سارة السهيل تكتب حول العنف ضد كبار السن
سارة طالب السهيل
العنف كلمة واسعة المدى بعالم
لألم و الظلم و التعدي على الآخرين ؛فهو بكافة أشكاله من أكثر المشاكل الإجتماعية بالعالم عامة ومجتمعاتنا العربيه خاصة و يتفرع من العنف عدة أنواع من حيث الضحايا على سبيل المثال لا الحصر العنف ضد الأطفال العنف ضد الزوجه أو المرأة عامة و العنف الأسري الذي يطال فرد او عدة افراد بالعائله، و أهتم الباحون وألأطباء على مستوى العالم بظاهرة العنف عامة و أكثر المهتمين كانوا من الدول المتقدمه .يستفزني دائما التعدي على الأضعف و استغلال ضعفه في ممارسات مريضه ربما يكون سببها الرئيسي خلل في التربيه و التوعيه أو مرض عصبي دائم يصاحب المعتدي أو حاله عصبيه مؤقته تطرأ عليه ،ومن أخطر جرائم العنف؛
لألم و الظلم و التعدي على الآخرين ؛فهو بكافة أشكاله من أكثر المشاكل الإجتماعية بالعالم عامة ومجتمعاتنا العربيه خاصة و يتفرع من العنف عدة أنواع من حيث الضحايا على سبيل المثال لا الحصر العنف ضد الأطفال العنف ضد الزوجه أو المرأة عامة و العنف الأسري الذي يطال فرد او عدة افراد بالعائله، و أهتم الباحون وألأطباء على مستوى العالم بظاهرة العنف عامة و أكثر المهتمين كانوا من الدول المتقدمه .يستفزني دائما التعدي على الأضعف و استغلال ضعفه في ممارسات مريضه ربما يكون سببها الرئيسي خلل في التربيه و التوعيه أو مرض عصبي دائم يصاحب المعتدي أو حاله عصبيه مؤقته تطرأ عليه ،ومن أخطر جرائم العنف؛
هو (الموجه
ضد كبار السن )سواء كان رجلا او امرأه، والتى تزايدت بشكل ملحوظ وملفت
للنظر خاصة و انه بعد مقال كتبته عن العنف ضد الأطفال استقبلت رسائل كثيرة
على بريدي الالكتروني من أشخاص تعرضوا للعنف وبعضهم كان من كبار السن و
الكارثه ان اغلبهم تلقوا العنف من أحد افراد اسرهم كالابناء و الاحفاد و
طمنتهم اني في سلسلة مقالاتي عن العنف لا يمكن ابدا ان انسى العنف ضد كبار
السن و ان محله بالنشر اصبح قريب فشعرت انهم بحاجه لنصرة و ليس من شخص واحد
مثلي ،بل من مؤسسات و حكومات و شعرت انهم فعلا مهمشين .
إن
كان الحديث عن الأطفال و حقوقهم قد تأخر في بلاد الغرب نسبة لباقي
المواضيع و باقي الحقوق إلا انه بالنهايه قد ظهر ،و ان كان الاهتمام بحقوق
المرأة و الطفل قد تلى إهتمام الغرب بسنوات عديدة في عالمنا العربي و الشرق
اوسطي إلا انه على الأقل بدأنا بالخطوة الأولى و اشعلنا فتيل المصباح ،
لكن الأمر الذي مازال بعيدا عن الأعين و غائب عن ساحات حقوق الانسان و
المطالبات الرسميه و الغير رسميه للمؤسسات في العمل المدني و العام و الحقل
الاجتماعي أو التطوعي سواء رسميا او من خلال ناشطين في مجالات مشابهه نجد
ان العنف ضد المسنين (كبار السن) يكاد يكون مختفيا تماما
و
السبب لهذا الاختفاء ربما يعود لنفس الاسباب التي ادت لتأخر الاهتمام
بحقوق الطفل و رعايته، لو راجعنا تلك الاسباب، الا انه ضف عليها بندا هاما
الا و هو ان بعض الانانيون ينظرون لكبير السن على انه ماضٍ و انهم يستثمرون
بما يفيدهم للمستقبل من حاضر و ما سيليه متناسين أن من لا ماض له لن يكن
له مستقبل و الشجرة بلا جذور لن تصل عنان السماء
وان
ما هم عليه الآن ما هو الا بذرة ماضٍ و تعب من سبقوهم و حصيلة ما مر و
نتيجة لجهد عائلتهم الصغيرة اولا و من ثم نتاج حصاد تراكم المجتمع و تجاربه
و عطاءاته بشكل عام مما ينعكس على حاضر كل من يتشارك هذا الحيز تحت
السماء.
الرأسماليه و الحياة
العمليه و اللهث وراء المال و السباق الذي وضعت الإنسان به تلك الدول التي
نست الانسان و الانسانيه و استخدمت الفرد على انه اداة ووسيله و جردته من
المشاعر و الاحاسيس و الاحتياجات العاطفيه و النفسيه و اصبح اهتمامها
بالمواطن كإهتمام المزارع بحماره لأنه يساعده في مصدر رزقه فقط و يعينه على
عمله ،فقدنا الروح و فقدنا القيم و ما سيأتي سيكون اعظم للأسف لاننا ان لم
نصحى سنبقى في الانحدار والتدهور الأخلاقي و الانساني
إلا
ان الامر لا يخلو من بعض المحاولات البسيطه التي ليست على قدر الطموحات
المرجوة فقد لاحظت بقراءاتي فى الفترة ألأخيرة العديد من الدراسات وألأبحاث
، أطلقوا عليها العنف ضد المسنين وسوء معاملتهم . ووقعت عيني على خبر محزن
في إحدى الصحف أن معدلات العنف ضد المسنين في زيادة مستمرة في مجتمعنا، و
هذا يعني امور كثيرة :اولها ان الرحمه بدأت تغيب ليحل محلها الوحشيه و روح
الانتقام و غياب التسامح و رحيل الضمير و البعد عن مخافة الله و قد خلقنا
الله سبحانه و تعالى بفطرة سليمه تبحث عن الخير و الوئام و المحبه لكن
تتلوث هذه الفطرة مع الاسف بمرور الزمن و التجارب عند البعض واعتقد ان
الوصايا الدينيه انشغلت بالسياسه و امتهنت وظائف اعلاميه و اعلانيه و تناست
دورها الرئيسي في توجيه الناس للفضيله و التحاب و التراحم
الى
ان وصلت الاحصائيات في أحد الابحاث الاجتماعيه التي قرأتها أن أكثر أنواع
الإيذاء يتمثل في الإهمال، إذ بلغ المتوسط 2.80%، يلي ذلك الإيذاء النفسي
بمتوسط 2.49% ، ودعت الدراسة إلى وضع برامج احترافية لمواجهة ظاهرة تزايد
العنف ضد كبار السن في المجتمع بصفة عامة. نحن نحتاج هذه البرامج
الاحترافية التي تساعدنا على العناية اليومية بكبار السن، لكن قبل ذلك اجزم
بأننا نحتاج إلى الرغبة في مساعدتهم وعدم التأفف من وجودهم وخدمتهم وهذه
لا يفيد معها أي تدريب بل يجب أن تنبع من إيماننا بفضل الكبار بعد الله
علينا وشعورنا تجاههم بالمحبه و المسؤوليه و الإمتنان رغم ما يمكن ان
يواجهه الأشخاص المعنين برعاية المسن من المشكلات الشخصية والنفسية و
الماديه والاجتماعية و ايضا في سبيل ترتيب الوقت و الاولويات من حيث العمل و
الوظيفه و ايضا رعاية الاطفال ان وجدوا ولكن هل سأل الفرد نفسه عن
المعاناه التي واجهها اهله في تربيته و ما التحديات التي واجهها اهله و
تحملها الاب و الام الى ان كبر و اصبح رجل او امرأة حيث جاء لهذه الدنيا
كدمية لا تعرف شيء فاعطته اسرته الدفء و الحنان و الامان و حافظت على
سلامته و امنت له المأكل و المشرب و الملبس و الجو المناسب و العلم و
الدراسه و كلٍ حسب مقدرته و لا يمكن ان تتساوى العائلات بما يمكن ان تقدمه
لأطفالها فيتحكم بهذا الظروف الماديه و الوظيفيه و المستوى الثقافي و
الاجتماعي ولكن تأكدوا ان كل اسرى مقتنعه انها اعطت اكثر ما عندها حسب
مفهومها و الان كما اخذت يجب ان تعطي و تفي الدين و ترد الفضل الى اهله
الان حان موعد رد الجميل .
من
غيرالطبيعي أن يكون العكس و ان يكون مقابل العطاء جحود و بدل ان ترد الجميل
تتزايد حدة العنف تجاه هؤلاء المسنين والاضل سبيلا ان بعضهم يبرر لك عنفه و
عقوقه بان اهله لم يعتنوا به بصغره او اساءوا معاملته فهل هذا مبرر لانسان
قلبه نظيف و ضميره سوي فأنت بالطبع مخطيء في تقيمك فكل ام و اب اعتنوا
باطفالهم من وجهة نظرهم كل حسب ثقافته و فهمه ووعيه و درجة اتطلاعه و
تعليمه و ان كان بعضهم قاس فانا اجزم ان هذهرالقسوة كانت تخفي خلفها الحب
الكبير و الحرص على مستقبل اولادهم و ان كان الخيار الاخير بانهم فعلا
اخطأوا بحقكم فايضا يجب ان لا يكون بداخلك دافع للغل و الحقد و الانتقام كن
انت الافضل اثبت لنفسك انك قوي كفاية لتاخذ قرار الصفح و العفو عند
المقدرة اثبت لنفسك انك تعاملهم كما انت و ليس كما هم يعاملوك لانك انت انت
و هم هم كل شخص يمثل نفسه و اخلاقه و تربيته كل شخص يمثل مفاهيمه و حضارته
و رقيه.
هناك اسباب اخرى للعنف ضد
كبار السن منها برود المشاعر ومن المهم معرفة أسباب انعدام العاطفة في هذه
الحاله لربما سببها خلل نفسي يحتاج لعلاج عند طبيب متخصص و ربما يعود لخلل
بالتربيه ذاتها
الاسباب كثيرة :الا انني انحي جانبا الاسباب التاليه بأن
إيقاع
الحياة الصاخب وثقل المسؤوليات لان لا شيء بالدنيا اهم من رعاية امك او
ابيك او جدك فلهم الاولويه قبل اي شيء لان الحياه مازالت امامك اما هم فهي
خلفهم ما بقي ليس باكثر مما ذهب لهذا وقتك ليس كثيرا عليهم لانه سيأتي يوم
لن تجدهم ووقتها لن ينفع الندم و لا تأنيب الضمير و اعرف ان الزمن دولاب و
الحياه سداد و دين و ما فعلته باهلك سيفعله معك اولادك ..للاسف مفاهيم
الحياة التي تغيرت فضعف الاهتمام بالقيم الإنسانية وقوي الاهتمام بالقيم
الاستهلاكية؟ اجد السعي خلف المال و الرزق و كأن لا قيمه بالحياة توازيه
أمرارمثيرا للاشمئزاز
أيا كانت الأسباب فهي ليست مبررات إذ لا شيء يبررإجحافنا بحق المسنين ولاشيء يبرر سلوك العنف ضدهم .
فى
مجتمعاتا العربية خاصة ، يتنوع العنف المرتكب فى حقه كبار السن ما بين
العنف المعنوى وهو الذى يكون باللفظ ، والعنف المادى الجسدى ، وأن ما يساهم
في زيادة معدل هذه الجرائم هوعدم إبلاغ أو شكوى المسن (المجنى عليه) عما
يرتكب بحقه من جرائم خوفا من فقدان مصدر رعايته ، والذي يعتمد عليه بشكل
أساسي، أو اعتقاده أنه لاجدوى من شكواه. ومن المؤسف أن الجان فى معظم جرائم
العنف ضد المسنين من أقرب الناس لهم ، فنجد بعض الأبناء الذين تجردوا من
إنسانيتهم يُعَنفون بالضرب والإساءة اللفظية والديهم مما يحط من كرامتهم ،
ويعرضهم لمشاكل صحية ونفسية وهو نوع من العقوق الذى يرتكبه ألأبناء ضد
والديهم أو ذويهم .
تمت دراسة فى
مصرعن حالات الوفيات لكبار السن بدار التشريح التابعة لمصلحة الطب الشرعى
بوزارة العدل خلال الفترة من 2007 حتى 2010 وقد بلغ عدد الحالات 139 حالة
من إجمالى 2868 حالة وقد كان معظمها من الذكور، وقد تعرض حوالى 56% من
الحالات إلى عنف بدنى، 69% من الحالات إلى الإهمال الذى أدى إلى الوفاة،
وقد اشتملت الدراسة على 23% من الحالات التى كان سبب الوفاة فيها هو الطعن
بالسكين .
ويتخذ العنف عدة أشكال ضد كبار السن منها :-
العنف الجسدي، ويقصد به أي تصرف يؤدي إلى ألم جسدي عند المسن ، مثل: الحرق، الضرب، الدفع، وعدم التنظيف والرعاية الجسدية... (إلخ
وعنف
النفسي ويقصد به أي فعل يسبب ألم نفسي ومعاناة للمسن مثل: الاحتقار، عدم
الاحترام، الحبس، التهديد، الإكراه والإجبار، عدم الاهتمام بالمتطلبات
النفسية المتعددة
والعنف المادي،
وهو أي فعل يصدر من الغير للسيطرة على أموال المسن أو مصادر دخله أو السرقة
والنهب، أو إكراه المسن على التنازل عن ممتلكاته.
وبالنسبة
للمسنين المقيمين ببعض دور المؤسسات فيتمثل العنف الموجه لهم مصدره في فقر
إمكانات هذه المؤسسات، مثل عدم ملائمة المسكن، أو نقص المرافق كغرف النوم
أو غرف الطعام، أو قصور التجهيزات كغرف الكشف الطبي أو الترويح.
ويتوقف
معدل زيادة تعرض المسن للإيذاء والعنف على عدة عوامل منها: ضعف القدرات
العقلية للمسن؛ حيث أن ظهورتصرفات عدوانية وغير طبيعية من قبل المسن قد
يؤدي إلى ردة فعل عنيفة عند من هم حوله.وقد يتعرض المسن للعنف بسبب طمع
المسيء في أشياء مادية يمتلكها المسن، كما أن العزلة الاجتماعية تلعب دورا
في زيادة معدل العنف ضد المسن فهي تزيد من معدلات الإساءة ضده، وتقلل من
فرص اكتشاف هذه الإساءة ووقفها، ولذلك فإن المسنين الذين يتركون تحت عناية
الخدم هم أكثر عرضة للعنف من غيرهم الذين يتلقون الرعاية من أقربائهم.
ومن
الأسباب أيضا: وجود شخصية عدوانية عند المسن نفسه، وتدهورحالة المسن
الصحية؛ فالمسن المريض بالأمراض المزمنة قد يكون عاجزاً من الناحية الجسدية
عن طلب المساعدة من الآخرين، أو عن الدفاع عن نفسه. وأرجع المختصين أسباب
إهدار حقوق المسنين وتعرضه للعنف إلى عدم المعرفة والوعى الدينى والالتزام
من قبل المعتدي، وكذلك الظروف الاجتماعية والسياسية التي أهدرت الحقوق
الإنسانية وبالأخص حقوق المسنين عبرعزلهم وبشكل مباشر في دورالمسنين
العجزة.
ويرى الباحثين أن تعرض
المسن للعنف قد يصيبه بالاكتئاب ويعرضه لمشاكل نفسية وصحية واجتماعية خطيرة
تهدد حياته، وتجعل التعامل معه على درجة عالية من الصعوبة والتعقيد؛ فهو
يجعله يشعربضعف الحيلة، والخزي والعار، والخوف، والقلق من التعامل مع
المجتمع الخارجي.
وقد لاحظ
الأخصائين من خلال رصدهم للعنف ضد المسنين أن المسنات الأكثر تعرضا للعنف
من المسنين الرجال، لأنهن يعشن أطول، ويتسمن بالوهن العضوي، ما يجعلهن
أضعف، ويترملن، ويعشن بمفردهن بنسبة أكبر من الرجال.
فالظروف
التي يعشن فيها تجعلهن هدفا سهلا، وموضوعا مغريا للجريمة، ما يخلق فيهن
شعورا بالخوف المبالغ فيه من إمكانية استهدافهن بالجرائم، وهو شعور يرسخه
نقص الثقة في ما يتوافر لهن من حماية وأمن، خاصة أنهن مضطرات إلي الاعتماد
علي غيرهن في تصريف بعض شؤون حياتهن.
وجريمة
السرقة تأتي على قمة الجرائم التي ترتكب بحق المسنين وقد يصطحبهما أحيانا
عنف كالضرب، وحين يكون الجاني معروفا لدي المجني عليها، فإنه قد يتورط
في القتل خوفا من افتضاح أمره. وخاصة الطمع عند النزاع علي الميراث، أفرز
جرائم أخري أبرزها النصب والتزوير والطرد من السكن، وأن الجناة غالبا ما
يكونوا من الأقارب، أو الخدم، أو الجيران أو الحرفيين، أو ممن يقدمون لهم
الخدمات، وهذا يؤكد اتساع الهوة بين ما تحض عليه التعاليم الدينية والقيم,
وبين واقع حياة المسنين خصوصا الإناث.
منظمة
الصحة العالمية تعتبرأن العنف ضد الكبار سواء كان عملاً منعزلاً أو مكرراً
، فإنه يعد جريمة خطيرة ضد أشخاص تتعرض حياتهم إلى خطر الاكتئاب الشديد من
جراء تلك الاعتداءات. نعلم جيداً أن العنف والإهمال شيئان يصعب التبليغ
عنهما، لهذا تبدو الإحصائيات شبه معدومة ، بعض الآراء أكدت أن العنف ليس
شيئاً سهلاً يمكن الإبلاغ عنه بسهولة، لأن الخوف من الآخر يبقى هو الذي
يجعل الشرطة لاتتدخل في الأخير إلا في حالة وصول بلاغ لها فقط ، وفي حالة
وصول حادثة العنف ضد الشخص إلى درجة الإصابة الظاهرة، وهذا بحد ذاته يعد
خطأً كبيراً يتخبط فيه المجتمع كل اليوم.
من
يعتدي على كبار السن؟ غالباً ما تأتي المعاملة السيئة من شخص مقرب، يعرفه
المعتدى عليه جيداً، واحد من أفراد العائلة مثلاً، صديق، ممرض، أو حتى موظف
في مؤسسة رعاية المسنين. ثمة حقيقة تقول: إن الأبناء يشكلون المتهم رقم
واحد ويأتي الزوج أو الزوجة بنسبة الثلث أي 71% النساء المسنات يتعرضن
للعنف بنسبة 36% من قبل الشباب، بينما الرجال المسنون يتعرضون للعنف بنسبة
أقل أحياناً، ربما لأنهم أقل احتكاكاً بالمجتمع وأقل خروجاً إلى الشارع.
العنف
الحاصل أحياناً في دورالمسنين لا يبدو لافتاً للانتباه داخل المجتمع، على
الرغم من أنه موجود فعلاً. كذلك الإهمال الذي هو أيضاً جزء لا يتجزأ من
العنف فمن خلال تحقيق صدر حديثاً أثبت أن عدد الوفيات داخل مراكز رعاية
المسنين نتيجة الإهمال، وعدم الاعتناء الصحيح بالمقيمين في المراكز
المتخصصة قد بلغ حداً خطيراً، ناهيك عن الحوادث اليومية مثل السقوط الذي
يؤدي في حالات كثيرة إلى الموت السريع. طبعاً هناك عناصرتجعل المسنين أكثر
تعرضاًَ للعنف ، مثل حالتهم الصحية أو المعنوية، وشكلهم الخارجي الذي يوحي
بالضعف وعدم القدرة على الدفاع عن النفس، ناهيك عن أنهم موجودون في مجتمع
لا يتحدث عن العنف بشكل صريح. مجتمع يعيش فيه العديد من الأميين وغير
الواعين بمخاطرالعنف ضد كبار السن.
أسباب
إهدار حقوق المسنين : البعض يوجه أصابع الاتهام إلى النظم الاجتماعية
والسياسية التي أهدرت الحقوق الإنسانية وبالخصوص أهدرت حقوق المسنين عبر
عزلهم وبشكل مباشر في دور للعجزة. وثمة من يعتبر أن خروج الزوجة إلى العمل
خارج البيت جعل الأطفال يعيشون وضعاً مختلفاً في غياب الأم وبالتالي خلقت
لديهم حالة من الرغبة في الانتقام من الأطراف التي يعتبرونها مسئولة عن
عزلتهم أي المجتمع المدني بكل مؤسساته وميكانزماته وفئاته خصوصاً البشرية
منها.
وهنالك من يعتقد أن عدم
القدرة على التفاهم بين الكبار والصغار خلق حالة من الانسداد بين جيلين
مختلفين ولهذا تحول العنف إلى أسلوب للتفاهم! القضية أن مشاكل هذه الفئة
مغيبة عن الإعلام وصوتهم لا يظهر ربما التلفزيون يسلط أحيانا الضوء على
مشكلاتهم ويصفها بالفراغ أو التعلق بالماضي. وهناك مسلسلات تصور عقوق
الوالدين مثلا لكن كل ذلك لا يكفي لابد أن تؤمن الأسرة البسيطة بأنها حتى
ولو تحولت من نمط الاسرة الممتدة فان من واجبات أفراد الأسرة احترام كبارها
في أي موقع. في الحياة العامة لطالما لفت انتباهي سلوك الشباب في التعامل
مع المسنين ولطالما أزعجني أن أرى في باص السفر مثلا شاباً يجلس ويترك
شيخاً مسناً يقف على رجليه او يتجاهل طلبه بالمساعدة . المسن فى مرحلة
عمرية حساسة وعلينا أن نحتوى مشكلاته وآلامه هذه القيمة الإنسانية تبدأ من
المنزل قبل المدرسة، ولا تلقن أبدا.
كما
هو الحال مع العديد من المشاكل الاجتماعية فإن ملف الاعتداء على كبار السن
يظل من المحذورات التي ما زال البعض يشعرون بالخجل عند البوح بها علانية.
وبعد
أن صار الكلام صريحاً عن العنف بين الأزواج والعنف ضد الأطفال وضد كبار
السن صار الكنديون يبحثون عن المخرج من هذا الإشكال الذي أصبح حقيقة قائمة
أمامهم. فالكلام بشكل صريح عن المشكلة يعني خطوة كبيرة نحو العثور على حل
لها في إطار جماعي يمنح الفرصة لأكثر عدد من الأشخاص كي يبدوا رأيهم أولاً
وبالتالي إشعارهم بخطورة الوضع كي يرفضوا التعامل بينهم بأسلوب العنف.
وقد
حان الوقت للكلام وبشكل علني وقاطع عن المعاملة السيئة التي يلاقيها كبار
السن في المجتمع من قبل أشخاص يستعملون العنف كطريقة للتعبير عن أنفسهم
وآرائهم. لدينا الكثير كي نتعلمه من هذا النوع من العنف ضد كبار السن، أي
الطريقة التي يُعامل بها هؤلاء، والأسباب التي تجعل الضحية لا يخبر أحداً
وبالتالي لا يلجأ إلى التبليغ عن حادثة العنف خوفاً من تكرارها ضده من
جديد.
إن أهم شيء في هذه النقطة أن
العديد من الناس يجهلون القانون، وبالتالي لايستعملون حقهم في الإبلاغ عن
المعتدين عليهم ، وربما لأن المجتمع الذي يعيشون فيه لايرحم الضعفاء
وبالتالي لايجيد العطف على كبار السن أيضاً. لهذا يتوجب العمل الجماعي على
توحيد الجهود للتركيز على هذه النقطة بالذات، ولإشعارالجميع أن ثمة قانوناً
وإجراءات وعواقب من جراء الاعتداء على كبار السن.
يجب
القول إن الآلية المستعملة أو المتخذة لحماية المسنين من العنف تختلف من
دولة إلى أخرى. البعض يعتمد على قوانين صارمة وبالتالي تسعى إلى فرض مشروع
اجتماعي صارم والبعض يعتمد على الحلول النفسية لعلاج الظاهرة. لكن لابد أن
نعترف أن ضعف القوانين هو الذي ساعد على تفشي ظاهرة العنف ضد كبار السن،
وكذلك الإهمال في تطبيق القانون نفسه ، عبر عدم المتابعة القضائية للمشتبه
أنه ارتكب العنف لعدم دقة الأدلة وعدم كفايتها.
كيف
نحارب العنف؟ العنف أو الإهمال المرتكبين ضد كبار السن سواء داخل البيت أو
في مؤسسات رعاية الشيخوخة مشكلة موجودة ، ولهذا يجب الكشف عنها كي يتم
تصفيتها والقضاء عليها من مجتمعنا. ويجب على كبار السن أن يعرفوا أولاً
حقوقهم كي يعرفوا أن من أهم حقوقهم الإخبارعن حالة العنف التي يتعرضون لها.
وعلى الأهل أن تكون لهم دراية في كيفية التعامل مع العنف عند حدوثه، وعلى
المؤسسات بالمقابل أن تهيئ للموظفين لديها الأجواء المناسبة لأجل تحمل
مسؤوليتهم إزاء أي خطر. كما أن القوانين الصارمة يمكنها أن تحد من عمليات
العنف ضد المسنين سواء داخل البيوت أو في الأماكن العامة أو في مؤسسات
الرعاية ، كما أن الدعم الجماعي يلعب الدور المهم لأداء أفضل، بحيث يكون كل
فرد مسؤولاً عن عمله وعن حماية مجتمعه من العنف عبر تغيير جذري في فكره
السلبي. إن كل واحد منّا يجب أن يساهم بما في وسعه لمحاربة العنف سواء كان
العنف جسدياً أو نفسياً أو إهمالاً، عبر تناول الظاهرة بكل صراحة وجدية
للعثور على حلول لها.
الحلول فى
رأيى أنه لابد من السعي لاحتواء العنف الموجه ضد المسنين ، وحماية الأشخاص
الأكثر تعرضا له، والتخفيف من وقعه عليهم ، وأن هذا الأمر يحتاج إلي وعي
عام حتى يمكن أن نكشف عن طبيعة الظاهرة، وأبعادها الحقيقية، والدوافع
إليها، والأساليب المؤثرة للتعامل معها، وأنه على المسنين والمسنات معرفة
حقوقهم ، والتي على رأسها ضرورة التبليغ والشكوى عن مايرتكب ضدهم من العنف
؛ وهذا لاينفى ضرورة تفعيل دورمؤسسات المجتمع المدنى وأفراده للكشف عن هذه
المشكلة ومحاربتها والقضاء عليها ، وعلى الأهل أن يكونوا على دراية بكيفية
التعامل مع ذويهم من المسنين والمسنات. وعلى دور رعاية المسنين أن تهيئ
الأجواء المناسبة داخلها بشكل يضطر فيه الموظفون إلى تحمل مسؤوليتهم،
والتصدي لأي خطر قد يتعرض له المسن من قبل أي معتد من خارج المؤسسة، هذا
بالإضافة أن القوانين الصارمة يمكن لها أن تحد وتوقف العنف ضد كبار السن
داخل البيوت أو في الأماكن العامة أو في مؤسسات الرعاية. لأن العنف في
المؤسسات ناتج عن تصرفات أحادية ؛ عندما يسعى البعض إلى فتح مؤسسة لرعاية
المسنين يختار المكان ويختار الشكل للمؤسسة ولكنه ينسى اختيار
العناصرالبشرية الفاعلة والقادرة على الأداء الجيد، ولهذا السبب يحدث
التصادم. و عندما يصاب الممرض بالاكتئاب مثلاً فسينعكس ذلك على عمله ناهيك
على أن الضغط سيكون كبيراً عليه بسبب كثرة العمل وقلة الدعم من مسؤولية ،
مما يساهم في تحويل عمله إلى أداة عنف ضد المسنين الذين يسكنون المؤسسة
ولهذا حان الوقت لتغيير السلوك السلبي عبر وضع أسس سليمة للرعاية.
ان قلوبنا يعتصرها الالم لتفشي ظاهرة العنف ضد الكبار .
تصوروا
أن دولة السويد بدأت هناك ظاهرة في تقديم قروض لتشجيع رعاية المسن في
عائلته للحفاظ على تنوع وتواصل الاجيال، فياليتنا نتعض و ياليتنا نقلد و
نتبع الاصلح و نتوقف عن التقليد الاعمى لارذل الصفات و التصرفات في انحاء
العالم تاركين النماذج المشرفه والسلوكيات الراقيه و ان نسعى دوما لنكون في
راحة نفسيه لا يمكن ان تصدر الا من شخص مرتاح الضمير.