في الوقت الذي يشهد العالم تحالفات عسكرية لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، فانه يبدو اكثر تقاعسا عن حماية كوكبه الارضي من الدمار المنتظر من التلوث والاخلال بالتوزان البييئ، فالمجتمع الدولي ترك الحبل الغارب لكل ذي قوة ان يفعل بالكوكب ما يشاء من انشطة اقتصادية اشد ضررا على الانسان والحيوان والنبات.
وهذا ما حدث خلال كارثة اشتعال حرائق غابات الامازون من مدة، حيث جاء رد فعل المجتمع الدولي متأخرا جدا بعد استمرار الحرائق لثلاثة اسابيع، حتى انتفضت الامم المتحدة، والمجتمع الدولي ليمارسوا ضغوطا على الرئيس البرازيلي كي يحرك طائراته الحربية وينقذ هذه الغابات.
فاحتراق 20% من الغطاء النباتي بالأمازون سيدمر كوكبنا، لأنها تنتج كميات كبيرة من المياه الضرورية للبرازيل وأمريكا الجنوبية، كما انها توفر ما يقرب من خمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
وتمد غابات الأمازون عالمنا ب20% من الأكسجين، لأن أشجارها تمتص مليارات الأطنان من غازات ثاني أكسيد الكربون وتحولها إلى أكسجين مما يبطئ الاحتباس الحراري في العالم كله، فلنا ان نتخيل اننا بهذه الحرائق نفقد هذه النسبة المهمة من الاوكسجين اللازم لحياتنا!
وسنفقد أيضا المئات من الكائنات الحية التي تعيش بهذه الغابات ووجودها يشكل ضرورة في تحقيق التوازن البييئ في العالم، فبحسب وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» فان هذه الحرائق ستؤدي الي هلاك العديد من الكائنات الحية، فيوجد فيها أكثر من 2 مليون و500 ألف نوعٍ من الحشرات، والعديد من الحيوانات النادرة المعرضة للانقراض.
تقلصت مساحة غابات الأمازون في السنوات الاخيرة نتيجة الحرائق التي تندلع سنويا بموسم الجفاف، وطالت الحرائق 2.5 مليون شجرة، أى نصف مساحتها كما تذكر التقارير الدولية وأن التصحر في ازدياد كبير.
جريمة كونية
ترتكب ابشع جريمة بحق غابات الامازون ليس فقط نتيجة اهمال اطفاء الحرائق المشتعلة والتي قد تقع بفعل فاعل، فان هذه الغابات تنتهك حرمتها بازالتها وقطع اشجارها للتوسع فى زراعات الوقود الحيوى وفول الصويا، وزيادة مساحة المراعى لتربية الماشية، وكذلك بناء السدود وصناعة التعدين وتجارة الأخشاب، أو بيع الأرض لمطورين عقاريين لبناء مساكن تدر أرباحا كبري دون اي عقاب رادع من الحكومة ضد هذه الانتهاكات الصارخة.
اخيرا تحرك المجتمع الدولي لانقاذ غابات الامازون عبر تعهد مجموعة السبع بتخصيص 20 مليون دولار كإجراء عاجل لمكافحة هذه الحرائق ووضع خطة مساعدة لإعادة زرع الأشجار بالمناطق المتضررة.
ولكني ذلك برأيي ليس كافيا، لان هذه الغابات يجب ان تكون تحت حماية دولية، وتتطلب التعاون الدولي في جمع تبرعات اكثر لاعادة زرع غطائها النباتي وحماية الكوكب من الهلاك..