الاثنين، 27 يونيو 2016

الطائفية .. وطوق النجاه باستعادة الاسلام الحضاري بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل

الطائفية   .. وطوق النجاه باستعادة الاسلام الحضاري
 بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل


تعيش مجتمعاتنا العربية فوق صفيح ساخن من التوترات الفكرية والدينية الامنية والسياسية، ويصاحب هذه التوترات انهيار في منظومة التعليم الذي انحدر من القمم الشاهقة الي الحضيض بتوجيهه نحو تكريس الفكر الأحادي الذي لا يقبل الآخر ويصارعه ويعاديه دون محاولة فهمه أو التعايش السلمي معه  فيما يعرف بحوار الحضارات والثقافات أسوة بما حدث في حضارة الاسلام في عهد الرسول صل الله عليه وسلم وخلفائه والدوليتن الاموية والعباسية وكذلك حضارة المسلمين في الاندلس .
 
 وقد صاحب الانحدار في المنظومة التعليم تراجع ملحوظ عن  التمسك بالقيم الاخلاقية والروحية التي كانت تمتاز بها شعوبنا العربية، في مقابل اعلاء الجانب المادي والاستهلاكي الذي يقيم الانسان بالمادة وليس العلم أو الاخلاق .
 
والحقيقة ان الألفية الثالثة التي نعيش في زمانها قد جاءت بالعولمة التي كرست  للحياة العلمية التكنولوجية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأثمرت عن تقدم مذهل في والاختراعات العلمية، ولكنها ادت ايضا الي طغيان المادية بالكامل علي التفكير العلمي وظهرت الاحتكارات والتكتلات ومن ثم الصراعات والحروب التجارية والاقتصادية. وأمام توحش المادية قلت الانسانيات وغاب العدل وضاعت معاني الصدق واتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء .
 
خلق اتساع الفجوة بين الاغنياء والفقراء حالة من التمرد لدي العديد من الشعوب العربية ضد انظمتها الحاكمة في الوقت الذي كانت قوي التشدد الديني قد غرست مخالبها في ارجاء العالم الاسلامي وظهرت العديد من حركات التطرف الديني ولكنها كانت تعمل في الخفاء مدعومة من بعض جهات خارجية حتي اندلعت ثورات الربيع العربي، وكشفت الجماعات الجهادية والتكفيرية الجديدة عن نفسها بوضوح في محاولة تصدرالمشهد السياسي في العالم العربي  خاصة داعش وعندما فشلت في قيادة الدول العربية بمفهمومها للاسلام السياسي اتجهت  لسياسة الارض المحروقة ومذابح دموية لا تنتهي وتنفيذ اجندات غربية لتقسيم العالم  العربي وفقا لسيايكس بيكو جديدة .
 
فرق تسد
وبرغم اننا نعيش كمسلمين نحتكم لله ولرسوله في منزل كتابه بضرورة توحد المسلمين ليكونوا مصداقا  لقوله  تعالى  ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) وكذلك وقوله تعالي ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ) ، فان  الواقع العربي يسير علي عكس الدعوة الشريفة في هاتيت الآيتين  الي التفرق والفرقة والانقسام ويكتوي بنار الطائفية الممجوجة التي يزكيها اعداء الامة لتدمير اوطاننا واحلامنا ثم ينقضون علينا بعد ان انهكنا انفسنا بأنفسنا
ليس فقط بين المسلمين فيما بينهم وإنما يمتد الصراع بين المسلمين واخوتهم من الديانات السماوية الأخرى و الطوائف المختلفة 
وليس هناك اسهل علي اعداء امتنا من تطبيق مبدأ ' فَرِّق تَسُدْ ' وهو مصطلح سياسي عسكري أقتصادي ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة. ويستخدم اعداء الامة العربية والاسلامية سياسة فرق تسد حاليا  علي قدم وساق لتفكيك قوانا وتحييدها من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى مثلما فعل الاستمعار الاجنبي في بلادنا قديما، وذلك من خلال إثارة الفتنة الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح الانتقام بين الطوائف وإشعال حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة الأطراف، ولعل ما حدث في العراق اكبر نموذج ناجح لقدرة اشعال الفتن الطائفية لتدمير الوطن وتفتيته وتقسيمه.
والمصيبة الكبري ان سطوة الفتن الطائفية والمذهبية في لبنان وسوريا واليمن تمتد وتشتعل يوما بعد الاخر دون ان يحاول ما يسمي بالمجتمع الدولي اطفائها حماية على الاقل لأرواح الابرياء من الاطفال الذي يغرقون في بحر المتوسط عندما يفر ذويهم من المذابح في سوريا والعراق .
 
والمشهد الدولي واضح وضوح الشمس في تعاون القوي الكبري في احكام القبضة علي الدول العربية و الشرق اوسطية بتشجيع النعرات الدينية والعشائرية حتى يغرق المسلمون في مستنقع العداوات البغيضة وينشغلوا عن المطالبة بحقوقهم أو تحقيق اية نهضة عملية واقتصادية لبلادهم .
 
وإعادة تقسيم الوطن العربي الى دويلات جديدة مخطط قديم ،ولكن صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية اعادت فكرته للحياة مجددا عام 2013 بنشره وتوضيحه تعمد تقسيم خمس دول بالشرق الأوسط تم تقسيمها إلى 14 دولة جديدة، وذلك  بفعل النزاعات  والعنف الطائفي  .
الشماعة
اذان الشماعة التي يتكئ عليها الامريكان لتغيير الخارطة الجغرافية بوطننا العربي هي العنف والتطرف المذهبي والديني، ولما كان العنف أخذ في الزيادة والانقسام بين المسلمين بين المسلمين سنة وشيعة ومتصوفة و سلفية قد بلغ ذروته من الاقتتال المذهبي والاقتتال الفكري والدموي ايضا، مع غياب منظومة تعليمية تكرس لاهمية وحدة المسلمين وتبرز ان الخلاف بينهم هو اختلافات في الفروع وليس في جوهر الدين بماجاء من توحيد وشريعة واتباع لسنة المصطفى صل الله عليه وسلم، فان الباب  اذا مفتوح علي مصراعيه امام تحقيق هدف الاعداء في المنطقة نحو تفتيت الدول التي تطحنها الخلافات المذهبية كالعراق ثم السودان فسوريا واليمن وليبيا وربما لبنان .
 
درس وعبرة
تمتع شعب العراق بقوة في بنائه الاجتماعي ونسيجه الوطني رغم تعدد العرقيات الاثنينة والمذاهب وقوةالنسيج الاجتماعي جعل العراق قويا اقتصاديا وعلميا وثقافيا، ولكن عندما غزت أمريكا العراق  لعبت في اخطر مصادر قوته وهو نسيجه الوطني فعملت على  تفتيت وحدة شعبه بخنجرالطائفية المسموم وخلال الفترة التى امتدت من السبعينيات إلى التسعينيات كانت التقارير تنتشر عن وجود مخططات لتقسيم الوطن العربى إلى كانتونات طائفية، عبر خلق الخلافات  المذهبية والعرقية كمقدمة لتفتيت كل دولة عربية إلى دويلات، لتصبح هناك دولة سنية العراق وأخرى شيعية، وتقسيم سوريا إلى دولة علوية، وأخرى سنية، كما اليمن وبعض دول الخليج
وفي ضل هذا الصراع العربي العربي أنني لا ألوم من أراد الابتعاد من غير القومية العربية بعيدا مع نفسه خوفا من امتداد الصراعات فالعرب هم من ظلموا أنفسهم بوقوعهم بهذا الفخ الذي جعل العالم ينفر 
 
وقد ادرك المتحالفون من الدول الكبري اصحاب المصالح في المنطقة، الدرس ونجاح مخططهم في استخدام المذهب الديني كسلاح فتاك لتدمير دول المنطقة، ولهذا فانهم يلعبون بنفس هذه الورقة ورقة الفتنة الطائفية والمذهبية كأداة  من أدوات خلق الصراع السياسى في مناطق عديدة من عالمنا العربي .
مما يؤجج الصراع الطائفي دخول الاجندات الخارجية الاجنبية التى تروج للشعارات الدينية، وتشعل النعرات الطائفية لتجييش المقاتلين اصحاب المذاهب المتباينة  لتحقيق أهداف سياسية.
تجري هذه المذابح اليومية تحت شعار الفتن الطائفية في بلادنا العربية اليوم تمهيدا لنوايا ومخطط دولي خبيث لتقسيم وتفتيت دول المنطقة، وعندما تجري عقارب الساعة بسرعة ليحل عام 2018 لنستعيد ذكري مرور مائة عام علي تقسيم العالم العربي وفقا لاتفاقية سايكس بيكو التى قسمت الدول العربية بحدودها الحالية، بينما المشروع الجديد يرمي لتفتيت الدول العربية إلى دويلات على أساس طائفى ومذهبى، في مقابل بقاء الدول العظمى .
 
ومن أشهر مخططات التقسيم ' وثيقة برنارد لويس»' التى أقرها الكونجرس الأمريكى عام 1983، وهو مستشرق بريطانى ومؤرخ مختص فى الدراسات الشرقية الأفريقية، وصاحب مخطط لتفتيت الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دويلة اثنية ومذهبية، من خلال استثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية.
وفقا لهذه الوثيقة وهذا الطرح فان  تنظيم 'داعش'  يعد صناعة أجنبية، وبداية لتنفيذ مخططات التقسيم، ولعل انتشاره فى العراق وسوريا وليبيا يعد برهانا عمليا علي ذلك، حيث ينفذون ارهابهم بحق كل الاقليات والمذاهب الاسلامية .
 
طوق نجاه
وامام احكام الارهاب والمذهبية قبضتهما علي معظم دولنا العربية، فلا طوق نجاة من التشرذم والتفتتيت سوي سرعة العمل لخلق حالة من الوعي العام لدي الشعوب العربية بمخاطر المذهبية والغرق في بحورها لما تجره من تشدد ديني يقود للقتل وتدمير الاوطان .
في تقديري اننا في أشد الحاحة الي خلق وعى سياسى وثقافى بين الشباب فى مواجهة فكر الطائفية والارهاب  وهذا لن يتحقق  بدون تعاون المؤسسات الثقافية والعليمية والدينية في عالمنا العربي بجانب قادة الرأي والمثقفين تبني  مشروع ثقافى يتبني سياسات ثقافية  تعمل اعادة صياغة العقول، و تطرح رؤى جديدة لمواجهة قوى الرجعية والتطرف .
وفي تصوري ان هذا المشروع الثقافي لابد وان  يوفر مناخا ابداعيا لابنائه  للنهوض ويعيدهم  إلى نموذج الإسلام الحضاريّ الذي استوعب كل الحضارات  وتفاعل مع ثقافاتها المتعددة وتعايش مع تعدد افكارها، ثم خلق لنفسه أنموذج حضاريا اسلاميا منفتحا يأخذ ويعطي ويبني وينتصر للعلم والمعرفة والرحمة والانسانية .
 
أظن ان عالمنا العربي في اشد الحاجة الي استنهاض الاسلام الحضاري الذي حقق عنصرا مهما في حياة شعوبه وهو العدالة الاجتماعية ومن ثم حقق سلاما اجتماعيا وولاءا من ابنائه لمجتمعاتهم لا مكان فيه للخونة او المتأمرين، كما حقق هذا النموذج  نهضة علمية كبري تبعتها نهضة للعقول في كل مجالات الفكر والفلسفة والاداب والفنون والعلوم .
ان القضاء علي الفكر المذهبي والمتشدد في عالمنا العربي لابد وان يبدأ من فضاء التعليم والثقافة، وان يستثمر المسلمون في مجال التعليم والثقافة والعودة إلى الاهتمام بالأدب والإنسانيات، ما يضمن عدم انتشار الأفكار المتطرفة، بل ويضمن نشر وانتشار قيم الاسلام الاصيلة من ورحانيات تغذي القلوب والوجدان وتكرس لقيمة الانسان في عقله وروحه ونفعه ورحمته  للمجتمع، ونشر قيم
الحرية والتسامح الديني والمواطنة العامّة  والتعاون في بناء المصانع والفنون العمارة  وفقا لمنهج الاهي عظيم وهو اعمار الارض .

بدون كلام مقال سارة السهيل

بدون كلام مقال سارة السهيل



سارة السهيل
هل فعلا المظهر يعكس الجوهر ؟هل فعلا ملابسك و هندامك مرآة شخصيتك؟هل فعلا تعابير وجهك و ايمائات جسدك بديل لكلماتك او على الأقل تابع لها؟ هل من الممكن ان اترجم ما يدور بخلدك وانت صامت؟
برأيي كل هذا جائز عند الكثير من المتخصصين بهذا العلم الذي يعتبر جزء من علم النفس و الاجتماع معا كما ممكن ان يكون هبه من الله يطورها الانسان بملاحظاته و مراقبته لأحوال الناس و يعتبر هذا جزء من الفراسة التي عرفت كعلم من قديم الزمن و تحدثت عنها كتب الأخبار و الأشعار الا انه لم يعرف حديثا بدراسات جادة الا بالستينيات من القرن السابق و قد كان دجوليوس فاست أول من أصدر  كتاب عن لغة الجسد عام 1970
ولكن الغير متبحر بهذا العلم الذي يلزمه الموهبه و المعرفه و الخبرة نجده احيانا يخطيء بالحكم على الآخرين كونه عمل كالمترجم الحرفي الذي لا يصلح ان يترجم السير الذاتيه او القصائد و الروايات أي كل ما يتعلق بالمشاعر و الاحاسيس و التعبير و بهذه الحاله المترجم سيفقد النص روحه و نبضه و صدقه و عوامل عديده و جماليات النص و هكذا هو الحال لمن لا يفقه علم الفراسة و لغة الجسد )body language) و علم النفس و الاجتماع فتجده 
في كثير من الأحيان يتسرع بإلقاء الأحكام على الآخرين من خلال مظهرهم الخارجي لانه ترجمه ترجمه حرفيه .الا ان فضول الانسان الذي فطر عليه يجبره احيانا للتأمل بالبشر و شؤونهم الخاصة التي تعنيه منها و التي لا تفيده بشيء و انما مجرد ارضاء لفضوله و في بعض الحالات نجد أنفسنا مدفوعين للغوص في بحور النفس البشريه، وربما يحدث ذلك دون قصد منا ، خاصة أن هناك عوامل كثيرة تعكس تقبلنا للشخصية التى أمامنا وكيفية فهمها وأخذها ، وعلى سبيل المثال ، إذا كنا في باص أو قطار ، حيث يزدحم المكان بالأشخاص الغرباء الذين لانعرفهم ولم نتكلم معهم ، ومع ذلك نجد أننا ، لاشعورياً ، نبدأ بالحكم على الأشخاص ، وفي بعض الأحيان نستطرد لنأخذ موقفاً بالخوف من شخص دون الآخر أو العكس ، فقد نبتسم لإحدى السيدات دون الأخريات ، ليس لإعجابنا بما تتمتع به هذه السيدة من جمال أو أناقة أو تسريحة الشعر وانما هناك عاملا آخر أكثرأهمية فى تفسيرانجذابنا لمثل هذه السيدة ، وهو مايعرف بعلم (لغة الجسد) Body Language وهو علم ودراسة قائمان بحد ذاتهما . ويحتاجهما كثير من السياسيين وأفراد الشرطة أوعلماء النفس والاجتماع وأفراد الاستخبارات لسد فراغات الغموض او التحقق من صدق الوعود او الادعاء واحيانا يحتاجها المبدعين والفنانين بقراءة وجوه المتابعين و الجمهور ، وأيضًا في مجال الصفقات والتجارة ، و بالطبع الدول المتقدمه اول من يلتفت لاي علم يدر عليه ربح نادي او معنوي فنجد ان بعض الشركات الكبيرة بأمريكا وأوروبا تعطى لموظفيها دورات ودروساً في فن فهم لغة الجسد ، ليستطيع من خلالها السيطرة على العميل أو الحكم على الزبون وجديته ،وتعلمه متى يتوقف ، ومتى يبدأ الكلام ، و كيف يقرأ الشخص الذي امامه وكل هذا سيفيده فيبدو مقنعاً وغيرمتردد ، و بالدرجة الأولى موظفي المبيعات أو العلاقات العامة ، وحتى صاحب العمل او المدير الذي سيعقد الصفقات الكبيرة 
ونحن النساء ، تهمنا كثيراً مثل هذه الأمور، خاصة لأنها علم وواقع حقيقي ليس كفتح ورق الشدة ( الكوتشينة ) وقراءة الفنجان بل هي علم مبني على وقائع حقيقيه ملموسه، فمن خلالها نستطيع أن نركز على الكثير من الحركات والتصرفات ، لتبين لنا خفايا السلوك الإنساني المعقّد . ومن المؤكد أن بعض ربّات البيوت والزوجات يستخدمنها في كشف المستورعن أزواجهن ، لمعرفة ما إذا كانت هناك خيانة أو كذب أو نفور من الزوجة ، فكل هذا من السهل كشفه بهذه الحاله فالحذر يا معشر الرجال هههههه. ومن المؤكد أن نسبة كبيرة من السيدات اللواتي سيقرأن هذا، سيتوجهن فوراً إلى المدارس المتخصصة فى هذا العلم !
يؤكد عالم نفس بدراسة أجراها أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38% بنبرة الصوت و 55% بلغة الجسد، و قال ان الناس عادة تختار لغة الجسد للحكم على مصداقية المتحدث في حال اختلاف الكلام مع لغة الجسد   ،يقول
البروفسور برد هويسل بأن الشخص العادي يتحث بالكلمات تقريبا عشر دقائق في اليوم وأن الجملة الواحدة تأخذ تقريبا ثانيتين والنصف. ويتفق معظم الباحثين على أن الكلام الشفهي لنقل المعلومات، أما لغة الجسد تستخدم للتفاوض في المواقف ما بين الأشخاص،كبديل للكلام المنطوق
وعلى سبيل المثال ، إذا جلست أنت وزوجك على نفس الأريكة ، وكانت وضعية جلسته متجهة نحوك بظهره ووجهه ، فمن الطبيعي أن تشعري بقربه ودفئه ، أما إذا كانت زاوية وجهه متجهة لخارج الأريكة ، بما معناه أن ظهره ورأسه عكس اتجاهك ، فهذا يعني أن هناك بعض النفور أو الزعل . أما إذا كنت تُجرين مقابلة مع موظف يريد العمل لديك ، فإذا وقف مكتوف اليدين . فهذا يعني أنه خائف بعض الشيء ، وفي وضع دفاعي وتنقصه الثقة بالنفس ، بينما لو وقف شامخاً ويداه مسدلتان بلا تكتيف ، فهذا يعطينا انطباعاً عن ثقته بنفسه وحيويته .
عندما يقوم شخص امامك  بفرك يديه ببعضهما معنى هذا انه في حالة انتظار
اما وضع اليدين على الخد معناه انه يتأمل و يتمعن 
 
ونظرات العيون لها هي الأخرى لغة خاصة تتكلم بها ، وفي كثيرمن الأحيان تغنينا عن الكلام ،فقد قال الشاعر (ما في القلوب من البغضاء والإحن إن العيون لتبدي في نواظرها)
 من يتجنب النظرإلى عينيك ربما يخفي عنك شيئاً  أو يخجل من شيء ما ، وفي بعض الأحيان يكون غير راغب في هذه المقابلة ، إلا أن الزوجين المتحابين ينظران لبعضهما البعض بنظرات تفيض بالحب والحنان ، ويفهمها الطرفان دون داع للشرح ،ومن نظر الى جهة اليسار وهو يكلمك هذا يعني انه صادق و يحاول تذكر الاحداث و المواقف لينقلها لك اما من ينظر لجهة اليمين فهو الى حد كبير يؤلف من خياله. اما إذا تجولت عينا الشخص يمينا ويسارا على مستوى أذنيه معناه انه يتذكر أصوات فلو نظر الى يسار فانه يسترجع صوت معين من ذاكرته كصوت الرعد مثلا لو كان يتحدث عنه
 
حتى طرق المصافحة لها تفسيرات كثيرة ، فعلى سبيل المثال ، من يصافحك بأطراف أصابعه ، فمن الممكن أن يوحي لك بالتكبروالغرور أوعدم الحيوية والضعف . أما من يصافحك وهو يضغط على يديك إلى أن يؤلمك ، فهو يُعطى انطباعاً بالحزم والهجوم .
و ايضا لو جلس شخص امامك يضع قدم على قدم و يهز احداهما فهذا يعني انه بحالة ملل و ايضا التثاؤب دليل على الضجر و محاولة انهاء الجلسه
أما لمس الراس او حكه يعني ان الشخص يفكر او يقوم بمحاولة استرجاع الذاكره 
اما لو وضع يديه على فمه محاولا اخفاؤه هذا يعني انه غير مصدق لما يسمعه و انه يعتقد انها كذب
الامثله كثيره و اكثرها يتمركز في العيون و الحواجب و الجبين و اليدين و الفم و الاذنين و الاقدام و نبرة الصوت لهذا اجد ان المراسلات النصيه تفقد الكثير من روحانيات المشاهده او على الاقل سماع الصوت فبسماع الصوت يمكنك عالاقل ان تميز من نبرة الصوت المزح من الجد الكذب من الصدق التأثر و الحزن و التعاطف و الجديه و الوقار او الطيش فكل هذا لا يتضح بسهوله بالكتابه مهنا كنت بارعا لن تصل رسالتك كامله الا بحالة المشاهدة و الرؤيه ليتمكن المستمع مقارنة كلامك بايحائاتك و تعبيرات وجهك وجسدك و ان لم تتمكن من رؤية الشخص فالصوت اضعف الايمان يمكنه ان يسد جزء من الغموض و التشويش و حل الالغاز
 
أخيرا اود ان اقول لكم اننا احيانا انطباعاتنا عن المحيطين بنا قد تتنافى في كثيرمن الأحيان مع التصرفات أو اللمسات أو النظرات ، ولهذا أجد أن النفس البشرية لها مفاتيح عديدة جدًا ، فكما يمكننا القول بأن ( المكتوب باين من عنوانه ) يمكننا أيضًا أن نقول بأن الكتاب لايقرأ فقط من عنوانه ، لكي نكون فعلاً منصفين ، لأن ما قرأناه ، يشرح طبيعة الإنسان في التو واللحظة وليس كصفات دائمة ملازمة للشخص ، وربما وليدة لحظة أو ظرف أو شعور أو ردة فعل لأمرما ، لذلك يجدربنا التروي قبل الحكم على الآخرين حكماً نهائياً .

الجمعة، 17 يونيو 2016

الكاتبة سارة السهيل تقدم دراسة بعنوان ( العنف ضد الاطفال )



العنف ضد الأطفال..!

العنف كلمة .. كم هى بشعه حتى نغمتها غيرموسيقيه على الأذن - عُ نْ فْ- وكأن قائلها عفريت أحمربعينان مضيئتان بلون اللهب ، كيف لك قلب ايها العفريت أن تقترب من أطفالنا وتفزعهم وتقلق وسادتهم الآمنه المحاطة بالملائكة؟ للأٍسف هذا العفريت موجود حولنا وربما يكون داخل بيوتنا أولدى الجيران أو عند أحد ألأقارب في محيطنا بمجتمعنا في بلدنا ..إنه العنف الموجه للأطفال . العنف ضد الأطفال ظاهرة قديمة وحديثة فى نفس الوقت موجوده بأنحاء العالم بأشكال مختلفه إلا انها ليست بلا قيود و قوانين تلجمها سوى فى مجتمعاتنا العربية ودول العالم الثالث ، ووجودها في الدول المتقدمه استثناء نتاج أمراض عقليه أو إجتماعيه ، أما في الشرق العربي قاعدة يعتبره البعض جزء من التربيه أو تقويم السلوك مع الأسف.
العنف الأسري: هو الموضوع الذي أردت أن ألقي الضوء عليه لخطورته ، لأن العنف ضد الطفل يتفرع لاقسام وأنواع عديدة ، عنف داخل البيت ، عنف في المدرسه ، عنف في الشارع وعنف بالمجتمع ككل ، وعنف طارىء فى حالات الحروب والإحتلال والكوارث . ومن خلال ملاحظتي الشخصيه هناك عنف آخر يكون الفاعل أو الجاني غير مدرك أو لديه علم بأفعاله أنها عنف تجاه المفعول به أوالمجني عليه بحيث يكون جاهلا خطورة ما يفعله وآثاره و إنعكاسه على الطفل وهو نوع منتشربكثرة بيننا ؛ ولكن النوايا الحسنة لا تكفي بأي حال لتنشئة طفل سليم سوى ، وهو مشروع يجب أن تتوفربه شروط النجاح وكل السبل والاساليب الراقيه فى التربية ، ونأخذ من الحديث المفيد ومن القديم ما يصلح لهذا الزمن ومايكفل الحفاظ على القيم والثوابت الدينية والعادات والتقايد الشرقية وموروثاتنا . وماعدا ذلك يكون مشروع فاشل غيرمحضر له وغير مبذول فيه جهد ؛ وبالتالي تكون عواقبه غير محموده ولايرجى خيرا من ورائه ، وبما أن هؤلاء الأطفال فلذات الأكباد بذره نزرعها اليوم لنحصدها غدا ، هم المستقبل والجيل القادم الذى سيحمل الراية ؛ هم ذخيرتنا وآخرتنا وعندما يكبرون سيصبحون المرآة التى تعكس ما أكتسبوه منا ومن المجتمع وماتأثُروا به من المؤثرات التي شاركت بتكوينهم .
والعنف الآسرى نستطيع تعريفه انه العنف الذى يكون موجها للطفل من أحد أفراد الأسرة أوالعائلة. قد يكون الأب أو الأم أو الأخ الأكبر أو زوج الأم أو زوجة الأب ، أو العم أو الخال فى حالة فقد ألوالدين أو بمعنى آخرهو العنف الذى يمارس ضد الطفل ممن له سلطة الولاية عليه من ضرب او تعذيب أو قصاص . والعقاب فى أحيان كثيرة يفوق قدرة الطفل على التحمل مما يسبب له عقد ربما تلازمه مدى الحياة أو تشوهات ناتجة عن الضرب المبرح وما يستخدم فيه من ادوات كالعصاه والكرباج والأيدي والحبال و قد تصل احيانا للسلاح الابيض – السكين - وأحيانا الكي بالنار أوالصعق بالكهرباء أو استخدام الآلات الحاده والخطرة .
اما عنف المدرسة : فهو العنف الذي يتعرض له الطفل اثناء الدراسة وفي حيز المدرسة سواء ممن هم أكبرسنا من مدرسين و ادارين أو طلاب المراحل التعليمية الاعلى منه ؛ أوممن هم في عمره من زملائه و يكون محدد عادة بالضرب أو الاهانه النفسيه أوالتعرض الجسدي بما لا يتناسب مع قوته البدنيه و تحمله الوجداني مما يسبب له تراجع بالمستوى الدراسي والتحصيل العلمي و يقلل من التركيز والاستيعاب ويجعل الطفل في حاله من السرحان والهزال وقلة النشاط البدني والذهني والاجتماعي ؛ وأحيانا يكون انعكاسه أخطر لأن العنف يولد عنف والقوة تقابل قوة برد فعل موازي لما تلقاه .
أما عنف الشارع: فهوعنف مفتوح كما ونوعا ، يأتي بالصدفه أحيانا بصورة عارضة وغيرمتوقعه للطفل حين تواجه بأماكن محدده ليس فقط الشوارع تمتد للحدائق والنوادي ودورالعبادة ومراكز الترفيه وأي مكان خارج البيت بشكل عام ؛ وفى الأغلب تحدث من قبل اشخاص لايعرفهم الطفل أو يشاهدهم للمرة الاولى ؛ وممكن ان تحدث من قبل اشخاص يعرفهم الطفل معرفه سطحيه أو من مراقبيه الذين يترصدونه لحين ايجاد فرصه للانقضاض عليه كفريسة يلتهمونها. ويوجد عنف يحدث من قبل اشخاص لا يتعمدون الأذى بل يكون عن جهل أو يعتقدون أنهم يقومون بواجبهم لتربية الطفل وتقويمه تكون عادة من الأهل ، أو المدرس ، أو كبيرالعائله ، أو شخص له سلطه الولاية على الطفل وهو يفعل هذا بنيه طيبة ؛ الا انه لا يدري انه يسبب كدمات نفسيه ستلاحق هذا الطفل بكوابيس لاتنتهي مؤدية به للفشل مستقبلا . 
ومن كل ماسبق يمكن ان نعرف العنف انه سلوك إيجابى يصدر من شخص ما قد يكون العنف لفظي أو حسي وهو تصرف عدوانى يوجه لبراءة الطفل ، مما يعرض الطفل من الناحية النفسية أوالعقلية أوالجسميه أوالجنسية لخطرمحدق وخطير حسب درجة العنف ونوعيته التى يتعرض لها من المجرم ان صح التعبير .
وبما ان العنف الاسري الاكثر انتشارا لأسباب تتعلق ببعده عن الأعين وعن تدخل الرقيب وكون مجتمعاتنا الشرقيه تتقبل هذا الأمر لاعتبارات كثيره ورثها المجتمع من السلف وبعض النصائح الدينيه التي تم تفسيرها بشكل خاطيء ؛ مع غياب العقاب القانوني والقصاص الاجتماعي والملاحقه العادله من محاكم وشرطه أو رقابه وحماية الأسرة أوجمعيات حقوق الطفل وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الخاصه والحكوميه . وقد سهل غياب كل هذه الامور انتشار هذه الظاهره واستفحالها خاصة بالبيوت الأقل حظا من ناحية التعليم والثقافه والانفتاح على العالم وأيضا بين الأقل حظا ماليا مما يعانون من الاحباط والحالات النفسيه السيئه التي تنعكس على تعاملهم مع اطفالهم ، اضافة لحالات التفكك الاسري من الطلاق وزواج كلا الوالدين من أطراف أخرى ما يعرض الطفل للاضطهاد من قبل زوج الأم أو زوجة الأب ، وأيضا حالات ادمان أحد الوالدين أو كليهما شري الخمور والكحوليات والمخدرات و مذهبات العقل بأنواعها .
أما حالات العنف الطارئه كما أسمَيْتُها فهي العنف الذي يحل على الطفل بسبب الحروب أوالاحتلال وهي حاله من العنف تشمل المجتمع بجميع شرائحه بمافيها الطفل بحيث لا يكون الطفل هو الهدف الرئيسي او الضحيه المقصوده وكذك مايحدث نتيجة الفيضانات والاعاصير والكوارث الطبيعيه من نتائج ومؤثرات على الطفل تصل لمرحلة العنف الغيرمقصود والذي يحل على البلد بكاملها ولايفرق بين طفل أوشيخ ، غني أو فقير؛ ولكن عادة الاطفال اول المتأثرين دائما ، وأول من يلتقط الاشارات وتجري عليه التجارب وتلاحظ عليه النتائج الا أن في هذه الحالات يصعب حماية الطفل من العنف لان المسببات ليس بيدك بل خارجه عن ارادتك .
العنف الأسرى الذى يتعرض له الطفل أنواع مختفة منها :-
- العنف الجسدي: وهوأشهرها وأكثرها إنتشارا وشيوعا فى معظم البيوت العربية بمجتمعنا وهو يكون ممن له الولاية على الطفل ويستخدم فبه الضرب باليد أو بالعصا أو أى آلة وهو يكون أغلبه من الأب أو شد الشعر وأعتقد أنه يمارس ضد البنت ويصل أحيانا لقص الشعر وتمارسه فى الغالب زوجة ألأب وقد يصل للعض تصوروا طفل يتعرض للعض بأسنان بشرية من ذويه فهل يعقل؟! وهو مانراه كثيرا فى الفترة الأخيرة مع ألأسف .
- والعنف النفسي : وهوالإيذاء المعنوى الذى يتعرض له الطفل من ذويه مثل الإهمال أوالحرمان من الحرية بالحبس بالمنزل مثلا أوالعزل وعدم الإختلاط مما يجعل الطفل إنطوائيا فى حالة خوف من أى شىء وكل شىء بصورة دائمة ومستمرة وقد يصل للإكتئاب اوالتبول اللاإرادي اوالكوابيس الليليه وغيرها من ردود الأفعال
- العنف الصحي : وهو قليل ولكنه خطير فى نفس الوقت يعانى فيه الطفل من عدم توافرالرعاية الصحية اللازمة لمن فى عمره قد يكون سببها عن قصد ذويه أو إهمالهم لهذه الناحية أوعدم المقدرة المادية ، أوالتجويع وهو عدم توفير التغذية اللازمة للطفل نتيجة الجهل أوعدم القدرة المالية من ذويه وأحيانا يتعرض الطفل للعنف بسبب مرض الأهل أو أحد ذويه الذى يعاني من خلل نفسي او جسدي لايتحكم بسبه بتصرفاته وردود افعاله.
والعنف ألأسرى الموجه للطفل يعتبر أسوء أشكال العنف ضد الطفل يحدث بصورة شبه يومية وقد أثبتت الإحصائيات أن أعلى نسبة ضحايا العنف الأسرى هى بين الشابات من سن 15 إلى 35 سنة وتصل النسبة ل65% ، كما أكدت الدراسات أن العنف يتناسب تناسب عكسى مع عمر الطفل بمعنى كلما كان عمرالطفل أصغر زاد العنف وكلما كان عمرالطفل أكبر يقل العنف وهومايعكس طبيعة الفاعل الذى يمارس العنف ويوجهه لبراءة الطفل ويدل على ضعفه ودنائة تصرفه وسلوكه الغير سوى.
فى رأيى مأساة العنف الأسرى ضد الأطفال تظهر كون الطفل لايشكوا من العنف الذى يتعرض له بل ولايقاومه فهو بالنسبة للجانى ضحية ضعيفة سهلة بدون أنياب حتى يدافع عن نفسه . و يظل يعاني من آثار جمة ومتعددة أقلها على ألإطلاق ألأثار الجسدية التى تظهرعلى جسد الطفل من تشوهات تظهرعلى جسد الطفل والتى تصل فى بعض الأحيان لفقد أحد حواسه كالسمع أو البصر وهي تعرف مجرد مناظرة الطفل ورؤيته لنعرف مقدار العنف المتعرض له. وهناك آثار نفسية غير منظورة تحدث للطفل والتى تبدأ من ألإنطواء والخوف والقلق المستمروالإحباط وقد تصل لحد الإكتئاب . كذلك من آثار العنف الأسرى آثار ربما تكون الأخطر والتى تؤثرعلى العقل مما يصاب الطفل معها بالصرع أو الصداع الدائم أو معانته من الأورام السرطانية أو أورام بالمخ . كما انه يؤثرعلى نموه الجسدى والعقلى والنفسى مما يجعل لدينا طفل مشوه ليكبر ويصبح رجلا أوإمرأة غير سوى عدو للمجتمع وغير متأقلم معه . هذا بالإضافة أن إمكانية أن يتسبب العنف ضد الطفل أن يصبح فى المستقبل مجرم أو إرهابى لينتقم من المجتمع بسبب ماتعرض له من عنف لتعانى الأسرة والمجتمع على السواء من سلوكياته الإجرامية والتى تصل لدرجة الإرهاب .
وأعتقد أن كل هذه التشوهات التى قد يصاب بها الطفل - المجنى عليه - ضحية العنف الأسرى تجعلنا أن نقف مع أنفسنا للحظة لنفكر ونبحث وندرس أسباب هذه الظاهرة للوقوف عليها لنضع العلاج المناسب للوقاية منها ، فهى برأيى مثل الطاعون الذى يأكل الأخضر واليابس حولنا يأكل أغلى مالدينا أطفالنا ، يغتال براءة فلذات أكبادنا بدون أن نشعر، وهم لاذنب لهم سوى أنهم أطفال ضعاف حظهم العاثر وضعهم تحت سلطة وولاية من لايرحم ولايعرف قيمتهم ولايقدرعطية الرحمن ، ليفوت فرصة عظيمة لاتعوض لدخول الجنة وفرها رب العزة بتواجد هؤلاء الأطفال ،المطلوب منا القليل مجرد حسن رعاية وتربية اطفالنا وجعلهم صالحين ليدعوا لنا ويفيدوا أنفسهم ومجتمعهم .
دعوة أوجهها لكل مسئول وكل أب وأم وأخ وزوج وزوجة ...إلخ. أن يتوقفوا فورا عن مايقومون به من عنف تجاه فلذات ألاكباد ؛ أتمنى أن يجد ندائى صدى حتى ننقذ براءة أطفالنا زينة الحياة الدنيا . ولا أجد أمامى سوى مناجاة السلطات بكل دولنا العربية لاتخاذ الاجراءات اللازمه اسوة بالبلدان المتقدمه اتجاه ولي الأمر أوأى شخص يتعرض لطفل بحجة القرابه أو القوامه أواصلاح السلوك أو لأي سبب آخر بالقبض على الجاني و محاكمته فورا وتوقيع أقٌصى العقوبات عليه ؛ والإهتمام برقابة الاسر وتوعية أفراد المجتمع ، وتخصيص رقم مباشر وحيوي يتصل عليه الطفل ليقدم شكواه بشكل آمن ضد أى شخص يتعرض له بسوء وأن يتم التحقيق والمتابعه ؛ وان كانت الوقايه خيرمن العلاج بالتوعيه أولا وسن القوانين ثانيا فسيكون العلاج ثالثا بعقاب الجناة واحتواء الطفل بمكان آمن و ابعاده عن مواقع وظروف الجريمة .

حماية طفل ذوي الاحتياجات الخاصة من العنف طريق للجنة بقلم الكاتبة سارة السهيل

حماية طفل ذوي الاحتياجات الخاصة من العنف طريق للجنة 
بقلم الكاتبة سارة السهيل



خلق الله كل شيء بقدر وبحكمة لا تدركها عقولنا المحدودة، وجعل داخل كل مصيبة تواجهنا في الحياة ابوابا للرحمة، ولعل اصعب ما تواجهه أية أسرة هو وجود طفل من ذوي الاحيتاجات الخاصة، والذي يفتح به الرحمن ـ جل جلاله ـ  لنا بالتعامل الرحيم معه ابواب الجنان .
 
وللأسف الشديد فإن المجتمعات خاصة العربية منها تنظر لطفل الاحتياجات الخاصة نظرة دونية، كما تنظر لاسرته نظرة احتقار فيغلقون ابواب الجنان في وجوههم وبأيديهم، بل ويمارسون كل انواع العنف ضد هذه الاسرة وطفلها، خاصة الأم التي تعاني ويلات العنف من المجتمع لانجابها طفلا معاقا جسديا او عقليا .
 
تواجه الأسرة التي لها طفل يحمل أحد اشكال الاعاقة مشاكل اجتماعية جمة، تشعرها بالخجل والارتباك والاحساس بالصدمة والحزن او الغضب والاحباط واحيانا تواجه الخوف والعزلة والقلق والشعور بالنقص واحيانا رفض الطفل المعاق والخوف من المستقبل والاحساس بالدونية .
 
وللأسف فإن هذه الأسرة تنقل هذه المشاعر السلبية ضد هذا الطفل المعاق من حيث الرفض وعدم التقبل ونكران وجوده  بما يعني إهماله وعدم المبالاة به وباحتياجاته، فلا تهتم الأسرة بمأكله ومشربه وهندامه ولا توفر له الرعاية الصحية اللازمة  ولا تراعي مشاعره وعجزه واحباطاته، ويحاولون جاهدين اخفائه من حياتهم بشتى الطرق، عبر إخفاء الطفل في البيت أو أحيانا وضعه في بيت أحد الاقارب البعيدين عن الناس أو وضعه في دار رعاية من دون السؤال عنه لأنه في نظرهم، ونظر مجتمعهم العنيف والقاسي عار يهدد مستقبلهم .

وفي كثير من الاحيان فإن هذا الطفل يواجه الرفض حتى من افراد الاسرة كالاخوة والاخوات بتجاهله علانية فيعاقبونه احيانا بطريقة غير علنية وذلك لانه سبب لهم الاحباط المباشر وغير المباشر وقد سبب لهم الاحراج والخجل .
 
فهناك بعض الأسر تخفي الطفل خوفا من عدم زواج إخوته واخواته بسبب إعاقته ويقومون بنكرانه تماما بل وحبسه في مكان بعيد في البيت خوفا من كلام الناس أو الاعتقادات بأن هذه الأمراض وراثية ومن الممكن أن تتكرر في الأسرة بين باقي الأفراد الأصحاء بعد زواجهم .

كما تحدث حالات من العنف ضد الطفل المعاق من اخواته غير الناضجين بسبب الغيرة فمن الممكن ان لا يدرك الطفل معنى إهتمام أمه وأبيه أو احدهما بأخيه المعاق أكثر منه، فتبدأ الغيرة و ردود الأفعال القاسية اتجاه الطفل المعاق. 

وهناك بعض الحالات من تعنيف الأم لطفلها المعاق كنوع من القصاص له لاعتقادها انه سبب شقائها وخاصة بسبب لوم المجتمع لها و أهل الزوج بأنها أنجبت طفلا غير مكتمل أو له نقص من وجهة نظرهم، فبالطبع إلقاء اللوم على الأغلب يقع على المرأة في مجتمعاتنا العربية و الشرق أوسطية ولهذا تصب الأم غلها على طفلها الضحية. 

كما نجد في بعض المجتمعات الريفية أو المناطق التي لم تصل لها الحضارة الإنسانية بأن يقوم الأب بتعنيف طفله المعاق لأنه كان ينتظر ذكرا يحمل اسمه ويساعده في عمله و يصبح جدا من خلال أطفاله وهو بنظره حطم آماله بكل هذه الأمور فيصب غضبه عليه وعلى أمه واحتمال على الأسرة كلها. 

وهناك بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم انفعالات نابعة من الكبت أو الأمراض النفسية التي لحقت بإعاقتهم بسبب سوء المعاملة وسوء الرعاية فتقابل انفعالاته بعنف فوق العنف بدلا من معالجتها والانتباه لها كمؤشر لخلل أو عدم الرضا لدى طفلهم المريض. 

اما بعض الحالات من الإعاقات الجسدية مثل الشلل أو فقدان البصر أو غيرها من الإعاقات التي لا تتعلق بالعقل والذهن تتحول بفعل سوء المعاملة و العنف إلى أمراض نفسية وعصبية وبهذا يكون الأهل أو المجتمع سببا بإضافة تعب على التعب .

إن الحالات كثيرة ولا يمكنني سردها جميعا إلا بنماذج بسيطة كأمثلة رغم المآسي الكثيرة فلكم أن تتخيلوا.
 
وترجع ثقافة العنف ضد الاطفال ذوي الاحيتاجات الخاصة من جانب الاسرة والمجتمع الى غياب الرحمة في القلوب ولغياب الوعي الكافي بالطرق المثلى  للتعامل مع فئة المعاقين، فالمجتمع يعوزه الكثير الكثير من الاعداد والتدريب واعادة التأهيل لمد يد العون لهذه الفئة من الاطفال، فهم بحاجة  للمحبة والإحترام والحنان واللعب والاستكشاف والرعاية النفسية والطبية لتنمية مهارات أجسامهم وعقولهم وإشعارهم بأنهم موضع ترحيب وتقدير في العائلة والمجتمع.
 
ولعل إهمال تربية وتعليم هذه الفئة وعدم إعدادها الإعداد المناسب في أي مجتمع من المجتمعات يعد خرقا لحقوق الطفل و لمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، ذلك لأن التعلم يعد حقا من الحقوق الأساسية والضرورية لكل فرد من أفراد المجتمع، وان تربية وتعليم هؤلاءالاطفال يعود بفائدة كبيرة على المجتمع وعلى الفرد .
 
وتكمن أزمة الاطفال المعاقين، في انهم عاجزين عن الفصل بين السلوك العادي والسلوك غير العادي الموجه لهم من قبل الآخرين وبخاصة المعاقين ذهنيا كما انهم بحاجة ماسة ودوما إلى مساعدة الغير، وهم لايبوحون احيانا بالإساءة خوفا من فقدان الشخص الذي يتولاهم بالرعاية .
 
حيث يتعرض الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية إلى العديد من أساليب التربية والتنشئة الإجتماعية غير السوية في البيئة الأسرية والمدرسة، وتتفاوت هذه الأساليب من العنف والإساءة البدنية والنفسية، إلى إهمال المعاق عقلياً، ونبذه إنفعالياً ونفسياً، وإهمال أو عزل الإبن المعاق من الأسرة عن المجتمع.
 
 كما تؤثرالخصائص الأسرية سلبياً على استعداد الأسرة لرعاية الإبن المعاق والقيام بوظائفها تجاهه، مثل انخفاض المستوى التعليمي للأسرة، قلة الدخل الاقتصادي، الإضطرابات النفسية والصحية التي يعاني منها الوالدان.
 
العنف يدفع المعاق للعدوان:
 
وتعد الإساءة للأطفال المعاقين،  من أخطر أنواع الإساءات الموجهة للأطفال؛ نظراً لما لها من آثار سيئة عليه، حيث يتحول الطفل إلى موضوع لعدوانية الكبار جسمياً وانفعالياً؛ مما ينعكس سلباً على صحته النفسية، حيث يتحول هو الآخر إلى الجنوح والعدوانية.
 
حيث اثبتت الدراسات العلمية أن العنف الموجه ضد الأطفال المعاقين ذهنياً قد يطور حالاتهم العقلية إلى الأسوأ، بحيث تصل إلى مراحل متقدمة ومستعصية على العلاج في حالة تعرضهم المتكرر للإساءة من قبل الأسرة أو المدربين في مراكز التأهيل، والمدرسين في المدارس الخاصة؛ نتيجة إخفاق الفئات السابقة في التعامل مع حاجات ومتطلبات أبنائهم من ذوي الإعاقات المختلفة عموماً والعقلية منها تحديداً.
 
والطامة الكبرى ان يأتي هذا العنف والاساءة للطفل المعاق من جانب  الوالدين أو أحدهما،  حين يتسم سلوكهما بالعنف نحو الطفل، مما يؤدي لإصابته بأذى جسدي. ومن المظاهر الشائعة لهذه الإساءة (الكدمات - التجمع الدموي – الحروق – الجروح – الخدوش) . وتنتشر إساءة المعاملة الجسدية بين أسر الأطفال المعاقين عقلياً بصورة أكبر من الأسر العادية؛ اعتقاداً منهم أن هذا هو أسلم طرق التربية وضبط  سلوك الطفل.
 
وقدت أثبتت  الدراسات أن العنف والإيذاء يتخذ أشكالاً عديدة، ومظاهر مختلفة. وقد دعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي إلى حملة دولية لتحسين رعاية الصحة العقلية والنفسية لهذه الفئات، والذين يقدر عددهم بحوالي (400) مليون شخص في العالم، (80%) منهم من الدول النامية.
 
ويذهب الخبراء الدوليون العاملون في "اليونيسيف" إلى أن علاج ظاهرة العنف، أو ما أطلقوا عليه "تحطيم دائرة العنف"، يتم من خلال توعية الآباء والأسر حول الآثار المترتبة على العنف ضد الأبناء، وتنمية وسائل التنشئة أو العقاب التي لا تعتمد على العنف، وسن التشريعات القانونية التي تهدف لإصدار عقوبات قانونية ضد كل من يمارس العنف ضد الأطفال، كذلك من خلال إدراك أن العنف الموجه ضد الأطفال هو عنف موجه ضد المجتمع ككل، وهو فعل إجرامي من الممكن السيطرة عليه من خلال إدراك فكرة أن السلام يعد من أهم الحقوق الإنسانية، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً.
 
كما تشير العديد من الدراسات إلى تعرض فئة المعاقين بوجه عام، والمعاقين عقلياً بوجه خاص، إلى أنماط مختلفة من الإيذاء البدني والنفسي، وتشير كذلك إلى أن أسباب تعرض هذه الفئة للإيذاء إما تتعلق بخصائص الأسرة، أو الطفل، أو بكليهما معاً.
 
وتشير دراسة أخرى إلى أن هناك العديد من السلوكيات الخاصة بالأطفال المعاقين ذهنياً الذين تعرضوا لإيقاع الإساءة البدنية عليهم، ففي دراسة للباحثة " ليناة أبوشريف 1991"، لعينة من الأطفال المعاقين ذهنياً الملتحقين بمدارس التربية الفكرية في عمان، توصلت إلى أنه من أكثر السلوكيات غير التكيفية ارتباطاً بالإساءة البدنية للأطفال المعاقين ذهنياً هي النشاط الزائد، الإنسحاب، العـدوان، القلق والخوف، التردد والسلبية، الفوضى والتخريب، العادات الشاذة، والسلوك النمطي.
 
قصور الاعلام:
 
أما الإعلام  في غالبه فقد ركز في برامجه على الأفلام والمسلسلات التي تسخر وتتندر من المعاقين وجعلهم مثاراً للضحك والنكت، ولم يهتم بإلقاء الضوء على مشاكلهم وحقوقهم وإيجابياتهم، بل ركز على عجزهم وقصورهم ، ولم يهتم بجعل قنوات خاصة بهم أو حتى برامج كافية لمناقشة مشاكلهم، واكتفى بتغطية الحدث في أوقات معينة، فلم يهتم بالعنف والإيذاء والتحرش التي تتعرض له هذه الفئات.
 
بينما يتفق أغلب الاختصاصيين والمعالجين النفسيين على أن هناك نقصاً حاداً في المجتمع بشأن كيفية التعامل مع هذه الشريحة المهمة. وعلى وجود نقص واضح في وسائل التوعية المتنوعة في الوقت الذي هي مطلوبة بشكل جاد وسريع إذا أضفنا لها نقصاً واضحاً في سن القوانين المتعلقة بحفظ حقوقهم.
 
 دور الجمعيات الخيرية:
 
يمكن للجمعيات الخيرية ان تلعب دورا كبيرا في مواجهة العنف الأسري والإساءة البدنية الموجهة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، من خلال قيامها بإنشاء مراكز الإرشاد الأسري داخل الجمعيات الخيرية؛ لتوعية وإرشاد الأسر حول الأساليب العلمية والإنسانية للتعامل مع هذه الفئة. 
والتوعية المجتمعية والأسرية والدينية حول الحقوق الإنسانية لفئة المعاقين ذهنيا، بالندوات التي يحاضر فيها المتخصصين من رجال الدين و أساتذة علم الاجتماع والتربية الخاصة للتحدث حول خصائص هذه الفئة واحتياجاتها في المراحل العمرية المختلفة، وأساليب تعامل الأسرة مع أبنائها ذوي الإعاقة الذهنية.
 
وتنظيم دورات تدريبية في الجمعيات الخيرية للأسرة حول أساليب التنشئة الاجتماعية الملائمة للأبناء ذوي الإعاقة الذهنية. والتوعية الدينية من خلال الجمعيات الخيرية حول النظرة والتعامل الإنساني للديانات السماوية لفئة المعاقين ذهنيا، وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يتم فيها استضافة المتخصصين من رجال الدين للتحدث حول النصوص الدينية والأحاديث النبوية التي توضح نظرة الدين لهذه الفئة، وثواب صبر الأسرة على ابتلاء الإعاقة، حيث تؤكد العديد من الدراسات الميدانية مدى تأثير ذلك على تحسن معاملة الأسرة للإبن المعاق ذهنيا.
 
الحماية:
 
وتظل  حماية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مسؤولية انسانية واجتماعية ودينية عظمى، بل إن حمايتهم من العنف والقسوة من أعظم صور الأخلاق الرفيعة والسمو الإنساني ، فاذا اردنا أن نتخلق بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم فنتخلق باخلاق الرحمة المحمدية في معاملة المعاقين و أخلاق سيدنا عيسى عليه السلام وموسى وكافة الأنبياء والتي يفتح الله لنا بها ابواب الجنان ، من خلال توعية المربين حول الآثار المترتبة على العنف، وإقامة الدورات والندوات التي تتحدث عن حقوق الأطفال المعاقين وما يجب علينا تجاههم، إضافة إلى البرامج التوعوية حول آلية ومهارات التعامل مع الأطفال، بجانب ضرورة وضوح القوانين والإجراءات التي تتخذ تجاه من يمارس العنف ضد الأطفال المعاقين منهم بشكل خاص. 

العنف ضد كبار السن - بقلم: سارة طالب السهيل


العنف ضد كبار السن  

بقلم: سارة طالب السهيل



العنف كلمة واسعة المدى بعالم الألم والظلم والتعدي على الآخرين ؛ فهو بكافة أشكاله من أكثر المشاكل الإجتماعية بالعالم عامة ومجتمعاتنا العربية خاصة ،
ويتفرع من العنف عدة أنواع من حيث الضحايا على سبيل المثال لا الحصر العنف ضد الأطفال العنف ضد الزوجة أو المرأة عامة والعنف الأسري الذي يطال فردا او عدة افراد بالعائله، واهتم الباحثون وألأطباء على مستوى العالم بظاهرة العنف عامة وأكثر المهتمين كانوا من الدول المتقدمة.
يستفزني دائما التعدي على الأضعف واستغلال ضعفه في ممارسات مريضة ربما يكون سببها الرئيسي خلل في التربية والتوعية أو مرض عصبي دائم يصاحب المعتدي أو حالة عصبية مؤقتة تطرأ عليه ، ومن أخطر جرائم العنف؛
هو (الموجه ضد كبار السن) سواء كان رجلا او امرأة،  والتي تزايدت بشكل ملحوظ  وملفت للنظر خاصة وانه بعد مقال كتبته عن العنف ضد الأطفال استقبلت رسائل كثيرة على بريدي الالكتروني من أشخاص تعرضوا للعنف وبعضهم كان من كبار السن والكارثة ان اغلبهم تلقوا العنف من أحد افراد اسرهم كالابناء والاحفاد وطمأنتهم انني في سلسلة مقالاتي عن العنف لا يمكن ابدا ان انسى العنف ضد كبار السن وان محله بالنشر اصبح قريب فشعرت انهم بحاجة لنصرة وليس من شخص واحد مثلي ، بل من مؤسسات وحكومات وشعرت انهم فعلا مهمشين .
إن كان الحديث عن الأطفال وحقوقهم قد تأخر في بلاد الغرب نسبة لباقي المواضيع وباقي الحقوق إلا انه بالنهاية قد ظهر ، وان كان الاهتمام بحقوق المرأة والطفل قد تلا إهتمام الغرب بسنوات عديدة في عالمنا العربي والشرق اوسطي إلا انه على الأقل بدأنا بالخطوة الأولى واشعلنا فتيل المصباح ، لكن الأمر الذي ما زال بعيدا عن الأعين وغائبا عن ساحات حقوق الانسان والمطالبات الرسمية وغير الرسمية للمؤسسات في العمل المدني والعام والحقل الاجتماعي أو التطوعي سواء رسميا او من خلال ناشطين في مجالات مشابهة نجد ان العنف ضد المسنين (كبار السن) يكاد يكون مختفيا تماما والسبب لهذا الاختفاء ربما يعود لنفس الاسباب التي ادت لتأخر الاهتمام بحقوق الطفل ورعايته، لو راجعنا تلك الاسباب، الا انه ضف عليها بندا هاما الا وهو ان بعض الانانيين ينظرون لكبير السن على انه ماضٍ وانهم يستثمرون بما يفيدهم للمستقبل من حاضر وما سيليه متناسين أن من لا ماض له لن يكن له مستقبل والشجرة بلا جذور لن تصل عنان السماء، وان ما هم عليه الآن ما هو الا بذرة ماضٍ وتعب من سبقوهم وحصيلة ما مر ونتيجة لجهد عائلتهم الصغيرة اولا ومن ثم نتاج حصاد تراكم المجتمع وتجاربه وعطاءاته بشكل عام مما ينعكس على حاضر كل من يتشارك هذا الحيز تحت السماء.

الرأسمالية والحياة العملية واللهث وراء المال 
ان الرأسمالية والحياة العملية واللهث وراء المال والسباق الذي وضعت الإنسان به تلك الدول التي نست الانسان والانسانية واستخدمت الفرد على انه اداة ووسيلة و جردته من المشاعر والاحاسيس والاحتياجات العاطفية والنفسية واصبح اهتمامها بالمواطن كإهتمام المزارع بحماره لأنه يساعده في مصدر رزقه فقط ويعينه على عمله ، فقدنا الروح وفقدنا القيم وما سيأتي سيكون اعظم للأسف لاننا ان لم نصح سنبقى في الانحدار والتدهور الأخلاقي والانساني إلا ان الامر لا يخلو من بعض المحاولات البسيطة التي ليست على قدر الطموحات المرجوة فقد لاحظت بقراءاتي في الفترة الأخيرة  العديد من الدراسات والأبحاث ، أطلقوا عليها العنف ضد المسنين وسوء معاملتهم . ووقعت عيني على خبر محزن في إحدى الصحف بأن معدلات العنف ضد المسنين  في زيادة مستمرة في مجتمعنا، وهذا يعني امورا كثيرة : اولها ان الرحمة بدأت تغيب ليحل محلها الوحشية وروح الانتقام وغياب التسامح ورحيل الضمير والبعد عن مخافة الله وقد خلقنا الله سبحانه وتعالى بفطرة سليمة تبحث عن الخير والوئام والمحبة لكن تتلوث هذه الفطرة مع الاسف بمرور الزمن والتجارب عند البعض واعتقد ان الوصايا الدينية انشغلت بالسياسة وامتهنت وظائف اعلامية واعلانية وتناست دورها الرئيسي في توجيه الناس للفضيلة والتحابب والتراحم،  الى ان وصلت الاحصائيات في أحد الابحاث الاجتماعية التي قرأتها أن أكثر أنواع الإيذاء يتمثل في الإهمال، إذ بلغ المتوسط 2.80%، يلي ذلك الإيذاء النفسي بمتوسط 2.49% ، ودعت الدراسة إلى وضع برامج احترافية لمواجهة ظاهرة تزايد العنف ضد كبار السن في المجتمع بصفة عامة.
  نحن نحتاج هذه البرامج الاحترافية التي تساعدنا على العناية اليومية بكبار السن، لكن قبل ذلك اجزم بأننا نحتاج إلى الرغبة في مساعدتهم وعدم التأفف من وجودهم وخدمتهم وهذه لا يفيد معها أي تدريب بل يجب أن تنبع من إيماننا بفضل الكبار بعد الله علينا وشعورنا تجاههم بالمحبة والمسؤولية والإمتنان رغم ما يمكن ان يواجهه الأشخاص المعنيون برعاية المسن من المشكلات الشخصية والنفسية والمادية والاجتماعية وايضا في سبيل ترتيب الوقت والاولويات من حيث العمل والوظيفة وايضا رعاية الاطفال ان وجدوا، ولكن هل سأل الفرد نفسه عن المعاناة التي واجهها اهله في تربيته وما التحديات التي واجهها اهله وتحملها الاب والام الى ان كبر واصبح رجل او امرأة حيث جاء لهذه الدنيا كدمية لا تعرف شيئا فاعطته اسرته الدفء والحنان والامان وحافظت على سلامته وامنت له المأكل والمشرب والملبس والجو المناسب والعلم والدراسة وكلٍ حسب مقدرته ولا يمكن ان تتساوى العائلات بما يمكن ان تقدمه لأطفالها فيتحكم بهذا الظروف المادية والوظيفة والمستوى الثقافي والاجتماعي، ولكن تأكدوا ان كل اسرى مقتنعة انها اعطت اكثر ما عندها حسب مفهومها والان كما اخذت يجب ان تعطي وتفي الدين وترد الفضل الى اهله الان حان موعد رد الجميل . ومن غيرالطبيعي أن  يكون العكس وان يكون مقابل العطاء جحود، وبدل ان ترد الجميل تتزايد حدة العنف تجاه هؤلاء المسنين، والاضل سبيلا ان بعضهم يبرر لك عنفه وعقوقه بان اهله لم يعتنوا به بصغره او اساءوا معاملته، فهل هذا مبرر لانسان قلبه نظيف وضميره سوي؟، فأنت بالطبع مخطيء في تقييمك، فكل ام واب اعتنوا باطفالهم من وجهة نظرهم كل حسب ثقافته وفهمه ووعيه ودرجة اطلاعه وتعليمه وان كان بعضهم قاسيا فانا اجزم ان هذه القسوة كانت تخفي خلفها الحب الكبير والحرص على مستقبل اولادهم وان كان الخيار الاخير بانهم فعلا اخطأوا بحقكم فايضا يجب ان لا يكون بداخلك دافعا للغل والحقد والانتقام، كن انت الافضل، اثبت لنفسك انك قوي كفاية لتاخذ قرار الصفح والعفو عند المقدرة، اثبت لنفسك انك تعاملهم كما انت وليس كما هم يعاملوك لانك انت انت وهم كل شخص يمثل نفسه واخلاقه وتربيته، كل شخص يمثل مفاهيمه وحضارته ورقيه.

اسباب اخرى للعنف ضد كبار السن
هناك اسباب اخرى للعنف ضد كبار السن منها برود المشاعر ومن المهم معرفة أسباب انعدام العاطفة في هذه الحاله لربما سببها خلل نفسي يحتاج لعلاج عند طبيب متخصص  وربما يعود لخلل بالتربية ذاتها الاسباب كثيرة ، الا انني انحي جانبا الاسباب التالية بأن إيقاع الحياة الصاخب وثقل المسؤوليات لان لا شيء بالدنيا اهم من رعاية امك او ابيك او جدك فلهم الاولوية قبل اي شيء لان الحياه مازالت امامك اما هم فهي خلفهم ما بقي ليس باكثر مما ذهب لهذا وقتك ليس كثيرا عليهم لانه سيأتي يوم لن تجدهم ووقتها لن ينفع الندم و لا تأنيب الضمير واعرف ان الزمن دولاب والحياة سداد ودين وما فعلته باهلك سيفعله معك اولادك .. للاسف مفاهيم الحياة التي تغيرت فضعف الاهتمام بالقيم الإنسانية وقوي الاهتمام بالقيم الاستهلاكية؟ اجد السعي خلف المال والرزق وكأن لا قيمة بالحياة توازيه أمرار مثيرا للاشمئزاز أيا كانت الأسباب فهي ليست مبررات إذ لا شيء يبرر إجحافنا بحق المسنين ولا شيء يبرر سلوك العنف ضدهم .
 في مجتمعاتا العربية خاصة ، يتنوع العنف المرتكب فى حقه كبار السن ما بين العنف المعنوى وهو الذى يكون باللفظ ، والعنف المادى الجسدي ، وأن ما يساهم في زيادة معدل هذه الجرائم هو عدم إبلاغ أو شكوى المسن (المجني عليه) عما يرتكب بحقه من جرائم خوفا من فقدان مصدر رعايته ، والذي يعتمد عليه بشكل أساسي، أو اعتقاده أنه لا جدوى من شكواه.  ومن المؤسف أن الجان فى معظم جرائم العنف ضد المسنين من أقرب الناس لهم ، فنجد بعض الأبناء الذين تجردوا من إنسانيتهم يُعَنفون بالضرب والإساءة اللفظية والديهم مما يحط من كرامتهم ، ويعرضهم لمشاكل صحية ونفسية وهو نوع من العقوق الذى يرتكبه الأبناء ضد والديهم أو ذويهم .
تمت دراسة في مصر عن حالات الوفيات لكبار السن بدار التشريح التابعة لمصلحة الطب الشرعي بوزارة العدل خلال الفترة من 2007 حتى 2010 وقد بلغ عدد الحالات 139 حالة من إجمالى 2868 حالة وقد كان معظمها من الذكور، وقد تعرض حوالي 56% من الحالات إلى عنف بدني، 69% من الحالات إلى الإهمال الذي أدى إلى الوفاة، وقد اشتملت الدراسة على 23% من الحالات التي كان سبب الوفاة فيها هو الطعن بالسكين .
ويتخذ العنف عدة أشكال ضد كبار السن منها :-
العنف الجسدي، ويقصد به أي تصرف يؤدي إلى ألم جسدي عند المسن ، مثل: الحرق، الضرب، الدفع، وعدم التنظيف والرعاية الجسدية... (إلخ) والعنف النفسي ويقصد به أي فعل يسبب ألما نفسيا ومعاناة للمسن مثل: الاحتقار، عدم الاحترام، الحبس، التهديد، الإكراه والإجبار، عدم الاهتمام بالمتطلبات النفسية المتعددة والعنف المادي، وهو أي فعل يصدر من الغير للسيطرة على أموال المسن أو مصادر دخله أو السرقة والنهب، أو إكراه المسن على التنازل عن ممتلكاته.
وبالنسبة للمسنين المقيمين ببعض دور المؤسسات فيتمثل العنف الموجه لهم مصدره في فقر إمكانات هذه المؤسسات، مثل عدم ملائمة المسكن، أو نقص المرافق كغرف النوم أو غرف الطعام، أو قصور التجهيزات كغرف الكشف الطبي أو الترويح.
ويتوقف معدل زيادة تعرض المسن للإيذاء والعنف على عدة عوامل منها: ضعف القدرات العقلية للمسن؛ حيث أن ظهور تصرفات عدوانية وغير طبيعية من قبل المسن قد يؤدي إلى ردة فعل عنيفة عند من هم حوله. وقد يتعرض المسن للعنف بسبب طمع المسيء في أشياء مادية يمتلكها المسن، كما أن العزلة الاجتماعية تلعب دورا في زيادة معدل العنف ضد المسن فهي تزيد من معدلات الإساءة ضده، وتقلل من فرص اكتشاف هذه الإساءة ووقفها، ولذلك فإن المسنين الذين يتركون تحت عناية الخدم هم أكثر عرضة للعنف من غيرهم الذين يتلقون الرعاية من أقربائهم. 
ومن الأسباب أيضا: وجود شخصية عدوانية عند المسن نفسه، وتدهور حالة المسن الصحية؛ فالمسن المريض بالأمراض المزمنة قد يكون عاجزاً من الناحية الجسدية عن طلب المساعدة من الآخرين، أو عن الدفاع عن نفسه. وأرجع المختصين أسباب إهدار حقوق المسنين وتعرضه للعنف إلى عدم المعرفة والوعي الديني والالتزام من قبل المعتدي، وكذلك الظروف الاجتماعية والسياسية التي أهدرت الحقوق الإنسانية وبالأخص حقوق المسنين عبر عزلهم وبشكل مباشر في دور المسنين العجزة. 
ويرى الباحثون أن تعرض المسن للعنف قد يصيبه بالاكتئاب ويعرضه لمشاكل نفسية وصحية واجتماعية خطيرة تهدد حياته، وتجعل التعامل معه على درجة عالية من الصعوبة والتعقيد؛ فهو يجعله يشعر بضعف الحيلة، والخزي والعار، والخوف، والقلق من التعامل مع المجتمع الخارجي. 
وقد لاحظ الأخصائيون من خلال رصدهم للعنف ضد المسنين أن المسنات الأكثر تعرضا للعنف من المسنين الرجال، لأنهن يعشن أطول‏، ويتسمن بالوهن العضوي، ما يجعلهن أضعف‏، ويترملن، ويعشن بمفردهن بنسبة أكبر من الرجال‏. 
فالظروف التي يعشن فيها تجعلهن هدفا سهلا‏، وموضوعا مغريا للجريمة‏، ما يخلق فيهن شعورا بالخوف المبالغ فيه من إمكانية استهدافهن بالجرائم‏، وهو شعور يرسخه نقص الثقة في ما يتوافر لهن من حماية وأمن‏، خاصة أنهن مضطرات إلي الاعتماد علي غيرهن في تصريف بعض شؤون حياتهن. 

السرقة تأتي على قمة الجرائم التي ترتكب بحق المسنين 
وجريمة السرقة تأتي على قمة الجرائم التي ترتكب بحق المسنين وقد يصطحبهما أحيانا عنف كالضرب‏، وحين‏ يكون الجاني معروفا لدي المجني عليها‏، فإنه قد يتورط في القتل خوفا من افتضاح أمره.  وخاصة الطمع عند النزاع علي الميراث‏، أفرز جرائم أخري أبرزها النصب والتزوير والطرد من السكن‏، وأن الجناة غالبا ما يكونوا من الأقارب، أو الخدم، أو الجيران أو الحرفيين، أو ممن يقدمون لهم الخدمات، وهذا يؤكد اتساع الهوة بين ما تحض عليه التعاليم الدينية والقيم‏, وبين واقع حياة المسنين خصوصا الإناث‏.
منظمة الصحة العالمية تعتبرأن العنف ضد الكبار سواء كان عملاً منعزلاً أو مكرراً ، فإنه يعد جريمة خطيرة ضد أشخاص تتعرض حياتهم إلى خطر الاكتئاب الشديد من جراء تلك الاعتداءات. نعلم جيداً أن العنف والإهمال شيئان يصعب التبليغ عنهما، لهذا تبدو الإحصائيات شبه معدومة ، بعض الآراء أكدت أن العنف ليس شيئاً سهلاً يمكن الإبلاغ عنه بسهولة، لأن الخوف من الآخر يبقى هو الذي يجعل الشرطة لا تتدخل في الأخير إلا في حالة وصول بلاغ لها فقط ، وفي حالة وصول حادثة العنف ضد الشخص إلى درجة الإصابة الظاهرة، وهذا بحد ذاته يعد خطأً كبيراً يتخبط فيه المجتمع كل اليوم. 
من يعتدي على كبار السن؟ ، غالباً ما تأتي المعاملة السيئة من شخص مقرب، يعرفه المعتدى عليه جيداً، واحد من أفراد العائلة مثلاً، صديق، ممرض، أو حتى موظف في مؤسسة رعاية المسنين. ثمة حقيقة تقول: إن الأبناء يشكلون المتهم رقم واحد ويأتي الزوج أو الزوجة بنسبة الثلث أي 71%  النساء المسنات يتعرضن للعنف بنسبة 36% من قبل الشباب، بينما الرجال المسنون يتعرضون للعنف بنسبة أقل أحياناً، ربما لأنهم أقل احتكاكاً بالمجتمع وأقل خروجاً إلى الشارع. 
العنف الحاصل أحياناً في دورالمسنين لا يبدو لافتاً للانتباه داخل المجتمع، على الرغم من أنه موجود فعلاً. كذلك الإهمال الذي هو أيضاً جزء لا يتجزأ من العنف فمن خلال تحقيق صدر حديثاً أثبت أن عدد الوفيات داخل مراكز رعاية المسنين نتيجة الإهمال، وعدم الاعتناء الصحيح بالمقيمين في المراكز المتخصصة قد بلغ حداً خطيراً، ناهيك عن الحوادث اليومية مثل السقوط الذي يؤدي في حالات كثيرة إلى الموت السريع. طبعاً هناك عناصر تجعل المسنين أكثر تعرضاًَ للعنف ، مثل حالتهم الصحية أو المعنوية، وشكلهم الخارجي الذي يوحي بالضعف وعدم القدرة على الدفاع عن النفس، ناهيك عن أنهم موجودون في مجتمع لا يتحدث عن العنف بشكل صريح، مجتمع يعيش فيه العديد من الأميين وغير الواعين بمخاطر العنف ضد كبار السن. 

أسباب إهدار حقوق المسنين : البعض يوجه أصابع الاتهام إلى النظم الاجتماعية والسياسية التي أهدرت الحقوق الإنسانية وبالخصوص أهدرت حقوق المسنين عبر عزلهم وبشكل مباشر في دور للعجزة.  وثمة من يعتبر أن خروج الزوجة إلى العمل خارج البيت جعل الأطفال يعيشون وضعاً مختلفاً في غياب الأم وبالتالي خلقت لديهم حالة من الرغبة في الانتقام من الأطراف التي يعتبرونها مسئولة عن عزلتهم أي المجتمع المدني بكل مؤسساته وميكانزماته وفئاته خصوصاً البشرية منها. 
وهنالك من يعتقد أن عدم القدرة على التفاهم بين الكبار والصغار خلق حالة من الانسداد بين جيلين مختلفين ولهذا تحول العنف إلى أسلوب للتفاهم!  القضية أن مشاكل هذه الفئة مغيبة عن الإعلام وصوتهم لا يظهر ربما التلفزيون يسلط أحيانا الضوء على مشكلاتهم ويصفها بالفراغ أو التعلق بالماضي.  وهناك مسلسلات تصور عقوق الوالدين مثلا لكن كل ذلك لا يكفي، لا بد أن تؤمن الأسرة البسيطة بأنها حتى ولو تحولت من نمط الاسرة الممتدة فان من واجبات أفراد الأسرة احترام كبارها في أي موقع.  في الحياة العامة لطالما لفت انتباهي سلوك الشباب في التعامل مع المسنين ولطالما أزعجني أن أرى في باص السفر مثلا شاباً يجلس ويترك شيخاً مسناً يقف على رجليه او يتجاهل طلبه بالمساعدة . المسن في مرحلة عمرية حساسة وعلينا أن نحتوى مشكلاته وآلامه هذه القيمة الإنسانية تبدأ من المنزل قبل المدرسة، ولا تلقن أبدا. 
كما هو الحال مع العديد من المشاكل الاجتماعية فإن ملف الاعتداء على كبار السن يظل من المحذورات التي ما زال البعض يشعرون بالخجل عند البوح بها علانية. 
وبعد أن صار الكلام صريحاً عن العنف بين الأزواج والعنف ضد الأطفال وضد كبار السن صار الكنديون يبحثون عن المخرج من هذا الإشكال الذي أصبح حقيقة قائمة أمامهم. فالكلام بشكل صريح عن المشكلة يعني خطوة كبيرة نحو العثور على حل لها في إطار جماعي يمنح الفرصة لأكثر عدد من الأشخاص كي يبدوا رأيهم أولاً وبالتالي إشعارهم بخطورة الوضع كي يرفضوا التعامل بينهم بأسلوب العنف. 
وقد حان الوقت للكلام وبشكل علني وقاطع عن المعاملة السيئة التي يلاقيها كبار السن في المجتمع من قبل أشخاص يستعملون العنف كطريقة للتعبير عن أنفسهم وآرائهم.  لدينا الكثير كي نتعلمه من هذا النوع من العنف ضد كبار السن، أي الطريقة التي يُعامل بها هؤلاء، والأسباب التي تجعل الضحية لا يخبر أحداً وبالتالي لا يلجأ إلى التبليغ عن حادثة العنف خوفاً من تكرارها ضده من جديد. 
إن أهم شيء في هذه النقطة أن العديد من الناس يجهلون القانون، وبالتالي لا يستعملون حقهم في الإبلاغ عن المعتدين عليهم ، وربما لأن المجتمع الذي يعيشون فيه لايرحم الضعفاء وبالتالي لا يجيد العطف على كبار السن أيضاً.  لهذا يتوجب العمل الجماعي على توحيد الجهود للتركيز على هذه النقطة بالذات، ولإشعارالجميع أن ثمة قانوناً وإجراءات وعواقب من جراء الاعتداء على كبار السن. 

فرض مشروع اجتماعي صارم يجب القول إن الآلية المستعملة أو المتخذة لحماية المسنين من العنف تختلف من دولة إلى أخرى.  البعض يعتمد على قوانين صارمة وبالتالي تسعى إلى فرض مشروع اجتماعي صارم والبعض يعتمد على الحلول النفسية لعلاج الظاهرة.  لكن لابد أن نعترف أن ضعف القوانين هو الذي ساعد على تفشي ظاهرة العنف ضد كبار السن، وكذلك الإهمال في تطبيق القانون نفسه ، عبر عدم المتابعة القضائية للمشتبه أنه ارتكب العنف لعدم دقة الأدلة وعدم كفايتها.  

كيف نحارب العنف؟ 
العنف أو الإهمال المرتكبين ضد كبار السن سواء داخل البيت أو في مؤسسات رعاية الشيخوخة مشكلة موجودة ، ولهذا يجب الكشف عنها كي يتم تصفيتها والقضاء عليها من مجتمعنا.  ويجب على كبار السن أن يعرفوا أولاً حقوقهم كي يعرفوا أن من أهم حقوقهم الإخبارعن حالة العنف التي يتعرضون لها. وعلى الأهل أن تكون لهم دراية في كيفية التعامل مع العنف عند حدوثه، وعلى المؤسسات بالمقابل أن تهيئ للموظفين لديها الأجواء المناسبة لأجل تحمل مسؤوليتهم إزاء أي خطر. كما أن القوانين الصارمة يمكنها أن تحد من عمليات العنف ضد المسنين سواء داخل البيوت أو في الأماكن العامة أو في مؤسسات الرعاية ، كما أن الدعم الجماعي يلعب الدور المهم لأداء أفضل، بحيث يكون كل فرد مسؤولاً عن عمله وعن حماية مجتمعه من العنف عبر تغيير جذري في فكره السلبي. إن كل واحد منّا يجب أن يساهم بما في وسعه لمحاربة العنف سواء كان العنف جسدياً أو نفسياً أو إهمالاً، عبر تناول الظاهرة بكل صراحة وجدية للعثور على حلول لها.
الحلول في رأيي أنه لا بد من السعي لاحتواء العنف الموجه ضد المسنين ‏، وحماية الأشخاص الأكثر تعرضا له‏، والتخفيف من وقعه عليهم ‏، وأن هذا الأمر يحتاج إلى وعي عام حتى يمكن أن نكشف عن طبيعة الظاهرة‏، وأبعادها الحقيقية‏، والدوافع إليها‏، والأساليب المؤثرة للتعامل معها‏، وأنه على المسنين والمسنات معرفة حقوقهم ، والتي على رأسها ضرورة التبليغ والشكوى عن مايرتكب ضدهم من العنف ؛ وهذا لاينفى ضرورة تفعيل دورمؤسسات المجتمع المدني وأفراده للكشف عن هذه المشكلة ومحاربتها والقضاء عليها ، وعلى الأهل أن يكونوا على دراية بكيفية التعامل مع ذويهم من المسنين والمسنات. وعلى دور رعاية المسنين أن تهيئ الأجواء المناسبة داخلها بشكل يضطر فيه الموظفون إلى تحمل مسؤوليتهم، والتصدي لأي خطر قد يتعرض له المسن من قبل أي معتد من خارج المؤسسة، هذا بالإضافة الى أن القوانين الصارمة يمكن لها أن تحد وتوقف العنف ضد كبار السن داخل البيوت أو في الأماكن العامة أو في مؤسسات الرعاية. لأن العنف في المؤسسات ناتج عن تصرفات أحادية ؛ عندما يسعى البعض إلى فتح مؤسسة لرعاية المسنين يختار المكان ويختار الشكل للمؤسسة ولكنه ينسى اختيار العناصرالبشرية الفاعلة والقادرة على الأداء الجيد، ولهذا السبب يحدث التصادم. و عندما يصاب الممرض بالاكتئاب مثلاً فسينعكس ذلك على عمله ناهيك على أن الضغط سيكون كبيراً عليه بسبب كثرة العمل وقلة الدعم من مسؤولية ، مما يساهم في تحويل عمله إلى أداة عنف ضد المسنين الذين يسكنون المؤسسة ولهذا حان الوقت لتغيير السلوك السلبي عبر وضع أسس سليمة للرعاية. 
ان قلوبنا يعتصرها الالم لتفشي ظاهرة العنف ضد الكبار .
تصوروا أن دولة السويد بدأت هناك ظاهرة في تقديم قروض لتشجيع رعاية المسن في عائلته للحفاظ على تنوع وتواصل الاجيال، فيا ليتنا نتعض ويا ليتنا نقلد ونتبع الاصلح ونتوقف عن التقليد الاعمى لارذل الصفات والتصرفات في انحاء العالم تاركين النماذج المشرفة والسلوكيات الراقية وان نسعى دوما لنكون في راحة نفسيه لا يمكن ان تصدر الا من شخص مرتاح الضمير.