الأحد، 29 مايو 2016

سارة السهيل تكتب .. الحب الأول ظنون مراهقة

سارة السهيل تكتب .. الحب الأول ظنون مراهقة


يعاني الفتيات والفتيان من لوعات الحب وهم يخطون سن المراهقة المعروف بجيشان العواطف والأشواق الملتهبة للقاء الحبيب والإنشغال به تحت ما يطلق عليه "الحب الأول " ولكنه في حقيقته مجرد إكتشاف للذات الإنسانية في الداخل وهي تحاول أن تتواصل مع الآخر لأول مرة عبر مرآة الحب ومحاولة تأكيد " الأنا الرجل " أو تأكيد " الأنا الأنثي " خلال حالات التمرد وإثبات الذات المصاحبة للمراهقة الحرجة . ففي سن المراهقة المشهورة بفقدان الثبات الإنفعالي في مواجهة أي موقف قد يولد الحب من رحم الحاجة اليه لإثبات الذات ، لكنه يحمل في طياته عوامل فشله سريعاً لأنه قائم علي إنفعالات غير محسوبة لم تتعمقها العاطفة الحقيقية ولم تحوطها القدرة علي آية مسئولية أو إتخاذ قرار . وقد تتوهم الفتاة المراهقة أن حبيبها فتى مثالياً وتبالغ في وصف محاسنه أو تفكيره العصري. كما قد يصاب الشاب المراهق بالهوس بمحبوبته ويدمن إنشغاله بها ظناً منه أنها توأم روحه وعندما يغلف حياتهما روتين الحياة اليومي يدركان أنهما مختلفين تماماً في رؤيتهما للحياة وأن هذا الإختلاف لا يستطيعان تقبله ، فتسقط عنهما أوراق توت الإعجاب عند أول إختبار حقيقي للحياة ولو افترقا لسبب خارج إرادتهم قبل أن يصل لمرحلة القناعة بعدم التوافق أو الاختيار الخاطيء سيصبح وهم الحب الأول يلاحقه رغم أنه لو اكمل مشواره قليلاً بهذا الحب لكان هو نفسه رفض الإستمرار على سبيل المثال عندما يولد حب المراهقة بين إثنين و أحد عوائلهم ترفض هذا الإرتباط أو تهاجر البنت مع أهلها لبلد بعيد أو يذهب هو لخدمة الجيش فيشعر كلاهما بالظلم لأنهم إبتعدوا ليس بقرار منهم و لكن من وجهة نظري أن أغلب هذه الحالات هي من باب العند و التحدي وأنه لو ترك القرار له لإنفصل هو عن هذا الحب بعد قليل من الوقت الذي يسمح له بإعادة حساباته بل بإختبار صدق مشاعره . أما الحب الحقيقي فهو لا يستقيم له عود ويطرح إزهاراً ورياحيين الا بقبول الإختلاف بين الطرفين المحبين، وحتى لو كان احدهما مستقلاً بفكره عن الآخران التراث العربي قد عبر عن أن الحب الأول هو مجرد تجربة قد مضت بحلوها ومرها, وان المرء قادر على أن يحيا تجربة جديدة من الحب الحقيقي كما قال العلوي الأصبهاني : دع حب أول من كلفت بحبه .... ما الحب إلا للحبيب الآخر أما التراث العالمي فقد تناول تجارب الحب الأول بإعتبارها حالات إنسانية قائمة وحقيقة وجودية , وليست فقط تجربة فردية محدودة كما في رواية " كبرياء وتحامل " لجين أوستين, ورائعة الأدب الروسي " أنا كارنينا " لليو تولستوي وغيرهما وتناول الفلاسفة والشعراء والأدباء العالميين الحب بإعتباره حاجة إنسانية وطاقة داخلية فياضة , دون الجزم بالحب الأول . ففكرة الحب الاول من أول نظره بين المراهقين ما هي في حقيقتها الا إحساس بإنجذاب الفتاة الصغيرة نحو شخص لم تلتقيه من قبل ، وتظن وهي تحت طائلة الانجذاب إنها عثرت على فتى أحلامها حتى ولو لم يبادلها نفس الإعجابوقد يتولد الإنجذاب في سن المراهقة من ولع الطرفين بفكرة الحب ذاتها فيحاول أحدهما تجسيد صورة أو صفات المحبوب الموجودة في الخيال لدي الآخر، حتي يكتشف أن هذه الصورة الخيالية مخالفة للواقع و أن الإعجاب بالشكل الخارجي لم يتوافق مع الجوهر الداخلي الذي يبحث عنه المحب فيشعر بأنه خدع نفسه . يذهب علماء النفس والاجتماع إلى القول بأن مشاعر الاعجاب التي تتولد لدي المراهقين ترتبط بعملية تشكيل الهوية الشخصية للمراهق , ومحاولته تأكيد " أنا ", حيث يشعر المراهق بثقل البيت والعلاقات الأسرية فتنشأ حالات التمرد وعدم الإستجابة للضغوط الأسرية. ويندفع المراهق للإرتباط العاطفي بالطرف الآخر تعبيراً عن الإستقلالية والتمرد على البيئة ، فيتوالد حباً بانا لظروف بيولوجية لا يكتب له النجاح الا نادراأما الحب الحقيقي- فهو الذي يقوم علي الإقتناع الكامل بشخصية الشريك وطريقة تفكيره والعواطف المتبادلة ، وان يكون التفاهم والأمان والتضحية وقبول الإختلاف بينهما أساساً لتواصل الحب وإستمراره وتوهجه . كما أن الإنسان الناضج قد تصادفه مشاعر حب حقيقية في أي مرحلة عمرية من مراحل نضجه ، وعلي ذلك فإن الحب الأول هو وهم مرحلة عمرية محدده بفترة المراهقه ، واذا إستجاب لها الشاب وتزوج بمن أعجب بها في مراهقتهما فإنه سرعان ما يكتشف الرجل أن اختياره كان خاطئا لأنه إختيار مبدئي جرى في سن غير ثابت عقلياً وعاطفياً وينقصه النضج وصقل التجارب . هنا يشعر من تزوج وفقاً لمسمي الحب الأول بالندم ، لأنه نفسه قد تغير اليوم ثقافياً عما كان بالأمس فهل إختيار الأمس يناسبه اليوم؟لذلك فان التعجل بالزواج وفقا لمرآة الحب الأول من أكبر الاخطاء التي يرتكبها الانسان في حق نفسه، الأجدر بكل امرأة أو رجل الآ يتعجل في اختيار شريك حياته حتى تكتمل رؤيته و تنضج شخصيته وتتزن عواطفه ويثبت على رأي ومبدأ و يسلك طريق معين يعرف أوله ويسعى لتحقيق آخره كما أن الحب الحقيقي هو الحب الذي لا يمكن أن يأتي بعده حب فطالما إستطعت أن تحب من جديد فمعنى هذا أن ما سبق كان تجربة إعجاب فقط أو مجرد تعلق بشخص غير مناسب لم يستطع الحفاظ على مكانته في قلبك فأي حب يستعوضه حب آخر لم يكن حبا من الأساس ، فالحب الحقيقي بعد إكتمال النمو العقلي والوجداني للإنسان حيث تتبلور شخصيته تراكمياً وبفعل إختلاطه بالناس ومروره بالعديد من التجارب الحياتية المؤثرة في نظرته للمرأة والمجتمع والكون كله فالتجارب في حياة الإنسان تشكل وعيه العاطفي والعقلي ويرتقي ذوقه وتتسع آفاق فكره ولا يستطيع أحد خداعه بسهولة ، مما يجعل إختياره لشريك حياته ومحبوبه أكثر نضجاً ونجاحاًأما من يتبوأ عرش القلب بجدارة فهو مسك الختام ، حين يجد الإنسان بحق نصفه الثاني ليكمله ويملأ فراغه الروحي والوجداني ، حيث لا يمكن لأحد غيره القيام بهذا الدور الخالد في الحب الحقيقي .

الطفلة المتوحشه الفتنه بقلم سارة السهيل

الطفلة المتوحشه الفتنه

 سارة طالب السهيل



سنوات قليلة تلك التي شهدت تحولا إجتماعيا أخلاقيا تربويا و كان له أثرا مباشرا على البيئة و المجتمع و الوطن من حيثالأمن و الأمان و السلام و المحبه و الازدهار والتقدم حين سطعت على السطح ظاهرة يجب الوقوف والتصدى لها بكل حزم وقوة وبحث أسبابها وطرق علاجها وهى الفتنئة الطائفية التي ولدت منذ سنوات قليلة و كأنها طفلة من حيث حداثة الميلاد و متوحشه من حيث السلوك و الطباع التى تعتبر خطر داهم وكارثة إنسانية تطل علينا من وقت لأخر ومن منطقة لأخرى ، موجودة فى العالم ولكنها مع الأسف تتركز فى عالمنا العربى بسبب تركيز وسائل الإعلام عليها ووصفها بالظاهرة على خلاف الحقيقة ، ورغم رفض وكره ومحاربة الجميع لها إلا انها  تنتشر مثل الوباء وتتواجد رغما عن إرادتنا ، ورغم النداءات والعبارات التى تتردد فى كافة وسائل الإعلام للحد منها والقضاء عليها إلا أنها للأسف الشديد تزداد وتستشرى مثل النار فى الهشيم ، ولكن الغريب والمثير للدهشة أنها ترتبط لدينا فى الوطن العربى بالأعياد وخاصة أعياد الميلاد المجيد من كل عام وكأن الأعياد التى يجب أن يفرح فيها الأخوة المسحيين ويسعدوا بممارسة الطقوس الدينية والإحتفالية يوجد من يحاول ان يحرمهم منها ويحول فرحتهم حزن وخوف ورعب دائم من المجهول الذى ينتظرهم مع كل عيد ، بآيادى خفية تريد تدمير وفناء بشرى لعلاقات ابدية وأزلية خالدة لايمكن تزول بين المسحيين والمسلمين . تلك الفتنة الطائفية التى تلهب المشاعر وتثيرالخواطر وتترك ايتاما لاذنب لهم الا أنهم ضحايا لتطرف وتعصب أعمى لاضمير ولادين له . الفتنة  بنت أسوار وحوائط داخل نفوسنا ، وشيدت فواصل وعوائق وبحار بين علاقات المسحيين والمسلمين رغم أننا نعيش فى أرض واحدة .
من يفعل ذلك للأسف يدعون التدين وهم عن ذلك بعاد كل البعد ، متدينون لكنهم لايعرفون من التدين الا قشوره أو مظاهره ، فكرتهم عن التدين هى أن الله أوجدنا على الأرض ونحن ضعفاء لكى ندافع عنه (وهو القوى) ونقتل كل من يخالفنا ونستبيح دمائه وماله وعرضه ، وهكذا تصبح الفتنة مثل النار تحمى ويسكب فوقها الوقود دائما لتظل مشتعلة لا أحد يحاول يقترب منها ليطفئها ، ينظر إليها البعض  ولايفعل شىء إلا مجرد الترحم على الايام الماضية حين كان محمد وجرجس أخوات وكانت زينب وكاميليا تعتنى كل منهما  بأطفال الأخرى، حينما كان الأسرة المسيحية تجاور المسلمة ويتبادلان الطعام  والتهانى مع كل عيد يدخلون بيوت بعضهم كأسرة واحدة ها نحن  ننسى كل هذا  ونكتوى بنار فتنة طائفية لعن الله من  اوقدها .استدعاء ألأيام الجميلة التى كانت للعيش فيه ليس حلا ، بل دورنا هو بناء حاضر ومستقبل أجمل ومستقريجب أن نفكر ونعمل من أجله  . وليس بالإستسهال والكلمات الرنانة تحل المشكلة ، او بالهروب كما فعل بعض الأخوة المسحيين بالهجرة للخارج وترك أرضهم ووطنهم .
دائما نسمع أخبار تفجيرات وقتل بين أبناء الوطن الواحد والسبب الفتنة بين المسحيين والمسلمين وإن كانت لاتقتصر عليهما فقط بل يوجد نوع آخر من الفتنة نعيشها فى وطننا وهى بين أبناء الدين الواحد السنة والشيعة ، بل أنها تصل بين أبناء الطائفة الواحدة ولها أسبابها المختلفة بالطبع و التي لم نكن نسمع بها من قبل فكلها أمور مستحدثه و كأنما هذه الطوائف ظهرت الآن و لم تكن موجوده من ألف سنه فمن أوجد هذا و لمصلحة من و لماذا بهذا التوقيت بالذات ؟ وكيف نسمح لأنفسنا بأن نكون أداة لتنفيذ المخططات و أداة غير نضيفه لتحقيق مآرب الأعداء رغم علمنا جميعا بأنها فتنه مدعومه بأموال و أشخاص و إعلام و بطرق عديده لنشرها و تنفيذها فهل هذه الطوائف صحت فجأة لتكره بعضها بعضا وكانت في سبات طوال السنوات الماضيه أمر عجيب فعلا! وهناك أمثله كثيره على هذه الفتن في العراق خاصة و بعض دول الخليج عامة ولو عدنا للفتنه بين المسحيين والمسلمين وكلنا يتابع من وقت لأخرأخبارها فى بلادنا منها :
– منذ وقت ليس بعيد إنفجار سيارة مفخخة استهدف مصلين  كانوا يشاركون فى قداس الميلاد  فى كنيسة ماريوحنا  الكلدانية فى منطقة الدورة جنوب بغداد قتل وأصيب فيه 64 فرد أليس هذا العمل الإجرامى يعد عملا شريرا وشنيعا مرفوضا وغير جائز فى الكنائس كدار للعبادة المفروض مكان للمحبة والسلام وليست للقتل وسفك الدماء مما يظهر محاولات المتطرفين زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار في البلاد وقطع علاقات أبدية خالدة بيننا . كما تعد حوادث إغتيال بعض الشيوخ في محافظة البصرة جنوبي العراق جريمة تهدف الى اثارة الفتنة الطائفية ، تتحمل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون المسؤولية لافراغ محافظات العراق من عشائرها الاصلية.  الفتنة الطائفية بالعراق هى ما يريده أعداءه ، فإن ما يجري بالعراق اليوم من تصعيد أكثرمن خطير ومنظم لإحداث فتنة وحرب طائفية في العراق ، يجعلنى أطالب جميع الأطراف أن تعي بسرعة لهذا التصعيد والانفجار الطائفي وتعمل على وأد الفتنة بكل قوة ، وتنقذ العراق من حرب مدمرة ؛الجميع خاسر فيها، وان تعمل الحكومة على إسكات كل الأصوات الطائفية من كلا الطرفين بعمل جريء وهو الحوار المباشر والصريح مع أطراف التظاهرات لتنزع على الفور فتيل الحرب الطائفية التي تريد وأد العراق كله ، ومحو هويته التعدديه المعتدله، وان تمنع وبسرعة كل أنواع التدخلات الإقليمية ، والعراقيين قادرون على حل أزماتهم بأنفسهم ولايسمحون للآخرين التدخل في شؤونهم ، وهو ما يحتاج لقرارات وطنية شجاعة وجريئة من كل الأطراف وحتما فيهم عقلاء لا يريدون الفتنة الطائفية أن تحصل .
أما في مصر الحبيبه التي تتعرض للفتنة الطائفية منذ سنوات بشكل يتزايد عام تلو عام ، منذ قيام مذبحة عيد الميلاد بالإسكندرية منذ ثلاث سنوات واقعه مؤسفه و كارثه بحق الإنسان و حقوقه في العيش و في ممارسة طقوسه و حق الإعتقاد و الفكر فقد راح ضحيته 23 قبطياً ، و115 جريحاً ليس لهم ذنب كانوا فقط متواجدين وقت الإنفجار . ومما يصعب حل الأزمه و أخذ حق الضحايا ويزيد الأمر احتقاناً عدم العثور على من يحمل المسئولية وتُصبح الأمور وكأنها شائعات او سراب ، فمعظم الأحداث تنتهي كما بدأت منذ أحداث الزاوية الحمراء وشبرا والزيتون والكشح مروراً بالعديسات والأقصر والإسكندرية، وسمالوط ، وأبو فانا والعمرانية وتبقى اجتهادات الصحافة والانفجار الإعلامي في سياق من غياب الضوابط المهنية. وعلى هذا فقد تبرز مكانة وسائل الإعلام في تحقيق التفاعل والتناغم والتقارب والانسجام بين أفراد المجتمعات البشرية، ويأتي الحوار بين الطوائف الدينية في مقدمة هذه القوالب التي تسهم في تحقيق الغايات والأهداف التي يسعى إليها كل طرف
الفتنة الطائفة مشكلة عميقة تضرب استقرارالمجتمع في مقتل ولها أسباب عدة منها : – غياب القانون عندما لايجد كثيرمن ضعاف النفوس قانون يطبق فى مثل هذه الاحداث يخرجون لينفذوا ما تحويه صدورهم من غل وحقد  رغم أن شعوبنا طيبة بطبيعتها ودودة ومتعايشة ، لكن التعصب يأتى من أهمال الحكومات والأنظمة المختلفة.
– عدم الوعي أن الفتنة الطائفية تعود إلى مشاكل في تعاملات يومية بسيطة بين المواطنين لكن هناك من يستغلها لينفخ فى النار ويشعل الفتنة حتى لا تستقر الأمور . ولابد التأكيد أن التعامل الأمنى مع هذه الأحداث وحده غير كاف ولابد من تكاتف كل الجهود من أجل اجتثاث هذ المرض الخبيث من جسد مجتمعاتنا بنشر الوعى والثقافة بين الناس والاهتمام بالنشء وتربيتهم على القيم الأصيلة وقبول الآخر.
– عدم فهم تعاليم الدين الإسلامى الصحيح من قبل الكثيرين يؤدى الى مثل هذه الاحتقانات، فعندما يخطىء مسيحى يتم العقاب الجماعى لكل المسيحيين وحرق كنائسهم كما حدث فى محافظة المنيا بمصر وهذا الأمر منهى عنه شرعا بقوله تعالى”وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى”ولحل مثل هذه المشكلات بالتعليم ومواجهة الفكربالفكر والحجة  بالحجة والبرهان بالبرهان خاصة للعقول التى تلوثت افكارها .
– عدم تنمية  المناطق الفقيرة والمهمشة فى داخل الدولة والتى  تعتبر البيئة الخصبة للأفكار المتطرفة والأيادى الهدامة ومنها تبدأ بذور الفتنة لتعم ارجاء الوطن الواحد.
– الفتنة الطائفية لها سبب مستحدث لم يكن موجود فى الماضى ومع تطور العضر بدأ فى الوجود وتسبب زيادة التعصب من الجانبين وهو إنتشار الفضائيات الإسلامية والمسيحية حيث تقوم هذه الفضائيات بتأجيج النار والفتنة بين الطرفين وزيادة الشحن الطائفى والأفكار المتطرفة .
– سبب إجتماعى آخر و هو إنتشار البطالة بين الشباب مما يجعل من السهولة جذب الجماعات المتطرفة لهم وتسميم عقولهم وافكارهم بالتعصب الأعمى .
– تجارة السلاح مما أوجد السلاح فى أيدى ضعاف النفوس  أصحاب الأفكار المتطرفة والتى بدأت تستخدمه فى تحقيق أهدافهم  بنشر بذور الخوف والرعب والفتنة والصراع بين أبناء الوطن الواحد
علينا جميعا كمواطنين سواء مسلمين أومسحيين شيعه و سنه ومعنا مؤسسات الدولة العامة والخاصة التصدي بحزم لهجمات المتطرفين في العراق وسورية ومصر والدول الأخرى بالمنطقة والتي تستهدف الكنائس والمساجد و دور العبادة لأي ديانة كانت أو طائفه  وغيرها . لهدف واحد هو وجوب حماية المسلمين والمسيحيين وكل الطوائف التي كانت تتعايش بسلام في المنطقة من الاعتداءات. فى رأيى الجماعات الإسلامية المنضبطة  لها دور بارز فى وأد الاحتقان الطائفى ، وكذلك المسيحيون خاصة من  لديهم تجربة رائدة فى التعليم المبني على المساواة بين المسلمون والأقباط و المسيحين. ونشر الوعي بأن الدين علاقة بين الانسان وربه. وكل ذلك لابد ان تتبعه تصورات للسياسات الوقائية : تشريعية وثقافية واجتماعية، والتي ترسخ من مبدأ المواطنة الذي تتساوي فيه الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الوطن الواحد. الواجب على المسلمين جميعاً في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة أن يبادروا لإطفاء نار الفتنة الطائفية أو الشعوبية أينما اشتعلت ، فمن الطبيعي في ظل التداخلات والتعقيدات التي تشهدها المنطقة والعالم أن كل ما يؤثر في بلد يؤثر في الآخر سلباً أو إيجابا. فعلى الجميع أن يتفقوا على رفض المشروعات التي يقدمها ويتبناها أعدائنا ، سوءاً كانت في ظاهرها لمصلحة هذا الطرف أو ذاك ، فالكل في النهاية سوف يخسر، والرابح الوحيد هو أعداء الوطن .
علينا أن نلبي دعوة الحب التى نادت بها الكتب السماوية واكدتها تعاليم القرآن الكريم و سنته النبوية وسيرة آل بيت رسول الله صل الله عليه وعلى آله الطاهرين و سلم و أصحابه النجباء الطيبين و تعاليم الإنجيل والسيد المسيح و امه البتول و تعاليم التوراة و كافة الأنبياء و الرسل.

الأربعاء، 11 مايو 2016

المرأة المثالية بقلم الكاتبة / سارة السهيل


المرأة المثالية
بقلم الكاتبة / سارة السهيل



قرأنا الكثير من الشعروالكتب والمقالات التى تتحدث عن المرأة المثالية ، وسمعنا الكثيرمن الأغنيات التى تصف وتتغنى بتلك المرأة ، فمنهم من وصف جمال الشكل والقد والشعر . كقول الشاعر ذي الرمة:
بيضاء صفراء قد تنازعها
لونان من فضة ومن ذهب
ومن الشعراء من غاص فى بحورها روحانياً ، وأشاد بأحاسيسها ومشاعرها، وخلقها ونسبها كقول الشاعر:
مغيـرية كالبـدر سنـة وجهها
لها حب ذاك وعرض مهذب
من الخفرات البيض لم تلق ريبه
مطهرة الأثواب والعرض وافر
وعن كل مكروه من الأمر زاجر
ولم يستملها عن تقى الله شاعر
ومن الشعراء من آثر قوة المرأة وشخصيتها الشديدة ، بل إن بعضهم أحب فيها ضعفها وهوانها وانكسارها أمام عنفوان الرجل .. ومن هذا نستنتج أنه لاتوجد امرأة مثالية ، بل توجد امرأة مثالية لرجل معين بذاته ، فكل رجل له ذوقه ومزاجه الخاص يتصور به امرأته وحلم حياته وقمر لياليه وفارسة أحلامه . ولايمكن ذكر المرأة والحديث عنها دون ذكر الشاعرالكبيرالذى كتب في كل شيء ، ولكنه تخصص في المرأة إلى أن أصبح يوصف بأنه شاعر وحبيب كل النساء ـ الشاعر نزارقبانى ، والذي نظم الكثيرمن الشعر يتغزل بالمرأة ، إلا أننى أذكرقصيدة قال فيها :
أشهد ألا إمرأة أتقنت اللعبة إلا أنت .
وأنا طبعاً أوافقه وأشاركه الرأي .. بأن الحب والزواج والتعامل مع الرجل ماهو إلا لعبة خطيرة تستوجب الاتقان والخبرة والفن والتفنن ، وهذا لايعنى « لاسمح الله» كذباً أو خداعاً أو مراوغة لا ، بل يعني صدق المشاعر والإحساس والطيبة والحنان والعطاء والتضحية ولكن لدوام نجاح العلاقة مع الرجل يجب أن تشعرالمرأة دوما بأنها في لعبة أو مسابقة كلعبة شطرنج مثلاً ، ويجب أن تنتهي بفوزها ، بل وتفوقها . فبذكائها تشغل نارالحب وتؤجج الأشواق ، حتى ولو بعد عشرين عاما من الزواج .. ليس فقط بمظهرها وجمالها ونظافتها ورقتها ، لأنه بالرغم من أهمية ذلك فإن هذه الصفات أصبحت متوافرة بكثيرمن النساء في هذا العصر، بل بجمال الروح وعبقرية العطاء والتفنن ، فالتعامل هو الأهم بأن تعرف :
متى تخضع ؟ ويكون خضوعها كبرياء وانتصار .
ومتى تترفع ؟ ويكون ترفعها دلالا واقتدار.
ومتى تسكت ؟ وفي سكوتها كل المعاني .
ومتى تتكلم ؟ وكلامها لحن وأغان .
ومتى تصبر ؟ ومتى تتسرع ؟ ومتى تقف ؟ ومتى تضحك ؟ ومتى تبكي ؟ ومتى
تغضب ومتى ومتى ؟
فكل شىء مباح إذا كان فى مكانه ووقته الصحيح .
وكما قال أيضًا شاعرنا المحبوب نزار قبانى في نفس القصيدة :
تحرقني ، تغرقني ، تشعلني ، تطفئني ..،
فكل هذا مباح ومحبب ، ولكن كيف ومتى ؟
حتى الاحتلال حيث يقول :
تحتل نفسي أطول احتلال وأجمل احتلال .
لأن الرجل إن لم يجد من تقوم باحتلاله فسوف يظل يبحث عن النساء حتى يجد من تحتل قلبه ووجدانه وعقله وفكره ، ليشعر معها بالاستقرار والراحة بعد تعب الحل والترحال .
ويكشف لنا الشاعرالرقيق صفات محبوبته المثالية حيث قال :
أيتها : الشفافة اللماحة العادلة الجميلة .
أيتها : الشهية البهية الدائمة الطفولة .
وهكذا يكون قد جمع كل الصفات من الجمال والذكاء والطيبة والصفاء والجاذبية والبراءة ، وهى صفات يندر اجتماعها في امرأة واحدة كامرأة الشاعر نزار قبانى.
أما خالد بن صفوان : فقد أراد الزواج فطلب من الخاطبة أن تبحث له عن امرأة .. بكر كثيب أو ثيب كبكر، حلوة من قريب ، فخمة من بعيد ، كانت فى نعمة ، فأصابتها فاقة ، فمعها أدب النعمة ، وذل الحاجة ، فإذا اجتمعنا كنا أهل دنيا وإذا افترقنا كنا أهل آخرة.
حقا صفات رائعة ، ولكنها نادرة ولن يجدها بسهولة ، ولكنني اتسائل: من الرجل المثالي بعين المرأة؟
فهل سأل الرجل نفسه هذا السؤال ؟

الثلاثاء، 10 مايو 2016

الشعر وتعلم حكمة الحياة بقلم سارة السهيل

الشعر وتعلم حكمة الحياة 

سارة السهيل


الشعر..   وتعلم حكمة الحياة

بقلم / سارة السهيل

الشعر بحياتنا كنسيم الهواء لابد وان نستشق عبيره لامدادنا بالطاقة الوجدانية والروحية والعقلية، وكما تتنوع مقاصد الشعر في التعبير عن الانسان في كل احواله من الافراح والاتراح والاحلام، فان بعضا من هذا الشعر يحمل خبرات حياتيه عميقة لمن يريد ان يتأمل ويفقه فن الحياة، فيما يعرف بشعر الحكمة .
 فشعر الحكمة  يعكس خلاصة الخبرات الحياتية  العميقة والمتأملة التي يعيشها الشعراء في تجاربهم وتأملهم طبائع الناس وسلوكهم ودوفعهم النفسية، وميزة هذا الشعر انه يقدم عصارة الخبرات الانسانية في قالب ابداعي قريب من عقول وقلوب جمهور الشعر .
وكتب لشعر الحكمة الخلود والبقاء في الذاكرة الواعية لجمهور الشعر عبرالاجيال بدءا من  قصائد الحكمة لدي الشاعر الجاهي وزهير أشهر شعراء، أبو تمام والمتنبي وأبو العلاء المعري في العصر العباسي  وصولا لعصرنا الراهن، وذلك بسبب أهميته في حياتنا، فشعر الحكمة  يعيننا علي فهم الحياة من تقلب الاحوال من السعادة للشقاء اوالعكس ومن الصحة للمرض، من الغني للفقر، من الصداقة والاخاء الي العداء وغيرها .
كما تقدم لنا قصائد الحكمة معاني القيم الاخلاقية من صدق وكرم وشجاعة وعفو عند المقدرة، وتفسر دوافع السلوك الانساني وتكشف عورات سلوك اللئام القائم علي الكذب والنفاق والمذلة والخيانة .
 وقد تفسر لنا قصائد الحكمة سلوك البشر ودوافعهم، وتجيب علي اسئلة عميقة منها: لماذا يخنع القوي عن مساندة الضعيف ؟ ولماذا يماطل الغني الانسان في اعطاء الحق للفقير؟ ولماذ يقبل الناس عليك وانت في سطوة مركزك وغناك بينما يديرون ظهورهم لك عندما تتقلب الايام ؟!
يعلمنا شعر الحكمة حقيقة معرفة انفسنا، فلن تعرفك معني تقديسك للوفاء الا وقت الشدة عندما يخون الاصدقاء، ولن تعرف معني نفسك الا صنعت قيمتك الانسانية بنفسك، وعندما تتعلم من الحياة وليس من الكتاب .
واليكم قصيدة كتبتتها تنتمي لشعر الحكمة .

قصيدة : تعلمت
بقلم سارة السهيل

من لم يعلمه الزمان
فلن
يعلمه الكتاب
 و أنا تعلمت الوفاء
 بقدر ما غدر الصحاب
 و عرفت
 أن الناس في الدنيا
 ملايين الصنوف
و الحكم ما شمل الجميع
 و إنما حكمي عليهم
 بالألوف
 هذا يزورك
 في غناك
 و يبتغي
 دوما رضاك
 فإذا استدار لك الزمان
 تراه
 ينكر كل ما صنعت يداك
 و ترى غنيا
 في غناه
 يماطل المسكين حقه
 و ترى فقيرا
 ليس يملك
 غير رزق اليوم
لو يأتيه
 ضيف جائع
 يعطيه رزقه
 و لربما تجد الشهامة
 في الضعيف
 و تارة
 تجد الخنوع لدى القوي
 فإذا سألت
 فلا تسل
 إلا كريما
 ذا شرف
و اغنم من الدنيا
 حميد خصالها
و اهجر بها
 كل الترف
 و اعذر أخاك
إذا أساء
 فربما
 يأتي غدا منه الجميل
 و لتصنع المعروف
 لا تبغي به أجرا
 و لكن تبتغيه
 لدى الجليل
 و إذا قدرت
 فكن كريما
 و اعف عمن قد أساء
 و احذر رياء الناس
 لو أثنوا عليك
 فآفة الناس الرياء
 و أعن عزيزا
زلت الدنيا به
 بعد الثراء
 الناس تهجره
 فكن أنت الذي يبقي
 على عهد الوفاء
 و إذا خُذِلت من الصحاب
 فلا تبع كل الصحاب
و اعلم بأن الناس
 فيهم فرع أصل طيب
 لكنَّ أغلبهم ذئاب
 يخفون ذئبا جائعا
 تحت الثياب
 و إذا نزعت
 قناعهم
أبصرت منهم ألف ناب
 فاهنأ بحسن سريرة
 واحذر كَلَيْثٍ وسط غاب

سارة طالب السهيل 

الاثنين، 9 مايو 2016

من وحي قواعد العشق الحب الإفتراضي والكفر الحلو! بقلم سارة طالب السهيل

 من وحي قواعد العشق الحب الإفتراضي  والكفر الحلو! 
بقلم سارة طالب السهيل


كل واحد منا مشروع محب عاشق حتى يأذن القدر بتحقق هذا المشروع واقعيا، ويكتسب الحب في قلوبنا قدسية خاصة، ربما تفسرها رحلة شمس التبريزي مصدر الهام بطلة رواية " قواعد العشق الاربعين "، حيث أوصلته رحلته الي حقيقة قوله :  "  ما لم نتعلّم كيف نحبّ خلق الله، فلن تستطيع أن نحبّ حقاً ولن نعرف الله حقاً " .
فالحب عرفته البشرية في الازمنة السحيقة، وكانت الوسيلة  بين المحبين تلقي الرسائل عبر الحمام الزاجل، او خبر ينقله مرسال بين العاشقين، ومع تطور البشرية كانت الرسائل البريدية واسطة حميمة بينهما حتى اختراع الهاتف الأرضي مرورا بالهاتف الجوال ووصولا إلى التعارف الإلكتروني الذي قاد العشاق الي مايسمي بالحب الإفتراضي !
حيث أمن الحب الإفتراضي عبر شبكات الانترنت وسيلة للحبيبين  لمعرفة بعضهما واكتشاف إيجابيات وسلبيات وهل يصلح رفيقا له  في رحلة الحياة أم لا؟ فالحب الافتراضي يبدأ عفوفا طاهرا ويعوض نقص معين لدى طرف يجده لدي الطرف الاخر خاصة اذا غلفت هذه العاطفة بالصدق والاخلاص، غير ان هذا النوع من العلاقات قد تتدمر بسرعة على خلفية الظن بغياب الصدق أوالغيرة المبالغ فيها وكذلك ابتعاد المسافة المكانية بين المحبين .
" ايلا "بطلة رواية قواعد العشق، عاشت حبا افتراضيا مع شمس الدين التبريزي الدرويش المتجول عندما آمنت بصدق سعيه لحب الله، وتمنت ان تجد شخصا مثله في زمانها المعاصر تبادله هذا التلقي الخاص عن الحب الصادق، حتى وجدته في عزيز مؤلف الرواية، لتعيش " ايلا " قصة حب افتراضي اخر عبر تبادل الرسائل الإلكترونية مع  عزيز، رغم محافظتها على أسرتها وحرصها على شرفها دون ان يدنس في لحظة ضعف إنساني .
 وعزيز الصديق المحب يعبر خلال رسائله لايلا،عن ايمانه بأن الذين لم يجعلوا من قلوبهم دليلا يقودهم في الحياة لا يستطيعون الانفتاح على الحب ويسيرون على هديه، كما تتبع زهرة العباد ضوء الشمس، فهم ليسوا أحياء حقيقيين .
لكن ايلا ـ في المقابل ـ لم تعرف يوما البوح بمشاعرها، وان تبادلهما مساحات صغيرة من الغزل عبر الرسائل الإلكترونية قد يضعهما في متاهات العالم الإفتراضي   !
وكما تقول البطلة، فان الانترنت أدي لتضخيم السلوك خارج نطاقه وجعله رفيقا مانحا الفرصة للغزل  العفيف دون ان يحس المرء بذنب مثل تناول طعام لذيذ محرم . وتقر البطلة ايلا بأنه من الكفر أن تكتب امرأة متزوجة لديها أطفال رسائل إلكترونية الي شخص غريب، لكنها تجد لا مفر أمامها من "الكفر الحلو " .
يفسر شمس التبريزي  حاجة الأرواح للالتقاء في الحب " بقوله: “حياتك حافلة، مليئة، كاملة، أو هكذا يخيل إليك، حتى يظهر فيها شخص يجعلك تدرك ما كنت تفتقده طوال هذا الوقت. مثل مرآة تعكس الغائب لا الحاضر، تريك الفراغ فى روحك، الفراغ الذي كنت تقاوم رؤيته .
من هنا كانت رحلة التبريزي في بحثه عن الله، بحث مماثل عن رفيق دربه لكي ينقل اليه خلاصة تجاربه الروحية، ويملأ الفراغ الروحي لديه في عالمهما الافتراضي الموازي، حتى التقي بضالته المنشودة جلال الدين الرومي، صديقه ورفيقه دربه في العشق الالهي .
وبالحب وحده استطاع الدرويش المتجول ان يغير في شخصية عالم  فقيه وخطيب يشار له بالقدرة في التأثير على الناس قاطبة، الى داعية عاشق شاعر يلتحف بالعشق الالهي عمن سواه في الحياة .
وللحديث بقية ....

الرجل الفضيل .. بقلم سارة طالب السهيل

الرجل الفضيل ..

بقلم سارة طالب السهيل



كلمات: سارة طالب السهيل
المرء يكبر في عيو
ن القوم بالفعل النبيل
و المرء يسكن في قلو
ب الناس بالخلق الجميل
و هو الذي ما إن تكلــ
ــم حاز تقدير العقول
و الخوض في عرض الأنا
م لديه شيئ مستحيل
إن قال أوجز في الكلا
م فلا ترى فطنا يطيل
و هو الذي لعذوبة الــ
ــمعنى تراه السلسبيل
و هو الكريم و إن تعثــــ
ــــر جاد حتى بالقليل
الصدق منطقه و دو
ما يقصد القول الفضيل
و السر يكتمه فلا
يفشيه حتى للنخيل
و يجالس العلماء لا
يحظى برفقته الجهول
و هو الوفي فلم يخن
خلا و ما خذل الزميل
و لنجدة الملهوف يســ
ـــــرع ما تأخر في الوصول
متعاون في كل خيـــــــ
ـــــر ليس يمنعه الخمول
هو قائد في سربه
و لحكمة صار الدليل
هو كالنسور يطير للـــــ
ـــأعلى و لا يطأ السهول
هو لا يضيع وقته
في المنكرات و لو قليل
ذو كبرياء في شمو
خ لا يرى أبدا ذليل
متواضع في رفعة 
يمتاز بالخلق النبيل
و به اعتدال في الأمو
ر فلم يكن أبدا يميل
ذو هيبة و وقاره
ينبي عن الرجل النبيل
دوما يصاحب من رجا
ل القوم أصحاب العقول
ذو عفة , هو لا يخــ
ــــــالط نسوة إلا الخجول
هو لليتامى كافل
و لكل محتاج كفيل
يتلمس الأعذار للــــ
ـــــــأصحاب ما كان العجول
و يبر دوما والديــ
ــــه ليبقيا العمر الطويل
و هو الشجاع و بأسه
في الخير , ما كان الكليل
هو ناصح , أفكاره
تجتاز جيلا بعد جيل
جمع الفضائل فاستحـــ
ـــــق الوصف بالرجل الفضيل

الجمعة، 6 مايو 2016

فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام
بقلم الكاتبة : سارة طالب السهيل 



الحب في حياتنا اسطورة نعشقها ولابد لنا ان نشرب من كأسها حتى ندخل جنة لا يتلذذ بأشواقها الحارقة ونعيمها الخالد الا من ذاق معاني غرامها وسكر بهيامها وانتشي بفيوضاتها، لكنها تظل اسطورة مليئة بالالغاز والابهار والتناقض !

فالحب يحمل في صندوقه الخفي لذة اللقاء وألم الفراق وحرارة الشوق، مكابدة الهجر، كما يحمل اسرارا قدرية من موت وحياة، وتدمير وبناء، وزواج وفتور لهيب الحب عندما يخشي المحب من ذوبان ذاته فيمن يحبه ويفقد حريته التي هي أثمن ما يملك فبأيهما يضحي ؟ !

قصص التاريخ الانساني تحفل بالعديد من قصص الحب الخالدة التي توجت بالزواج، والاخري التي لم يكتب لها القدر الزواج لكنها ظلت خالدة في التاريخ، وهناك قصصا فرق فيها الموت بين المحبين لكنها ظلت حية في القلب ولم تمت بموت الحبيب ، ومن اشهرها قصة حب سيد الثقلين محمد صل الله عليه وسلم للسيدة خديجة التي استمرت فى حياتها وبعد مماتها، فبعد موتها بسنة تأتى امرأة صحابية للنبى وتقول له : يارسول الله ألا تتزوج؟ لديك سبع عيال ودعوة هائلة تقوم بها فلابد من الزواج انها قضية محسومة لأى رجل فيبكى النبى وقال: وهل بعد خديجة أحد؟ ولولا أمر الله لمحمد بزيجاته اللاحقة علي خديجة لما تزوج أبدا ، ولاغرابة في هذا الحب، فالسيدة خديجة احتوت سيد الخلق بعاطفة الحب وعاطفة الامومة كما احتضنت دعوته للتوحيد وساهمت معه في ارساء قواعدها فبنت وعمرت واخلصت فخلد التاريخ حبها واخلاصها ، فالحب الحقيقي هو الذي يبني ويعمر الكون بالخير والجمال والعدل والرحمة والابداع في كل شئ، وهو ما يتجلي في العديد من النماذج الانسانية التي خلدها التاريخ ومنها حدائق بابل المعلقة أحد عجائب الدنيا السبع والمرتبطة بقصة حب قوية، حيث بناها الملك نبوخذ نصر لزوجته الملكة أميديا، التى كانت منتمية إلى الطبقة الوسطى، وجاءت من المناطق الجبلية إلى أرض بابل المنبسطة؛ لتعيش مع زوجها الملك، ولكنها كانت تشتاق إلى رؤية الجبال ولحدائق وطنها؛ فبني لها الملك العاشق عالما يشبه موطنها الأصلى، فكانت حدائق بابل المعلقة تعكس اسطورة الحب الخالد ، وتوافق معها ايضا قصة شاه جاهان وممتاز محل، حين تزوجت الشابة الصغيرة الخامسة عشرة ارجو ماند بانو بالشاب شاه جاهان ابن حاكم امبراطورية المغول في عام 1612، وتغير اسمها الى ممتاز محل. وربط الحب بين قليبهما فانجبت منه 14 طفلاً، وعندما توفيت الزوجة عام 1629 فحزن جاهان عليها حزنا شديداً وقرر تخليد ذكراها ببناء تاج محل الذي استغرق بناؤه 20 عاماً وشارك في بنائه اكثر من 20 الف عامل والف فيل ، اما أشهر قصص التي عبر عنها وليام شكسبير في رائعته "روميو وجولييت" فقد جمعت بين قصة شابين ينتميان الى عائلتين استحكم العداء بينهما، لكن الحب جمعهما وغامرا بالارتباط بعلاقة زوجية، لكن موتهما المأساوي وحدّ العائلتين المتحاربتين، فالحب ثمن تجرعه العاشقين بالموت لكنه في النهاية نشر السلام بين الاسر المتحاربة، وهكذا يبني الحب السلام والرحمة رغم تكاليفه الغالية .

لكن في تاريخنا المعاصر، بهتت معاني الحب وفقد المحبين البوصلة للاستمرار ، فاني اعتقد ان انطفاء شمعة الحب بين الناس بعد حب كان يرفرف علي مملكتهما بجناحي الاشواق، هي نتاج فقدان القدرة على التضحية والاخلاص، فالحب وتوهجه مرهون بالتضحية والفداء والبذل والعطاء بلا حدود ومن يقدر على ذلك فهو المحب الحقيقي بعيدا عن الأنانية و اليأس الذي يسيطر على الناس من فشل سابق فيجرون اذيال الخيبة معهم في كل مكان فلا هم أطلقوا الماضي و لا عاشوا الحاضر و لا تطلعوا للمستقبل فقدوا كل شيء، على عكس روح التحدي و الشجاعة التي كان يتمتع بها الأجيال السابقة فلا يعرفون الوقوف عند الفشل بل المثابرة و المواصلة ، أما اجيالنا فتقع من اول مطب و لا تنهض تبقى في مكانها تندب الحظ و تلعنه متناسين أن الإنسان هو من يصنع قدره وهو من يبني بيته وهو من يوهم نفسه أو يوقظها من سباتها.



الحب الحقيقي ليس شعور اجوف أو بطر أو وقت زائد

الحب الحقيقي معناه نواة البيت و الاسرة المكون للمجتمع أي الشعب و الوطن

فما بني على حب بني على حق و طريق مزروع بالعمل والأمل         

الثلاثاء، 3 مايو 2016

الشبك مسلمون عراقيون تبطش بهم داعش بقلم / سارة السهيل

الشبك مسلمون عراقيون تبطش بهم داعش

بقلم / سارة السهيل
12742712_745590832209863_4201550663983195033_n
لم تسلم طائفة الشبك الاثنية من الجرائم الوحشية التى يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش ” ضمن جرائمها بحق كل الاقليات العرقية والاثنية بالعراق، حيث تعرضت ولا تزال لعمليات تطهيرعرقي سواء بالقتل أوالتعذيب أواختطافهم أوتهديدهم، في مدينة الموصل بشمال العراق وما حولها .
واضطر بضعة آلاف من عائلات الشبك إلى الفرار من تجمعاتهم السكنية قرب الموصل نتيجة لمداهمات داعش التي يقوم المقاتلون فيها بأسر رجال المنطقة ونهب المنازل ودور العبادة. وبحسب ممثلون عن الشبك، فان تنظيم داعش قتل العديد من الرجال الذين تم اعتقالهم واعدم الأسرى ميدانياً في العراق .
ومن أكبر الادلة علي جهل الدواعش بالاديان، ما يرتكبونه بحق طائفة الشبك، خاصة وانهم مسلمون عراقيون يعيشون ضمن محافظة الموصل منذ مئات السنين، وهو ما تؤكده الموسوعة الحرة، الشبك بأنهم جماعة قومية في العراق تدين بالدين الإسلامي، تنتشر قراهم ومناطقهم حول مدينة الموصل وداخلها وفي سهل نينوى حيث أنهم ينتشرون في حوالي 72 قرية وبلدة في سهل نينوى وما جاورها، ولها لغة وعادات خاصة تشترك في بعض منها مع السكان الآخرين.
أصول قديمة
ولم يتفق الباحثين حتي اليوم حول أصل الشبك، فمنهم يري ان أصلهم كوردي، واخر يري انهم تركمان، واخرون يرونهم فارسيين، او عرب، والحقيقة ان الشبك هم من الاقوام التي استوطنت الجانب الشرقي من مدينة الموصل في عهد الدولة الساسانية والعهود التي تلتها واختلطت وتصاهرت مع بعض العشائر العربية والكردية والفارسية، وانصهروا جميعاً في بوتقة الشبك، ويشير الي ذلك كتاب (الكامل في التاريخ لأبن الاثير) حيث يقول “عندما استولى الساسانيون على البلاد واعادوا تعمير قلعة الموصل واسكنوا فيها جنودهم، شيدوا حولها القرى والدور” .
وعلي مدار السنين انصهرت عشائر من العرب والكورد في بوتقة الشبك، وهو ما يؤكده الشيخ محمد حسن بك، رئيس رابطة شيوخ عشائر الشبك قائلا ” انا في الأصل من قبيلة زبيد العربية المعروفة وتحديداً من عشيرة جحيش وكنا نسكن الحسكة في سوريا ونزحنا الى العراق وانصهرنا في القومية الشبكي ومازال اولاد عمومتنا يعترفون باصلنا العربي، لكننا الان نعترف ونؤكد هويتنا الشبكية “.
غير ان الدكتور حنين القدو، وهو من الشبك، وأستاذ جامعي في الموصل، يقول ان الشبك هوية مميزة عراقية أصيلة، استوطنوا في هذه المنطقة منذ مئات السنين واغنوا الثقافة العراقية وأثروا التراث الموصلي وكان لهم الدور الكبير في اقتصاد الموصل.
ويرجع د. حنين القدو، اختلاف الباحثين حول أصل الشبك الي انهم قومية عرقية اهتمت بالرعي ولم تسجل تاريخها وأصولها لانهم اهتموا بالزراعة وتربية الحيوانات، وتولوا عمليات المقايضة مع أبناء مدينة الموصل كتبادل السلع وبالتالي لم يبرز من بينهم علماء ومفكرين قبل أكثر من 150 و200 سنة، لكن خلال الستينيات والسبعينيات برزت شخصيات كثيرة من أبناء الشبك كمثقفين وأساتذة جامعات وقيادات عسكرية، ومن أفراد هذه القيادات العسكرية الشهيد اللواء الركن محمد صالح والقائد العسكري الحالي في الحكومة العراقية العميد وعد زينل وقيادات كثيرة أخرى وأطباء وعلماء .
ولعل الخصوصية المستقلة للشبك كجماعة اثنية مستقلة قد أكدتها احدى المذكرات الخاصة بتفتيش منطقة الحمدانية ذات الاغلبية الشبكية التي اعتمدتها واصدرتها الحكومة العراقية انذاك (المذكرة رقم 541 في عام 1952) والتي تنص على ان منطقة الحمدانية تتكون من عدة قوميات اكثرها عددا (القومية الشبكية) تليها القومية العربية فالكوردية فالتركمان فالمسيحيون، وهذا اعتراف صريح من الحكومة الملكية العراقية باستقلالية الشبك.
اماكن تمركزهم
يتوزع الشبك في أكثر من ستين قرية متفرقة خاصة في الجانب الشرقي من الموصل، وينتشرون في دراويش، قره تبه، باجربوغ، بازواية، طوبرق زياره، خزنة تيه، منارة شبك، طيراوه ،علي رش، طوبراوه، كورغريبان، كبرلي، باشبيثه، تيس خراب، ينكيجه، خرابة سلطان، بدنة، باسخره، شيخ امير وبعويزه
وبحسب الاحصاء السكاني الرسمي في العراق عام1977 فإن عدد الشبك بلغ 80 الف نسمة، وهو ما يعني ان تعدادهم قد تضاعف الان لاكثر من 150 الف نسمة، ينتمي معظمهم للمذهب الشيعي الجعفري وبعضهم منتمي للمذهب السني، غير انهم يحتفظون بلغتهم الخاصة من الذوبان .
كما يطلق علي قومية الشبك اسم ” الكمبيين “، ومفردها الكمبة، وتعني اصحاب القباب، وذلك انتسابا لطريقتهم في بناء دورهم ومنازلهم ذات الشكل المخروطي .
ورغم معاناة الشبك وتجاربهم المريرة مع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ومحاولاتها طمس هويتهم الا انهم عاشوا في سلام مع القوميات الاخري بالعراق، واستطاعوا الحفاظ علي هويتهم ولغتهم التي تنتمي لمجموعة اللغات الآرية الهندوأوربية.
عقيدة الشبك
تدين طائفة الشبك بالدين الاسلامي وينتمي (70%) منهم للمذهب الجعفري والباقون من السنة. وقد تأثر بعضهم بالطرق الصوفية المختلفة ومنها الطريقة (البكتاشية) نسبة الى الحاج بكتاش بن السيد محمد والملقب بابراهيم الثاني وهو من احفاد السيد ابراهيم المجاب بن الامام موسى الكاظم (ع)، وقد ولد في خراسان وانتقل الى الاناضول وانشأ الطريقة البكتاشية التي كان لها دور سياسي واجتماعي كبير بين القرنين 15و 18م وقد اثرت في المجتمع الشبكي تأثيراً كبيراً، واكسبتهم خصوصية مجتمعهم القائم على التسامح والتعاون ونبذ الفرقة واحترام الآخرين والتحلي بالقيم والاخلاق الاسلامية الحميدة، فلم يكن من بينهم السارق او الزاني أو قاطع الطريق ولم تسر بينهم عادة نهب النساء او الغزو .
أما في عباداتهم، فهم من الشيعة الاثني عشرية متمسكون بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف على وفق المذهب الجعفري، ويؤدون طقوس العشرة الحزينة من محرم الحرام مستذكرين مأساة كربلاء ومقتل الامام الحسين (ع) وسبي أبنائه، وهم يدفعون الخمس من اموالهم وورداتهم الى سادتهم الذين يعترفون بصحة انتسابهم الى آل البيت، ويؤدون فريضة الحج الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما يزورون العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وسامراء وبغداد وكل اضرحة الأئمة واولياء ال البيت على امتداد العراق ويفعل الشيء نفسه السنة منهم كل حسب مذهبه .
كتبهم المقدسة
من ابرز كتبهم المقدسة كتاب ” بويورق ـ الأوامر ” وهو مخطوط اللغة التركية أي ما يتفضل به. ويشتمل علي حوار بين الشيخ صدر الدين والشيخ صفي الدين في آداب الطريقة القزلباشيه (من التركي وتعني ذوي الرؤوس الحمر) وهم من غلاة الشيعة في آذربيجان وتركيا، ويتضمن هذا الكتاب الاستغاثة في اذكارهم واورادهم باعداد لا تتجاوز السبعة، ويرمز العدد سبعة الي درجات ومراتب اهل الطرق الصوفية .
وكذلك كتاب (الكلبنك) والكلمة مركبة من كلمتين (كل) اي زهر و (بنك) صوت من الفارسية، وتعني القصائد التي نظمها شعراء الشبك وشيوخهم باللغة التركمانية الجفكائية في مدح آل البيت، الشبكي لا يري مولوده مباركا ما لم يبارك له البابا ويدع له بالخير ويقرأ له (الكلبنك)، وعن مراسيم الزواج فان البابا ايضا هو الذي يتولي العقد ويحضر الافراح في بيت العروس حيث تضرب الدفوف ويرقص المجتمعون علي شكل حلقة وتسمي محليا رقصة الجوبي او الدبكة ويندر ان يطلق الشبكي زوجته حتي لو ابتليت بمرض عضال لا يرجي شفاؤه ويظل الشبكي ملازما لزوجته .
ليالي مقدسة
يحتفي الشبك ببعض الليالي المقدسة التي صات جزءا من عاداتهم وتقاليدهم ومنها :
الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، وهي من الليالي المقدسة، وكذلك الاحتفال بليلة التعاذر او ليلة التغافر، وهي الليلة التي يعقد الشبك فيها اجتماعات خاصة في ليالي الجمعة لازالة الاحقاد والبغضاء من قلوب الشبك تجاه بعضهم البعض وتجاه الاخرين واحلال الحب والسكينة والسلام محلهما، وفيها يغفر المتباغضون لبعضهم البعض ويصطلحون، ومراسيم الصلح والتعاذر .
أما ليلة الاعتراف، فهي التي يتقدم بها الشبكي الى البابا فيعترف له بخطاياه وذنوبه، وفيها ينشد البابا (الكلنيك) الخاص بالاعتراف . وقد اقتبس الشبك عادة الاعتراف بالذنوب من البكتاشية فصارت جزءاً من تعبدهم، وهذه العادات في جذرها الحقيقي طقوس مسيحية، لكنها اخذت روحاً وطابعاً اسلامياً بعد ان جردت من ثوبها المسيحي والبست قدسية خاصة صوفية الطابع .
ومن طقوسهم ايضا زيارة مراقد الائمة الائمة الاثني عشر ويعدونهم أئمتهم المكرمين فينذرون لهم النذور ويقدمون باسمائهم التبرعات ويتغنون بالقصائد (كلنبك) بمآثرهم وكراماتهم ومعجزاتهم تقرباً الى الله وطلباً لشفاعتهم .
ويقيم الشبك المناحات والمآتم في العشرة الأولى من محرم الحرام، في مراسم عاشوراء حزناً على الامام الحسين بن علي (ع) ويرتدي عموم الشبك ولا سيما الاطفال والنساء الملابس السود حداداً ويصومون الايام التسعة الاولى من عاشوراء، وبعد انتهاء اليوم العاشر يحرمون اكل اللحم على أنفسهم مدة ثلاثين يوماً اخرى .
وقد تعرض أبناء الشبك إلى اضطهاد كبير عبر التاريخ بسبب الانتماء الديني والانتماء المذهبي ومع سقوط النظام السابق في الواقع أستبشروا الشبك خيرا، لكنهم سرعان ما اصطدموا بمحاولات طمس هويتهم وادماجهم في المجتمع وهم يستبسلون حافظا علي هويتهم القومية .

العنف الدينى .. إلى أين ؟ بقلم سارة طالب السهيل

العنف الدينى .. إلى أين ؟

بقلم سارة طالب السهيل 

saraaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa.jpg

انصر أخاك تعبير نردده ولانعرف معناه او مقصده وكم من جرائم ترتكب تحت هذا العنوان ، والعنف الدينى يخرج من تحت هذا العنوان ليرتع فى المجتمع ، وكلما اقتربت السياسة من الدين  نجد الجرائم والدسائس والمكائد والمؤمرات تحاك فى الظلام ، فلم يكن مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وخيلفة المسلمين عثمان ابن عفان  ، والإمام على بن أبى طالب ابن عم النبى و زوج الزهراء إلا نتيجة للعنف الدينى فهم اكبر مثال ونتاج فج لهذا العنف
كما صلب المسيح سواء صلب أو مُثّلَ له فالأمر سيان من حيث مبدأ محاولة العنف بتنفيذها أو برفع الظلم من الله .
العنف الدينى هو أخطر أنواع العنف على الإطلاق لأن نتائجه تدمير المجتمع بخلق صراع دائم بين أبناءه على أساس دينى  وإغراق الجميع فى حمام من الدم وهذا لايقتصر على الصراع بين مسلمين فيما بينهم أو مسلمين  ومسحيين  أو مسيحين و يهود أو يهود ومسلمين او ملحدين و وثنيين او لا دينيين بل يشمل أديان أخرى عديدة  ولايقتصر على مجتمعنا العربى فقط أو الدول الإسلامية بل يوجد فى العالم من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه والعنف الدينى اخطر مافيه أنه ساحة خصبة للإرهاب يحقق من خلالها مآربه وأهدافه .
فهو السبيل والمتنفس للتعبيرعن احتقان مجتمعى بين أفراد المجتمع الواحد على اساس دياناته بكافة السبل من تحريض وزرع بذور الفتنة واستغلال الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية لفناء المجتمع.
سؤال يتبادر دايما على أذهان الكثيرين وهو هل الدين  اصله قائم على العنف ؟ او بمعنى آخر هل الدين يدعوا للعنف ؟ أو هل العنف هو بداية وقاعدة للدين ؟ هل العنف من موجباته ؟ أو الدين طبيعته هى العنف ؟
أعتقد أن كل هذه الأسئلة إجابتها  جميعا بالنفى لأن كافة الأديان السماوية تدعو للتسامج  والحب فالدين كما فى الإنجيل محبة ، والإسلام يدعو لحرية العقيدة  والإعتراف بكافة الأديان السماوية والتعايش معها فى سلام بعيدا عن التطرف والعنف فالإسلام لم يتنشر بحد السيف كما ردد بعض الغربيون ، والتوراة تدعوا ايضا للتسامح والمودة بين  الجميع . حتى الديانات الوضعيه والأرضيه كذلك كونفوشيوس وغيره كلهم دعاة سلام ومحبه وخير  ولكن كل هذه الإجابات اختلفت كثيرا لدى البعض بعد الأحداث التى حدثت فى سبتمر 2001 عندما فجر برج التجارة العالمى واتهم بها بعض الإسلاميين المتطرفين وظهرت  فى العالم كلمة جديدة بدأت تتردد وهى التطرف الدينى الذى يدعو للعنف واستخدام السلاح والقتل ودعوات الدم من اجل نشر الأفكار المتطرفة والهدامة من قلة لاتعرف معنى الدين ، بل جاءت تصرفاتها عكس ما أراد الدين ومادعت إليه الديانات السماوية جميعا وكان المتهم الأول فى كل الأحداث العنف الدموية فى العالم هو الدين ، بسبب بعض التصرفات الحمقاء من بعض التيارات الأصولية سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية وبدت موجة جديدة من إرهاب جديد مرتديا عباءة الدين ليخفى خلفه وحش كاسر مدمر هدفه تكميم الأفواه وإزهاق الأرواح ، وجريان أنهار وبحور الدم . ضحاياه وصلت على مستوى العالم بالملايين ، لم يقتصر على الأديان السماوية فقط بل إمتد لكافة الأديان جميعا بأفكار متطرفة لاتناسب الجنس البشرى ولكن مع ألأسف أفكار الحيوانات فى الغابات وصراعها الدائم مع بعضها بل الحيوانات ارحم و أرأف بدليل تداول الكثير من الصور والفيديوهات للحيوانات وخاصة المفترسه تتراحم فيما بينها ولن انسى منظر النمر الذي عطف على القرد و رباه عندما قتل امه . فأصبح البشر أقسى من كل شيء كما أنه انتشرت الجماعات الدينية وألأصولية كما تنتشر النار فى الهشيم . لتحرق وتقتل الحياة فى كل شىء . مستخدمة الدين كغطاء لأهداف خبيثة  وتشويه للدين وفى النهاية ستكون سببا فى  فناء الجنس البشرى بأسره .  والعنف يمثل لهذه الجماعات المتطرفة الهواء الذى تتنفسه لتعيش فهو مصدر السلطه والمال و الأهميه. بإنتهائه ستنتهى حياة هذه الجماعات والتطرف  بكافة صوره . وهذه الجماعات توظف الدين باحكامه ومفاهيمه لتبريرالعنف الذى تمارسه .  وما الإرهاب إلا صورة مقربة لأفكارهؤلاء المتطرفون . ودائما نسمع من هذه الجماعات فكرة القربان وأن الدماء التى تسال والضحايا التى تموت ماهى إلا قرابين نقدمها تقربا لله زلفا . وهو مايمثل ويشكل نظرية المؤامرة ، لتشغيل  طاحونة الدم ليطحن فيها الجميع بافكار شاذة مرفوضة . والحجة دائما لدى هذه الجماعات الأصولية المتطرفة أن هدفهم الدين ونشره ، والدين منهم براء . ودون إحترام لحرية الآخر وأفكاره ورغباته ومعتقداته ..
وفى رأيى  الدين ليس عنيفا ولكن العنف ممكن يكون دينيا بمعنى أن العنف هو العنصر الدخيل على الدين باستخدامه للتفرقة بين الإنسان وآخر على اساس ديانته ومعتقده الدينى ومايؤمن به بالتدخل فيما يعتقد ومايجب أن يكون عليه رغم أن كافة الأديان وخاصة الإسلام (لكم دينكم ولي دين) يدعوا لحرية العقيدة لكل انسان ايا كان جنسه أو جنسيته لكن دعاة العنف والفرقة دائما يرتدون عباءة الدين ليؤججوا المشاعر بين اصحاب الأديان المختلفة بأفكارهم المتطرفة المتعصبة ، والتبشير بالجنة لهؤلاء و النار لهؤلاء رغم أن الدين براء من أفعالهم وأفكارهم ومايريده من تدمير لكل ماهو جميل وتمزيق المجتمع واوصاله وإغراقه فى حمامات الدم ..
من ولاكم على من قال ارسلكم عليهم من سمح لكم التحدث نيابة عن الله كما قد يقال والعياذ بالله من سمح لكم أن تقرروا نيابة عنه جل جلاله و تنزه عن هذا التشبيه .
من الذي يقرر الصح من الغلط الظلال من النور الحق من الباطل هل انتم؟!
هل مفاتيح الجنه بأيديكم هذا يدخل وهذا يرحل وتقصوا هذا و تقرروا لهذا الدخول !؟
عجيب أمركم وكأنكم بواب للجنه والنار والعياذ بالله من ان يكون أحد غير الله هذا.
تعاظمت وكثرت فى الأونة لأخيرة 
هذه الجماعت المتطرفة التى تستخدم الدين ستارا لأفكارها وأهدافها وانتشرت فى كافة أرجاء المعمورة وكلها فى رأيى مرتبطة ببعضها البعض سواء فى الفكر أو ألأسلوب او الهدف أو أنها يمكن أن تشكل كيان واحد وروح واحدة وبعضهم يستغل الابرياء والجهلاء و يغسلون ادمغتهم فيتبعونهم على العماء . ولاننسى أنه يوجد حروب حدثت على مدار التاريخ وسببها وستارها هو الدين مثل الحروب الصليبية التى حدثت ضد الإسلام والعالم الإسلامى ، وكذلك حرب التتر، وأعتقد أن إسرائيل ماهى إلا أمتداد لهذه الحروب وهدفها أيضا ديني كما انها دوله قائمه على الدين و من قبل جمعات ذات أفكار متطرفة أسست لهذه العداوات والعنف الدينى . وماحدث من حروب دينية فى  لبنان وتشاد والنيجر وغيرها من الدول .  ولاننسى وسط ذلك تنظيم القاعدة والدورالذى لعبته فى نشرالعنف الدينى بكافة صوره .
التطرف الدينى هو مرادف العنف الدينى فى الحقيقة وقد أصبحت ظاهرة عالمية تستحق الوقوف أمامها وتحليلها ووضع الحلول لوقفها والقضاء عليها . وبداية يجب أن نعترف أن وراء العنف الدينى جماعات دينية متطرفة أو دول أصحاب مصالح تختفى وراء هذه الجماعات تعيش فى حالة من العداوة مع المجتمعات الدينية مستخدمة الدين عباءة تختفى ورائه . ويجب أن نعرف امرا   طريفا أن المناطق الوحيدة فى العالم التى لاتعانى من العنف الدينى هى الأمريكتين وأكثر مناطق العنف الدينى والتطرف فى العالم فى منطقة الشرق الأوسط ودول شرق آسيا وبصفة خاصة الدول العربية وشمال افريقيا وخاصة مصر ولبنان وليبيا والعراق وكذلك الهند والصين وأندونسيا وبورما وباكستان والبوسنة والهرسك  ولم يسثتنى أى ديانة سماوية من هذا العنف الدينى فشمل المسلمين والمسيحيون واليهود وخاصة خلال السنوات الأخيرة . أما صربيا ورومانيا وقبرص قد شهدت أنخفاض كبير فى اعمال العنف الدينى . ومن خلال أستعراض العنف الدينى فى عدد من الدول مؤكد سوف نعرف الأسباب الحقيقية للعنف الدينى لوضع الحلول وطرق المعالجة لظاهرة تجتاح العالم  :-
- مصر من الدول التى تعانى من العنف الدينى على مدار التاريخ بصفة خاصة خلال الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير ووصول الإخوان للحكم  وماتلاه من عزل محمد مرسى والتى تخللها عنف دينى كرد متبادل بين الثلاث جهات  تجاه  ألأحداث السياسية ومايحدث داخل المجتمع المصرى مما جعل المسيحيون بها يدفعن جزء كبير من هذا الثمن وأسباب ذلك عديدة منها :-  موقف ألأقباط السياسى الرافض للحكم  على أساس دينى في دولة بها تعدد ديانات وتأييدهم للحكم المدنى ،   وماحدث من أحداث بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن شاهد على ذلك العنف الدينى من حوادث مستمرة وبصفة خاصة ماحدث من أحداث ماسبيروا وماتلاها من حوادث خلال الفترة من 29 يوليو وحتى 3 أغسطس 2012  والتى رصد خلالها أكثر من 50 حادث  ضد ألأقباط  فى مناطق عديدة من صعيد مصر مثل قرية ديرمواس ودلجا وملوى بالمنيا ونجح حماد وأسيوط وسوهاج وبورسعيد وشمال سيناء وتعددت صور العنف الدينى بين إعتداء على المسيحيين وإعتداء على ممتلكاتهم من  حرق البيوت والسيارات  والإستيلاء على الممتلكات وحرق دور العبادة من كنائس وأديرة والتى أشارت معظم وسائل الإعلام أن القصد منها عنف ديني بشكل او بآخر   .
- وأندونسيا من الدول التى يوجد بها عنف دينى  ضد المسلمين والمسيحيين على حد سواء فقد رصد أكثر من 225 حالة عنف دينى بمعظم محافظات اندونسيا عام 2013  بزيادة كبيرة عن عام 2012 رغم الجهود المبذولة من جانب جهات عديدة هناك للتعريف والتوعية بالديمقراطية وحرية العقيدة الدينية ، والدعوة لإزالة العنف الدينى بالقضاء على اسبابه وخاصة فى ظل التنوع الثقافى والدينى بين الشعب الأندونيسى ، حيث أكد الجميع على أهمية دور مؤسسات الدولة فى اتخاذ إجراءات حازمة وقوية لمواجهة المجموعات المتطرفة وحماية  الأقليات الضعيفة سواء من المسحيين أو الشيعة هناك فالعنف الدينى يعتبر مشكلة صعبة فى أندونسيا ، وقد خرجت مظاهرات من كافة المجموعات الدينية المختلفة هناك لتعلن رفضها للعنف الدينى فى دعوة عامة للتسامح الدينى بين أبناء المجتمع الواحد وإحترام حريات الأخرين وحقوقهم .. وفى محاولة للتعامل مع العنف الدينى كظاهرةٌ  عامة باندونسيا نظمت الحكومة يوم أطلق عليه يوم الوئام الدينى يتم الإحتفال به سنويا من خلال مسيرات شعبية ولقاءات ثقافية فى أنحاء اندونسيا علما أن اندونسيا تعتبر ذات أغلبية إسلامية يصل المسلمين بها لأكثرمن 80%من السكان .
- وتونس بدأ يجتاحها العنف الدينى المرتبط بالسياسة منذ اندلاع الثورة التونسية عام2011 وبدأت تتكون جماعات ذات مرجعيات دينية بالتواجد على الأرض وفى المشهد التونسى وظهرت عبر وسائل الإعلام بعد الإنتخابات الأخيرة من خلال عمليات عنف ممنهجة ضد خصومهم دينيا ، فهذه المجموعات تفرض ماتسميه الشرعية من وجهة نظرها بالعنف والقوة لتأديب من ينتقدها أو يقف أمامها أو يعارضها وأكبر دليل على فكرهم المتطرف مااعلنته حركة النهضة التونسية أن مايحدث فى مصر وتونس وتشبيهه بغزوة بدر التى انتصر فيها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" على كفار قريش . ولكن الحقيقة تبرز أن استخدام العنف ماهو إلا برهان على العجز والضعف السياسى  وعدم وعى ومعرفة وتخبط ..
- وبورما عانت العنف الدينى فى أبشع صوره على الإطلاق وهو حوادث العنف بين البوذيين والمسلمين فى بورما والذى وصفه البعض بأكبر مأساة إنسانية  يتعرض لها المسلمين فى بورما، حيث تعرضت الأقلية الروهينجا الإسلامية لأعمال عنف وإبادة جماعية ، يعيش 800 ألف منهم فى ولاية راخين تعتبرهم الأمم المتحدة من أكثر الأقليات بالعالم تعرضا للعنف والإضطهاد الدينى بصورة مطلقة فى العصر الحديث.
- ودولة أفريقيا الوسطى شهدت أعمال عنف دينى متصاعدة  خلال عام 2012 ارتكبها المسيحييون والمسلمون ضد بعضهم وخاصة فى ظل أنعدام القانون والأمن وعدم توقيع العقوبات على المحرضين والمشاركين فى أعمال العنف والقتل مما أوجد كارثة إنسانية لايمكن تصورها وزاد الأمر سوء مع تدخل قوات المتمردين فى افريقيا الوسطى والمرتزقة  من الدول المجاورة  وكذلك هروب بعض السجناء ومشاركتهم فى الصراع الدائر بين الجانبين ومناصرة طرف ضد آخر لأهداف خاصة بكل منهما ولم يقتصرعلى ذلك  مما يدل على مدى بذور الكراهية التى تم زرعها هناك  بالإضافة لتفكك الحادث بالقوات الرسمية بالبلاد سواء شرطة أو جيش مما جعل سكان البلاد ومعظمهم من المسيحيين لتكوين قوات للدفاع عن نفسهم وممارسة العنف ضد المسلمين بالبلاد وخاصة فى القرى الواقعة بالشمال ، وقد بلغ عدد اللاجئين بسبب الصراع الدائر بالبلاد حوالى ربعمائة ألف شخص تم تشريدهم بالغابات والأحراش فى ظل ظروف معيشية صعبة من مياه غير نظيفة وقلة الطعام وندرته وعدم وجود قوافل الإغاثة الدولية لصعوبة عملها بالمنطقة . وقد حاوت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المساعدة فى تخفيف الصراع ووقف العنف و القتل بمعاونة منظمات المجتمع المدنى فى الدول المجاورة ولكن بائت كافة المحاولات بالفشل ولم تنجح فى تحقيق النتيجة المبتغاه من عملها . مما أوصل البلاد إلى درجة من السوء لايمكن تصورها وبدون مبالغة خوف من عمليات الإبادة الجماعية بسبب الإنقسام والعنف بين الجانبين المسيحييون والمسلمون رغم أنهم أبناء وطن واحد . والذى جعل الجميع من كلا الطرفين لترك منازلهم والأطفال مدراسهم والرجال والنساء لترك عملهم وممتلكاتهم للنجاة بارواحهم ، مما جعل الأمين العام للأمم المتحدة  يخشى من جراء العنف الدينى فى أفريقيا الوسطى أن يؤدى لتقسيم البلاد
- الهند من الدول التى تعانى من العنف الدينى حيث تعرضت أحياء إسلامية فى مدينة أحمد آباد لهجمات من بعض المتشددين من الهندوس بأن حرقوا أكثر من 200 مسلم أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن وإصابة أعداد كبيرة من المسلمين وهذه الهجمات هى رد فعل لقيام مجموعة من المسلمين بقتل أكثر من 50 شخص من الهندوس أثناء قيامهم ببناء معبد لآلهتهم مكان أحد المساجد بالبلدة  ، وتعتبر هذه الأحداث ضمن أحداث عديدة تتعرض لها الهند من أسوء أحداث العنف الدينى . وهنا تظهر مسئولية الحكومة الهندية وتقصيرها تجاه الأحداث الجارية من عنف دينى بين المسلمين والمتشددين الهندوس وسبب أستمرار الأحداث هى الخلط بين الدين والسياسة مما يؤدى لموجات من العنف والحل الوحيد فى رأيى هو تطبيق القوانين وإحترام حق الهنود بكافة أديانهم فى وطن واحد لهم جميعا .  ولابد تمكين كلا الطرفين من العيش فى سلام ووئد أسباب العنف من البداية والسيطرة عليها . وكانت بداية أحداث  العنف الدينى بين الهندوس والمسلمين فى الهند عام 2002  عندما قتل مسلحون 166 شخصا فى هجوم بمدينة بومباى وتشريد الآلاف . وقد وجد إزاء قصر تصرفات الحكومة الهندية أن قامت الأمم المتحدة بتحذير الحكومة من التحيز ضد المسلمين الأقلية لصالح الأغلبية من الهندوس المتشددين . والهند عبر تاريخها الطويل الممتد تعانى من توترات بين الأغلبية من الهندوس والأقلية المسلمة والتى تتطور كل فترة لأعمال عنف دينى وبحور من الدم . وتشهد أيضا الهند عدد سكانها يصل مليارنسمة منهم حوالى 2% مسيحيون  يتعرضون لأعمال عنف منذ فترة طويلة مما أدى لمقتل العشرات منهم وحرق كنائسهم ايضا . كما يوجد مواجهات وصراعات وبحور من الدم بين الهندوس والمسلمين فى ولاية جوجارات الهندية .
أما نجيريا من الدول الأفريقية التى  تتعرض للعنف الدينى فى ظل وجود جماعات متطرفة وأشهرها جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة والتى لها مجلس شورى يتكون من 18 عضو تسعى لإسقاط النظام العلمانى فى نيجيريا التى تنتشر فى كثير من المدن والقرى النيجيرية وأمتد نشاطها لبعض الدول المجاورة  وقد قامت هذه الجماعة بعمليات عنف ضد الحكومة فى نيجيريا وخاصة فى شمال البلاد  وخاصة عملياتها المسلحة ضد رجال الشرطة والجنود وحراس السجون والدفاع المدنى والمسيحيون فى البلاد . والبداية المعروفة لهذه الجماعة كان عام 2002 كانت جماعه غير عنيفة وبعد ذلك لجأت للعنف كأسلوب لفرض إرادتها وظهرت الجماعة تحت أسماء أخرى متعددة منها المهاجرون والبوسفية وطالبان نيجيريا وبوكو حرام وحماة أهل السنة للدعوة والجهاد . وهذه الجماعة تعتبر الغير اعضاء فيها كفار ومفسدين ويحرمون بعض المنتجات الغربية . رغم أستخدامهم للتكنولوجية الغربية مثل المحمول والسيارات والأسلحة الغربية .  وجماعة بوكو حرام تجذب إلى عضويتها اعداد كبيرة من كافة المناطق النيجيرية ولها أعضاء فى النيجر وتشاد والسودان منتمين لها ، وقد نتج عن عنف هذه الجماعات هروب الإستثمارات ألأجنبية والمحلية لخارج البلاد والهجرة القسرية لبعض السكان من منطقة لآخرى داخل البلاد وتدمير متعمد للمتلكات وترميل النساء وقتل الشيوخ وألأطفال ونساء بصورة جماعية . وشكل نشاط هذه الجماعة نوع من التمرد داخل البلاد وبدأت تتعامل معه النظام الحاكم على أنه تمرد مسلح . وسعت الحكومة في إيجاد حل سياسى لتمرد هذه الجماعة . مع إستخدام عصاة الأمن فى القمع بشكل حازم متشدد للقضاء على نشاط جماعة بوكو حرام بدلا من إيجاد حلول للمظالم وحل مشكلة البطالة ورفع مستوى المعيشى للطبقات الدنيا من أبناء الوطن . وقد تعرض أسلوب الحكومة النيجيرية لنقد سواء من سياسيين داخل البلاد أو معارضين للنظام بالخارج أومنظمات ودول أجنبية أخرى لها مصالح بنيجيريا.    
- وليبيا من الدول التى تعانى أيضا من العنف الدينى والذى ظهر فيها خلال الفترة الأخيرة وعرف عبر وسائل الإعلام من قيام مجموعات مسلحة بإستهداف المسيحيون وقتلهم والتمثيل بهم لمجرد أنهم مسيحيون  وهو الحادث الذى تعرض له عدد  من المسيحيون ألأقباط وقد أعلن البعض أنها جماعات أصولية إسلامية وأنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين . والخشية من زيادة هذه الحوادث وخاصة مع عدم وجود حكومة قوية ونظام سياسى  بعد مقتل القذافى داخل البلاد مما يؤدى إلى زيادة أعداد هذه الجماعات  وإنتشارها فى ربوع البلاد .  
وقد عقدت مؤتمرات دولية للتحذير من العنف الدينى ومخاطره وما يترتب عليه من إهدار الحريات وحقوق الإنسان التى أقرتها كافة المواثيق الدولية .. وخاصة حرية الرأى والعقيدة الدينيه لكل إنسان ، وقد عبر جميع المشاركين بهذه المؤتمرات عن قلقهم البالغ ممايحدث بمنطقة الشرق الأوسط ودول الربيع العربى  سواء مصر وليبيا وتونس ، وكذلك سوريا وما يتعرضه له شعوبه من عنف دينى مطالبين المجتمع الدولى بوقفه ومواجهة عمليات القتل الممنهج القائم على أساس ديانة الضحايا وترويغ الآلاف وتهجيرهم قسرا والتصدى للإرهاب الاعمى الذى لاوطن له.
اسباب العنف الدينى يمكن إجمالها فى :
1- التملك والتي منها تتفرع غرائز اخرى كثيرة غير صحية ، حينما يكون اي تملك تملكا غيرمشروع ، يقوم بتحريف الدين ، او المذهب ، والدخول إلى عمليات جدلية غير حقيقية  منافية للواقع وصولا للحصول على ما لايستحقه ، أو أستخدامه بشكل تعسفى لتحقيق مصالح ذاتية بصورة أنانية مع إبعاد ألآخر وعدم إعطائه الحق فى ممارسة حقوقه او تحقيق رغباته  بنوع من التميز عليه والتقليل من قدراته والحط منها وابتزازه وأتهامه بأشياء ليست فيه لسلب مايمكلك من حقوق سواء مادية أو معنوية .
2- البطالة من الأسباب الرئيسية للعنف الدينى حينما لايجد الشباب العمل المناسب فيوجد لديهم فراغ كبير مما يكون فرصة لبعض الجماعات الدينية أن تبث سمومها فى عقول هؤلاء الشباب بافكار ومعلومات دينية مغلوطة لتجنيدهم ليكونوا أدوات تستخدم فى الفتنة ونشر العنف الدينى .   
2- الفهم الخاطىء للدين من بعض الجماعات  الدينية بمعلومات مغلوطة ، والمصاحبة للتطرف الفكرى فى التعامل مع الآخر والرؤية القاصرة لتعاليم الدين وأحكامه . 
3- التعصب ألأعمى من جانب بعض الجماعات وأفكارهم الهدامة بزرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
4- إصدار الأحكام المطلقة والمسبقة على الآخرين بدون مناقشة وحوار بين كافة الأطراف . قال تعالى : " فذكر غنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " ، " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " .
5- عدم الإنفتاح على الأفكاروالثقافات الأخرى لمعرفتها والتعامل معها ورفض أفكار وثقافة الغير بدون وعى وفهم لها يدفع للعنف بصورة أو بأخرى .
6- ارتباط العنف الدينى بالإرهاب حيث يستخدم ألإرهاب العنف الدينى وسيلة لتحقيق أهدافه .
7- استخدام  مخابرات بعض الدول المختلفة للعنف الدينى كسلاح للضغط على الدولة لتنفيذ مخططاتها بالتواصل مع الجماعات الدينية مما يولد العنف الدينى .
8- استغلال القوى الخارجية الأجنبية للعنف الدينى فى المجتمعات الأخرى للسيطرةعلى مقدرات الدولة وقراراتها السياسية والإقتصادية وتحالفاتها.
9- تجار السلاح المشجعين للعنف الدينى من أجل رواج تجارتهم غير المشروعة سواء كانت دول أو مجموعة إجرامية .        

9- تقاعس الدولة عن القيام بدورها فى حماية الأقليات قد يكون بشكل عمدى أو غيرعمدى بسبب الظروف الأمنية داخل البلاد والذى قد يكون بسبب الثورات أو الصراع على السلطة كما فى ليبيا أو مصر ..
10- عدم تطبيق القوانين بشكل حازم وصارم على الجميع بدون أستثناء. وعدم تحقيق العدالة للوصول للمحرضين أيا كانوا انتمائاتهم وميولهم الساسية ومعاقبتهم.
11- غياب دور المؤسسات الحكومية والمدنية الخاصة فى معالجة أسباب الظاهرة وعدم التدخل السريع لتقليل حالة الإحتقان الموجودة بالمجتمع .. مع غياب دور رجال الدين سواء من الأقباط أو المسلمين لوئد الفتنة فى مهدها .
علاج العنف فيكمن في إصلاح البيئة الاجتماعية ـ السياسية المسؤولة عن العنف بشكل رئيسي . وبصفة خاصة البيئة الاجتماعية التى لها القدرة على اصلاح نفسها بنفسها ، بناء على تركيبة الانسان الذاتية ، وذلك اذا توفرت عناصر اساسية مهمة وهي :
1- الجهاد والنضال الانساني بالطرق المناسبة للتحرر من استعباد الدول العظمة القوية عسكريا وإقتصاديا ، حتى تيا س هذه الدول مما تقوم به من قتل الناس ونشر الفوضى الخلاقة فى الدول الضعيفة لتحقيق مصالحها .
2–العامل الانثروبولوجي الذي يقول: ان الانسان، مهما كان شريرا لا يتحمل ضميره الا قدرا معينا من القتل والتدمير الذي يحصل على يده.
3–اسهامات المفكرين ورجال دين الصادقين مع ايمانهم ومع ربهم ومصلحين في فضح تعسف ولا انسانية الوضع الذي تسببه الوحشية الرأسمالية المدافعة عن وجودها وهيمنتها.
4- إحترام البشر بغض النظر عن معتقداتهم الدينية .
5- إيجاد بيئة للحوار السلمي والشامل للجميع وإعترافاً بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان والطوائف  وأقّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 65/5 (2010) الذي أشار إلى أن التفاهم المشترك والحوار بين الأديان يشكلان بعدين مهمين لثقافة السلام وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان كطريقة لتعزيز الإنسجام بين كل الناس بغض النظر عن إنتماؤهم الديني.  وكانت أنشطة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هي مؤشر واضح على أن المصالحة تتطلب تعزيز السلام والتسامح والانفتاح. وبصرف النظر عن المخاوف السياسية ، فأنه ليس من المستغرب ان يكون الإرهاب في المرتبة الأولى من بين أبرز التحديات الأخرى . ويمكن للمؤسسات الدينية ، وبشكل أخص التضامن بين الأديان ان تلعب دورا رئيسيا في مكافحة الإرهاب وبناء السلام . أبرزت الخطابات المختلفة من الزعماء الدينيين أيضا ضرورة كسرالهوه بين المكونات الاجتماعية المختلفة ، والاعتقاد في التعددية الفكرية والسياسية والدينية ورفض كل أشكال العنف والأيديولوجيات المتطرفة.
-6 تعزيز الحوار بين الأديان على المستويات الوطنية والإقليمية ، والقيام بمزيد من التعاون مع الزعماء الدينيين بغية وضع خطة عمل من شأنها أن تشمل البرامج والمشاريع التي تشجع التعاون بين الأديان وتعزيز الجهود على التعايش السلمي. 
وفى النهاية أرى أنه  لابد من الحوار والبعد عن العنصرية والسلوكيات التى تؤدى للعنف الديني والتحريض على الكراهية ضد بعض الأقليات الدينية فى داخل مجتمع الدولة الواحدة . 
 وان كان بعضها أكثريه ويعاني من اضطهاد الاقليه وانا هنا ليس لدي مشكله بالاقليه او الاغلبيه لأن الظلم ظلمات ليس بناء على العدد او التمثيل السياسي او الاغلبيه البرلمانيه او من حيث عدد المواطنين بشكل عام فمن قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا

العنف الديني يأتي بصور كثيرة ابتداء من النظرة السلبيه او نظرة شخص لشخص آخر نظرة دونيه بسبب دينه او عزلته في مجتمعه بناء على معتقده الديني 
يكون العنف الديني أحيانا من الأفراد و أحيانا من السلطات وأحيانا من الحاكم على المحكوم أو العكس من المواطن على الحاكم فيحكمون على الناس من خلال دياناتهم وليس كفاءاتهم وهذه البدايه الحقيقه للعنف الجسدي
حيث يبدأ العنف بالفكر والعقل و المعتقدات ومن ثم يبدأ بالتنفيذ على ارض الواقع اولا بالتجنب للشخص المخالف و عزله وعدم مشاركته حياته الاجتماعيه وافراحه واتراحه الى اخره من هذه الامور الى أن يبدأ المجتمع بمؤسساته رفض ذاك الشخص او تلك الفئه بالوظائف الحكوميه و الخاصه ايضا ولن يجد عمل الا لو كان صاحب اموال بحيث يفتح هو مصلحه خاصه
وينتقل الأمر للسب و التجريح و العنف اللفظي و العدواني من حيث الفكر و الاعتقاد الذي ينعكس على الكلام و ينتقل الى مرحلة الخطر في العنف الجسدي الذي يتشكل باشكال عديده من ضرب و قتل وتعذيب و سجن وتوقيف و تشويه 
كما يكون العنف الديني ايضا بمنع ممارسة الطقوس الدينيه لكل شخص (فكل انسان له حرية الممارسه لشعائره الدينيه مهما كانت) ان لم يكن بها شغب او تأثيرات أمنيه على البلد و الاهم ان لا يكون خلفها احزاب سياسيه متستره بالدين فإن خلا الامر من هذا فلكل حريته في ممارسة طقوسه
كما يظهر العنف الديني اعلاميا على المحطات الفضائيه والمواقع الالكترونيه و الجرائد و المجلات التي تحرض فئة  على فئة اخرى
تشوه سمعة فئه و تختلق الاكاذيب و الاقاويل لتشويه دين معين فمن يقرأ وهو جاهل سيصدق ما يقال من خزعبلات ضد دين ما و سيتسبب بحقد و كراهيه الناس لهذا الدين ظلما و بهتانا ومن ثم سيبدأ معتنقي هذا الدين بالمعاناة معاناة تفسير نفسهم وتبرير ما اتهموا به ومن ثم مواجهة حقد وكره الناس لهم ومن ثم العزله في وطنهم وهذا خطر كبير يؤدي لاحساس فئة ما بالظلم وهذا الظلم سيولد رد فعل يبدأ بتكتل اساسه الدين ومن ثم يتحول لتكتل له تحركات سياسيه ابتداء بالمطالبه بحقوقهم المسلوبه ومن الممكن ان يتحول لخطر يهدد كيان الدوله
ومن هنا نستننج ان العداله و الاحتواء للجميع بالمواطنه بناء على الوطنيه وليس الدين سيضمن الامن والسلام للدوله وكيانها والعكس صحيح
كما يكمن العنف الديني في الدوله بإختيار المناصب بناء على الدين كأن يحرم مواطن كفوء من وظيفة حساسه كون القانون لا يسمح بتنصيبه مثلا بالجيش او وزير او اي موقع هام ومن هنا تكون العنصريه الدينيه بأسخف مظاهرها 
ويكمن العنف الديني بصور عديده منها الزواج بحيث يرفض الأهل او العشيره التزاوج بين طائفتين من نفس الدين احيانا لكن بطوائف مختلفه مثل كاثوليك اورثوذكس بوتوستانت ،شيعي سني وغيرها من الامثله
ويظهر العنف الديني ايضا بإزدراء الاشخاص بناء على لباسهم الذي يمثل دينهم مثل العنف الديني الذي  تواجهه المسلمات في بعض البلدان بلبس الحجاب وهو حرية شخصيه فلا يجدر بأحد ان ينتقد من تلبس الحجاب ان كنا في بلادنا لا ننتقد سيخي يلبس لباسه الديني مثلا او يطيل شعره ليصل لامتار فكل شخص حر بمظهره طالما لم يخدش الحياء العام 
او التطاول على الرهبان والراهبات الفاضلات و النظرات المستعجبه واحيانا تأخير المعاملات او رفضها فقط بناء على ما ظهر من ملابس تدل على الديانه ..يا لسوء اخلاق من يفعل هذا مع أي كان
و يتمثل العنف الديني ايضا بالتشكيك بالوطنيه بناء على الدين متناسين ان الدين لله والوطن للجميع
وهناك صورا كثيره للعنف الديني تتمثل في اشكال عديده يشمئز منها كل صاحب خلق وكل مثقف وكل من يحمل معاني الانسانيه

كلمه اخيره اقولها في هذا الموضوع انه يجب على الدول اعادة النظر في الخطاب الديني الذي يصدر من منابر بيوت الدين ومن خلف كل متحدث وما مضمون حديثه فليس كل من وقف على منبر كفوء بأن يسمع منه
يجب ان يكون هناك رقابه لكن رقابه غير عنصريه بل هدفها محاربة العنصريه الدينيه التي ستؤدي لخراب الديار