الخميس، 28 أبريل 2016

المرأة المثالية * بقلم - سارة طالب السهيل*

المرأة المثالية

 بقلم - سارة طالب السهيل


قرأنا الكثيرمن الشعروالكتب والمقالات التى تتحدث عن المرأة المثالية ، وسمعنا الكثيرمن الأغنيات التى تصف وتتغنى بتلك المرأة ، فمنهم من وصف جمال الشكل والقد والشعر . كقول الشاعر ذي الرمة :
بيضاء صفراء قد تنازعها لونان من فضة ومن ذهب
ومن الشعراء من غاص فى بحورها روحانياً ، وأشاد بأحاسيسها ومشاعرها ، وخلقها ونسبها . كقول الشاعر :
مغيـرية كالبـدر سنـة وجهها لها حب ذاك وعرض مهذب
من الخفرات البيض لم تلق ريبه
مطهرة الأثواب والعرض وافر
وعن كل مكروه من الأمر زاجر
ولم يستملها عن تقى الله شاعر
ومن الشعراء من آثر قوة المرأة وشخصيتها الشديدة ، بل إن بعضهم أحب فيها ضعفها وهوانها وانكسارها أمام عنفوان الرجل .. ومن هذا نستنتج أنه لاتوجد امرأة مثالية ، بل توجد امرأة مثالية لرجل معين بذاته ، فكل رجل له ذوقه ومزاجه الخاص يتصور به امرأته وحلم حياته وقمر لياليه وفارسة أحلامه . ولايمكن ذكر المرأة والحديث عنها دون ذكر الشاعرالكبيرالذى كتب في كل شيء ، ولكنه تخصص في المرأة إلى أن أصبح يوصف بأنه شاعر وحبيب كل النساء ـ الشاعر نزارقبانى ، والذي نظم الكثيرمن الشعر يتغزل بالمرأة ، إلا أننى أذكرقصيدة قال فيها :
أشهد ألا إمرأة أتقنت اللعبة إلا أنت .
وأنا طبعاً أوافقه وأشاركه الرأي .. بأن الحب والزواج والتعامل مع الرجل ماهو إلا لعبة خطيرة تستوجب الاتقان والخبرة والفن والتفنن ، وهذا لايعنى « لاسمح الله» كذباً أو خداعاً أو مراوغة لا ، بل يعني صدق المشاعر والإحساس والطيبة والحنان والعطاء والتضحية ولكن لدوام نجاح العلاقة مع الرجل يجب أن تشعرالمرأة دوما بأنها في لعبة أو مسابقة كلعبة شطرنج مثلاً ، ويجب أن تنتهي بفوزها ، بل وتفوقها . فبذكائها تشغل نارالحب وتؤجج الأشواق ، حتى ولو بعد عشرين عاما من الزواج .. ليس فقط بمظهرها وجمالها ونظافتها ورقتها ، لأنه بالرغم من أهمية ذلك فإن هذه الصفات أصبحت متوافرة بكثيرمن النساء في هذا العصر، بل بجمال الروح وعبقرية العطاء والتفنن ، فالتعامل هو الأهم بأن تعرف :
متى تخضع ؟ ويكون خضوعها كبرياء وانتصار .
ومتى تترفع ؟ ويكون ترفعها دلالا واقتدار.
ومتى تسكت ؟ وفي سكوتها كل المعاني .
ومتى تتكلم ؟ وكلامها لحن وأغان .
ومتى تصبر ؟ ومتى تتسرع ؟ ومتى تقف ؟ ومتى تضحك ؟ ومتى تبكي ؟ ومتى
تغضب ومتى ومتى ؟
فكل شىء مباح إذا كان فى مكانه ووقته الصحيح .
وكما قال أيضًا شاعرنا المحبوب نزار قبانى في نفس القصيدة :
تحرقني ، تغرقني ، تشعلني ، تطفئني ..،
فكل هذا مباح ومحبب ، ولكن كيف ومتى ؟
حتى الاحتلال حيث يقول :
تحتل نفسي أطول احتلال وأجمل احتلال .
لأن الرجل إن لم يجد من تقوم باحتلاله فسوف يظل يبحث عن النساء حتى يجد من تحتل قلبه ووجدانه وعقله وفكره ، ليشعر معها بالاستقرار والراحة بعد تعب الحل والترحال .
ويكشف لنا الشاعرالرقيق صفات محبوبته المثالية حيث قال :
أيتها : الشفافة اللماحة العادلة الجميلة .
أيتها : الشهية البهية الدائمة الطفولة .
وهكذا يكون قد جمع كل الصفات من الجمال والذكاء والطيبة والصفاء والجاذبية والبراءة ، وهى صفات يندر اجتماعها في امرأة واحدة كامرأة الشاعر نزار قبانى :
أما خالد بن صفوان : فقد أراد الزواج فطلب من الخاطبة أن تبحث له عن امرأة .. بكر كثيب أو ثيب كبكر، حلوة من قريب ، فخمة من بعيد ، كانت فى نعمة ، فأصابتها فاقة ، فمعها أدب النعمة ، وذل الحاجة ، فإذا اجتمعنا كنا أهل دنيا وإذا افترقنا كنا أهل آخرة .
حقا صفات رائعة ، ولكنها نادرة ولن يجدها بسهولة ، ولكنني اتسائل: من الرجل المثالي بعين المرأة ؟ فهل سأل الرجل نفسه هذا السؤال ؟
سارة السهيل 

السبت، 23 أبريل 2016

قواعد العشق الاربعين ... رؤية اعمق واوسع لسارة السهيل

قواعد العشق الاربعين ...  رؤية اعمق واوسع
 لسارة السهيل


الأم المعنى و الدلالة لسارة السهيل

الأم المعنى و الدلالة

 لسارة السهيل

الإعلانات التجارية تهين كرامة المرأة لسارة السهيل

الإعلانات التجارية تهين كرامة المرأة
سارة السهيل


 تقر كل المجتمعات في العالم شرقا وغربا مهما كانت ثقافتها ومرجعيتها الدينية بأن المرأة هي نصف المجتمع وشريكة رئيسية في بناء حضاراته بما تملكه من عقل وتدبير وحكمة تصنع بها وتربي الأجيال .

والحقائق الكونية اثبتت قدرات المرأة عبر العصور والحضارات في النهوض بالمجتمعات وتبوأت أعليدى المناصب بها حتى كانت ملكة وقاضية وطبيبة وقائدة طيارة وفيلسوفة وأديبة وفنانة من ودون ان تتعارض قدراتها العقلية مع انوثتها .

والمرأة العربية على وجه الخصوص ناضلت مع زميلها الرجل من أجل التحرر من الاستعمار الاجنبي في مصر والجزائر، وفلسطين. كما صمدت المرأة العراقية منذ الغزو الامريكي وحتى اليوم في رعاية اطفالها اليتامي وسط قصف وجرائم قتل يومي يرتكبها الارهابيون. وما تواجه المرأة السورية صنوف التهجير وحماية الصغار بكل قوة بعد ان فقدت عائلها نتيجة الصراع السياسي الدائر هناك .
بينما تفلح المرأة المصرية والعراقية والتونسية الأرض بسواعدها لتجلب المنتجات الزراعية لأبنائها ومجتمعها، بينما تكافح المرأة الخليجية والاردنية لنشر التعليم في المدراس والجامعات .

وفي عالمنا المعاصر سعت فنون الدعاية التجارية لتقليص ادوار المرأة وقصرها جانب واحد وصورة ونمطية واحدة وهي المرأة الانثي واستثمار جمالها في ترويج السلع والمنتوجات المختلفة بأساليب رخيصة، حولت فيها المراة الي مجرد دمية يوظف جمالها وانوثتها في فنون عرض البضائع وجذب الزبائن، مع الغاء كينونة المرأة كشريك فاعل للأسرة والمجتمع .

ويتفنن صناع هذه الاعلانات في انتاج بروموهات دعائية تجارية في ابراز مفاتن المرأة ليقرنوها بمفاتن السلعة لجذب الجمهور علي شرائها بوسائل رخيصة متغافلا عن حقوقها الإنسانية في الحفاظ على كرامتها وعقلها وثقافتها.

بينما اثبتت الدراسات العلمية التي اجريت في دول الشرق والغرب على حد سواء حقيقية ان الإعلانات الخليعة قد أساءت لكرامة المرأة حين تم استخدام جسدها للفتنة والاثارة وصارت رمزا للجسد والمعايير الاستهلاكية مثل الدمية التي لا عقل لها ولافكر ولا دور سوي التسلية الرخيصة .

ولا تقبل أعتى الشعوب تحررا وحداثة ان تختزل الإعلانات التجارية صورة المرأة في نمط انثوي يحصرها في جسد فتان، وفي صورة سلبية تنتهك كرامتها وتلغي ما يتمتع به هذا الكيان الانساني الجميل من علم وعقل وفكر وثقافة وأدوار مهمة في تعمير الارض والارتقاء بها  .

ولكن الازمة الكبري ان الاجهزة الرقابية لم تمنع رأس المال من استخدام المرأة كسلعة بعرض مفاتنها بجوار بيع السلعة المعلن فيما يشبه تجارة "الرقيق الابيض" والذي تتحول فيها المرأة من عفيفة طاهرة إلى مهانه وعديمة الكرامة!


يجب أن نبدأ بشن حملات تناهض الاستخدام الرخيص للمرأة في الاعلانات التجارية .
ويبقي على المؤسسات البرلمانية والاعلامية الرسمية في الدول العربية الإسراع في سن تشريعات تمنع الظهور المبتذل للمرأة في الاعلانات التجارية حفظا لكرامتها  من الإهانة والاحتقار والإبقاء على دورها الريادي بكافة المجالات
الجمال من صنع الله والأناقة ذوق ورقي ولكن استخدامهم كتجارة أو للترويج يحول المرأة إلى سلعه تباع وتشترى وعندها لن يصبح هناك فرق بين من يسبى المرأة ويبيعها كجارية وبين من يجعل منها جسد بلا عقل
انتهاك حقوق المرأة لا يختلف بين من يعنفها ويضربها ويحبسها بإسم التزمت الديني الكاذب وبين من يهينها ويحولها لدمية بإسم التحرر والإنفتاح الكاذب .


سارة السهيل تكتب .. الأداب والفنون تنمي قدرات الطفل العقلية والوجدانية

سارة السهيل تكتب ..

 الأداب والفنون تنمي قدرات الطفل العقلية والوجدانية


تلعب الأداب والفنون دور البطولة الرئيسية في تشكيل عقل ووجدان الأطفال ، بما يملكانه من قدرات فنية تثير خيال الصغار وتوقظ عقولهم وتمنحهم القدرة علي التحليق في سموات براءتهم . ويوظف مبدعو أدب الطفل قدراتهم علي إستثارة خيال الأطفال في ترسيخ قيم الخير والحب والتعاون والجمال... وغيرها. وبذلك تسهم الأداب في تشكيل اخلاق الصغار وتكوين شخصياتهم تربوياً وثقافياً وأيضاً لغوياً . وبات الإهتمام بالأدب والفنون الموجه للطفل أكثر ضرورة في عالمنا العربي في مواجهة ما يصادفه من مظاهرالعنف والقسوة في الحياة ، كما يجري في مناطق الصراع السياسي بالعراق واليمن وسوريا وغيرها . ومن ثم فلا نجاة للطفل في هذه البلاد من هذا الواقع الأليم وحمايته من السلوك العدواني دون العمل على تنمية ثقافته عبر وسائل التثقيف السمعي والبصري . وقد وعت الحضارات القديمة لأدب الطفل ومنها الفرعونية حيث كشفت الدراسات الإهتمام بالطفل وفنونه لدى المصريين القدماء ، كما تجلي في النقوش والصور على أوراق البردي وجدران المعابد لأهميته في تشكيل وعي الصغار وتثقيفهم . بل ويذهب بعض الباحثين الي الاعنقاد بان السينمائي الشهير وولت ديزني استلهم فكرته عن الكارتون وشخصياته من زيارته لمقابر المصريين القدماء، ورأى فيها قصص الأطفال المصورة. وتبقي الكتابة للطفل عملية شديدة التعقيد المشكلة لان تقديم المعلومة للطفل ليتقبلها ويتفاعل اكثر صعوبة خاصة في عالم الفضاء المفتوح، حيث الطفل اكثر ذكاءا، مما يجعل اختيار اللغة وطريقة السرد والصور وطريقة الاخراج وسبل الاقناع عملا شاقا . ورغم ذلك فان خبرة المبدع وقدرته علي توصيل المعلومة للطفل في اسلوب شيق ومبهج يمكنه التأثيرعلي الطفل ليغرس فيه قيم الخير الجمال والرحمة والعدل وغيرها . كما ان التنوع في فنون أدب الأطفال بين الشعر والقصة والمسرح والمقالة والرواية، يؤدي إلى تنمية قدراتهم العقلية والتعبيرية، واثراء واشباع خيالهم الجامح، كما يهذب وجدانهم ويرقى بحسهم الجمالي، ويغرس القيم التربوية والسلوكية الإيجابية في نفوسهم، ويثيرفيها العواطف الإنسانية النبيلة، ويضيف اليهم الكثير من المهارات للتعامل مع الحياة . وفي تقديري ان أدب الطفل ، لابد وأن يتسم بوضوح الفكرة والمعاني الإيجابية والقيم الإنسانية السامية ، والإبتعاد عن العنف والتطرف والتعصب. وان يتفق مع فطرة الطفولة المجبولة على الحرية والمرح مع تناسبه مع مستواه العمري والادراكي واحتياجاته العاطفية والنفسية . ولجذب الطفل للقراءة والتمتع بالعمل الادبي يبنغي ان يتسم الاسلوب بالسهولة والوضوح مبتعدا عن الوعظ محفزاً علي استثارة العواطف الصادقة بما ينمي أحاسيسه الإيجابية وفقاً لقدرة المؤلف علي استحضار عناصر الإثارة والتشويق وشكل فني بديع عبر رسوم تعبيرية جذابة وملونة . وارجوان تسهم المؤسسات الثقافية العربية في دعم كتاب الاطفال وتحفز المؤلفين علي استمرار ابداعهم، كما يجب ان تهتم هذه المؤسسات الثقافية والتربوية بتحويل ما يتناسب مع قصص الاطفال الي اعمال فنية من افلام كارتون ومسرحيات لان الطفل بطبعه يعشق الصورة المتحركة ويهوي الموسيقي والفنون بالفطرة وهي اكثر تأثيرا في تشكيل وعيه الثقافي وبناء ثقته بنفسه وبالعالم من حوله ، فتثقيف الطفل بناء للمجتمع.

الطفلة المتوحشه الفتنة سارة طالب السهيل

الطفلة المتوحشه الفتنة
سارة طالب السهيل
ـــ كاتبة وناشطه في مجال حقوق الطفل


سنوات قليلة تلك التي شهدت تحولا إجتماعيا أخلاقيا تربويا و كان له أثرا مباشرا على البيئة و المجتمع و الوطن من حيثالأمن و الأمان و السلام و المحبه و الازدهار والتقدم حين سطعت على السطح ظاهرة يجب الوقوف والتصدى لها بكل حزم وقوة وبحث أسبابها وطرق علاجها وهى الفتنئة الطائفية التي ولدت منذ سنوات قليلة و كأنها طفلة من حيث حداثة الميلاد و متوحشه من حيث السلوك و الطباع التى تعتبر خطر داهم وكارثة إنسانية تطل علينا من وقت لأخر ومن منطقة لأخرى ، موجودة فى العالم ولكنها مع الأسف تتركز فى عالمنا العربى بسبب تركيز وسائل الإعلام عليها ووصفها بالظاهرة على خلاف الحقيقة ، ورغم رفض وكره ومحاربة الجميع لها إلا انها  تنتشر مثل الوباء وتتواجد رغما عن إرادتنا ، ورغم النداءات والعبارات التى تتردد فى كافة وسائل الإعلام للحد منها والقضاء عليها إلا أنها للأسف الشديد تزداد وتستشرى مثل النار فى الهشيم ، ولكن الغريب والمثير للدهشة أنها ترتبط لدينا فى الوطن العربى بالأعياد وخاصة أعياد الميلاد المجيد من كل عام وكأن الأعياد التى يجب أن يفرح فيها الأخوة المسحيين ويسعدوا بممارسة الطقوس الدينية والإحتفالية يوجد من يحاول ان يحرمهم منها ويحول فرحتهم حزن وخوف ورعب دائم من المجهول الذى ينتظرهم مع كل عيد ، بآيادى خفية تريد تدمير وفناء بشرى لعلاقات ابدية وأزلية خالدة لايمكن تزول بين المسحيين والمسلمين . تلك الفتنة الطائفية التى تلهب المشاعر وتثيرالخواطر وتترك ايتاما لاذنب لهم الا أنهم ضحايا لتطرف وتعصب أعمى لاضمير ولادين له . الفتنة  بنت أسوار وحوائط داخل نفوسنا ، وشيدت فواصل وعوائق وبحار بين علاقات المسحيين والمسلمين رغم أننا نعيش فى أرض واحدة .
من يفعل ذلك للأسف يدعون التدين وهم عن ذلك بعاد كل البعد ، متدينون لكنهم لايعرفون من التدين الا قشوره أو مظاهره ، فكرتهم عن التدين هى أن الله أوجدنا على الأرض ونحن ضعفاء لكى ندافع عنه (وهو القوى) ونقتل كل من يخالفنا ونستبيح دمائه وماله وعرضه ، وهكذا تصبح الفتنة مثل النار تحمى ويسكب فوقها الوقود دائما لتظل مشتعلة لا أحد يحاول يقترب منها ليطفئها ، ينظر إليها البعض  ولايفعل شىء إلا مجرد الترحم على الايام الماضية حين كان محمد وجرجس أخوات وكانت زينب وكاميليا تعتنى كل منهما  بأطفال الأخرى، حينما كان الأسرة المسيحية تجاور المسلمة ويتبادلان الطعام  والتهانى مع كل عيد يدخلون بيوت بعضهم كأسرة واحدة ها نحن  ننسى كل هذا  ونكتوى بنار فتنة طائفية لعن الله من  اوقدها .استدعاء ألأيام الجميلة التى كانت للعيش فيه ليس حلا ، بل دورنا هو بناء حاضر ومستقبل أجمل ومستقريجب أن نفكر ونعمل من أجله  . وليس بالإستسهال والكلمات الرنانة تحل المشكلة ، او بالهروب كما فعل بعض الأخوة المسحيين بالهجرة للخارج وترك أرضهم ووطنهم .
دائما نسمع أخبار تفجيرات وقتل بين أبناء الوطن الواحد والسبب الفتنة بين المسحيين والمسلمين وإن كانت لاتقتصر عليهما فقط بل يوجد نوع آخر من الفتنة نعيشها فى وطننا وهى بين أبناء الدين الواحد السنة والشيعة ، بل أنها تصل بين أبناء الطائفة الواحدة ولها أسبابها المختلفة بالطبع و التي لم نكن نسمع بها من قبل فكلها أمور مستحدثه و كأنما هذه الطوائف ظهرت الآن و لم تكن موجوده من ألف سنه فمن أوجد هذا و لمصلحة من و لماذا بهذا التوقيت بالذات ؟ وكيف نسمح لأنفسنا بأن نكون أداة لتنفيذ المخططات و أداة غير نضيفه لتحقيق مآرب الأعداء رغم علمنا جميعا بأنها فتنه مدعومه بأموال و أشخاص و إعلام و بطرق عديده لنشرها و تنفيذها فهل هذه الطوائف صحت فجأة لتكره بعضها بعضا وكانت في سبات طوال السنوات الماضيه أمر عجيب فعلا! وهناك أمثله كثيره على هذه الفتن في العراق خاصة و بعض دول الخليج عامة ولو عدنا للفتنه بين المسحيين والمسلمين وكلنا يتابع من وقت لأخرأخبارها فى بلادنا منها :
- منذ وقت ليس بعيد إنفجار سيارة مفخخة استهدف مصلين  كانوا يشاركون فى قداس الميلاد  فى كنيسة ماريوحنا  الكلدانية فى منطقة الدورة جنوب بغداد قتل وأصيب فيه 64 فرد أليس هذا العمل الإجرامى يعد عملا شريرا وشنيعا مرفوضا وغير جائز فى الكنائس كدار للعبادة المفروض مكان للمحبة والسلام وليست للقتل وسفك الدماء مما يظهر محاولات المتطرفين زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار في البلاد وقطع علاقات أبدية خالدة بيننا . كما تعد حوادث إغتيال بعض الشيوخ في محافظة البصرة جنوبي العراق جريمة تهدف الى اثارة الفتنة الطائفية ، تتحمل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون المسؤولية لافراغ محافظات العراق من عشائرها الاصلية.  الفتنة الطائفية بالعراق هى ما يريده أعداءه ، فإن ما يجري بالعراق اليوم من تصعيد أكثرمن خطير ومنظم لإحداث فتنة وحرب طائفية في العراق ، يجعلنى أطالب جميع الأطراف أن تعي بسرعة لهذا التصعيد والانفجار الطائفي وتعمل على وأد الفتنة بكل قوة ، وتنقذ العراق من حرب مدمرة ؛الجميع خاسر فيها، وان تعمل الحكومة على إسكات كل الأصوات الطائفية من كلا الطرفين بعمل جريء وهو الحوار المباشر والصريح مع أطراف التظاهرات لتنزع على الفور فتيل الحرب الطائفية التي تريد وأد العراق كله ، ومحو هويته التعدديه المعتدله، وان تمنع وبسرعة كل أنواع التدخلات الإقليمية ، والعراقيين قادرون على حل أزماتهم بأنفسهم ولايسمحون للآخرين التدخل في شؤونهم ، وهو ما يحتاج لقرارات وطنية شجاعة وجريئة من كل الأطراف وحتما فيهم عقلاء لا يريدون الفتنة الطائفية أن تحصل .
أما في مصر الحبيبه التي تتعرض للفتنة الطائفية منذ سنوات بشكل يتزايد عام تلو عام ، منذ قيام مذبحة عيد الميلاد بالإسكندرية منذ ثلاث سنوات واقعه مؤسفه و كارثه بحق الإنسان و حقوقه في العيش و في ممارسة طقوسه و حق الإعتقاد و الفكر فقد راح ضحيته 23 قبطياً ، و115 جريحاً ليس لهم ذنب كانوا فقط متواجدين وقت الإنفجار . ومما يصعب حل الأزمه و أخذ حق الضحايا ويزيد الأمر احتقاناً عدم العثور على من يحمل المسئولية وتُصبح الأمور وكأنها شائعات او سراب ، فمعظم الأحداث تنتهي كما بدأت منذ أحداث الزاوية الحمراء وشبرا والزيتون والكشح مروراً بالعديسات والأقصر والإسكندرية، وسمالوط ، وأبو فانا والعمرانية وتبقى اجتهادات الصحافة والانفجار الإعلامي في سياق من غياب الضوابط المهنية. وعلى هذا فقد تبرز مكانة وسائل الإعلام في تحقيق التفاعل والتناغم والتقارب والانسجام بين أفراد المجتمعات البشرية، ويأتي الحوار بين الطوائف الدينية في مقدمة هذه القوالب التي تسهم في تحقيق الغايات والأهداف التي يسعى إليها كل طرف
الفتنة الطائفة مشكلة عميقة تضرب استقرارالمجتمع في مقتل ولها أسباب عدة منها : - غياب القانون عندما لايجد كثيرمن ضعاف النفوس قانون يطبق فى مثل هذه الاحداث يخرجون لينفذوا ما تحويه صدورهم من غل وحقد  رغم أن شعوبنا طيبة بطبيعتها ودودة ومتعايشة ، لكن التعصب يأتى من أهمال الحكومات والأنظمة المختلفة.
- عدم الوعي أن الفتنة الطائفية تعود إلى مشاكل في تعاملات يومية بسيطة بين المواطنين لكن هناك من يستغلها لينفخ فى النار ويشعل الفتنة حتى لا تستقر الأمور . ولابد التأكيد أن التعامل الأمنى مع هذه الأحداث وحده غير كاف ولابد من تكاتف كل الجهود من أجل اجتثاث هذ المرض الخبيث من جسد مجتمعاتنا بنشر الوعى والثقافة بين الناس والاهتمام بالنشء وتربيتهم على القيم الأصيلة وقبول الآخر.
- عدم فهم تعاليم الدين الإسلامى الصحيح من قبل الكثيرين يؤدى الى مثل هذه الاحتقانات، فعندما يخطىء مسيحى يتم العقاب الجماعى لكل المسيحيين وحرق كنائسهم كما حدث فى محافظة المنيا بمصر وهذا الأمر منهى عنه شرعا بقوله تعالى"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"ولحل مثل هذه المشكلات بالتعليم ومواجهة الفكربالفكر والحجة  بالحجة والبرهان بالبرهان خاصة للعقول التى تلوثت افكارها .
- عدم تنمية  المناطق الفقيرة والمهمشة فى داخل الدولة والتى  تعتبر البيئة الخصبة للأفكار المتطرفة والأيادى الهدامة ومنها تبدأ بذور الفتنة لتعم ارجاء الوطن الواحد.
- الفتنة الطائفية لها سبب مستحدث لم يكن موجود فى الماضى ومع تطور العضر بدأ فى الوجود وتسبب زيادة التعصب من الجانبين وهو إنتشار الفضائيات الإسلامية والمسيحية حيث تقوم هذه الفضائيات بتأجيج النار والفتنة بين الطرفين وزيادة الشحن الطائفى والأفكار المتطرفة .
- سبب إجتماعى آخر و هو إنتشار البطالة بين الشباب مما يجعل من السهولة جذب الجماعات المتطرفة لهم وتسميم عقولهم وافكارهم بالتعصب الأعمى . 
- تجارة السلاح مما أوجد السلاح فى أيدى ضعاف النفوس  أصحاب الأفكار المتطرفة والتى بدأت تستخدمه فى تحقيق أهدافهم  بنشر بذور الخوف والرعب والفتنة والصراع بين أبناء الوطن الواحد
علينا جميعا كمواطنين سواء مسلمين أومسحيين شيعه و سنه ومعنا مؤسسات الدولة العامة والخاصة التصدي بحزم لهجمات المتطرفين في العراق وسورية ومصر والدول الأخرى بالمنطقة والتي تستهدف الكنائس والمساجد و دور العبادة لأي ديانة كانت أو طائفه  وغيرها . لهدف واحد هو وجوب حماية المسلمين والمسيحيين وكل الطوائف التي كانت تتعايش بسلام في المنطقة من الاعتداءات. فى رأيى الجماعات الإسلامية المنضبطة  لها دور بارز فى وأد الاحتقان الطائفى ، وكذلك المسيحيون خاصة من  لديهم تجربة رائدة فى التعليم المبني على المساواة بين المسلمون والأقباط و المسيحين. ونشر الوعي بأن الدين علاقة بين الانسان وربه. وكل ذلك لابد ان تتبعه تصورات للسياسات الوقائية : تشريعية وثقافية واجتماعية، والتي ترسخ من مبدأ المواطنة الذي تتساوي فيه الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الوطن الواحد. الواجب على المسلمين جميعاً في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة أن يبادروا لإطفاء نار الفتنة الطائفية أو الشعوبية أينما اشتعلت ، فمن الطبيعي في ظل التداخلات والتعقيدات التي تشهدها المنطقة والعالم أن كل ما يؤثر في بلد يؤثر في الآخر سلباً أو إيجابا. فعلى الجميع أن يتفقوا على رفض المشروعات التي يقدمها ويتبناها أعدائنا ، سوءاً كانت في ظاهرها لمصلحة هذا الطرف أو ذاك ، فالكل في النهاية سوف يخسر، والرابح الوحيد هو أعداء الوطن .
علينا أن نلبي دعوة الحب التى نادت بها الكتب السماوية واكدتها تعاليم القرآن الكريم و سنته النبوية وسيرة آل بيت رسول الله صل الله عليه وعلى آله الطاهرين و سلم و أصحابه النجباء الطيبين و تعاليم الإنجيل والسيد المسيح و امه البتول و تعاليم التوراة و كافة الأنبياء و الرسل.

الجمعة، 8 أبريل 2016

المرأة شريك في التنمية بقلم الكاتبة سارة السهيل

 المرأة شريك في التنمية بقلم الكاتبة سارة السهيل


يظل عمل المرأة جزءا رئيسا في تحقيق التنمية الاقتصادية في كل بلدان العالم، ومنها عالمنا العربي والشرق ألاوسطي ، بل ان حاجة المجتمعات في الشرق الأوسط  لعمل المرأة يزداد خاصة في مناطق الحروب والنزعات والصراعات التي يتعرض فيها الكثير من الرجال للقتل او الأسر او النفي كما في سوريا والعراق وغيرهما فلا يبقى عائل للاسرة سوى المرأة وعملها . كما أثبتت الدراسات أن ثلثي النساء العربيات العاملات يعملن تحت ضغط الظروف الاقتصادية بدافع معاونة أسرهم، في مقابل 12% فقط منهن يعملن بدافع إثبات الذات . ورغم هذه الاهمية التي يدركها الجميع فان المرأة العربية العاملة تواجه تحديات وعقبات جمة تحول دون ارتقائها لما تستحقه من مناصب قيادية او مساواة في الاجر مع زميلها  الرجل، وقد تتفوق عليه كفاءة واخلاصا ـ فتواجه تمييزا واضحا في العمل، بينما تواجه انتقادا لاذعا في بعض المجتمعات من اهتمامها بعملها ويشعرونها بالنقص الدائم بحق الزوج والابناء رغم قدراتها النفسية والعقلية علي تحقيق التوازن بين مسئولياتها . ويرجع البعض هذه النظرة الدونية لعمل المرأة إلى طابع الثقافة الذكورية وانانيتها تجاه المرأة ورفض هذه الثقافة منح المرأة اية حقوق ومنها حق العمل، وقصر دورها في الحياة علي رعاية أسرتها . ولاشك ان معطيات هذه الثقافة الاجتماعية تتعارض تماما مع قيم الدين الاسلامي الذي أرسى قواعده على إكرام الانسان رجلاً وامرأة، واحترام حقوقهما حيث  أعطى المرأة ـ كما للرجل ـ الحق في إبرام العقود، فأعطاها حقّ العمل والاجارة والتجارة والبيع والشراء والهبة والدين والضمان والوكالة وكافة التصرفات الاقتصادية بحرية واستقلالية كاملة. بل ان نظرية الاسلام الاقتصادية قد عملت علي تثبيت الميراث للنساء وتوفر المال لديهنّ واستقلالهنّ اقتصادياً في الاسلام بما يجعلهن صاحبات ثروة ويمكنهن الاسهام بطاقتهن ومالهن في ادارة اي مشروع اقتصادي . وحفلت المجتمعات الاسلامية عبر التاريخ بمشاركة النساء للرجال الحياة الاقتصادية في العديد من مجالات العمل، وان كانت النساء قد  اختصصن باعمال  تتناسب طبيعتهنّ وقدراتهنّ كصناعة السجاد والصناعات اليدوية والتطريز والخياطة وغيرها . علما ان القدرات تختلف من إمرأة لأخرى و غير مبنية على جنس معين دون الآخر.  وفي المجتمعات العربية في التاريخ وحتى يومنا المعاصر تمثل 60% من النساء العربيات في الريف العمود الفقري للانتاج الزراعي من تنشيط التربة في الحقول وتربية الحيوانات وحلب الماشية وصناعة الألبان . وبالرغم من تطور التشريعات القانونية التي تحمي حقوق المرأة العاملة في بلادنا ، الا ان هذه التشريعات في واد، والواقع المعاش في واد آخر، حيث لا تتساوي المرأة مع الرجل فى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية على الاطلاق . وتشير غالبية التقارير الصادرة إلى أن المرأة العربية تعاني من تدني أجرها مقارنة بالرجال. ووفقا للتقاير التي تصدرها المنظمات الدولية المتخصصة، فان حجم مشاركة المرأة العربية في سوق العمل هو الأدنى من بين دول العالم، وذلك بسبب غياب الوعي بدور المرأة وبحقوقها وواجباتها . فرص قليلة يكاد ينحصر عمل النساء في العالم العربي، بعدد محدود من المهن، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر من ثلثي النساء يعملن في القطاع الزراعي، والثلث الباقي يعملن في مهن مثل : الطب والهندسة والتعليم والإدارة والوظائف الفنية، كما لا يوجد سوى نسبة 12% منهن يعملن في قطاع الإنتاج والمبيعات، وهذا التوزيع يتناسب إلى حد بعيد مع الأوضاع التعليمية للمرأة العربية، فبعض المهن تسيطر عليها النساء مثل التمريض والخدمة الاجتماعية (68% بالنسبة للتمريض و40% للتدريس)، بل إن 50% من خريجي كليات الصيدلة والتمريض العربية من النساء . وبالرغم من وجود نظام نمطي للأجور في القطاعات الحكومية في العالم العربي، إلا أنه – بسبب تركز معظم النساء في أدنى سلّم العمل، فإن مستوى متوسط أجورهن يتدنى لحوالي ثلثي نظيره بين الرجال، فضلاً عن محدودية فرص الترقي بالنسبة للنساء . مشاكل العمل تواجه المرأة العاملة في بلادنا العربية مضايقات عديدة، خاصة اذا كانت تتمتع بقدرات عملية وكفاءة مهنية تعرضها لمشكلات كثيرة بسبب اعتبارها منافساً للرجل في سوق العمل، وقد يلجأ زميلها الي التعدي عليها بالعنف، وقد يلجأ للوشاية بها لدى مرؤوسيه نتيجه غيرته منها، وكذلك سعيه المتواصل للتقليل من قيمة ما تنجزه من مهام في العمل، مع استمرار صنع المكائد لها حتي تصاب بالاحباط والفشل. وقد تشمل هذه المكائد العمل على تشويه سمعتها بنشر الشائعات حولها مما قد يصرفها عن النجاح المهني والابداع فيه . كما تواجه المرأة بمشكلة العنصرية، حيث قد يتحيز مديرها للرجال في انجاز المهمات الوظيفية على الرغم من قدرتها علي اتمامها، فيعمد المدير تهميشها باعطائها اعمال ومهام بسيطة .   المواثيق وحق العمل كفلت المواثيق الدولية حق المرأة في العمل على أساس المساواة الكاملة مع الرجل. من ذلك المادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة السادسة من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك المادة العاشرة من العهد ذاته. أما المادة 11 من اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) فتلزم الدول الأطراف باتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في ميدان العمل لكي تكفل لها، على أساس المساواة بين الرجل والمرأة نفس الحقوق . كما تقرر تدابير لمنع التمييز ضد المرأة بسبب الزواج أو الأمومة ضماناً لحقها الفعلي في العمل.  وتركز اتفاقيات منظمة العمل الدولية على حقوق المرأة العاملة ومساواتها بالرجل في الأجور لدى تساوى قيمة العمل وفي الفرص والمعاملة للعمال من الجنسين الذين لديهم أعباء عائلية. وكفلت أول اتفاقية بشأن المرأة العاملة رقم 5 لسنة 1976 التي أصدرتها منظمة العمل العربية مساواة المرأة والرجل في كل تشريعات العمل في كافة القطاعات، ومساواة المرأة والرجل في كافة شروط وظروف العمل والأجور، وحقوق المرأة العاملة أثناء الحمل والوضع وتربية الأطفال. أين التفعيل رغم هذه الحقوق والمواثيق الدولية، التطورالذي طرأ علي التشريعات العربية فان المرأة العربية لم تنل مكانتها وحقوقها في سوق العمل، وتبدو هذه التشريعات كأنها حبر على ورق خطت لتوضع في الادراج ! ومع استمرار التحديات السياسية والامنية والاقتصادية التي تواجهها الدول العربية بفعل الانفلات الامني والسياسي، فان عمل المرأة بات يشكل ضرورة ملحة للحفاظ علي الحياة الاقتصادية العربية وتحقيق التنمية .   ولن تستفيد المجتمعات العربية من عمل المرأة بدون تفعيل القوانين والتشريعات التي تخدم المرأة وعملها وتمكنها من اداء مهم عملها بكفاءة . ولاشك ان الحكومات العربية عليها دور رئيسي في  تفعيل الاطر القانونية والتشريعية لحماية المرأة في مجال عملها، والقضاء علي  على التمييز ضدها، وتعزيز دخولها ميدان المنافسة الاقتصادية، والعمل علي دعم قدراتهامن خلال التدريب والتأهيل المتواصل . أما الاعلام والمؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية فعليها ادوار مهم في تغيير ثقافة المجتمع السلبية ضد عمل المرأة ونشر ثقافة مضادة تكرس لاهمية عمل المرأة وحقها في الاجر العادل والتمكين في الترقي المهني والوظيفي، وذلك باعتبار المرأة شريك اساسي في تحقيق التنمية .

المعلم ما له و ما عليه بقلم الكاتبة سارة السهيل

المعلم ما له و ما عليه

بقلم الكاتبة سارة السهيل

قم للمعلم وفه التبجيلا  كاد المعلم أن يكون رسولا
لايوجد أحد تعلم في مدرسة بأرجاء وطننا العربى الا ويعرف  ويردد هذا البيت الشعري لأمير الشعراء أحمد شوقي فهذا البيت أصبح بمثابة الشعار الذي تردده الألسن ، فى كل مناسبة ووقت ، كشهادة عرفان بالجميل وامتنان وتقدير لكل معلمة ومعلم يتفانى في عمله وتبليغ المعرفة الى طلابه وفي اخراجهم من ظلمات الجهل الى نور العلم وضيائه ، لكن معظم الناس الذين يرددون هذا البيت ، الذي أصبح أشهر من نارعلى علم ، لم يقرءوا القصيدة الكاملة التي ورد ت فيها :
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
 كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أوأجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ
 علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
المعلمه والمعلم بعد الوالدين في مرتبة التبجيل والاحترام واستحقاق التقدير فهواول من يزرع في عقل ووجدان الطفل حب المعرفة والتعلم وهواول وسيلة تنقل الطفل من الجهل الى النور وهوالقناة التي يعبر من خلالها الطفل مراحل الدرايه والاطلاع من اول حرف ابجدي الى آخر مراحل الدراسة المدرسية أوالجامعية ،فمراحل التعليم لا تنتهي فكلما يصل طالب العلم لمستوى معين تجده يطمح لعلم اكثر وتخصص أكبر وتبحر أعمق ،لان العلم كالفضاء الواسع لا ينتهي واسرار الكون لا تنكشف إلا للراسخون في العلم وبحدود جهده وما يبذله من كد وتعب وسهر في القراءة والأبحاث والدراسات والمعلم في أغلب الأحيان يقوم بدور الوسيط بين طالب العلم والعلوم وهذا الوسيط ليس آلة ولا جماد فلا بد ان يتمتع من صفات فكريه وعلميه ونفسيه  تؤهله للقيام بدوره على أكمل وجه كما قال رسول الله (إن الله يحب إن عمل احدكم عملا أن يتقنه) والاتقان له شروط وأسس حتى الآلات لها مواصفات للجودة فكيف بالبشر.
 وجهة نظر
ومواصفات المعلم تكون ضرورة حتمية في كل مراحل الدراسه سواء المدرسية اوالجامعية والدراسات العليا الا انها بالتشديد تصبح حتميه في مراحل الدراسة المدرسية وذلك لعدة أسباب أولها الفئة العمرية التي يتعامل معها المعلم فالطفل في مراحل دراسته الاولى يكون عجينة لينه يتم تشكيلها عبرعوامل عديدة اولها البيت وثانيها المدرسه بكل مافيها من امور مثل المناهج والهيئة التدرسية والادارة والاشراف والطلاب وتوابع كل هذه الأمور.
وبالطبع الأمر الأهم من وجهة نظري هوالمعلم لانه اذا صلح المعلم أصلح هوباقي الأمور والنواقص وسد الفراغات والثغرات سواء في المناهج ام الادارة ام باقي الطلاب لان المعلم هوالقائد بفصله بين طلابه هومن يدير المعركه والحراك وهومن يبني هذا الطفل بناء سليما قويما.
ومن هنا رأيت انه من المفيد ان نناقش المعلم في محيطنا ، ما له وما عليه وما يستوجب ان يكون عليه
من صفاته العلمية
*صفاته الشخصية
*صفاته النفسية
*حقوقه وواجباته
وكيفية إختيار المعلم بناء على اسس وقواعد تضمن للطالب التعامل العلمي والنفسي مع هذا المعلم مع الاخذ بعين الاعتبار ان المعلم ليس فرد واحد بل هو متغير ومتعدد تبعا للمادة التي يدرسها والمرحلة الدراسية وسأحاول ان اناقش تلك النقاط معكم وسأبدأ بمؤهلات المعلم العلمية أي كفائته من ناحية شهادته وثقافته ومعلوماته:
المعلمة والمعلم الذى من خلالهما يتم بناء شخصيات أبنائنا فلذات أكبادنا يتم إعدادهما في كليات التربية المتخصصة في التخصصات العلمية والأدبية  كافة، وفي النهاية يحصل  الطالب حاليا المعلم مستقبلا على درجة البكالوريوس في التخصصات العلمية أوالليسانس في التخصصات الأدبية . ومن ثم يصبح  المعلم مؤهلا للتدريس في تخصصه بكفاءة معتمدا على ما درسه واستوعبه في مرحلة الدراسة دون غيره ممن لم يتخصص في هذا المجال وبعدها ينضم هؤلاء المعلمون إلى نقابة المهن التعليمية ، أونقابة المعلمين حسب مسمياتها من بلد لآخروهذه النقابة لا تعتبر فقط تجمع لأصحاب هذه المهنة وانما هي دار يتجمع بها أصحاب المصالح المشتركة من هذه المهنة  لترعى شئونهم وتحفظ حقوقهم حيث يعود المعلم للنقابة للمطالبة بحقوقه احيانا وللدفاع عنه احيانا اخرى كما يمكنه من خلالها اسماع صوته للحكومه بالمطالبه فرضا بإعلاء الرواتب والمستحقات على سبيل المثال . ولآن المعلم عصب وعمود العملية التربوية  يشكل إعداد المعلّم وتأهيله علمياً ومعرفياً وتربوياً عنصراً أساسياً  لا يمكن الإستغناء عنه مما يتطلب إعداد المعلم إعداداً خاصاً ومستمراً وبشكل دوري لا ينقطع طالما هوفي عطائه حيث  ينمي لديه رغبة التعلّم الذاتي أوالجماعي والإطلاع على المستجدات التربوية وتطوراتها في محيطه وفي بلدان اخرى سيما البلدان المتقدمه . لأنه ناقل للخبرة والمعرفة والتجربة واداة توصيل ، فهو المسؤول عن الأجيال وتهيئتهم وإعداد القوى البشرية المتمكنة من خدمة الوطن والمؤهلة والمدرّبة لتلبية احتياجات المجتمع المختلفة ، كما أنه المسؤول عن صياغة أفكار وتكوين خيال طلابه وتشكيل سلوكهم واختلاق ملكات لهم وتشجيعهم عليها وتكوين قيمهم ومثلهم وزرع روح المثابرة والاجتهاد والطموح لديهم ، لذا من الضروري أن يُعدَّ إعداداً جيدا ً ليكون على قدر صناعة عقول وصياغة ارواح وتكوين هذه اللبنة في اجيال المستقبل.
هناك معايير كثيرة تساعد فى وجود معلم كفء وقادر  وتحسين أدائه وهي يمكننا ان نذكر بعضها.
1-حصوله على الخبرة التي تؤهله من خلال برامج الإعداد والدرجات العلمية 2-  الشهادات التي يحصل عليها المعلم 3-المواد التي درسها خلال مدة إعداده للمهنة 4- المستوى الذى حققه المعلم فى الإمتحانات والإختبارات التى تعقد له . فيجب ان يكون المعلم معد اعدادا  أكاديميا ومهنيا وعلميا بطريقه رصينة ، كما ان ثقافته الشخصية بعيدا عن الشهادات وتنوع معارفه من القراءات المتعدده وتنوع معلوماته التي يحصل عليها بمجهوده الشخصي وبالطرق الحديثه التي تلائم العصر فمطلوب من المعلم ان لا يكون تاريخا فحسب بل حاضرا معاصرا ممتدا للمستقبل بمعلوماته وما يتوقع حدوثه ليس تنبؤا انما من خلال متابعته للحوادث والاختراعات والمستجدات ، الا ان التهيئه الشخصيه للمعلم تكاد تكون لا قيمة لها ان لم يعرف المعلم كيف يوصلها للطالب لهذا يلزم المعلم شيئا من الفراسه وشيئا من علم النفس وشيئا من فن الادارة وشيئا من قوة الشخصية واللين احيانا واللطف احيانا كثيرة ويلزمه ايضا اشياءً من قدرته على التصرف السريع وفرض احترامه وكيانه امام طلابه ولن يحدث هذا بسهولة ان لم يجمع المعلم  الكثير من المعلومات  عن الطلبة بشكل عام عالميا ومحليا ومن ثم يتخصص بطلبته الخاصين ، وكما ذكرنا يجب عليه الحرص على النموالمعرفي وان لا يتوقف عن الحصول على الحديث من المعلومات في ظل المتغيرات السريعة والمعلومات المتبدله دائما في الاجواء العلميه والثقافية والسياسية ، مما يكون لديه الخبرة في أساليب التعليم الحديثة التي تتماشى مع طلابه الذين ليسوا من جيله فيجب ان لا يأخذ المعلم ادوات التعليم التي كان يمارسها المعلمون عندما كان هوطالبا على انها ستنجح مع طلاب هذا العصر فالمثل يقول لا تربوا اولادكم كما تربيتم انتم لانهم ولدوا بزمان غير زمانكم وهذا لا يعني الغاء الجيد من القديم بل نبذ الاساليب التي تم تجربتها واثبتت فشلها وكان لها اثرا سلبيا واضحا على الاطفال والمجتمع ، كما يلزم المعلم معرفة جيدة بخصائص المتعلم في المراحل الدراسية المختلفة والتعامل مع كل فئة عمريه . وكل مرحله بما يتناسب معها حسب ما وضعه الخبراء والمختصون في هذا المجال ، وإستخدام التقنيات الحديثة من الصغر كي يعتادها الطالب وبكل المراحل  يرجى اعطاء الطلاب المعلومات والقراءات القصيرة لأنها تقوم بتكسير الفجوة بين معلومات الطلبة السابقة والمعلومات الجديدة والتي تنطوي عليها المادة فتعمل على تنشيط الدماغ واعادته بقوة للمادة الدراسية  ، كما انه يجب ان لاتقتصر مواهب المعلم على هذا فيجب عليه امتلاك اساليب واهتمامات جليه وواسعة في المواضيع الثقافية والاجتماعية والأدبية والفنية التي تخلق منه شخصا مستنيرا ونموذجا يحب الطلاب الاقتداء به وتقليده وجعله مثلا اعلى ، فعندما يرى الطالب معلمة على قدر كبير من الحكمة ويمتلك  الذكاء اللفظي الفطري والمكتسب  سيهابه وسيحسب له الف حساب .
تقدير واحترام
إن من المسلمات التي لايختلف عليها اثنان أن المعلم كلما كان متمكناً من مادته ملماً بها عارفا ًبمحتواها  كلما ساعده ذلك على كسب تقدير واحترام الطلاب وهذا من شأنه أن يرفع من معنويات المعلم وبالتالي بناء شخصيته . يجب على كل معلم إختار التدريس طريقا له أن بتكيف مع هذه المهنه وما يحيط بها من مجتمع بحيث يعلم الغرض الأساس من هذه المهنة ومدى صعوبتها ومشقتها فهي من أصعب المهن واكثرها حساسية  لأن المعلم عليه أن يقوم بإيصال المعلومة الواحدة لعقول عدة داخل الفصل . ثانيا سأناقش معكم صفات المعلم الشخصيه وهي اسلوبه وطريقته ومواصفات التعامل مع الطلاب من ضبط النفس والصبر ورقي الاسلوب والتعامل المتحضر كما سهولة نقله للمعلومات وطريقة شرحه واستبيانه والوسائل التي يستخدمها في الشرح والادوات التي يستعين بها وخلافه من الامور التي تجعل منه مدرسا ناجحا يستطيع الاستحواذ على قلوب طلابه ومن ثم جذبهم للإستماع واخيرا توصيل المعلومه وترسيخها في عقولهم فهومسؤول عن القلب والعقل معا فإن لم يستطع الاستحواذ عليهم فلن يكون طريقة سهلا معهم ولن يكون طريقهم هم كطلاب سهلا للوصول للنجاح الدراسي الحالي والمستقبلي.والشخصية تعرف بأنها مجموعة الصفات العقلية والخلقية والجسمية التي يمتاز بها الشخص عن غيره ،  فشخصية الإنسان هي  ما يظهر منه من استقلال الفكر وحضور البديهة وسرعة الخاطر وقوة الروح وهي الشخصية اللازم توافرها في المعلم بالذات حيث يضع الخبراء أهمية كبيرة على شخصية المعلم فهي السلاح المعتمد  فى العملية التعليمية في حجرة دراسية مملوءة بتلاميذ لهم ميولهم وتصرفاتهم وإنطباعات مختلفة ولديهم رغبات متناقضة جلسوا في حجرة واحدة ليتعلموا شيئاً واحداً ؛ ولذلك يجب على المعلم أن تكون شخصيته قوية بحيث يستطيع أن يوفق ويجمع بين كل تلك الرغبات والهوايات . وشخصية  المعلم هي قدرة المعلم على التكيف مع الفصل المدرسي وضبط الطلاب والقضاء على المشكلات التي تواجهه داخل الفصل بأقل الخسائر وأقصر الطرق وهذه الشخصية تتمثل في المعلم من حيث مظهره وأسلوبه في الحديث والتعامل مع الطلاب وقد قام البعض بتحديد بعض المتطلبات فى شخصية المعلم وهى :
1-مايتعلق ببنيانه الجسمى وتشمل :الطول- القوة- الصحة – الوسامة – الحضور .
2- مايتعلق بنشاطه الحركى وتشمل سرعة أوبطأ حركته – سرعة الفعل ورد الفعل والتوقف -الصبر والتحمل والمثابرة – المهارة .
3- مايتعلق بالعقلية وتشمل : القدرة على مواجهة المواقف  والإستماع للمشاكل ووضع الحلول لها- القدرة على التعلم والمذاكرة لطلابه – والقدرة على التخيل .
4- مايتعلق بالحالة النفسية وتشمل : قوة الإنفعالية وكيفية السيطرة عليها – الاتجاه الانفعالي العام والتكيف مع الوضع القائم .
5-  كيفية التعبيرعن نفسه وتشمل : التعايش والإحتواء مع الآخر- ومدى الخضوع والسيطرة للآخرين .
6- مايتعلق بالمزاج الإجتماعى وتشمل : مدى تأثرع بالعوامل والظروف الاجتماعية المحيطة – قابلية الاندماج الاجتماعي – المشاركة الفعالة في النشاط المدرسي.والمعلم الكفء له مميزات شخصية وهى :- القدرة على التعليم مع حكمة الإدارة للفصل : الغاية الرئيسة المطلوبة فى المعلم قدرته على تعليم تلاميذه وإدارتهم بكل حزم وحنكة على خلاف بعض المعلمين والذين يرمون باللوم عند عدم قدرتهم على التعليم إلى صعوبة المنهج أوضعف الطلاب أنفسهم ولكن الحقيقة أن هذا المعلم يفتقر إلى القدرة على التعليم ويفتقر إلى الشخصية التي تمكنه من ذلك .المعلم مطلوب فى شخصيته حسن التصرف وسرعة البديهة : قوة شخصية المعلم ترجع فى الأساس للتصرف السليم ووضع الحلول للمشكلات الطارئة في الوقت المناسب مع سرعة البديهة والتي تجعل على معرفة كل ما يدور في عقول الطلاب . ومن المميزات المطلوبة ايضا فى المعلم الثبات على المبدأ المؤسس على معرفة ويقين صحيحين مع توافر قوة العزيمة : ثبات المعلم على مبدئه الذى بنى على معرفة ودراية بالأمور كافة عن علم  ومتابعة وقوة عزيمته من الأمور الهامة جدا للحفاظ على هيبته وشخصيته وذلك على خلاف المعلم الذي يأمر بأشياء ويقرر قرارات ثم يتراجع عنها أوينهي عن شي ثم يطالب به مثل هذا المعلم ضعيف الشخصيه ويفتقد تقدير الطلاب له .ومن المميزات المطلوبة فى المعلم ايضا الأخلاق : الأخلاق الحسنة من أهم عوامل شخصية المعلم الكفء في التعلم لأنه من غير المعقول أن يقبل الطلاب معلم السيئ الأخلاق يبطش بهذا ويسب هذا مما يجعل هناك فجوة كبيرة بينه وبين الطلاب ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث استطاع عن يستحوذ على قلوب الكثير بحسن أخلاقه . ثالثا : الناحية النفسية للمعلم وهي الناحيه التي يتجاهلها الكثيرون ولايعيرونها اي اهتمام برغم انها نقطة اساسيه وهي التي تؤثر على باقي النواحي وهي التي ان صلحت صلحت باقي الامور ومن سماتها : أن يتوافر لدية الإتزان الإنفعالى ، مع سلامة الحواس كافة عنده ، أن يكون سليم النطق لمخارج الألفاظ من دون عيوب النطق. أن يكون لديه رغبة داخلية شديدة نحومهنة التعليم ، أن يتوافر لدية أيضا مهارات الاتصال والتواصل والحوارمع الآخر ، يكون عنده موهبة القيادة وإيجاد الحلول لما يقابله من مشاكل ، أن يكون ملماً بمتطلبات مهنته وتخصصه العملى وأحدث الأساليب العلمية ، أن يكون واسع الأفق مطلعا ذوثقافة متنوعة فى المجالات كافة، أن يصدر أحكامه بصورة موضوعية ، تقبل النقد وأخطاء الغير بدون تذمر ومعاندة .
رابعا : حقوق المعلم وواجباته وهي لضمان عدم ضياع حق اي من الطالب والمدرس فيجب ان يكون الجميع راض حتى يتم العدل والانصاف فكيف لمظلوم ان يقبل الظالم ويحترمه وكيف لمظلوم وان لم يكن الظالم هوالذي امامه ان ينجح بسهوله دون اثار نفسيه واجتماعيه وسلوكيه من الممكن ان تظهر عليه في صغره وتصحبه حتى اخر العمر: الرضا بعمله هام جداً وهذا ليس فى مهنة التعليم فقط ، بل فى المهن المختلفة كافة لأنه من أسباب نجاح أي شخص في مهنته هورضاه عنها ، بعكس الآخر فهودائم البحث عن مهنة أخرى لأنه غير راضٍ عن مهنته ولذلك فالمعلم الذي ارتضى لنفسه مهنة التدريس وأحبها من قلبه تجده شديد الإصرار والتمسك بها مهما واجهه من صعاب فإنه قادرعلى حلها في سبيل الاستمرار في مهنته وهذا بالطبع يساعده على بناء شخصية المعلم المناسبة لمهنة التدريس . ورضا المعلم عن عمله كلما كان حباً في المهنة نفسها كلما كان مساعدا له على النجاح ولعل هذا الرضا يشمل أيضا المقابل المادي والمكانة الاجتماعية ولكن لوتعلق هذا الرضا بالمادة فقط دون الرضا بالمهنة نفسها كما يفعل بعض المعلمين الذين إلتحقوا بهذه المهنة طمعا في المال فقط فهذا لا يحقق المطلوب ولا يساعد المعلم على بناء تلك الشخصية القوية لأن هدفه المادة عكس المعلم الذي يعطى ويهب حياته لمهنته تجده متصف بصفات المعلم الحازم والذي تتناسب شخصيته مع مهنة التدريس.
حقوق وواجبات
أما حقوق وواجبات المعلم : فنحن ندرك تمام الإدراك وبما لا يدع مجالا للشك أن ضميرالمعلم اليقظ وإيمانه الصادق بعظمة رسالته هما مصدر الإلهام لمعرفة كل متطلبات المهنة وترشيدها  وما هومرغوب وما هومحظورة . هناك بعض المحظورات والواجبات التي تتصل بمهنة المعلم وطبيعة العمل . يعتبر المعلم المعين لأول مرة في الخدمة تحت الإختبار مدة سنة من تاريخ مباشرة العمل ، لا يجوز نقل المعلم أوتكليفه بوظيفة من فئة أخرى أثناء مدة الإختبار ، استبعاد مدة الغياب أثناء سنة الإختبار ، بحيث تمتد سنة الإختبار بقدر المدد التي غابها ، يفصل المعلم أويحال إلى عمل إداري بقرار من الجهة التي تملك حق التعيين ، في حال ثبوت عدم صلاحيته تعتبر مدة اختبار المعلم في حالة صلاحيته من مدة خدمته ، يستحق المعلم راتب شهر بدل تعيينه لأول مرة في الخدمة ولايسترد منه في حال ثبوت عدم صلاحيته .محظورات المعلم يحظر عليه : الجمع بين وظيفته ومهنة أخرى ، الانشغال بالتجارة بطريقة مباشرة أوغيرمباشرة ، توجيه اللوم للحكومة بأية وسيلة من وسائل الإعلام ، استغلال النفوذ أوإساءة استعمال السلطة الوظيفية ، قبول الهدايا أوالإكراميات أوخلافه بطريقة مباشرة أوغير مباشرة ، إفشاء الأسرار التي يطلع عليها بحكم وظيفته ولوبعد تركه للخدمة ، قبول الرشوة أوطلبها بأية صورة من الصور، الاشتراك في تأسيس الشركات أوقبول عضوية مجالس إدارتها أوأي عمل بها ، وكل إخلال بتلك الواجبات أوأية من المحظورات تشكل مخالفة تستوجب المساءلة . كما تشمل مسؤوليات المعلم وواجباته الجوانب الآتية :- الالتزام بأحكام الإسلام والتقيد بالأنظمة والتعليمات وقواعد السلوك والآداب  واجتناب كل ما هومخل بشرف المهنة ، احترام الطالب ومعاملته معاملة تربوية تحقق له الأمن والطمأنينة وتنمي شخصيته ، وتشعره بقيمته وترعى مواهبه ، وتغرس في نفسه حب المعرفة ، وتكسبه السلوك الحميد والمودة للآخرين وتؤصل فيه الاستقامة والثقة بالنفس . أما البند الاخيرهوالبند الذي يجمع البنود السابقه كلها يحللها ويقيمها ويوثقها ويعمل بها وبالتالي يتم الفرز والغربله وحسن الاختيار فاختيار المعلم يجب ان يكون تحت بنود وقيود تراقبها وزارة التربيه والتعليم ويشرف عليها تربويون سابقون لهم باع طويل في هذا المجال ليستطيعوا التقييم والتقديرالصحيح وعمل الاختبارات العلمية والنفسيه والاجتماعيه اللازمه لقبول المعلم لان المعلم ليس وظيفه هامشيه ، المعلم هوالوطن وهوالشعب وهوالذي يرسم المستقبل لان اماناتنا بين يديه ، فلنضع الامانه التي وهبنا اياها الله بيد المؤتمن الامين الذي يرتاح له القلب وتنفرج له السريره وهوالشخص السليم نفسيا صاحب الاخلاق الراقيه والبيئه النظيفه . فقد كان منتسبي الجيش في زمن سابق لايدخلون الا بشروط مثل الدبلوماسي الذي يمثل بلده امام العالم وانا برأيي هذه الشروط اولى ان توضع للمعلم قبل باقي المهن والانتسابات لان المعلم هوالشعب هوالناس هوالوطن بيده مفاتيح الابواب المغلقه وبيده التغيير وبيده قلوبنا الصغيره . ومن هذه الشروط: ان يكون المعلم من وسط بيئي صالح ومستوى اجتماعي متوسط فما فوق وانا لااعني هنا المستوى المادي لان المادة لم تكن يوما مقياس لتقييم البشر وانما العائله المترابطه الصالحه التي تربت على القيم والمفاهيم السليمه وان يكون المعلم من بيت منفتح على المجتمع يعرف دواخله ومخارجه وبالعاميه نقول شايف والانسان الشايف ليس بالضرورة ان يكون مالك لما رأى وانما يكفي ان يكون مطلع وشايف وداري بالموجود في محيطه من ضروريات في الحياة وعلى علم بالكماليات حتى يعلم الاطفال الفرق بين الصالح والطالح وكيفية التعامل مع الاشخاص والادوات والمواقف ، وأن يكون قدوة حسنة لطلابه فهوالمثل الأعلى لهم ، أن يجمع بين صفات الأب من قوة وجزم وحنان وإحتواء الأم  ، التدين من دون تطرف بأن يعرف مايتطلبه الدين من مقومات الصلاح ليغرسها فى أبنائنا ، الذكاء والفطنة لمعرفة التعامل مع الطلاب كافة حسب الظروف والبيئة التى ينتمى لها كل منهم ، الصبر والمثابرة لنجاحه فى مهمته فى تربية النشأة ، اللباقة فى التعامل مع المواقف كافة التى قد تواجهه فى أثناء عمله ، القدرة والسيطرة على إنفعالاته الداخلية وعدم إنعكاسها على الطلاب ، الفصل التام بين ماقد يتعرض له فى حياته الخاصة وعمله التربوى ، أن يكون من بيئة سوية حتى لاتنعكس سلوكيات بيئته على طلابه .  اما العيوب التي يجب تفاديها في المعلم من حيث شخصيته وعلمه واسلوبه ووضعه الاجتماعي ونفسيته: اولها ان يكون المعلم متعصبا لدين اومذهب اوطائفه اوحزب سياسي فيعكس تعصبه الأعمى على تلاميذه فيعاملهم بعنصرية وكره مسبق اوموقف معادي لا يمت لكونه طالب فحسب بل بناء على اسس خارج نطاق التعليم وان يحاول ان يصبغ الطالب بصبغة سياسيه معينه فالطالب يجب ان يتعلم حب الوطن والمواطنه وكيف يكون مواطناً صالحاً وايجابي أما الانتماءات السياسيه فمن رأيي يجب عدم الخوض فيها مبكرا كون الطفل بهذه المرحله غير مدرك وغير مكتمل الفكر والمعلومات ولهذا هوغير مؤهل للانتماءات المبكره فالمفروض عمله هوان يدرس الطالب التاريخ والسياسه والحوادث والتعرف على الاحزاب والتوجهات بموضوعيه من باب العلم والتثقف حتى يتسنى له مع تراكم الخبرات والايام ان يختار طريقه وتوجهاته . والعيب الذي يجب تفاديه ايضا ان يكون المعلم عصبي المزاج يحكم على الآخرين من المظهر فيحب الطفل الجميل شكلا اويفضل لون معين اويتحيز لطفل دون اخر بناء على اصله وجذوره من الناحيه القبليه  هذه المشكله متواجده بكثره في الارياف والمناطق الصحراويه اوالمجتمعات المبنيه على القبليه والعشائريه وعلى سبيل المثال يكون المعلم من قبيله معينه فيميزابناء قبيلته ويضطهد ابناء منتمين لقبائل معاديه ويعكس المشاكل الشخصيه على علاقته بطلابه.
حمامة سلام
وامر اخر يجب تفاديه بإختيار المعلم هوان يكون المعلم صاحب الفاظ نابيه ويعاير طلابه بكلمات تعلق بذهنه ولاينساها طول عمره ويحبطه ويكسر من مقاديفه كما يقال شعبيا بدلا من ان يزرع الثقه بنفسه ويشجعه ويحثه على التقدم للأمام فبعض المعلمين اذا طلب من طالبه ان يحل مسأله ولم يفلح الطالب فينعته امام زملائه بكلمات ثقيله مثل غبي اوما بتفهم اومع المعذره حمار اوشيء من هذا القبيل ولا يدري المعلم انعكاس هذا السلوك وهذا اللفظ على الطالب الذي سيصبح انطوائيا ومكسورا بين رفاقه ومن هنا يبدأ الطفل بالتردي بمستواه الدراسي اكثر من قبل وربما سيرفض الذهاب الى المدرسة المعلم حمامة سلام وملجأ لطلابه في الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسه وهوبديل عن الاب والام فيجب ان يقدر المعلم هذه الثقه وان يتجنب اذية هذا الطفل بالقصد والعمد اوبجهالة . ومن العيوب التي يجب تفاديها في المعلم من حيث شخصيته وعلمه واسلوبه ووضعه الاجتماعي ونفسيته أبضا : هناك أسباب ضعف بعض المعلمين في الشخصية وهى على سبيل المثال لا الحصر: اعتماد المعلم على الآخرين سواء زميله أوالمدير في حل مشاكله مع الطلاب بشكل دائم ، الإكثار من عبارات التهديد أمام الطلاب ،  ضعف المعلم وعدم تمكنه من المادة ، عدم اهتمام المعلم بمظهره الخارجي ، تراجع المعلم عن قراراته التي يوجهها للطلاب ، التساهل المفرط في التعامل مع الطلاب . وقد تصدرمن المعلم بعض التصرفات الهمجية والتي أعدها علماء النفس من مظاهر سوء التكيف وهي :  شد الطالب أوصفعه ، السخرية من الطالب ، استعمال بعض الألقاب المشينة وإطلاقها على الطالب. وأعتقد أن ماذكرته بعض من كل مايجب أن يكون عليه المعلم وفي النهايه لا يسعني الا ان اقدم تحياتي لكل معلم ادى الامانه واعطى من قلبه وبذل ما بوسعه بضمير حي وقلب محب وعقل مستنير تحية لكم يا اعلام الوطن الشامخه وتحية محبه وتقدير.

الأحد، 3 أبريل 2016

من وحي قواعد العشق الحب الإفتراضي.. والكفر الحلو!

من وحي قواعد العشق الحب الإفتراضي.. والكفر الحلو!




لكل شخص منا مشروع محب عاشق حتى يأذن له القدر بتحقق هذا المشروع واقعيا، ويكتسب الحب في قلوبنا قدسية خاصة، ربما تفسرها رحلة شمس التبريزي مصدر الهام بطلة رواية " قواعد العشق الاربعين "، حيث أوصلته رحلته الى حقيقة المقولة :  " ما لم نتعلم كيف نحبّ خلق الله، فلن تستطيع أن نحب حقاً ولن نعرف الله حقاً " .

فالحب عرفته البشرية في الازمنة السحيقة، وكانت الوسيلة  بين المحبين تلقي الرسائل عبر الحمام الزاجل، او خبر ينقله مرسال بين العاشقين، ومع تطور البشرية كانت الرسائل البريدية واسطة حميمة بينهما حتى اختراع الهاتف الأرضي مرورا بالهاتف الجوال ووصولا إلى التعارف الإلكتروني الذي قاد العشاق الي مايسمى بالحب الإفتراضي !

حيث أمن الحب الإفتراضي عبر شبكات الانترنيت وسيلة للعشاق لمعرفة بعضهما واكتشاف إيجابيات وسلبيات وهل يصلح رفيقا له  في رحلة الحياة أم لا؟ فالحب الافتراضي يبدأ عفوفا طاهرا ويعوض نقص معين لدى طرف يجده لدي الطرف الاخر خاصة اذا غلفت هذه العاطفة بالصدق والاخلاص، غير ان هذا النوع من العلاقات قد تتدمر بسرعة على خلفية الظن بغياب الصدق أوالغيرة المبالغ فيها وكذلك ابتعاد المسافة المكانية بين المحبين .

" ايلا "بطلة رواية قواعد العشق، عاشت حبا افتراضيا مع شمس الدين التبريزي الدرويش المتجول عندما آمنت بصدق سعيه لحب الله، وتمنت ان تجد شخصا مثله في زمانها المعاصر تبادله هذا التلقي الخاص عن الحب الصادق، حتى وجدته في عزيز مؤلف الرواية، لتعيش " ايلا " قصة حب افتراضي اخر عبر تبادل الرسائل الإلكترونية مع  عزيز، رغم محافظتها على أسرتها وحرصها على شرفها دون ان يدنس في لحظة ضعف إنساني .

 وعزيز الصديق المحب يعبر خلال رسائله لايلا، عن ايمانه بأن الذين لم يجعلوا من قلوبهم دليلا يقودهم في الحياة لا يستطيعون الانفتاح على الحب ويسيرون على هديه، كما تتبع زهرة العباد ضوء الشمس، فهم ليسوا أحياء حقيقيين .
لكن ايلا ـ في المقابل ـ لم تعرف يوما البوح بمشاعرها، وان تبادلهما مساحات صغيرة من الغزل عبر الرسائل الإلكترونية قد يضعهما في متاهات العالم الإفتراضي   !

وكما تقول البطلة، فان الانترنت أدى لتضخيم السلوك خارج نطاقه وجعله رفيقا مانحا الفرصة للغزل العفيف دون ان يحس المرء بذنب مثل تناول طعام لذيذ محرم . وتقر البطلة ايلا بأنه من الكفر أن تكتب امرأة رسائل إلكترونية  الى شخص غريب، لكنها تجد لا مفر أمامها من  "الكفر الحلو " .

يفسر شمس التبريزي حاجة الأرواح للالتقاء في الحب " بقوله: "حياتك حافلة، مليئة، كاملة، أو هكذا يخيل إليك، حتى يظهر فيها شخص يجعلك تدرك ما كنت تفتقده طوال هذا الوقت. مثل مرآة تعكس الغائب لا الحاضر، تريك الفراغ فى روحك، الفراغ الذي كنت تقاوم رؤيته .

من هنا كانت رحلة التبريزي في بحثه عن الله، بحث مماثل عن رفيق دربه لكي ينقل اليه خلاصة تجاربه الروحية، ويملأ الفراغ الروحي لديه في عالمهما الافتراضي الموازي، حتى التقى بضالته المنشودة جلال الدين الرومي، صديقه ورفيق دربه في العشق الالهي .

وبالحب وحده استطاع الدرويش المتجول ان يغير في شخصية عالم فقيه وخطيب يشار له بالقدرة في التأثير على الناس قاطبة، الى داعية عاشق شاعر يلتحف بالعشق الالهي عمن سواه في الحياة .

نوروز عيدا لقهر الظلم وعيدا للأم والشعر وتغريد البلابل بقلم سارة السهيل

نوروز عيدا لقهر الظلم وعيدا للأم والشعر وتغريد البلابل

 بقلم سارة السهيل


في منحة كونية عظيمة نرجو من الله فيها أن يمدنابكل طاقة انسانية علي الفرح والوفاء والتغني بالطبيعة والامل بيوم جديد نتخلص فيهمن الشرور وننعم بالسلام والحب ، يأتينا عيد  نوروز يوم 21 مارس لدي الاكرادوعرقيات اخري لينقلنا الي الاعتدال الفلكي  والمزاجي والانساني ايضا ،فيتساوى الليل مع النهار معلنا بدء فصل الربيع .

وكل شعوب العالم تنتظر هذه الفترة من السنة لتحظي بعبق الربيع وتفتح ازهاره وشدوبلابله ، ولذلك كان الفصل من العام ملهما للشعراء ومطلقا حناجر كبار المطربين فيالعالم ، بل ان الاحتفال بالربيع قد ارتبط في الذاكرة الشعبية المصرية بأغنيةالفنان القدير الراحل فريد الاطرش في أنشدوته " الربيع " والتي يقولفيها : أدي الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره ،وفين حبيبي اللي رماني من جنةالحب لناره .

وبقدر ما يظل نوروز عيدا قوميا للاكراد ورمز لانتصار الحق على الباطل وبداية لعهدالخير والحرية وبالازدهار في ربوع المنطقة  فقد تحول العقل الجمعي الشعبيالكردي إلى كرنفال سنوي يعبر عن عشق الكردي للطبيعة وشوقه إلى الحرية وحاجته للقاءالأحبة والخلان  فتجمعهم دفئ المشاعر الانسانية و دفئ شمس آذار في الحاديوالعشرين من كل عام.

هذا الدفئ الانساني يستشعره وتعيشه الشعوب العربية خلال الاحتفال بعيد الام خاصةفي مصر ، حيث يتزامن عيد النيروز مع عيد الام ، ولا غرابة في ان يهتدي العقلالبشري لاختيار هذا التاريخ بالذات وهو 21 مارس للاحتفاء بالربيع وبالأم التي هيرمز الخصوبة والنماء كما هو الربيع رمزا لتفتح الازاهير ، وكما يجتمع الابناء لدي الام ويجلبون لها أثمن الهدايا احتفاءا بدورها العظيم وتقديرا لتفانيهافي  تربيتهم وتعبيرا عن معاني الوفاء، فان الطبيعة هي الاخري تفئ بالخير كلهفي بدء فصل الربيع حيث عيد النيروز  وتملأ نفوسنا بالامل والاحلام اللانهائية.

  ويهتدي العقل البشري مجددا لاهمية هذا التاريخ 21 مارس حيث عيد نوروز، لتختاره المنظمة العالمية للتربية والثقافة، منذ أكثر من عشرة  سنوات ،ليكون يوماً عالمياً للشعر فيحدث التلاقح الفكري والابداعي والانساني عبر العديدمن الامسيات الشعرية التي تقام في العالم لاحياء فن الشعر وتطويره .

يحتفل الأكراد  بالعراق بعيد نوروز 21 آذار من كل عام بالخروج إلى الطبيعةوالتجمّع واحياء الفلكلور والرقصات الكردية واشعال الشموع . حيث ينتقل القرويونلاماكن التجمع والاحتفال بجانب الأنهار والسواقي وعلى سفوح التلال حاملين زادالنهار وما طاب من أكل وشراب... أما في المدن الكبيرة فقد اتخذت الناس أمكنة محددةيجتمعون فيها بمئات الألوف حيث العروض الممتعة من الرقص والأغاني والأناشيدالكردية الشجية والدبكة ذات الحركات المتناسقة التي تلتف حول الطبل والزرنة حلقاتوحلقات و التي تحكي قصة نوروز والكرد ، وما ان يأتي المغيب يتصافح الكرد ويتبادلونالتهاني بالعيد .

ينطلق عيد النيروز من قصة نوروز ، وهي قصة شعب يئن تحت الظلم والقهر على يد مستبدسفاح يدعى (ضحاك) ظهرت دمَلتان في منكبيه على شكل ثعبانين، يصف له أطباؤه مخالشباب دواء، فيأمر بقتل شابين كرديين كل يوم، فينتشر بذلك الفزع والرعب بين صفوفالشعب، ولكن طباخيه الذين سئموا تلك الجريمة النكراء يكتفون بقتل شاب واحد كل يومويتركون الآخر ليهرب إلى الجبال، حيث تألفت من الناجين عصابات مناوئة لهذا الملكالسفاح، حتي ظهر حداد يدعى (كاوا) يرفض أن يقضي الملك على أولاده وبني قومه، فيحملمطرقته ويذهب إلى القصر ليهوي بها على رأس الطاغية ويحرَر العباد والبلاد من ظلمهوعدوانه، فيشعل الشباب النيران على رؤوس الجبال إيذانا بانتهاء شتاء حكم (ضحاك)وقدوم ربيع عهد الحرية. وينصب على العرش حاكم جديد، وهو "فريدون، " من نسل شيدين، وقد عم في عهده الخير والحرية والبركة. وحينما يحتفل الشعبالكوردي في هذا اليوم، إنما يعبر عن مباهج هذا اليوم المجيد في تاريخه، والذي سموهبـ نوروز والتي تتكون من كلمتين كورديتين (نوي) والتي تعني الجديد ، و(روز)والراءبثلاث نقط تعني يوم أو كدلالة على العهد ، فتعني اليوم أو العهد الجديد.

الكون يزهر حبا ووجدا واملا مع نسمات الربيع

الكون يزهر حبا ووجدا واملا مع نسمات الربيع


الله جميل يحب الجمال، وخلق الجمال كله في فصل الربيع حين كسا ارضه الخضرة واطلق العنان للازهار والرياحين لتمتعنا بروائحها الذكية، وأفاض في بديع صنعه على النجوم فتزدادا تألقا  ويتآلف الحمام، وتغرد البلابل بأصدح الالحان وتعود الطيور المهاجرة لاوكارها، ويشتعل الكون بالوجد والحب بين كل الكائنات وكأنهم يعيشون لحظة ميلاد كوني يمتلأ بهجة وسرورا . فبعد طول الليل في الشتاء وقسوة برودته وسكون المخلوقات لدياجيه الموحشة، يظهر نجم "النوروز" رامزا لتساوي الليل والنهار، يتغير شكل الحياة فتورق الأشجار وتتفتح الزهور وتصفو السماء وتنعشنا نسمات الجو العليل فتولد بداخلنا طاقات ايجابية لطرد مشاعر اليأس إلى الشعور بالأمل والفرح والنشاط والحيوية والحب بين الكائنات . وترتبط اعياد الربيع بالعطاء والسخاء، لترمز للخصوبة والحب والعطاء بلا حدود، ولذلك يرتبط عيد الربيع بالامومة وتقديسها وتقديرها لدى الكثير من الحضارات والشعوب . كان الربيع ببهائه وسيظل ملهما للشعراء في كل العصور، حيث ادرك الشعراء باحاسيسهم المرهفة تأثيرالربيع علي النفس الانسانية وعلى المخلوقات جميعا، ففاضت مشاعرهم لتعبر عن هذه المعاني ومنهم الشاعر البحتري في ابياته الرائعة:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً

 من الحسن حتى كاد أن يتكلما

 وقد نبه الفيروز في غسق الدجى

 أوائل ورد كن بالأمس نوما

وتحتفظ الذائقة العربية بابداع  ابن المارداني في تأثير الربيع علي الطبيعة:  

أما ترى الأرض قد أعطتك عذرتها.... مخضرةً واكتسى بالنور عاريهـا

فللسماء بكـاءٌ فـي حـدائقـهـا.... وللرياض ابتسامٌ في نـواحـيهـا

بينما يصف الشاعر الرصافي وقوفه  في روض  قائلا :

نـاح الحـمام وغـرد الشحرور

                     هـذا بـه شجـن وذا مـسرور

في روضة يشجى المشوق ترقرق

                     للمـاء فـي جنـباتها وخـريـر


وأطلق الربيع حناجر كبار مطربينا  فشدوا بأعذب الالحان التي تتغني بالربيع في مقدمتهم الموسيقار فريد الأطرش في رائعته  :

أدي الربيع عاد تاني والبدر هلت أنواره

وفيه حبيبي اللي رماني من جنة الحب لناره

أيام رضاه يا زماني هاتها وخد عمري

اللي رعيته رماني فاتني وشغل فكري

هاتولي الحبيب كلمة تواسي العاشق الحيران

يا ليل يا بدر يا نسمة يا طير يا زهر يا أغصان

هاتو لي من الحبيب كلمة تواسي العاشق الحيران

وشدت كوكب الشرق بمعاني الربيع في قصائد معبرة عن الحب ومنها  

أغنية "الحب كله"


يا حبيبي يا عبير الشوق يا نصيبي من ليالي الشوق

 شعر ايه دا الكلام اللي في عينيك خلى أحلى كلام يغير

 عطر ايه ده الربيع اللي في ايديك بيقول ايديك هي العبير

 من الربيع اللي في شفايفك لليالي اللي في عينيك

 وشدت فيروز عدة أغني للربيع منها :

 ربيعي أنت في الواحات في خاطر الروض

 وأين تقيم هل ألقاك في شطر من الأرض

حملت رنين أعوادي وطفت السهل والوادي

ربيع الأرض قد وافى وأشرق فجره الضامي

وفجرك قد ازهر الغصن وماج العطر واللحن

 وتغني العندليب الأسمر بالربيع

في عدة اغني منها "فات الربيع" فات الربيع عندي صبح علي وردي

 فات في الخدود ناره للنسمة تشعلها 

وباح اسراره للعين وكحلها 

والرمش مين قله على الخدود نام ظله

 قال للندى خليك على الغصن مستني