السبت، 27 أغسطس 2016

السلام و المحبه بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل

السلام و المحبه بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل

السلام هو الله والله هو السلام فهو ليس أحد أسماء الله فحسب بل هو ما استنبط منه إسم الدين ليس دين الإسلام الذي نزل على محمد صل الله عليه وسلم بل جميع الديانات السماويه أي كلمة الإسلام تشمل من اتبع سيدنا محمد و سيدنا عيسى و سيدنا موسى وايضا سيدنا إبراهيم الذي وصفه القرآن الكريم بالحنيف المسلم كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) {البقرة:131-132
و ذكر القرآن برواياته عن سيدنا عيسى ايضا هذه الآيه التي تؤكد ما أشرت إليه (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) {آل عمران:52}
أما سيدنا موسى عندما أبهر السحرة و أل فرعون و أرادوا أن يسلموا و يؤمنوا به ذكر القرآن عنهم أنهم قالوا:
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ){الأعراف:126
هذه أمثله قليله ولكن هناك آيات قرآنيه كثيره تثبت أن جميعنا إسلام عند الله وفي كتابه وعندما يتحدث الله عن الإسلام يعني أتْباع أنبيائه وكتبه
وما أردت الوصول إليه أننا جميعا آتون من السلام
من مباديء الحب و قوانين الخير و رمز التحيه و المحبه و الأخوة و التسامح و إحقاق الحقوق و رفع المظالم
نحن جميعا عباد الله متساون بالحقوق و الواجبات جميعنا وضع الله بنا الرحمه و بذرة الخير و الشفقه على المسكين و الحزن على الميت و الدعاء للمريض بالشفاء و الاحسان الى الجار و الرأفه باليتيم الى آخره من حسن الأخلاق و السلوك و التعامل الطيب أولا مع أنفسنا و ثانيا مع أسرتنا و أقاربنا و أهالينا ومنها الى الجار فسابع جار الى قريبك بالوطن و الدم و النسب حتى الوصول لأخيك بالإنسانيه وإن كان في أقصى مكان على سطح المعموره
فالخير في قلبك و الطيبه في نفسك لا تفرق لا تستشيرك أن تساعد شخص فتسأل عن جنسه او عرقه او لونه او دينه فيأمرك قلبك بأن تركض عليه ملهوفا لفعل ما تستطيع فعله لإنقاذه إن كان في مأزق أو التبرع له بالدم إن كان في مستشفى أو بزيارته و مصادقته وحسن معاملته
هكذا هي الفطره الطيبه
هكذا هو الطيب و النقاء الذي يميز الناس فترى نورا ينبثق من وجه شخص و ظلاما ينبعث من وجه شخص آخر لان النور يأتي من القلوب المليئه بالحب التي تشع  بريقا وترسل إشارات المحبه و إشعاعات الخير الايجابيه فنحبه من وجهه لان سيماهم في وجوههم
نلقي بتحية و نعتبرها صدقه فنقول السلام عليكم…. فهل التحيه أفضل و أهم من إحقاق السلام ذاته و تطبيقه
فكيف أتصدق بكلمة السلام على أخ أو أخت أعرفها أو قد لا أعرفها وأنا بداخلي لا أحمل معاني السلام و لا أفهمها بل و لا أطبقها
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)﴾
سورة الصف
فليعم السلام علينا بأقوالنا وأفعالنا فحين تصدق قلوبنا وتفعل جوارحنا تنطق ألستنا وليس العكس
فماذا لو أحببنا بعضنا كما أحب الله عباده فلنتخيل العالم يغمره الحب فتغمره السكينه و السلام كيف سيفرح أطفالنا وكيف سنأمن على كبار السن من أهلنا وكيف سنهجر كل سلاح و نستبدله بإبتسامة وجوهنا وكيف سنستثمر الوقت بالعمل و العلم و البناء بدلا من الوقت المهدر بالمؤامرات و التخطيطات و الكراهيه و الحقد و الحسد و الكلام السيء الرديء وأكل لحوم البشر و إستغابات الناس و تدمير البيوت العامره
ماذا نستفيد من هذه السلبيه !ألم نتعظ! فهل من مكاسب إكتسبناها من وراء القلوب السوداء أم خسائر جسيمه على الصعيد الشخصي والعام فيمتد ليصل لخسائر جسيمه في الوطن و المال و العيال
فلنحافظ على ما نملك من صفات حميده و نحاول إصلاح أنفسنا دائما فنحن لم نخلق ملائكه لنخلو من العيوب و إنما نحن بشر قابل للتطور و التحسين بكل المجالات فلنعمل جاهدين لنبارز انفسنا و يكون خصمنا هو أخطاء الأمس فنحاربها بدلا من محاربة أنفسنا و أخوتنا و مجتمعنا و لنقارن أنفسنا اليوم بأنفسنا بالأمس لنطور من ذواتنا و أتنافس أنا مع أنا وليس مع زميلي لأحقد على نجاحاته أو أغار من إنجازاته بل اقارن نفسي على حسب قدراتي أنا و أصنع مني شخصا ناجحا طيبا يعطي نفسه ومن حوله بما أنعم الله عليه من موهبه لان لكل منا موهبه معينه في مجال ما مختلفه عن موهبة أخيه أو جاره أو زميله فليركز كل منا على هذه الموهبه و ليعززها و يطورها
اليس هذا سلام مع النفس اليس السلام مع النفس سلام مع الآخرين اليس السلام مع الآخرين هو سلام الآخرين معك اليس هذا كله هو العيش السليم الذي ارادنا الله ان نحيى من أجله وكل يوم نمحي من ذنوبنا الى أن نموت كالرداء الأبيض الطاهر
الله هو السلام هو المحبه
نحن نسعى له ومن أجله ومن اجل اطفالنا ليعيشوا بخير الأرض التي وهبها الله لهم  وطريق واحد هو طريق انتصار الخير و الحب و المبادئ مهما زادت الأعباء مهما زادت الضغوطات مهما زادت من حولنا الشياطين فأرواحنا الخيره أقوى نعم نحن اقوى لأننا أخترنا طريق الصواب
يجب أن نردد دائما أنا أكره الدماء أنا أكره القتل أنا أكره الدمار أنا أكره الظلم
أنا أكره دمعة أخي و صرخة جاري أنا أكره أن نصنع أيتام أنا أكره أن أرعب عجوزا أنا أكره أن أستضعف إمرأة أنا أكره أن أؤذي أعزل أن أقطع شجره أن أقطف زهرة فتدوسها الأقدام أن أجبر عصفورا على الهجره بحثا عن الأمان أنا أكره أن تختبيء القطط تحت الصخور من صوت الرصاص و تختفي السناجب من غاباتنا وتهجرنا الفراشات عقابا للأشرار أنا أكره أن يبقى أطفالنا في الملاجيء لا يعرفون سوى المدافع و النار و الدخان و أصوات النحيب أنا أكره الحروب أنا أكره الدمار
كلنا نكره هذا فلنردد هذه العبارات ليحفظها قلبنا و يعمل بها وجداننا كي نتوقف عن القتل بإسم الدين بإسم المذهب بإسم الطائفه بإسم الحزب بإسم المليشيات بإسم الزعيم و اللئيم و القاتل و السارق بإسم من يحصد ثمار اليتم و الفزع من اولادنا و مستقبلنا ونحن لا نجني سوى الدمار
فلنسعى لنعلم اولادنا معنى المحبه و نبذ التعصب و العنصريه و الطائفيه فلنمحوها فهي لا تخدمكم صدقوني انما تخدم اجندات المفسدين و العملاء و المرتزقه فتكبر مقاماتهم وتعمر جيوبهم بينما انتم تكبر همومكم و احزانكم و فقركم و خوفكم و يتمكم و تضلون بالحداد الاسود على الضحايا بينما يحتفل من زرع الألغام
فالسلام هو الاستقرار، والتنمية لبلادناو الازدهار فالسلام هو التفرغ للإنجازات للرخاء لأن ما يدور في بلادنا العربيه و الشرق أوسطيه وفي أجزاء من العالم محاولات منحرفة وإرهابية لا هدف لها سوي وقف مسيرتنا الإنسانية نحو التقدم والإبداع والمشاركة في صنع الحضارة والمستقبل لأبنائنا، أبنائنا الذين يمثلون أملنا في غد أفضل. فهم الغد وهم الأمل والقادم الجميل.
فلنحارب الارهاب و القتل على الهويه فلنحارب التفجيرات و المفخخات و العبوات اللاصقه فلنحارب الرصاص و الأحزمه الناسفه بالحب و الأمل و التربيه الصحيحه منذ الصغر ونراقب شباب و شابات بيوتنا ونزرع بهم القيم الصالحه قبل ان يخطفهم الأشرار بأفكار الدمار فلنحارب بالحنان الاسري و الدفء فلنحارب البطاله التي تساعد على العنف و الارهاب فلنحارب الفقر و العوز فلنحارب الظلم و الظلمه فلنحارب لكن ليكن سلاحنا الحضارة و العلم و الرقي وليس السلاح و القتل و التفجير فلنرتقي بالعلم و الادب و الفن و العلوم و نصعد بهم نحو السلام
فدورنا نبيل و كل منا عليه مسؤوليه ليعم السلام بلادنا 
السلام الذي نتمني أن يسود الارض كلها لاننا عليها و لانها كلها ارض الله و العباد كلهم لله و ويعم منازلنا ومنازل أحبابنا في كل مكان السعاده …. التي أصبحت كلمة نادره في زمن خال من الحب و السلام
فلا شئ أسعد من أن نشارك بعضنا بعضا الحب والسلام والحلم بستقبل آمن يخلو من الحروب والإرهاب.
أما أطفالنا وفلذات أكبادنا، فلا شئ يساوي فرحتهم التي غابت وابتسامتهم التي اختفت وبراءتهم التي ضاعت انهم كل المستقبل الذي نسعي لآن نبنيه بالحب ونغذيه بطموحاتنا ليصححوا اغلاطنا و يعيشوا بسلام
لأن الحروب و الارهاب و العنف  لا تأتي إلا بالخراب، واطفالنا أول من يقاسي ويلات الحروب والإرهاب، فلا شئ أسوأ من نتائجها.
هذه المدافع التي تنطلق كي تسلب أرواح أحبابنا وتهدم بيوتنا لا قدرة لديها علي التمييز، لا تتوقف أبدا لتفكر للحظة وتسأل نفسها عن الدمار الذي يمكن أن تخلفه بمجرد انطلاقها بعيدا عن فوهات البنادق ومواسير الدبابات. لا تتوقف للحظة لتسأل نفسها، كيف أقتل طفلة بريئة أو طفلاً يحمل زهرة في الطريق ليهديها لأمه أو أبيه، أو معلمته في المدرسة.
حين تدق طبول الحرب.
ويعلو نفيرها نضع أيدينا علي قلوبنا.
ونخشي من عماء هذه القنابل والدانات.
نتمني أن يشعر مشعلو الحروب أنهم بما يخططون من معارك ويحركون من جيوش يضعون أرواح بريئة رهن الخطر والضياع. يقطفون الزهر فوق أعواده فيما هو يفوح ليملأ لهم ولنا المكان برائحته
فلنبدأ بالسلام بيننا لتجتمع كلمتنا و نتوحد ليهابنا اعداء السلام القادمين من اماكن اخرى

من أين يأتي الحب؟! بقلم الكاتبة سارة السهيل

من أين يأتي الحب؟!

بقلم الكاتبة سارة السهيل


هل يولد الحب مع الإنسان بجيناته وتكويناته البيولوجية، أم إنه ثمار زرعٍ يحصده من أرض الحياة عبر خبرات وتجارب مرَّ بها وتعلمها وتأثر بها وتربى عليها؟ هل الحب نعمة من الرب يوهبها لمن يحب من عباده فيأتي هدية يمنحها الله؟ وهل يحبنا الله لأننا صالحون، أم يصلحنا لأنه يحبنا؟
طالما سألت نفسي هذه الأسئلة، وأنا أتخيل كيوبيد إله الحب يهبط من السماء عند ميلاد كل طفلٍ على سطح المعمورة فيعطيه قدرًا من الحب قدر ما يتسع قلبه، وكنت أفكر بلحظة ميلادي كم كان وزن قلبي حتى يتسع لهذا الكون، واستنتجت أن القلب ما هو إلا مترجمٌ ملَب لدعوات الروح المحبة، فهو يدقُّ بسرعة وببطء، ويشعر بنشوى أو بخوف ويغني، نعم، أنا أسمع ألحان قلبي دائما بمعزوفات ترتقي للسماوات، يفتح القلب بابه أو يحكم إغلاقه، فهو يلبي النداء، نداء الروح القلب صغيرًا كان أم كبيرًا، فالروح ملء الكون.
الروح لا يحدها مكان، لا تقبل أن تكون سجينة أو تحدها جدران، حتى لو كانت الحيطان من جسد تصعد لأعلى سماء وتسافر لأبعد مكان، ربما تمضي دقائق وتعود، أو تسكن هناك سنوات، أو تحتل روحا أخرى للأبد. 
الروح هي الأوسع، فما بالك بالروح النقية الطاهرة! كلما مرت بمكان ضمت الأشياء والأشخاص والكائنات إليها، وفتحت جناحيها واحتضنت الدنيا كأمٍّ تقبل طفلها الصغير فترعاه بعينيها بقلبها بصوتها بدعائها بلمسة يديها. 
أتخيل دائما حجم روحي فأغمض عيناي لأرى الكون الواسع، أرى نور الله وكل ما خلق، يا الله، أنا لم أكره شيئًا بحياتي ولا شخصا ولا كائنا، أقابل كل شيءٍ بإيجابية، حتى الحزن والبكاء أرى أنه ماء طهور أغسل به خطايا وأتقرب به للإله، أفرح أنه اختار أن يختبرني بكثير من الألم والحزن، كنت دائمًا أبكي لكن روحي تضحك، أتصور نفسي وكأني في المهد وجاءني شبحٌ مخيفٌ فأبكي، لكن روحي تقف أمام الشبح فتخفيه عني وتلهيني بدمية جميلة تشبه الدمية التي أقتنيها بجانب سريري وأسميتها سارة لأكون أنا صديقتي، فتصالحت من صغري مع نفسي وصادقتها، فأحببت الدنيا وما فيها وما عليها. 
أنا أحب السعادة وأحب أن أكون سعيدة، فأجرُّ السعادة رغما عنها لتأتيني طوعا، ولكنها عندما تراني تحبني وتجلس معي، لكنني بروح الإيثار أرسلها للناس لتعطيهم مما أعطتني، فجزءٌ من السعادة ألا تكون أنانيّا، ولكنها تذهب وتعود، فإن كانت هنا أفرح أنها عندي، وإن كانت عند الناس أفرح لأنهم فرحين. 
وبما أني أحب السعادة، أحب المناسبات السعيدة التي تحيي القلوب كأعياد الميلاد وعيد الحب والأعياد الدينية والوطنية، حتى لو كان العيد الوطني لجزر الواق واق.
عيد الحب بعد أيام، وأنا أحبكم جميعا، أحب أمي وإخوتي وأصدقائي وأهلي وعائلتي ووطني ومتابعي وقرائي والكرة الأرضية وبقاع الأرض ومن يسكن البحر والسماء، كل عامٍ وأنتم بألف خيرٍ أحبتي. 
في هذه الأرض حبٌّ كبيرٌ يحارب البُغض، وكأنه صراع بين الخير والشر، هناك نفوس طردت الشر من داخلها، وهناك أنفس طردت الخير، وهناك من يصارع الخير بالشر أو الشر بالخير، ويعيش حالة من الضياع بين هذا وذاك، فقسوة القلوب تأتي من الاستهانة بالإنسانية ومضامينها، فمَن يقتل أو يخون أو يكذب يقسى قلبه، ويصبح شخصا ماديا لا يأبه سوى بالمنافع حتى لو جاءت تحت أصوات المدافع والحروب. 
الحب في المعنى الرومانسي هو الشعور الذي لا يمكن وصفه وتفسيره، موسيقى تصاحبها لوحات فنية، وشلالات تسقط من الجنة، وورود حمراء وبيضاء وصفراء تملأ الكون عبقا وعبيرًا، فأنت تحس وترى وتسمع وتلمس وتشعر وكأنك من عالم آخر، كوكب اسمه الحب.
سنوات طويلة وأنا أحاول أن أفسر هذا الشعور، وها أنا لأول مرة أعرف تفسيره، هو العطاء بلا مقابل والتضحية بالنفيس والوفاء حتى الموت، هو الإخلاص والصبر والسعادة حتى في أوقات الألم، أن ترى العالم من نافذه المحبوب، أن ترى الكون إكليلا من الياسمين يلتف من رأسك إلى قدميك، أن تستيقظ تعانق الشمس وتنام على ضوء القمر، وتحلم بلقاء أرواح تحبها على سفح جبلٍ أو في زورقٍ نهريٍّ يمر بكل الأوطان ولا تنتهي الرحلة أبدًا.
الحب منزهٌ عن كل مطمع أو مكسب حتى وإن كان معنويا؛ لأن الحب هو العطاء، أن تحب شخصا وتراه أجمل من الأقمار في الأسحار، وأطيب من طفل لم يقترف بحياته ذنبا، أن ترى به طاعة الله والأخلاق الرفيعة، الحب هو الأمان والسلام، أن تعانق روحك الوحوش لأنها مؤمنة أن لا أحد يمكنه إيذاءك.
معنى كلمة "حب" في اللغة: إنه مأخوذ من الحُباب، وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد. فكأنَّ غليان القلب وثورانه عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يُشبه ذلك. وقيل: مشتقة من الثبات والالتزام. أما الحب عند الأصفهاني فهو الإرادة المخصوصة والإيثار؛ إذ قال:"المحبة: إرادة ما تراه أو تظنه خيرًا"، فهي إرادة مخصوصة وليست مطلقة، لذا قال:"وربما فسرت المحبة بالإرادة، فإنَّ المحبة أبلغ من الإرادة، فكل محبّة إرادة، وليس كل إرادة محبة". ويعني بذلك أن الإرادة أعمّ والمحبّة أخص، وعرف الراغب الاستحباب بالإيثار فقال:"وقوله تعالى: (إن استحبوا الكفر على الإيمان) (التوبة/23)، أي: إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب أن يتحرى الإنسان في الشيء الذي يحبه، واقتضى تعديته بـ (على) معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) (فصلت/17).
ودعا الدين الإسلامي إلى أن يكون المؤمنون إخوة، كما أن الله له اسم الودود؛ أي المحب. والرحمن والرحيم؛ أي المحب والعطوف الذي يرحم ويحنو ويرأف بعباده، كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (وجعلنا بينكم مودة ورحمة)، وجاء في الحديث الشريف: (الأرواح جنودٌ مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكَر منها اختلف). أما حديث: (لم ير للمتحابين مثل التزويج) فمعناه ـ حسب فهمي ـ أن الدين لا يمنع الحب طالما أن الهدف منه هو الحلال.
وفي الدين المسيحي الحب رباط بين رجلٍ واحدٍ وامرأةٍ واحدةٍ، فهو رباطٌ روحيٌّ، يتساوان ويكملان بعضهم البعض على أن تدوم هذه الرابطة الزوجية رابطة مقدسة حتى الموت: «إِذًا ليسا بعد اثنينِ، بلْ جسدٌ وَاحد، فالَذي جمعهُ اللهُ لَا يفرقهُ إِنسانٌ» {متى6:19}، وبناءً على ذلك، على كل من الرجل والمرأة أن يحب شريكه كنفسه.
كنت أتساءل: لماذا نقول إن الحب أو الشعور بالإعجاب والانجذاب نحو شخص يُطلَق عليه (كيمياء)، فاتضح أن هناك هرمونا يطلقه جسم الإنسان اسمه (الأوكسيتوسين) المعروف بـ (هرمون المحبين) أثناء اللقاء بين المحبين، ولكن العجيب أن هذا الهرمون يقل لدى الرجال في الحب ويزداد عند النساء، مما يفسر لنا اختلاف ردود الأفعال بين الرجل والمرأة بالتعبير عن الحب. 
وللحب أسماء ومراحل: الهوی: وهو ميل النفس. الصبوة: وهو الميل إلى الجهل. الشغف: وهو من الشغاف الذي هو غلاف القلب. الوجد: هو الحب الذي يتسبب في الحزن والشقاء. الكلف: وهو شدة التعلق والولَع. العشق: وهو فرط الحب وعجب المحب بمحبوبه. النجوی: وهو الحرقة وشدة الوجد من عشقٍ أو حزنٍ. الشّوق: وهو التوق إلى اللقاء وعدم الفراق، وهو سفر القلب إلى المحبوب، وانطلاق أحاسيسه ومشاعره إلى مكان المحبوب. الوَصَب: وهو ألم الحب ومرضه. الاستكانة: وهو الخضوع. الود: وهو الحب الذي يلازمه اللطف والرحمة والرأفة والعطف. الخلة: وهي توحيد المحبة، حب لا يرضى المشاركة. الغرام: وهو الحب الملازم والدائم والملاصق. الهيام: وهو جنون العشق.
وهناك مقولة نرددها دائما: (إن الحب أعمى)، رغم أنني على قناعة أن الحب يزيد من نور البصر والبصيرة، إلا أنه فعلا يجعل المحبَّ يتغاضى عن الكثير من العيوب والأخطاء لدى المحبوب، وقد أثبتت بعض الدراسات هذه الظاهرة التي اكتشفت أن الحب يؤثر على دوائر رئيسية في المخ، هذه الدوائر العصبية تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب، وهذه الدوائر هي المسؤولة عن التقييم الاجتماعي. 
وتتأثر هذه الدوائر ـ من وجهة نظري ـ عند النساء أكثر من الرجال، وربما تختلف هذه الدوائر أيضا في مقدار تغيرها بحسب نوع الحب، مثل الحب الرومانسي، والحب العذري، والحب الأفلاطوني، فهل كانت هذه الدوائر أكثر عطلا لدى روميو وجوليت، أو كليوباترا ومارك أنطونيو وهم أصحاب أشهر قصص الحب عبر التاريخ، أو هند بنت جبلة بن الأيهم الغسانية وحماد بن عبد الله، وهي القصة التي أثَّرت في منذ طفولتي، أو قصة عنترة وعبلة، أو قصة مأساة مام وزين في كوردستان عام 1694، أو قصة الملك شاه جهان وزوجته أرجمند بانو ممتاز محل؟!
أما القصة التي أبهرتني ـ كوني أميل إلى قصص الحب التي تحمل الكثير من التضحيات رغم ما تواجهه من تحديات ـ هي قصة أوديسيوس وبينلوبي اللذان افترقا عشرين عاما بسبب الحروب، وبينلوبي بقيت على أمل لقائه رغم أنه كان مستحيلا، فرفضت 108 من العرسان الذين تقدموا لخطبتها، وهو أيضا رفض الارتباط بغيرها حتى عاد إليها.
أما الأعمال الفنية التي جسَّدت الحب الحقيقي فكان معظمها في العصر القديم ممتدا إلى زمن أجدادنا الزمن الجميل، أما الفن الحالي، سواء أغنية أو سينما أو مسرح فلم يرتق ـ برأيي ــ في معظمه لمعاني الحب الحقيقي، فهل الفن يجسد الواقع وينقل قيم المجتمع، أم أن المجتمع تأثر بما يُعرض عليه من قِيَم وأفكار طرحت عليه بأُطر فنية مختلفةٍ أسقطت الكثير من القيم المحترمة والأحاسيس الجميلة؟! فأين نحن من أفلام عبد الحليم والحب النظيف الراقي الذي يتسم بالوفاء والإخلاص والأخلاق الرفيعة! وأغاني فريد الأطرش وناظم الغزالي مقابل ما يعرض على المجتمع من أنواع حب مستهترٍ متبدلٍ، حب غرائزي بعيد عن معاني الإنسان ورقي خلقه! 
وأخيرا أقول لكم أيها الرجال: التعدد في الحب أو المصلحة في الحب يجعلك تعيسا بائسا، أما أنتِ يا حواء فأنت مصدر الأمان والحنان والعطاء بلا حدود، كوني لآدم زوجه وأمه، اعطفي عليه وسامحيه واحتويه، لتكوني أنثى حقيقية جملي قلبك وليس فقط وجهك..
سارة السهيل

السبت، 20 أغسطس 2016

تجنيد الأطفال جريمة إنسانية بقلم الكاتبة سارة السهيل

تجنيد الأطفال جريمة إنسانية
 بقلم الكاتبة سارة السهيل


تشكل ظاهرة تجنيد الأطفال في منطقة الشرق الأوسط كارثة إنسانية بكل المقاييس، بينما يقف المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته وقوانينه عاجزاً عن مجابهتها، وإذا كان أطفال منطقة الشرق الأوسط وشعوبه يدفعون ثمن هذا التجنيد حاليا في قتل البراءة والطفولة وتحويلهم إلى مجرمين يغتالون الاخضر واليابس، فان شعوب العالم سيدفعون ثمنا اكبر اذا لم تجتث هذه الظاهرة، خاصة وان الإرهاب ينتشر في العالم بسرعة الصاروخ.
فمنطقتنا تموج بالعديد من المنظمات التي تجند الأطفال كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن وافغانستان والسودان، مثل داعش، والقاعدة وبوكو حرام وغيرهما.

والعالم بات يتفرج على تنظيم داعش وهو يجند الأطفال للقيام باعمال العنف والقتل والإرهاب والفوضى وتفتيت الدول، ويفرخ أجيالاً جديدة من الإرهابيين، فهولاء الأطفال الذين تربوا على مشاهد العنف والتفجير والقتل، سينشؤون وهم يعتبرون أن القتل جزء من الحياة اليومية.

حقائق مؤلمة
بحسب التقارير الدولية، فإنه باليمن أيضا يتم  إستغلال الأطفال، اليونسيف اعلنت نسبة الأطفال في صفوف المحاربين من الحوثيين بثلث جميع المقاتلين في اليمن، حيث أن الجهات المقابلة يتم دعمها بجيش وأسلحة خارجية، فيقل استغلال الأطفال في القتال .

بينما يجبر مقاتلي تنظيم داعش الأطفال الإيزيديين المختطفين على أن يصبحون جنوداً وانتحاريين بعد أخذهم لتدريب في المعسكرات الإرهابية، وإعدادهم للحرب.

وفي نيجيريا حيث يشتد الصراع، تقوم جماعة  "بوكو حرام" ولجان أمن شعبية مناهضة لها بتجنيد الأطفال بـشكل قسري للقيام بأعمال المساعدة والتجسس، وفي الصومال تقوم حركة الشباب المجاهدين بإجبار أطفال صوماليين على القتال في صفوفها، بعد خطفهم من ذويهم ومن المنازل والمدارس  .
 
وسائل التجنيد
وتتنوع اساليب التنظيمات الارهابية في تجنيد الأطفال، فداعش يعتمد سياسة التجويع وإغراء الأهالي بإرسال أطفالهم مقابل المال، كما هو الحال مع أهالي الرقة بسوريا، فمن يعمل لدى داعش يتقاضى راتب مقاتل يترواح بين ٤٠٠- ١٠٠٠ دولار شهريا.

ومن اساليب التجنيد ايضا، التغرير بالأطفال من خلال المخيمات الدعوية وتوزيع هدايا عليهم والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها، وقد يخطفون الأطفال ويجرى تجنيدهم ودون علم الأهالي، كما يتم تجنيد أعداد كبيرة من الاطفال الأيتام أو أطفال الشوارع ومن ليس لهم مأوى أو معيل فيتم استدراجهم من خلال تأمين المسكن والمأوى لهم وإقناعهم انهم أصبحوا عاملين ومنتجين يتقاضون رواتب مقابل عملهم

وبالكفة الأخرة يتم تجنيد الأطفال الذين ابتعدوا عن بيوتهم لساعات طويلة في سوق العمل، هؤلاء الأطفال فقدوا الجو الأسري ودفء العائلة، فأصبحوا بفجوة نفسية تسمح لأي متسلل باقتحام معاناتهم ونقص العاطفة والرعاية، كما أن هؤلاء الأطفال معتادون على الكد والتعب وتحمل المسؤولية والمصاعب .

ويتم تجنيد أعداد كبيرة من الاطفال عن طريق الانترنت والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتواجد الأطفال للتسلية والاستكشاف والتواصل مع  الآخرين .

ومن هنا يكمن خطر عدم مراقبة الأطفال وحساباتهم في هذه المواقع، سواء من الجهات المسؤولة عن مكافحة تجنيد الأطفال أو من قبل الأهالي أنفسهم. 

و اتضح أنه ليس كل المجندين من أصحاب الدخل المحدود أو المتدني أو المنعدم، فهناك أطفال من أسر غنية ولكنهم يعانون الفراغ في الوقت والفراغ في العاطفة والفكر، فيتم غسل ادمغتهم بسهولة، 
فاي شيء فارغ يسهل تعبئته على هوى القائم بالعمل، ومن هنا حذرت كثيرا بأنه يجب على أولياء الأمور ملىء حياة أولادهم بالدراسة والقراءة والنشاطات ومناقشة الأفكار معهم وطرح المواضيع التوعوية الهامة أمامهم، وتعليمهم وإدخال التعاليم الأخلاقية إلى قلوبهم قبل أن يسبقك أصحاب الأجندات.

كما أن قنوات التلفزيون وما يعرض على شاشاتها من تمهيد لتجنيد الأطفال من برامج وأفكار تدس أحيانا بشكل صريح ومباشر، وأحيانا أخرى بشكل خفيف وتدريجي ومبسط يعتمد على أسلوب التكرار للمعلومات المخففه كما يدس السم في العسل.
 
فمن ذا الذي لا يدرك الآن أن مناهج التعليم والخطاب الديني في بعض دور العبادة الموجهة، وايضا القنوات الإعلامية سواء المرئية أو المسموعة أو الانترنت، كلها ساهمت وتساهم في خلق الإرهاب، ولحد الان لم يتم عمل اي خطوة أو مبادرة لتغيير ذلك.

أنا منذ اكتر من 7 سنوات أطالب بتغيير المناهج، واقترحت أن أشارك في الإعداد لهذا الأمر ولكن لا حياة لمن تنادي.

بعد التجنيد
يتولى التنظيم تعليمهم وتدريبهم على القتال ويجري تخريج دفعات جاهزة للقتال لا تتجاوز أعمارهم ١٦ عاما في مجموعات قتالية، وغالباً ما يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية أو جواسيس، بسبب قدرتهم على التنقل والتخفي ومعرفة الطرق على الأرض.

ويلعب الجانب الاقتصادي دوراً في الاستفادة من فئة الأطفال لدى التنظيمات الارهابية، حيث أن أجر الصغار أقل بكثير من الأكبر سنا، كما أن انضباطهم وحماسهم يمكن استغلاله في إقناعهم بالعمليات الانتحارية عبر التأثير على عقولهم.

والطامة الكبرى ان الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لم يسلموا من التجنيد الارهابي، حيث يتم استخدامهم دون اراداتهم  في تفجيرات السيارات المفخخة في العراق، كما علق تنظيم داعش حين استخدمهم في عملياتٍ انتحارية، وجرى تفخيخهم دون علمهم او داركهم بما جرى لهم.
 
غسل العقول
 ومن أشد وسائل تجنيد الصغار لدى المنظمات الارهابية هو غسيل الادمغة عبر المدارس التعليمية، فقد رصدت التقارير الدولية وجود أكثر من ١٢ ألف مدرسة تابعة لتنظيمات القاعدة وداعش في سوريا، بما يعني ان هؤلاء الصغار تعرضوا لحالة مسخ للهويّة بأفكار العنف والقتال، مما يجلعهم قنابل موقوتة تنجي وجه مجتمعاتها ووجه المجتمع العالمي بما تشربوه من فكر التكفير والتفجير.

تجنيد الكتروني
ووظف تنظيم داعش تكنولوجيا العصر في تجنيد الأطفال عبر نشر كتيبات على شبكات الإنترنت تشرح للأمهات كيفية تنشئة أطفالهن على الفكر الداعشي، وحثهن على قراءة قصص عن الجهاد عندما يخلدون للنوم، وتشجيعهم على ممارسة ألعاب رياضية، مثل الرماية، من أجل تحسين قدرتهم على التصويب.

وتشجيع الأطفال على اللعب بالمسدسات اللعبة، وتحويل التدريب إلى متعة ومرح للصغار، كما لجأت المنظمات الارهابية إلى استغلال التقنية والتكنولوجيا في تجنيد الأطفال والأحداث الصغار من خلال الألعاب الإلكترونية، وعمل صداقات وهمية معهم واستغلال حساباتهم ومعرفة أرقامهم السرية، ثم يجري ترويعهم وتهديدهم لاحقا.

ويتحمل أولياء الأمور والمجتمع مسؤولية وقوع هذه الجريمة، لانهم يغفلون عن مراقبة أبنائهم حين يلعبون مثل هذه الألعاب الخطيرة، كما ان المجتمع يتحمل مسئولية عدم قدرته على وضع ضوابط لهذه الالعاب تقنن استخدامها ومراقبتها.

فهذه الألعاب الإلكترونية معرضة للاختراق من الجماعات الإرهابية ومن ثم يعرضون الأطفال الذين يستخدمونها لتهديدات الدواعش والقاعدة بقتل والديهم أو خطفهم إذا لم ينصاعوا لرغباتهم وتوجيهاتهم.

نشر الوعي
وهذه القضية الخطيرة تظل قضية مجتمعية تتطلب تعاون المدرسة الاليكترونية، واعتقد انه آن الاوان لكي نستفيد في عالمنا العربي من الدراسات العلمية المتخصصة التي تحذر من هذه الألعاب، ومنها دراسة لمنظمة العدل والتنمية، احدى منظمات الدراسات بالشرق الاوسط، التي  كانت اول من تحذر من انتاج العاب البلايستيشن، والتي يتم بيعها بمختلف الأسواق خلال الاجازة الصيفية نظرا لخطورتها وارتباطها الوثيق بعلم النفس وتاثيرها على العقل الباطن واللاوعي عبر ادخال افكار وصياغتها على شكل قصة مثيرة تصل للعقل البشري بشكل رسائل لا وعي تؤثر على العقل الباطن للاطفال وصغار السن.

ودللت المنظمة في دراستها وجود عدد كبير من الالعاب تستخدم للسيطرة على العقل وهو علم يرتبط بالمخابرات يتم فيها التحكم الشامل بالشخصية وتحرير العقل من القوانين والاخلاق وتبيح الرذيلة بالمجتمع عبر غرس تلك المفاهيم بعقول الأطفال.

واستخدمت المخابرات الدولية استراتيجية التحكم بالعقل لتنفيذ العمليات الارهابية في الدول التي فشلت الدول الكبرى باختراق امنها القومي، وعلى رأسها الجزائر والمغرب وتونس والسودان، حيث تستخدم الرموز والشيفرات بتلك الالعاب لعمليات ارهابية كبرى، اضافة الى دورها في عمليات التحكم بالعقل وتجنيد الاف الشباب للقتال بصفوف التنظيمات المتشددة بعد عمليات السيطرة على العقل، ولذلك استخدمها داعش وجندت بها الاطفالَ في معسكراتٍ يتدربون فيها على القتل والتفجير.
 
موقف الشريعة السماوية
 الأديان السماوية ومنها الدين الاسلامي ينهى عن استخدام الأطفال في الحروب والنزاعات حسب ما يذكر مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية في تقرير له، مؤكدا ان الشريعة الإسلامية شددت على حماية الأطفال أثناء الحروب والنزاعات المسلحة ومنعهم من الالتحاق بالجيش وخوض غمار الحروب، لأن الطفل ضعيف البنية لا يقدر على تحمل ويلاتها، كما نهت عن قتل الأطفال في الحروب وقضت بعدم التعرض لهم، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - نهياً صريحاً عن قتل النساء والصبيان في الحروب، حيث قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "ما بال أقوام بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية؟، ألا لا تقتلوا ذرية، ألا لا تقتلوا ذرية".

ومن أهم هذه المبادئ التي أقرها الإسلام وحذر المرصد الازهري من تجنيد الأطفال لانها ستروض جيلاً قادماً يحمل أيديولوجية التنظيمات والإرهابية.

 وكذلك الدين المسيحي وسيدنا يسوع المسيح الذي حث على حماية الأطفال وإعطائهم الاهتمام والرعاية والمحبة وتعليمهم التسامح والتراحم والمحبة.

تجنيد الاطفال والقانون الدولي
تعد عمليات تجنيد الأطفال دون ١٥ سنة  للقتال  أمرا محظورا بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقًا للمعاهدات والأعراف، كما يجري تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية.

كما يُعلِن قانون حقوق الإنسان سن ١٨ سنة بوصفها الحد القانونى الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية، وتضاف أطراف النزاع التي تجنِّد وتستخدِم الأطفال بواسطة الأمين العام في قائمة العار التي يصدرها سنويا.

بينما تظل منظمة اليونسيف المعنية بحقوق الطفل عاجزة عن ايقاف هذه الجريمة التي تتسع في الشرق الاوسط، وليس بمقدور اليونسيف تقديم أية مساعدة لهؤلاء الاطفال الواقعين تحت سيطرة التنظيمات الارهابية الا بعد تحررهم من قبضتها، وحينئذ يمكن لليونيسف العمل على دعم هؤلاء الأطفال بمجرد تسريحهم من المجموعات المسلحة، باعادتهم إلى أسرهم، وتوفير الرعاية الصحية، وتوفير الضروريات، والدعم النفسي، وتوفير التعليم واعادة التأهيل الاجتماعي.
 

التعاون لغسل العار
وتبقى عمليات تجنيد الاطفال لدى التنظيمات الارهابية في الشرق الاوسط  عار على جبين المجتمع الدولي يتطلب التعاون مع المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني للضغط على حكومات هذه المنطقة ولوقف وصول اي تمويل للجماعات الارهابية .

وعلى المخلصين من حكماء هذه المنطقة ان يبذلوا قصار جهدهم لنشر الوعي لخطورة تجنيد الأطفال في النزاعات، مع بذل المؤسسات التعلمية والدينية والاجتماعية والاعلامية ادوار موازية العمل على تقوية الروابط الأسرية ونشر التوعية بين الآباء والأمهات بحماية ابنائهن من الاضطرار للعمل في ظروف مرعبة وتحصين اطفاهم من غسلِ العُقول الذي يجري عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر الألعاب الالكترونية وغيرها من الوسائل .

وفي النهاية على كل الدول أن تقوم مؤسساتها الحكومية بتوفير مناخ صحي للأطفال من مأكل وملبس ومسكن صحي ومدارس إجبارية وتغيير مناهج التعليم ومراقبة الإرهابيين ووسائلهم لحماية الأطفال من شرورهم، و أخيرا وليس آخرا تعليمهم الدين الصحيح حتى يكون لديهم الوعي التام للتمييز بين الصح والغلط .

والأهم من كل هذا أن البداية من المنزل والعائلة، فالام التي لا تعطي أبنائها الكثير من الحب والعاطفة ستخسر هذا الطفل الذي سيصبح قاسيا عنيفا فكيف يتعلم الطفل المحبة أن لم يشعر بها من الصغر.

السبت، 6 أغسطس 2016

ملكة وقاضية وتعاني تمييزاً صارخاً في سوق العمل بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل

ملكة وقاضية وتعاني تمييزاً صارخاً في سوق العمل
بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل

شكلت حواء عموداً رئيسياً في إعمار الأرض وتنميتها وتطويرها منذ بدء الخليقة حتى اليوم عبر العديد من الأدوار التي قامت بها، بدءاً من كونها زوجة وأماً، وصولاً للمهن العديدة التي شغلتها كحاكمة ومربية ومعلمة وطبيبة وقاضية وغيرها، ورغم ذلك لم تحظ  بالحقوق التي ينالها الرجل عند إنجاز عملها، وتعاني حتى ونحن في الألفية الثالثة للميلاد من الإساءة في العمل والاضطهاد وعدم المساواة في الحقوق والأجور، رغم المواثيق الدولية التي تساوي بين الرجل والمرأة في العمل.
العجيب عند دراسة أوضاع المرأة عبر التاريخ، هو أننا نتفاجئ بأن المجتمعات البدائية قد ميزت المرأة واعتبرتها رأس الجماعة، تخطط وتشرف عليها وتحافظ على نظامها الاجتماعي والاقتصادي، كما كانت مسؤولة عن إحلال السلام ومنع النزاع، في حين للرجل دور يقتصر على الصيد والدفاع والحماية.

ومع تطور المجتمعات نسبياً تم تقسيم العمل بين سلطة الرجل وسلطة المرأة بما خلق نوعاً من تقسيم العمل لصالح الرجل، بسبب، كما يقول الدارسون، ظهور الملكية الخاصة للأرض التي أسست لسلطة الرجل وقوامته من حيث أن الملكية الخاصة تحتاج إلى من يحميها أو يسلبها.

وقد تباينت الحضارات القديمة في سلب المرأة حق العمل وإعمار الأرض بين من همشها ونظر إليها ولأدوارها نظرة دونية حقرت من إنسانيتها وأفقدتها الأهلية لأي عمل أو مهنة، وبين من عظم أدوار المرأة في العمل والحياة الاجتماعية خاصة في الحضارات الفرعونية وبلاد الرافدين.

فقد كان للمرأة دور كبير في المجتمع العراقي القديم، وظهرت في حضارة بلاد الرافدين القديمة أول الشرائع المكتوبة، مثل شريعة أورنامو وشريعة أشنونا، حيث أعطتا للمرأة أهمية كبيرة في نصوصها، وعظمت من الوزن الكبير للمرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث عززت شريعة بيت عشتار حقوق الزوجة المريضة والعاملة والعاقر، حسب المواد 22و 27 و 28، وكفلت شريعة حمورابي المتكاملة حقوق المرأة في العمل والطلاق والزواج والتملك.

وعملت النساء في الدولة البابلية والآشورية في مهن كثيرة، قاضيات وتاجرات وكهنة ومالكات أراضي زراعية، كما استطاعت المرأة العراقية أن تصل إلى منصب الملك لتصبح أول ملكة في التاريخ، وهي الملكة سميرأميس، وكانت خلال مدة حكمها تلك واحدة من أقوى ملوك العراق القديم، بمشروعاتها العمرانية والحضارية، وحملاتها العسكرية لتوسيع كيان الدولة الآشورية.

وكانت النساء  في الطبقة الحاكمة مساندات لأزواجهن من الأمراء والملوك، مثل الأميرات "أورنانا" زوجة الأمير "أورنانشة" مؤسس سلالة لكش الأولى، و"برانامترا" زوجة الأمير "لوكَالندا" حيث كانت تناط بهن مهمة الإشراف على المعابد ومجريات الطقوس الدينية فيها.

وأباح لها المجتمع السومري امتهان الكثير من الأعمال كالعمل في الحقول والمزارع، وكاهنة لخدمة المعابد وإدارتها، وطاهية وساقية في القصور ومغنية في الأفراح والمناسبات السعيدة، وندابة للمآتم والأحزان، وعازفة موسيقية.

كما امتهنت العديد من الحرف كالنسيج وخياطة الملابس، والصناعات الغذائية والبيتية وتحضير العطور، وأيضاً إدارة المحال والحوانيت التجارية والحانات، وعملت في الطب كمختصات بالقبالة وعمليات التوليد، وصناعة وتركيب الأدوية وباقي المعدات والمستحضرات الطبية.

وامتهنت المرأة العراقية مهنة التعليم، كما عكسته الإلهة "نيسابا" التي منحت للمرأة دوراً رئيسياً في انتشار التعليم، فالفتيات التحقن بالمدارس أسوة بالفتيان ليتخرجن بصفة كاتبات في المعابد والقصور والمدارس والمراكز التجارية ومراكز الأرشفة والتوثيق.

في مصر.. الفرعونية قائدة وسيدة أعمال
تجمع كل دراسات الأثريين والتاريخين على أن الحضارة الفرعونية تكاد تكون الوحيدة التي منحت المرأة فيها حق العمل وقيادة المناصب الكبرى وإعمار الأرض تقديراً لإنسانيتها وإيماناً بقدراتها العقلية والنفسية على الإدارة والإنجاز كآلهة وملكة وقاضية وسيدة أعمال وطبيبة وقابلة وكوافيرة وفنانة وفلاحة وعاملة في الصناعات اليديوية والحرفية، كصناعة الملابس والنسيج وغيرها .

شاركت المرأة الفراعنة في العديد من المواقع العسكرية، وانطلقت الحملة العسكرية على الصومال بأمر من " حتشبسوت" التي أرسلت إلى ملك البلاد رسالة توضح فيها بأن هدف الحملة ليس عسكرياً ولكنه هدف تجاري.

وشغلت المرأة منصب مستشارة الفرعون وكاتبة، كما كانت السيدة "بيشيشت" رئيسة الأطباء، لتسجل أول طبيبة في التاريخ المدون."

كما زاولت المرأة مهنة "تجارة الأعمال" الفعلية مثل "ني نفر" صاحبة الأراضي الشاسعة، وأملاك وعقارات مهمة في عهد الدولة الحديثة، وكانت توكل لوكلائها التجاريين بمهمة ترويج المنتجات التي ترغب في بيعها وتصدرها للقطر السوري.

نظرة دونية
أما المرأة في العصر الروماني فلم يكن لها دور يذكر سوى كونها زوجة وأم كسيدة حرة، أما الجواري فكن يعانين معاملة سيئة كإنسانة فاقدة للأهلية، وكان الفقهاء الرومان القدامى يعللون فرض الحجرعلى النساء بقولهم: لطيش عقولهن.

وظهرت في القرن الثاني الميلادي، وثائق تشير إلى اشتغال المرأة التجارة وإدارة الأعمال وإدارة "الضيعات" الضخمة، مثل "بودنتالا" زوجة الكاتب " أبوليوس"، وأخريات امتلكن أموالاً طائلة دعمن بها نفوذهن ومراكزهن الاجتماعية، بإنفاقها على تشييد مباني عمومية تحقيقاً لأغراض سياسية، وتوجد وثائق تتكلم عن وجود طبيبات نساء متدربات ومتعلمات، إضافة الى وجود كاهنات نساء لممارسة الطقوس الدينية في المعابد ومع الأباطرة.

بينما شغلت نساء العصور الوسطى في أوروبا عدد من المهن، مثل الفلاحة والحرفية والراهبة، وكذلك شغلت بعض الأدوار القيادية الهامة مثل رئيسة دير أو ملكة حاكمة.

المرأة العربية
المجتمع الجاهلي رغم وأده للمرأة إلا أنه منح للأحرار منهن فرصاً للتجارة، فعملت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول بالتجارة في الشام، كما كانت المرأة في العصور الإسلامية الأولى فقيهة مثل السيدة عائشة، وقاضية حسبة مثل الشفاء بنت عبد الله المخزومية، ومعلمة مثل السيدة نفيسة التي كانت تعلم الأئمة وتتلمذ الإمام الشافعي على يديها، السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما كانت تنقد الشعر، بينما كانت السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب مرجعاً أساسياً لشرعية مشاركة المرأة في العمل السياسي .

وفي القرن الثالث عشر الميلادي أسست "شجرة الدر" بعد الانتصار على لويس التاسع في المنصورة، دولة المماليك، ووضعت سياسات الدولة وسيرت الجيوش ووضعت الخطط الحربية والإشراف على تنفيذها ومراقبة المعارك.

نضال العصر الحديث
وقد ناضلت المرأة في العصر الحديث لتحظى بشرف العمل في كل الميادين الحيايتة، بدءاً من الثورة الفرنسية 1789، فطالبت بحقها في توسيع فرص التعليم والمساواة القانونية في العمل، وتولي الوظائف الحكومية، ورفعت عدة شعارات منها: "إذا كان يحق للمرأة أن ترتقي منصة الإعدام، فمن حقها أيضاً أن ترتقي منبر المرأة ".

وبمثل هذه الشعارات التي اجتاحت دول أوروبا وأمريكا في القرن الثامن عشر، انطلقت الحركة النسائية في أوروبا تطالب بعد أن نزلت إلى ميدان العمل وما صاحبه من تغيرات بتوفير دور للحضانة ورعاية الأطفال والحق في الأجر المتساوي، وفي تشريعات تحمي النساء العاملات، وحق الملكية، والطلاق، وحق التعليم العالي وممارسة المهن الطبية، وحق الانتخاب والترشح.

وفي أمريكا عام 1848 عقد في "سينيكا فولز" أول مؤتمر للنساء لتحسين أوضاعهن، غير أنهن صادفن تعنت الأنظمة الحكومية في الرد على حقوقهن العادلة.

في بداية القرن العشرين خرجت مواثيق الأمم المتحدة التي تحث المجتمع الدولي على مساواة المرأة بالرجل دون أي تمييز، وتطور الاعتراف بدور المرأة وعملها دون تمييز، خاصة في "المؤتمر العالمي الأول للمرأة في المكسيك 1975"، وأعلنت الأمم المتحدة في السبعينيات عقداً للمرأة وصدرت في هذه المرحلة الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز ضد المرأة، كما أنشئ الصندوق الإنمائي للمرأة، وأيضاً مركز تدريب ودراسات المرأة التابعين للأمم المتحدة، وصولاً لإعلان فيينا 1993 الذي ناهض التمييز ضد عمل المرأة.

وبالرغم من أن كل هذه المؤشرات والجهود الدولية تشير إلى بعض مظاهر الإنصاف للمرأة خاصة من خلال التشريعات والدساتير، إلا أن حوادث العنف زادت وانتشرت في المجتمعات ضد عملها.

ومع فرص التعليم التي أتيحت للمرأة العربية، فقد عملت في العصر الحديث في معظم المهن، كمعلمة وطبيبة ومهندسة وفنانة وصحفية، وبرلمانية ومناضلة سياسية وضابط شرطة، وانتزعت حقها مؤخراً في العمل كقاضية ومأذون شرعي، وهما مهنتان كانتا محرمتين على المرأة في معظم الأقطار العربية .

ورغم أن المواثيق الدولية كفلت حق المرأة في العمل على أساس المساواة الكاملة مع الرجل، مثل المادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن النساء في الشرق والغرب يعانين من التمييز في الأجور وفي تقلد المناصب، كما يتعرضن للمضايقات والتحرش، مما قد يدفع بعضهن للتضحية بعملها.

والحقيقة أن النساء في العالم يسيطرن على مهن مثل التمريض والخدمة الاجتماعية، وفي القطاعات الحكومية يتركز عملهن في المهن الكتابية وأعمال السكرتارية، ونادراً ما يشغلن وظائف إشرافية، فضلاً عن محدودية فرص الترقي وتبوؤ مناصب عليا، وفي مقابل ذلك يتضاءل نصيب المرأة العربية في قطاع التصنيع، ويكاد ينعدم في المجال العسكري.

وتنص قوانين العمل في العالم العربي على حماية المرأة من الأعمال الشاقة، وتوفير سبل الراحة إذا قامت بمثل هذه الأعمال، مثل إيجاد وسيلة للتنقل، وتأمين حضانة لأطفالها تكون قريبة من مقر عملها وعلى نفقة جهة العمل، وحقها في إجازة الأمومة، غير أن هذه القوانين عادة ما يتم تجاهلها.

مناهضة التمييز
‏إن قضية التمييز ضد المرأة في سوق العمل تتطلب قيام المجتمع الدولي برسم سياسات فاعلة وعملية لتطبيق القوانين والتشريعات التي تكفل عدم التمييز ضد المرأة في العمل، بما في ذلك من نشر حقوق المرأة في العمل بمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات في المجتمعات الشرقية والغربية، واستحداث أدوات قانونية لمحاسبة من يقصر في منح المرأة حق العمل وفقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، بما في ذلك مقترحات تعميم وحدات تكافؤ الفرص لمكافحة التمييز ضد المرأة في جميع الوزارات وتفعيلها‏.‏

استثمار مؤسسات الدول الدينية والثقافية والإعلامية والقانونية في خلق بيئة من المساواة القانونية تشمل القانون العرفي أيضاً، في وضع مبادئ وقواعد قانونية عامة لمناهضة التمييز.

وفي تقديري، فإن إشراك المرأة في صنع القوانين قد يسهم في معالجة تقييم الوظائف والتمييز الصارخ، مثل التفاوت في الأجور والفصل المهني، بجانب ضرورة إنشاء هياكل إدارية وقضائية تختص بتطبيق بقانون العمل، ودعم إدارات تفتيش العمل المسؤولة عن تطبيق أحكام المساواة .

وتبقى الحاجة ماسة لإنشاء هيئة متخصصة لمساعدة ضحايا التمييز من النساء في كل دول العالم، ومعالجة شكواهن والفصل فيها، على أن تضم هذه الهيئة أعضاء من المنظمات النسوية المهتمة بعمل المرأة ونقابات العمل وأصحاب العمل ووزارة العمل ووزارة شؤون المرأة، وتقوم هذه الهيئة بجمع المعلومات ونشرها وتحليل التشريعات والسياسات وتنفيذ خطط العمل وتقديم المواد وتوفير التدريب للنساء، وتكون لهذه الهيئة صلاحيات شبه قانونية للنظر في شكاوى المرأة العاملة والتمييز ضدها.

وللإعلام دور حيوي في نشر ثقافة مناهضة التمييز ضد المرأة في العمل عبر تحسين صورة المرأة، وإبراز نجاحاتها العملية وخدمة قضاياها وحل مشكلاتها‏.‏