السبت، 27 أغسطس 2016

السلام و المحبه بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل

السلام و المحبه بقلم الكاتبة والاديبة سارة السهيل

السلام هو الله والله هو السلام فهو ليس أحد أسماء الله فحسب بل هو ما استنبط منه إسم الدين ليس دين الإسلام الذي نزل على محمد صل الله عليه وسلم بل جميع الديانات السماويه أي كلمة الإسلام تشمل من اتبع سيدنا محمد و سيدنا عيسى و سيدنا موسى وايضا سيدنا إبراهيم الذي وصفه القرآن الكريم بالحنيف المسلم كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) {البقرة:131-132
و ذكر القرآن برواياته عن سيدنا عيسى ايضا هذه الآيه التي تؤكد ما أشرت إليه (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) {آل عمران:52}
أما سيدنا موسى عندما أبهر السحرة و أل فرعون و أرادوا أن يسلموا و يؤمنوا به ذكر القرآن عنهم أنهم قالوا:
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ){الأعراف:126
هذه أمثله قليله ولكن هناك آيات قرآنيه كثيره تثبت أن جميعنا إسلام عند الله وفي كتابه وعندما يتحدث الله عن الإسلام يعني أتْباع أنبيائه وكتبه
وما أردت الوصول إليه أننا جميعا آتون من السلام
من مباديء الحب و قوانين الخير و رمز التحيه و المحبه و الأخوة و التسامح و إحقاق الحقوق و رفع المظالم
نحن جميعا عباد الله متساون بالحقوق و الواجبات جميعنا وضع الله بنا الرحمه و بذرة الخير و الشفقه على المسكين و الحزن على الميت و الدعاء للمريض بالشفاء و الاحسان الى الجار و الرأفه باليتيم الى آخره من حسن الأخلاق و السلوك و التعامل الطيب أولا مع أنفسنا و ثانيا مع أسرتنا و أقاربنا و أهالينا ومنها الى الجار فسابع جار الى قريبك بالوطن و الدم و النسب حتى الوصول لأخيك بالإنسانيه وإن كان في أقصى مكان على سطح المعموره
فالخير في قلبك و الطيبه في نفسك لا تفرق لا تستشيرك أن تساعد شخص فتسأل عن جنسه او عرقه او لونه او دينه فيأمرك قلبك بأن تركض عليه ملهوفا لفعل ما تستطيع فعله لإنقاذه إن كان في مأزق أو التبرع له بالدم إن كان في مستشفى أو بزيارته و مصادقته وحسن معاملته
هكذا هي الفطره الطيبه
هكذا هو الطيب و النقاء الذي يميز الناس فترى نورا ينبثق من وجه شخص و ظلاما ينبعث من وجه شخص آخر لان النور يأتي من القلوب المليئه بالحب التي تشع  بريقا وترسل إشارات المحبه و إشعاعات الخير الايجابيه فنحبه من وجهه لان سيماهم في وجوههم
نلقي بتحية و نعتبرها صدقه فنقول السلام عليكم…. فهل التحيه أفضل و أهم من إحقاق السلام ذاته و تطبيقه
فكيف أتصدق بكلمة السلام على أخ أو أخت أعرفها أو قد لا أعرفها وأنا بداخلي لا أحمل معاني السلام و لا أفهمها بل و لا أطبقها
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)﴾
سورة الصف
فليعم السلام علينا بأقوالنا وأفعالنا فحين تصدق قلوبنا وتفعل جوارحنا تنطق ألستنا وليس العكس
فماذا لو أحببنا بعضنا كما أحب الله عباده فلنتخيل العالم يغمره الحب فتغمره السكينه و السلام كيف سيفرح أطفالنا وكيف سنأمن على كبار السن من أهلنا وكيف سنهجر كل سلاح و نستبدله بإبتسامة وجوهنا وكيف سنستثمر الوقت بالعمل و العلم و البناء بدلا من الوقت المهدر بالمؤامرات و التخطيطات و الكراهيه و الحقد و الحسد و الكلام السيء الرديء وأكل لحوم البشر و إستغابات الناس و تدمير البيوت العامره
ماذا نستفيد من هذه السلبيه !ألم نتعظ! فهل من مكاسب إكتسبناها من وراء القلوب السوداء أم خسائر جسيمه على الصعيد الشخصي والعام فيمتد ليصل لخسائر جسيمه في الوطن و المال و العيال
فلنحافظ على ما نملك من صفات حميده و نحاول إصلاح أنفسنا دائما فنحن لم نخلق ملائكه لنخلو من العيوب و إنما نحن بشر قابل للتطور و التحسين بكل المجالات فلنعمل جاهدين لنبارز انفسنا و يكون خصمنا هو أخطاء الأمس فنحاربها بدلا من محاربة أنفسنا و أخوتنا و مجتمعنا و لنقارن أنفسنا اليوم بأنفسنا بالأمس لنطور من ذواتنا و أتنافس أنا مع أنا وليس مع زميلي لأحقد على نجاحاته أو أغار من إنجازاته بل اقارن نفسي على حسب قدراتي أنا و أصنع مني شخصا ناجحا طيبا يعطي نفسه ومن حوله بما أنعم الله عليه من موهبه لان لكل منا موهبه معينه في مجال ما مختلفه عن موهبة أخيه أو جاره أو زميله فليركز كل منا على هذه الموهبه و ليعززها و يطورها
اليس هذا سلام مع النفس اليس السلام مع النفس سلام مع الآخرين اليس السلام مع الآخرين هو سلام الآخرين معك اليس هذا كله هو العيش السليم الذي ارادنا الله ان نحيى من أجله وكل يوم نمحي من ذنوبنا الى أن نموت كالرداء الأبيض الطاهر
الله هو السلام هو المحبه
نحن نسعى له ومن أجله ومن اجل اطفالنا ليعيشوا بخير الأرض التي وهبها الله لهم  وطريق واحد هو طريق انتصار الخير و الحب و المبادئ مهما زادت الأعباء مهما زادت الضغوطات مهما زادت من حولنا الشياطين فأرواحنا الخيره أقوى نعم نحن اقوى لأننا أخترنا طريق الصواب
يجب أن نردد دائما أنا أكره الدماء أنا أكره القتل أنا أكره الدمار أنا أكره الظلم
أنا أكره دمعة أخي و صرخة جاري أنا أكره أن نصنع أيتام أنا أكره أن أرعب عجوزا أنا أكره أن أستضعف إمرأة أنا أكره أن أؤذي أعزل أن أقطع شجره أن أقطف زهرة فتدوسها الأقدام أن أجبر عصفورا على الهجره بحثا عن الأمان أنا أكره أن تختبيء القطط تحت الصخور من صوت الرصاص و تختفي السناجب من غاباتنا وتهجرنا الفراشات عقابا للأشرار أنا أكره أن يبقى أطفالنا في الملاجيء لا يعرفون سوى المدافع و النار و الدخان و أصوات النحيب أنا أكره الحروب أنا أكره الدمار
كلنا نكره هذا فلنردد هذه العبارات ليحفظها قلبنا و يعمل بها وجداننا كي نتوقف عن القتل بإسم الدين بإسم المذهب بإسم الطائفه بإسم الحزب بإسم المليشيات بإسم الزعيم و اللئيم و القاتل و السارق بإسم من يحصد ثمار اليتم و الفزع من اولادنا و مستقبلنا ونحن لا نجني سوى الدمار
فلنسعى لنعلم اولادنا معنى المحبه و نبذ التعصب و العنصريه و الطائفيه فلنمحوها فهي لا تخدمكم صدقوني انما تخدم اجندات المفسدين و العملاء و المرتزقه فتكبر مقاماتهم وتعمر جيوبهم بينما انتم تكبر همومكم و احزانكم و فقركم و خوفكم و يتمكم و تضلون بالحداد الاسود على الضحايا بينما يحتفل من زرع الألغام
فالسلام هو الاستقرار، والتنمية لبلادناو الازدهار فالسلام هو التفرغ للإنجازات للرخاء لأن ما يدور في بلادنا العربيه و الشرق أوسطيه وفي أجزاء من العالم محاولات منحرفة وإرهابية لا هدف لها سوي وقف مسيرتنا الإنسانية نحو التقدم والإبداع والمشاركة في صنع الحضارة والمستقبل لأبنائنا، أبنائنا الذين يمثلون أملنا في غد أفضل. فهم الغد وهم الأمل والقادم الجميل.
فلنحارب الارهاب و القتل على الهويه فلنحارب التفجيرات و المفخخات و العبوات اللاصقه فلنحارب الرصاص و الأحزمه الناسفه بالحب و الأمل و التربيه الصحيحه منذ الصغر ونراقب شباب و شابات بيوتنا ونزرع بهم القيم الصالحه قبل ان يخطفهم الأشرار بأفكار الدمار فلنحارب بالحنان الاسري و الدفء فلنحارب البطاله التي تساعد على العنف و الارهاب فلنحارب الفقر و العوز فلنحارب الظلم و الظلمه فلنحارب لكن ليكن سلاحنا الحضارة و العلم و الرقي وليس السلاح و القتل و التفجير فلنرتقي بالعلم و الادب و الفن و العلوم و نصعد بهم نحو السلام
فدورنا نبيل و كل منا عليه مسؤوليه ليعم السلام بلادنا 
السلام الذي نتمني أن يسود الارض كلها لاننا عليها و لانها كلها ارض الله و العباد كلهم لله و ويعم منازلنا ومنازل أحبابنا في كل مكان السعاده …. التي أصبحت كلمة نادره في زمن خال من الحب و السلام
فلا شئ أسعد من أن نشارك بعضنا بعضا الحب والسلام والحلم بستقبل آمن يخلو من الحروب والإرهاب.
أما أطفالنا وفلذات أكبادنا، فلا شئ يساوي فرحتهم التي غابت وابتسامتهم التي اختفت وبراءتهم التي ضاعت انهم كل المستقبل الذي نسعي لآن نبنيه بالحب ونغذيه بطموحاتنا ليصححوا اغلاطنا و يعيشوا بسلام
لأن الحروب و الارهاب و العنف  لا تأتي إلا بالخراب، واطفالنا أول من يقاسي ويلات الحروب والإرهاب، فلا شئ أسوأ من نتائجها.
هذه المدافع التي تنطلق كي تسلب أرواح أحبابنا وتهدم بيوتنا لا قدرة لديها علي التمييز، لا تتوقف أبدا لتفكر للحظة وتسأل نفسها عن الدمار الذي يمكن أن تخلفه بمجرد انطلاقها بعيدا عن فوهات البنادق ومواسير الدبابات. لا تتوقف للحظة لتسأل نفسها، كيف أقتل طفلة بريئة أو طفلاً يحمل زهرة في الطريق ليهديها لأمه أو أبيه، أو معلمته في المدرسة.
حين تدق طبول الحرب.
ويعلو نفيرها نضع أيدينا علي قلوبنا.
ونخشي من عماء هذه القنابل والدانات.
نتمني أن يشعر مشعلو الحروب أنهم بما يخططون من معارك ويحركون من جيوش يضعون أرواح بريئة رهن الخطر والضياع. يقطفون الزهر فوق أعواده فيما هو يفوح ليملأ لهم ولنا المكان برائحته
فلنبدأ بالسلام بيننا لتجتمع كلمتنا و نتوحد ليهابنا اعداء السلام القادمين من اماكن اخرى