى يستطيع أن يوزع مشاعره إلى أكثر من امرأة عكس طبيعة المرأة التى لا تعطي مشاعرها وعواطفها إلا لشخص واحد فقط لذلك تظهر المرأة دائما بأنها أكثر غيرة من الرجل .
وتلعب الموروثات الثقافية والاجتماعية دورا كبيرا في ان تتسم المرأة العربية والشرق أوسطية بأنها شديدة الغيرة عن المرأة الغربية، حيث تقوم الأمهات بغرسها فى ذهن الفتيات الصغيرات مما ينعكس على سلوك الطفلة حينما تكبر، فعلى سبيل المثال قيام الأمهات بوضع فتياتهن الصغيرات فى مقارنة تنافسية مع أقرانهن خصوصا عند بلوغ الفتاة سن البلوغ ذلك ما نلاحظه فى المجتمعات العربية المنغلقة بكثرة.
ولاشك ان الغيرة المعقولة لها جوانب ايجابية في حياة المرأة حيث تدفعها للمنافسة والتقدم اما في مجال التعليم او العمل او الاهتمام بمظهرها وأناقتها، غير ان الغيرة الزائدة عن حدها تصبح حالة مرضية وتتطور مع الوقت الي حد الحقد؛ تبرز لدي صاحبتها ملامح النفاق والتسلق، فتصبح امرأة حاقدة ونموذج لأشد أنواع النساء مراوغة وكذبا وعنفا وتدميرا عندما تسعي الى إلحاق الأذى بالطرف الآخر .
غياب الثقة بالنفس
تعكس مشاعر الغيرة التي تنتاب كثيرا من النساء وتورطهن في العنف والقسوة، حقيقة شعورهن بالنقص وعدم الأمان، اذا وجدت امرأة اذكي منها أو اجمل منها، أو أكثر حضورا، او أنجح وأشهر منها، وربما يفسر ذلك تعرض كثير من الناجحات للنقد بسب شهرتهن واعتنائهن بجمالهن، وربما يكون ذلك بسبب عدم الإحساس بالأمان؛ فقد يكره إنسان شخصا آخر لمجرد أنه يشعره أنه فى مرتبة أقل منه.
وتمتلئ صفحات الإنترنت بالعديد من أشكال الانتقاد من قبل المرأة للمرأة عبر غرف الدردشة حيث الدخول بأسماء مستعارة غير معروفة، بما يوضح مدى كراهية بعض النساء للبعض الآخر، وذلك انعكاسا لإحساس المرأة بالضعف وقلة الحيلة مما يدفعها إلي عدم تخزين هذه المشاعر بداخلها ومحاولة اخراجها علي هيئة نقد للأخريات .
وهذا ما أكدته المعالجة النفسية Susie Orbach مؤلفة كتاب "FAT IS A FEMINIST ISSUE " كراهية الذات علي أنها أحد أهم الأسباب وراء شعور المرأة بقلة شأنها وتعلق قائلة "أن احدى الطرق الفعالة في التخلص من هذا الاحساس (كراهية الذات) هو إيجاد امرأة أخري تكرهها وتصب عليها جام غضبها".
مفتاح العلاج
يكمن علاج غيرة المرأة وعنفها ضد بنات جنسها بمعالجة هذه العقدة ، من خلال سعيها الي اظهار قوة شخصيتها الكامنة في كل امرأة وان تكون امرأة استثنائيه لا تشبه هذه او تلك او تقلد هذه او تلك.
وعلي المرأة ان تنسى التجارب الفاشلة فى حياتها بعدم ذكرها نفسها او للأخرين و اعادة برمجة النفس على تجاهل نقد الأخرين . مع تدريب النفس على التفاؤل والبعد عن الألفاظ السلبية مثل لا اعرف ولا استطيع .
ويلعب الإهتمام بالمظهر دورا مهما في استعادة الانسان لثقته بنفسه ، فعلي المرأة ان تتجاهل عيوبها ، وتركز علي مزاياها وعلى الهبات التى منحها الله اياها لتجد كثيرا من الجمال بداخلها .
كما ان تدعيم الثقة بالنفس من خلال النجاح في العمل كفيل بأن يخلق سعادة حقيقة للانسان, لذلك فالمرأة مطالبة بتطوير مهارتها في العمل بما يزيد من اعجابها بنفسها ومن ثم تستحق ثقة الاخرين.
واخيرا، فان ادراك المرأة بأن الغيرة والحقد من اشكال العنف الذي يدمر المجتمع وسلامته، وان الأديان السماوية تحذرنا من هذا الحقد ، فان يبقي سلاحا واقيا يحميكي ويزرع بداخلك الامان والطمأنينية خاصة اذا ادركت ان الله تعالي هو العدل وهو الذي منحك قدرات مظاهر من الجمال قد لا توجد الا لديك فافرحي بها وثقي بنفسك وبخالقك واخرجي ما بداخلي من قدرات مبدعة لم تكتشفيها بعد حتي تحبين نفسك وتحبين الاخرين معا .