على القائمة حلم يحيي تاريخنا العراقي
بقلم :سارة السهيل
كما عودة الروح للجسد، كما تضخ الدماء في شرايين القلب فينبض بالحياة، كما تنساب المياة في الجداول لتروي الارض العطشى فنبت الزهر والزرع ويتهلل فرحا بالماء اصل كل شئ حي، كما تغرد البلابل فوق الاغصان في لحظة انتشاء أبدية هكذا استقبلت قرار منظمة اليونسكو بادراج عدة مناطق عراقية على قائمة التراث العالمي . جاء هذا القرار ثمرة جهود متواصلة للحكومة والوفد العراقي في الأمم المتحدة، واستجابة مطالب المثقفين العراقيين الذين طالما حلموا بتحقيق هذا الحلم. كما يعد تصويت 13 عضوا من بينها فرنسا والكويت ولبنان وتونس وإيران، ايمانا بعظمة التراث وابداع الطبيعة البيئية العراقية مما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لادراج منطقة الأهوار الوسطى والأهوار الجنوبية، ومواقع أور وأريدو والوركاء، ضمن لائحة التراث العالمي لعام 2016. هذا القرار الدولي أعاد الأمل في استعادة العراق لمجده التاريخي الذي شهد مهد الحضارات السومرية والبابلية التي علمت العالم الفنون و المجد كما كانت أول من عرف الكتابة باللغة المسمارية، ويؤكد للعالم حقيقة ان العراق رغم معاناته المؤلمة من الطائفية والحروب والقتل باق بتاريخه وباق بحضارته التي صنعها سكانه، وان الحضارة لا تموت بل انها قادرة على ان تحيي الشعوب مجددا مهما طال أمد الصراع الطائفي او المذهبي. كما ان هذا القرار أيقظ شعوب العالم على حقيقة ان العراق ليست رمزا للاقتتال والعنف الدموي بقدر ما هو وطن يموج بذخائر التاريخ والتراث وابداع الطبيعة التي تتهافت الإنسانية على النيل من روافدها العظيمة . فالمناطق التي اختارت اليونسكو ادراجها على قائمة التراث العالمي أربعة أهوار في جنوب العراق هي: الأهوار الوسطى وهور الحمّار الغربي، وهور الحمّار الشرقي وهور الحويزة التي تتوزع بين محافظات ذي قار وميسان والبصرة. بجانب ثلاثة مواقع لمدن سومرية هي: أور وأريدو في ذي قار وأوروك وهي ما تعرف بالوركاء حاليا، تثمل في مجموعها محضن تنوع بايولوجي ثري وأصالة حضارة عريقة لمدن ما بين النهرين ، يدفع العالم لحفاظ كنوزها الطبيعية والاثرية واحيائها بأنشطة سياحية وثقافية تغذي انسانية الانسان في الالفية الثالثة للميلاد . ولما كانت منظمة اليونسكو قد وصفت العراق من قبل، كله بأنه عبارة عن منطقة أثرية تحوي آلاف المواقع التاريخية، فان قرارها الاخير باختيار عدة مناطق في الاهوار لتسجل في قائمة التراث العالمي يعد تحصيل حاصل في اعترافها بالقيمة التاريخية الكبري للعراق، كما يفتح الباب مجددا لتسجيل مواقع عراقية أخري على قائمة التراث العالمي . وتعد مناطق الأهوار كنزا تراثا للتراث الانساني وموطنا للسكان الأصليين, ويعتقد البعض أن الأهوار هي الموقع الذي يطلق عليه العهد القديم (جنات عدن) حيث الدراسات التاريخية والأثرية إلى أن هذه المنطقة شهدت بظهورملامح السومريين وحضاراتهم العريقة بها بحسب تأكيدات الدراسين المتخصصين . تشكل مناطق الأهوار (43 % من مساحة جنوب العراق)، أكبر نظام بيئي من نوعه في الشرق الأوسط وغربي آسيا، حيث تعد معبرا رئيسيا للطيور المهاجرة بين القارات، فهي محطة استراحة للطيور المهاجرة من سيبريا الى إفريقيا وبالعكس كما كانت موطن الجاموس والبقر والطيور والأسماك بما يجعلها كنزا كبيرا يحفظ بقاء البيئي والبحري والطيور من خطر الانقراض . لا غرابة إذا ان يستوطنها السومريون وفيها أنشأوا حضارة تبقى منها القليل من الأطلال وكان ذلك بالألف الرابع ق.م مستفيدين من تنوع الحياة المائية أو البرية ومن الخزان المائي الكبير للمياه العذبة ويقيمون عليها أعظم حضارة انسانية . أور أقدم مدينة للعدل تعد مدينة أور العراقية والملقبة بمدينة النور واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. ولد بها الخليل إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000 ق.م. ونزلت عليه فيها الرسالة الحنفية. وكان بها 16 مقبرة ملكية مشيدة من الطوب اللبن. وكان بكل مقبرة بئر. تعني اور لدى السومريين مدينة النور .. كما ذكرت في العهد القديم بأسم (اور الكلدانية) باعتبارها موطن ابي الانبياء ابراهام (ابراهيم) الذي نشأ فيها ثم هاجر مع عائلته الى بلاد كنعان (سوريا). وشهدت أور أقدم محكمة دار عدالة عرفها التاريخ في معبد دب لال ماخ ، وأقدم قوس في العالم في معبد كيك بار كو. ويعتبر الملك…. لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر الموقع الرسمي أدناه
